السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر فى الله
الفقرة الرابعة عشر: الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
(فيحمدني)، أي الحق سبحانه والحمد هو الشكر ومن أسمائه الشكور، وحمده لي باعتبار أني أعطيته بإمكاني العدمي من جميع ما أعطاني هو بتقديره الوجودي.
(وأحمده)، أي أشكره سبحانه على جميع ما أعطاني إياه من الأحوال الوجودية، وذلك هو عين إظهار النعمة، فيظهر هو سبحانه
بما أعطيته من أحكام الإمكان، وأظهر أنا بما أعطاني من ذلك بعد الاتصاف بالوجود.
(ويعبدني) "هي عبارة مستعارة لإيصال معنى حقیقي إلى فهم العارف بالاصطلاح".باعتبار أنه يأخذ مني عين ما يعطيني، وقد أعطاني عبادته بعدما أخذها مني، فاتصف بها هو قبل أن يعطيني إياها، ثم لما أعطاني إياها اتصفت أنا بها، ولهذا أتي بالفاء فقال : (فاعبده)، أي بما وصفني به من حكم العبادة .
ثم لما كان ظهوره لي وظهوري له في مظهر واحد هو عين صوري بحسب الظاهر والباطن، فهي ظهوره بأحكام شؤونه ومقتضی صفاته وأسمائه ، وهي ظهوري بمقتضى ذاتي وصفاتي.
قال مفرعا ذلك على ما قبله بالفاء (ففي حال) من أحوال وهو حال ظهوره لي المعبر عنه بحال فنائي عني.
(أقر)، أي اعترف (به)، أي بظهوره في مظهري لي حيث لا أنا (وفي حال) آخر من أحوالي وهو حال غيبته عني في ظهوري لعيني في الأعيان الظاهرة لي مني ومن غير (اجحده)، أي أنكر ظهوره في شيء منها الغلبة الغيرية على العينية.
(فيعرفني) هو حينئذ في هذه الحالة (وأنكره) أنا فيها، وذلك لأنه إذا عرفني فرقني عني وفصلني عن إجماله، وبسبب ذلك تحصل لي هذه الحالة الثانية فأقع أنا في الفرق فأجحده في صورتي وأنكره فيها .
وأما إذا عرف نفسه فإنه يجمعني عليه ويجملني في تفصيله فتحصل لي الحالة الأولى فأقع في عين الجمع، فأقر واعترف به وأجد نفسي وأنكرها في وقت ظهوره، ولهذا قال : (وأعرفه) في الحالة الأولى (فأشهده) فيها.
والحاصل أنه إذا شهد نفسه في صورتي أشهده أنا فيها وأنكر ما عداه، وإن شهدني في صورتي ولم يشهد نفسه شهدت أنا صورتي وأنكرته فيها حيث لم أشهده فيها.
وذلك لأنه سبحانه خلق صورتي وقدرها في الأزل في علمه ليكون لها جهتان :
جهة كونها له سبحانه يظهر بها لنفسه بنفسه فيرى نفسه فيها حيث هو ممسك لها وهي قائمة به مثل قيام العرض بالجسم في المثال المعروف عند العقلاء .
وقيام الصورة بالجسم قيام العرض بالجسم، لأن الصورة عرض، ولا شك أن كل صورة تنسب إلى ما قامت به من الجسم .
فيقال : صورة الحجر كذا وصورة الشجر كذا.
وفي الحقيقة الممسك للصور كلها هو الحق تعالى لا الحجر ولا الشجر، بل الحجر والشجر من جملة الصور الممسوكة بالحق تعالى.
والعالم كله صور أجسامه وأعراضه محسوساته ومعقولاته، وهي كلها لله تعالى كما قال سبحانه : "لله ما في السماوات وما في الأرض" [البقرة: 284]، وهي كلها فانية في نفسها ظاهرة بالوجود الذي له، لأنه ممسكها فلا يتخلى عنها طرفة عين.
قال تعالى : "إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا" [فاطر: 41] الآية .
