جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبهه في أعماله بسليمان عليه السلام .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
جلوس الشيطان في مقام سليمان على مدونة عبدالله المسافر باللهجلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبهه في أعماله بسليمان عليه السلام المثنوي المعنوي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
جلوس الشيطان في مقام سليمان عليه السلام وتشبهه في أعماله
بسليمان عليه السلام ، والفرق الظاهر بين السليمانية - الحقيقية )
وبين السليمانية الإسمية التي قام بها الشيطان
- وعندما يكون لك عقل فصاحب عقلا آخر ، وقم باستشارته أيها الأب .
- فأنت بعقلين تنجو من بلايا كثيرة ، وتضع قدمك على مفرق الأفلاك « 1 »
1265 - وإذا كان الشيطان قد سمى نفسه بسليمان ، واستولى على الملك واخضع المملكة .
..............................................................
( 1 ) هذان البيتان في نسخة جعفري قبل العنوان ( 10 / 153 )
« 148 »
- كان قد رأى ظاهر عمل سليمان ، لكن الصورة كانت تبدو في الباطن شيطانية
- فقال الخلق : إن سليمان هذا بلا صفاء ، وهناك فروق عديدة بين سليمان هذا وسليمان ذاك .
- فإذا كان سليمان يقظا فهذا كالوسن ، إن الفرق بينهما كالفرق بين حسن ( الجواد ) وحسن ( الخسيس البخيل ) .
- وكان الشيطان يقول : لقد وضع الله « لأهر من » ( الشيطان الأكبر : إله الظلمة )
صورة حسنة . . حسنة على صورتي أنا .
1270 - لقد أسبغ الله على الشيطان صورتي ، فإياكم أن يلقيكم جميعا في شباكه .
- وحذار منه إذا ظهر بدعواه هذه ، وإياكم أن تأخذوا صورته في الاعتبار .
- كان الشيطان يقول لهم هذا من مكره ، لكن صورة هذا الكلام كانت تصل معكوسة إلى القلوب الطيبة .
- إن لا يستطيع أن يقوم بألاعبية هذه مع من يميز ، خاصة من يكون تمييزه وعقله متحدثين إلى الغيب .
- فلا سحر قط ولا تلبيس ولا شعوذة يمكن أن تضع حجابا على أرباب السلطان ( الإلهى ) .
1275 - ومن ثم فقد كانوا يقولون ردا عليه ، إنك تسير مقلوبا يا معوج الخطاب
- وهكذا سوف تمضى منقلبا حتى جهنم ، ( ويلقى بك ) في أسفل سافلين .
- انه ( أي سليمان الحقيقي ) وإن كان قد عزل وصار فقيرا ، فإن البدر المنير ( يتلألأ ) من جبينه .
« 149 »
- وأنت وإن كنت قد سرقت خاتمة ، ( فواضح عليك ) أنك جهنمى قد تجمدت كالزمهرير .
- ونحن بالمكر والمظاهر والأبهة ( المزيفة ) والنفخة الكاذبة ، لا نسلم له بظفر ( حقير ) فضلا عن طأطأة رؤوسنا .
1280 - ولو وضعنا له الجبين غافلين ، فسوف تنبت قبضة من الأرض تمنعنا ( من السجود له )
- قائلة : لا تطأطئوا رؤوسكم لهذا الخسيس ، انتبهوا ولا تسجدوا سجدة مقرونه بالإدبار .
- وكانت لأشرح هذه القصة شرحا مفصلا لتزيد الأرواح انشراحا ، هذا إن لم تكن الغيرة الإلهية موجودة .
- فاقنع بهذا القدر واقبله ، حتى أفصلها تفصيلا في موضع آخر .
- ولقد سمى نفسه سليمان النبي ، وكان يضع قناعا من أجل كل صبي .
1285 - فتجاوز الصورة وخل عنك الاسم ، وانتقل من اللقب والاسم إلى المعنى .
- ثم سل عن حدة وعن فعله ، وابحث عنه في حده وفعله « 1 » .
دخول سليمان عليه السلام كل يوم إلي المسجد الأقصي بعد بنائه للعبادة وارشاد العابدين والمعتكفين
ونمو النباتات الطبية في المسجد .
- عندما كان سليمان عليه السلام يدخل كل صباح خاضعا إلى المسجد الأقصى .
..............................................................
( 1 ) ج : ( 10 / 157 ) ليس هذا بفعل كل انسان فاكبح الزمام وابن المسجد الأقصي وأتمه .
« 150 »
- كان يرى نباتا جديدا قد نبت فيه ، فكان يسأله قائلا : أخبرني عن اسمك ونفعك .
- أي عقار أنت ؟ ! وماذا تكون ؟ ! وما اسمك ؟ ! ولمن تكون ضررا ولمن تكون نفعا ؟ !
