قصة عازف الصنج الهرم الذي عزف على الصنج ذات يوم .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
قصة عازف الصنج الهرم الذي على مدونة عبدالله المسافر قصة عازف الصنج الهرم الذي عزف على الصنج .الجزء الأول د. محمد عبد السلام الكفافي
قصة عازف الصنج الهرم الذي عزف على الصنج ذات يوم وهو جانع بين القبور
احتساباً للَّه في عهد عمر رضي اللَّه عنه
[ مهارته في عمله ]أسمعت أنه كان - في عهد عمر - عازف للصنع مطرب بارع ؟كان البلبل يغدو ثملًا بصوته ، وكان الطرب - بإنشاده العذب - يصبح مائة طرب .1915 - وكانت أنفاسه تزين المجالس والمجامع ، وكان غناوءه يقيم القيامة ! لقد كان مثل إسرافيل ، الذي يرُجع صوته الأرواح - بفنّه - إلى أجساد الموتى .أو كان مثل رسائل إسرافيل ، يَنبتُ بسماعها جناحان للفيل ! ولسوف يصبح إسرافيل - ذات يوم - صيحة تهب الروح لمن تحلّل ( جسمه ) مائة عام ! وللأنبياء أيضاً أنغام في باطنهم ، بها للطالبين حياة لا تُقَدَّر بثمن .1920 وليست أذن الحسّ تسمع هذه الأنغام ، فإنّ نغم أذن الحسّ نجسة من الظلم ! وليس يسمع نغم الجنّ آدميّ ، فإنّه جاهل بأسراره .ومع أنّ نغم الجنّ من هذا العالم ، فإنّ نغم القلب أرفع من كلا النغمين “ 1 “ .إنّ الجنّ والإنس سجناء ، وكلّهم سجين هذا الجهل ! فاقرأ في سورة الرحمن قوله ( تعالى ) : “ يا معشر الجن والإنس.........................................................( 1 ) نغم الإنس ونغم الجنّ .“ 269 “إن اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا منْ أَقْطار السَّماوات وَالْأَرْض فَانْفُذُوا ، لا تَنْفُذُونَ إلَّا بسُلْطانٍ ““ 1 “ .وافهم مغزى قوله : “ إنْ استطعتم أنْ تنفذوا “ . 1925 إنّ أنغام باطن الأولياء تبادر بقولها : “ يا أجزاء النفي و ( العدم ) ! تنبهوا وارفعوا رؤوسكم من “ لا “ النفي ، واخرجوا بها من هذا الخيال والوهم !
وأنتم أيها المنلحّون في ( عالم ) الكون والفساد ، إنّ أرواحكم الباقية لا تنمو ولا تولد “ .
ولو أنني شدوت بطرف من هذه الأنغام ، لرفعت الأرواح رؤوسها من القبور .
فلتجعل أذنك قريبة منها ، فليست ببعيدة عنك ، ولكنّى لم يؤذن لي بنقلها إليك .
1930 وتنبّه ! فإنّ الأولياء هم إسرافيل الزمن ( الحاضر ) ، فمنهم للموتى حياة وانتعاش ! فالأرواح الميتة في قبور الأجساد ، تقفز من أكفانها مستجيبة لندائهم ! وتقول : إنّ هذا النداء مختلف عن جيمع النداءات ! إنّ البعث لهو فعل نداء اللَّه ! لقد متنا وتحلّل كياننا كلّه ، وجاء نداء الحق فنهضنا جميعاً .
ونداء الحق يجيء محتجباً وبدون حجاب . إنّ الوهّاب هو الذي ألقى لمريم - في حبيبها - العطاء .
1935 فيا من ( قلوبهم ) تحت جلودهم متحلّلة بالفناء! عودوا من العدم بنداء الحبيب؟
..............................................................
( 1 ) الرحمن ، ( 55 : 32 )
“ 270 “
فهذا صوت أطلقه المليك ، وإنْ كان قد خرج من فم عبد اللَّه .
لقد قال له “ 1 “ اللَّه : “ إنّي لسانك وعينك ! إنيّ حواسك ، ورضاك وغضبك “ 2 “ ! فاذهب فإنّك من قلت عنه : “ بي يسمع وبي يبصر “ “ 3 “ .
إنّك أنت السرّ ، فإيّ مكان للقول بأنّك صاحب السرّ ! فإنْ صرتَ - من وَلَهكَ بالحقّ - “ من كان للَّه “ ، فإنّي أصبح لك ، “ كان اللَّه له “ .
1940 فحيناً أدعوك : “ أنت “ ، وحينا “ أنا “ ، ومهما أقلْ فإنّي أنا الشمس المشرقة !
