مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي د. محمد عبد السلام الكفافي
“ 65 “
عام 662 هـ “ 1 “ .
ولم ينقطع الشاعر عن النظم حتى وصل إلى نهاية الجزء السادس في صورته الحاليّة .
والجزء السادس والأخير من المثنوي ينتهي بقصّة لم تصل إلى نهايتها .
ومعنى ذلك أنّ الشاعر كان يعتزم أن يمضي في النظم إلى أبعد مما فعل .
لكنّه كان قد نصّ في بداية الجزء السادس على أنّه آخر أجزاء المثنوي ، حين قال :
“ يا حياة القلب ! يا حسام الدين ! إنّ الميل لشديد لنظم القسم السادس .
. . . . . . .
فها أنذا أُحضر هدّية ترضيك ، بإتمام القسم السادس من المثنوي .
ها أنذا أحمل إليك أيّها المعنويّ قسماً سادساً ، به يتمّ المثنوي “ .
هذا النقص الذي يبدو في نهاية الجزء السادس - والذي تنمُ عنه تلك القصّة التي لم تكتمل - لم يكن بسبب الوفاة .
فقد عاش جلال الدين بضع سنوات بعد الفراغ من منظومته الخالدة .
ولعلّه بتركه خاتمة الكتاب مفتوحة ، كان ينوي استئناف النظم ، حين تسمح بذلك الظروف ، فلم يُتح له ذلك لسبب ، أو لآخر .
أو لعلّه كان يرمز بذلك إلى أن حديث الروح لا ينتهي ، وهو ما دأب على ذكره في أشعاره وأقواله .
وقد نُسب إلى جلال الدين جزء سابع من المثنوي .
ويُنسب إظهار هذا الجزء إلى أحد شُرّاح المثنوي المشهورين وهو إسماعيل الأنقروي المولوي ( ت 1042 )
فقد اشتري في عام 1035 هـ نسخة من المثنوي ، أُرِّخ نسخُها بعام 814 هـ ، تتكوّن من سبعة أجزاء ، وأنّه - بمطالعة الجزء
...............................................................
( 1 ) ذكر الشاعر هذا التاريخ في البيت السابع من الجزء الثاني من المثنوي .
“ 66 “
السابع - اقتنع بأنّه من “ أنفاس المولوي ، صاحب المثنوي “ ولم يَشك أنّه من كلامه . وقد شرح هذا المجلد السابع ، وذكر صاحبُ كشف الظنون أنّه بدأ شرح بقوله : “ الحمد للَّه الذي جعل المثنوي المعنوي مثل السماوات السبع . . الخ “ .
كما ذكر أيضاً أنّ إظهار هذا الجزء السابع قد جُوبه بإنكار أهل الطريقة واعتراضهم ، وأنّ إسماعيل الأنقروي قد اشتبك معهم في جدال عنيف حول هذا الأمر ، ناسباً إنكارهم ذلك إلى حسدهم وجهلهم “ 1 “ .
هذا الاعتراض الذي أثاره أتباع الطريقة هو - في الواقع - أقربُ إلى الصواب بالنسبة لهذا الموضوع .
وهو ما تؤيّده الدراسة الفاحصة الناقدة لشعر هذا الجزء .
وقد حلّل فروزانفر أبياتاً منه ، وبَيَّن ذيوع الأخطاء فيها بصورة بلغت - على حدّ تعبيره - درجةً “ يخجل منها أطفال المدارس “ 2 “ “ .
فلو صحّ تأريخ النسخة - التي أشار إليها حاجي خليفة ، وذكر أنّها كانت تشتمل على سبعة أجزاء - بعام 814هـ، فإنّ هذا يبّين لنا كيف كان نُسّاخ المثنوي يضيفون إلى النصّ الأصليّ خلال القرون .
...............................................................
( 1 ) انظر : حاجي خليفة : كشف الظنون ، ج 2 ، 1588 .
استنبول عام 1943 .
( 2 ) أحوال وزندگاني مولانا ، ص 159 .
“ 67 “
( - 3 - ) نسخ المثنوي
كان من الطبيعيّ أن تتعدّد نسخ المثنوي منذ بداية عهده ، نظراً لحاجة أتباع جلال الدين ومريديه إليه ، وحرص القادرين منهم على اقتنائه .
ولولا طوله وارتفاع نفقات نسخه ، لكان من الممكن أن تصل إلينا نسخ أكثر مما حفظته لنا الأيام .
وقد اجتذب المثنوي خلال العصور كثيراً من الباحثين ، الذين درسوه ، وقام بعضهم بشرحه أو ترجمته .
فهناك شروح فارسيّة عديدة تضم المكتبات الشهيرة ، نسخاً مخطوطة منها . ومن أقدم هذه الشروح الفارسيّة “ كنوز الحقائق ورموز الدقائق “ لكمال الدين حسين بن حسن الخوارزمي الكبروي ( ت 840 أو 845 ه ) .
