ذو القرنين البتاوي
عدد الرسائل : 6 تاريخ التسجيل : 28/08/2013
| موضوع: " ذخيرة المحتاج في الصلوات على صاحب اللواء والتاج " الحاج رزقي ذو القرنين بن أصمت البتاوي الأندونيسي أمده الله تعالى بمدد خاص قدسي الأربعاء أغسطس 28, 2013 2:41 am | |
| في بيان معنى الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وأله وسلم إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا الله عظّم قدر جاه محمّـدٍ * وأناله فضْلا لـديه عظيمًا في محكم التّنـزيل قال لخلقه * صلّوا عليـه وسلّموا تسليمًا فان الله سبحانه وتعالى أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، فقال تشريفا وتعظيما لنبيه وتكريما: إِنَّ الله وملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيّ يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلَيماً (الأحزاب: 56) . فبقليل من التأمل يتجلى فضل وشرف هذه العبادة الجليلة القدر التي رقت أسرارها ولم يطلع الله عليها من خلقه الا من ارتضى . قال الامام أبو الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي رحمه الله: والمقصود من هذه الآية: أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه . ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا . وأن الصلاة من الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خصوصياته دون إخوانه الرسل وأنه ليس في القرآن ولا غيره فيما علم صلاة من الله على نبيّ غير نبينا صلى الله عليه وسلم فهي خصوصية اختصه الله بها دون سائر الأنبياء . اعلم أن الله تبارك وتعالى سلم على الأنبياء والمرسلين فقال: (سلام على نوح في العالمين)، (سلام على موسى وهارون)، (سلام على إلياسين)، (سلام على المرسلين) . ولكن عندما تكلم عن حبيبه صلى الله عليه وسلم جمع له إثنين صلى وسلم وجاء بكلمة طويلة وذكر ذاته مرتين : إِنَّ الله وملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيّ يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلَيماً . قال الشيخ شهاب الدين محمود الألوسي رحمه الله: والتعبير بالجملة الاسمية للدلالة على الدوام والاستمرار، وذكر أن الجملة تفيد الدوام نظراً إلى صدرها من حيث أنها جملة اسمية وتفيد التجدد نظراً إلى عجزها من حيث أنه جملة فعلية، فيكون مفادها استمرار الصلاة وتجددها وقتاً فوقتاً، وتأكيدها بأن للاعتناء بشأن الخبر، وقيل لوقوعها في جواب سؤال مقدر هو ما سبب هذا التشريف العظيم . وعبر بالنبي دون اسمه صلى الله عليه وآله وسلم، على خلاف الغالب في حكايته تعالى عن أنبيائه عليهم السلام إشعاراً بما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الأشعار بأل التي للغلبة إشارة إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم المعروف الحقيق بهذا الوصف، وقال بعض الأجلة إن ذاك للأشعار بعلة الحكم، ولم يعبر بالرسول بدله ليوافق ما قبله من قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله . الأحزاب: 53)، لأن الرسالة أفضل من النبوة على الصحيح الذي عليه الجمهور خلافاً للعز بن عبد السلام فتعليق الحكم بها لا يفيد قوة استحقاقه عليه الصلاة والسلام للصلاة بخلاف تعليقه بما هو دونها مع وجودها فيه وهو معنى دقيق فلا تسارع إلى الاعتراض عليه، وإضافة الملائكة للاستغراق . وقيل: (ملائكته) ولم يقل الملائكة إشارة إلى عظم قدرهم ومزيد شرفهم بإضافتهم إلى الله تعالى وذلك مستلزم لتعظيمه صلى الله عليه وسلم بما يصل إليه منهم من حيث أن العظيم لا يصدر منه إلا عظيم، ثم فيه التنبيه على كثرتهم وأن الصلاة من هذا الجمع الكثير الذي لا يحيط بمنتهاه غير خالقه واصلة إليه صلى الله عليه وسلم على ممر الأيام والدهور مع تجددها كل وقت وحين، وهذا أبلغ تعظيم وأنهاه وأشمله وأكمله وأزكاه . وجمع الله سبحانه والملائكة في ضمير واحد لا ينافي قوله عليه الصلاة والسلام لمن قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصمها فقد غوى «بئس خطيب القوم أنت قل ومن يعص الله ورسوله» لأن ذلك منه تعالى محض تشريف للملائكة عليهم السلام لا يتوهم منه نقص ولذا قيل إذا صدر مثله عن معصوم قيل كما في قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " وقال بعضهم: لا بأس بذلك مطلقاً، وذم الخطيب لأنه وقف على يعصهما وسكت سكتة واستدل بخبر لأبي داود، وقيل: يقبح إذا كان في جملتين كما في كلام الخطيب ولا يقبح إذا كان في واحدة كما في الآية وكلام الحبيب عليه الصلاة والسلام وفيه بحث . قال الشيخ العلامة أحمد بن محمد الصاوي المالكي رحمه الله: قوله (إِنَّ الله وملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيّ) هذه الأية فيها أعظم دليل على أنه صلى الله عليه وسلم مهبط الرحمات، وأفضل الخلق على الإطلاق، اذ الصلاة من الله على نبيه، رحمته المقرونة بالتعظيم، ومن الله على غير النبي مطلق الرحمة، لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (الأحزاب: 43) فانظر الفرق بين الصلاتين، والفضل بين المقامين . وقوله: (وملائكته) بالنصب معطوف على اسم (إن)، وقوله: (يصلون) خبر عن الملائكة، وخبر لفظ الجلالة محذوف تقديره: إن الله يصلي وملائكته يصلون، وهذا هو الأتم لتغاير الصلاتين، والمراد بالملائكة جميعهم، والصلاة من الملائكة الدعاء للنبي بما يليق به، وهو الرحمة المقرونة بالتعظيم، وحينئذ فقد وسعت رحمة النبي كل شيئ، تبعا لرحمة الله، فصار بذلك مهبط الرحمات ومنبع