وحيثما أشرقتُ من مشكاة ، أنفاسي ، حُلّتْ مشكلاتُ العالم .
والظمةُ التي لم تُبدّدها الشمس ، أصبحت بأنفاسنا مثل الضحى .
فهو بذاته عَلَّم آدم الأسماء ، ثم كشف بآدم الأسماء للآخرين .
فخذ نوره من آدم إن شئت ، أو منه إنْ أردت ، وخذ الخمر من الإبريق إن شئت أو من الكأس إن أردت .
1945 فإنّ الكأس ذات قربى وثيقة بالإبريق ، فيا أيتها الكأس المباركة ! ليس هناك من هو سعيد مثلك !
ولقد قال المصطفى : “ طوبى لمن رآني ( وآمن بي ) ، وطوبى لمن رأى من رآني “ .فحين يقتبس السراجُ نورَ الشمعة ، فكل من رآه رأى الشمعة يقينا ............................................................................( 1 ) للعبد المخلص .( 2 ) روى البخاري عن أبي هريرة أنه قال : “ قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - راويا عن ربّه . من عادى لي وليّاً فقد آذنتة بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبّ مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها .( 3 ) أنظر نص الحديث في الحاشية السابقة . “ 271 “فلو أنتقل النور على هذا النحو ، خلال مائة سراج ، فرؤية آخر سراج ملاقاة للأصل .فاقتبس بروحك من النور الأول إنْ أردت ، أو اقتبس من الشمعدان إن شئت ، فليس هناك فرق ( بين الحالين ) . 1950 وإذا شئتَ فانظر نور ( اللَّه ) في سراج الآخرين ، وإنْ شئت فانظره في شموع الغابرين ! في بيان الحديث : “ إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرّضوا لها “
“ 1 “
لقد قال الرسول : إنّ نفحات الحق تتسابق في هذه الأيام .فأنصتوا وتنبّهوا لهذه الأوقات ، واغتنموا مثل هذه النفحات ! لقد جاءت نفحةُ فتطلّعت إليكم ومضت ، لقد وهبت الروح لكل من أرادت ثم تولّت .
وجاءت نفحة أُخرى فتنبّه لها ، حتى لا تتخلّف عن تلك أيضاً ، أيها الرفيق !
1955 إن النفس النارية وَجَدت فيها ما يطفئ نارها ! كما أحسّت منها الروح الميّتة بالحركة ( تدبّ فيها ) !
وهذه ( الحركة ) إنما هي نضارة شجرة طوبى واهترازها ، وليست مثل الحركات الحيوانية .
( فهذه النفحة ) لو وقعت في الأرض والسماء ، لا نصهرت مرائرهما - في الحال - ( رعباً ) !
..........................................................
( 1 ) شرح الغزالي هذا الحديث بقوله : “ التعرض لها بتطهير القلب وتزكيته من الخبث والكدورة الحاصلة من الأخلاق المذمومة . . “( الإحياء ، ج 3 ، ص 9 ) .
“ 272 “
وذلك من خوف هذا النفس الذي لا نهاية له ، ألا فلتقرأ ( قوله تعالى ) :” إنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماوات وَالْأَرْض وَالْجبال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْملْنَها وَأَشْفَقْنَ منْها ““ 1 “ .
وإلا فكيف كان الاشفاق منها “ 2 “ ، لو لم يكن قلب الجبل قد أصبح دماً .
1960 وبالأمس مدّت لي هذه ( النفحة ) يدها ، في صورة أُخرى ، فعرَضعتْ لي بضعُ لقم سدّت ( أمامي ) الطريق .
إن لقمانياً “ 3 “ قد أصبح رهناً من أجل لقمة ! وهذا الوقت وقت لقمان “ 4 “ ، فلتذهبي أيتها اللقمة !
فوخز الأشواك هذا إنما هو من أجل لقمة ، ألا فلتخرجوا الشوك من كف لقمان !
( والحقيقة أنه ) ليس في كفه شوك ، ولا خيال الشواك ، ولكنكم - لحرصكم - مجردون من التمييز .
فاعلم أنّ ما رأيته ثمرة إنما هو شوكة ، ذلك لأنك شديد الحرص “ 5 “ ، بالغ العمى !
1965 إنّ روح لقمان لهي بستان اللَّه ، فلماذا أصابت شوكة قدمها .
فهذا الوجود الذي يأكل الشوك شبيه بالجمل ، وقد ركب فوق هذا الجمل ابن للمصطفى “ 6 “ !
......................................................................
( 1 ) الأخراب ، ( 33 : 71 ) .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ فأبين أن يحملنها وأشفقن منها . . . “
( 3 ) يريد باللقماني ، الروح الذي هو حكمة لقمان ومع ذلك فقد أصبح في البدن أسير لقمة ، فالإنسان في سعيه وراء المادة ينسى روحه ويهمله ، فكأنها هذا الروح أصبح في سجن الجسد رهيناً للمنافع المادية .
