| ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الثلاثاء مايو 27, 2008 6:18 am | |
|
سيدي أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى
نسبه ومولده
هو السيد العارف بالله , الوارث المحمدي المحقق سيدي أبو الحسن علي ابن عبد الله الشاذلي المغربي , ينتهي نسبه إلى سيدي
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين , شيخ الطريقة الشاذلية .
ولد في غمارة قرب سبته من قرى إفريقية , تفقه وتصوف في تونس , وسكن مدينة (شاذلة ) ونسب إليها .
رحل إلى بلاد المشرق فحج ودخل العراق ثم سكن الإسكنرية , توفي بصحراء (عيذاب ) في طريقه إلى الحج
سنة 656 للهجرة
. أخذ الطريقة عن الشيخ عبد السلام عن أبي مدين شعيب عن سيدي عبد القادر الجيلاني رضوان الله عيهم أجمعين , وقد خلفه في
الطريقة سيدي أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى .
تعرفه على شيخه عبد السلام بن مشيش رحمه الله تعالى
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي : لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله , وكنت
أطلب القطب , فقال لي : ((تطلب على القطب بالعراق وهو في بلادك , ارجع إلى بلادك تجده )) فرجعت إلى المغرب إلى أن
اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصّديق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني .
قال رضي الله عنه : لما قدمت عليه وهو ساكن مغارة برباطة في رأس الجبل اغتسلت في عين في أسفل الجبل وخرجت عن
علمي وعملي وطلعت عليه فقيراً وإذ به هابط علي , فلما رآني قال مرحباً بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار , فذكر نسبي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال لي : ياعلي طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة , فأخذني منه
الدهش فأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله على بصيرتي .
من مناقبه
قال سيدي ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن : أخبرني الشيخ مكين الدين الأسمر قال : حضرت في المنصورة في
خيمة فيها سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والشيخ مجد الدين علي بن وهب , والشيخ
محي الدين بن سراقة , والشيخ أبو الحسن الشاذلي ورسالة القشيري تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ الشاذلي صامت إلى أن
فرغ كلامهم فقالوا له : ياسيدنا نريد أن نسمع منك شيئاً , فقال لهم أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم , فقالوا لابد أن نسمع منك
فسكت الشيخ ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الغريبة , فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال
اسمعوا هذا الكلام القريب العهد من الله .
قال سيدي أبو العباس المرسي في كتاب أرسله لبعض أصحابه في تونس : ...فإني صحبت رأساً من رؤوس الصديقين وأخذت منه
سراً لايكون إلا لواحد بعد واحد وبه أفتخر وإليه انسب وهو سيدي أبو الحسن الشاذلي .
وكان رضي الله عنه يقول : إذا عرض لك عارض يصدك عن الله فاثبت , قال الله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا
واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) "الأنفال 45"
وكان يقول : إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة , ودع الكشف , وقل لنفسك : إن الله ضمن لي العصمة
بالكتاب والسنة , ولم يضمنها في جانب الكشف والإلهام.
وفاته
توفي رحمه الله تعالى سنة 656 للهجرة وعمر 63 سنة وهو في طريقه إلى الحج , ففي إحدى الليالي جمع أصحابه وأوصاهم ,
وقال لهم إذا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي وسيكون له مقام عظيم .
وفي الليل بات متوجهاً إلى الله تعالى تلك الليلة ذاكراً متضرعاً , وسمعته يقول إلهي إلهي حتى انشق الفجر , فلما كان وقت السحر
سكت فظننا أنه نام فكلمناه فلم يتكلم فحركناه فلم يتحرك , رحمه الله تعالى ورفعه منازل الصديقين ونفعنا به وبخلفائه . آمين . | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الجمعة يونيو 06, 2008 4:17 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد قبلة أرواح المحبين وآله وصحبه وعن ساداتنا أجمعين أشئ لله يا سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عن الأمام الشاذلي ونفعنا الله وأياكم به جزاك الله خير الجزاء أختي المباركة زينب عن سيدنا أبو الحسن وعنا لقد عطرتي الرواق بسرته العطرة
| |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الأحد يونيو 08, 2008 10:52 am | |
| | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه السبت يونيو 21, 2008 8:42 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه نسبه هو سيدي أحمد بن عمر الأنصاري المرسي الشاذلي المالكي المرشد المربي العارف بالله قطب الزمان وارث سر سيدي أبي الحسن الشاذلي وخليفته رضي الله عنهما. اشتهر بكنيته أبو العباس وبلقبه المرسي نسبة إلى بلدة مرسية التي ولد فيها سنة 616 هجرية. سلوكه تلقى سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه التصوف على يد شيخه الصوفي الأشهر سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه الذي التقى به سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه في تونس في سنة 640 هجرية، بعدما تزوَّد بعلوم عصره كالفقه والتفسير والحديث والمنطق والفلسفة، وجاء أوان دخوله في الطريق الصوفي وتلقيه تاج العلوم : التصوف. وصحَّت صحبة سيدي أبى العباس رضي الله عنه لشيخه الشاذلي، وصار من بعده إماماً للطريقة الشاذلية، وكان قبلها قد تزوَّج بابنة شيخه. ومن المأثورات المروية عن سيدي أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه، الدالة على المكانة الروحية لتلميذه سيدي أبى العباس رضي الله عنه قوله: يا أَبَا العبَاَّسِ ؛ واللهِ ما صَحَبْتُكَ إِلاَّ لِتَكُـــونَ أَنْتَ أَنَـــا ، وأَنـَـا أَنْتَ .. يا أَبـَــا العَبَّـــاسِ؛ فِيكَ مَا فِى الأَوْلِيَاءِ، وَليْسَ فِى الأَوْليَاءِ مَا فِيكَ. ومن مأثورات سيدي أبى الحسن الشاذلي رضي الله عنه التي اشتهرت بين الصوفية، عبر مئات السنين ، قوله: أبُو العبَّاسِ مُنْذُ نَفــَــذَ إِلى اللهِ لَمْ يُحْجَبْ، وَلَوْ طَلَبَ الحِجَابَ لَمْ يجـِــدْهُ.. وأَبُو العبَّاسِ بِطُرُقِ السَّمَاءِ، أَعْلَمُ مِنـْـهُ بِطُرُقِ الأَرْضِ! كان سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يقول مفتخراً بسيدي أبو العباس يأتي الأعرابي إليه يبول على ساقيه فيخرج من عنده عارفاً بالله . يقول سيدي أبو العباس مفتخراً ومتحدثاً بنعمة الله عليه والله لو حجبت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عيناي طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين . كان يقول رضي الله عنه والله ما سار الأولياء من قاف إلى قاف حتى يلقوا واحداً مثلنا فإذا رأوه كان يغنيهم . وكان يقول رضي الله عنه شاركنا الفقهاء فيما هم فيه ولم يشاركونا فيما نحن فيه فكان رضي الله عنه يتكلم في سائر العلوم وكل اللغات والألسن وكان لا يتحدث إلا في العقل الأكبر والاسم الأعظم والأسماء والحروف ودوائر الأولياء والمقامات والمقربين من العرش وعلوم الأسرار . وكان يقول رضي الله عنه وهو يمسك بلحيته ويقول لو علم علماء العراق والشام ما تحت هذه الشعرات لأتوها ولو على وجوههم . وكان يقول رضي الله عنه والله ما دخل بطني حرام أبداً وكان له ستون عرقا ينفض ويضطرب إذا اقتربت يده من طعام فيه شبهة وكان النور يتلألأ من بين أصابعه . مُقامه في الاسكندرية وفى سنة 642 هجرية، وصل سيدي أبو العباس رضي الله عنه مع شيخه الشاذلى قدس الله سره إلى الإسكندرية، واستقرا بحى كوم الدِّكة. وبلغ من زهده أنه أقام بالاسكندرية ستاً وثلاثين سنة ما رأى وجه واليها ولا أرسل إليه وطلبه الوالي للاجتماع فأبى . قال رضي الله عنه أطلعني الله عز وجل على الملائكة ساجدة لآدم عليه السلام فأخذت قسطي من ذلك ثم أشد يقول ذاب رسمي وصح صدق فنائي وتجلت للسر شمس سمائي و تنزّلت في العوالم أبدي ما انطوى في الصفات بعد صفائي تولَّى سيدي أبو العباس رضي الله عنه مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة سيدي أبى الحسن الشاذلى رحمه الله سنة 656 هجرية وكان عمره آنذاك أربعين سنة. وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف حتى وفاته 686 هجرية، بعد أن قضى أربعةً وأربعين عاماً فى الإسكندرية ، سطع خلالها نجم الطريقة الشاذلية فى الآفاق. وفاته رحمه الله كانت وفاته رحمه الله سنة 680 هـ عند وفاته ، دُفن سيدي أبو العباس رحمه الله فى الموضع الذى يحتله اليوم مسجده الكبير بالإسكندرية . وكان هذا الموضع وقت وفاته، جبانةً يُدفن فيها الأولياء. وقد أُقيم سنة 706 هجرية بناءً على مدفنه؛ ليتَميَّز عن بقية القبور من حوله، فصار البناءُ مزاراً،ثم صار مسجداً صغيراً بناه زين الدين القَطَّان وأوقف عليه أوقافاً؛ وأُعيد بناء المسجد وتم ترميمه وتوسيعه سنة 1189 هجرية. نسأل الله ان ينفعنا بسيدي أبو العباس المرسي وبعلومه . آمين مراجع علمية الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلى(دار الكتب الحديثة ، القاهرة )
[/center] | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الخميس يونيو 26, 2008 10:20 am | |
| سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه نسبه : هو تاج الدين سيدي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الحمن بن عبد الله بن أحمد بن عيسى بن الحسين بن عطاء الله الجذامي نسباً المالكي مذهباً الاسكندري داراً القرافي مزاراً الصوفي حقيقة الشاذلي طريقة أعجوبة زمانه ونخبة عصره وأوانه الجامع لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وتصوف ونحو وأصول وغير ذلك قطب العارفين وترجمان الواصلين ومرشد السالكين رضي الله عنه وأرضاه .
