منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 إمامة العاشقين والمحزونين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي زين العابدين




عدد الرسائل : 149
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 18/08/2007

إمامة العاشقين والمحزونين Empty
مُساهمةموضوع: إمامة العاشقين والمحزونين   إمامة العاشقين والمحزونين Emptyالإثنين سبتمبر 24, 2007 3:19 pm



أم الخير رابعة بنت إسماعيل العدوية البصرية مولاة آل عتيك المتوفية نحو سنة 185 هــ ، كانت البنت الرابعة لأبويها وهى بخلاف رابعة بنت إسماعيل الشامية ، زوجة الصوفى أحمد ابن أبى الحوارى والمتوفية سنة 235 هــ ، والأولى دفنت بالبصرة ، والثانية قبرها ببيت المقدس .

ويرون عن العدوية أنها وهى طفلة خرجت هى وأخواتها من شدة الجوع وقت أن نزل القحط بالبصرة فوجدها رجل فباعها بستة دراهم ، وكانت تقرض الشِعر وتغنيه وتعزف على الناى ، ولها مزاج فنى رقيق وميل طبعى إلى الحزن ، ولعلها لذلك كانت تحب الناى على العود . وشِعرها أنثوى فيه لغة النساء ، وربما استعملها سيدها للغناء فى مجالسه ، وكان ذلك يسخطها عليه بسبب اتجاهاتها الدينية القوية حتى أنها شرعت فى الهرب وناجت ربها قائلة : " إلهى ! إنى غريبة ويتيمة وأرسف فى قيود الرق ، ولكن همى الكبير هو أن اعرف أراضِ أنت عنى أم غير راض؟ " ، أى أنها ربما كانت تخشى أن تبوء بغضب الله بسبب ما كان يجبرها عليه سيدها ، وقد زادها ذلك من التهافت على العبادة والإبتهال إلى الله ان يلقيها من عثرتها ، وقد تسمّع عليها سيدها فى ليلة فوجدها تقول وهى ساجدة : " إلهى ! أنت تعلم أن قلبى يتمنى طاعتك ونور عينى فى خدمة عتبتك ، ولو كان المر بيدى لما انقطعت لحظة عن خدمتك ، لكنك تركتنى تحت رحمة هذا المخلوق القاسى من عبدتك ! " ، فلما كان الصباح طلبها سيدها وأعتقها ، فكان ذلك مدعاه ً أكثر للتوجه للشكر لربها فانصرفت بكليتها إلية وقد تحررت من رقّها ، وكانت إذا انتهت من صلاة العشاء تصعد إلى سطح دارها بعد أن تشد عليها درعها وخمارها وتدعو : " إلهى أنارت النجوم ، ونامت العيون ، وغلّقت الملوك أبوابها ، وخلا كل حبيب بحبيبه ، وهذا مقامى بين يديك " ثم تقبل على الصلاة فإذا كان السحر وطلع الفجر قالت : إلهى ! هذا الليل قد ادبر ، وعذا النهار قد أسفر فليت شعرى أقبِلت منى ليلتى فأهنأ ، أم رددتها على فأعزى ؟ فوعزتك هذا دأبى ما أحييتنى وأعنتنى ! " .

وقد تقول فى حياتها الجديدة وقد طويت صفحة القديمة : -

تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل

وعدت إلى مصحوب أول منزلى

ونادت بى الأشواق مهلاً فهذه

منازل من تهوى رويدك فانزلى

وإنشادها الآن يتوجه لسيدها الحقيقى ، وشِعرها فيه من نسجها وليس أبياتاً من أشعار المحبين كالتى كانت تحفظها وتقولها لمولاها من آل عتيك :



يا سرورى ومنيتى وعمادى

وأنيسى وعدتى ومرادى

أنت روح الفؤاد ، أنت رجائى

أنت لى وؤنس وشوقك زادى

أنت لولاك يا حياتى وأنسى

ما تشتت فى فسيح البلاد

كم بدت منة وكم لك عندى

من عطاء ونعمة وأيادى

حبك الآن بغيتى ونعيمى

وجلاء لعين قلبى الصادى

ليس لى عنك ما حييت براح

أنت منى ممكن فى السواد

إن تكن راضياً علىّ فإنى

يا منى قلبى قد بدا إسعادى



وتزهد رابعة فى الزواج وتخطب مرتين ، فى الأولى لــ ( عبد الواحد بن زيد ) وهو أيضاً صوفى ، والثانية لأمير البصرة ( محمد بن سليمان الهاشمى ) ويعدها بمائة ألف مهراً وبعشرة آلاف فى كل شهر دخلاً ، فخاصمت الأول عدة أيام إلى أن صالحها عليه إخوانهما فقالت له " يا شهوانى ! اطلب شهوانية مثلك ! أى شئ رأيت فىّ من آله الشهوة ؟ ! وكتبت إلى الثانى تقول " ما يسرنى أنك لى عبد" .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي زين العابدين




عدد الرسائل : 149
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 18/08/2007

إمامة العاشقين والمحزونين Empty
مُساهمةموضوع: رد: إمامة العاشقين والمحزونين   إمامة العاشقين والمحزونين Emptyالإثنين سبتمبر 24, 2007 8:29 pm



وأشهر أبيات رابعة فى الحب الإلهى :

أحبك حبين : حب الهوى

وحباً لأنك أهل لذاكا

فأما الذى هو حب الهوى

فشغلى بذكرك عمن سواكا

وأما الذى أنت أهل له

فكشفك للحجب حتى أراكا

فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى

ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا

ومعنى قولها حب الهوى أى رأيتك فأحببتك عن مشاهدة اليقين لا من خبر وسمع وتصديق من طريق النعم والإحسان ، فتختلف محبتى إذا تغيرت الأفعال لاختلاف ذلك علىّ ، ولكن محبتى من طريق العيان فقربت منك وهربت إليك ، فاشتغلت بك لمّا تفرغت لك .