( 4 ) وهذا الوقت هو وقت الحكمة الروحية ، الذي لا مجال فيه لسيطرة المادة .
( 5 ) عبر عن الحرص بعبارة “ نان كور “ ومعناها “ من أعماه الحرص على الخبز “ .
( 6 ) المراد بالمصطفى الإنسان الكامل ، وفي هذا البيت إشارة لاتصال الإنسان الكامل بهذا الكيان المادي الذي هو كالجمل يأكل الشواك .
“ 273 “
أيها الجمل ! إنّ فوق ظهرك حملًا من الورد ، ومن نسيمه قد نبت فيك مائة بستان !
ولكن ميلك متّجهُ للشوك والرمال ، فأي ورد ستجنيه من شوك الرمال !
فيا من طوّفت من درب إلى درب وراء هذا الطلب ! إلام تقول :
“ أين هذا البستان ؟ أين ؟ .
1970 فما دمتَ لم تخرج من قدمك هذه الشوكة ، فإبصارك مظلم ، فكيف تتجول ؟
إنّ الإنسان الذي لا تسعه الدنيا ، يحجبها عنه سنّ شوكة ! ولقد جاء المصطفى ليضع الوفاق ، فكان يقول : “ كلميني يا حميراء كلميني ! “ .
يا حميراء ! ضعي نعل ( الجواد ) في النار ، حتى يغدو هذا الجبل - من نعلك - ياقوتا “ 1 “ .
وكلمة “ حميراء “ هذه مؤنثة . وقد جعل هؤلاء العرب للروح اسماً مؤنثاً .
1975 ولكن لا ضير على الروح من تأنيثها ، فليست مشتركة مع الرجال والسناء ( في التذكير والتأنيث ) .
إنها أسمى من المؤنث والمذكرّ ، فليست هي هذه الروح التي
....................................................................
( 1 ) من العادات التي كانت تتبع لبعث المحبة في قلب المحبوب أن يكتب اسم هذا المحبوب على نعل دابة ويوضع في النار حيث تقرأ عليه رقى وتعاويذ . كما أنه إذا أبق عبد كان اسمه يكتب على نعل دابة ويوضع هذا النعل في النار ليرجع العبد .
ومعنى البيت أن الرسول طلب من زوجته عائشة أن تعمل على إثارة الحب في قلبه حتى يتملكه هذا الحب فيجعل الجسم المادي الذي هو كالجبل كنزا من المحبة الروحية الصافية التي هي كالياقوت .
“ 274 “
تكون من الجاف أو البلل “ 1 “ .
إنها ليست هذه الروح التي تنمو ( بتناول ) الخبز ، أو تكون حيناً على هذا النحو وحيناً على ذاك .
فهي حلوة الصنع ، حلوة في ذاتها ، بل هي عين الحلاوة ! وليست هناك حلاوة إلا حلاوة ( الباطن )
أيها المرتشي “ 2 “ ! فحين يكون السكر مصدر حلاوتك ، فمن الجائز أن ينقطع عنك السكر في وقت من الأوقات .
1980 ( ولكنك ) حين تصبح - بعظيم وفائك - سكراً فأنّى للسكر أنْ يفترق عن السكر “ 3 “ ؟
والعاشق حين يغتذي برحيق من ذاته ، فإنّ علقه يبقى - حينذاك - ضائعاً وبلا رفيق “ 4 “ .
فالعقل الجزئيّ منكر للعشق ، وإنْ تظاهر بأنه من أصحاب السر ! إنه ذكيّ عالم ، ولكنه ليس منتفي ( الذات ) ،
والمَلَك - إن لم يكن منفيّ الذات - فهو شيطان ! إنه رفيق لنا في القول والفعل ، ولكنك حين تجيء إلى حكم الحال ( الباطني ) فلا وجود له .
1985 إنه لا شيء لأنه لم ينتقل من الوجود إلى العدم ، وهو إن لم يَلُذْ بالنفي طوعاً - فما أكثر ما انتقى كرهاً !
........................................................
( 1 ) يريد بالروح التي تكون من الجفاف أو البلل الروح الحيوانية وتوصف بأنها “ جسم لطيف “ وبأنها تتولد من القلب وتحملها الشرايين إلى المخ . ولما كانت هذه الروح قد تولدت من أصل مادي فإنها تخضع لخواص المادة من يبس أو ميوعة أو حرارة أو برودة .
( 2 ) المرتشي هنا هو الذي يحصل على متع مادية تصرفه عن الطريق الروحي القويم .
