فى ذكرى الحبيب آدم عليه السلام

في ذكرى الحبيب آدم عليه السلام!!!
إياك والذنوب فإنها أذلت أباك بعد عز (اِسجدوا) وأخرجته من أقطار (اسكُن) مذ سبى الهوى آدم هوى ، دام حزنه ، فخرج أولاده العقلاء محزونين ، وأولاده السبايا أذلة ، أعظم الظلمة ما تقدمها ضوء ، وأصعب الهجر ما سبقه وصل ، وأشد عذاب المحب تذكاره وقت القرب ، كان حين إخراجه لا تمشي قدمه ، والعجب كيف خطا.
وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت ... عَنّي الطُلولُ تَلفَّتَ القَلبُ
واعجبا لجبريل بالأمس يسجد له واليوم يجر بناصيته ، والمدنف يقول : ارفق بي :
الأسى لأيام الوصال ، واللسان يقول: يا ويلتاه والقلب ينادي: يا لهفاه
مِن أدمُعيٌ أَيامَ جَمعٍ عَلى ما ... كانَ مِنها وَأَينَ أَيّامُ جَمعِ
طالِباً بِالعِراقِ يَنشُدُ هيهات زماناً أَضَلّهُ بِالجَزعِ
كم قصة غصة بعثها مع بريد السر لا يدري بها سوى القلب ، مكنونها التأسف ، ومضمونها التلهف.
أَلا يا نَسيمَ الريحِ مِن أَرضِ بابلٍ ... تَحمِل إِلى أَهلِ العِراق سَلامي؟
وَإِنّي لأهوى أَن أَكونَ بِأرضِهِم ... عَلى أَنَني مِنها اِستَفدتُ غَرامي
أخذت صعداء أنفاس آدم من ذكر (وَعَصى) تحرقه لولا أنه تدارك الحريق بمياه (فَتابَ عَليه).
قُل لِجيرانِ الغَضا آَهٍ عَلى ... طيبِ عَيشٍ بالغضا لو كان داما
ابعثوا أرواحكم لى فى الكرى ... إن أذنتم لجفونى أن تناما
فكان كلما عاين الملائكة تنزل من السماء تذكر المرتع في المربع، فتأخذ العين في إعانة الحزين:
َباتَ يُسحُّ الدَمعُ وَجداً عَلى وَجدِ
كان عند رؤية الأملاك يذكر إقطاعه الأملاك، فيكاد مما يأسى، يجعل الرجاء يأسا، ثم قام بعد مراكب المنى يمشي إلى أرض منى، فلولا تلقن الكلمات مات.
هَل اللاتي مَضينَ يَعُدنَ لي ... كَما كُنّ لي أَم لا سبَيلَ إِلى الرّدِّ
واعجبا لقلق ابن آدم بلا معين على الحزن، هو؟ أم الأرض لا تفهم ما يقول..؟
وملائكة السماء عندها بقايا (أَتَجعَلُ فيها) فهو في كربه
بلا رحيم
أَلا راحِمٌ مِن آلِ لَيلى فأَشتَكي ... لَهُ ما بِقَلبي حَتّى يَكِلَّ لِساني
بُكاءُ آَدَمَ لِفِراق الجَنَةِ لا كَبُكاءِ غَيرِهِ

فى ذكرى الحبيب آدم عليه السلام 771493

وَكانَت بِالعِراقِ لَنا لَيالٍ ... سَرقناهُنَّ مِنا رَيبِ الزَمانِ
ما كان هذا القلق لنفس الدار، بل لأجل رب الدار
صُحبي مَضَوا فَمَدامِعي ... مُنهِلّةٌ مِن إِثرِ صَحبي
ما فَوقَ الهِجرانُ سَهماً ... فانثني عَن قَصدِ قَلبي
كَلاَّ وَلا نادي الجَوى ... إلا وَكُنتُ أَنا المُلبّى
وَلَقَد وَقَفتُ عَلى مِنى ... لَولا المُنى لَقَضيتُ نَحبي
سجد آدم عليه السلام على الجبل الهند مائة عام يبكي
حتى جرت دموعه في الوادي سرنديب "
فنبت من دموعه " الورد و القرنفل
وجعل أرض الوادي بلون الطواويس،
ثم جاء جبريل عليه السلام فقال: ارفع راسك فقد غفر لك، فرفع رأسه ثم طاف بالبيت سبع ليال فما أتم حتى خاض في دموعه .
دُموعُ عيني... مَثلُ الدَّوا
كان " آدم " " يعقوب " البلاء أجرى القضاء ، أم أجرى القضاء البلاء.
ولكن ظفرتم بالمحبين فارحموا قلبا أُريد انكساره،
فسُلم إلى مرتجف لو لم تذنبوا واعجبا.
كان يبكي للدار مرة وللجار ألفا،
والفراق يقلقل، والبعاد يزلزل
وَإنّي لَمُشتاقٌ إلى طيبِ وَصلُكُم ...
كَما اِشتاقَ نَحو الدارَ مَن طالَ لَفتُهُ
سَأَبكي الدِّما شَوقاً إِلى ساكِنِ الحِمى ...
فَأفني بِهِ كَنزَ اِصطِبارٍ ذَخَرتُهُ
وَلَم أَبكِ بُعدَ الدارِ عَني وَإِنّما ...
بَكيتُ لِصَبرٍ كان لي فَعَدِمتُهُ
إِذا كانَ دَمعُ العَينِ بالسِرِّ شاهِداً ...
فَلَيسَ بِخافٍ في الهوى ما جَحدتُهُ
كما ترى

اللطائف - (1 / 2)
؟الفصل ؟الثالث
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
بتصرف

» جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبهه في أعماله بسليمان عليه السلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل للعارف بالله سيدي عبد الكريم الجيلي
» سيدنا محمد عند االصوفية .. الجزء الثانى .. محمد صلى الله عليه وسلم وآدم عليه السلام
» أحدث صور للمدينة المنورة على الحبيب السلام -إهداء من سيدى صفوت الجيلانى
» كيف نحيا مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ...؟