التجليات . وروى أبو عثمان الواعظ عن الإمام سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله قال: هذا التشريف الذي شرَّف الله تعالى به محمداً صلى الله عليه وسلم بقوله: ( إِنَّ الله وملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيّ ) أتمّ وأجمع من تشريف آدم عليه السلام بأمر الملائكة له بالسجود لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة بذلك التشريف وقد أخبر الله تعالى عن نفسه جل جلاله بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم عن الملائكة بالصلاة عليه فتشريف يصدر عنه تعالى أبلغ من تشريف تختص به الملائكة من غير أن يكون الله تعالى معهم في ذلك . قال الامام السخاوي والإجماع منعقد على أن في هذه الآية من تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتنويه بقدره الشريف ما ليس في غيرها . اختلف العلماء في اشتقاق لفظة الصلاة فهي تحمل معاني كثيرة: * الصلاة لغة : الدعاء، قال تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم" (التوبة: 104) . أي أُدْعُ لهم، ومنها: الصلاة على الجنازة أي الدعاء للميت . وقيل للداعي مصل تشبيها له في تخشعه بالراكع والساجد . * وقيل اشتقاقها من الصلا بالقصر وهي النار من: "صليت العصا إذا قومتها بالنار" فالمصلي كأنه يسعى في تعديل ظاهره وباطنه كمن يحاول تقويم العود بالنار . * وقيل الصلاة: الملازمة "تصلى نارا حامية" (الغاشية: 4) . "سيصلى نارا ذات لهب" (المسد: 3) . ومنه سمي ثاني أفراس الحلبة مصليا . وقال ابو القاسم الزمخشري حقيقة صلى حرك صلوين لأن المصلي يفعل ذالك يفعل ذالك في ركوعه وسجوده . * وقيل أصل الصلاة: الترحم . * وقيل أصلها التعظيم قاله الحليمي. * وقيل إسم مشترك لمعان حكاه الماوردي. * وذكر الفيروز أبادي أن مادة (ص ل و) و (ص ل ي) موضوعة لأصل واحد وملحوظة لمعنى مفرد وهو الضم والجمع وجميع تفاريعها راجعة إلى هذا المعنى وكذلك سائر تقاليبها كيفما تصرفت وتقلبت كان مرجعها إلى هذا المعنى . فسميت الأفعال المشروعة المخصوصة صلاة لما فيها من اجتماع الجوارح الظاهرة والخواطر الباطنة، وإراحة المصلي إلى الله عن جميع المفرقات والمكدرات، وجمعُه جميع المهمات المجمعات للخاطر المسكنات، أو لاشتمالها على جميع المقاصد والخيرات وكونها أصل العبادات وأم الطاعات. وأما الدعاء فسميت صلاة أيضا لأن قصد الداعي جمع المقاصد الحسنة الجميلة والمواهب السنية الرفيعة أولا وآخرا باطنا وظاهرا دينا ودنيا بحسب اختلاف أحوال السائلين ففيها معنى الجمعية أبلغ من فلق الصبح ولله الحمد . * وتستعمل الصلاة بمعنى الاستغفار قال أبو حاتم ومنه الحديث (على كل منسَم من الإنسان صلاة، فقال رجل: ما أشد ما أتيتنا به يا رسول الله فقال: إن أمرك بالمعروف صلاة ونهيك عن المنكر صلاة وكل خطوة إلى الصلاة صلاة)، حديث آخر (كل عمل المؤمن صلاة، حتى إماطته الأذى عن الطريق صلاة) . ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم) أي أستغفر لهم، ويؤيده الرواية الأخرى : (يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع فانطلق معي، فخرج فخرجت معه حتى جاء البقيع فاستغفر لأهله طويلا) . * وتستعمل بمعنى البركة. ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم صل على أل أبي أوفى) أي بارك عليهم . * وتستعمل بمعنى القراءة . ومنه قوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها . (الإسراء : 110) . أي لا تجهر بقرائتك القرآن ولا تخافت . لما كان مختفيا بمكة اذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرأن فاذا سمعه الكفار سبوه ومن أنزل وأنزل عليه، فنزلت أي لا تجهر بقرائتك فيسمع المشركون فيسبو القرأن ولا تخافت بها عن أصحابك . * وتستعمل بمعنى الرحمة. ومنه قول كثير : صلى على عزة الرحمن وابنتها * ليلى وصلى على جاراتها الأخر وأما قول الأعشى : تراوح من صلاة المليك * طورا سجودا وطورا حوارا فالمراد به الصلاة الشرعية التي فيها الركوع والسجود . والحوار هنا الرجوع الى القيام والسجود . قال أبو العالية رحمه الله: أن صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، وصلاة ملائكته عليه الدعاء . قال الحافظ ابن حجر: وهذا أولى الأقوال . وقال الهلالي والصلاة من الله الانعام، ومن العباد طلبه من الله سبحانه كانت على نبي أو غيره . ولا يخفى ما في الصلاة وصلات من الجناس، فإن الأول إسم مصدر . والمصدر الأصلي تصلية . ومنه قول الشاعر: تركت القيان وعزف القيان *وألزمت تصلية وابتهالا . وبهذا البيت استشهد من جواز إطلاق التصلية بالمعنى المقصود من الصلاة . خلافا لمن منعها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . لكونها بمعنى الحرق . كما في قوله تعالى: فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ . وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (الواقعة: 93-94) . وشنع في ذلك غاية التشنيع . ولم يقف على أن ذلك من إطلاقات اللغة . على أن الصلاة قد وجدت بمعنى الإحراق . فلزمه ما فر منه إن لم يقل بجواز إطلاق التصلية على المعنى المقصود بالصلاة للعلة المذكورة . مع أن المدار على القصد في استعمال الألفاظ اللغوية فيما بين العبد ومولاه . وقد ساعدت القلم في الإفصاح عن هذه النكثة هنا مع الإحجاف . وإن كانت تحتاج لطول البسط . مع أن المقصود الاختصار ما أمكن . و لكن لا بأس بذلك لمن يقتنص شوارد الفوائد . وأما الثاني فهو جمع صلة . قال