وللمؤلف أيضاً عن المثنوي كتاب “ جواهر الأسرار وزواهر الأنورا “ ومنه نسخة مخطوطة في المكتبة التي كانت تُدعى بمكتبة وزارة الهند “ 1 “ بلندن ( تحت رقم 1098 مخطوطات فارسيّة “ .
وقد ذكر صاحب كشف الظنون أشخاصاً آخرين ممن اهتموا بشرح أبيات من المثنوي أو منتخبات منه . فمن هؤلاء علاء الدين علي بن محمد الشهير بمصنفك ( ت 875 هـ ) الذي شرح أبياتاً مختارة منه ، وحسين بن علي
...............................................................
( 1 ) أصبحت هذه الوزارة تعرف بعد استقلال الهند بوزارة العلاقات بين دول الكومذولث .
“ 68 “
الكاشف الواعظ البيهقي ( ت 910 ه ) ، صاحب اللباب المعنوي في انتخاب المثنوي . كما ذكر كثيراً غير هؤلاء وفاته ذكرُ بعض الشارحين .
ولكنّ الأتراك كانوا ذوي باع أطول في شرح المثنوي وترجمته ، وذلك لأسباب أهمّها أنّ جلال الدين عاش في بلادهم ، ونشأت طريقته بينهم ،
فكانوا أعمق تأثراً به . كما أنّهم - بحكم اللغة - غرباء عن الفارسيّة ، فكانوا أحوج إلى الشروح من الفرس .
وهناك قائمة طويلة بالشُرّاح والمترجمين الأتراك ، وردت في “ كشف الظنون “ .
ومن أهم هؤلاء الشراح شمعي ( ت حوالي 1000 ه ) ،
وإسماعيل الأنقروي ( ت 1042 ه ) “ 1 “ وبعد زمان حاجي خليفة ظهرت للمثنوي ترجمات وشرح تركيّة أخرى ، ومن أهمّها ترجمة منظومة باللغة التركيّة لمحمد نحيفي بن سليمان ابن عبد الرحمن ( ت 1151 ه ) . كما ظهرت “ ترجمة وشرح المثنوي الشريف “ لعابدين باشا حاكم أنقرة ( المولود عام 1259 هـ. ) وبها شرح مفصل للمجلّد الأوّل .
وذكر حاجي خليفة أيضاً ألوانا من الجهود التي بُذلت لدراسة جوانب من المثنوي ، منها “ أزهار المثنوي وأنوار المعنوي “ وهو شرحُ لشمكلات المثنوي بالتركيَّة “ ذكر فيه واضعه أنّه شرح الديباجة أولًا ، ثم شرح ما في كلّ مجلدّ من الألفاظ العربيّة ، على الحروف ، ثم شرح الألفاظ الفارسيّة على الحروف أيضاً “ “ 2 “ .
كما اهتم إسماعيل الأنقروي صاحب شرح المثنوي - الذي تقدّم ذكره –
...............................................................
( 1 ) أنظر قائمة الشروح الفارسيّة ، الترجمات والشروح التركية التي ذكرها حاجي خليفة بكشف الظنون ، ج 2 ، عمود 1587 - استنبول ، 1943 .
( 2 ) المصدر السابق ، عمود 1588 .
“ 69 “
بجمع الآيات القرآنية والأحاديث النبوّية والأبيات العربيّة ، وبعض الألفاظ التركية الغامضة ، في كتاب أسماه “ جامع الآيات “ “ 1 “ .
وصدرت عن الهند شروحُ فارسيّة متعدّدة للمثنوي .
ومن هذه الشروح ما هو مطبوع ، ومنها ما لا يزال مخطوطاً .
وبعض هذه الشروح قد اهتمّ بكشف غوامض المثنوي ، مثل مكاشفات رضوي ، الذي ألّفه مولوي محمد رضا عام 1084 هـ ، وطُبع في لكنو عام 1877 .
وهناك أيضاً شرحُ المثنوي لعبد العلي محمد بن نظام الدين اللكنوي ، من رجال القرن الماضي ، وقد لُقّب ببحر العلوم . وطبع شرحه للمثنوي في لكنو عام 1876 ، وفي بمباي عام 1877 .
وتُرجم المثنوي نظماً إلى الهندوستانية ، ونشر في لكنو عام 1889 بعنوان “ پيراهن يوسفي “ أما المترجم فهو محمد يوسف علي شاه .
وأسهم العرب أيضاً في هذا اللون من الشروح التقليديِّة ، فأصدر يوسف بن أحمد المولوي ( من رجال القرن التاسع عشر ) شرحاً عربيّاً على غرار الشروح التركيِّة ، أسماه “ المنهج القوي لطلاب المثنوي “ .
