بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
بيع الصوفية لدابة المسافر على مدونة عبدالله المسافر باللهبيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع التأخير المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
« 65 » حك القروي في الظلمة للأسد ظنا منه أنه ثوره
- ربط قروي ثوره في الحظيرة ، فأكل الأسد ثوره ، وقبع في مكانه .- وذهب القروي في النهاية إلى الحظيرة ، وأخذ ذلك الطلعة يبحث عن الثور في " ظلمة " الليل .- وأخذ يحك بيده على أعضاء الأسد ، على ظهره وجنبيه ، حينا إلى أعلى ، وحينا إلى أسفل .- وقال الأسد " في نفسه " لو كان الضوء زائدا ، لتمزقت مرارته " خوفا " ولصار قلبه دما . 510 - إن مثل ذلك الوقح يدلك " جسدي " لأنه في هذا الليل يظنني الثور .- والحق يقول : أيها المغرور الأعمى ، أليس من اسمي تمزق جبل الطور إربا ؟ !- مصداقا ل " لو أنزلنا كتابا للجبل ، لا نصدع ثم انقطع ثم ارتحل " . « 1 »- ولو كان جبل أحد عارفا بي ، لتمزق ، ولامتلأ قلبه دما .- ولأنك سمعت هذه الأمور من أبيك وأمك ، فلا شك أنك تعلقت بها غافلا " عن مغزاها " . 515 - ولو أنك وقفت عليها لا عن طريق التقليد ، تصبح بلا أمارات مثل هاتف " الغيب " .- واستمع إلى هذه القصة " التي أسوقها " تخويفا لك ، حتى تعلم آفة التقليد . بيع الصوفية لدابة المسافر للإنفاق على السماع
- وصل صوفي إلى الزاوية من الطريق ، وأخذ مطيته وربطها في الحظيرة ................................................................( 1 ) بالعربية في المتن . « 66 » - وسقاها وأطعمها بنفسه ، ليس مثل ذلك الصوفي الذي تحدثنا عنه آنفا .- واحتاط لها من كل سهو ومن كل تخبط ، ولكن عندما يحم القضاء ، أي نفع للاحتياط ؟ 520 - كان الصوفية مملقين فقراء ، " وكاد الفقر أن يعي كفرا يبير " « 1 »- ويا أيها الغني ، لا تضحك لأنك شبع ، على سوء حال ذلك الفقير المتألم .- وبسبب إملاق ذلك القطيع من الصوفية ، قاموا جميعا ببيع الحمار .- فمن الضرورة تباح الميتة ، ورب فساد صار من الضرورة صلاحا .- لقد باعوا ذلك الحمير في التو واللحظة ، وأتوا بالدسم وأضاءوا الشموع . 525 - وقامت ضجة في الزاوية ، " وتواترت الأنباء " بأن الليلة لدينا السماع والدسم والشره ! !- فحتام هذا الصبر وهذا الطي لثلاثة أيام حتام؟ وحتام هذا الزنبيل وهذا التسول حتام؟- نحن أيضا من البشر ، ولنا روح ، والليلة ليحل الإقبال ضيفا علينا .- ومن هنا أخذوا يبذرون بذور الباطل ، وما ليس متعلقا بالروح ظنوه روحا .- وذلك المسافر من طريق طويل ، كان متعبا أيضا ، ورأى ذلك الإقبال والعز ................................................................( 1 ) بالعربية في النص