1290 - فكان كل نبات يجيبه باسمه وفعله . . كان يقول له : أنا لذلك حياة ولهذا حمام .
- أنا لهذا سم ولذلك سكر ، واسمى هو كذا على اللوح المحفوظ .
- ثم أن الأطباء صاروا من ( تعليم ) سليمان عارفين بذلك النبات ، وصاروا مقتدين في علمهم .
- حتى وضعوا كتب الطب ، وأخذوا يخلصون الأجسام من العلل .
- فعلوم النجوم وعلوم الطب من وحى الأنبياء ، وأي اتجاه للعقل والحس نحو ( فن ) لا طريق إليه ؟ !
1295 - إن العقل الجزئي ليس عقل استنباط ، وأنه مجرد قابل للفن والتعليم محتاج .
- فهذا العقل قابل للتعليم والفهم ، ولكن صاحب الوحي يقوم بتعليمه .
- ويقينا أن كل الحرف من الوحي ، وكان الوحي أولها ، لكن العقل زاد عليها .
- وانظر ( لترى ) انه لا توجد حرفة قط تستطيع عقولنا أن تتعلمها بلا أستاذ .
- ومهما كان المرء من مكره يستطيع أن يشق الشعره ، إلا أنه لم يحصل على مهنة واحدة دون أستاذ .
1300 - ولو كانت معرفة الحرف من هذا العقل ، لحصلت الحرفة دون أستاذ .
« 151 »
تعلم قابيل لمهنة حفر القبور من الغراب قبل أن يكون في العالم
علم حفر القبور أو قبور
- ومتى كان حفر القبور وهو من أيسر المهن ( نابعا ) من الفكر والحيلة والتفكير ؟ ! !
- وإذا كان هذا الفهم موجودا عند قابيل ، فمتى كان قد حمل هابيل على رأسه ؟ !
- متسائلا : أي أخفى هذا القتيل ؟ ! هذا الغريق في الدم والتراب
- فرأى غرابا قد وضع بين منقاره غرابا آخر ميتا تقدم نحوه سريعا .
1305 - وهبط من الهواء ، ثم صار بفن حفارا للقبور ، وذلك من أجل تعليمه .
- وأخذ يحفر الأرض بمخالبه ، ثم وضع الغراب الميت في قبر سريعا .
- ودفنه ، ثم غطاه بالتراب ، كان الغراب عالما من إلهام الحق .
- قال قابيل : ( يا ويلتا ) وأف لهذا العقل ، لقد كان الغراب أكثر منى علما
- لقد قال الله في شأن العقل الكلى « ما زاغ البصر » ، لكن العقل الجزئي ينظر في كل اتجاه .
1310 - إن العقل الذي نزلت فيه آية « ما زاغ » هو نور الخاصة ، أما عقل الزاغ ( الغراب ) فهو أستاذ لقبور الموتى .
- والروح التي تطير خلف الغربان ، يحملها الغراب نحو القبور .
- فهيا ، لا تسرع خلف النفس كالغراب ، فهي تقود نحو القبور لا نحو البستان . .
- وإن كنت سالكا فسر في أثر عنقاء القلب ، نحو قاف ونحو مسجد القلب الأقصى .
- فإن هناك نباتا جديدا من هو سك كل لحظة ينبت في مسجدك الأقصى .
« 152 »
1315 - فقم كسليمان بأداء حقه ، وافهم عنه شيئا ولا تضع قدم الاعتراض عليه
- ذلك أن حال هذه الأرض التي لا ثبات لها ، تحدنك عنه أنواع النباتات .
- وفي الأرض ، إذا كان النبات قصب سكر أو بوصا ، يكون نبت كل أرض ترجمانا لها .
- ومن ثم فإن أرض القلب ونبتها الفكر ، فإن الأفكار هي التي تظهر أسرار القلوب .
- ولو أنني أجد جاذبا للكلم في المجلس ، لأنبت مئات الآلاف من الورود كأنني الرياض .
1320 - وإن وجدت قاتلا للكلم آنذاك كالديوث ، تهرب النكات من القلب كما يهرب اللص .
- إن حركة كل امرئ نحو جاذب ، والجذب الصادق ليس كالجذب الكاذب .
- انك تمضى حينا إلى الضلال وحينا إلى الرشد ، والخيط ليس ظاهرا وذلك الذي يجذبك
- وأنت بعير أعمى مشدود الزمام ، فداوم النظر إلى الجذب ولا تنظر إلى الزمام .
- ولو صار الجذب محسوسا والزمام ، لما ظلت هذه الدنيا ( توصف بأنها ) دار الغرور .
1325 - ولرأى المجوسي أنه يسير في أثر كلب ، لكي يصبح مسخرا للشيطان الأكبر .
- ومتى كان يمضى في أثره إذن كالمخنث ؟ ! بل لكان المجوسي ارتد عن متابعته سريعا !