ولسنا نعرف شيئاً عن حياة هذا الشارح . وقد وصف يوسف بن أحمد نفسه بأنّه كان خادماً للدراويش في زاوية بيشكْطاش ، وهي قرية على البوسفور ، من لواحق استنبول ، وأنّ بعض فقراء المولويّة من أهل الشام “ طلب منه شرحاً للمثنوي ، وأنّ يكون باللسان العربي كي ينتفع به السُلاك من أبناء العرب ، لأنّه يحصل لهم بقراءة شروحه التركيّة النصب “ “ 2 “ .
...............................................................
( 1 ) المصدر السابق .
( 2 ) المنهج القوي لطلاب المثنوي ، ج 1 ، ص 1 ، بولاق ، 1289 ه 1872 .
“ 70 “
( - 4 - ) التراجم
ولقد وجدت الدراسات العلمية والنقدية الحديثة سبيلها إلى المثنوي .
وكان المستشرقون هم السابقين إلى ذلك .
فظهرت سلسلة من الأعمال ، أهمها ما يلي :
- 1ترجمةُ المانية لثُلُث المجلد الأول من المثنوي مع شروحٍ لمعانيه الصوفيّة ، أعدّها جورج روزنْ “ 1 “ ، ونُشرت بليزج عام 1849 .
والترجمة بنثر مسجوع لا يلتزم حرفيّة المعنى ، ولكنّه يُحسن أداءه بصورة إجمالية .
وقد أعاد نشر هذه الترجمة ف . روزن ، وهو ابن المترجم جورج روزن ، وذلك في مدينة ليبزج ، عام 1913 . كما أضاف إليها مقدمة بقلمه .
- 2ترجمة المجلد الأول من المثنوي شعراً إلى الإنجليزية . وقد أعدّ هذه الترجمة سير جيمس ردهاوس “ 2 “ .
وقد نشر مع هذه الترجمة ، ترجمة المختارات من كتاب “ مناقب العارفين “ للأفلاكي ، وهو من أقدم الكتب التي تناولت حياة جلال الدين .
وهذه الترجمة ليست على درجة كبيرة من الدقة ، كما أنّ النظم يتسم بشيء من التكلّف .
ومع ذلك ، فهي جهد قيِّم في تاريخ هذه الدراسة ، ويزيد من قيمته ترجمة النصوص المنتخبة من كتاب مناقب العارفين .
وقد نشرت هذه الترجمة في لندن عام 1881 .
...............................................................
( 1 ) .georg rosen( 2 ) .siryames w . redhouse
“ 71 “
- 3ترجمةُ لمختارات من المثنوي بأجزائه الستة ، إلى اللغة الإنجليزية ، أعدها هو ينفيلد “ 1 “ . وقد كان هو ينفيلد أوّل من قدّم للقارئ ، الإنجليزي - بهذا المجلد - تحليلا لمحتويات المثنوي . كما بلغ عدد الأبيات التي انتخبها وترجمها حوالي 3500 بيت . وهي ترجمة قد صيغت في نثر يتسم .
بالفخامة . ونشر هذا العمل في لندن عام 1887 ثم أعيد نشره عام 1898 .
- 4ترجمة المجلد الثاني من المثنوي نثراً إلى الإنجليزية ، مع شرح له .
وقد قام بهذا العمل المستشرق الإنجليزي ويلسون “ 2 “ وتتسم ترجمة ويلسون بالأمانة والدقة والحرص على مطابقة النص . وقد نُشرت هذه الترجمة بلندن ، عام 1910 .
5 - الترجمة الكاملة للمثنويّ بأجزائه الستة ، إلى اللغة الإنجليزية ، التي أعدّها المستشرق الإنجليزي رينولد نيكولسون “ 3 “ .
وقد بُنيت هذه الترجمة على نصّ محقّق أعدّه المترجم ونشره . كما أُلحق بالترجمة مجلدّان يشتملات على ما رأى الأستاذ أن يلحقه بها من شروح وتعليقات . وقد بلغت المجلَّدات المشتملة على النصّ وترجمته وشروحه ثمانية مجلّدات ، نُشرت في سلسلة جب التذكاريّة ، بين عامي 1925 ، 1940 .
والمعروف أنّ هذا العالم الجليل قد قضى في هذا العمل خمسة وعشرين عاماً كاملا ، فجاء مثالًا رائعاً للجهد الدائب ، والصبر على مصاعب العمل ، والإخلاص للعلم والحقيقة .
ومع كل هذا فإنّ المثنوي لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتدقيق .
وكان الأستاذ نيكولسون - في مطلع حياته العمليّة - قد نشر ترجمة لمختارات من ديوان جلال الدين ، المعروف بديوان شمس تبريز ،
...............................................................