الشيخ العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره المسمى بِالتحرير والتنوير: ومصدر صلى قياسه التصلية . وهو قليل الورود في كلامهم . وزعم الجوهري أنه لا يقال صلى تصلية . وتبعه الفيروزابادي . والحق أنه ورد بقلة في نقل ثعلب في أماليه . وقال العلامة بنفسه عند تفسيره لسورة الأحزاب: إن الصلاة غلب إطلاقها على معنى الإسم دون المصدر، وقياس المصدر التصلية، ولم يستعمل في الكلام، لأنه اشتهر في الإحراق، قال تعالى: وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (الواقعة: 94)، على أن الأمر بالصلاة عليه قد حصل تأكيده بالمعنى، لا بالتأكيد الإصطلاحي، فإن التمهيد له بقوله: إن الله وملائكته يصلون على النبي، مشير إلى التحريض على الإقتداء بشأن الله وملائكته . إهـ. قال صاحب روضة النسرين الشيخ العلامة عبد الله بن ابراهيم الشنقيطي رحمه الله: تصلية في حقه تجتنب * والنسائي يجيزها وثعلب والإستدلال على منع التصلية بعد نطق العرب بها انما هو عل مذهب البصريين الذين لا يقيسون مع وجود السماع فلا ينهض حجة ولولا أن يكون المنع لما يوهمه لفظ التصلية من اللإحراق فحسمت تلك المادة كالنهي عن التكني بأبي القاسم وكالنهي عن قول راعنا لئلا يتوصل الملحد الى مقصده الخبيث . وعبارة الامام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: معنى الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم: أن الصلاة من الله سبحانه وتعالى هي الرحمة المقرونة بالتعظيم ومن الملائكة والآدميين سؤال ذلك وطلبه له صلى الله عليه وسلم . قال الشيخ ابراهيم البيجوري رحمه الله: الصلاة من الله الرحمة المقرونة بالتعظيم، ومن الملائكة الاستغفار ومن غيرهم التضرع والدعاء . ودخل في الغير جميع الحيوانات والجمادات فانه ورد أنها صلت وسلمت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما صرح به العلامة الحلبي في سيرته كالعلامة الشنواني في شرح البسملة خلافا لمن منع ثبوت الصلاة من الحيوانات والجمادات . فعلى هذا فهي من قبيل المشترك اشتراكا لفظيا وهو ما اتحد لفظه وتعدد معناه كلفظ عين فانه وضع للباصرة بوضع وللجارية بوضع . قال الشيخ الامام عبد الله بن يوسف المعروف بابن هشام الأنصاري رحمه الله: الصواب عندي أن الصلاة لغة بمعنى واحد وهو العطف، ثم العطف بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى الرحمة، وإلى الملائكة الاستغفار، وإلى الآدميين دعاء بعضهم لبعض . وأما قول الجماعة فبعيد من جهات : - إحداها: اقتضاؤه الاشتراك والأصل عدمه لما فيه من الإلباس حتى إن قوما نفوه ثم المثبتون له يقولون متى عارضه غيره مما يخالف الأصل كالمجاز قدم عليه . - والثانية: أنا لا نعرف في العربية فعلا واحدا يختلف معناه باختلاف المسند إليه إذا كان الإسناد حقيقيا . - والثالثة: أن الرحمة فعلها متعد، والصلاة فعلها قاصر . ولا يحسن تفسير القاصر بالمتعدي . - والرابعة: أنه لو قيل مكان صلى عليه دعا عليه انعكس المعنى وحق المترادفين صحة حلول كل منهما محل الآخر . وعلى هذا يكون لفظ الصلاة من قبيل المتواطئ، ونقل كلامه جماعة كالشيخ جسوس والشيخ الطيب بن كيران وغيرهما وسلموه . قال الدماميني وغيره وهو تابع فيما قاله للسهيلي في كتابه نتائج الفكر، ثم ان هذا الذي اختاره ابن هشام تعقبه عليه العلامة أبو حفص الفاسي والدماميني والأمير في حواشيهم على مغني اللبيب، وردوا ما استدل به من الجهات الأربع، ونص كلام أبي حفص على نقل تلميذه المحقق ابن عبد السلام في شرح لامية الأفعال هو ما نصه: أقول: في كل منها نظر، فليس في الأية اشتراك على مذهب الجماعة، اذ الاشتراك تعدد المسمى الحقيقي للفظ، وليس الاستغفار معنى حقيقيا للصلاة في اللغة . قال الشيخ الامام ابراهيم البيجوري رحمه الله: والذي اختاره الامام ابن هشام في مغني اللبيب أن معنى الصلاة واحد وهو العطف بفتح العين لكنه يختلف باختلاف العاطف فهو بنسبة لله الرحمة وبالنسبة للملائكة الاستغفار، وعلى هذا فهي من قبيل المشترك اشتراكا معنويا، وهو ما اتحد لفظه ومعناه واشتركت فيه أفراده كأسد فان لفظه واحد ومعناه واحد وهو الحيوان المفترس واشتركت فيهه افراده . والمشهور أن الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن الأدميين الدعاء . والفرق بين المذهبين أن الصلاة على الأول لفظ مشترك بين المعاني الثلاثة يطلق على كل واحد منها وعلى الثاني معناه واحد الا ان ذالك المعنى يختلف باعتبار حمله في كل واحد على المعنى الذي يليق بهن والصلاة بمعنى الدعاء خاصة بالأنبياء ولا تكون لغيرهم الا تبعا . وقال الشيخ العلامة الأوحد المبجل سيدي محمد فتحا بن عبد الواحد النظيفي رحمه الله: اعلم أن الصلاة في حق الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وصف قائم بذاته على الحد الذي يليق بعظمته وجلاله، هو أمر فوق ما يدرك ويعقل، فإن الوصف الوارد في حق كل موجود وإن اشترك في اللفظ والاسم، فالحقيقة مباينة في حق الموجودات . فالصلاة في حقنا عليه صلى الله عليه وآله وسلّم هي الألفاظ البارزة من ألسنتنا بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى فيما ينبئ عن تعظيم نبيه صلى الله تعالى وآله وسلم منا، وليست كذالك صلاته سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، فهو فوق ما يدرك ويعقل فلا تفسر بشيء، بل نقول يصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم ولا تُكيّف صلاته . ألا ترى أن السجود في حق