( 3 ) الفضائل إذا أصبحت طبيعة للمرء فإنها لا تفارقه ، وكذلك الحلاوة طبيعة لا تفارق السكر .
( 4 ) لا بد للعاشق من الإلهام الإلهي لأنّ العقل وحده لا يستطيع هدايته إلى الحق .
“ 275 “
إنّ الروح كمال ، ونداؤها كمال ، والمصطفى هو القائل : “ أرحنا يا بلال ! يا بلال !
ارفع صوتك العذب ( ريّان ) من ذلك النفس الذي نفختُه في قلبك ، من ذلك النفس الذي دهش له آدم ، وذهب بوعي أهل السماء .
ولقد طرب المصطفى لذلك الصوت الرخيم ! ففاتته الصلاة في ليلة السفر “ 1 “ .
1990 فهو لم يرفع رأسه من ذلك النوم المبارك فأدّى في الضحى صلاة الصبح .
فقد كان في ليلة التعريس أمام تلك العروس ، وحظيت روحه بتقبيل يدها .
والعشق والروح كلاهما خفيّ مستتر ، فإن كنتُ قد سمّيتُه عروساً فلا تَعبْ ذلك .
ولو أنّ الحبيب أمهلني لحظة واحدة لَلَزمتُ الصمت ( خشيةً ) من ملاله .
لكنه يقول لي : “ هلمّ تكلمّ ! فما في ذلك عيب ، فليس هذا سوى ما اقتضاء قضاء الغيب “ .
1995 وما العيب إلا ( عند ) من لا يرى سوى العيب ، وكيف ترى العيب الروح الطاهرة في عالم الغيب ؟
......................................................
( 1 ) روى البخاري عن أبي قتادة الحارث بن ربعي قال : “ كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم في سفر مع أصحابه فناموا فما أيقظهم إلا حرّ الشمس فقال عليه السلام :
“ إنَّ اللَّه قبض أرواحكم وردّها عليكم حين شاء “ . المنهج القوي ، ج 1 ، ص 367 .
وروى ابن هشام أن المسلمين حين انصرفوا من خيبر ظافرين في العالم السابع للهجرة توقفوا للراحة في الهزيع الأخير من الليل فناموا فما أيقظهم إلا حرّ الشمس وفاتتهم صلاة الفجر .
“ 276 “
إنْ العيب قد انتسب إلى المخلوق الجهول ، ( ولكنه ) لا انتساب له إلى ربّ القبول .
والكفر - إذا نُسبَ إلى الخالق - فهو حكمة “ 1 “ ، أما إذا نسب إلينا فهو آفة .
ولو كان هناك عيب واحد مع مائة حياة ، فهو على مثال القشة في سكر النبات .
فهما ( القشة والسكر ) يوزنان على السواء في الميزان لأن كليهما حلو مثل الجسم والروح .
2000 فليس من جزاف القول ما قاله الكبراء “ 2 “ : إنّ أجسام الطاهرين تكون صافية كأرواحهم .
فأقوالهم ونفوسهم وصورهم ، جاءت كلها روحاً مطلقاً ، بدون علامة ظاهرة .
وروح عدّوهم ليست إلا جسماً ( مادّياً ) صرفاً ، فهي لا تعدو أنْ تكون اسماً ، كالحجر الزائد في النرد .
وقد دفن بالتراب جسم هذا ( العدّو ) وصار كله تراباً ، وأما جسم ( الوليّ ) فقد دفن في الملح وصار كله طاهراً .
فبهذا الملح صار محمد أملح “ 3 “ ( الخلق ) ، وبه صار حديثه الشهي أفصح ( ما قيل ) .
2005 وقد بقي هذا الملح في تركته ، وإنّ وارثيه معك ، فابحث عنهم !
لقد جلسوا أمامك ، ولكنْ أين منك الأمام ؟ إنهم أمام وجودك ( الحقّ ) فأين الروح التي تفكر فيما أمامها ؟
..................................................................
( 1 ) ليس هناك عيب يمكن أن يعيب الخالق صاحب الكمال المطلق ، حتى ولو كان الكفر ، وهو أعظم الذنوب بالنسبة للبشر .
( 2 ) ذوو المكانة الروحية الرفيعة .
( 3 ) الشاعر هنا يلعب بلفظتي ملح وملاحة .
“ 277 “
فإذا ظننت نفسك مرتبطة “ بالأمام “ و “ بالخلف “ ، فإنك أسير الجسم ، محرومُ من الروح .
إنّ “ تحت “ و “ فوق “ و “ أمام “ و “ وراء “ أوصاف للجسم ، وأما الروح المشرقة بذاتها فلا اتجاه لها !