( 1 ) .e . h . whinfield( 2 ) .c . e . wilson( 3 ) .reynold a . nicholson“ 72 “
وألحلق بها شروحاً “ 1 “ ، فدلّ بذلك على اهتمام مُبكرِّ بأعمال جلال الدين ، كما نَشر بعض قصص مختارة من المثنوي في كتابه ( قصص ذات مغزى صوفي “ 2 “ ) . ونُشر له بعد وفاته كتابُ يضمّ مختارات من مختلف أعمال جلال الدين الشعرّية “ 3 “ . كذلك تناول نيكولسون بدراساته جلال الدين فيما نشر من مؤلفات عن التصوّف .
5 - ترجمةُ إنجليزية لقصص المثنوي ، أعدّها آرثر جون آربري ، وقد نشرت بلندن في مجلدين بين عامي 1961 ، 1963 “ 4 “ . وهي ترجمة علميّة ، دقيقة ، وفي ذات الوقت مُيَسّرة للقارئ العاديّ . ولهذا فقد أُدرجت ضمن مجموعة الكتب التي تنشرها مؤسسة اليونسكو للتعريف بآداب الأمم المختلفة (unesco gollection of representative works) .
ولقد تابع آربري أعمال أستاذه نيكولسون بكفاءة وأصالة وعمق .
وتجلى اهتمامه بجلال الدين في أعمال علميّة أخرى .
فقد نشر في عام 1949 ترجمة إنجليزية لمختارات من رباعيات جلال الدين . وفي عام 1961 أسهم بعمل آخر في دراسة جلال الدين وذلك بإصداره ترجمة علميّة أمينة لكتاب “ فيه ما فيه “ “ 5 “ ، وهو الذي يتضمَّن محاضرات جلال الدين ، التي كان يتحدّث بها إلى تلاميذه ومريديه .
كما خصّ جلال الدين بفصل ممتع في كتابه عن الأدب الفارسي “ 6 “ .
...............................................................
( 1 )r . nicholson : selected poems from the divani shamsi. 1898 ،tabriz . cambridge.( 2 ) . 1931 ،tales of mysticmeaniny , london( 3 ) . 1950 ،rumi poet and mystic , london( 4 )a . j . arberry : tales from the mathnavi , moretales from the mathnavi .( 5 ) . 1961 ،discourses of rumi , london( 6 ) . 1958 ،glassical persian literature , london “ 73 “
( - 5 - ) ترجمه باقي آثاره
إلى جانب هذه الترجمات والدراسات ، ظهرت باللغات الأوروبية أبحات عديدة عن جلال الدين .
فقد تناولته بالدرس كُتبُ الأدب الفارسيّ العامّة ، ومن أهمّها كتاب التاريخ الأدبيّ ، لفارس ، للأستاذ إدوارد بروان “ 1 “ . كما نشرت عنه مقالات في الموسوعات الكبيرة بمختلف اللغات .
ونخص بالذكر منها ، دائرة المعارف الإسلامية “ 2 “ ، ودائرة معارف الديانات والأخلاق “ 3 “ ودائرة المعارف البريطانية . “ 4 “
كما خُصِّ جلال الدين بمؤلفات بالألمانيّة والإنجليزيّة لغير من ذكرناهم من الباحثين والعلماء ، نذكر منها ما يلي :
1 - جلال الدين الرومي ، لهادلاند ديفز “ 5 “ .
وقد نُشر بلندن عام 1907 ضمن مجموعة “ الصوفيّة من الفرس “ وكانت جزءاً من سلسلة تصدر بعنوانٍ جامع هو “ حكمة الشرق “ .
وخير ما في هذا الكتاب هو عرضه لبعض نماذج مترجمة من شعر جلال الدين يمكن أن ينتفع بها القارئ العاديّ .
...............................................................
( 1 ) .E . G . browne litersry history of persia
( 2 ) .Encyclopedia of lslam
( 3 ) .Encyclopedia of Religions and Ethics
( 4 ) .Encyclopedia Britanica
( 5 ) .Hadland Davis : the persian Mystics . jalalud - Din Rumi. 1907 ،london.
“ 74 “
2 - الشاعر الصوفىّ جلال الدين الرومي للمستشرق الألماني جوستاف ريشتر “ 1 “ ، وهو من الأعمال المهمة في دراسة جلال الدين .
3 - بدأ جلال الدين يجد سبيله إلى الموسيقى الأوروبية . فقد ألف الموسيقار البولندى زيمانوفسكيszymanowski( 1882 - 1937 ) سيمفونيته الثالثة عام 1916 وأسماها “ أُغنية الليل “ “ 2 “ . والحركة الثانية والثالثة من هذه السيمفونية بهما غناء يقوم به مغنّ من طبقة تينورtenorومعه جوقة . أما النصوص التي تُغنّى فهي مختارات مترجمة من شعر جلال الدين .