فهذا الإمساك إمساك إيجاد "وامداد" لا إمساك ظرفية واستقرار، كما تمسك أنت حجر بيدك .
ولهذا قال تعالى:" أن تزولا "و قید الإمساك بذلك ولم يطلق، ثم قال سبحانه : "ولئن زالتا " أي بعدم إمساكه "إن أمسكهما من أحد بين بعده" [فاطر: 41] وذلك لأنه لا خالق سواه تعالى ولا موجود إلا هو، وجهة أخرى هي جهة اعتبار ?ون صورتي صورة تامة مستقلة.
وكذلك جميع الصور ولكن الكلام الآن من حيث التكليف فهو خاص بالإنسان عندنا فيما يظهر.
وهاتان الجهتان في علم الحق سبحانه بكل شيء؛ فلهذا كان للعبد باعتبار ذلك حالتان:
حالة جمع بالنظر إلى الجهة الأولى
وحالة فرق بالنظر إلى الجهة الثانية.
ولا يجتمع شهود الحق نفسه مع شهود الخلق نفسه أصلا ، كما لا يجتمع شهود الحق خلقه مع شهود الخلق للحق أصلا.
وسبب ذلك اتحاد الحقيقة في الحقيقة، والحق دائما شاهد نفسه وخلقه ولا غفلة له عن أحدهما أصلا.
وإنما إذا تجلى الحق بشهود نفسه في صورة خلقه شهد الخلق الحق سبحانه في صور الخلق.
وإذا تجلى الحق بشهود خلقه شهد الخلق أنفسهم لا غير.
والحق حق على ما هو عليه، والخلق خلق على ما هم عليه ، فالكمال لله ، والنقصان لكل ما سواه .
(فإني) من حيث أنا خلق مقدر مفروض في علم الله الحق تعالی (بالفني)، أي ملتبس بالزوال والاضمحلال والعدم الصرف، إلا أني ممكن بالنظر إلى المستحيل الممتنع.
ولهذا قال: (وأنا أساعده)، أي الحق تعالى على ظهوره بصورتي وتجليه في كل ما يريد لمن يريد، إذ لولا الإمكان ما ظهر الواجب للعيان ولا توهمته العقول بالدليل والبرهان، وليس الإمكان بجعل جاعل.
وكذلك الواجب والمستحيل، بل هي الاعتبارات الثلاث التي ينقسم إليها الإدراك العقلي من حيث نورانیته المنبعثة من حضرة أمر الله تعالى.
ولا يقدر العقل أن يفصلها بإدراك ماهية تلك الأقسام، لأن ذلك مقدار ما عنده من العلم القديم.
وهو ما أخذه العصفور بفمه من ماء البحر في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام، وما نقص بذلك من ماء البحر شيء ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض .
وهذه مسألة أرضية لا سماوية، فهي من علوم العقل وهو قوله سبحانه فيمن أقام كتابه : "لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم" [المائدة : 66] فهي من تحت أرجلهم، لأن البحر في الأرض والعصفور من الأرض باعتبار أنه جسم ومن السماء باعتبار أنه طير ، فصح تشبيه العقل به .
وقوله بالفني إشارة إلى أنها ليست مساعدة حقيقية، لأنه تعالى غني عن العالمين ولا يساعده إلا الموجود ولا موجود سواه سبحانه.
ولكنها عبارة مستعارة لإيصال معنى حقیقي إلى فهم العارف بالاصطلاح.
(وأسعده)، أي أنصره بالظهور على الخفاء، وبالتجلي على الاستتار من حيث إني مظهره وموضع تجليه ونفوذ أحكامه وتصرفاته. قال تعالى : "إن تنصروا الله ينصركم» [محمد: 7] .
فهو وعد بالفرق على الجمع فنصره ظهوره حيث لا نحن، ونصرنا ظهورنا حيث لا هو، فله الحكم في الجمع، ولنا الحكم في الفرق.
