قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: الشبهات المثارة والرد عليها من مؤلفات الشيخ ابن تيمية السبت مارس 28, 2009 3:48 pm | |
| 11 شبهة الإستبداد بالرأي وفرض المعتقد المخالف وإكراه الناس على القبول تحت دعوى (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) :
ردّ الشيخ ابن تيميه - رحمه الله في مجموع فتاويه - «فصل» القوم مستضعفون عن المحاقة - فقال: “ومما يجب أن يعلم أن الذي يريد أن ينكر على الناس ليس له أن ينكر إلا بحجة وبيان؛ إذ ليس لأحد أن يلزم أحداً بشيء، ولا يحظر على أحد شيئاً بلا حجة خاصة؛ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله. الذي أوجب على الخلق طاعته فيما أدركته عقولهم، وما لم تدركه، وخبره مصدق فيما علمناه، وما لم نعلمه، وأما غيره إذا قال هذا صواب أو خطأ، فإن لم يبين ذلك بما يجب به اتباعه، فأول درجات الإنكار أن يكون المنكر عالماً بما ينكره، وما يقدر الناس عليه، فليس لأحد من خلق الله كائناً من كان أن يبطل قولاً أو يحرم فعلاً إلا بسلطان الحجة وإلا كان ممن قال الله فيه: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَـاِدلُونَ فِىۤ ءَايَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَـانٍ أَتَـاهُمْ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَـالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } [غافر: 56] وقال فيه: {ٱلَّذِينَ يُجَـادلونَ فِىۤ ءَايَـاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَـان أَتَاُهمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَى كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر: 35]. هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني، فإنه وإن تعدى حدود الله في بتكفير، أو تفسيق، أو افتراء أو عصبية جاهلية: فأنا لا أتعدى حدود الله فيه. بل أضبط ما أقوله، وأفعله، وأزنه بميزان العدل، وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله، وجعله هدى للناس، حاكماً فيما اختلفوا فيه. قال الله تعالى: {كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [البقرة: 213]. وقال تعالى: {يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلاَْمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاَْخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [النساء:] الآية. وقال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَـافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ } [الحديد: 25]. وذلك أنك ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } [النحل: 128]. وقال تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [آل عمران: 120]. وإن أرادوا أن ينكروا بما شاؤوا من حجج عقلية أو سمعية فأنا أجيبهم إلى ذلك كله وأبينه بياناً يفهمه الخاص والعام أن الذي أقوله: هو الموافق لضرورة العقل والفطرة، وأنه الموافق للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وأن المخالف لذلك هو المخالف لصريح المعقول، وصحيح المنقول؛ فلو كنت أنا المبتدىء بالإنكار، والتحديث بمثل هذا: لكانت الحجة متوجهة عليهم، فكيف إذا كان الغير هو المبتدىء بالإنكار {وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } [الشورى: 41] الآيتين. {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ } [الصافات: 171 ـ 173] {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلاَْشْهَـٰدُ } [غافر: 51]. ” اهـ (المرجع: مجموع فتاوى ابن تيمية - مجلد 3 - ص: 243 - فصل: القوم مستضعفون عن المحاقة )
انتهـــــــــــــــــــــــــــــــى كتبه خادم العلم: سوريا مدونات مكتوب | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: الشبهات المثارة والرد عليها من مؤلفات الشيخ ابن تيمية السبت مارس 28, 2009 3:47 pm | |
| 9 شبهة إنكار وصول ثواب قراءة القرآن للميت والدعاء عند قبره، ووصف مَن يفعل ذلك بالقبوري :
ردّ الشيخ ابن تيمية - رحمه الله - على هذه الشبهة ووضّح وأبان فقال: “فصـــل وأما «القراءة، والصدقة» وغيرهما من أعمال البر، فلا نزاع بين علماء السنة والجماعة في وصول ثواب العبادات المالية، كالصدقة والعتق، كما يصل إليه أيضاً الدعاء والاستغفار، والصلاة عليه صلاة الجنازة، والدعاء عند قبره. وتنازعوا في وصول الأعمال البدنية: كالصوم، والصلاة، والقراءة. والصواب أن الجميع يصل إليه، فقد ثبت في الصحيحين عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه». وثبت أيضاً: «أنه أمر امرأة ماتت أمها، وعليها صوم، أن تصوم عن أمها». وفي المسند: عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال للعمرو بن العاس: «لو أن أباك أسلم فتصدقت عنه، أو صمت، أو أعتقت عنه، نفعه ذلك» وهذا مذهب أحمد، وأبـي حنيفة، وطائفة من أصحاب مالك، والشافعي. وأما احتجاج بعضهم بقوله: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَـانِ إِلاَّ مَا سَعَى } [النجم: 39] فيقال له قد ثبت بالسنة المتواترة وإجماع الأمة: أنه يصلي عليه، ويدعي له، ويستغفر له. وهذا من سعي غيره. وكذلك قد ثبت ما سلف من أنه ينتفع بالصدقة عنه، والعتق، وهو من سعي غيره. وما كان من جوابهم في موارد الاجماع فهو جواب الباقين في مواقع النزاع. وللناس في ذلك أجوبة متعددة. لكن الجواب المحقق في ذلك أن الله تعالى لم يقل: إن الإنسان لا ينتفع إلا بسعي نفسه، وإنما قال: {ليس للإنسان إلا ما سعى} فهو لا يملك إلا سعيه، ولا يستحق غير ذلك. وأما سعي غيره فهو له، كما أن الإنسان لا يملك إلا مال نفسه، ونفع نفسه. فمال غيره ونفع غيره هو كذلك للغير؛ لكن إذا تبرع له الغير بذلك جاز. وهكذا هذا إذا تبرع له الغير بسعيه نفعه الله بذلك، كما ينفعه بدعائه له، والصدقة عنه، وهو ينتفع بكل ما يصل إليه من كل مسلم، سواء كان من أقاربه، أو غيرهم، كما ينتفع بصلاة المصلين عليه ودعائهم له عند قبره.” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - مجلد 24- ص:360) 10 شبهة تكفير أو قذف بالشرك على مَن قال: ( يا محمد ! ) ردّ الشيخ ابن تيمية - رحمه الله - على هذه الشبهة ووضّح وأبان مستشهداً بالحديثين الشريفين فقال: “والعبد يسأل ربه بالأسباب التي تقتضي مطلوبه، وهي الأعمال الصالحة التي وعد الثواب عليها، ودعاء عباده المؤمنين الذين وعد إجابتهم كما كان الصحابة يتوسلون إلى الله تعالى بنبيه، ثم بعمه، وغير عمه من صالحيهم: يتوسلون بدعائه وشفاعته، كما في الصحيح: أن عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ استسقى بالعباس، فقال: اللهم! إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون. فتوسلوا بعد موته بالعباس، كما كانوا يتوسلون به، وهو توسلهم بدعائه وشفاعته. ومن ذلك ما رواه أهل السنن وصححه الترمذي: «إن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يرد علي بصري، فأمره أن يتوضأ، ويصلي ركعتين، ويقول: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، نبي الرحمة، يا محمد! يا رسول الله! إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها، اللهم: فشفعه في»، فهذا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يسأل الله أن يقبل شفاعة النبي له في توجهه بنبيه إلى الله هو كتوسل غيره من الصحابة به إلى الله، فإن هذا التوجه والتوسل هو توجه وتوسل بدعائه وشفاعته. ” اهـ
(مجموع فتاوى ابن تيمية - المجلد-27، صفحة- 106) | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: رد: الشبهات المثارة والرد عليها من مؤلفات الشيخ ابن تيمية السبت مارس 28, 2009 3:46 pm | |
|