ولقد بدأ أهل المشرق في الأزمنة الحديثة ينتبهون إلى تراثهم الحضاري الزاهر . وقد خُصّ . جلال الدين بنصيب من عناية الباحثين في مختلف البلاد الإسلاميّة فنُشر المثنوي مرات عديدة في الهند وإيران ومصر .
كما ظهرت طبعات لأعمال جلال الدين الأخرى ، كالديوان ، وفيه ما فيه .
وصدرتْ المؤلفات عن جلال الدين في مختلف هذه الدول . وكان للأساتذة الإيرانيّين في السنوات الأخيرة جهد مذكور . ويأتي في مقدّمة هؤلاء الأستاذ بديع الزمان فروزانفر ، الذي خصّ جلال الدين بأعمال عديدة أهمّها :
1 - رساله در تحقيق أحوال وزندگاني مولانا جلال الدين ( رسالة في تحقيق أحوال وحياة مولانا جلال الدين ) .
وقد نشرت لأول مرة بطهران عام 1315 ( 1937 ) ، ثم أُعيد نشرها عام 1333 ( 1955 ) .
وهي عمل قيّم أسهم في إيضاح حياة الشاعر .
- 2مآخذ قصص وتمثيلات مثنوي ( مآخذ قصص المثنوي وتمثيلاته )
...............................................................
( 1 ) .bichter , G . : persiens Mystiker Dschelal - eddinRumi. 1933 ،Breslau.
( 2 ) . 1916 ، ( 16 .Song of theNignt , ( op
“ 75 “
وهو - كما يدلّ عليه عنوانه - يتعلق بموضوع مهم بالنسبة لدارسي المثنوي ، هو بيان مصادر القصص التي استخدمها الشاعر .
وقد نشر بطهران عام 1954 .
- 3خلاصه: مثنوي ، وهو مختارات من المجلدين الأول والثاني من المثنوي ، نُشرت بهذا العنوان ، ومعها بعض الشروح .
ويبلغ عدد الأبيات المختارة في هذه الخلاصة 2108 أبيات .
وقد نشرت بطهران عام 1321 ( 1943 ) .
وأصدر موسى نثري كتاباً بعنوان نثر وشرح مثنوي مولانا جلال الدين .
وهو كما يدل عليه عنوانه يهدف إلى التعبير بالنثر عن معاني الأبيات . وهذا الشرح الفارسي الموجز لا يكاد يتجاوز التعبير عن هذه المعاني ، لكنه يعتبر من الجهود القيمة التي بذلها الدارسون المحدثون . وقد صدر المجلد الأول منه عام 1327 ( 1949 ) . واكتملت الآن جميع المجلدات .
وقد بدأ صادق گوهرين يصدر عملًا ، لو اكتمل ، لأصبح ذا قيمة كبيرة في دراسة المثنوي ، ذلك الكتاب هو “ فرهنگ لغات وتعبيرات مثنوي “ ( معجم مفردات وتعبيرات المثنوي ) . والمجلّد الذي نُشر يضم حرف الألف ، وقد صدر ضمن مطبوعات جامعة طهران ، عام 1959 .
ومن الكتب التي صدرت في السنوات الأخيرة كتاب للأستاذ علي دشتي بعنوان “ سيري در ديوان شمس “ ، ويتّسم بعمق التذوّق الفني لأشعار الديوان . فقد صوّر المؤلفّ بأسلوب الناقد الفنّان بعض جوانب الروعة والإبداع الفنّي في ديوان شمس تبريز .
هذا بعض ما وصلني في السنوات الأخيرة من أعمال الباحثين الإيرانيين .
ومما صدر بالباكستان عن جلال الدين كتابان باللغة الإنجليزية ، أو لهما الخليفة عبد الحكيم بعنوان “ ما وراء الطبيعة عند الرومي “ “ 1 “ .
...............................................................
( 1 )Abdul - Hakim , Khalife : The Mytaphys ics of Rumi.Lahore 1932
“ 76 “
وثانيهما لأفضل إقبال بعنوان “ حياة الرومي وفكره “ “ 1 “ .
( - 6 - ) [ اسهم العرب في دراسة جلال الدين ]
لم يكن من أهدافنا قط أن نعدّ سجلًا كاملًا بما كتب عن الشاعر أو تُرجم من أعماله . وكل ما أردته بذكر هذه الأعمال أن أنوّه ببعض الجهود التي أسهم بها الباحثون في دراسة هذا الشاعر .
ولعل الوقت قد حان لعرض الجهود ، التي أسهم بها العرب في دراسة جلال الدين .
تتجلّى هذه الجهود - في بادىء الأمر - في إصدار طبعات لشروح أو ترجمات للمثنوي صدرت في القاهرة إبان القرن التاسع عشر .