وقد دعا بعض المعصومين بقوله: "رب هب لي حكما" [الشعراء: 83]، فطلب الفرق، ثم قال: واجعلني من الصالحين، أي صاحب جمع، لأن الفرق وحده ضلال وغفلة وطغيان، ومع الجمع ويسمى جمع الجمع والفرق الثاني، نور وهداية وكمال لاستغناء الجهتين اللتين للحق تعالى في حضرة علمه كما قدمنا .
(كذلك)، أي كما أني أساعده وأسعده (الحق) سبحانه (أوجدني)، أي تجلی علي وأنا في إمكاني معدوم أزلا، فعلمني فقدرني وخلقني، ثم لما جاء ابتداء تقدير ظهوري أظهرني بنور وجوده لي ولغيري.
فكان إيجاده لي بوجوده مدة إمكاني فتقدیری كذلك، ومثلي كل شيء، وأنا حكمة وجود كل شيء وحكمة وجودي إنما هي معرفتي به التي هي عين ظهوره في صورتي وصورة كل شيء عندي كما ورد : «یا ابن آدم خلقتك من أجلي، وخلقت الأشياء كلها من أجلك، فلا تشتغل بما خلق من أجلك عما خلقت من أجله».
وأشار إلى ذلك بقوله (فأعلمه)، أي بعد أن أوجدنی لذلك وعلمي به لا من حيث هو على ما هو عليه في حضرة إطلاقه، لأن ذلك لا يكون إلا للقديم، وإنما علمي به من حيث ظهوره في أحكام الإمكان.
وهذه الحيثية له من حيث نحن حدثت بحدوثنا وهي تنزله لنا بنا، وهو الغني بالذات عن العالمين، والعالم ما سواه تعالى، وهي جهة الإمكان في نفسه لا من حيث الجهة الأولى كما مر.
ولهذا قال: (فأوجده)، أي أوجده بإمكاني ظاهرة عندي في حضرة تجليه بصورتي وصورة كل شيء، حيث لا أنا ولا غيري.ثم أيد ما قال تعالى بقوله (بذا)، أي بهذا الأمر المذكور والمشروح في ضمن هذه الأبيات
(جاء الحديث) عن النبي صلى الله عليه وسلم (لنا) معشر المكلفين الورثة المحمديين من أمته، إذ لا يفهم ذلك من الحديث إلا الوارث الكامل صاحب الولاية الجامعة دون العلماء المحجوبين، فإن حظهم من ذلك الإنكار والجحود في الغالب، وهو رزقهم المعنوي . كما قال تعالى في حق من كذب النبيين :"وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون" [الواقعة: 82] وتكذيب الولي في فهمه ت?ذیب النبي في قوله عند العارفين دون القاصرين .
والحديث هو قوله عليه السلام: «إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة، فألقي عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى، ومن أخطأه ضل». رواه أحمد في مسنده والترمذي وسنن البيهقي والحاكم في مستدر?ه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وذكره السيوطي في الجامع الصغير.
فإن قوله عليه السلام: خلق ، أي قدر جميع المخلوقات في ظلمة وهي العدم الصرف، وهم تقديراته ومفروضاته، وحقيقتهم حضرة الإمكان العدمية.
وقوله : فألقى عليهم من نوره، أي توجه على إيجادهم بوجوده القديم المطلق، وهو إشارة إلى وحدة الوجود على الوجه الصحيح، إذ لا وجود سواه تعالى على كل حال، وهذا ما أشار إليه قوله : كذلك الحق أوجدني ..
وقوله : فمن أصابه من ذلك النور، أي ظهر له ذلك الوجود المطلق الذي هو به موجود والكل به موجود مثله.
وهو معنى الإصابة لا مجرد الوجود به والظهور به لأن الكل كذلك ولكن من حيث لا يعلمون، فلا يكونوا كذلك عند أنفسهم فما هي إصابة .
وقوله : يومئذ، إشارة إلى أن هذا إصابة ذلك في العالم قبل هذا العلم وما لم يكن في التقدير لا يكون في التصوير.
وهذا ما أشار إليه بقوله : فاعلمه فأوجده، إذ لولا علمه ما كان موجودا عنده، والحق في نفسه موجود على كل حال، لأنه غني عن العالمين.
