سيدي الحبيب
محمد الطاهر الشاذلي
سلام الله عليك و رحمته و بركاته و صلواته علي رحمة العالمين
و التسليم علي آله في كل و قت و حين
راي اخي قدري رؤية
راي الشيخ شعراوي يجلس علي سلم في شبه المنتظر لشئ
فسأله قدري عن رتبته
فرد عمنا قائلا
يابني انا بقالي عشرين سنه قاعد كدا
و مش عايزيين يقولولي
و كنا نحكي الرؤية للتدليل علي استحالة المعرفة و الجهل العرفاني و ما اوتيتم من العلم الا قليلا
و سؤالك من حيث الظاهر سهل
و من حيث الباطن كبير جدا
و كلهم من رسول الله ملتمس
رشفا من البحر او غرفا من الديم
فكل مؤمن و مؤمنة ابن للحضرة المحمدية
اللهم الا الطريق و الأم التي هي بمثابة النفس الراقية
اما الروح فهو واحد في العالمين الطيبين
و بنوة الطريق الباطنية لا تعمد علي العهد او الصحبة او المحبة دون كشف و بيان
و جلنا نعتمد علي الرؤيا الصريحة في تصريح البنوة
لا فرق في منتهي كل الطرق رؤية او ملكية او تآلفا
و تكرار الطرق لتكرار الأنفس و المواقيت لا المنتهي
و من نجح في البنوة نال الأبوة و من نجح في الأبوة صار جدا
ا ب جـ د
و من جد سار الي الهو فلا انا له و لا هوية و لا ابوه و لا غيره
ماكان محمد ابا احد من رجالكم
فأنا عينه
خذني لحيهم و دعني في اي طور لا ابالي
و كما قالوا المحسوب منسوب و لو كان معيوب
و المرء مع من احب و لما يلحق بهم عمله
و كان الشيخ صالح الهواري الحامدي الشاذلي
حينما نقول اللهم اجعلنا من الخدام
يقول اننا لا نصلح حتي ان نكون من خدام الخدام
و قال مرة لسيدي حامد سلامة الراضي في مجلسه
احنا زبل و انتم تجوهرونا
و أسأله عن مكر الله بنا فينفعل في وجهي جدا و يقول المكرللسادة و للكبار و اما نحن و لاحاجة ( لا شئ )
و هو افتقار الي الله من كل هوية شخصية الا بشارة
فيكون ترتيبنا لأنفسنا باطل اللهم الا الأمل بمعني عدم القنوط
فالفرز و الترتيب و المقامات و معرفة الدرجات موهبة من الحق لها ثقلها و خاصتها و كم من تلميذ صحب استاذه و هو ليس باب فتوحة و كما يقولون انهم يسلمونا لبعضهم علي حسب مسار كل منا فمنا من يبدوه بالمشاهدة و منا من يبدوه بالمجاهدة و منا المراد و منا المريد و كما يقولون ناس للباب و ناس للشباك و معرفة الدرجات و المقامات ربع علوم الطريق كما قسمها سيدي احمد الرفاعي الكبير الي معارف و مقامات و و اداب و احوال و قد تصحب شيخا فينظمك اخلاقك ثم يسلمك لشيخ كشفك او توليتك بل ان الأمر قد يظل محجوبا لأناس و هم بصحبة شيخ باطني لا يشعرونه و كما قالوا ليس المريد من افتخر بشيخه انما المريد من افتخر به شيخه فكم من مريد صحب اجلاء و لم يرهم كالنائم في وضح النهار و يقولون ايضا درويش شاطر و لا ولي خايب و هي كلمات صاغتها الألسن للتحفيز علي النجاح ذاته للمريد اما اهل الولاية فحيلتهم في ترك الحيل كما قال سيدي سلامة الراضي وذاك مقام التوكل مبتدي اهل الله الذي يكفر الواحد منهم و يتوب من الخاطر و حتي الحرف فلا شخص داخلي لديهم غير محبوبهم الملكوتي الطلعة و المحتد يتولي مشيختهم و استاذيتهم و وجودهم الحق و لذا فهم متقابلون مهما تباينوا حكم نقطة المحيط من مركز الدائرة اهل الإنسان الكامل و أبناء الروح الذين تتولد عنهم سائر الأساتذة اقطاب الدائرة المدارة علي عقول البشر من خلف حجب الأنا و علامتهم الرحمة و المحبة و المعرفة للعالمين حكم صاحب نقطة الدائرة الجامع لوجوههم و المتضمن ذواتهم و لا موقع لهم الا من حيث بابه
يا اهل يثرب لا مقام و هي بنوة قديمة قبضة النور التي للجنة و المأخوذة في الذر الأول من بني آدم من ظهورهم يبقي مشهدهم مستمر لم ينتهي بل يتجاوز زمننا و يبتلعه كالعقول الكبري التي صاغت مسارات
البشر مازلنا حتي الان نمارسها ان شئت قلت نقاط الباب او نقاط باء بلي شهدنا