الموجودات لله تعالى، فكلها ساجدة لله وليس السجود المعهود في حق الآدمي لله تعالى يماثل سجود الجمادات والحيوانات والأشجار فرداً فرداً، فإن لتلك الأفراد سجودٌ يليق بحاله . فإن السجود في حقها مماثل في الاسم والإطلاق والحقيقة متفرقة في جميعها، وسجود كل واحد غير سجود الآخر . وأما صلاة الملائكة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعقلها في حقهم كتعقلها في حقنا . انتهـى . قال السيد العلامة أحمد بن زين الحبشي رحمه الله: صلاة الله على نبيه، هي إفاضة الخيرات عليه، والصفات العظيمة، والنعوت الكريمة، والإعزاز والإنعام، والتفضل عليه بالإجلال والإعظام والعطايا الفخام . وقال بعضهم صلوات الله على غير النبى رحمة، وعلى النبى ثناء ومدحة قولا وتوفيق وتأييد فعلا . وصلاة الملائكة على غير النبى استغفار، وعلى النبى اظهار للفضيلة والمدح قولا والنصرة والمعاونة فعلا . وصلاة المؤمنين على غير النبى دعاء، وعلى النبى طلب الشفاعة قولا واتباع السنة فعلا . قال الشيخ مولاي أحمد بن المأمون البلغيثي رحمه الله: فتحصل أن معنى الصلاة حقيقة هو الدعاء وباقي المعاني مجاز لغوي، وعليه فكل معنى من معاني الصلاة حقيقيا كان أو مجازيا وصلح اسناده له تعالى، فيصح تفسير الصلاة منه تعالى به، والذي لا يصلح له تعالى يجعل لمن سواه من العباد والمعاني كلها راجعة الى الانعام أو طلبه، فتحقق من هذا كلام الهلالي، وأن لفظ الصلاة غير مشترك بين معان حقيقة، وبه تعلم أن قول أبي حفص السابق: فليس في الأية اشتراك .... صحيح، بكل اعتبار خلافا لتلميذه الامام ابن عبد السلام الفاسي . وهذا ما لاح لنا في هذا المقام، وحقيقة العلم للملك العلام . قال الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله: أن الصلاة من الله لها معنى، ومن الملائكة لها معنى، ومن المؤمنين المأمورين بها لها معنى، فكُلٌّ بحَسْبه، والصلاة في الأصل هي الدعاء، والدعاء يقتضي داعياً ومدعواً له ومدعواً، فمثلاً حين أدعو الله أنْ يغفر لفلان، فأنا الداعي، والله تعالى مدعو، وفلان مدعو له، فإذا كان المصلي والداعي هو الله عز وجل، فمَنْ يدعو؟ إذن: معنى الدعاء لا يأتي مع الله تعالى . لذلك قلنا: إنك لو نظرتَ إلى الأحداث تجد أن صاحبك مثلاً إذا قال لك أَعِدُك أنْ أعطيك غداً كذا وكذا، فهذا وَعْد منه، لا يملك هو من أسباب الوفاء به شيئاً، أما إنْ قال لك: أدعو الله أنْ يعطيك كذا وكذا، ونسب العطاء لله تعالى، فهذا أَرْجَى للتحقيق؛ لأنه منسوب إلى الله، فإنْ قبل الدعاء تحقق المطلوب، فإنْ كان الله تعالى هو الذي يأمر لك بهذا العطاء فلا بُدَّ أنْ تناله لا محالة . إذن، الصلاة من الله ليست بمعنى الدعاء، إنما هي تنفيذ مباشر ورحمة شاملة وعامة، ويكفي من رحمته تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم أنْ جعله خاتم الرسل، فلا يستدرك عليه أحد ، يكفيه من رحمته وإنعامه وثنائه عليه أنْ قرن اسمه باسمه؛ لذلك خاطبه بقوله: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ . (الانشراح : 4) . يكفيه من تكريم الله له أنه سيقبل شفاعته يوم القيامة، لا لأمته فحسب، إنما للخَلْق جميعاً، يكفيه أن الله تعالى خاطب كل رسله بأسمائهم المشخِّصة لهم، وخاطبه هو بالوصف المكرم في (ياأيها النبي . الممتحنة : 12) و (ياأيها الرسول . المائدة : 41) . أما عن صلاة الملائكة، فهي دعاء، واقرأ: (الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ واتبعوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجحيم * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم * وَقِهِمُ السيئات وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم . غافر : 7-9) . فإذا كان الخَلْق جميعاً محلَّ صلاة الملائكة واستغفارهم ودعائهم ، حتى الذين أذنبوا منهم، ثم تابوا، فما بالك برسول الله، وهو هادي الناس جميعاً . أما الصلاة من المؤمنين، فهي الاستغفار، واستغفارهم ليس لرسول الله، إنما هو استغفارهم لأنفسهم؛ لأن رسول الله جاء رحمةً لهم، وما دام جاء رحمةً لهم كان من الواجب ألاَّ يغيب توقيره عن بالهم أبداً فَهُمْ إنِ استغفروا، فاستغفار عن الغفلة عنه صلى الله عليه وآله وسلم، أو عن أنهم لم يتقدم اسمه، فيصلون عليه . والمؤمن حين يُصلِّي على رسول الله، ماذا يملك من عطاء يُؤدِّيه لرسول الله؟ ماذا بأيدينا؟ لذلك تأمل لفظ صلاتك على رسول الله، إنك لا تقول أصلي، ولكن تقول: اللهم صَلِّ على محمد، أو صلَّى الله على محمد، فتطلب مِمَّنْ هو أعلى منك أنْ يُصلي على رسول الله؛ لأنه لا يوجد عطاء عندك تُؤدِّيه لرسول الله . إذن: فالصلاة من الله الرحمة العامة المطلقة، والصلاة من الملائكة الدعاء، والصلاة من المؤمنين الاستغفار . قال الشيخ العلامة المحدث الفاضل عبد الله بن ابراهيم الشنقيطي رحمه الله: هي من الإله قل تشريف * لقدر من مقداره منيف وذاك قول راجح مرتضى * والقول بالرحمة قول قد أضا أو هي تشريف عليه وعلى * من دونه رحة ربنا على من غيره الدعا بما قبل خلا * وقيل الإعتنا بشأن مسجلا . قال بعض الفضلاء: صلاة الآدميين عليه صلوات الله وسلامه عليه أفضل من صلاة الملائكة، إذ طاعة البشر أفضل من طاعة الملائكة، لأن الله كلفهم مع وجود صوارف عنها قائمة بهم وخارجة عنهم، ولا شك أن فعل الشيء مع مشقة ووجود الصارف عنه أبلغ من الطاعة والإذعان من فعله مع عدم ذلك، إذ لا امتحان فيه بوجه . وأما السلام فمعناه لغة الأمان والسلامة من المذام