سلوكه طريق أهل الله : كان رضي الله عنه في أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى أنه كان يقول : من قال أن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل ولكن بعد أن سلك على يد أهل الصوفية وعرف مقامهم قال : كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام . قال رضي الله عنه في كتابه لطائف المنن : جرت بيني وبين أحد أصحاب سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه قبل صحبتي له وقلت لذلك الرجل : ليس إلا أهل العلم الظاهر وهؤلاء القوم يدّعون أموراً عظيمة وظاهر الشرع يأباها ، قال رحمه الله وسبب اجتماعي به أن قلت في نفسي بعد أن جرت تلك الخصومة : دعني أذهب أنظر إلى هذ الرجل فصاحب الحق له أمارات . قال فأتيته فوجدته يتكلم في الأنفاس التي أمر الشارع بها فأذهب الله ما كان عندي وصار رحمه الله من خواص أصحابه ولازمه اثني عشر عاماً حتى أشرقت أنواره عليه وصار من صدور المقربين . كان رحمه الله ونفعنا بأسراره متكلماً على طريق أهل التصوف واعظاً انتفع به خلق كثير وسلكوا طريقه قال له مرة شيخه سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه إلزم فوالله لئن لزمت لتكونن مفتياً في المذهبين - يريد مذهب أهل الشريعة ومذهب أهل الحقيقة – ثم قال والله لا يموت هذا الشاب حتى يكون داعياً إلى الله وموصلاً إلى الله والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك شأن عظيم والله ليكونن لك كذا وكذا فكان كما أخبر من كراماته رضي الله عنه أن رجلاً من تلامذته حج فرأى الشيخ في المطاف وخلف المقام وفي المسعى وفي عرفة . فلما رجع سأل عن الشيخ هل خرج من البلد في غيبته في الحج فقالوا لا ، فدخل وسلم على الشيخ فقال له سيدي بن عطاء الله رضي الله عنه من رأيت في الحج في سفرتك هذه من الرجال فقال الرجل يا سيدي رأيتك . فتبسم وقال : الرجل الكبير يملأ الكون ومن كراماته رضي الله عنه أن الكمال بن الهمام رضي الله عنه الفقيه المحدث زار قبره فقرأ عنده سورة هود حتى وصل إلى قوله تعالى ( فمنهم شقي وسعيد ) فأجابه من القبر سيدي ابن عطاء الله بصوت عال : يا كمال ليس فينا شقي . فأوصى الكمال بن الهمام رضي الله عنه أن يدفن هناك . وكان ابن تيمية معاصراً له وله معه مناظرات عديدة في جامع الأزهر استطاع فيها الشيخ سيدي بن عطاء الله رضي الله عنه أن يقيم الحجة على ابن تيمية .
مؤلفاته : وله مؤلفات كثيرة رحمه الله تعالى ومتداولة سارت بذكرها الركبان منها الحكم العطائية التي أفرد كثير من العلماء كتبهم في تفسير تلك الحكم ذات العبارات الرائقة والمعاني الحسنة الفائقة قصد فيها إيضاح طريق العارفين والموحدين وتبيين مناهج السالكين حتى قالوا في حق الحكم العطائية كادت أن تكون الحكم قرآناً يتلى ، ومن كتبه رضي الله عنه التنوير ومفتاح الفلاح وتاج العروس وعنوان التوفيق في آداب الطريق – شرح بها قصيدة الغوث أبو مدين – ومن كتبه القول المجرد في الاسم الفردتوفي رضي الله عنه بالمدرسة المنصورية بمصر سنة /709/هجرية ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها ومقامه يزار يتوسل به الصالحون ويتبرك فيه الصغير والكبيرنفعنا الله به وبعلومه ...آمين [/b][/center] | |
|
| |
زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الجمعة يونيو 27, 2008 11:31 am | |
| سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي حفظه الله تعالى
نسبه ومولده حفظه الله
هو سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي شيخ الطريقة الشاذلية,الموشي مولدا,الخالدي نسباً(إلى سيدنا
خالد بن الوليد), المرعشي مسكنا(تركيا),الشافعي مذهبا,حفظه الله تعالى ورعاه. نشأ في أسرة
اشتهرت بالتقوى والصلاح والعلم وكان جده الشيخ عبد الله جامي رحمه الله من العلماء البارزين
في وقته أما والد الشيخ رحمه فقد انضم إلى المجاهدين ضد الغزو الروسي لبلاد المسلمين أيام
الدولة العثمانية وكان مشهورا بشجاعته وعلمه.
طلبه للعلم
تابع الشيخ دراسته في العلم الشريف على يد العلامة حق شوناس وبدأ في نفس الوقت بالسير
والسلوك على طريقة السادة النقشبندية عند سيدي الشيخ إبراهيم حقي رحمه الله , وأخذ علم الفقه
واللغة العربية عن الشيخ عبد الهادي العمري البوطي رحمه الله والشيخ عبد الرحمن العمري
وكذلك تتلمذ على يد الشيخ محمد ظاهر الملاذ كردي رحمه الله . وهو معروف حفظه الله بقلة
كلامه وقلة طعامه وكثرة الصيام وحبه للخلوات وكانت أكثر خلواته شهرا كاملا, وعنده حفظه الله
الكثير من الإجازات العلمية في الفقه والحديث والقرآن والتزكية. ورغم أنه شافعي المذهب إلا أنه
متوسع في الفقه الحنفي وقد قرأ كتاب حاشية ابن عابدين أكثر من سبع مرات دراسة وتدريسا
وأصبح مرجعا لكثير من دوائر الإفتاء في تركيا بجانب اشتغاله بالطريق.
بحثه عن الوارث المحمدي
وبعد وفاة شيخه الشيخ إبراهيم حقي اخذ يبحث عن مرشد جديد وقد استغرق مدة سبعة عشر عاما
في البحث عن هذا المرشد , وخلال هذه الأعوام كان مجاهدا لنفسه على طريقة الإمام الغزالي
رحمه الله وكان كثير الخلوة , حتى أكرمه الله بالالتقاء بالشيخ المربي سيدي عبد القادر عيسى
الحسيني الحلبي وتريث بالمبايعة حتى يستخير الله , إلى أن أوقفه الله تعالى على حقيقة هذا
الطريق الشاذلي المبارك فأرسل إلى الشيخ يستأذنه في المجيء إليه , فبايعه و التزم طريقته
وأدخله الخلوة وبعدها أذن له بالإذن العام ثم الخاص ثم الخلافة وهو الآن خليفة الشيخ عبد القادر
عيسى الحسيني الشاذلي وله إذن خطي بهذا الشأن. وقد اشتهر بتمسكه الشديد بالكتاب والسنة
المطهرة والالتزام بالشريعة الغراء ومن أهم ما يأمر به تلاميذه التمسك بالشرع الشريف والسنة
النبوية السنية , وكثرة الذكر وقراءة القرآن الكريم بتدبر , والأخذ بالعزائم وملازمة حلقات العلم .
من مؤلفاته :
1 .نداء المؤمنين في القرآن المبين .
2.صفات المؤمنين في القرآن المبين .
3.الدرر البهية في الوصايا الجامية .
4.سوانح قلبية .