فافتح بصرك على النور المشعّ من المليك حتى لا تفكر مثل قصار النظر ،2010 فهؤلاء ليسوا إلا أسارى للهم والسرور ، فيا أيها العدم “ 1 “ ! أين من العدم “ أمام “ و “ وراء “ .إنّ اليوم ممطر فامش حتى السماء ، فليس هذا المطر مادّياً ، بل هو إمطار روحيّ من اللَّه “ 2 “ . قصة عائشة رضي اللَّه عنها وسؤالها المصطفى عليه السلام قائلة :
إن السماء أمطرت اليوم عندما ذهبت إلى المقابر فلماذا لم تبتل ثيابك ؟
لقد ذهب المصطفى - ذات يوم - إلى المقابر ، ليشّيع جنازة رجل من أصحابه .فسدّ بالتراب قبره . وأحيا بذرة ( وجوده ) تحت التراب “ 3 “ ...................................................( 1 ) يا من عميت عن وجودك الحقّ ولم تدرك إلا وجودك الماديّ الزائل .( 2 ) إنّ حياة الإنسان يومُ ينتهي بالسماء وهو الموت ، والإنسان في هذا اليوم يمضي في طريقه نحو ربه ، واللَّه يمطره بإلهامه الروحيّ ، فعليه أن يتعرض لهذا الإلهام ما استطاع إلى ذلك سبيلًا .( 3 ) إنّ الموت بدء لحياة جديدة ، لامكان فيها للجسم المادي . “ 278 “فهذه الأشجار مثل نزلاء التراب ، رفعت أيديها من جوف الثرى ! 2015 وهي توّجه إلى الخلق مائة إشارة ، وتخاطب من له أُذن ( تعي ) ! وبلسان أخضر ، ويد ممدودة ، تبوح بسرّ ( من ) ضمير الأرض .فهي كالبطّ الذي غمر بالماء رءوسه “ 1 “ ، ولقد أصبحت كالطواويس وكانت كالغربان “ 2 “ .فإن كان اللَّه قد حبسها في زمن الشتاء ، فإنه ( في الربيع ) قد جعل هذه الغربان طواويس .وإن كان اللَّه قد أمامتها في الشتاء ، فإنه قد أحياها بالربيع ووهبها الأوراق !2020 إن المنكرين يقولون : “ إنّ هذا وجود قديم ، فلماذا نربطه بربّ كريم ؟ “ وبينما هؤلاء في عماهم ، أنت الحق في قلوب أحبّائه الرياض والبساتين !
فكل وردة عطرة في الباطن ، ناطقةمفصحة عن أسرار الكلّ .
وعطر هذه الورود - رغم أنف المنكرين - يطوّف بالعالم فيمزّق الحجب ( عن الأبصار ) !
والمنكرون أمام عطر هذا الورد كالجعلان “ 3 “ ، أو هم كالعقل الرقيق أمام صوت الطبل .
2025 إنهم يتظاهرون بالانشغال والاستغراق ، بينما هم يفرون بأبصارهم من هذا الإشراق ، وذلك البريق !
......................................................
( 1 ) الأشجار حجبت أصولها تحت التراب كالبط الذي غمر بالماء رءوسه .
( 2 ) الأشجار تصبح في الربيع زاهية الألوان كالطواويس بعد أن كانت في الشتاء مُغْبَرَّةً سوداء كالغربان .
( 3 ) نوع من الحشرات يحوم حول المواضع القذرة ، تفقده الروائح الطيبة إحساسه ، على حين تحييه الروائح النتنة .
“ 279 “
إنهم يفرّون بأبصارهم ، وليست لهم أبصار ، لأن البصر هو الذي يرى مكان الأمان .
وعندما عاد الرسول من المقابر ، توّجه إلى الصدّيقة ، وأصبح نجياً لسرّها .
فلما وقع بصر الصديقة على وجهه ، تقدمت نحوه ، ووضعت يدها عليه .
وتحسّست عمامته ، ووجهه وشعره ، وليست جيبه وصدره وساعده .
2030 فقال الرسول : “ عم تبحثين بتلك العجلة ؟ “ ، فقالت : “ لقد سقط المطر اليوم من السحاب ،
وهأنذا أتلمس ثيابك باحثة ، ومن عجب لا أراها مبتلة بالأمطار !
“ فقال : “ أيّ خمار قد ألقيت على رأسك ؟ “ ، فقالت “ لقد جعلتُ رداءك هذا خماراً “ .
فقال : “ فلهذا السبب - أيتها الطاهرة الجيب - أظهر اللَّه أمام عينيك أمطار الغيب !