والنقائص . ومنه على أحد التفاسير قوله تعالى: لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ (الأنعام : 127) اي دار السلامة والأمان وهي الجنة . وقيل: السلام التحية، قال الله تعالى: تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (ابراهيم : 23) . وفى التفوحات المكية: "ان السلام انما شرع من المؤمنين لان مقام الانبياء يعطى الاعتراض عليهم لامرهم الناس بما يخالف اهواءهم، فكأن المؤمن يقول يا رسول الله انت فى امان من اعتراضى عليك فى نفسى، وكذلك السلام على عباد الله الصالحين، فانهم كذلك يأمرون الناس بما يخالف اهواءهم بحكم الارث للانبياء . واما تسليمنا على انفسنا فان فينا ما يقتضى الاعتراض واللوم منا علينا، فنلزم نفوسنا التسليم فيه لنا ولا نعترض كما يقول الانسان قلت لنفسى كذا فقالت لا ولم نقف على رواية عن النبى عليه السلام فى تشهده الذى كان يقوله فى الصلاة هل كان يقول مثلنا السلام علينا على عباد الله الصالحين . فان كان يقول مثل ما امرنا نقول فى ذلك وجهان . احدهما ان يكون المسلم عليه هو الحق وهو مترجم عنه كما جاء فى سمع الله لمن حمده . والوجه الثانى انه كان يقام فى صلاته فى مقام الملائكة مثلا ثم يخاطب نفسه من حيث المقام الذى اقيم فيه ايضا من كونه نبيا فيقول السلام عليك يا ايها النبى فعل الاجنبى فكأنه جرد من نفسه شخصا آخر" . انتهى . قال السيد علي بن حسين العطاس رحمه الله: ومعنى السلام عليك اسم الله عليك . والسلام من اسماء الله عز وجل فكأنه يقال اسم الله عليك وتأويله لا خلوت من الخيرات والبركات، وسلمت من من المكاره والمذام . اذ كان اسم الله تعالى انما يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معنى الخير والبركة فيه وانتفاء عوارض الخلل والفساد عنه . ووجه أخر وهو أن يكون معناه ليكن قضاء الله عليه السلام وهو السلامة كالمقام والمقامة والملام والملامة أي سلمك الله من المذام والنقائص . فاذا قلنا اللهم سلم على محمد فان نريد به اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكاثراً وذكره ارتفاعاً . قال الامام القطب سيدي مصطفى بن كمال البكري الصديقي رضي الله عنه في كتابه المطلب التام السوي شرح حزب الامام النووي: والسلام التحية، وجعله بمعنى السلامة من الأفات والنقائص ضعيف لوجوب العصمة الدائمة والحفظ من الناس، وإضافته له تعالى ليقيده بما هو الأليق بحسب ما عنده تعالى . قال الشيخ دكتور محمد عبد القادر نصار رحمه الله في تحقيق كتاب سيدي مصطفى البكري المذكور أعلاه قول (ليقيده) بالأصل: ليفيده، محتمل، وما أثبتناه لعله أجود والله أعلم . والمراد ليقيده معنى السلام بما هو عند الله تعالى لا بما هو من الشخص الذي يسلم على النبي صلوات ربي وتسليماته عليه واله وصحبه . قال الشيخ عبد الله بن حجازي الشرقاوي رحمه الله: أن السلام اسم مصدر بمعنى المصدر، وليس اسما من اسمائه تعالى كما توهم . والتسليم هو التحية بالسلام اي السلامة من كل مكروه والأمن منه . ومن سلم الله عليه فقد سلم من الأفات . قال الشيخ علي بن سلطان محمد القاري رحمه الله: قول بعضهم أن السلام معناه السلامة من الأفات والألام واقعة على عباده وهو ضعيف لما في الصحيح: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، ولأنه مخالف للمشاهد . قال السيد العلامة أحمد بن زين بن علوي الحبشي رحمه الله: وسلام الله على نبيه هو سلامته من النقائص والأفات، وإعطاؤه السلامة بالتكميل والتجليل، والإعزاز والتبجيل، تحية مباركة طيبة . قال الشيخ شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي رحمه الله: وفي معنى السلام عليك ثلاثة أوجه، أحدها السلامة من النقائص والآفات لك ومعك أي مصاحبة وملازمة فيكون السلام مصدراً بمعنى السلامة كاللذاذ واللذاذة والملام والملامة ولما في السلام من الثناء عدى بعلى لا لاعتبار معنى القضاء أي قضى الله تعالى عليك السلام كما قيل لأن القضاء كالدعاء لا يتعدى بعلى للنفع ولا لتضمنه معنى الولاية والاستيلاء لبعده في هذا الوجه، ثانيها السلام مداوم على حفظك ورعايتك ومتول له وكفيل به ويكون السلام هنا اسم الله تعالى، ومعناه على ما اختاره ابن فورك وغيره من عدة أقوال ذو السلامة من كل آفة ونقيصة ذاتاً وصفة وفعلاً، وقيل: إذا أريد بالسلام ما هو من أسمائه تعالى فالمراد لا خلوت من الخير والبركة وسلمت من كل مكـروه لأن اسم الله تعالى إذا ذكر على شيء أفاده ذلك . وقيل: الكلام على هذا التقدير على حذف المضاف أي حفظ الله تعالى عليك والمراد الدعاء بالحفظ، وثالثها الانقياد عليك على أن السلام من المسالمة وعدم المخالفة، والمراد الدعاء بأن يصير الله تعالى العباد منقادين مذعنين له عليه الصلاة والسلام ولشريعته وتعديته بعلى قيل: لما فيه من الإقبال فإن من انقاد لشخص وأذعن له فقد أقبل عليه، والأرجح عندي هو الوجه الأول، وقيل: معنى (وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً) انقادوا لأوامره صلى الله عليه وسلم انقياداً وهو غير بعيد إلا أن ظواهر الأخبار والآثار تقتضي المعنى السابق وكأنه لذلك ذهب إليه الأكثرون، والجملة صيغة خبر معناها الدعاء بالسلامة وطلبها منه تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم . واستشكل ذلك فيما إذا قال الله تعالى السلام عليك أيها النبي أو نحوه بأن الدعاء لا يتصور منه عز وجل لأنه طلب وهو يتضمن طالباً ومطلوباً ومطلوباً منه وهي أمور متغايرة فإن كان طلبه سبحانه السلامة لنبيه عليه الصلاة والسلام من غيره تعالى فمحاليته من أجلى البديهيات، وإن كان من ذاته عـز وجل لزم أن يغاير ذاته والشيء لا يغاير ذاته ضرورة، وهذا منشأ قول بعضهم: إن في السلام منه تعالى إشكالاً له شأن فينبغي الاعتناء به وعدم إهمال أمره فقل من يدرك سره . وأجيب: بأن الطلب من باب الإرادات والمريد كما يريد من غيره أن يفعل شيئاً فكذلك يريد من نفسه أن يفعله هو والطلب النفسي وإن لم يكن الإرادة فهو أخص منها وهي كالجنس له فكما يعقل أن المريد يريد من نفسه فكذلك يطلب منها إذ لا فرق بين الطلب والإرادة، والحاصل أن طلب الحق جل وعلا من ذاته أمر معقول يعلمه كل واحد من نفسه بدليل أنه يأمرها وينهاها قال سبحاه: إِنَّ النفس لامَّارَةٌ بالسوء . (يوسف : 53)، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النفس عَنِ الهوى . (النازعات : 0 4) والأمر والنهي قسمان من طلب وقد تصورا من الإنسان لنفسه بالنص فكذا بقية أقسام الطلب وأنواعه، وأوضح من هذا أن الطلب منه تعالى بمعنى الإرادة وتعقل إرادة الشخص من ذاته شيئاً بناء على التغاير الاعتباري ومثله يكفي في هذا المقام، ومعنى اللهم سلم على النبي: اللهم قل السلام على النبي على ما قيل، وقيل: معناه اللهم أوجد أو حقق السلامة له، وقيل: اللهم سلمه من النقائص والآفات . قال العالم العلامة الحبر الفهامة الاستاذ الهمام شيخ مشايخ الاسلام الشيخ ابراهيم البيجوري رحمه الله: فمعنى السلام الأمان والمراد تأمينه صلى الله عليه وآله وسلم مما يخاف على أمته، لانه صلى الله عليه وسلم معصوم، فكيف يخاف على نفسه، نعم يخاف عليها خوف مهابة واجلال، اذ المرء كلما اشتد قربه من الله اشتد خوفه منه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: إني لأخوفكم من الله . وقيل المراد تأمينه صلى الله عليه وآله وسلم مما يخاف على نفسه عند اشتداد الكرب في المحشر، لأنه ينسى العصمة كسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وفسره بعضهم بالتحية، والمراد بها في حقه تعالى مع رسوله أنه يخاطبه بكلامه القديم دالاً على رفعة مقامه العظيم . وتوهم بعضهم أن المراد بالسلام هنا اسمه تعالى، قال والمعنى الله راض أو حفيظ على رسوله، ولا يخفى ما فيه من البعد . وبالجملة لا ننكر ثبوت السلام اسما من أسمائه تعالى، ولكن يبعد حمله عليه في مثل هذا الموضع . انتهى . قال الشيخ العلامة مسند الدنيا أبو الفيض محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني رحمه الله تعالى: معنى السلام أي السلامة من كل أفة ومكروه في الدارين . والمراد بتسليم الله اياه تحيته اللائقة به صلى الله عليه وسلم بحسب ما عنده تعالى . فالمطلوب تحية عظمى بلغت الدرجة القصوى، فتكون أعظم التحيات لانه صلى الله عليه وسلم أعظم المخلوقات . وقال الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله: ومن معاني التسليم أن نقول: السلام عليك أيها النبي كما نقول في التشهُّد، والسلام اسم من أسماء الله، ومعنى: السلام عليك يا رسول الله أي جعل الله لك وقاية، فلا ينالك أحد بسوء . قالوا السلام مخصوص بالحي والنبى عليه السلام ميت؟ واجيب بان المؤمن لا يموت حقيقة وان فارق روحه جسده فالنبى عليه السلام مصون بدنه الشريف من التفسخ والانحلال حي بالحياة البرزخية ويدل عليه قوله « ان لله ملائكة سياحين يبلغوننى عن امتى السلام » وفى الحديث « ما من مسلم يسلم علىّ الا رد الله علىّ روحى حتى اردّ عليه السلام » ويؤخذ من هذا الحديث انه حي على الدوام فى البرزخ الدنيوى لانه محال عادة ان يخلو الوجود كله من واحد يسلم على النبى فى ليل او نهار . فقوله رد الله علىّ روحي اى ابقى الحق فىّ شعور خيالى الحسي فى البرزخ وادراك حواسي من السمع والنطق فلا ينفك الحس والشعور الكلي عن الروح المحمدي وليس له غيبة عن الحواس والا كوان لانه روح العالم وسره الساري . قال الامام الحافظ السيوطى رحمه الله: وللروح بالبدن اتصال بحيث يسمع ويشعر ويرد السلام فيكون عليه السلام فى الرفيق الاعلى وهى متصلة بالبدن بحيث اذا سلم المسلم على صاحبها رد عليه السلام وهى فى مكانها هناك وانما يأتى الغلط هنا من قياس الغائب على الشاهد فيعتقد ان الروح من جنس ما يعهد من الاجسام التى اذا اشغلت مكانا لم يمكن ان تكون فى غيره وهذا غلط محض وقد رأى النبى موسى عليهما السلام ليلة المعراج قائما يصلى عليه وهو فى الرفيق الاعلى ولا تنافى بين الامرين فان شأن الارواح غير شأن الابدان ولولا لطافة الروح ونور انيتها ما صح اختراق بعض الاولياء الجدران ولا كان قيام الميت فى قبره والتراب عليه او التابوت فانه لا يمنعه شئ من ذلك عن قعوده وقد صح ان الانسان يمكن ان يدخل من الابواب الثمانية للجنة فى آن واحد لغلبة الروحانية مع تعذره فى هذه النشأة الدنيوية . وقد مثل بعضهم بالشمس فانها فى السماء كالارواح وشعاعها فى الارض وفى الحديث « ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه الا عرفه ورد عليه السلام » ولعل المراد ان يرد السلام بلسان الحال لا بلسان المقال لانهم يتأسفون على انقطاع الاعمال عنهم حتى يتحسرون على رد السلام ثوابه . قال الشيخ المظهر: التسليم على الأموات كالتسليم على الأحياء واما قوله عليه السلام « عليكم السلام تحية الموتى » اى بتقديم عليكم فمبني على عادة العرب وعرفهم فانهم كانوا اذا اسلموا على قبر يقدمون لفظ عليكم فتكلم عليه السلام على عادتهم . وينبغى ان يقول