و الفقير بدأت علي يد عم الشيخ محمد علي عبد الرحمن شيخ الطريقة الخلوتية الشبراوية البكرية و هي تنتهي الي ابي بكرالصديق و قد جري العرف الصوفي في مصر لمئات السنين ان يكون نائب الصوفيى بكري و هو والد الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ و الدكتور منصور عبد الرحمن ابنه من بعده ثم انتقلت بالرؤية الي الصرح الشاذلي و الحامدية الشاذلية و شيخها سيدي سلامة الراضي في عهد سيدي حامد سلامة الراضي و كان شيخي و سيدي الحاج عبد المقصود الهواري و مقامه حاليا بمسجد سيدي حماد بباب الشعرية بالقاهره و قد كان من اهل وقته و اقطابه ثم صحبت عم الشيخ عدلان الأحمدي الخضري و هو من اهل الخفاء و الأسرار و الزهد و كان اميا لا يقرأ و لا يكتب و كانت تكفينا منه النظرة
و كان عم عدلان و الشيخ العربي شيخ العصبة الهاشمية نموذجا للمحبة و الأخوة بين اهل الكمال و التواضع و يرشدنا الي عم العربي المغربي الشهير بساحة امير المؤمنين بصعيد مصر و خليفته عم الشيخ احمد ابو الحسن و الذي كان يمثل صورة حية معاصرة للصوفية الأوائل بزهدهم و مجاهدتهم و ورعهم و صياماتهم و خلواتهم و علومهم و فتوتهم وجدهم
و كثير من السادة و الأولياء من برازخهم كعم الشيخ أحمد ايدن و هو من احباب السيدة نفيسة و كان طبيبا لكن كما يقولون أخذته الجذبة فذهل و زهد و اقام مجاورا لأم العلوم و كم انطلقت في صحبة أهل الله و كل من رأيت عليه علامات الولاية و ليس بالضرورة ان يكون معروف او له جاه و مهابه فقد تجد اشعث أعمص مدفوع بالأبواب لهيئته او فقره او عجزه و هو عند الله عظيم و له خاطر كما يقولون
و أذكر ان عم الشيخ حماية ابو راشد و كان شهيرا بالعلوم الشرعية و يحفظ القرآن عن ظهر قلب و ينسخه من الذاكرة في كراسات يوميا و قد دخل الخلوة لسنوات متواصلة و هو من عائلة ذات حظوة مالية و سياسية و اجتماعية و دينية ايضا ظل مختليا لسنوات طويلة متواصلة في غرفة طينية حقيره لا يدخل عليه احد كان نموذجا حيا لنا للتواضع الشديد و عم الشيخ نصر كان زاهدا ينساب صوته كصوت السماء الروحي في ليالينا باسم المولي الحي و كان فقيرا مجذوبا في اسم الله الحي وان افاق لا يغادر المساجد الا للضرورة
و عرفت عم أحمد البربري كان يصنع لنا الشاي و القهوة و كان يصلي المغرب و العشاء في المسجد بصورة ثابته فنراه يسجد ما بينهما ركعتين يستغرقا م ابين الآذانين و لو صلي ركعتين سنة ما بعد العشاء او اربع ليوتر بعدهما فإن علي خادم المسجد أن يغلق المسجد و ترك عم أحمد و حاله و ترك المسجد احيانا و مواربة بابه لحال عم احمد الذي لا نفهمه ايام شبابنا و مجاهدتنا و كنت اتصيده بعد العشاء و قدري معي كثيرا لنسمع له كلام لم نفهمه حتي الآن فهو يشبك لنا الآيات ليصل بنا الي جلال و نور لا نفهم منه غير حضور روحاني جليل جدا يفجر النور من حوالينا و كان نحيل الجسم مشدود الملامح و الأطراف يرتدي البدلة و نهابه جميعا و لا نقترب منه لا نحن و لا غيرنا اللهم الا بعض الكلمات التي نطلب منه فيها صناعة كوب من الشاي او القهوة و يرد بشيخوخة و ضعف : حاضر يا بني
و مضيت مع الرفاعية حبا في سيدي احمد الرفاعي الكبير الشهير و تواضعه و تزوجت رفاعية و انجبت ابني علي ود
و هو اسم مركب
من علي و ود
و حدث عن سيدنا علي و سيدي علي و العلي
و أما عم ود فهو ولي متجرد ذو حال قطن الخضراوية بدلتا مصر و اشتهر بالعمرية و هو من احوال سيدنا عمر الموسوية و ما ادراك ما موسي و عمر و عصي موسي الخضرية و ارتباط المودة بعمر و عيون ابو عبد الله ( ابوبكر ) و عمر و عثمان و علي تزجنا في مربع عين الخلفاء الأربعة و ودهما لرسول الله سواء بالتزاوج بينهم و القرابة و النسب و عدم التقاتل بين شخوصهم و انما بين اتباعهم و لما تفارقت العروق رأينا من يحاسب علي و يقاضي عمر
فكأن الود رمز التقابل لا التفارق
و استدارت و جوه الأربعة المحمدية الي ميم واحده هي ميم محمد و دليل واحد هو دال محمد