وقوله : ومن أخطأه ضل، أي من لم يصبه في ذلك العالم، ولم يعلم به هناك لم يصبه في هذا العالم، ولم يعلم به هنا فهو الضلال المبين .
(وحقق)، أي الحق تعالی يعني أظهر وأنفذ في هذا العالم العيني (في)، أي في ظاهري وباطني, (مقصده)، أي الذي قصده في ذلك العالم من جميع ما أراده وقدره وفرضه من جميع أحوالي ومثلي كل شيء كذلك .
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيحمدني) على إظهاري إياه أسماؤه وصفاته وأحكامه لأن أحكامه تربي بي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر.
(واحمده) على إفاضة الوجود على الأن وجودي وجميع أحكامي تربي به مذا ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن وكذلك.
قال الشيخ رضي الله عنه : (ويعبدني) فإني مرب لأحكامه فكان مربوبي من حيث ظهور أحكامه بي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر.
قال الشيخ رضي الله عنه : (واعبده) فإني مربوب له من حيث الوجود والأحكام هذا ناظر إلى أن الحق باطن والعبد ظاهر.
وليس المراد بعبادة الحق عبادة تكليف شرعي فإنه محال على الله بان المراد بیان وجود معنى الربوبية والعبودية من الطرفين .
فلا أساء الأدب في المعنى بل في اللفظ فترك الأدب لضيق العبارة وهو من دأبهم وإلا لزم ترك ما وجب عليه إظهاره في هذا المقام وهو معنى من المعاني المعلومة عن الكشف الإلهي الذي لا يمكن التعبير عنه إلا بهذه العبارة .
بل استعمال هذه الألفاظ في هذه المعاني في حق الحق بإذن الله تعالى ونظرهم في الألفاظ إلى معنى اللغة وما يناسبها .
فإن بين الربوبية والعبودية مناسبة في المعنى اللغوي وقد أشار إليه في الأبيات الأخرى.
العبد رب والرب عبد، هذا إن كان العبد باطنا والرب ظاهرا فجمع العبودية والربوبية.
يا ليت شعري من المكلف، من هذا الوجه وقد بينا لك وجه التكليف.
"" حديث مسلم عن أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " صحيح مسلم ""
قال الشيخ رضي الله عنه : (ففي حال) أي في ظهور الحق وبطوني. (أقر به) أي بالحق (وفي الأعيان) أي في حال ظهوري وبطونه عني.
قال الشيخ رضي الله عنه : (اجحده فيعرفني) في الأعيان وأنكره فيها لعدم علمي به في الأعيان الظهور الأعيان في مرآة الحق فكان هو مختفيا بالأكوان.
فكان قوله وأنكره ناظر إلى قوله :
اجحده (واعرفه) في حال ظهوره و بطوني (فاشهده) أي أقر به في الحال لأن المعرفة تقتضي الإقرار والشهادة كما أن عدم المعرفة تقتضي الإنكار.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإني بالغني) غني من جميع الوجوه (و) الحال (انا اساعده) بإظهار أحكامه و?مالاته على حسب استعدادي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظامر.
(وأسعده) بإظهار وجودي وكمالاتي فيه هذا ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن.
(لذلك) أي لأجل إسعادي إياه (الحق أوجدني) أي جعلني موجودة وأثبت الوجود لي هذا ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأعلمه) بهذا الوجود نفس مت?لم من الثلاثي (فأوجده) أي أثبت إنما هذا الوجود له كما أثبت هولي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر وهذا مجازات بين الرب والعبد.
(بنا) أي بالذي قلت (جاء الحديث) الإلهي (النا) فهو قوله فخلقت الخلق لأعرف (وحقق) على البناء للمفعول من التفعيل (في) مشددة مت?لم (مقصده) بمعنى المقصود و المطلوب وهو العبادة والمعرفة .
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قوله في الشعر: فيحمدني يعني أن ذلك النور يحمد المعنى، لأنه به ظهر كثيرا وهو لا واحد ولا كثير، وأحمده يعني أنه أظهرني في اعتبار الأذهان في عالم النسب والإضافات التي لا وجود لها إلا في الأذهان، فأنا أحمده على اظهاري مع ما في ظهوري من التلبيس "التلبس"، لأني ليس لي في الحقيقة ذات حتى تظهر أو لا تظهر.
