سأل محب محبوبه..ذات يوم: قائلا, قل لي يا أيها المحب..
هل تحبني أكثر أم تحب نفسك؟؟
فأجاب: لقد صرت فانيا فيك, حتى صرت ممتلئابحبك من الرأس للقدم
فلم يعد لي من وجودي اٍلا الاٍسم,,وليس في وجودي الاك يا حسن الصفات
لقد ..صرت فانيا , فيك بحيث أصبحت كقطرة من خل ذابت فيك أنت يا بحر من العسل
مثلي..كمثل حجر يصير بأكمله ياقوتا خالصا..اٍذ يمتلأ هو بصفات الشمس
فلا تُبقي فيه من صفات الحجر شيئا..ويصير ممتلئا بصفاتها حتى أعماقه
فبعد ذلك..اٍن أحب نفسه يكون حبه ..كله للشمس..أيها الكَيس..
واٍن أحب الشمس بكل كيانه ووجدانه,, يكون حبه لنفسه..دون أدنى شك
فسيان اٍذن حب ذلك الياقوت الخالص لنفسه وحبه للشمس
وبين هذين الحبين لا فرق يذكر, فلا يوجد في كلا الجانبين اٍلا الضياء النابع من المشرق البهي
واٍن ذلك الحجر لو أحب نفسه يكون جاحدا ..للشمس الكبرى..بل ويصير كافرا
ومن ثم لا يجوز لذلك الحجر..
أن يقول (أنا) لأنه في ذاته وأصله ظلماني معتم وفي معرض الفناء
اٍسمع أيها الكَيس:
قد قال فرعون,,أنا ربكم الأعلى فصار ذليلا, وقد قال اٍبو منصور : أنا الحق!! فنجا
فاٍن تلك ال (أنا) من فرعون , قد استتبعت لعنة الله..أما هذه الأنا من الحلاج..فلها رحمة الله أيها المحب
ذلك أن فرعون كان حجرا مظلما..والحلاج كان عقيقا خالصا
كان ذلك عدو للنور..وكان هذا..محبا خالصا
اٍن أنا الحلاج أيها الفضولي..هي في باطنها وحقيقتها , من اٍتحاد النور
لا من الاٍعتقاد في الحلول
من مثنوي مولانا جلال الدين الرومي