************************************ | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: سيدي العز بن عبد السلام السبت يونيو 28, 2008 12:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ترجمة سيدي العز بن عبد السلام قدس الله سره في هذه العجالة، نتحدث عن شخصية إسلامية فريدة، بعقيدتها، بأعمالها، بصدقها، جعلتها قريبة من قلوب المسلمين أجمعين فلا تجد مسلماً إلا معتقداً بها وبصدق مقالها، ولا تجد عابداً إلا مقراً بخصوصيتها وعلو مقامها، ولا تجد عارفاً إلا شاهداً على ولايتها وكمال عبوديتها وطاعتها لله تعالى ومحبتها لرسوله صلى الله عليه وسلم. ولادته وطفولته
ولد رضي الله تعالى عنه في دمشق سنة 577هـ لأسرة فقيرة وأب أجهده التعب يجوب الأسواق باحثاً عن عمل. فلم يرَ أمامه سوى أعمال شاقة تارة أو متعبة تارةً أخرى، فيستعين بابنه العز أو (عبد العزيز) في إصلاح الطرقات أو حمل الأمتعة أو تنظيف ما أمام المحلات التجارية. وحين توفي والده لم يقوَ على القيام بهذه الأعمال وحيداً ولم يجد هذا الصبي مكاناً يأوي إليه، فذهب إلى شيخ تعرف عليه في الجامع الأموي فسمح له أن يشتغل في الجامع مساعداً الكبار في أعمال النظافة وحراسة نعال المصلين أو أهل الحلقات، وهو في غمرة بؤسه وحرمانه كانت تتناعى لأسماعه كلمات يقولها شيوخ الحلقات فتهب نفسه وتثير خياله وتنقله إلى عالم آخر حيث لا جوع ولا بؤس. أهكذا كان العز بن عبد السلام ؟ هل هذا هو بائع الملوك؟ نعم هكذا دائماً تكون البداية ستراً وخفاءً وبؤساً وشقاءً وحرماناً حتى يأتي النعيم المقيم والعز والقوة. كم حاول هذا الفتى الصغير أن يدخل جسده النحيل مرات ومرات بين الأشخاص الجالسين في حلقات العلم فلا يسمع سوى التقريع والمهانة والطرد آخراً لماذا؟ ألأ نه كان رث الثياب ممزقها؟ أم لصغر سنه وحداثة عهده بالعلم؟ هذه القشور التي حكمت وما تزال تحكم الواقع العلمي تظل عقبةً أمام النفوس الطموحة والعقول التواقة إلى المعرفة، والفارغ يبقى فارغاً ولو كبر، والعاقل يبقى عاقلاً وإن صغر. لقائه بشيخه رحمهما الله
نعم بكى العز بن عبد السلام كثيرا لحرمانه العلم فكان يتكور على نفسه ويندب ويتوه لحرمانه العلمي، حتى رآه الشيخ الذي ألحقه بالجامع وهو الفخر بن عساكر صاحب حلقة الفقه الشافعي يبكي، فسأله عن السبب، فروى له ما حصل فطيب الشيخ خاطره ووعده أن يتعهده فقبَّل يد الشيخ وسأله متى يبدأ تعليمه، فقال له منذ الغد ويمضي العز بن عبد السلام صباحاً إلى المسجد وكله أمل وعزيمة وتفاؤل، فيأخذه الشيخ إلى مكتب ملحق بالمسجد ليتعلم القراءة والكتابة والخط وحفظ القران وتعهد الشيخ بدفع نفقة الصبي. وتمضي الأيام ويزداد صبر العز بن عبد السلام وتوقه على طلب العلم فيحفظ القران ويتقن القراءة والكتابة والخط الحسن، ويلتقي بشيخه ابن عساكر ليعلمه بتطوره العلمي في مجال القرآن، قراءة وكتابة وفهماً وتطبيقاً، فيزداد ابن عساكر إعجاباً وثقة بذكائه ونجابته وحسن صبره وبشاشته رغم فقر الولد المدقع وتمر الأيام وينهي العز بن عبد السلام حفظه للقران، وبذلك ينتقل من المكتب الملحق بالمسجد إلى حلقة الإمام ابن عساكر نفسها بعد أن اشترى له شيخه الكتب والثوب الصالح لحضور حلقة العلم. ولنعّرج قليلاً على شيخه ابن عساكر الشافعي: هذا الشيخ الذي كان له الفضل العظيم في بداية أمر العز بن عبد السلام العلمية فقد دعا له صغيراً وتعهده بماله وبحاله وبعلمه عندما شب واخضر عوده، كان الشيخ زاهداً، ورعاً، كثير الصدقات، واسع المعرفة، شديد الحياء مرحاً، متألق الظرف، ومع ذلك كان خطيباً لاذعاً لا يخاف في الحق لومة لائم. فتأثر تلميذه العز بن عبد السلام بكثير من خصاله وسجاياه. عندما انتهى يومه الأول في الحلقة عاد في زاويته المعهودة في ركن من أركان المسجد الأموي متفكراً: إنه الآن بحاجة إلى المال من اجل دفء المسكن والثوب اللائق والطعام الطيب وشراء الدفاتر والأقلام والأوراق والمحابر، فالشيخ ابن عساكر قد كفىّ ووفىّ ويخجل أن يطلب منه المزيد كما انه يخجل أن يطلب منه أن يفتش على عمل ليحصل على مال يساعده على متطلبات طلب العلم. هذه الليلة كانت طويلة مليئة بالأفكار وبعد جهد جهيد، نام، وكانت تلك الليلة، رغم برودة وجفاف أفكارها باردة وجافة في مناخها، فاحتلم العز بن عبد السلام فقام ونزل في بركة فحصل له جهد جهيد من البرد، فأسقط جنابته ثم نام، فاحتلم ثانية، فعاد فاغتسل فأُجهد حتى كاد أن يموت ثم نام، فاحتلم ثالثاً فقام إلى البركة بتعب شديد جداً فأغمي عليه من شدة البرد ثم سمع نداءً يقول له: (يا عبد السلام: أتريد العلم أم العمل؟ فقال بل العلم لأنه يهدي إلى العمل). وعندما أصبح، قصّ لشيخه ابن عساكر ما كان من أمر تلك الليلة فقال له شيخه: "لقد بلغت مبلغ الرجال، وهذا النداء هاتف من السماء يأمرك أن تهب نفسك للعلم" فلزم الشيخ العز بن عبد السلام شيخه وتعلم منه يوماً بعد يوم، وحفظ متون الكتب ككتاب "التبين" للإمام الشيرازي. وكان يواصل ليله بالنهار في طلب العلم حتى أنه تأتي عليه ليالٍ لا ينام فيها أبداً. وبقي على هذه الحال عشر سنوات حتى أصبح أحد أفذاذ العلماء في المذهب الشافعي. وقد قيل أنه بلغ الاجتهاد فيه. ثم عكف على دراسة الحديث الشريف وغيره من فروع العلم. ومع ذلك لم يزدد طلبه للعلم إلا جوعاً له. فسافر إلى بغداد سنة 599 هجري ثم عاد بعد أن أشبع نهمه العلمي من التحصيل الدراسي وقد أصبح إماماً في الإفتاء، عالماً متفنناً بارعاً. تولّى الخطابة والتدريس بعدها في زاوية الإمام الغزالي ثم انتقل إلى مرحلة أخرى أوسع مدىً وتأثيراً حين عينه والي دمشق إماماً للجامع الأموي الكبير فيها. فقبل منه ذلك لكن بعد أن اشترط عليه شرطاً: وهو أن يطلق يده بالإصلاح. نعم هنا بدأت مرحلة العمل بالعلم. فنهمه العلمي وجد منفذاً لتطبيقه وهذا توفيق من الله تعالى للعلم أن يوفقه للعمل بما يعمل لأنه بذلك ينقله، بعد حين، إلى علم آخر يهدي به نفسه إلى طريق التحقيق هذا هو أنموذج العالم الصحيح الذي عينه الله ورسوله فالمنصب أتى زحفاً إليه ولم يسعى هو كالكلب يلهث وراءه وعمله هباءً منثوراً، نعم قليلون هم المخلصون الذين يقولون (لا إله إلا الله محمد رسول الله). ووافق والي دمشق وحاكمها على شرط العز بن عبد السلام العالم، فتصدّر للإفتاء والقضاء والخطابة، فكانت تأتيه الفتاوى من شتّى أنحاء العالم الإسلامي ويرد عليها أحسن رد، رد عالم عامل. وكما هي عادة الله تعالى مع أصفياءه أن يقلب عليهم أهلهم وأحبابهم حتى يردَّهم إليه، كذلك حدث مع العز بن عبد السلام في مرحلته الأخيرة في دمشق. فالزمان هو أول القرن السابع الهجري، والحدث هو خيانة والي دمشق الصالح إسماعيل بن العابد، والمؤرخون يذكرون زاويتين مختلفتين: فمنهم من يقول أن الصالح إسماعيل استعان بالفرنجة لقتال ابن عمه حاكم مصر نجم الدين أيوب بسبب خلاف كان بينهما، والرواية الأخرى نصها أن الصالح إسماعيل سلم قلعة صفد إختياراً للفرنجة ولكن مع توفيق بين الحديثين، ولعل تسليم قلعة صفد أدى إلى الخلاف بين الصالح إسماعيل ونجم الدين أيوب فاستعان الأول بالإفرنج فكان هذا الحدث البارز مسيراً لحفيظة سلطان العلماء الذي اعتبره عملاً من مخالفاً للشرع الإسلامي لأن الله تعالى نهى عن موالاة الكافرين فاتهمه العز بن عبد السلام بالخيانة العظمى وأقرها علانية في خطبة الجمعة التي حضرها والي دمشق في الجامع الأموي فعندما انتهت الخطبة الأولى جلس العز بن عبد السلام ثم قام في الخطبة الثانية فلم يدعُ للوالي كما كانت العادة جارية في الإسلام بل أعلنها وبالصراحة أن الملك خائن ويجب خلعه لأنه لا ولاية لخائن الله أكبر!!! ما أحلى صوت الحق أمام السلطان الجائر كم كنت مقداماً يا سيدي عندما أعلنتها وحدك وسكت عنها الكثيرون وأين كانوا؟ ولعلهم كانوا يؤدون فروض الولاء والطاعة لولي نعمتهم الوالي ناسين أن علمهم الذي تعلموه ليخدموا به المسلمين كان ذريعة خسيسة منهم وصلوا بها إلى مآربهم ثم تركوه خارج أسوار قصر الملك. إنهم كلاب السلطة الذين يتكررون في كل عصر، يشترون بالمال ويرضون بالمناصب. نعم يا سيدي وبفخر تقال وتسطر، كنت سيد الوقت ورَجُلُه، كنت سيد العلماء وسيد السلاطين، وسرت عليهم بإيمانك، بعقائدك التي لم تتزلزل، وثوابتك التي لم تتزعزع. كم نحن بحاجة لأمثالك لينهضوا بأمتنا من الحضيض ويرونا بصيص النور ويضعونا على طريق الحق ويأخذوا بأيدينا إلى دين الإسلام، لا دين المصالح والشهوات، لا دين المناصب والكراسي، لا دين الأكل والموائد. نعم يا سيدي كنت بحق حامٍ لهذا الدين، وحامٍ للإسلام في عصرك. كما هو متوقع لم ترُق هذه الكلمات للوالي الصالح إسماعيل فأمر زبانيته أن تسجن العز بن عبد السلام. نعم سجن الحق ولكن ليس تغييباً للعز كما ظن الوالي بل أراد الله تعالى أن يكون سجن العز تعريفاً بمقامه وزيادة في ترقية في مقامات العلماء العاملين. وهنا تحركت غيرة الشعب وعلماءه الصادقين مطالبين بالإفراج عنه، فأرسل الملك رجل إلى العز بن عبد السلام في سجنه وقال له: أن الملك مستعد أن يفرج عنه مقابل أن يعتذر العز بن عبد السلام للملك ويقبل يده. كانت تلك محاولة واضحة لشراء الحق ووضعه في سجن الباطل، وإسكات صوت الإسلام النقي الصافي الذي خرج من باطن كبواطن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. قال العزعبد السلام: يا هذا إني والله لا أرضى أن يقبل يدي فضلا عن أن أُقَبِّل يده، يا ناس انتم في واد وأنا في واد والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به) فاغتاظ الملك في عقوبته. وعندما حان وقت المعركة أخذه سجيناً إلى ميدان المعركة وضرب خيمته بجانب خيمة العز. وعندما حضر وفد من الإفرنج إلى الملك الصالح إسماعيل سمعوا صوتاً قريباً من خيمة الملك، وكان هذا الصوت هو صوت العز بن عبد السلام يتلو القران في خيمته، فقال الملك لأعضاء الوفد: أتسمعون هذا القارئ ؟ قالوا: نعم، قال إنه من أعظم قساوسة المسلمين لكني غضبت عليه وسجنته لأنه اتهمني بالخيانة لأنني أعطيتكم بلدين من بلادنا وحالفتكم. فقال له الوفد:لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا ماءهما) ما هذا؟ ما أعظم محبتهم لقساوستهم إن كانوا على الحق، وما أعظم استحقارنا لمشايخنا أن جاؤونا بالحق ونفوسنا له كارهة، والمفارقة أن السلطان يعلم جلالة قدر العز بن عبد السلام فيقول لهم: (من أعظم قساوسة المسلمين) ومع ذلك يعصي أمره ظاناً منه أن السلطة الإدارية مفترقة افتراقاً تاماً عن الدين وهذا ما يغذيه أعداء الإسلام منذ أعد الأزمنة حتى أصبح اليوم واقعاً ملموساً في بلاد المسلمين، فأصبحت اسماً دون مسمّى. وحان وقت المعركة فالتقى الجيشان فأخزى الله تعالى جيش الملك الصالح وأنصاره الصليبيين ونصر الملك نجم الدين أيوب، فانتقل العز بن عبد السلام رضي الله تعالى عنه إلى مصر بدعوة من الملك نجم الدين أيوب واستقبله استقبالاً كبيراً في مصر وعهد إليه جميع وظائفه التي سلبها منه الناصر إسماعيل وهنا بدأت مرحلة ثانية في تاريخ العز بن عبد السلام حافة بالمفاجآت والحوادث غير المتوقعة.
[/b][/center] | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: تابع سيدي العز بن عبد السلام السبت يونيو 28, 2008 12:24 pm | |
| تصوفه:
يعد الحدث الأهم في حياة سيدنا العز بن عبد السلام هو تصوفه، أي انتقاله من العالم قاضي القضاة الفقيه إلى العالم قاضي القضاة الفقيه الصوفي العارف المحقق. وتصوفه هذا حقيقة حتمية وإن شكك بها كثير من الناس، عوامهم وعلماءهم، وهو ناجم عن إيمان وإخلاص وصدق، فكل صادق لابد أن يسلك طريق التصوف، طال به الزمان أم قصُر، كما حدث مع سيدنا الحارث المحاسبي، وسيدنا الغزالي، وغيرهم.
والمفارقة التي تعترينا هي إنكار سيدنا العز بن عبد السلام لطريق التصوف بادئ أمره شأنه شأن غيره من المنكرين، لكن التاريخ يذكر لنا أن سيدنا ابن عبد السلام تتلمذ على يد الشيخ السهروردي وهو شيخ من مشايخ الطريقة النقشبندية، ويعتقد أن فترة سلوكه هذه كانت فترة تهذيب ومجاهدة وصقل للنفس – ولا أعتقد أنها تكللت بالفتح وإلا لم يكن لينكر على المتصوف بعدها – إلا أن هناك دافعاً كبيراً يدفع العز بن عبد السلام لسلوك طريق الحقيقة بعدما أصبح إماماً في طريق الشريعة ومع ذلك يعتريه شك مقلق دافعاً به للقول هل لنا طريق غير الكتاب والسنة وما التصوف إلا الكتاب والسنة حتى حصل اجتماعه لسيدنا أبي الحسن الشاذلي قدس الله سره. حيث أنه سمع بقدمه من تونس فظنه أحد المشعوذين أو الدجالين. وكان عندها سيدنا بن عبد السلام قاض للقضاة. فجمع شُرَطَة وأخذ القيد وعزم على القبض على سيدنا الشاذلي. وعندما قصد بيته صادفه شخص فقال له: "إني عازم على القبض عليه"، فقال له ذلك الشخص: "أسمعته حتى تتبين صدقه من كذبه"، فقال العز: "لا، صدقت"، فجعل القيد في خصره – وهكذا تبدل موقف الإنكار إلى موقف الحياد – فتوجه إلى منزل سيدي الشاذلي ودخل عليه وأبقى عسسه خارجاً. وشرع يسأله عن أسئلة دقيقة في علم التوحيد فيشير سيدي الشاذلي قدس سره إلى أصغر تلامذته ليجيبوه، وهكذا حتى سأل العز عن مسألة فتكلم سيدي الشاذلي بالمعارف والأذواق فأذعن سيدي ابن عبد السلام وجلس بين يدي سيدي الشاذلي متأدباً. وقال له: "والله لقد تبت يا سيدي"، وأنكب على يديه يقبلهما. فقال له سيدي الشاذلي: "أين القيد، والله إلا قيدتني" فعندها قام سيدي ابن عبد السلام متعجباً. وقال سيدي الشاذلي قوله المشهور: أولياء الله عرائس، ولا يرى العرائس المجرمون".