« 67 » 530 - أخذ الصوفية يبدون له الإكرام واحدا واحدا ، وأخذوا يلعبون نرد الاحترام جيدا . « 1 »- فقال عندما رأى حفاوتهم به : إن لم أطرب الليلة ، فمتى يكون الطرب ؟- وأكلوا الدسم ، وبدأوا السماع ، وامتلأت الزاوية حتى السقف بالدخان والغبار .- فالدخان من المطبخ ، والغبار من الرقص ، ومن هياج الروح اشتياقا ووجدا .- حينا كانوا يرقصون مصفقين ، وحينا كانوا من سجودهم يكنسون الصفة . 535 - والصوفي الطامع يتأخر الزمان في الجود عليه ، ومن هنا يكون الصوفي شرها .- اللهم إلا ذلك الصوفي الذي شبع من نور الحق ، فهو فارغ من عار الدق " على الأبواب " .- ومن بين الآلاف هناك قليل من صنف هذا الصوفي ، وإنما يعيش الباقون في ظل إقباله .- وعندما جاوز السماع أوله ، وقرب من نهايته ، بدأ المطرب لحنا ذا إيقاع ثقيل .- وشرع في الغناء : ضاع الحمار ، ضاع الحمار ، ومن شدة حرارته نقلها إلى كل " سامعيه " ................................................................( 1 ) ج / 3 - 296 : - أخذ أحدهم يدلك يده وقدمه ، وآخر يسأله عن موطنه . - وثالث ينفض التراب عن ثيابه ، والرابع يقبل يده ووجهه . « 68 » 540 - ومن هذا الحماس ظلوا يرقصون حتى السحر ، وهم يصفقون " متغنين " : ضاع الحمار ، ضاع الحمار يا بني .- وعن طريق التقليد ، فإن ذلك الصوفي " الضيف " أيضا ، بدأ يغني ضاع الحمار " منغما إياها " والها .- وعندما انتهى ذلك الطعام والقصف والسماع ، كان النهار قد طلع ، وودع الجميع بعضهم البعض .- وخلت الزاوية ، وبقي الصوفي " وحيدا " ينفض التراب عن ملابسه .- وأخرج متاعه من الحجرة ليضعه على حماره ، ذلك الباحث عن رفيق للطريق . 545 - وحتى يدرك رفاقه ، أخذ يسرع ، وذهب إلى الحظيرة ، لكنه لم يجد حماره .- فقال : لا بد أن ذلك الخادم أخذه ليسقيه ، ذلك أن الحمار شرب قليلا ليلة الأمس .- وجاء الخادم ، فقال له الصوفي : أين الحمار ؟ فقال له الخادم : اخجل من لحيتك ، واحتدم النزاع .- قال : لقد أودعتك الحمار ، وجعلتك موكلا به ، - وأريد منك ما أودعتك إياه ، فلترد لي ، ما أسلمتك إياه . 550 - وتحدث إلى بالأدلة ، ولا تتعلل ، وما أودعتك إياه ، سلمه لي .- فقد قال الرسول عليه السلام : ما أخذته بيدك ، ينبغي عليك في النهاية أن ترده .- وإن لم ترض بهذا من عنادك ، فهذا أنا ، وهذا أنت و " هيا بنا " إلى قاضي الشرع . « 69 » - قال : لقد غلبني الصوفية على أمري ، وهجموا علي ، فخفت على نفسي ،- أتلقي بكبد وقلب بين القطط ثم تبحث لها عن أثر ؟ ! 555 - أفطيرة بين مائة جائع ؟ ! وقط ضعيف بين مائة كلب ؟ !- قال الصوفي : لنفرض أنهم أخذوه منك ظلما وقهرا ، وقصدوا دمي أنا المسكين ،- ألا تأتي وتخبرني ؟ وتقول لي : إنهم يسلبونك حمارك أيها المسكين ؟- حتى أسترد الحمار ثانية من يد آخذه كائنا من كان ، أو يعطونني هم ثمنه . ؟- لقد كان هناك مائة حل لو كانوا حاضرين ، والآن كل منه ذهب إلى بلده . 560 - فمن إذن آخذه ؟ ومن أحمله إلى القاضي ؟ إن هذا القضاء نزل منك أنت فوق رأسي .- فكيف لم تأت وتقول لي أيها الغريب ، لقد حدث مثل هذا الظلم الفادح ؟- قال : واللَّه ، لقد جئت عدة مرات ، حتى أنبؤك بهذه الأمور .- وكنت تردد : ضاع الحمار يا بني ، أكثر نشوة من كل الآخرين .- فكنت أعود وأقول : إنه يعلم الأمر ، وهو راض بهذا القضاء ، فهو رجل عارف . 565 - قال : لقد كان الجميع يقولونها مسرورين ، فلذ لي أيضا قولها .- ولقد ذراني تقليدي إياهم أدراج الرياح ، ألا لعن الله هذا التقليد مائة لعنة .- وبخاصة تقليد هؤلاء العاطلين ، وليكن غضب إبراهيم على أولئك الآفلين .- ولقد انعكست نشوة تلك الجماعة على ، فأحسست بنشوة في قلبي من هذا الانعكاس .