فليست هذه الأمطار من سحابك “ 1 “ ، فهناك سحب أُخرى وسماء أُخرى “ . تفسير قول الحكيم “ 2 “
“ إنّ في عالم الروح سماوات تحكم سماء الدنيا وفي طريق الروح مرتفعات ومنخفضات وجبال عالية وبحار “
2035 إنّ للغيب سحاباً آخر وماء آخر ، وله سماء غير تلك السماء وشمس غير تلك الشمس ..................................................( 1 ) من ذلك السحاب المادي الذي تبصرينه .( 2 ) المقصود سنائي الغزنوي .“ 280 “وليست هذه تظهر إلا للخواص ، وأما من عداهم فإنهم” في لَبْسٍ منْ خَلْقٍ جَديدٍ ““ 1 “ .فهناك أمطار يزدهر بها النبات ، كما أنّ هناك أمطاراً تصوّحه .فنفحات أمطار الربيع آية العجب ، وأما أمطار الخريف فهي للبستان كالحُمّى ! فأمطار الربيع تغذّيه برفق ، وأما أمطار الخريف فتجعله معتلًا أصفر اللون .
2040 وهكذا البرد والريح والشمس ، فلتعلم أنها متفاوتة الآثار ، ولتمُسك بطرف الخيط “ 2 “ !
وفي الغيب أنواع من ذلك أيضاً ، فيها النفع والضرّ وفيها الربح والخسران .
وأنفاس الأبدال إنما هي من ذلك الربيع ، فهي تنبت الخضرة في القلوب والأرواح .
وإنها لتفعل بالمجدود الطالع ما تفعله أمطار الربيع بالأشجار !
فإنْ كانت في المكان شجرة ذابلة ، فلا تنسب عيبها إلى الرياح التي تبثّ الحياة . 2045 إنّ الرياح قد أدت عملها إذ هبّت ، فمن كان ذا روح آثرها على روحه .......................................................( 1 ) قال تعالى : “ أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد “ . (سورة ق ، 50 : 15 ) .( 2 ) لتضع يدك على السرّ . “ 281 “في معنى الحديث : “ اغتنموا برد الربيع فإنه يعمل بأبدانكم كما يعمل بأشجاركم ،
واجتنبوا برد الخريف فإنه يعمل بأبدانكم كما يعمل بأشجاركم “
قال الرسول : “ أيها الصحاب ! تنبهوا ولا تحجبوا أبدانكم عن برد الربيع .فإنه يفعل بأرواحكم ما يفعله الربيع بالأشجار .أما برد الخريف فلتهربوا منه فإنه يفعل بأوراحكم فعله بالبساتين والكروم “ .وقد حمل الرواة هذا الحديث على ظاهره ، وقنعوا به على تلك الصورة . 2050 فهؤلاء كانوا جهلاء بالروح ، وقد أبصروا الجبل ولكنهم لم يبصروا المنجم في باطنه .فذلك الخريف - عند اللَّه - ليس إلا النفس والهوى ، وأما العقل والروح فهما عين الربيع والبقاء .إنك صاحب عقل جزئيّ مستتر ، فلتبحث في الدنيا عن كامل العقل ! فعقلك الجزئيّ يكتسب الكليّة من عقله الكلّيّ ، وإن العقل الكلي لهو كالرسن للنفس ( الجموح ) .فالتأويل هو أنّ الأنفاس الطاهرة مثل الربيع ، وهي حياة للأوراق والكروم . 2055 فلا تحجب بذنك عن أقوال الأولياء ، سواء منها ما رقّ أو “ 282 “ ما خشن ، فإنها دعامة لدينك .فلو كان كلام ( الوليّ ) حاراً أو بارداً ، فتقبّله بقبول حسن ، فإنك به تفرّ من البرد ومن الحرّ ومن السعير .إنّ حرارته وبرودته إنما هما ربيع جديد للحياة ، وهما أصل الصدق واليقين والخضوع .وهو إذ كان حياة لبستان الروح ، وكان بحر قلبه حافلًا بتلك الجواهر ، فإنّ قلب العاقل تنتابه آلاف الهموم ، لو نقص من بستان القلب عود خلال . كيف سألت الصدّيقة المصطفى قائلة : “ ماذا كان سرّ أمطار اليوم ؟ “
2060 قالت الصدّيقة : “ يا زبدة الوجود ! ماذا كانت الحكمة وراء أمطار اليوم ؟أكانت هذه أمطار الرحمة ، أم أنها كانت للتهديد ، ( وبيان ) عدل الكبرياء ؟أكانت هذه من الألطاف الربيعيّة ، أم أنها كانت خريفيّة حافلة بالآفات ؟ “ فقال : “ لقد كانت هذه لتسكين الهموم ، التي ( أوقعتها ) المصائبُ على الجنس الآدميّ “ “ 1 “ .
..............................................................................