فقد نشرت مطبعة بولاق في عام 1251 هـ ( 1835 ) شرح المثنوي بالتركيّة ، المعروف بفاتح الأبيات ، لإسماعيل الأنقروي ( ت 1042 هـ ) .
ثم نشرت في عام 1268 ه ( 1851 ) نصّ المثنوي ومعه ترجمته المنظومة بالتركيّة لمحمد نحيفي بن سليمان بن عبد الرحمن ( ت 1151 ه ) ، وتعدّ هذه الطبعة من أجمل طبعات المثنوي .
وفي عام 1289 ه ( 1872 ) طبع في القاهرة شرح المثنوي بالعربية ، المعروف بالمنهج القوي لطلاب المثنوي ، ليوسف بن أحمد المولوي .
...............................................................
( 1 ) . 1956Iqbal , Afdal : The Life andT hought of Rumi , Lahore
“ 77 “
وهذا الشرح هو أول إسهام عربيّ في دراسة المثنوي . ويتبع فيه طريقة الشُرّاح القدماء ، فيُعنى بالمغزى الصوفىّ للشعر ، قبل عنايته بأي ناحية أخرى . فالكتاب بالنسبة إليه منظومة في معاني التصوف .
وعبارة الشارح تتسم بالركّة ، التي كانت من خواصّ أساليب الكتابة العربيّة في زمانه . لكنّ العمل بدون شكّ جهد عظيم ، بُني على جهود من سبق من الشُرّاح الأتراك ، وخاصّة إسماعيل الأنقروي .
وقد رجعت إليه في مواضع عديدة لتتّبع الأحاديث النبوّية التي أشار إليها الشاعر في أبياته ، كما أنهّ يعين على تَفهّم كثير من الأمور التي تتصل بحياة المولوّية وعاداتهم ، وذلك بحكم انتمائه إليهم . وهو فوق كل ذلك رائدُ في هذا الميدان .
وفي السنوات الأخيرة بدأ أديب عراقي يقيم في إيران ، هو عبد العزيز الجواهري ( صاحب الجواهر ) يصدر في طهران ترجمة منظومة للمثنوي باللغة العربية “ 1 “ . ومع تقديري للجهد الكبير الذي بذله هذا الأديب الشاعر ، إلا أنّني أرى أنّ عرض فنّ جلال الدين وأفكاره لا يمكن أن يتحقّق بترجمته شعراً ، مهما أوتي المترجم من مقدرة على النظم . وورغم ذلك فإنّي أُرحب بهذا العمل كمجهود جادّ في خدمة المثنوي .
وقد كانت جامعة طهران صاحبة الفضل في إصدار هذا العمل . ووصلني منه حتى الآن المجلدان الأول والثاني .
وكان أستاذنا المرحوم الدكتور عبد الوهاب عزّام من أقدر الباحثين العرب على فهم المثنوي وتذوّقه .
وكان له الفضل الأوّل في توجيه انتباهي إلى المثنوي .
فقد كنّا ندرس آداب الأمم الإسلامية في المعهد العالي للغات الشرقيّة وآدابها بجامعة القاهرة ، بين عامي 1943 ، 1946 .
وكان الأستاذ يفرض علينا قراءة مئات من الأبيات من المثنوي إبان عطلات الصيف . كما أنّه كثيراً ما كلّفني بأن أقرأ المثنوي وأشرحه
...............................................................
( 1 ) صدرت هذه الترجمة بعنوان جواهر الآثار في ترجمة مثنوي مولانا خداوندگار .
“ 78 “
أمامه ، وكان هذا باعثاً ومشجّعاً في تلك الفترة من حياتي الدراسية .
وكان للأستاذ عزّام - إلى جانب جهوده التعليمّية في هذا الميدان - فضل التعريف بجلال الدين عن طريق الصحافة الأدبيّة ، فكتب عنه في مجلِّة الثقافة المصريّة سلسلة مقالات نُشرت في الأعداد ( 165 ، 167 ، 168 ، 169 من السنة الرابعة ، عام 1942 ) “ 1 “ .
وقد نشر الأستاذ بعد ذلك كتابا بعنوان “ فصول من المثنوي “ في عام 1946 ، جمع فيه هذه المقالات التي سبق له نُشرها ، وجعلها مقدِّمة لفصول ترجمها عن المثنوي . وهذه الفصول هي “ قصة التاجر والببغاء “ و “ قصة الأسد والوحوش “ من المجلد الأول ثم مقدمة الجزء الثالث من المثنوي .
وترجمة القصة الأولى منظومة ، وقد قرن فيها الترجمة العربيّة بالنصّ الفارسيّ ، وبلغ عدد الأبيات المترجمة نحواً من ستمائة بيت .
كما نشر الأستاذ عزام فصلًا موجزاً في التعريف بجلال الدين في “ قصة الأدب في العالم “ “ 2 “ ، وضمّنه منظومة لمقدمة المثنوي .