- وإذا كانت البقرة تفهم ما يريده ( منها ) القصابون ، فمتى كانت تتبعهم حتى الحانوت ؟ !
« 153 »
- وتأكل النخالة من أيديهم ، أو تدر لهم اللبن ( عندما يربتون ضرعها ) ملقا .
- ومتى كانت تهضم علفها إن أكلت ، إذا فهمت ما هو المقصود من هذا العلف ؟ !
1330 - ومن هنا فإن عماد هذه الدنيا هو الغفلة ، وما هي الدولة ( المسماة بالفارسية دولت ؟ ) ،
إنها من « دو » بمعنى السعي ثم « لت » بمعنى الضرب .
- فأولها عدو وسعى وفي النهاية ، تقول لك تعرض للضرب ، ولا يكون موت الحمار إلا في هذه الخرابة .
- والعمل الذي امسكته بكلتا يديك جادا ، لا يزال عيبه في هذه اللحظة مخفيا عليك .
- ومن هنا تستطيع أن تبذل جهدك في هذا العمل ، لأن الخالق قد أخفى عيبه عليك .
1335 - وهكذا تكون أية فكرة ترى نفسك متحمسا لها ، يكون عيب هذه الفكرة مخفيا عليك .
- وإن ظهر لك هذا العيب فيه والشين ، لجعلت روحك بينها وبينه هربا بعد المشرقين .
- والأمر الئى تندم عليه في نهايته ، لو كان هذا حاله من البداية فمتى كنت تسرع في أثره ؟ !
- ومن ثم فقد أخفاه في البداية عن أرواحنا ، حتى نقوم بهذا الأمر كما قضى علينا ( أن تقوم به ) .
- وعندما نفذ حكم القضاء ، فتحت العين لكي يحدث الندم .
« 154 »
- وهذا الندم أيضا قضاء آخر فأترك الندم إذن وكن عابدا للحق .
1340 - وإن تتعود على الندم ، تصير من هذا الندم أكثر ندما .
- فيمضى نصف عمرك في التشتت والاضطراب ، ويمضى نصفه الآخر في الندم .
- فاترك ( هذا النمط ) من الفكر والندم ، وابحث عن حال أفضل ورفيق أفضل وعمل أفضل .
- وإن لم يكن في يدك عمل أفضل ، لفوت أي شئ إذن يكون ندمك ؟ !
- وإن عرفت طريقا طيبا ( فاسلكه ) واعبد الله ، وإن كنت لا تعرف فكيف تعرف أن هذا ( الذي أنت فيه ) سئ ؟ ! !
1345 - إنك لا تعرف الشر ما لم تعرف الخير ، إن الشئ يمكن رؤيته بضده أيها الفتى .
- وما دمت عاجزا عن التفكير في ترك هذا ( الندم ) ، فأنت آنذاك عاجز عن ( ترك ) ارتكاب المعصية .
- وإذا كنت عاجزا فمن يكون الندم ، وابحث ثانية جذب من كان ذلك العجز .
- ولم ير أحد في الدنيا عجزا بلا قدرة ، ولا يكون هذا ، وكن واثقا من قولي .
- وهكذا فإن أية رغبة تشتهيها ، فأنت في حجاب من عيوبها .
1350 - ولو أن عيب تلك الرغبة ظهر في البداية ، لجفلت روحك نفسها من السعي والبحث عنها .
- ولو أنه أبدى لك عيوب أمر ما، فلن يستطيع أحد أن يجعلك تتجه نحوه ولو جارا «إياك».
« 155 »
- وذلك الأمر الآخر الذي تكون نافرا منه ، وإنما يكون ( نفورك منه ) لأنه عيبه قد ظهر لك .
- فيا الهى يا عالما بالسر يا حلو الكلم ، لا تخف عنا عيوب الأمور السيئة .
- ولا تظهر لنا عيوب الأمور الطيبة ، حتى لا نفقد حماسنا للسير ونصبح هباء .
1355 - وحسب عادته فإن سليمان السنى ، دخل المسجد في ضوء النهار .
- كان الملك يبحث عما اعتاده كل يوم ، وهو أن يرى في المسجد نبتا جديدا
- إن القلب يرى السر بتلك العين الصافية ، فقد كان يرى تلك النباتات التي كانت خفية على العوام .
قصة الصوفي الذي جلس في الروضة ورأسه علي ركتبه في حال المراقبة
فقال له رفاقة : ارفع رأسك وشاهد الحديقة والرياض والطيور
واثار رحمة الله تعالى
- وضع صوفي وجهه بين ركبتيه ( انتظارا ) للكشف والمشاهدة وكان في حديقه .
- ثم غاب في نفسه بعمق ، فتضايق أحد الفضوليين من هيئة نومه .
1360 - وقال له : أي « موضع » لنومك هنا ، انظر آخرا إلى الكروم وشاهد تلك الأشجار والآثار والخضر .