( 1 ) المعنى أن هذه الأمطار الغيبية التي أبصرتها الصديقة لم تكن إلا نفحات من الرحمة الإلهية بعث بها الخالق لتسكين هموم البشر .
“ 283 “
فلو أقام الآدمي على تلك النار زمناً ، لوقع الكثير من الخراب والضياع “ 1 “ ،
2065 ولأصبح هذا العالم - في الحال - خرباً ، ولا نطلقت نوازع الحرص من نفوس البشر .
أيتها الروح ! إنّ الغفلة “ 2 “ إنما هي دعامة هذا العالم ، كما أن اليقظة “ 3 “ آفة لهذه الدنيا .
فاليقظة إنما هي من العالم الآخر ، فحين تصبح لها الغلبة ، يتداعى هذا العالم !
إنّ اليقظة هي الشمس وأما الحرص فهو الثلج “ 4 “ . اليقظة هي الماء ، وأما هذا العالم فهو الوسخ “ 5 “ .وإنا لتصلنا رشحات قليلة من ذلك العالم ( الروحيّ ) ، حتى لا يزمجر الحرص والحسد في هذا العالم . 2070 فلو زادت الرشحات من عالم الغيب لما بقي في هذا العالم فضل ولا عيب “ 6 “ .إنّ هذا ( البحث ) لا نهاية لا ، فلنعد إلى البداية ، ولنرجع إلى قصة الرجل المطرب ........................................................( 1 ) حرفياً : النقصان .( 2 ) الغفلة عن هوان هذه الدنيا وعن جمال العالم الروحي .( 3 ) اليقظة الروحية .( 4 ) اليقظة تقضي على الحرص كما تذيب الشمس الثلوج .( 5 ) كذلك تزيل اليقظة الحرص كما يزيل الماء الوسخ .( 6 ) لو غلب عالم الغيب على هذا العالم المادي لقضى على ما فيه من قيم ومقاييس أوحت بها للإنسان حياته في الدنيا . “ 284 “بقية قصة عازف الصنج الهرم وبيان مغزاها
إنّ هذا المطرب الذي طربت له الدنيا ، والذي انبعثت من صوته الخيالات العجب ، من - بشدوه - كان طائر القلب يحلّق ، ومن بصدى ( نغماته ) حار عقل الروح !
حينما مضى عليه الزمن وشاخ ، أصبح بازيّ روحه - من العجز - صيّاد للبعوض .
2075 لقد تقّوس ظهره كظهر الإبريق ، وغدت حواجبه فوق عينيه ، كالحَبْل فوق دُبُر الدابة .
وأصبح صوته اللطيف - الذي كان ينعش الروح - قبيحاً ، لا يرى أحدُ أنه يستحق شيئاً .
وأنغامه التي كانت - ذات يوم - مثاراً لحسَد الزهرة “ 1 “ صارت مثل نهيق حمار هرم .
وأيّ جميل لم يَغْدُ قبيحاً ؟ أم أي سقف لم يصبح مساوياً للأرض “ 2 “ ؟
إلا ألاصوات في صدور ( الأولياء ) الأعزاء “ 3 “ ، وهؤلاء هم الذين يكون نفخ الصور من صدى نفاسهم !
2080 فباطنهم هو الذي سكرت به البواطن ، وفناؤهم “ 4 “ هو الذي استعمد وجودُنا منه الوجود .
...................................................................
( 1 ) من المعتقد قديماً أن الزهرة كانت امرأة وقع عليها المسخ فأصبحت نجماً .
كما يصور شعراء الفرس هذا النجم مغنياً عارفاً .
( 2 ) حرفياً : لم يصبح مفرشاً .
( 3 ) يستثني الشاعر هنا أصوات الأولياء من الحكم الذي ذكره في البيت السابق وهو أن كل جميل يغدو قبيحاً .
( 4 ) الفناء عن العالم المادي ، والخلاص من تأكيد الذات .
“ 285 “
إن الوليّ هو كهرباء الفكر وكل صوت ! إنه لذة الإلهام والوحي والأسرار !
فهذا المطرب - حين شاخ وضعف - أصبح - لا نعدام كسبه - رهين رغيف واحد .
فقال : “ يا إلهي ! لقد أطلت عمري ومهلتي ، وأنعمت على خسيس بألطافك ! لقد اقترفتُ الآثام سبعين عاماً ، لكنك لم تحجب عني نوالك يوماً !
2085فاليوم لا كسب لي ، وإني ضيفك ! وهأنذا أضرب الصنج من أجلك ، فإني لك “ .
ورفع الصنج بيده ، ومضى طالباً ربه ، واتجه - وهو يتأوه - إلى مقابر يثرب .
