أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: الذات - عند سيدي عبد الكريم الجيلي الجمعة يونيو 13, 2008 8:45 am | |
|
مادة ( ذ ا ت ) الذات - ذات الله - الذات الإلهية في اللغة ذات الشيء : نفسه . الذات الإلهية : الله ـ عز وجل ـ . الذات ميتافيزيقة : حقيقة الموجود ومقوماته ، يقابلها العرض . ذاتي : منسوب إلى الذات .
في السنة المطهرة عن ابن عباس {رضى الله عنه} عن رسول الله قال : تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله . الشيخ عبد الكريم الجيلي يقول : الذات : عبارة عن الوجود المطلق بسقوط جميع الاعتبارات والإضافات والوجوهات ، لا على أنها خارجة عن الوجود المطلق ، بل على أن جميع تلك الإعتبارات وما إليها من جملة الوجود المطلق ، فهي في الوجود المطلق لا بنفسها ولا باعتبارها ، بل هي عين ما هو عليه الموجود المطلق . وهذا الوجود المطلق هو الذات الساذج الذي لا ظهور فيه لإسم ولا نعت ولا نسبة ولا إضافة ولا لغير ذلك ، فمتى ظهر فيها شيء مما ذكر ذلك المنظر إلى ما ظهر فيها لا إلى الذات الصرف ، إذ حكم الذات في نفسها شمول الكليات والجزئيات والنسب والإضافات بحكم بقائها ، بل بحكم اضمحلالها تحت سلطان أحدية الذات . فمتى اعتبر فيها وصف أو اسم أو نعت كانت بحكم المشهد لذلك المعتبر لا للذات ، ولهذا قلنا أن الذات هي الوجود المطلق ، ولم نقل الوجود القديم ، ولا الوجود الواجب ، لئلا يلزم من ذلك التقييد ، وإلا فمن المعلوم أن المراد بالذات هنا إنما هي ذات واجب الوجود القديم ، ولا يلزم من قولنا الوجود المطلق أن يكون تقييدا بالإطلاق لأن مفهوم المطلق هو ما لا تقيد فيه بوجه من الوجوه . الشيخ عبد الكريم الجيلي يقول : ذات الله سبحانه وتعالى : عبارة عن نفسه التي هو بها موجود ، لأنه قائم بنفسه ، وهو الشيء الذي استحق الأسماء والصفات بهويته ، فيتصور بكل صورة يقتضيها منه كل معنى ، أعني اتصف بكل وصف يطلبه كل نعت واستحق لوجوده كل اسم دل على مفهوم يقتضيه الكمال . ومن جملة الكمالات عدم الانتهاء ونفي الإدراك ، فحكم بأنها لا تدرك ، وأنها مدركة له لاستحالة الجهل عليه ... إن ذات الله سبحانه وتعالى غيب الأحدية التي كل العبارات واقعة عليها من وجه غير مستوفية لمعناها من وجوه كثيرة ، فهي لا تدرك بمفهوم عبارة ولا تفهم بمعلوم إشارة ، لأن الشيء إنما يفهم بما يناسبه فيطابقه أو بما ينافيه فيضادده ، وليس لذاته في الوجود مناسب ، ولا مطابق ، ولا مناف ، ولا مضاد .
في العلاقة بين الذات والصفات يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : الصفة عند المحقق هي التي لا تدرك وليس لها غاية ، بخلاف الذات ، فإنه يدركها ، ويعلم أنها ذات الله تعال ، ولكن لا يدرك ما لصفاتها من مقتضيات الكمال ، فهو على بينة من ذات الله ، ولكن على غير بينة من الصفات ، مثاله أن العبد إذا ترقى من المرتبة الكونية إلى المرتبة القدسية وكشف له عنه ، علم أن ذات الله تعالى هي عين ذاته فقد أدرك الذات وعلمها ، قال : من عرف نفسه فقد عرف ربه . . . إن إدراك الذات العلية هو أن تعلم بطريق الكشف الإلهي أنك إياه وهو إياك ، وأن لا اتحاد ولا حلول ، وأن العبد عبد والرب رب ، ولا يصير العبد ربا ولا الرب عبدا ... إن قلت الذات لا تدرك فباعتبار أنها عين الصفات ، وإلى هذا المعنى أشار بقوله : لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ، لأن الأبصار من الصفات ، فمن لم يدرك الصفة لم يدرك الذات ، وإن قلت أنها تدرك فباعتبار ما قد رك الذات والصفات : اعلم أن الحق { عز وجل } : ذات وصفات في الأزل وفي الأبد ، أعني قبل التجلي وبعده ، إذ صفاته قديمة بقدم ذاته والصفة لا تفارق الموصوف ، فحيث تجلت الذات فالصفات لازمة لها كامنة فيها ، وحيث ظهرت الصفات فالذات لازمة لها . فالذات ظاهرة والصفات باطنة ، والمراد بالصفات : صفات المعاني وسائر أوصاف الكمال ، فكل ما وقع به التجلي والظهور فهو بين ذات وصفات ، الذات لا تفارق الصفات ، والصفات لا تفارق الذات ، وهذا التلازم الذي بينهما في الوجود هو الذي قصد من قال : الذات عين الصفات ، أي : مظهرهما واحد ، كما قالوا : الحس عين المعنى اتحد مظهرهما . في إقتضاءات الذات يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : الذات لها اقتضاءان اقتضاء مطلق واقتضاء مقيد . فالاقتضاء المطلق : هو ما استحقه لنفسه من غير اعتبار الألوهية لا الرحمانية ولا الربوبية ولا أمثال ذلك ، بل هذه اقتضاءات مطلقة مجردة من أن تقتضيها الذات لنوع من أنواع الكمالات ، فهي كالوجود مثلا والسذاجة والصرافة والأحدية … والاقتضاء المقيد : هو ما اقتضته الذات لنفسها ، لكن بنوع من أنواع الكمالات كالإلهية والرحمانية والربوبية ، وكالعزة والكبرياء . في مجالي الذات يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : الذات الصرف الساذج إذا نزلت عن سذاجتها وصرافتها كان لها ثلاث مجال ملحقات بالصرافة والسذاجة : المجلى الأول : الأحدية … والمجلى الثاني الهوية … والمجلى الثالث : الإنية . مقارنة : في الفرق بين الألوهية والذات يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي : الألوهية مشهودة الأثر مفقودة في النظر ، يعلم حكمها ولا يرى رسمها . والذات مرئية العين مجهولة الأين ، ترى عيانا ولا يدرك لها بيانا . مطلق الذات الشيخ عبد الكريم الجيلي يقول : مطلق الذات : هو الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها ، فكل اسم أو صفة استند إلى شيء فذلك الشيء هو الذات سواء كان معدوما ... أو موجودا من موسوعة الكسنزان - للشيخ محمد عبد الكريم الكسنزان رضي الله عنهم . | |
|
زينب الاسدي مشرفة منتزه المرأة
عدد الرسائل : 301 العمر : 36 الموقع : العراق _بابل تاريخ التسجيل : 16/10/2007
| موضوع: رد: الذات - عند سيدي عبد الكريم الجيلي الأربعاء يوليو 23, 2008 3:56 pm | |
| بارك الله بكم على المجهود تقبلوا مروري | |
|
أحمد حبيب
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 12/09/2011
| موضوع: رد: الذات - عند سيدي عبد الكريم الجيلي الإثنين سبتمبر 12, 2011 10:57 pm | |
| ذات علت من نورها .. فيضي وذا يكفيني | |
|