قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: الإخبات_كتبه الوصال سلام الله عليه السبت يونيو 14, 2008 2:01 am | |
|
4- الإخبـــــــات
**********************************
الإخبات : الخبت المتسع المطمئن من بطن الأرض ، وأخبت الرجل ، قصد الخبت أو نزله ، ثم استعمل الإخبات استعمال اللين والتواضع ، قال تعالى : (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ ) [الحج/34] أى المتواضعين وقال أيضا : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [هود/23] . والإخبات فى قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِين َ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ) [الحج/54] ، معناه أن القلوب تلين وتخضع ونرى معنى آخر يتسم بالتعقيد الذى لا يوجد عند الأوائل ، ويخرج من المدرسة السابقة ، يذكره الجيلى (ت:829هـ) ، فيقول : ( الإحسان أن يتحد البصر بالبصيرة ، فيشهدك الحق تعالى أنوار عظمته ساطعة على الوجود ، فيأخذك الصعق ، فحينئذ تبدو عليك شموس الجلال .. فتشهدها ببصيرتك كأنك ، ناظر إليها بالبصر لاتحادها بقوة أحدية نور اليقين ) وتخشع وهو قريب من الهبوط فى قوله : (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) [البقرة/74] ، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله عنه: " رب اجعلني لك ، شكارا لك ، ذكارا لك ، رهابا لك ، مطواعا لك ، مخبتا إليك ، أواها منيبا " .
الإخبات فى العرف الصوفى : الإخبات فى العرف الصوفى يعنى السكون إلى اللَّه تعالى ، كما ورد فى قوله : (وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ ) ، أى سكنوا إليه واطمئنوا ، ومما ذكر لهم فى الإخبات قول الحكيم الترمذى (ت:320هـ) وهو يعدد أوصاف القلب ، وأعمال القلوب ، ويجعل الإخبات محله القلب : ( القلب هو معدن التقوى ، والسكينة والوجل ، والإخبات واللين والاطمأنينة والخشوع ، والتمحيص والطهارة ) ، واستدل لذلك بالآية : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ) [الحج/54] . ويذكر القشيرى (ت:465هـ) الإخبات ، على المعنى الوارد فى الأصول القرآنية ، ويفسره باستدامة الطاعة بشرط الاستقامة وبقدر الاستطاعة ، ومن أمارات الإخبات ، كمال الخضوع بشرط دوام الخشوع ، وذلك يكون بإطراق السريرة ، ويستشهد لذلك بقوله تعالى : (فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ ) [الحج/34] ، ويعرفه مرة أخرى بأنه التخشع لله بالقلب بدوام الانكسار ، ومن علامته الذبول تحت جريان المقادير بدوام الاستغاثة بالسر لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [هود/23] . وينصف الكاشانى (ت:735هـ) ، عنما يجعل الإخبات عند الصوفية على أنواع ، وإن كان ذلك معبرا عن تطور المعنى الدلالى للمصطلح عبر مراحل التصوف المختلفة ، وهى فى أغلبها متوافقة مع الأصول القرآنية ، فذكر منها : 1- إخبات العوام : وهو سكون النفس إلى الرجوع عن المخالفات ، وهو سكون البدايات . 2- إخبات المتوسطين : وهو الخلاص من تردد الخواطر ، بين الإقبال إلى اللَّه والإدبار عنه ، والدوام على الحضور والخدمة . 3- إخبات الخواص : وهو أن يكون الإنسان ممن يستوى عنده المدح والذم مع لائمته لنفسه ، وعماه عن نقصان الخلق عن درجته ، لإقامته على دوام العذل لنفسه والعذر لغيره . 4- إخبات البالغين : وهو إخبات من انقطع عن نفسه ، فضلا عن باقى الخلق لاستغراقه فى حضرة الحق . وهذا التقسيم فضلا عن كونه يفتقر إلى الدليل ، إلا أن إخبات البالغين مخالف للأصول القرآنية ، لكونه يخرج من مشكاة الفناء الحلولى .
يتبع بعون الله 000000وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم الطيبين الطاهرين وارضَّ اللهم عن القائمين على هذا المنتدى المبارك عامة وارضَّ اللهم عن خادم هذا المنتدى خاصة وارزقه الصلاح والفتوح من عندك إنك علام الغيوب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
|