قوله: ففي حال أقر به، أي أقر بأن النور هو وليس يغایره ذلك المعنى، وأما في الوجودات الظاهرة فأجحده، أي أجحد أنه عين ذلك المعنى بل هو النور لا غيره.
قوله: فيعرفني لأني صفته. وانكره لأني عدم لا ينسب إلى معرفته.
قوله: وأعرفه فأشهده، يعني أرى النور بعين النور
قوله: فأني بالغني، یعني فكيف يصح الغنى للنور وهو مفتقر في صفاته إلى المعنى وهو عالم المعاني المختلفة فهو إذن فقير إلي، فلا يدعي أنه غني فأني أساعده في ظهور صفاته وأسعده أي أصيره ذا سعد.
قوله: لذلك الحق أو جدني، أي أن النور أوجدني لأساعده ولاعلمه علم الجزئي و أوجده في حضرة الألوهية بحقيقة أني المألوه، إذ لولا المألوه الكائن بالفعل ما وجد معنى الإله بالفعل.
قوله: بذا جاء الحديث، يريد كنت سمعه وبصره فلولا المعنى لما كان له السمع والبصر وبالجملة الصفات، إذ كلها معان.
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال رضي الله عنه :
فيحمدني وأحمده ..... ويعبدني وأعبده
يعني رضي الله عنه : يحمدني الحقّ على كمال قابليّتي وحسن قبولي لنور وجوده ، وإظهار صورته على ما هي عليها من غير تغيير .
وأحمده : أعرّفه بالكمالات التي ظهر بها في ، أو ظهرت بها فيه .
ويعبدني ، أي يطيعني لمّا سألته بالإجابة ، كما قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال له أبو طالب : ما أطوع لك ربّك يا محمّد ! : « وأنت يا عمّ إن أطعته أطاعك ».
والعبادة : الطاعة على أحد معانيها ، والعبادة : الجحود أيضا .
يقال : عبد حقّه أي جحد ، والعبد يطيع الله في ظهوره بالإلهية والربوبية ، فإذا ظهر في تعيّنه بصورة مخلوق وصفته ، جحده وأنكره .
وقال رضي الله عنه :ففي حال أقرّ به .. وفي الأعيان أجحده .. فيعرفني وأنكرهأي هو من حيث هو يعرفني على كلّ حال .
وأمّا « أنكره » أي هو من حيث هو يعرفني على كل حال وأنا أنكره حال ظهوره في صور الأعيان المحدثة .
قال رضي الله عنه : " وأعرفه فأشهده " .
يعني رضي الله عنه : أنا في نفس الأمر أعرفه وأشهده ، لكون المعرفة والشهود من مقتضى حقيقتي منه ، فهو يعطي المعرفة والشهود .
قال رضي الله عنه : وأنّى بالغنى وأنا ... أساعده وأسعده ؟
يشير رضي الله عنه : إلى توقّف النسب الأسمائية على الأعيان الكونية ، فإنّ الإلهية متوقّفة على العبودية ، فهو - من حيث إنّيّتي العبدانية - يساعده بي ويسعده .
كما قال الله تعالى : " إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ".
والنصر : المساعدة والإسعاد في تحقيق الربوبية والألوهيّة ، وحسن تأتّي القابل في كمال مظهريته لربّه إسعاده له ، فإنّ سعادة الحقائق والنسب الأسمائية أن تظهر آثارها في مظاهرها ، كما قلنا في كتاب « المنازل » لنا :وإذ الحقائق لم تبن آثارها
عدّت من الأموات لا الأحياء.
قال رضي الله عنه : لذلك الحقّ أوجدني ..... فأعلمه وأوجده
يعني : أنّما أوجدني الحق مظهرا له ومظهرا ، فأوجده في العلم صورة مطابقة لما هو عليه في العين .