و الود ايضا فعل الحب و المحبة اي المحبة الفاعلة كبرنامج عملي يسعي و يتحرك في اتجاه المقدسين لامكانية التواحد بيننا و اللقاء كالسعي للحقيقة و معرفتها ( انظروا ـ تفكروا ) مترجمة نظرة العبادة بالعمل و الشغل غير التوجه بالعبادة و الصلوات و تقديس نظرية العبادة من خلال العمل كعمل و شغل تكرسه الديانات الاسيوية و رهبان الكنائس و المتوحدين عموما و لهم الحكمة و فتوحاتهم تختلف تماما عن فتوحات الدارسين و المتعبدين
كما ان الود له تجلي حرفي يصل لأدق العناصر شفافية اذا اعتبرنا ان الواو هي الميم المتحركة
و صحبة المشايخ لا تخلو ابدا من صحبة الإخوان و الشيخ يلد و الأحباب تربي كما يقول اهل الطريق
و المرء بالإخوان و رب أخ أفادني أكثر من ألف شيخ و لو عددت ما استفدته من اخواني و شخوصهم لإحتجنا الي الكثير فالخلق عيال الله
و المودة أمر و أجر ندفعه و نؤديه ( إلا المودة ) و التي تقتضي صحبة الذرية و ودهم
و لا يقتصلر الأمر علي المشايخ و العلماء و انما قد تجد في استاذ لك في دراستك نموذج جميل تحتذيه و هم كثير و دور الأم و الأي ايضا و الخال و العم وكل ذلك يلتقي في نسب الروح الي مظاهر كلها تصور رعاية الإنسان الكامل لأبناءه
و اخاف الإطالة عليك و خاصة عن اهل الأحوال الذين لا نكاد تعرف لهم اسما او او موطنا فأغلبهم رحل
لا تصفهم الكلمات فحالهم اقوي من الحرف كعم أبو القاسم مثلا الشهير بأبو الأحوال و عم أبو رمضان و هم موجودين علي كل حال يلقاهم من يبحث عنهم فهم نسائم الملكوت تطرقهم الأحوال و تصرفهم في شأن الارض وأهل الصمت و رجال المغاضبة و الذاتيين الذين لا شيخ ظاهري لهم و بعض العاشقين و كلهم مساكين بأتون و يذهبون في أمن و هدوء اللهم الا معاناتهم الشخصية
كم وجدت في كثير من الزهاد المقيمين بالمقابر شهودا و معرفة اكبر من متصدرين للدعوة و المنابر
و جدت أميين كنت اجلس تحت اقدامهم لما ينطقون في كلمات محدودة في اوقات معينة و ببساطة و شفافية
تجد الحلول و التوفيق و الراحة و الفتوحات او البركة عموما و كم من مسكينة من الأمهات لديها القبول و الحال و الهدي لكثير من العصاة بأساليب تربوية تلقائية تتحول فيها النفوس من السوء فاللوم فالإطمئنان فالرضا و من يرد الله به خيرا يدله علي مربيه حتي تتلاشي نفسه و تلتقي بروح شيخه مولدة نفسا روحانية تتربي لدي المريد علي حسب جهده و حظه
و منهم الموجود حاليا كعم عبد الحميد الوصيف
و دولة الأولياء و السادة دولة باطنية موجودة و حية تخفي علينا و يمكن التواصل معها و ارضها المشرقة
و ليس فقط الدور لمن قابلت من اولياء ظاهريا فحب السادة و الصحابة و الصالحين قد يربطك بحب لأحد العلماء او العارفين فيصحبك و ما اكثر ذلك فتجد العالم قد توفاه الله و مازالت كلماته تمثل طريقا و مذهبا و عقلية فاعلة و محبة و عشقا و ذلك في كل المذاهب و الأديان و حتي المذاهب السياسية و الإقتصادية و الفلسفية فهي سمة انسانية مجردة تصير بنا الي البنوة الروحية و الي عقول مجردة تلدنا و تربينا و نموت عليها
عموما موضوع البنوة لا ينتهي فكما يقولون لله طرقا بعدد انفاس خلقه
و كذا ابناء الطريق كلهم من رسول الله ملتمس رشفا من البحر او غرفا من الديم
و البحر كبير و عقولنا صغيرة و لم يظهر من الحقيقة لنا الا اسم كمثل مايرشف االعصفور من البحر اللانهائي او كقمة جبل الثلج علي الماء تخفي الحقيقة اكبر مما يبين لنا او بموضع نقطة من كل
و انظر مولانا الجيلي في عينيته
مانحن الا كالكتابة في الهوا
أنا قلم و الإقتدار أصابع
فالأمر الباطني ملغز مطلسم فقد تجد بابا باطنيا او صفة بين الخضر عليه السلام و بين الامام علي رضي الله عنه او بين مولانا الحسين و السيد المسيح مثلا او بين السيدة زينب و اسيا او بين عمر و موسي و هكذا فكلهم اخوة روحية و فروع من شجرة كاملة واحدة ( يامريم ان الله اصطفاك و اصطفاك ) و ( تقلبك في الساجدين )
و لكم السلامة و نسألكم الدعوات و سلامنا الي عمنا الشيخ نحمده حمدا لله علي السلامة من العمرة الكريمة تقبل الله منا و منكم