5 شبهة تكفير الأشاعرة ولعنهم : ردّ الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة فقال: “وكذلك رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد فتوى طويلة، فيها أشياء حسنة قد سئل بها عن مسائل متعددة قال فيها:…. ،ومن لعن أحداً من المسلمين عزر على ذلك تعزيراً بليغاً. والمؤمن لا يكون لعاناً، وما أقر به من عود اللعنة عليه، …. قال: وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عزر. وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس أهلاً للعنة وقعت اللعنة عليه. والعلماء أنصار فروع الدين، والأشعرية أنصار أصول الدين.” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - ج4 ص12) 6 شبهة الإنكار على قال في دعائه: “أسألك بحق السائلين عليك” : ردّ الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة فقال: “أما إذا سأل الله بالأعمال الصالحة وبدعاء نبيه والصالحين من عباده فالأعمال الصالحة سبب للإثابة، والدعاء سبب للإجابة، فسؤاله بذلك سؤال بما هو سبب لنيل المطلوب، وهذا معنى ما يروى في دعاء الخروج إلى الصلاة: «اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق مُشاي هذا» وكذلك أهل الغار الذين دعوا الله بأعمالهم الصالحة. فالتوسل إلى الله بالنبيين هو التوسل بالإيمان بهم، وبطاعتهم، كالصلاة والسلام عليهم، ومحبتهم، وموالاتهم، أو بدعائهم وشفاعتهم.” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - ج27 ص106) 7 شبهة الإبتداع ببدعة الضلالة على من احتفل بالمولد النبوي الشريف : ردّ الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة فقال: “وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له, و الله قد يثيبهم على هذا الاجتهاد….إلى أن قال: فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له، وعدم المانع منه. ” اهـ (إقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية - ص266) 8 شبهة التكفير وإقتراف الشركيّات لمَنْ تبرّك بالأولياء والصالحين ردّ الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة ووضّح وأبان فقال: “فصـــل وأما قول القائل: نحن في بركة فلان، أو من وقت حلوله عندنا حلت البركة. فهذا الكلام صحيح باعتبار، باطل باعتبار. فأما الصحيح: فإن يراد به أنه هدانا وعلمنا وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر، فببركة اتباعه وطاعته حصل لنا من الخير ما حصل، فهذا كلام صحيح. كما كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في بركته لما آمنوا به، وأطاعوه، فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة، بل كل مؤمن آمن بالرسول [ ]وأطاعه حصل له من بركة الرسول [ ] بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله. وأيضاً إذا أريد بذلك أنه ببركة دعائه وصلاحه دفع الله الشر وحصل لنا رزق ونصر فهذا حق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم، وصلاتهم، وإخلاصهم؟» وقد يدفع العذاب عن الكفار والفجار لئلا يصيب من بينهم من المؤمنين ممن لا يستحق العذاب، ومنه قوله تعالى: {هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْىَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَـاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِى رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } إلى قوله: {هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْىَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَـاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِى رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [الفتح: 25]. فلولا الضعفاء المؤمنون الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار عذب الله الكفار: وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لولا ما في البيوت من النساء والذراري لأمرت بالصلاة فتقام، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة معنا فأحرق عليهم بيوتهم» وكذلك ترك رجم الحامل حتى تضع جنينها. وقد قال المسيح عليه السلام: {وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِٱلصَّلَوةِ وَٱلزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } [مريم: 31] فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بدعائهم إلى طاعة الله، وبدعائهم للخلق وبما ينزل الله من الرحمة، ويدفع من العذاب بسببهم حق موجود، فمن أراد بالبركة هذا، وكان صادقاً، فقوله حق. وأما «المعنى الباطل» فمثل أن يريد الإشراك بالخلق: مثل أن يكون رجل مقبور بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله، وإن لم يقوموا بطاعة الله ورسوله، فهذا جهل. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم مدفون بالمدينة عام الحرة، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلا الله، وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم، لأن الخلفاء الراشدين كانوا يدعونهم إلى ذلك وكان ببركة طاعتهم للخلفاء الراشدين، وبركة عمل الخلفاء معهم ينصرهم الله ويؤيدهم. وكذلك الخليل صلى الله عليه وسلم مدفون بالشام وقد استولى النصارى على تلك البلاد قريباً من مائة سنة، وكان أهلها في شر. فمن ظن أن الميت يدفع عن الحي مع كون الحي عاملاً بمعصية الله فهو غالط. وكذلك إذا ظن أن بركة الشخص تعود على من أشرك به وخرج عن طاعة الله ورسوله، مثل أن يظن أن بركة السجود لغيره، وتقبيل الأرض عنده، ونحو ذلك يحصل له السعادة، وإن لم يعمل بطاعة الله ورسوله. وكذلك إذا اعتقد أن ذلك الشخص يشفع له، ويدخله الجنة بمجرد محبته، وانتسابه إليه، فهذه الأمور ونحوها مما فيه مخالفة الكتاب والسنة، فهو من أحوال المشركين. وأهل البدع، باطل لا يجوز اعتقاده، ولا اعتماده. والله سبحانه وتعالى أعلم.” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - ج11 ص107) | |
|
قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: الشبهات المثارة والرد عليها من مؤلفات الشيخ ابن تيمية السبت مارس 28, 2009 3:45 pm | |
| الشبهات المثارة والرد عليها من مؤلفات الشيخ ابن تيمية نظراً للتعصّب الأعمى نحو الشيخ ابن تيمية ومقلديه (ابن القيّم وغيره) الذي لاحظناه عند الكثير من إخوتنا في القبلة الذين يحبّون أن يطلقوا على أنفسهم لقب (السلفية)، ويطلق عليهم مخالفيهم من المسلمين لقب (الوهابية) ، أفردتُ هذا الموضوع لجمع شبهاتهم والرد عليها من نفس كتب شيوخهم الذين يقدسونهم ويقدمونهم على سائر علماء أهل السنة والجماعة، والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يهدي به إخوة لنا في الإسلام، زاغت بهم العصبية والأهواء والنفس والشيطان عن إتباع الحق، والله ولي التوفيق.
الشبهات المثارة والرد عليها من مؤلفات الشيخ ابن تيمية (رحمه الله تعالى) 1 شبهة تكفير الوليّ القائل: “سبحاني ! أو ما في الجبّة إلا الله ردّ الشيخ ابن تيمية هذه الشبهة فقال: “فهذا التوحيْدُ: هو الَّذي جاءتْ به الرّسْل، ونزلتْ به الكتْبِ، وإليه تشيرُ مشايخُ الطريقةَ وعلماءَ الديْن؛ لكن بعضُ ذويَ الأحوالُ قد يحصّلْ له في حالِ الفناء القاصْرِ سكْر وغيّبة عن السْوِي، والسكُر وجّدْ بلا تمييْز. فقد يقولُ في تلْكِ الحالِ: سبْحانِي، أو ما في الجبْةِ إلاّ اللّهُ، أو نحْوُ ذلكِ من الكلْماتِ الْتي تؤثُر عن أبي يزيْد البسْطامي أو غيرهُ من الأصحّاءِ، وكلْمات السكرانُ تطّوى ولا تروى ولا تؤدى؛ إذا لم يكنْ سكرهُ بسببِ محظْور من عبادةِ أو وجَّه منْهي عنهُ. فإمْا إِذْا كان السببُ محظورَاً لم يكنُ السكرانَ معذوراً، لا فرقُ في ذاكِ بيْن السكُر الجسْماني والرّوْحاني؛ فسكُر الأجسامُ بالطّعامِ والشْرابِ، وسكُر النّفْوس بالصّورِ، وسكُر الأرّواحُ بالأصْواتِ.” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - ج2 ص452) 2 شبهة تكفيرالصوفية بأنهم يدعون إلى عبادة غير الله في قولهم : “إن الله خلق العالم من أجل سيدّنا محمد ” واستدلالهم الخاطيء بقوله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } : رد الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة فقال: “ومحمد [ ] سيد ولد آدم. وأفضل الخلق؛ وأكرمهم عليه، ومن هنا قال من قال: إن الله خلق من أجله العالم، أو أنه لولا هو لما خلق عرشاً، ولا كرسياً، ولا سماء ولا أرضاً ولا شمساً ولا قمراً. لكن ليس هذا حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا يعرف عن الصحابة، بل هو كلام لا يدرى قائله. ويمكن أن يفسر بوجه صحيح كقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ٱلسَّمَـاوَاتِ وَمَا فِى ٱلاَْرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَـاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الجاثية: 13] وقوله: {ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـاوَاتِ وَٱلاَْرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِى ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلأَنْهَـارَ وَسَخَّر لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [إبراهيم: 32 ـ 34] وأمثال ذلك من الآيات التي يبين فيها أنه خلق المخلوقات لبني آدم، ومعلوم أن لله فيها حكماً عظيمة غير ذلك، وأعظم من ذلك، ولكن يبين لبني آدم ما فيها من المنفعة، وما أسبغ عليهم من النعمة. فإذا قيل: فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى. وكذلك قول القائل: لولا كذا ما خلق كذا، لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة، بل يقتضي إذا كان أفضل صالحي بني آدم محمد، وكانت خلقته غاية مطلوبة، وحكمة بالغة مقصودة [أعظم] من غيره، صار تمام الخلق، ونهاية الكمال، حصل بمحمد صلى الله عليه وسلم. ” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - ج11 ص82) 3 شبهة تكفيرالوليّ إذا قال للشيء (كن فيكون) : رد الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة فقال: “وزعم بعضهم أن الملك أقوى وأقدر، وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى، وأنه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه، فقد آتى الله بعض عباده أعظم من ذلك، فأغرق جميع أهل الأرض بدعوة نوح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره» ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره! وهذا عام في كل الأشياء، وجاء تفسير ذلك في آثار: إن من عباد الله من لو أقسم على الله أن يزيل جبلاً، أو الجبال عن أماكنها لأزالها، وأن لا يقيم القيامة لما أقامها، وهذا مبالغة. ولا يقال: إن ذلك يفضل بقوة خلقت فيه، وهذا بدعوة يدعوها، لأنهما في الحقيقة يؤولان إلى واحد، هو مقصود القدرة ومطلوب القوة، وما من أجله يفضل القوي على الضيعف. ثم هب أن هذا في الدنيا فكيف تصنعون في الآخرة؟ وقد جاء في الأثر: «يا عبدي! أنا أقول للشيء كن فيكون، اطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون ، يا عبدي أنا الحي الذي لا يموت، أطعني أجعلك حياً لا تموت» ، وفي أثر: «أن المؤمن تأتيه التحف من الله؛ من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت» فهذه غاية ليس وراءها مرمي، كيف لا وهو بالله يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يمشي؟ فلا يقوم لقوته قوة.” اهـ (مجموع فتاوى ابن تيمية - ج4 ص 374)
4 شبهة تكفير الصوفية لتوسلهم إلى الله تعالى بجاه حبيبه محمد : ردّ الشيخ ابن تيمية على هذه الشبهة فقال: “فإن قيل: إذا كان التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته على وجهين ـ تارة يتوسل بذلك إلى ثوابه وجنته وهذا أعظم الوسائل، وتارة يتوسل بذلك في الدعاء كما ذكرتم نظائره ـ فيحمل قول القائل: أسألك بنبيك محمد، على أنه أراد: أني أسألك بأيماني به وبمحبته، وأتوسل إليك بإيماني به ومحبته، ونحو ذلك، وقد ذكرتم أن هذا جائز بلا نزاع. قيل: من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك بلا نزاع، وإذا حمل على هذا المعنى كلام من توسل بالنبـي صلى الله عليه وسلم بعد مماته من السلف ـ كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين وعن الإمام أحمد وغيره كان هذا حسناً. وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع. ” اهـ
(مجموع مؤلفات ابن تيمية - ج1 ص213) | |
|