المصلى: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" باعادة كلمة على فان اهل السنة التزموا ادخال على على الآل ردا على الشيعة فانهم منعوا ذكر على بين النبى وآله وينقلونه فى ذلك حديثا وهو: « من فصل بينى وبين آلى بعلى لم ينله شفاعتى » قاله القهستانى والعصام وغيرهما . وقال محمد الكردى هذا غير ثابت وعلى تقدير الثبوت فالمراد به على بن ابى طالب بان يجعل عليا من آله دون غيرهم فيكون فيه تعريض للشيعة فانهم الذين يفصلون بينه وبين آله به لفرط محبتهم له ولذا قال عليه السلام لعلى « هلك فيك اثنان محب مفرط ومبغض مفرط » فالمحب المفرط الروافض والمبغض الخوارج ونحن فيما بين ذلك انتهى كلامه . ولا يقول فى الصلاة "وارحم محمدا" فانه يوهم التقصير اذا الرحمة تكون باتيان ما يلام عليه وهو الاصح كما ذكره شرف الدين الطيبى فى شرح المشكاه . وقال فى الدر الصحيح انه يكره . قال الشيخ على من اسئلة الحكم حرمت الصدقة على رسول الله وعلى آله لان الصداقة تنشأ عن رحمة الدافع لمن يتصدق عليه فلم يرد الله ان يكون مرحوم غيره ولهذا نهى بعض الفقهاء عن الترحم فى الصلاة عليه تأدبا لتلك الحضرة وان كانت الرواية وردت به كما ذكره صدر الشريعة . وجزم بن عبد البر بمنعه، فقال لا يجوز لاحد إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول رحمه الله، لأنه قال من صلى علي، ولم يقل من ترحم على ولا من دعا لي، وان كان معنى الصلاة الرحمة ولكنه خص هذا اللفظ تعظيما له فلا يعدل عنه إلى غيره ويؤيده قوله تعالى: لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا . وقال الشيخ الامام محمد المهدي بن أحمد الفاسي رحمه الله: فلا يقال على النبي صلى الله عليه وأله وسلم رحمه الله تعالى، لأنه خلاف الأدب، وخلاف المأمور به عند ذكره من الصلاة عليه، ولا ورد ما يدل عليه ألبتة . خلاف ما يجب علينا من تخصيصه بما يشير الى تفخيمه وتعظيمه اللائق بمنصبه الشريف . وجوازه تبعا للصلاة ونحوها على وجه الإطناب والخطابة . ورب شيء يجوز تبعا ولا يجوز استقلالا . فان قلت إن معنى الصلاة هنا وهو طلب الرحمة غير متصور في حقه صلى الله عليه وأله وسلم لأنه مرحوم فلا تطلب له الرحمة؟ . أجيب كما قاله غير واحد من المحققين كالامام أحمد بن قاسم العبادي الشافعي رحمه الله في كتابه أيات البينات: بأن أنواع الرحمة ومراتبها لا تنحصر وليس جميعها حاصلا له عليه أفضل الصلاة والسلام فيطلب له من ذلك ما ليس حاصلا له . ويتصل به قراءة الفاتحة لروحه المطهرة، فالشافعى واصحابه منعوا ذلك لروحه ولا لأرواح سائر الانبياء عليهم السلام لان العادة جرت بقراءة الفاتحة لارواح العصاة فيلزم التسوية بارواحهم مع ان فى الدعاء بالترحم التحقير . وجوزه ابو حنيفة وأصحابه، لانه عليه السلام دعا لبعض الانبياء بالرحمة كما قال « رحم الله اخى موسى . ورحم الله اخى لوطا » وقال بين السجدتين: « اللهم اغفر لى وارحمنى » وقال فى تعليم السلام « السلام عليك ايها النبى ورحمة الله وبركاته » فليس احد مستغنيا عن الرحمة . وايضا فائدة القراءة ونحوها عائدة الينا كما قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الاطهر: الصلاة على النبى فى الصلاة وغيرها دعاء من العبد المصلى لمحمد صلى الله عليه وسلم بظهر الغيب . وقد ورد فى الحديث الصحيح « ان من دعا لاخيه بظهر الغيب قال له الملك ولك بمثله » وفى رواية (ولك بمثليه) فشرع ذلك رسول الله وامر الله به فى قوله: (يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه) ليعود هذا الخير من الملك الى المصلى . انتهى . وسئل العلامة الامام الشيخ حسين ابراهيم المغربي مفتي السادة المالكية بمكة المكرمة رحمه الله تعالى في قراءة الفاتحة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هل هي جائزة أم لا؟ فأجاب: واما الفاتحة له صلى الله عليه وسلم فذكر الحطاب في باب الحج عن الشافعية قولين أرجحهما عدم الجواز ولا نص في مذهبنا في المسألة والذي عليه علماء الشافعية الآن جواز ذلك، قال عج واذا لم يوجد نص في مذهبنا فنرجع الى مذهب الشافعية في ذلك فلا يحرم ذلك . والذي يقول بالحرمة يحتج بانه لم يرد جواز ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ولا أذن فيه ولاية ولا يتهجم على العظيم الا بما أذن فيه وهذا لم يأذن فيه، والله أعلم . قال الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله: وأما إهداء الثواب لرسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فكان الشيخ تاج الدين الفزاري يمنع منه، ثم ذكر كلام الزركشي والقاضي تقي الدين ابن شهبة ثم قال: وجوزه بعض المتأخرين وهو السبكي، ثم قال: وأما سؤال الفاتحة له فينبغي أن يمنع منه جزما لما لا يخفى انتهى كلامه . فهؤلاء الجماعة كلهم قالوا بالمنع من هذا وذكروا تعليله ودليله حتى من أفتى من الشافعية بالجواز وفصل وحصل وما بقي بعد هذا شيء والله الهادي الموفق انتهى . كلام صاحب المولد وكلام ابن السبكي وابن عبد السلام الذي أشار إليه في أول كلامه يعني به ما ذكراه من أن أعمال أمته صلى الله عليه وسلم كلها في صحيفته . والله أعلم . قال الشيخ العلامة والحبر الفهامة سليمان الجمل العجيلي الشافعي رحمه الله: والقصد بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء، لأن الكامل يقبل زيادة الترقي فاندفع ما زعمه جمع من امتناع الدعاء له صلى الله عليه وآله وسلم عقب نحو ختم القرآن بـ (اللهم اجعل ذلك زيادة في شرفه صلى الله عليه وآله وسلم) على أن