وقد جرت الترجمة على هذا النحو :استمع للناي غنّى وحكى * شفّه الوجد وهدراً فشكى
مذ نأى الغابُ وكان الوطنا * ملأ الناس أنيني شجنا
أين صدرُ من فراق مُزقّا * كي أبثِّ الوجد فيه حرقا
من تشرّده النوى من أصله * يبتغي الرُجعى لمغنى وصله
كلّ ناد قد رآني نادبا * كلّ قوم تخذوني صاحبا
ظنّ كلّ أنّني خير سمير * ليس يدري أيّ سرّ في الضمير
...............................................................
( 1 ) ص 241 - 244 ، 305 - 307 ، 337 - 340 ، 385 - 386 .
( 2 ) احمد أمين وزكي نجيب محمود : قصة الأدب في العالم ، ج 1 ، ص 490 - 498 .
“ 79 “
إنّ سرّي في أنني قد ظهر * غير أنّ الأذن كلّت والبصر “ 1 “ونشر الأستاذ محمد خلف اللَّه أحمد مقالًا عن جلال الدين في مجلة الثقافة لخصّ فيه بعض آراء مفكرّي الغرب في شعر جلال الدين ، عن مقال لهيستي “ 2 “ نشر في أحدى مجلات التصوف “ 3 “ .
ومما جاء بهذا المقال “ 4 “ قوله “ ولجلال الدين عبارات تشير إلى اعتقاده بتناسخ الأرواح . “ “ 5 “
ونحن لا نوافق على رأي هيستي لأنّه أخذُ بظاهر بعض النصوص التي لا تعني مثل هذا المعنى .
وكان مقال خلف اللَّه باعثاً على نشر مقال آخر بمجلة الثقافة بعنوان “ مولانا جلال الدين في ميزان التاريخ والعقيدة “ “ 6 “ كتبه عبد العزيز جنكيزخان التركستاني ، حرص فيه على بيان انتساب جلال الدين إلى العنصر التركيّ ، وإن اتخذ الفارسيّة لغة لأعماله الفنيّة والفكريّة ، وردّ فيه على نسبة القول بالتناسخ إلى جلال الدين .
وبيّن فيه للقراء كيف أنّ جلال الدين - وإن لم يكن ذائع الشهرةُ في الوطن العربيّ - قد بلغ في الأقطار الإسلامية الأخرى أرفع الدرجات ، وأنّ آثاره تُدرس في المكانة الثالثة بعد القرآن والصحيحين .
ومما كتبه حينذاك قوله : “ أذكر أنّني في تركستان كنت أتلقى شرح المثنوي على يد قاضي القضاة العلامة داملا محمود الكاشغري في جمع حاشد من كبار الطلبة تنتظم حلقتهم بعد صلاة الفجر ، وكذلك رأيت هذه المكانة عندما وصلتُ إلى ربوع الهند وتبيّنتُ أنّ القيمة الأدبيّة والعلميّة بلغت بالمثنوي إلى حدّ ألا يقوم بتدريسه سوى كبار العلماء “ “ 7 “ .
...............................................................
( 1 ) المصدر السابق ، ص 492 . 493 .
( 2 ). hastie( 3 )the sufi ouarterly( 4 ) أعاد خلف اللَّه نشر هذا المقال في كتابه . دراسات في الأدب الإسلامي . القاهرة 1947 .
( 5 ) ص 130 من المصدر السابق .
( 6 ) العدد 160 ، يناير سنة 1942 ،
( 7 ) المصدر السابق ، مجلة الثقافة ، السنة الرابعة ، ص 89 .
“ 80 “
ولقد قمتُ منذ عام 1946 بشيء من التعريف بجلال الدين .
فقد دعيت لإلقاء سلسلة من الأحاديث الأدبية من محطة الإذاعة العربية بلندن - وذلك إبان التحاقي بجامعة لندن في الأعوام 1946 - 1950 - فجعلت جلال الدين موضوعاً لأحد هذه الأحاديث “ 1 “ .
كما ألقيت عن الشاعر بحثاً في الموسم الثقافيّ الثالث لجامعة بيروت العربية ، في عام 1963 “ 2 “ .
وكان جلال الدين دائماً موضوعاً مهماً من موضوعات محاضراتي الجامعيّة منذ بدأت أمارس التعليم الجامعيّ ، بانضمامي إلى هيئة التدريس بكلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1950 ، حتى اليوم .
...............................................................
( 1 ) نشر هذا الحديث في مجلة “ المستمع العربي “ ، العدد الثامن من السنة التاسعة .
( 2 ) نشر مع مختارات مترجمة من شعر جلال الدين ، بيروت ، 1963 .