وهكذا أصبح سيدي ابن عبد السلام يتردد على مجلس سيدي الشاذلي، متخفياً بزي إعرابي مرة، وبزي مزارع مرة أخرى، حتى حضر مجلساً له، وكان سيدي العز بن عبد السلام ملثماً: فتكلم سيد الشاذلي مرة بشرح به الرسالة القشيرية، فعندها قام سيدي العز بن عبد السلام وكشف لثامه وأصبح يجري في صحن الجامع قائلاً: "اسمعوا هذا الكلام الغريب العجيب القريب العهد من الله". ومن ذلك الوقت سلك سيدي ابن عبد السلام الطريق على يد سيدي الشاذلي، وحضر مجالسه، سواءً في المساجد أو في خيمة الحرب التي عقدت إبان الغزو الصليبي في واقعة المنصورة. حتى فتح عليه. وأصبح إماماً في طريق التصوف، فحاز بذلك رتبتي العلمين الظاهر والباطن. ويشهد بذلك كتابة: "زيد خلاصة التصوف". الذي نقد فيه منكري التصوف وفسر إشارات أهل الطريق وألف أحلى العبارات وأرق الأشعار التي تدل على علو مقامه في طريق التصوف. كيف لا وهو تلميذ سيدي أبي الحسن قدس الله سره. وقد مدح في مقدمه كتابه زبد خلاصة التصوف، طريق القوم قائلاً:"مما يدلك على شرف طريق القوم وأنهم قعدوا على قواعد الشريعة وغيرهم قعد على الرسوم مما يقع على أيديهم من الكرامات والخوارق ولا يقع شيء من ذلك على يد فقيه ولو بلغ في العلم ما بلغ حتى يسلك طريقهم".
وحقيقة، قصة تصوفه مع واقعيتها، فهي غريبة مثيرة، إذ نلاحظ فيها انتقالاً مفاجئاً من موقف هجومي على الصوفية إلى موقف دفاعي عنهم ومن منكر لعلومهم إلى محقق لها. ويمكن أن تعزو ذلك إلى عاملين:
أولهما- المرشد الكامل: سيدي أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره العظيم، صاحب الطريق القويم والتوصيل الأعظم إلى الله تعالى.
ثانيهما- الصدق: صدق سيدي العز بن عبد السلام في حاجته لعلم تصفية وتهذيب النفس بعد تحققه التام بعلم الشريعة فهو مجتهد اجتهاداً مطلقاً في المذهب الشافعي. ومع ذلك قرر سلوك طريق القوم حتى التقط درة الحقيقة.
ومن قصة تصوفه نستنتج معاني كثيرة:
أولها: ألا نقنع بعلمنا الظاهر بل أن نمشي على طريق سلفنا الصالح الذين كانوا محققين في علمي الشريعة والحقيقة.
ثانيها: أن طريق التصوف طريق شرعي وهو في الحقيقة تطبيق للكتاب والسنة فالطريقة تطبيق للشريعة حتى تصل إلى الكمال وهو شهود الحقيقة في الشريعة. إذ لو كان هذا الطريق غير شرعي وسيدي الشاذلي قدس الله سره صاحب بدعة – وحاشاه – لما سلك سيدي العز بن عبد السلام وهو فقيه الأمة وقاضي قضاة هذه الطريقة. وهكذا تربى سيدي ابن عبد السلام في كنف المدرسة الشاذلية، فأصبح أحد دعاتها حالاً، ومقالاً، وفكراً، وكتابةً.
إن تصوفه هذا قد أكسبه قوة روحية جعلته، رضي الله عنه، يقف مواقف جريئة لم نسمع عنها من أحد قبله أو بعده، مواقف توصف أقل ما توصف "بأنها أسطورية" لكنها في الواقع حقيقية تشهد لها كتب التاريخ غير مرة وفي أكثر من موضع.[/b] | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: تابع سيدي العز بن عبد السلام السبت يونيو 28, 2008 12:41 pm | |
| سيدي ابن عبد السلام وموقفه من حكام مصر:
قدم سيدي ابن عبد السلام إلى مصر سنة 639 هـ بأمر من السلطان نجم الدين أيوب، فتحفَّى به وولاه خطابة مصر وقضاءها. وكان أيوب ملكاً شديد البأس لا يجسر أحد أن يخاطبه إلا مجيباً ممتثلاً. ولا يتكلم أحد بحضرته ابتدائاً. وكان وقد اشترى المماليك الأتراك من مال الدولة ودربهم على الفروسية والقتال لكي يقوِّي جيشه وبالتالي لحماية نفسه وبلده. لكن نفوذهم زاد عن حده حتى بلغوا رتباً ومناصب عالية إذ أن أحدهم أصبح نائب السلطان نفسه. وأكثر أمراء جنده منهم أيضاً. وهم معروفون بالخشونة والبأس والفظاظة والاستهانة بكل أمر.
فلما كان يوم العيد صعد الشيخ إلى السلطان، وكان يعرض الجند ويظهر قوته وملكه وسطوته والأمراء يقبلون الأرض بين يديه، فناداه الشيخ بأعلى صوته ليسمعه الكل. يا أيوب !. وأمره بإبطال منكر في حانة تباع فيها الخمور كانت من زمن والد السلطان، فرسم بنفسه بإبطال الحانة واعتذر إليه.
فقال أحد تلامذة الشيخ له: "كيف كانت الحال؟"
فقال الشيخ: "يا بني رأيته – أي السلطان – في تلك العظمة فخشيت على نفسه أن يدخلها الغرور فتبطره فكان ما باديته به".
قال التلميذ: "أما خفت"
قال الشيخ: "يا بني، استحضرت هيبة الله تعالى فكان السلطان أمامي كالقط ولو أن حاجةً من الدنيا في نفسي لرأيته الدنيا كلها. بيد أني نظرت بالآخرة فامتدت عيني فيه إلى غير المنظور للناس. فلا عظمة ولا سلطان ولا بقاء ولا دنيا بل هو لا شيء في صورة شيء نحن يا ولدي مع هؤلاء كالمعنى الذي يصحح معنى آخر. فإذا أمرناهم فالذي يأمرهم وينهاهم هو الشرع لا الإنسان، وهو قوم يرون لأنفسهم الحق في إسكات الكلمة الصحيحة أو طرحها أو تحريفها. فلا بد أن يقابلوا من العلماء والصالحين ممن يرون لأنفسهم الحق في إنطاق هذه الكلمة وبيانها وتوضيحها. فإذا كان ذلك فهاهنا المعنى بإزاء المعنى، فلا خوف ولا مبالاة ولا شأن للحياة أو الموت.
وإنما الشر كل الشر أن يتقدم إليهم العالم لحظوظ نفسه ومنافعها، فيكون باطلاً مزوراً في صورة الحق، وهنا تكون الذات مع الذات. فيخشع الضعف أمام القوة ويُذَلُ الفقر بين يدي الغنى. وترجو الحياة لنفسها وتخشى على نفسها.
فإذا العالم من السلطان كالخشبة البالية النخِرة حاولت أن تقارع السيف.
كلا يا ولدي، إن السلطان والحكام أدوات يجب تعيين عملها قبل إقامتها. فإذا تفككت واحتاجت إلى مسامير دقت فيها المسامير. وإذا أنفتق الثوب فمن أين للإبرة أن تسلك بالخيط الذي فيها إذا هي لم تخزه؟ إن العالم الحق كالمسمار. وإذا أوجد المسمار لذاته دون عمله كفرت به الخشبة "
"إن خداع القوة الكاذبة لشعور الناس باب من الفساد، إذ يحسبون كل حسنٍ منها هو الحسن وإن كان قبيحاً في ذاته ولا أقبح منه. ويرون كل قبيح عندها هو القبح وإن كان حسناً ولا أحسن منه"
"ما معنى الإمارة والأمراء؟ وإنما قوة الكل الكبير هي عماد العز الكبير فلكل جزء من هذا الكل حقه وعمله. وكان ينبغي أن تكون هذه الإمارة أعمالاً نافعة قد كبرت وعظمت حتى استحقت هذا اللقب بطبيعة منها، كطبيعة أن العشرة أكثر من الواحد، لا أهواء وشهوات ورذائل ومفاسد تتخذ لقبها في الضعفاء بطبيعة كطبيعة الوحش المفترس" خلاصة زبد التصوف
وأقلق الشيخ ما وجده من زيادة نفوذ الأمراء في البلاد وتعاليهم على الشعب وفكر في أمرهم وفي حالهم، فأيقن أن المماليك حكمهم حكم الرقيق، ويجب شرعاً بيعهم كما يباع الرقيق، ووضع أموال بيوعهم في بيت مال المسلمين. وأفتى الشيخ أنه لا يصح لهم بيع ولا شراء ولا زواج ولا طلاق ولا معاملة، حتى يباعوا ويحصل عتقهم بطريق شرعي.
