قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: الإمام البوصيرى_سلام الله عليه الأحد أغسطس 03, 2008 7:35 am | |
| الإمام البوصيرى لم يشتهر أحد في مجال مدح خير البرية صلي الله عليه وسلم مثلما اشتهر الإمام شرف الدين البوصيري صاحب " البردة " الشهيرة... التي فاقت شهرتها شهرة صاحبها والتي تعتبر من الفرائد في مدح رسول الله ( صلي الله عليه وسلم).. وسار على نهجها الكثيرون من الشعراء الذين جاءوا بعد البوصيري. وإذا كان للإمام شرف الدين البوصيري مجموعة أخرى من القصائد في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أنه ارتبط أكثر ما ارتبط بالبردة وارتبطت به " البردة " وأصبحت هذه القصيدة من أهم القصائد التي يتغنى بها المداحون في الليالي الدينية وفي الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وأصبحت ملهمة للشعراء الذين يكتبون شعرهم في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم. واسم " البردة "هو الإسم الذي اشتهرت به القصيدة كما عرفت أيضاً باسم " البرأة " ويروى أنه سماها " بالبردة " لأنه كان مريضاً فرأي النبي (صلي الله عليه وسلم) وقد حنا عليه وغطاه ببردته أو عباءته ، فشفي بعدها وبرأ من مرضه لهذا سميت أيضاً ”بالبرأة" وتسمي أيضاً "بالميمية" لأن آخر قافيتها حرف الميم والقصيدة إسمها .."الكواكب الدرية في مدح خير البرية" وهي من أفضل القصائد التي مدح بها رسول الله صلي الله عليه وسلم بكل صفة من الصفات الإنسانية وقد جمع بين مدح الرسول وأخلاقه وخلقه ومولده وبعثته وهجرته وجهاده والقصيدة تبلغ مائه وستين بيتاً من الشعر .. ومطلعها أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم أما آخر هذه القصيدة فهذا البيت : أبياتها قد أتت ستين مع مئة فرج بها كربنا يا واسع الكرم ولهذه القصيدة شروح كثيرة بالعربية والفارسية والتركية واحتذاها بعض الشعراء بعده ومنهم " الماوردى " في مؤلفه كشف الغمة في مدح سيد الأمة " ونظم أيضاً على نهجها أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة الشهيرة " نهج البردة " ومطلعها.. ريمً على القاعِ بين البانِ والعلمِ أحل سفك دمي في الأشهر الحرم وقد أخذ البوصيري ينظم الشعر في مدح النبي صلي الله عليه وسلم وعُدَّ من خيرة شعراء المدائح النبوية . وللبوصيري ديوان من الشعر المنظوم المختلف الأغراض " وبه الكثير من المدائح النبوية وأشهرها قصيدتاه " الميمية " أو " البردة ".. وقصيدة " الهمزية " وهي القصيدة المسماة.. " أم القرى في مدح خير الورى " . وهذا الديوان قد تم طبعه أكثر من مرة وفي طبعات شتي في عصرنا هذا والقصيدة الهمزية المسماة " أم القرى في مدح خير الورى " تقع في أكثر من أربعمائة وخمسين بيتاً .. ومطلعها .. كيف ترقى رقيك الأنبياء ..... يا سماء ما طاولتها سماءً ومنها هذا البيت أنت مصباح كل فضل ما تصدر ..... إلا من ضوئك الأضواء من هو البوصيري ؟ هو الشاعر الأديب والإمام الصوفي – شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد حماد بن محسن – الملقب بالبوصيري نسبة إلي مدينة بوصير بصعيد مصر والذي عاش في الفترة من ( 1213م – 1295م ). وينتمي أسلافه إلي فرع من قبيلة صنهاجه ببلاد المغرب والذين نزح بعضهم إلي مصر واستقروا بها . وقد ولد الإمام البوصيري في أول شوال سنة 608هـ ( 1213م ) ببلدة دلاص حيث نشأت أمه وشب في بوصير – وهي قرية قديمة بين الفيوم وبني سويف – وكان منها أبوه ولذلك أنتسب إليها فسار ُيعرف " البوصيري ". وبعد ذلك نزح منها في صباه واستقر في القاهرة ، وتلقي في أحد مساجدها الصغيرة بعض العلوم الشرعية واللغوية وقد كان البوصيري فقيراً ولكنه كان يحسن الكتابة وله خط جميل فاشتعل فترة في كتابة شواهد القبور .. ثم التحق بوظيفة كاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقية وهناك أمضي بضع سنوات في الوظيفة لكنه لاقي منها الكثير من المتاعب .. فصور ما رآه فيها من انحرافات ووشايات واستغلال للسلطة في بعض أشعاره . وغادر الشرقية عائداً إلي القاهرة وافتتح كتّاباً لتعليم الأطفال ولكنه عاني أيضاً في هذا الكتّاب وسطر هذا في شعره أيضاً وأخيراً جاء إلي الإسكندرية واستوطنها حتى آخر حياته وعاصر في حياته عدداً من سلاطين المماليك ومنهم الظاهر بيبرس .. وفي الإسكندرية عرف الإمام البوصيري شيخ الإسكندرية وعالمها الجليل أبا العباس المرسى ولازمه وأقبل على طريقه الصوفي وتتلمذ على يديه. ويقول على مبارك في خططه :- " كان البوصيري وابن عطاء الله السكندري تلميذين لأبي العباس المرسى – فخلع على البوصيري لسان الشعر ، وعلى ابن عطاء الله صاحب الحكم لسان النثر ولازم البوصيري أستاذه وأخذ عنه ومدح رسول الله عليه الصلاة والسلام وذاع صيته وملأت قصائده الآفاق .. وقد توفي البوصيري بالإسكندرية عام 694هـ (1295م) . المسجد :- يقع مسجد الإمام البوصيري بمدينة الإسكندرية على شاطيء البحر بحي الأنفوشي في منطقة ميدان المساجد وفي مواجهة مسجد أبي العباس المرسى ويأخذ نفس الشكل المعماري تقريباً .. وقد كان المسجد قديماً زاوية صغيرة حتى شيد المسجد الحالي عام 1274هـ ( 1858م ) ويتكون من مربعين منفصلين : المربع الأول : يشمل صحن المسجد وتتوسطه نافورة وتحيط به الأروقة من جميع الجهات. المربع الثاني : وبه إيوان القبلة ويؤدي إلي ضريح الإمام البوصيري تعلوه قبة من الصاج والمسجد ومئذنته التي في شكل مسلة يمثلان الطراز التركي في القرن التاسع عشر .. وقد شهد المسجد في الآونة الأخيرة تجديدات وتطويرات شملت الجزأين معاً وأيضاً مبني المسجد من الخارج. | |
|