“ 81 “
( - 7 - ) هذه الترجمة
بقيتْ كملةُ عن المنهج الذي اتُّبع في هذه الترجمة ، والشرح الملحق بها ، ويتخّلص فيما يلي :
1- اتُّخذ النصّ الفارسيّ في طبعة نيكولسون أساساً لهذه الترجمة نظراً لأنه من أصحّ النصوص المنشورة المثنوي . وقد اعتمد الأستاذ المحقق في إعداده على مخطوطات قديمة للمثنوي . كما أن طريقة طباعته وتوفره في دور الكتب ، وسهولة الحصول عليه في هذه الأيام ، كلها من الأمور التي تزيد ترجيح هذه الطبعة على سواها ، ومع ذلك فقد كنت أقارن نصّ طبعة نيكولسون بغيره من النصوص المطبوعة ، وفضّلت في بعض المواضع ما جاء في إحدى هذه الطبعات على نصّ نيكولسون ، ونبّهت إلى ذلك .
2- الترجمة مرقمّة بذات الترقيم المتّبع في نصّ طبعة نيكولسون .
3- روعي في الترجمة مطابقة النصّ إلى أبعد حدّ ممكن . وكان الموقف أحياناً يقتضي إضافة كلمة أو كلمات ، فكنتُ أجعل ما أُضيفه بين قوسين ، أو أعبّر عن المعنى بشيء قليل من التصرف ، وأنصُّ في الحاشية على المعنى الحرفىّ .
“ 82 “
4- اختلف فهي للنصّ في أحيان كثيرة عن فهم سواي . وقد أثبتُّ ترجمتي بالصورة التي اعتقدتُ أنها الصواب ، وذلك بدون مقارنة لها مع يختلف عنها من ترجمات الآخرين .
فدراسة بيت واحد بهذاً الأسلوب المقارن قد تستغرق صفحات عديدة ، ما أغنانا عن إضافتها لهذا العمل .
5- جعلت الشرح موجزاً - على قدر الإمكان - ومرتبطاً بالنصّ ارتباطاً مباشراً ، مع الاهتمام بالتذوّق الفنيّ ، وبمقارنة فكر جلال الدين بفكر سواه ، حين يكون في ذلك جدوى للإيضاح وخدمة النص وابتعدت عن التأويلات البعيدة ، وتحميل النص ما لا يحتمل .
وبعدُ ، فهذه هي الخطوة الأولى من رحلة طويلة ، أرجو أنْ أصل إلى نهايتها . وما أسعدني بذلك لو أنني استطعت ! ولقد فكرت كثيراً قبل أن أقدم على هذا العمل ، نظراً لما يحتاج إليه من وقت وجهد .
وساءلت نفسي ، أبقي في زماننا هذا مجال للمثنوي وأمثاله من الأعمال التي احتاج إبداعها إلى الزمن المديد ، كما أن دراستها أيضاً تحتاج إلى مثل هذا الزمن ؟ ولم أتردّدْ طويلًا .
بدأت أحاول مراجعة الذين مضوا قبلي في تلك السبيل . فالأستاذ نيكولسون - حين نشر المجلد الأول من ترجمته - قدّم له بمقدمة تبيّن ضخامة المهمّة ، حين قال : “ إذا قسنا المثنوي بمقاييس زماننا ، فهو منظومة بالغة الطول .
إنّه يحوي من الأشعار قدر ما تحويه الإلياذة والأوديّسة معاً ، وضعف ما تحويه الكوميديا الإلهيّة . وهذه المقارنات تجعله يبدو أقصر مما هو عليه في الواقع ، ذلك لأنّ كل بيت من المثنوي يتكوّن من اثنين وعشرين مقطعاً صوتياً ، على حين يتراوح عدد المقاطع في الوزن السداسيّ
“ 83 “
hexamter بين ثلاثة عشر وسبعة عشر مقطعا “ 1 “ . . “
هذا بالإضافة إلى الصعوبات الأخرى التي ترتبط بالطابع الرمزي لكثير من أجزاء المثنوي ، وبمتابعة الشاعر في إشاراته الكثيرة لمعارف زمانه حول مختلف الموضوعات .
ومع هذا فإني أعتقد أنّ هذا العمل جدير بما يستغرقه من وقت وجهد . فجلال الدين شاعر إنسانيّ عظيم . وتراثه يُعدُّ قسماً مشرقاً من تراث عزيز علينا ، هو تراث حضارتنا الإسلامية الزاهرة .
فلو أسهم هذا العمل في أنّ يُقدّم لأبناء الأمة العربيّة ، ما يزيدهم إدراكاً لأبعاد حضارتهم فقد كُوفىء سعيي بأكثر مما أطمح إليه ، واللَّه هو الهادي والموفّق .
بيروت في أول ديسمبر 1965 محمد كفافي
...............................................................
( 1 ) مقدمة الترجمة الإنجليزية للجزءين الأول والثاني من المثنوي .
“ 84 “
.