وعندما بلغ ذلك للأمراء جزعوا له، وعظم الخطب عليهم، واحتدم الأمر عليهم ولكنهم أيقنوا أنهم بإزاء الشرع لا بإزاء القاضي بن عبد السلام. وعندها لجأوا إلى مكرهم، فأخذوا يستميلون ويطلبون رضاه، ويتحملون عليه بالشفاعات، وهو مصر على رأيه، وهيهات أن يحول عن الحق، لا يعباً بأخطارهم ولا يخشى اتسامه بعداوتهم، فرفعوا الأمر إلى السلطان، الذي أرسل إليه بدوره فلم يتحول الشيخ عن رأيه وحكمه.
فاستشنع السلطان فعله وحنق عليه وأنكر منه دخوله فيما يعتقد أنه لا يعنيه وقبح عمله وسياسته وما تطاول إليه، وعز ذلك بأنه رجل ليس له إلا نفسه، ناسياً أن سيدنا ابن عبد السلام اتخذ منصبه القضائي إصلاحياً لا اتكالياً. ومنبراً لإقامة الشرع والحق وليس التغاضي عن حق يخالف مصالح السلطان فانتهى ذلك القول من السلطان إلى العز بن عبد السلام فغضب ولم يبال بالسلطان ولا كبر عليه إعراضه. وأزمع الهجرة من مصر، فأكترى حميراً أركب أهله وولده عليها ومشى هو خلفهم يريد الخروج إلى الشام. فلم يبعد إلا قليلاً حتى طار الخبر في القاهرة ففزع الناس وتبعوه لا يتخلف منهم رجل ولا امرأة ولا صبي، وصار فيهم العالم والصالح والتاجر والمحترف، كأن خروجه خروج نبي من بين المؤمنين به. فأشار أحد الناصحين على الملك قائلاً: "أدرك ملكك، وإلا ذهب بذهاب الشيخ" وحقيقة نجد أن العز بن عبد السلام هو الملك وليس نجم الدين. وهنا ارتاع السلطان وركب بنفسه ولحق بالشيخ يترضاه وستدفع به غضب الأمة، وأطلق له أن يأمر بما يشاء، وقد أيقن أنه ليس رجل الدينار والدراهم والعيش والجاه والمنصب والكرسي. فوافق العز مشترطاً أن يبيع الأمراء بالمناداة عليهم، فوافق السلطان، ورجع العز إلى القاهرة، وتهيأ الكل بعد أن أمرهم الشيخ بأن يعقد مجلس ويجمع فيه الأمراء وينادى عليهم للمساومة في بيعهم وضرب لذلك أجلاً بعد أن يكون الأمر قد تعالمه كل القاهرة ليتهيأ من يتهيأ للشراء والسوم في هذا الرقيق.
وكان من الأمراء المماليك نائب السلطنة فبعث إلى الشيخ يلاطفه ويسترضيه فلم يعبأ الشيخ به، فهاج هائجه وقال: "كيف يبيعنا هذا الشيخ وينادي علينا وينزلنا منزلة العبيد ويفسد محلنا من الناس ويبتذل أقدارنا ونحن ملوك الأرض. ومالذي يفقد هذا الشيخ من الدنيا فيدرك ما نحن فيه، إن يفقد ما لا يملك فلا جرم لا يبالي ولا يرجع عن رأيه ما دام هذا الرأي لا يمر في منافعه ولا في شهواته ولا في أطماعه كالذين نراهم من علماء الدنيا. أما والله لأضربنه بسيفي هذا فما يموت رأيه وهو حي".
فركب النائب مع عسكره وجاء إلى دار الشيخ واستل سيفه وطرق الباب فخرج ابنه عبد اللطيف ورأى ما رأى فانقلب إلى أبيه وقال له: "انجُ بنفسك إنه الموت، إنه السيف، إنه .. إنه ..."
فما اكترث الشيخ لذلك ولا جزع ولا تغير بل قال له متواضعاً: "يا ولدي أبوك أقل أن يقتل في سبيل الله".
وخرج من داره لا يعرف الحياة ولا الموت، ونظر إلى نائب السلطنة وفي يده السيف فانطلقت أشعة من عيني الشيخ في أعصاب يد نائب السلطنة فيبست ووقع السيف منها. فاضطرب وتزلزل فهو لا يستقر ولا يهدأ أبداً.
وأخذ يبكي ويسأل الشيخ أن يدعو له. ثم قال له: "يا سيدي ما تصنع بنا؟"
قال: "أنادي عليكم وأبيعكم"
قال: "وفيما تصرف ثمننا؟"
قال: "في مصالح المسلمين"
قال: "ومن يقبضه؟"
قال: "أنا"
وحقيقة كان الشرع هو الذي يقول (أنا) فتم للشيخ ما أراد ونادى على الأمراء واحداً واحداً. واشتط في ثمنهم فلا يبيع الواحد حتى يبلغ الثمن آخره وكان كل أمير قد أعد من شيعته أنصاراً يستأمرونه ليشتروه. وهكذا دفع الظلم النفاق والتكبر والاستطالة على الناس بهذه الكلمة التي أعلنها الشرع: أمراء للبيع
ومن هنا دوى اسمه على مر الأزمنة: "بائع الملوك بائع الأمراء"
وهكذا نجد أن العز، قال وفعل، وأنقذ الشرع من براثن الفساد. فصح عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"
ولنأخذ موقفاً آخر من حياة العز الجريئة مع السلطان وأتباعه: وذلك أن أحد وزراء السلطنة ويدعى معين الدين بن شيخ الشيوخ كان متحللاً فاحشاً مستهتراً بالدين. حتى أنه بنى قاعة لسماع الأغاني والموسيقى فوق أحد جوامع القاهرة. وما إن سمع الشيخ بذلك حتى قام بنفسه وأخذ عدداً من أولاده وموظفيه وذهب إلى المسجد حاملاً معوله معه. وقاموا بهدم البناء المستحدث فوق ظهر المسجد. ولم يكتف الشيخ بذلك بل أسقط عدالة الوزير، بمعنى عدم قبول روايته وشهادته وأفتى بعزله، وقد عزل الشيخ نفسه من القضاء حتى لا يبقى تحت رحمة السلطان. ولم يتمكن السلطان ولا الوزير أن يمسوا الشيخ بأي سوء أو أن يتفوهوا بكلمة لمعرفتهم أن الشيخ على حق. ولكن السلطان طلب منه أن يعود إلى القضاء، فأبى وأصر على رأيه. وانتشر خبر استقالته في العالم الإسلامي حتى وصل إلى الخليفة ببغداد. وقد اتفق أن الملك نجم الدين أرسل رسولاً إلى الخليفة المستعصم في بغداد، فلما وصل الرسول إلى هناك، قال له الخليفة: "أسمعت هذه الرسالة من السلطان؟" فقال الرسول: "لا بل حملنيها عن السلطان الوزير معين الدين بن شيخ الشيوخ" فقال الخليفة: "إن الوزير المذكور أسقطه بن عبد السلام فنحن لا نقبل روايته"، فرجع الرسول إلى مصر حتى يسمع الرسالة شفهياً من السلطان ثم يؤديها للخليفة في بغداد.
هذه الأمثلة التي سردناها كانت مثالاً واضحاً لشخصية لا تخاف في وجودها غير خالقها جل وعلا. ضربت أمثلة واضحة على الثبات أمام الباطل وتنفيذ الحق مع أن غيرها لم يتجرأ على التفوه بكلمة واحدة.
لم يكن سيدنا العز بن عبد السلام منفرداً برأيه كل هذا الانفراد إلا إن كان على يقين تام أن رأيه هو الصواب، بعد عرضه على الشرع أولاً. وإلا لم يكن ليقبل أن يُنتهك الدين بأي رأيٍ، أو يتلاعب بالدين بأي شخصية وهو حي. كان ديدن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو طبع لا تطبعّ فيه. ومع ذلك فقد أفتى الشيخ مرة بشيء ثم ظهر له أنه خطأ فنادى في مصر والقاهرة على نفسه: "من أفتاه ابن عبد السلام بكذا فلا يعمل به فإنه خطأ" ضارباً لنا مثالاً رائعاً عن العالِم وتواضعه ومجاهدته لنفسه، وعدم الاعتداد برأيه إن كان فيه أدنى شبهة أو أقل خطأ. لا كعلماء هذا الزمان الذين يتسرعون في فتاويهم. | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: تابع سيدي العز بن عبد السلام السبت يونيو 28, 2008 12:51 pm | |
| وقفه، ومقارنة . . .