« 70 » - وينبغي أن يكون هناك انعكاس كثير من رفاق طيبين ، حتى تصبح مستسقيا من البحر الذي لا انعكاس له . 570 - والانعكاس الأول ، اعتبره تقليدا ، وعندما يستمر ، يصبح تحقيقا .- وما لم يحدث التحقيق لا تنفصل عن الرفاق ، ولا تنقطع عن الصدف ، ما لم تصبح القطرة درة .- وإن كنت تريد الصفاء للعين والعقل والسمع ، فقم بتمزيق أستار الطمع .- ذلك أن تقليد الصوفي كان من الطمع، وسد الطريق إلى عقله بالأضواء واللمع.«1»- فالطمع في الدسم ، والطمع في تلك المتعة والسماع ، قد منعت عقله من الاطلاع . 575 - وإن ران الطمع بوجه المرآة ، لكانت المرآة في نقائها مثلنا .!!- ولو كان عند الميزان طمع في المال ، متى كان الميزان يصدق في وصف الحال ؟! « 2 »- وكل نبي قال لقومه مخلصا : إنني لا أريد ثمنا للرسالة منكم .- وأنا دليل ، والحق مشتر لكم ، ولقد أعطاني حق الدلالة مضاعفا . « 3 »- وما هو أجر عملي ؟ إنه رؤية الحبيب ، وإن كان أبو بكر قد أنفق في سبيله أربعين ألفا دينار . 580 - والأربعون ألف منه ليست أجرا لي ، ومتى يكون در عدن شبيها بحجر السبه ؟ !...............................................................( 1 ) ج / 3 - 298 ذلك أن الصوفي أضله طمعه عن الطريق ، فبقى في خسران وفسد أمره .( 2 ) ج / 2 - 298 : قال افرض أنك صرت في الطمع كقارون ، فإنك في آخر الأمر تصير إلى هذا الوادي .( 3 ) ج / 3 - 298 : - وأجر العمل يكون للدلال ، وينبغي إعطاءه الأجر ، ليقول كلاما جديرا . « 71 » - ولأرو لك قصة ، استمع إليها بعقلك ، حتى تعلم أن الطمع سد أمام الأذن .- وكل من يكون طامعا يصبح ألكن، ومع الطمع متى يكون في العين أو الأذن ضياء؟- فأمام عينيه خيال الجاه والمال ، " ماثل " مثلما تكون الشعرة في العين .- اللهم إلا الثمل الذي يكون مليئا بالحق ، فهو حر ، وإن أعطيته الكنوز . 585 - وكل من صار ذا نصيب من الرؤية ، تكون هذه الدنيا في نظره كالميتة .- لكن ذلك الصوفي كان بعيدا عن السكر ، فلا جرم أنه من الحرص كان أعشى .- ومن أصابه دوار الحرص ، يسمع مائة حكاية ، ولا نقطة واحدة تدخل في أذن الحرص . تعريف مناد والقاضي بمفلس حول المدينة
- كان هناك مفلس بلا أهل ، بقي رهن السجن والقيد باستمرار .- كان يأكل طعام السجناء كيفما أتفق ، وكان من الطمع " ثقيلا " على الخلق كجبل قاف . 590 - فلم يكن أحد يجرؤ على تناول لقمة من الخبز ، فقد كان ذلك الخاطف للقم يلتهمها وكأنها بقرته " من حقه " .- وكل من يكون بعيدا عن دعوة الرحمن ، تكون له عين شحاذ ، وإن كان سلطانا .- لقد أهمل ذلك المفلس أصول المروءة تماما ، فصار السجن جحيما من خاطف اللقم ذاك . « 72 » - فإن تهرب إلى مكان ما أملا في الراحة ، فإن آفة ما تلحق بك في ذلك المكان .- ولا كنز هناك بلا وحش ولا شباك ، ولا راحة إلا في معتزل الحق . 595 - ولا محيص هناك من الإقامة في الدنيا ، إلا أنها ليست بلا حق القدم ودق الحصير .- ووالله إنك لو لجأت إلى حجر فأر ، لأصبحت مبتلى بمخالب القطط .