- واستمع إلى أمر الحق إذ قال : انظروا ، وانتبهوا إلى آثار رحمته .
- فأجابه : آثارها هي القلب أيها المتهوس ، ولكن تلك الموجودة خارج ( القلب ) هي آثار آثار فحسب .
- والبساتين والخضرة في ذات الروح ، وما هو خارج ( الروح ) صورتها كما تكون في الماء الجاري .
« 156 »
- إنه خيال البستان في الماء ، الذي يصيب بالاضطراب هكذا من لطف الماء
1365 - وهناك بساتين وثمار في القلب ، ولكن لطفها ( منعكس ) على هذا الماء والطين .
- ولو لم يكن هذا الانعكاس لأشجار سرو السرور ، لما سماها الله تعالى دار الغرور .
- وهذا الغرور يعنى أن هذا الخيال هو من انعكاس قلوب رجال ( الله ) وأرواحهم .
- لكن كل المغرورين اتجهوا إلى هذه الصورة ، ظنا منهم أنها دار الجنان .
- ويهربون ( مبتعدين ) عن أصول هذه البساتين ، ويوجهون كل هذا الهيام إلى خيال .
1370 - وعندما يرفعون رؤوسهم من نوم الغفلة ، يرون الحقيقة ويعلمون جدوى هذه الرؤية .
- ومن ثم ففي القبور ، يرتفع النواح والتحسر . . ويصيحون واحسرتاه حتى يوم القيامة .
- وما أسعد ذلك الذي مات قبل الموت ، أي أنه أدرك النذر اليسير « 1 » من أصل ذلك الكرم .
قصة نمو الخروب في ركن من المسجد الأقصي وحزن سليمان عليه السلام
عندما تحدث معه وذكر اسمه وخاصيته
« 2 »
- ثم إن سليمان عليه السلام رأى في ركن ما نباتا جديدا قد نما كأنه العنقود .
..............................................................
( 1 ) حر : شم رائحة .
( 2 ) ج : 10 / 177 ثم إن سليمان عليه السلام . . دخل المسجد كعادته ذات يوم . . من القضاء .
« 157 »
- رأى نباتا نادر الوجود جدا . . أخضر نضرا ، يختطف اخضراره النور من البصر .
1375 - فسلم عليه ذلك النبات في الحال ، فرد عليه السلام وبش له من سعادته
- وسأله : ما اسمك ؟ ! تحدث إلى بلا فم ، قال : ( اسمى ) هو الخروب يا ملك العالم .
- فسألة : وما خاصيتك ؟ ! أجاب : أن انمو فيخرب المكان ( الذي أنمو فيه )
- أنا خروب وأعنى خراب المنزل ، وانا هادم لأساس هذا البناء .
- وسرعان ما أدرك سليمان عليه السلام في تلك اللحظة أن الأجل قد حان وأنه سوف يرحل .
1380 - وقال : ما دمت حيا ، فإن هذا المسجد سوف يسلم يقينا من آفات الأرض
- وما دمت حيا ، وما دام وجودي مستمرا ، فمتى يمكن أن يصيب المسجد الأقصى الخلل ؟
- ومن هنا ، فإن تهدم مسجدنا . . لن يكون . . - بلا شك - إلا بعد موتنا .
- إنه مسجد ، ذلك القلب الذي يكون جسده ساجدا ، والرفيق السئ هو بمثابة الخروب حيثما يكون مسجد .
- إنه رفيق السوء ، وعندما نما حبه في قلبك ، انتبه وأهرب منه وكفاك جدالا .
1385 - واقتلعة من جذوره فإنه عندما يطل برأسه ، فإنه يقوم بهدمك وهدم مسجدك .
- أيها العاشق إن الالتواء بمثابة الخروب بالنسبة لك ، فكيف تزحف نحو الالتواء كالأطفال .
- واعتبر نفسك مجرمة وادعها مجرمة ولا تخف أن يحرمك ذلك الأستاذ الدرس .
« 158 »
- وعندما تقول أنا جاهل فعلمني ، فإن مثل هذا الانصاف أفضل من الكبرياء .
- وتعلم من أبيك يا وضاء الجبين ، إذ قال قبل الان « ربنا ظلمنا أنفسنا »
1390 - فلا هو تعلل ، ولا هو احتال ، كما أنه لم يرفع لواء المكر والحيلة .
- ثم أن إبليس هو الذي بدأ الجدل قائلا : لقد كنت أحمر الوجه ( عزة ) وجعلتني أصفره ( ذلا ) .
- فاللون منك وأنت الذي قمت بصباغتى ، وأنت إذن أس جرمي وآفتى وجرحى .
- فانتبه ، واقرأ « رب بما أغويتني » ، حتى لا تتحول إلى جبري ، وحتى تقلل من طوافك بالالتواء .
- فحتام تقفز على شجرة الجبر ، وتلقى باختيارك جانبا ؟ !