قال رضي الله عنه : بذا جاء الحديث لنا .... وحقّق في مقصده
جاء في الحديث الثابت عنه عليه السّلام حكاية عن الله - تعالى - : « قد مثّلوني بين أعينهم » أي أوجدوا مثالي في رأي أعينهم علما وشهودا ، فكلّ من كان في علمه بالله أصحّ تصوّرا للحق ، فقد أوجده في علمه وشهوده .
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فيحمدني وأحمده .... ويعبدني وأعبده )
أي يحمدني بإظهار كمالاتى وإيجادى على صورته ، وأحمده بإظهار كمالاته وحسن طاعتي إياه ، ويعبدني بتهيئة أسباب بقائى ونمائى ، وإجابتى لما سألته بلسان حالي .
كما قال عليه الصلاة والسلام حين قال له أبو طالب :" ما أطوع لك ربك يا محمد " وأنت يا عم "ما أطعته إن أطعته أطاعك " والطاعة من جملة العبادة ، وأعبده بامتثال أوامره وقبول ما كلفه من التخلق بأخلاقه ، والاتصاف بأوصافه .
"" من حاشية تعليقات بالى زادة : (فيحمدني ) لأن أحكامه تربى بي ، هذا ناظر إلى كون العبد باطنا والحق ظاهرا
( وأحمده ) لأن وجودي وأحكامى تربى به هذا ، ناظر إلى العبد ظاهر ، والحق باطن ، وكذلك ( فيعبدنى ) فإني سرب ؟ أحكامه ، فكان مربوبى من حيث ظهور أحكامه بي ، ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر
( فاعبده ) فإني مربوب له من حيث الوجود والأحكام ، ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن ، فلا يمكن أداء هذه المعاني إلا بهذه العبارات لضيق المقام ، ولا يلزم منها ترك الأدب ،
وقد أشار إليه بقوله ( العبد رب والرب عبد ) هذا إذا كان العبد باطنا والحق ظاهرا وبالعكس ، يا ليت شعري من المكلف .أهـ بالى ""
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ففي حال أقر به ... وفي الأعيان أجحده )
أي بالوجود والقول والفعل أقرّ به بلسان الحال والمقال ، فإن الموجودات كلها بوجودها شاهدة بوجوده ، وبتعينها بوحدته وبخواصها بصفاته ، وكل إنسان يقرّبه ، فإذا تجلى في صورة عين من الأعيان يجحده .
"" من حاشية تعليقات بالى زادة : ( ففي حال ) أي في حال طهور الحق وبطونى
( أقر به وفي الأعيان ) أي في حال ظهورى وبطونه عنى
( أجحده) في الأعيان .أهـ ""
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيعرفني وأنكره .... وأعرفه فأشهده )
أي يعرفني في كل الأحوال وأنكره في صور الأكوان الحادثة ، وأعرفه فأشهده جمعا وتفصيلا ، فإن المعرفة والشهود من مقتضى عيني منه ، وذلك من فضله وعطائه.
"" من حاشية تعليقات بالى زادة : (فيعرفني ) في الأعيان
( وأنكره ) فيها لعدم علمي به في الأعيان لظهور الأعيان في مرآة الحق ، فكان هو مختفيا بالأكوان ، فقوله : أنكره ، ناظر إلى قوله أجحده
( وأعرفه ) في حال ظهوره وبطونى
( وأشهده ) أي أقر به في الحال لأن المعرفة تقتضي إلا قرار ، كما أن عدمه يقتضي الإنكار. اهـ بالى .""
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأنى بالغنى وأنا ... أساعده وأسعده )
أي كيف غناه بجميع الأسماء والصفات عنا ، فإن النسب الأسمائية والألوهية والربوبية والموجدية ، تتوقف على المألوهية والمربوبية وقبول الإيجاد كما مر .
وذلك التوقف هو المساعدة والإسعاد وحسن تأتي القابل الإيجاد ، والمظهرية إسعاد للموجد والظاهر في المظهر ، قال تعالى:" إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ " والنصر هو المساعدة والإسعاد في تحقق الربوبية .