- وللإنسان سمنة من الخيال ، وإن كانت خيالاته ذات قدر من الجمال .- وإن كانت خيالاته تبدو غير طيبة ، فإنه يذوب " منها " كما يذوب الشمع من النار .- وأنت وإن كنت بين الثعابين والعقارب ، ويجعلك الله مصاحبا لخيالات الطيبين ، 600 - تصير الثعابين والعقارب مؤنسة لك ، ومالك ذاك يكون الكيمياء التي تحول النحاس " إلى ذهب " .- والصبر يكون طيبا من الخيالات الطيبة ، فإن تلك الخيالات هي التي قدمت الفرج .- وذلك الفرج يتولد من الإيمان في الضمير ، واليأس والشكوى من ضعف الإيمان .- والصبر يجد من الإيمان تاجا على الرأس ، فمن لا صبر له ، لا إيمان له .- وقد قال الرسول عليه السّلام : إن الله لم يعط الإيمان لمن لا صبر له في الأصل . 605 - وذلك الذي يكون في ناظريك كالحية ، هو نفسه في ناظري آخر شديد الجمال .- ذلك أن في عينيك خيال الكفران ، وفي عين الحبيب خيال الإيمان . « 73 » - ففي هذا الشخص الواحد يوجد كلا الفعلين ، حينا يكون سمكة ، وحينا يكون شصا .- فنصفه مؤمن ، ونصفه مجوسي ، ونصفه حرص ونصفه صبر .- وقد قال الله لك : فمنكم مؤمن ، ثم قال : ومنكم كافر أي مجوسي عريق . 610 - مثل ثور ، نصفه الأيسر أسود ، ونصفه الآخر أبيض كالقمر .- وكل من يرى ذلك النصف ينكره، وكل من يرى هذا النصف، يكد " من أجله "«1»- ويوسف في عين إخوانه كالدابة ، وهو نفسه في عين يعقوب كالحور .- ومن خيال السوء رأته عين الفرع قبيحا ، ذلك أن عين الأصل كانت قد اختفت- وأعلم أن عين الظاهر ظل لتلك العين ، وكل ما تراه ، تعود إليه عين الظاهر. «2» 615 - وأنت في المكان وأصلك من اللامكان ، فاغلق هذا الحانوت ، وافتح ذاك الحانوت .- ولا تهرع إلى الجهات الست ، ذلك أن في الجهات الحيرة ، والحائر مهزوم ، مهزوم . « 3 » شكوى نزلاء السجن إلى وكيل القاضي من جراء هذا المفلس
- وجاء نزلاء السجن شاكين إلى وكيل قاض ذي إدراك .- وقالوا : أبلغ سلامنا إلى القاضي ، وارفع إليه الأذى الذي نلقاه من هذا الرجل الخسيس ................................................................( 1 ) ج / 3 - 329 : - لقد كان إخوة يوسف نفورين من جماله ، لكنه كان نورا في عين يعقوب .( 2 ) ج / 3 - 329 : - والظل فرع للأصل ، لكن أنى للظل أن يقيم مع الشمس ؟( 3 ) ج / 3 - 329 : وهذا الكلام لا حد له ، والسجناء في محنة من ذلك الحمار الديوث . « 74 » - فهو موجود على الدوام في هذا السجن ، ومهاجم كيفما أتفق شره مضر . 620 - وهو كالذباب حاضر في كل طعام ، يكون متوقحا دون دعوة أو سلام .- وأمامه " لا يعد " شيئا طعام ستين شخص ، ويتظاهر بالصمم إن قلت له كفاك .- ولا يجد السجين لقمة واحدة ، وإن حصل على ما يقيم الأود بمائة حيلة .- فإن ذلك الجهنمي الحلق يكون حاضرا في لحظة واحدة ، وحجته أن الله تعالى قالكُلُوا *.- فالعدل من هذا القحط " الذي أصابنا " لسنوات ثلاث منه ، وليكن ظل مولانا دائما إلى الأبد . 625 - فإما أن يذهب هذا الجاموس من السجن ، وإما أن تجري عليه طعاما كراتب من أحد الأوقاف .