1395 - مثل إبليس وذرياته ، فهم مع الله - جل علا - في حرب وجدال .
- وكيف يكون هناك إكراه وجبر وأنت بسعادة بالغة لا زلت تشمر رداءك في العصيان .
- فهل يمكن أن يمضى أحد سعيدا هكذا إلى ما هو مجبر عليه ؟ ! وهل يمكن أن ينغمس شخص راقصا هكذا في الضلال ؟ ! !
- كنت تقاتل ( بقوة ) عشرين رجل في ذلك الأمر ، بينما كان الآخرون يقومون بنصحك ! !
- وكنت تجادل ( قائلا ) : هذا هو الصواب ، وهذا هو الطريق ( الحق ) فحسب . . فمن الذي يعيب على إلا ذلك الذي لا يساوى شيئا .
1400 - ومتى يقول الشخص الذي يكون مكرها مثل هذا ؟ ! ! وكيف يقاتل هكذا الذي لا يملك طريقة ؟ !
« 159 »
- إن لك الاختيار في كل ما طلبته نفسك ، وكل ما أراده عقلك فأنت مضطر فيه .
- ويعلم كل من هو مقبل مسموح له ( بالسر ) ، إن الدهاء من إبليس والعشق من آدم
- والدهاء أشبه بالسباحة في البحار ، قليلا ما ينجو ( صاحبها ) بل هو غريق في نهاية الأمر .
- فاترك السباحة ، ودعك من الكبرياء والحقد ، فليس هذا هو نهر جيحون ، وليس جدولا ، إنه البحر ( العباب ) .
1405 - بل إنه بحر عميق لا ملجأ منه ، يبتلع بحارا سبعة كأنها القشة .
- والعشق بمثابة السفينة بالنسبة للخواص ، قليلا ما يحدث الهلاك بل النجاة في الأغلب .
- فبع الدهاء واشتر الحيرة ، الدهاء ظن والحيرة هي النظر .
- واجعل العقل فداء أمام المصطفى ، وقل حسبي الله فإن الله كفاني .
- ولا ترفض السفينة كما فعل كنعان ، فإن نفسه الداهية هي التي أوردته الغرور .
1410 - ( وقال ) : سآوى إلى جبل مشيد . . فلماذا ينبغي أن أمتن لنوح ؟ !
- ولماذا تجفل من منته يا عديم الرشد ، إذ كان الله - جل وعلا شاكرا له ممتنا منه ؟ ! !
- وإن لم تكن منته موجودة على أرواحنا ، فكيف يتحدث الله شكرا له وامتنانا منه ؟ ! « 1 »
- وأي علم لك أيها الغرارة المليئة بالحسد أن الله سبحانه وتعالى شاكر له .
..............................................................
( 1 ) أي يضاعف له الله سبحانه وتعالي الإحسان شكرا وامتنانا .
« 160 »
- وليته لم يكن تعلم فن العوم ، لكان آنذاك قد طمع في نوح وسفينته .
1415 - ليته كان جاهلا في الاحتيال كالطفل ، لكان قد تشبث كالأطفال بطرف ثوب الأم .
- أو كان قليل التبحر في علوم النقل ، اذن لا ختطف على وحى القلب من أحد الأولياء
- ومع مثل هذا النور عندما تضع الكتاب أمامك ، فإن روحك المتصلة بالوحي تقوم بعتابك .
- وأعلم أنه كالتيمم في وجود الماء ، ( اقصد ) علم النقل مع وجود أنفاس قطب الزمان
- فاجعل نفسك أبله ، وامض تابعا ، وفيما بعد ، سوف تجد الخلاص من هذا البله فحسب .
1420 - ومن أجل هذا قال سلطان البشر : إن أكثر أهل الجنة هم البله أيها الأب .
- وما دام التذاكى قد أثار فيك الكبرياء والعنجهية ، فصر إبله حتى يبقى القلب سليما .
- وليس الأبله هو الذي ينحنى ( للناس ) تهريجا ( وكدية ) ، بل إن الأبله هو الذي يكون حيرانا ( فيه ) ووالها ( منه ) .
- وأولئك النساء اللاتي قطعن أيديهن بلهاوات ، لقد كان البله في أكفهن ، ولكنهن خدرن ( من تأثير ) وجه يوسف .
- فاجعل العقل فداء في عشق الحبيب ، فكل العقول من تلك الناحية من الحي ( من لدنه ) .
1425 - لقد أرسلت عقول ( الأذكياء ) عقولها إلى تلك الناحية ، وبقي الأحمق في هذه الناحية حيث لا معشوق .
« 161 »
- فلو أن عقلك يمضى حيرة من هذا المكان ، تكون كل شعرة فيك رأسا وعقلا .
- وليس في تلك الناحية ألم الفكر على الرؤوس ، فالأودية والبساتين هناك تنبت عقولا وأذهانا .