وأما الحب الذى هو أهل له فتعنى به حب التعظيم والإجلال لوجه العظيم ذى الجلال .

تقول ثم إنى مع ذلك لا أستحق هذا الحب ولا أستأهل أن أنظر إليك فى الاخرة على الكشف والعيان فى محل الرضوان لأن حبى لك لا يوجب لك جزاء عليه ، بل يوجب على كل شئ مما لا أطيقه ولا أقوم بحقك فيه أبداً ، إذ كنت قد أحببتك فلزمنى خوف التقصير ، ووجب علىّ الحياء من قلة الوفاء ، والخوف لما تعرضت به من حبك ، إذ ليس كمثلك شئ ، فتفضلت على بفضل كرمك ، وما أنت له أهل من تفضلك فأريتنى وجهك عندك آخراً كما أريتنيه اليوم عندى أولاً فلك علىّ ما تفضلت به فى ذاك عندك فى الآخرة ، ولا حمد لى فى ذا هاهنا ، ولا حمد لى فى ذاك هناك ، إذا كنت أنا وصلت إليهما بك ، فأنت المحمود فيهما لأنك وصلتنى بهما . وهذا هو وجد المحبين المحققين ، فلا غرابة إن أطلقوا على السيدة رابعة العدوية لهذا أنها شاعرة المحبة الإلهية وأول من تكلم فى المحبة الإلهية وأدخل هذا المعنى فى التصوف الإسلامى ، وتركت فيه الكثير من النفثات الصادقة . وما فاض بعد ذلك الأدب الصوفى من شعر ونثر فى المحبة إن هو إلا نفحة من نفحاتها . تقول السيدة رابعة العدوية :

يا حبيب القلب مالى سواك

فارحم اليوم مذنباً قد أتاكا

يا رجائى وراحتى وسرورى

قد أبى القلب أن يجيب سواكا

ومن أقوالها النادرة فى مقام الخَلة :

وتخللت مسلك الروح منى

وبه سَمىّ الخليل خليلا

فإذا ما نطقت كنت حديثى

وإذا ما سكتّ كنت الغليلا

وفى مقام المحبة :

يا مؤنس الأبرار فى خلواتهم

يا خير من حلت به النَزّال

من ذاق حبك لا يزال متيماً

فرح الفؤاد متيماً بلبال

من ذاق حبك لا يرى متبسماً

من طول حزن فى الحشى إشعال



وقالت أيضاً :

حبيب ليس يعدله حبيب

ولا لسواه فى قلبى نصيب

حبيب غاب عن بصرى وشخصى

ولكن فى فؤادى ما يغيب



وفى حال الخوف تقول :

وزادى قليل ما أراه مبلغى

أللزاد أبكى أم لطول مسافتى ؟

أتحرقنى بالنار يا غاية المنى

فأين رجائى فيك أين مخافتى ؟



وسئلت عن المحبة فقالت :

ليس للمحب وحبيبه بين ، وإنما هو نطق عن شوق ، ووصف عن ذوق ، فمن ذاق عرف ن ومن وصف فما اتصف ، وكيف تصف شيئاً " تقصد الحبيب " أنت فى حضرته غائب ، وبوجوده دائب ، وشهوده ذاهب ، وبصحوك منه سكران ، وبفراغك له ملآن ، وبسرورك به ولهان ! فالهيبة تخرس اللسان عن الأخبار ، والحيرة توقف الجنان عن الإظهار ، والغيرة تحجب الأبصار عن الأغبار ، والدهشة تعقل العقول عن الإقرار ، فما ثم إلا دهشة دائمة ، وحيرة لازمة ،وقلوب هائمة ، وأسرار كاتمة ، وأجساد من السقم غير سالمة ، والمحبة بدولتها الصارمة فى القلوب حاكمة .

وارحمتاً للعاشقين ! قلوبهم

فى تيه ميدان المحبة هائمة

قامت قيامة عشقهم فنفوسهم

أبداً على قديم التدلل قائمة

إما إلى جنات وصل دائماً

أو نارصد للقلوب ملازمة



وسئلت رابعة وهى من هى فى مقام المحبة ، كيف سميت رابعة ، فأنشدت :

كأسى وخمرى والندين ثلاثة

وأنا المشوقة فى المحبة رابعة

كأس المسرة والنعيم يديرها

ساقى المدام على المدى متتابعة

فإذا نظرت فلا أرى إلا له

وإذا حضرت فلا أرى إلا معه

يا عاذلى إنى أحب جماله

تالله ما أذنى لعذلك سامعة

لا عبرتىترقا ولا وصلى له

يبقى ولا عينى القريحة هاجعه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إمامة العاشقين والمحزونين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدب العاشقين
» سلطان العاشقين
» في رحاب سلطان العاشقين
» سلطان العاشقين عمر ابن الفارض -قدس سره-
» بقلم محمد جمال صقر_ عمر بن الفارض سلطان العاشقين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: سير وتراجــم الأعلام والنبلاء-
انتقل الى: