فقير الاسكندرية
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 14/10/2007
| موضوع: تأمل فى صلاح البال فى القرآن الكريم الأربعاء يناير 04, 2012 1:57 pm | |
| اللـه بسم اللـه الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللـه وآله وصحبه ومن والاه أما بعد... فسلام اللـه على الأمة منذ كانت فى الأصلاب والأرحام إلى أن يتوفاها اللـه على الإيمان غير مبدلين ولا مضيعين. ثم أما بعد... قال اللـه تعالى (والذين ءامنوا وعملوا الصالحات وءامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) آية 2 سورة محمد وقال تعالى: (.. والذين قتلوا فى سبيل اللـه فلن يضل أعمالهم. سيهديهم ويصلح بالهم) جزء من آية 4 وآية 5 من سورة محمد. وفى الأمر أمور: منها تكرار ءامنوا فى الآية 2 الأولى دليل على أنه يجب الإيمان بما نزل على محمد ولا يكفى الإيمان وحده لنيل كرامتين: تكفير السيئات وإصلاح البال. فما إصلاح البال هذا؟ البال أصلاً من البلة والبلة من الماء والماء فيه سر حياة الأبدان والقلوب لأن فيه سر اسم اللـه (حى) قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شىء حى). وإصلاح البال هذا لم يذكر فى القرآن كله إلا فى هذين الموضعين فى هذه السورة فدل على أن إصلاح البال أمر لا ينال إلا بمحمد صلى اللـه عليه وسلم الذى السورة على اسمه وسنحضر لكم الدليل. كان اليهود يتعاطسون عند النبى صلى اللـه عليه وسلم وكان يقول لهم (يهديكم اللـه ويصلح بالكم) والناس يظنون أنه يقول لهم ذلك لكى لا يقول لهم (يرحمكم اللـه) وهم على ما هم عليه ولم يدر الناس أن (يهديكم اللـه ويصلح بالكم) أعلى من (يرحمكم اللـه) فكيف ذلك؟ ورد فى تشميت العاطس أنك تقول له (يرحمكم اللـه) وهو يقول (يهديكم اللـه ويصلح بالكم) أو يقول: (يرحمنا ويرحمكم اللـه) . فانظر كيف أن (يهديكم اللـه ويصلح بالكم) هى رد على من يقول (يرحمكم اللـه) والرد أعلى من المقولة الأصلية لأن اللـه يقول (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فجاء ردها بقولك (يرحمنا ويرحمكم اللـه) وجاء الأحسن منها بقولك (يهديكم اللـه ويصلح بالكم) إن لفظة (يهديكم اللـه) متضمن فيها الرحمة لأن الهداية تنادى على الرحمة بعدها. وبقى عندنا (ويصلح بالكم) فصلاح البال كما جاء فى الكتب هو بأن يطئمنهم على ذويهم ومحبيهم فإن اليهود الذين كانوا يتعاطسون عنده صلى اللـه عليه وسلم إنما كانوا يفعلون ذلك طلباً لدعوته إعتقاداً فيه صلى اللـه عليه وسلم. ولكنهم كانوا يخافون على ذويهم ومحبيهم إذا ءامنوا بالرسول أن تتم أذيتهم فكان الرسول يدعو لهم بصلاح البال بالإطمئنان على ذويهم ومحبيهم أن اللـه خليفتهم فيهم وأنهم سيحفظهم اللـه كما ورد فى دعاء السفر (اللـهم أنت الصاحب فى السفر والخليفة فى المال والأهل والولد). ودليل ما قلناه الآية الخامسة فإن الذين قتلوا فى سبيل اللـه ليسوا بحاجة لصلاح البال فى الدنيا إلا من حيث خشيتهم على ذويهم ومحبيهم فاللـه يطمأنهم أنه سيخلفهم فيهم بخير مما كانوا هم يقومون وسيلحقهم بهم ببركة قوله بسم اللـه الرحمن الرحيم (والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ... ) – الآية. وفى الأمر أمور لا تسعها هذه العجالة. وفيما أوردنا كفاية واللـه يتولى الهداية وصلى اللـه على رسول الرحمة وآله وصحبه عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
| |
|