- فعندما تتوجه إلى الوادي تستمع إلى النكات من الوادي ، وعندما تأتى إلى البساتين ينمو نخلك ( ويزداد نضارة ) .
- فاترك العنجهية والكبرياء في هذا الطريق ، ولا تتحرك ما لم يتحرك مرشدك .
1430 - وكل من يتحرك بلا رأس يكون ذيلا ، وتكون حركته كحركة العقرب .
- فهو معوج السيرة أعمى البصر ، قبيح سام ، ويكون عمله لدغ الأجساد الطاهرة .
- فاقمعه على رأسه ذلك الذي يكون هذا سيره ، ويكون هذا خلقه وطبعه على الدوام .
- فصلاحه في هذا القمع حتى تنجو روحه الضعيفة من شؤم الجسد .
- فخذ السلاح من يد المجنون ، حتى يرضى عنك العدل والصلاح .
1435 - وعندما يكون في يده سلاح ولا عقل له ، فقيد يده وإلا ارتكب مئات الجرائم .
بيان أن حصول سيئي الأصل علي العلم والمال والجاه فضيحة لهم
وكالسيف الذي يقع في يد قاطع طريق .
- إن تعليم سئ الأصل العلم ، بمثابة وضع سيف في يد قاطع طريق .
- وتسليم زنجي ثمل السيف ، أفضل من سقوط العلم في يد من ليس أهلاله .
« 162 »
- فالعلم والمال والمنصب والجاه والإقبال فتنة في أكف سيئى الأصل .
- ومن هنا فرض الجهاد على المؤمنين ، حتى يؤخذ السنان من كف المجنون .
1440 - إن روحه مجنونة وجسده هو سيفه ، فاستعد السيف من هذا السئ الجبلة .
- ومن ذلك الذي يصنعه المنصب بالجهلة من فضائح ، متى يقوم به مائة سبع ( ضار ) ؟ !
- إن عيبه مستور ، وعندما وجد الوسيلة ، انطلقت حيته من جحرها إلى الصحراء ! !
- فتمتلئ الصحراء بالحيات والعقارب ، عندما يصبح الجاهل هو صاحب الأمر المستبد « 1 » .
« 2 »
- والمال والمنصب اللذان يحصل عليهما الخسيس ، صار بهما طالبا لافتضاح نفسه .
1445 - فهو إما أن يبخل ويبخس العطاء ، وإما أن يكون سخاؤه في غير موضعه .
- إنه يضع الشاه في « خانة » « البيدق » ، وهكذا يكون العطاء الذي يعطيه الأحمق
- وعندما يسقط الحكم في يد ضال ، فقد سقط في بئر بينما كان يظنه جاها .
- إنه لا يعرف الطريق ، ويقوم بالإرشاد وروحة القبيحة تقوم بإحراق العالم .
..............................................................
( 1 ) حرفيا الأمر المر وهي في مصطلح مولانا يدل علي الحكم الجائر المستبد .
( 2 ) ج : ( ج - 10 / 198 ) : وعندما يسقط القلم في يد غادر فلا جرم أن يعلق المنصور علي المشنقة
« 163 »
- وعندما أخذ طفل الطريق الصوفي المشيخة ، فإن غول الإدبار قد التهم أتباعه .
1450 - إنه يقول ( لتابعه ) تعال لأبدى لك القمر ، ومعدوم الصفاء ذاك لم ير القمر قط . .
- وكيف تبديه ( له ) وأنت لم تره طوال العمر ، إنه صورة القمر في الماء أيها الساذج الغمر ؟ !
- لقد صار الحمقى رؤساء ومن الخوف ، أخفى العقلاء رؤوسهم تحت الكليم .
تفسير يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
- لقد دعاه المزمل لهذا السبب قائلا له : أخرج من الخباء ، يا من هربت ( من الناس ) .
- لا تلف رأسك بالعباء ولا تخف وجهك ، فالعالم جسم ضال وأنت له الذهن والمخ واللباب .
1455 - هيا ولا تختف من ذلك العار ( الذي يثيره ) المدعى ، فإن لديك شمع الوحي ذا الأضواء الباهرة .
- هيا قم الليل فأنت شمع أيها الهمام ، والشمع في الليل يكون في قيام .
- وبدون ضيائك يكون النهار المضئ أيضا ليلا ، وبدون حماك يكون الأسد أسيرا للأرنب .
- فكن الملاح في بحر الصفاء هذا ، فأنت نوح الثاني يا أيها المصطفى .
- إذ ينبغي عالم بالطريق ذو لباب ، لكل سالك ، خاصة في طريق البحر .
1460 - فانهض وانظر إلى قافلة قد عجزت في الطريق ، وفي كل صوب غول قد صار ملاحا .
« 164 »
- أنت خضر الوقت وأنت غوث لكل سفينة، فلا تمض وحدك ( مثلما كان يمضى ) روح الله.