"" من حاشية تعليقات بالى زادة : ( فأنى بالغنى ) عنى من جميع الوجوه ( و ) الحال
( أنا أساعده ) بإظهار كمالاته على حسب استعدادي هذا ، ناظر إلا كون العبد باطنا والحق ظاهرا
( وأسعده ) بإظهار وجودي وكمالاتى فيه فيساعدنى ، نظرا إلى أن العبد ظاهر والحق باطن. أهـ بالى. ""
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لذاك الحق وأجدني .... فأعلمه فأوجده )
أي أوجدنى بالظهور بإيجاده ، وجعله إياي موجودا أو واجدا له ، فأعلمه بمعرفتي إياه ، فأوجده في العلم صورة مطابقة لما هو عليه في العين .
"" من حاشية تعليقات بالى زادة : ( لذاك ) أي لأجل إسعادى إياه
( الحق أوجدني ) أثبت الوجود لي نظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن
( فأعلمه ) بهذا الوجود . ( فأوجده ) أثبت هذا الوجود له كما أثبت لي ، نظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر.أهـ. ""
قال الشيخ رضي الله عنه : ( بذا جاء الحديث لنا .... وحقق في مقصده )
جاء في الحديث المروي عنه عليه الصلاة والسلام حكاية عن الله تعالى:"قد مثلونى بين أعينهم". أي أوجدوا مثالي ، رأى أعينهم علما وشهودا ، فمن صح علمه باللَّه وشهوده لله فقد أوجده في علمه ، ومعنى حقق في مقصده تحقق في ذاتي طلبه ، أي مطلبه بوجود مطلوبه .
"" من حاشية تعليقات بالى زادة : ( بذا جاء الحديث لنا ) قوله « فخلقت الخلق لأعرف »
( وحقق في مقصده ) حقق على بناء المفعول ، والمقصد المقصود إلخ .أهـ. بالى ""
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيحمدني وأحمده ويعبدني فأعبده).
أي، يحمدني بإيجادي على صورته وتكميل نفسي وتجليه لقلبي وتخليصي من سجن الطبيعة وقيد الهوى. وأحمده بلسان الحال بإظهار كمالاته وأحكام صفاته في مرآة عيني، وبحسن القبول لتجلياته، وبلسان القال بتسبيحه وتحميده والثناءعليه.
قال الشيخ رضي الله عنه : (ويعبدني) بخلقي وإيجادي وإظهاري في مراتب الوجود الروحانية والجسمانية العلوية والسفلية، لأن الإيجاد والإظهار للشئ، من الغيب إلى الشهادة، نوع من الخدمة والعبادة. ""عبد الشيء اعده وهيأه لوظيفة ما . من عبد الطريق "".
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأعبده) (الفاء) للنتيجة. أي، تترتب عبادتي لي على عبادته لي بالإيجاد والإظهار.
وعبادتي له في الظاهر هي إقامة حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه، وفي الباطن قبول تجلياته الذاتية والأسمائية وإظهار أحكامها.
وإطلاق (العبادة)على الحق وإن كان شنيعا ونوعا من سوء الأدب في الظاهر، لكن أحكام التجليات الإلهية إذا غلب على القلب بحيث يخرجه عن دائرة التكليف وطور العقل، لا يقدر القلب على مراعاة الأدب أصلا، وترك الأدب حينئذ أدب
كما قيل، شعر:
سقوني وقالوا لا تغن ولو سقوا .... جبال حنين ما سقوني لغنت
وأقول، شعر:
وآداب أرباب العقول لدى الهوى .... كآداب أهل السكر عند أولى العقل
فلا تعدلن إن قال صب متيم .... من الوجد شيئا لا يليق بذى الفضل
وفي السكر ما يجرى على ألسن الفتى .... يضاف إلى الراح المزيلة للعقل
قال الشيخ رضي الله عنه : (ففي حال أقر به ... وفي الأعيان أجحده)
أي حال غلبة مقام الجمع والوحدة وتجلياته على أقر بوجوده تعالى في مقامه الجمعي، وبرؤيتي جميع الأكوان مستهلكة فانية فيه.