رحمك الله يا سيدي بن عبد السلام، كنت رجلاً بكل ما في الكلمة من معنى. وفي زمانه كثر أشباه الرجال فإن ذكرى أمثالك تنعشنا وتطيب خاطرنا وتنسينا واقع المسلمين في هذا العصر.
الذين احتلوا مناصب رفيعة فامتطى الحكام سمعتهم واستغلوا مكانتهم وقربهم إليهم وأغدقوا عليهم الهدايا والعطايا ليسخروهم لمطامعهم وجعلوهم لهم أبواب دعاية، يسبحون بحمدهم، يبررون أخطاؤهم، يسترون عيوبهم ولو حالفوا الكفرة وأعداء الإسلام، نعم أصبحوا كلاب حراسة لأملاك السلطان، يدافعون عن الظالمين، ويطلبون رضاهم، ويسيرون الدين وفق مقتضيات مصالحهم. فيحللون الحرام، بأمر الحكام المارقين لينفذوا مخططات أعداء المسلمين ليسهل احتواء الدين الإسلامي، كتحليل الربا، والمصارف الربوية، وشهادات الاستثمار، والأفلام الإباحية، والأغاني والموسيقى والمسلسلات وغيرها. قاتلهم الله من عبيد للسلطة، وكلاب للغرب ولأعداء المسلمين.
نحن بانتظار من يحذو حذوك يا سيدي، ويرينا الإسلام متمثلاُ برجل، هذا المثال الذي افتقدناه منذ أمدً بعيد، وأصبح مخبئاً بين العوام، ينتظر بريق أمل في المجتمع ليأخذ دوره.
وفاته:
توفي العزُّ بن عبد السلام رضي الله تعالى عنه في القاهرة، سنة 660 هـ / 1262 م.
عن عمر بلغ 83 عاماً. وقد ذكر السبكي في طبقات الشافعية الكبرى قصة طريفة عن حياته إذ قال:
"وحكي أن شخصاً جاء إليه وقال له: رأيتك في النوم تنشد: وكنت كذي رجلين، رجلٌ صحيحة ورجلٌ رمـى منها الزمان فشـلَّت
فسكت العز ساعة ثم قال: أعيش من العمر ثلاثاً وثمانين سنة. فإن هذا الشعر لكثير عزة ولا نسبة بيني وبينه غير السن، فإنا سني وهو شيعي، وأنا لست بقصير وهو قصير، ولست بشاعر وهو شاعر، وأنا سلَّمي وليس هو بسلَّمي. لكنه عاش هذا القدر.
فكان الأمر كما قاله رحمه الله تعالى".
وهذه القصة إن دلَّت على شيء فإنها تدل على كرامة لذلك الرجل العظيم ذي الروح الشفافة.
وفعلاً فقد عاش 83 سنة وتوفي في التاسع من جمادى الأولى ودفن في العاشر من جمادى الأولى. في سفح جبل المقطم في القاهرة. وقد حضر ملك مصر والشام الظاهر بيبرس جنازته، وحمل نعشه، وحضر دفنه، وصلى عليه بنفسه، وكان يقول: "لا إله إلا الله، ما اتفقت وفاة الشيخ إلا في دويلتي!!" وعندما مرت الجنازة تحت قلعة الملك الظاهر وقد احتشد أهل القاهرة أجمعهم تقريباً في تشييع الجنازة قال الملك: "اليوم استقر أمري في الملك، لأن هذا الشيخ لو قال للناس أخرجوا عليه، لأنتزع الملك مني"
وقد صلي عليه صلاة الغائب في كل الديار المصرية، وفي الديار الشامية والمدينة المنورة ومكة المكرمة وبلاد اليمن.
ثناء العلماء عليه:
أجمع علماء الأمة، قديماً وحديثاً بفضله وعلمه ومواقفه فقد قال:
1- سيدي أبي الحسن الشاذلي: قيل لي: "ما على وجه الأرض مجلسٌ في الفقه أبهى من مجلس عز الدين بن عبد السلام" وكفى بها شهادة من إمام التصوف الأعظم.
2- الحافظ المنذري: "كنا تفتي قبل حضور الشيخ عز الدين، وأما بعد حضوره فمنصب الفتيا متعين فيه"
3- العلامة ابن الحاجب: "ابن عبد السلام أفقه من الغزالي"
ونكتفي بهذا القدر من الثناءات إلا أن الثناء الأعظم له كان على فمه هو. عندما هاجر من الشام إلى مصر. فأحب سلطان صاحب الكرك، وهي مدينة صغيرة ممثلة بقلعة، أن يستضيفه، فأجابه بصراحة: "بلدك صغير على علمي، وقصدي نشره"
هذا هوسيدي العز بن عبد السلام رحمه الله، وهذه هي بعض صفاته التي متى ما تحلى علماؤها ببعضها أصبحوا رجالاً:
هم الرجال وعيب أن يقال لمن لم يتصف بمعاني وصفهم رجـلُ
مؤلفاته:
خلف سيدي العز بن عبد السلام رضي الله عنه مؤلفات جمة في مختلف فروع الإسلام، نذكر منها:
في مجال العقيدة:
1- رسالة في علم التوحيد.
2- الملحة في الاعتقاد.
3- الفرق بين الإسلام والإيمان.
4- نبذة مفيدة في الرد على القائل بخلق القرآن.
5- وصية الشيخ عز الدين.
6- أهوال الناس يوم القيامة، وذكر الخاسرين والراعين منهم.
في علوم القرآن:
1- تفسير القرآن العظيم.
2- مختصر تفسير النكت والعيون للماوردي.
3- الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع الإعجاز.
4- الفوائد في مشكل القرآن.
في الفقه:
1- الغاية في اختصار النهاية.
2- الجمع بين الحاوي والنهاية.
3- أحكام الجهاد وفضله.
4- مقاصد الصلاة.
5- مقاصد الصوم.
6- مناسك الحج.
7- الترغيب في صلاة الرغائب.
8- الفتاوي الموصلية.
9- الفتاوي المصرية.
في الأصول والاجتهاد:
1- شرح منتهى السؤال والأمل في علمي الأصول والجدل.
2- القواعد الصغرى.
3- الإمام في بيان أدلة الأحكام.
4- القواعد الكبرى.
في الحديث والسيرة النبوية الشريفة:
1- شرح حديث "لا ضرر ولا ضرار"
2- مختصر صحيح مسلم.
3- شرح حديث "أم زرع"
4- قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- مجلس ذم الحششة.
6- ترغيب أهل الإسلام في سكنى الشام.
7- بداية السوك في تفضيل الرسول صلى الله عليه وسلم.
في التربية والأخلاق:
1- فوائد البلوى والمحق.
2- نهاية الرغبة في آداب الصحبة.
3- شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأفعال.
في التصوف:
1- رسالة في القطب والأبدال الأربعين.
2- مختصر رعاية المماسي أو مقاصد الرعاية لحقوق الله.
3- مسائل الطريقة في علم الحقيقة. (وسنقوم بإضافتها في الموقع إتماماً للفائدة)
4- زبد خلاصة التصوف المسمى بحل الرموز.
كراماته:
له رضي الله عنه كرامات كثيرة منها:
1- أولها وأهمها الاستقامة على كتاب الله وسنة رسول الله، وتسخير السلاطين والملوك له.
2- عندما ورد الخبر بوصول التتار، رسم السلطان المظفر الخروج إليهم بعد العيد، فطلع الشيخ عليه وقال: "ما تأخرك" قال: "حتى نهيئ أسيافنا"، فقال الشيخ: "لا، قم"، فقال السلطان: "فتضمن لي على الله النصر" قال: "نعم"، فكان كما قال.
3- عندما وصل الفرنج إلى المنصورة لقتال الصليبيين في مراكب عدة والريح أشرعت قلوعها. استظهر العدو وضعفت قلوب المسلمين وكان الشيخ معهم. فأشار بيده إلى الريح وقال: "يا ريح خذيهم" مرات عدة. فعادت الريح مع الفرنج وكسرت قواربهم وكان الفتح.