- وأبق أمام هذا الجمع كشمع السماء ، وابتعد عن الانقطاع والخلوة .
- إن هذا ليس وقت الخلوة فتعال إلى الجمع ، يا من يكون الهدى بمثابة جبل قاف ، وأنت بمثابة الطائر الملكي ( البُلح ) .
- لقد صار البدر سيارا في صدر الفلك ، وهو لا يترك السير من نباح الكلاب .
1465 - إن الذي يعيبون عليك كأنهم كلاب ( تعوى ) على بدرك ، إنهم يرفعون نباحهم على الصدر ( الذي توجد فيه ) .
- إن هذه الكلاب قد صمت عن أمر « انصتوا » ، إنها تنبح على بدرك من قبيل السفه .
- فيا أيها الشفاء ، حذار ، لا تترك المريض ، لا تتخل عن ( كونك ) عصا للأعمى من أجل غضب الأصم .
- ألست أنت القائل أن قائد الأعمى من الطريق ، يجد من الإله الثواب والأجر الجزيل .
- وكل من يقود أعمى أربعين خطوة ، يصير مرحوما ويجد الرشد .
1470 - اذن فقد في هذه الدنيا التي لا قرار فيها ، جماعة من العميان صفا بعد صف .
- هذا هو عمل الهادي وأنت الهادي ، وأنت الفرح في مأتم آخر الزمان .
- هيا وقد يا إمام المتقين ، هؤلاء المنكرين ، من الخيال إلى اليقين .
- وكل من يجعل قلبه رهينا بالمكر والكيد لك ، أضرب أنا عنقه فامض سعيدا .
« 165 »
- بل وأضع أنواعا من العمى على عماه ، وأعطيه السم ويحسبه سكرا .
1475 - لقد استضاءت العقول من نوري ، وكل أنواع المكر تعلمت من مكرى .
- وماذا تكون خيمة ذلك التركماني ( الواهية ) ، أمام أقدام فيلة الدنيا الهائجة .
- وماذا يكون مصباحه ذاك أمام ريحى الصرصر يا رسولي العظيم . .
- قم ، وانفخ في الصور المهول ، حتى ينبعث الآن الموتى من القبور .
- وما دمت إسرافيل الوقت ، فانهض واقفا ، وأقم القيامة من قبل أن تقوم القيامة .
1480 - وكل من يقول أين القيامة أيها المحبوب ، أبد نفسك له قائلا : ها أنا القيامة .
- وأنظر أيها السائل الممتحن ، فقد زيدت ( على الكون ) مائة دنيا من هذه القيامة .
- وإذا لم يكن أهل هذا الذكر والقنوت . فجواب الأحمق أيها السلطان هو السكوت .
- فمن سماء الحق يكون السكوت هو الجواب ، عندما يكون الدعاء أيها الحبيب - غير مستجاب .
- واسفاه لقد آن أوان الحصاد ، ولكن اليوم من إدبارنا أخذ في الزوال .
1485 - والوقت ضيق ، وسعة هذا الكلام ، يضيق بها العمر ذو الدوام .
- إن اللعب بالحراب في هذه الأزقة الضيقة ، يصيب بالضيق اللاعبين بالحراب .
- الوقت ضيق ، وخواطر العوام وأفهامهم أشد ضيقا من الوقت مائة مرة . . أيها الغلام
« 166 »
- فما دام جواب الأحمق هو السكوت ، فلماذا تمط في الكلام وتطيل .
- ذلك أنه من كمال رحمته وأمواج كرمه ، يهب لكل أرض بور المطر والطل .
في بيان أن ترك الجواب جواب تثبت هذا القول القائل
بأن جواب الأحمق السكوت ، وشرح هذين القولين
في هذه القصة التي سوف تحكي
1490 - كان هناك أحد الملوك وكان له عبد ميت العقل حي الشهوة .
- كان يترك دقائق خدمته ، وكان يفكر في الشر ويظنه خيرا .
- فقال الملك : قللوا كرايته، وإذا اعترض فقوموا بمحو اسمه من قائمة «الكرايات».
- كان عقله ناقصا وكان حرصه زائدا ، فعندما رأى كرايته قد نقصت احتد وغضب .
- فلو كان له عقل لفتش في أمور نفسه « 1 » ، ولرأى جرمه ، ولعفى عنه .
1495 - وعندما يتمرد الحمار مقيد القدم من حماريته ، تقيد كلتا قدميه ويوصل القيد برأسه .
- فيقول الحمار : يكفيني قيد واحد ، فلا تعتبر ( أيها السامع ) كلامه ، فإنهما معا من فعل ذلك الخسيس « 2 » .
..............................................................
( 1 ) حر : لطاف حول نفسه .