جميع أعمال أمته يتضاعف له نظيرها لأنه السبب فيها أضعافا مضاعفة لا تحصى فهي زيادة في شرفه صلى الله عليه وسلم وإن لم يسأل ذلك له فسؤاله تصريح بالمعلوم وقد أوضحت ذلك وبينت دليله من السنة فيما علقته من الفتاوى . قال شيخي العلامة السيد محمد يحيى عبد النعيم آل طايع الخطيب الحسينى الكتانى حفظه الله حين سألتُ عن هذه المسالة: عليك بكتاب "قرة العينين بالمسرة الحاصلة بالثواب للميت والأبوين" للحافظ السخاوى، فقد فصل فيه بالأدلة ورجح الجواز . وفى خصوص النبى صلى الله عليه وآله وسلم لابن حجر الهيتمى كلام طيب فى الفتاوى الحديثية قال: أن شيخ الإسلام أبا يحيى زكريا الأنصاري فإنه سئل عن واعظ قال: لا يجوز بالإجماع لقارىء القرآن والحديث أن يهدي مثل ثواب ذلك في صحائف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبه أفتى المتقدمون والمتأخرون، فأجاب: بأن ما ادعاه هذا الواعظ القليل المعرفة يستحق بسببه التعزير البالغ بحسب ما يراه الحاكم من نحو حبس أو ضرب ويثاب زاجره ويأثم مساعده على ذلك . وها أنا أذكر ذلك مفصلاً، فأما ما ادعاه من أنه لا يجوز إهداء القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم فالحق خلافه بل يجوز ذلك والعجب منه كيف ساغ له دعوى إجماع المسلمين وإفتاء المتقدمين والمتأخرين على عدم الجواز وهل هذا إلا مجازفة في دين الله تعالى فإن جوازه كما ترى شائع ذائع في الأعصار والأمصار . وسألت شيخي العلامة الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني الحسني حفظه الله: يا سيدي القول المشهور في مذهب الامام مالك رضي الله عنه المنع في اهداء السورة الى حضرة النبي صلى الله عليه واله وسلم، وكيف رأيكم عن اهداء السورة القرأنية كالفاتحة الى رسول الله ؟ فأجاب: الذي عليه علماؤنا العمل به، وهو مطلق إهداء الأجر للنبي صلى الله عليه وسلم، لحديث: "أجعل لك صلاتي كلها" . وقال شيخي العلامة سيدي فواز الطباع الحسني الرفاعي حفظه الله: ما اخذناه عن اهل الله من ادبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا يهدى احد الصالحين سورة الفاتحة قبل ان يهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال شيخي العلامة الشاعر سيدي عبد الكريم بقاش الادريسي الحسني رزقه الله التهاني: جاء في العهود للشعراني فانه بعد ان ذكر الحديث عن كعب بن عجرة وتفسير المنذري ذكر عن أبي المواهب الشاذلي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما معنى قول كعب بن عجرة فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ان تهدي ثوابها إلي ﻻ إلى نفسك انتهى، وهو حسن وهذا مذهب جماعة من الصوفية . قال ابو المواهب التونسي قال لي المصطفى صلى الله عليه وسلم في مبشرة أنت تشفع في مائة ألف قلت بما نلت هذا قال: بإعطائك لي ثواب صلاتك علي . وحج ابن الموفق حججا فجعل ثوابها للمصطفى صلى الله عليه وسلم فرآه يقول له: هذه يد لك عندي أكافئك بها يوم القيامة آخذ بيدك فأدخلك الجنة بغير حساب . وحاصله ان ما سقناه من حديث كعب ومن المرائي يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم أقر على جعل الثواب له فلم يبق الا اعتماد هذا القول وعجم الاحتياج الى التوفيق بين القولين . فليس في ذلك سوء أدب كما زعموا، فإن المقصود من الاهداء للعظماء اجلالهم وإعظامهم ﻻ انهم محتاجون الى ما يهدى لهم، والهدية على مقدار مهديها ﻻ المهدى إليه والاعمال أنفس ما عند المهدي . انتهى . والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو مرآءة المؤمن، ونور المؤمن وخير المؤمن ومفتاح المؤمن إلى ربه ورسول الله صلى الله عليه وآله كريم أن يأتيه قربان وعمل طيب ولا يكافئك عليه لأنه يرى منك عملا وقربانا وهو الشفيع المشفع والصاحب المقرب من الذات الإلهية . فحينما تقرأ هذه السورة الشريفة إلى روحه صلى الله عليه وآله وسلم فهي تعود على صاحبها معطرة مباركة مزودة بشرفه وعطره ونفحات كرامته صلى الله عليه وآله وسلم . وأما حكم قراءة الفاتحة على الموتى، لم يمنعه أحد، بل هو مستحب مندوب إليه، ولم يقل أحد إنه بدعة ولا حرام لا من السلف ولا من الخلف إلا أهل هذا الزمان، وقراءة سورة الفاتحة عمل صالح، والتوسل إلى الله بالعمل الصالح لم يمنعه أحد بل هو مستحب ومندوب إليه، ولم يستنكره مسلم على الإطلاق . فالقائل الفاتحة لكذا وكذا متوسل إلى الله تعالى بشيء من كتابه، ثم هو متوسل إليه بعمل صالح . والقائل الفاتحة لفلان حيا كان أو ميتا متوسل إلى الله بشيء من كتابه، ثم هو متوسل إليه بعمل صالح، هو قراءة هذا الشيء من كتابه واختياره وقصده، رجاء أن يكرم الله الحي بما هو أهله، وأن يكرم الله الميت بما هو أهله، فيقضي الله بنعمته حاجة الحي، ويرحم أو يرفع درجة الميت . قال العلامة الحبيب سيدي عمر بن محمد بن سالم بن حفظ حفظه الله: "اعلم أخي أن الفاتحة أعظم سور القرآن، وقراءتها عمل صالح، والتوسل إلى الله بالعمل الصالح مجمعٌ عليه، ومنعُ قراءتِها كمنعِ قراءة أي شيء غيرها من القرآن لا يجوز إبرامه لأحد إلا بدليل، ولا دليل على منع قراءة شيء من القرآن إلا على الجنب والحائض، والله أعلم.
منقول من كتاب :
" ذخيرة المحتاج في الصلوات على صاحب اللواء والتاج " دراسة تراثية في صيغ الصلوات التي وردت عن أقطاب الأولياء مقرونة بأسانيدها المتصلة الى صاحبها
جمع وترتيب
الفقير الى مولاه القدير الحاج رزقي ذو القرنين بن أصمت البتاوي الأندونيسي أمده الله تعالى بمدد خاص قدسي
| |
|