4- كان الشيخ في حالة بين النوم واليقظة وكان إلى اليقظة أقرب، وإذا بالنداء: "أتدعي محبتنا ولا تتصف بصفاتنا وتتخلق بأخلاقنا"، وعرضت عليه الأسماء الحسنى وقيل. أنا الرؤوف الرحيم فكن رؤوفاً رحيماً بكل من قدرت على رحمته، أنا الستَّار فكن ستَّاراً لعيوب الناس، وإياك وإظهار عيوبك وإعلان ذنوبك فإن إعلان العيوب مسخطة لعلام الغيوب، أنا الحليم فاحلم مع كل من آذاك، أنا اللطيف فأرفق بكل من أمرت بالرفق به لأني لطيف بعبادي".
5- اجتمع مرة بالخضر عليه السلام وأخبره بتفضيل طائفة الأولياء على طائفة الفقهاء.
وغيرها كثير.
وختاماً نقول إن الإسلام الذي ربى رجلاً كسيدي العز بن عبد السلام منقذ الإنسانية والحضارة وموقف الزحف المغولي ومحارب الصليبيين، لكفيل أن يأتي بشخص آخر، بل بأشخاص آخرين يشبهون سيدي العز بن عبد السلام، يناضلون ضد الحروب الصليبية الحديثة ويقارعونها، ويوقفون مغول العصر، ويضربون أمثلة على عدم تسلط الدول المعادية للإسلام على الشريعة الإسلامية، لتبقى راية الإسلام مرفوعة لا تذل لأن راية الإسلام هي لا إله إلا الله محمد رسول الله.
المراجع:
1- خلاصة زبد التصوف لسيدي عز الدين بن عبد السلام.
2- الأعلام للزركلي.
3- البداية والنهاية لابن كثير.
4- الطبقات الكبرى لسيدي عبد الوهاب الشعراني.
5- جامع كرامات الأؤلياء لسيدي يوسف النبهاني.
6- العز بن عبد السلام لمحمد الزحيلي.
7- مسائل الطريقة في علم الحقيقة لسيدي العز بن عبد السلام.
8- طبقات الشافعية الكبرى
[/b][/right] | |
|
| |
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الثلاثاء يوليو 15, 2008 6:39 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وصل الله على سيدنا محمد سيد اولد ادم أجمعين وعلى أهل بيته سفينة النجاة وأصحابه نجوم ومن أقتداء بهم وأحبهم أصحاب الأمام سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم
وأما أصحابه فيفوت عددهم الأربعين كما ستراه، إنما غلب عليهم نعتهم بالأربعين، كنعتهم أيضا برجال الزلاج، لاحتواء هذه المقبرة لأضرحة جماعة منهم كما سيأتي بيانه، ومن المتفق عليه أنهم كلهم من خيار الخيار، و أن قبورهم كانت كما لم تزل محاطة بسياج الحظوة و الإحترام من عامة أهل تونس، و بعضهم ممن يستجاب عند قبره الدعاء، و هذه قائمة أسمائهم مقتطفة من بعض كناشات السلف، نور الله مراقدهم
محمد الغماري هو أول من صحب الإمام الشاذلي عند دخوله لتونس، توفي سنة 663 هجري 2- محمد القرطبي ، حفظ عليه القرآن خمسمائة رجل ، توفي سنة 661 هجري 3-ماضي بن سلطان المسروقي ، خادم الإمام الشاذلي ، توفي سنة 718 4- عبد المغيث الطنجي ، وقف بعرفة 37 مرة ، توفي سنة 680 5-عبد الملك الزعزاع ، توفي سنة 681 6-أحمد الغرابلي ، توفي سنة 685 7- عمر السبتي ، توفي سنة 687 8-محمد الصمعي ، زار المدينة المنورة أربعين مرة ، توفي سنة 686 9-محمد الحبيب ، الدعاء مستجاب عند قبره ، توفي سنة 693 10- علي بن مخلوف الزيات ، توفي سنة 650 11- محمد الصابوني ، توفي سنة 687 12-أبو حفص الجاسوس ، توفي سنة 687 13- ]إبراهيم المزوغي ، توفي سنة 669 14- أحمد اليمني ، توفي سنة 691 15-إبراهيم الزاوي ، حفظ عليه القرآن ألف رجل و ثلاثمائة إمرأة ، توفي سنة 691 16-أبوالنجاة سالم الدقي ، بحوار قبره بالزلاج قبر ولد القاضي عياض ، توفي سنة 661 17-محمد الفاسي ، توفي سنة 659 18- محمد الرفيعي ، توفي سنة 661 . 19- ]أبو سالم علي المزاتي ، توفي سنة 661 20- أبو القاسم القرطبي ، توفي سنة 661 21-محمد القطاع ، توفي سنة 663 22-إسماعيل الهنتاتي ، له ألف منقبة ، توفي سنة 663 23- تاج الدين الصنهاجي ، توفي سنة 664 24- محمد الجباس ، توفي سنة 664 25- أبو عطية المسروقي ، توفي سنة 664 26-علي القرجاني ، الدعاء مستجاب عند قبره ، توفي سنة 681 27- أبو زيان الداودي ، توفي سنة 666 28- سعد الأسمر ، و يدعى سعدون كان من أهل الكشف ، و قبره جوار قبر الشيخ علي القرحاني ، توفي سنة 666 29-أبو القاسم الدباغ ، توفي سنة 666 30-محمد الشريف ، كان إمام جامع الهواء الموجود في تونس العاصمة ، وشيخ مدرسته ، توفي سنة 666 31- محمد الغرامي ، توفي سنة 666 32- عبد الله القرطبي القريشي ، قرأ عشرة آلاف ختمة عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة 667 33-محمد التراب ، توفي سنة 667 34- أحمد المزوغي ، توفي سنة 667 35- عبد الرحمن الشفي ، توفي سنة 668 36- علي الحطاب ، توفي سنة 671 37- سالم التباسي ، توفي سنة 642 38-حسين السجومي ، توفي سنة 644 39- عبد الوهاب ، توفي سنة 675 40- سفيان الباجي ، توفي سنة 675 41- عبد الرحمن الحلفاوي ، قبره غربي باب السويقة ، توفي سنة 676 42- خلف المسروقي ، مدفون بإزاء جامع الصفصافة غربي تونس ، توفي سنة 676
إلى هنا إنتهت قائمة الجماعة الأخيار المشهورين بمصاحبة الإمام الشاذلي أثناء مقامه بتونس، قال الشيخ سيدي إبراهيم الهنتاتي رضي الله تعالى عنه: خلف سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه حين سافر إلى المشرق بمدينة تونس أربعين سيدا وهم كالصور على البلد وقد أردت أن أسميهم فإن عند ذكرهم تنزل الرحمة كما جاء ختم الله لنا بالسعادة و أماتنا على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، كلمة الشهادة ، و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد قطب دائرة الكمالات ، و على آله و أصحابه و التابعين الهداة وهذه قصيدة في مدح الإمام الشاذلي رضي الله تعالى عنه
فريد الوفا إني لدى الباب خاضع ؛أروم الشفا ضاقت علي المواضع ألست الإمام الشاذلي أبا العلا ؛ وفي الناس يوم ألباس جدك ألست الرئيس الأكبر العمدة الذي ؛ أشارت له بالمكرمات الأصابع فعار عليكم أن يضيع نزيلكم ؛و منكم فشت في الخافقين المنافع و حاشاك أن أشقى و أرجع خائبا ؛ولي فيك يا غوث الأنام مطامع متى أحتضي في الناس منكم بمنحة ؛ تروق بها الأبصار ثم المسامع متى أبلغ المأمول بين ذوي النهى ؛ و تبدل بالإحسان مني الفضائع أما قلت أني للمردين ضامن ؛ ثلاث لها قبل الضمان فجائع مماتا و لحدا ثم يوم إغاثة ؛ وكل من المضمون كالبدر ساطع ففيم الجفا يا درة العقل إنني ؛ أخو شغف فيكم إلى الوصل مانع سلام عليكم ما أعاد مؤرخ ؛ فريد الوفا أني لدى الباب خاضع
[/center] | |
|
| |
ربيع اول
عدد الرسائل : 25 العمر : 46 تاريخ التسجيل : 11/04/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الخميس يوليو 17, 2008 3:28 pm | |
| رضى الله عن ساداتنا .... جزاكما الله كل خير وثقل به موازينكم وجمعنا الله واياكم بهم على حوض المصطفى | |
|
| |
سهر الليالي
عدد الرسائل : 25 تاريخ التسجيل : 09/03/2009
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الجمعة أكتوبر 09, 2009 10:07 am | |
| سلام عليكم ما أعاد مؤرخ ؛ فريد الوفا أني لدى الباب خاضع | |
|
| |
محمد جابر
عدد الرسائل : 327 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: رد: ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه الإثنين أكتوبر 19, 2009 8:58 am | |
| | |
|
| |
| ترجمه لنخبه من مشايخ الطريقه الشاذليه | |
|