وقال : “ إني أطلب من اللَّه ثمن حرير ( الأوتار ) ، فهو الذي يتقبل برحمةٍ منه زائف النقد “ .
لقد أطال العزف ثم مال برأسه باكياً ، فتوسد الصنج وسقط فوق أحد القبور !
فأخذه النوم ، وأفلت طائر روحه من الجس ، فترك الصنج والعارف وانطلق .
2090 لقد تخلّص من البدن ، وألم الدنيا ، إلى عالم بسيط “ 1 “ ، وإلى ما للروخ من سهوب فساح .
فهناك كانت روحه تتغنى بما اعتراها ، ( قائلة ) : “ ليتني أُترك ههنا !
فما أسعد روحي بهذا البستان وذلك الربيع ! إنها سكرى بهذا المرج ، وبرياض أزاهير الغيب .
..........................................................................
( 1 ) عالم روحي خالص وليس مركباً من الروح والمادة كعالم الدنيا .
“ 286 “
فهأنذا أُسافر بلا رأس ولا قدم “ 1 “ ! وهأنذا أتذوق السكر بلا شفة ولا أسنان !
وهأنذا ألهو مع سكان السماء ، وقد خلصت ذاكرتي وفكري من آلام الدماغ !
2095 وهأنذا أرى عالماً ( بأسره ) وعيناي مغمضتان ! وهأنذا - بلا كف - أجتني الورد والرياحين ! “ .
إنّ طائر الماء أصبح غريق بحر من العسل ، وأضحى نبع أيوب له شراباً ومغتسلًا “ 2 “ .
هذا الذي بمائه أصبح أيوب - من قمة الرأس إلى القدم - بريئاً من الآلام مثل نور المشرق !
فلو كان المثنوي في حجم الفلك ، لما اتسع لنصف مثقال من هذا ( السرّ الإلهيّ ) .فإنّ هذه الأرض ، وتلك السماء - على سعتهما - مزقتا قلبي إرباً بضيقهما “ 3 “ ! 2100 وأما ذلك العالم تجلى لي في المنام فقد أطلق برحابته قوادم جناحيّ وخوالفهما .فلو ظهر للعيان ذلك العالم واتضح سبيله ، لما بقي أحدُ لحظةً واحدة في هذا العالم ( الماديّ ) .لقد كان الأمر يأتيه ( قائلًا ) : “ لا تكن طامعاً ! وما دامت الشوكة قد خرجت من قدمك فلتمش ! “ ........................................................................( 1 ) بلا رأس يدبرو لا قدم تسعى .( 2 ) قال تعالى : “ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ، راكض برجلك هذا مغتصل بارد وشراب “ . ( سورة ص ، 38 : 40 - 41 ) .( 3 ) عاد الشاعر هنا إلى رواية حديث عازف الصنج . “ 287 “لكن روحه كانت تمضي متأنية ، مستغرقة في فضاء رحمة اللَّه وإحسانه .كيف أمر الهاتف عمر رضي اللَّه عنه في منامه قائلا :
“ أعط قدراً من ذهب بيت المال لذلك الرجل النائم في القابر “
وفي ذلك الوقت أرسل اللَّه إلى عمر نوماً لم يستطيع أن يتمالك منه نفسه .2105 فاستولى عليه العجب ( وقال ) : “ إنّ هذا ليس بمعهود ! لقد جاء من الغيب ، وليس أمراً غير مقصود “ .فوسد رأسه وأخذه النوم ، فرأى في المنام أنّ نداء جاءه من الحق ، سمعته روحه .فذلك النداء هو أصل كل صيحة ، وكل صوت . إنه النداء ( الحق ) ، وكل ما عداه فهو صدى .فالترك والكرد والفرس والعرب فهموا هذا النداء بدون ( حاجة ) إلى أُذن وشفة .بل أي مكان للترك والعرب والزنج ( هنا ) ؟ إنّ هذا النداء قد فهمته الأخشاب والأحجار ! 2110 ففي كل لحظة يجيء منه ( نداءُ )” أَ لَسْتُ ““ 1 “ ، فتتخذ الجواهر....................................................................................( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى :” وَإذْ أَخَذَ رَبُّكَ منْ بَني آدَمَ منْ ظُهُورهمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسهمْ أَ لَسْتُ برَبِّكُمْ قالُوا بَلى “. ( الأعراف ، 7 : 171 ) .وتفسير الآية : واذكر إذ أخرج ربك من أصلاب بني آدم ذريتهم على ما يكونون عليه في حياتهم المقبلة جيلًا بعد جيل ، وأظهر لهم دلائل ألوهيته ، ووهبهم من العقول ما مكنهم من إدراكها ثم أشهدهم على أنفسهم بقوله : “ ألست بربكم “ فقالوا : “ بلى “ ..
يتبع