وإذا نظرت في الأعيان والأكوان واختفاء الحق فيها لإظهارها، أجحده لغلبة الكثرة ورؤية الخلق.
إذلا يمكن تعيين موجود من الموجودات في الخارج ممتازا خارجا عنها، حتى يكون ربا معبودا للكل، كما هو شأن المحجوبين من أهل النظر وغيرهم، لأن كل ما هو موجود معين في الخارج، مقيد مشخص، وكل ما هو كذلك، فهو عبد، لأنه محتاج إلى مطلق وما يعينه، والرب هو المطلق الذي لا يتقيد بالإطلاق والتقييد، ويظهر في كل من المراتب الوجودية ويقومها بقيوميته.
وهذا الجحد والإقرار بعينه.
كما قال الشاعر السهروردي القتيل :
رق الزجاج ورقت الخمر ..... فتشابها وتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح .... وكأنما قدح ولا خمر
أو أقر به في صور العارفين المكاشفين، وأجحده في
صور المطرودين المحجوبين عند تجليه في الأعيان الوجودية، لا المثالية والأخراوية.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيعرفني وأنكره ... وأعرفه فأشهده)
أي الحق يعرفني في جميع المواطن والمقامات، وأنا أعرفه في بعض المواطن وأشهده، وفي بعض المواطن لا أعرفه وأنكره، لأن الحق في مقام هويته وأحديته لا يطلع عليه ولا يعرف حقيقته، ولا يمكن أن يعرف.
وفي مقام واحديته يعرفب الصفات والأسماء.
وإذا تجلى بصفة (المنعم) يرغب فيه، وفي صفة (المنتقم) يهرب منه.
وإذا تجلى بصورة لا توجب التعظيم، ينكر، كما جاء في حديث (التحول) أو يكون قوله: قال الشيخ رضي الله عنه : (فيعرفني وأنكره) عن لسان المحجوب.
(وأعرفه فأشهده) عن لسان العارف صاحب الشهود.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأنى بالغنى وأنا ... أساعده وأسعده؟)
أي، من أين يكون له الغنى عنا مطلقا، ونحن نساعده في ظهور أسمائه وتجلياته وجميع كمالاته فينا؟ لأن القابل مساعد للفاعل في فعله بقبوله ذلك الفعل، كما
قال: (إن تنصروا الله ينصركم). و (النصرة) هي المساعدة. ولتسعده بظهور جماله وجلاله في مرآئي ذواتنا ومظاهر أعياننا.
ولما كان الإسعاد عند الحقيقة عبارة عن إخراج الكمالات التي في الباطن إلى الظاهر وإظهارها، وكمالات الأسماء وظهوراتها كانت بأعياننا - كما جاء في الصحيح أنه، صلى الله عليه وسلم، قال: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا،لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم".
نسب الشيخ رضى الله عنه الإسعاد بنا، وهو إسعاده لنفسه بنفسه من غير اعتبار تعدد وتكثرفي الحقيقة.
قال الشيخ رضي الله عنه : (لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه وأوجده)
و (لذاك) بـ (اللام)، وفي بعض النسخ بـ (الكاف). ومعناه: كما أساعده وأسعده، كذاك الحق يوجدني ويسعدني.
ومعنى الأول: أوجدني الحق لأعرفإلهيته وربوبيته، كما جاء في الحديث: "كنت كنزا مخفيا...". وقال تعالى: "وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". أي، ليعرفون. فذاك إشارة إلى قوله: "وأعرفه فأشهده."
وقوله رضي الله عنه : (فأعلمه وأوجده) أي، أعلمه في جميع المظاهر، وأظهره فيها
للمحجوبين، لأنه اختفى فيها بإظهار الخلق. فإذا علمته أنه هو الظاهر في كلمن الموجودات وأظهرت هذا السر للمحجوبين وعرفتهم، تبقى ظاهرا عندهمأيضا. وهذا الإظهار مجازاة منا لإظهاره لنا من خفاء الغيب إلى ظهور الشهادة.
[right:a75