( 2 ) ج : ( 10 / 209 ) :
فلو كان ذلك الأعمي رأي سر القيد ، لما وضعوا قيدا آخر علي قوائمة -
ولو كان عالما بالجرم الذي أدي إلي قيد القدم ، لنجا من قيد اليد والقدم
- ولو استسلم للقيد ذلك الفضولي ، لما كان حمارا بل كان أسدا هصورا .
« 167 »
في تفسير هذا الحديث للمصطفي عليه السلام وهو :
إن الله تعالى خلق الملائكة وركب فيهم العقل وخلق البهائم وركب فيها الشهوة
وخلق بني آدم وركب فيهم العقل والشهوة فمن غلب عقله شهوته
فهو أعلي من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو أدني من البهائم .
- جاء في الحديث أن الله المجيد ، خلق ( خلق ) العالم على ثلاثة أنواع .
- ففريق له كل العقل والعلم والجود ، وهم الملائكة ولا يعرفون غير السجود ( للخالق ) .
- وليس في عنصره الحرص والهوى ، فهو نور مطلق حي من عشق الله .
1500 - وهناك فريق آخر فارغ في المعرفة ، وهو الحيوان ، وهو في سمنه من العلف .
- وهو لا يرى سوى الإصطبل والعلف ، فهو غافل عن الشقاوة وغافل عن الشرف .
- والثالث هو الانسان أي البشر ، إن نصفه ملاك ونصفه حمار .
- إن النصف الحمارى منه ميال إلى أسفل ، أما النصف الآخر فميال إلى العقل « 1 » .
- والصنفان الأوليان مستريحان من الحرب والصراع ، أما الانسان فعلى خلافهما . . في عذاب و ( نصب ) .
1505 - وهؤلاء البشر قسموا أيضا على سبيل الامتحان ، فهم على شكل واحد انساني ، لكنهم أمم ثلاثة .
..............................................................
( 1 ) ج : ( ج 10 / ص 214 ) :
إنه ينقلب إلي غراب عندما يسرع في أثر الغربان ، وتنقلب الروح جسدا عندما تكون بدونه .
« 168 »
- فأمه صارت مستغرقة في المطلق ، فألحقت كعيسى عليه السلام بالملائكة .
- إنه على صورة آدم لكنه في المعنى جبريل ، لقد خلص من الغضب والهوى والقال والقيل .
- لقد نجا بالرياضة والزهد والجهاد ، وكأنه هو نفسه لم يولد من آدمي .
- وأمة أخرى ألحقت بالحمر ، لأنهم صاروا غضبا محضا وشهوة مطلقة .
1510 - لقد كانت فيهم صفات جبريل ومضت إلى حال سبيلها كانت الدار ضيقة وكانت تلك الصفات عظيمة .
- إنما يموت ذلك الشخص الذي بلا روح ، ويكون حمارا ذلك الذي تكون روحه خالية من تلك ( الصفات ) « 1 » .
- ذلك أن الروح التي لا تحتوى على تلك ( الصفات ) تكون دنية ، وهذا الكلام حق وقد قاله الصوفي .
- فهو يعاني من الشقاء أكثر مما يعانيه الحيوان ، ويقوم في هذه الدنيا بأمور دقيقة .
- وما يستطيع القيام به من حيلة ومكر ، لا يمكن أن تتأتى من حيوان آخر .
1515 - ودقائق علم الهندسة وعلم الفلك وعلم الطب والفلسفة .
- كنسج الثياب المذهبة ، واستخراج الدر من قاع البحر .
- كلها متصلة بنفس دنياه هذه ، وليس له طريق ( بها ) إلى السماوات السبع .
- وكل هذا العلم أساس للأصطبل ، فهو عماد لوجود الإبل والثيران .
- ومن أجل استبقاء الحيوان بضعة أيام ، سماها هؤلاء الحمقى بالرموز .
..............................................................
( 1 ) ج : 10 / 214 : إنه ينقلب إلي غراب عندما يسرع في أثر الغربان ، وتنقلب الروح جسدا عندما تكون بدونه .
« 169 »
1520 - أما علم الطريق الحق وعلم منزله ، يعلمها صاحب القلب بقلبه .
- ومن ثم ففي هذا التركيب خلقا حيا لطيفا وجعله مؤتلفا مع المعرفة .
- وأطلق على هؤلاء القوم لقب أنهم كالأنعام ، فأية صلة للنوم باليقظة ؟
- فليس للروح الحيوانية إلا النوم ، وأحاسيس هذا الصنف من الناس أحاسيس معكوسة .
- وعندما تأتى اليقظة لا يبقى النوم عند الحيواني ، وانما يقرأ من اللوح عكس ما كان يحس به .
1525 - مثل حس ذلك الذي اختطفة النوم ، ظهر على عكسه تماما عندما استيقظ .
- فلا جرم أن يكون في أسفل سافلين ، اتركه اذن ( فأنا ) لا أحب الآفلين
.
يتبع