- ويا من منك في سعادة سواء الإناث والذكور ، العدل ، العدل ، الغياث ، الغياث .- فذهب ذلك الوكيل المليح إلى القاضي ، ونقل إليه الشكوى بالتفصيل .- فاستدعاه القاضي من السجن ليمثل أمامه ، ثم تفحص الأمر من عيونه .- فثبت له كل ما ادعته تلك الجماعة في شكواها . 630 - قال له القاضي : انهض ، وامض عن هذا السجن ، إلى منزلك الموروث- قال : منزلي وأهلي هو إحسانك ، وأنا كالكافر ، جنتي هي سجنك .- وإن سقتني عن السجن طريدا ، فإنني أموت من التسول ، ومن عدم قدرتي على عمل .- ومثل إبليس الذي أخذ يقول : " أيها السلام ، رب أنظرني إلى يوم القيام " « 1 »...............................................................( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي . « 75 » - وذلك لأنني سعيد في سجن الدنيا هذه ، حتى أعمل في أبناء العدو القتل . 635 - وكل من له قوت من الإيمان ، وكل من له زاد لطريق الآخرة ، - آخذه ، حينا بالمكر وحينا بالرياء ، حتى يضجون مني ندما .- حينا أخوفهم بالفقر ، وحينا أقيدهم بجدائل الحسان وخالهم .- وقوت الإيمان قليل في هذا السجن ، وإن وجد فهو من طعان هذا الكلب في التواء .- ومن الصلاة والصوم ومائة ضراعة ، يتأتى قوت الذوق ، فيسلبه دفعة واحدة 640 - " أستعيذ الله من شيطانه ، قد هلكنا الآن من طغيانه " « 1 »- إنه لا يزيد عن كلب ، ومع ذلك يتسلل إلى الآلاف ، وكل من يتسلل إليه ، يصبح مثله .- وكل من أحسست منه بالفتور ، اعلم أنه في داخله ، فالشيطان قد اختبأ تحت الجلد .- وعندما لا يجد الصورة، يهرع إلى الخيال، حتى يجرك ذلك الخيال إلى الوبال. «2»- حينا خيال النزهة ، وحينا الحانوت ، وحينا خيال العلم ، وحينا الأهل والعشيرة . « 3 »...............................................................( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .( 2 ) ج / 3 - 346 :- ومن خيالاتك يأتيك البلاء ، حين يتحرك خيالك الفاسد من مكان إلى آخر .( 3 ) ج / 3 - 246 : - وحينا خيال الكسب والتجارة ، وحينا خيال المغامرة والحكم . - وحينا خيال الفضة والابن والزوجة ، وحينا خيال فضولي ، وحينا خيال قرين .- وحينا خيال البضاعة ، وحينا القماش ، وحينا خيال المفرش ، وحينا الفراش .- وحينا خيال الطاحون والبستان والمرعى ، وحينا خيال الهزل والمحال ، وحينا خيال السحاب والضباب .- حينا خيال الصلح والحرب ، وحينا خيال ألوان الشرف والعار .- هيا واخرج عن هذا الخيال والخيالات ، هيا اكنس القلب عن هذه التبديلات . « 76 » 645 - هيا وحوقل منه في التو واللحظة ، ليس باللسان فحسب ، بل من لب الروح . [ تتمة حكاية المفلس ]
- قال القاضي : فلتثبت إفلاسك ، قال : هاكه ، فأهل السجن شهود .- قال : إنهم متهمون ، يفرون منك ، ويبكون دما .- وهم يريدون الخلاص منك ، ولهذا الغرض ، قد يؤدون شهادة زور .- فقال كل الشهود : إننا كلنا شهود على إدباره وإفلاسه . 650 - وكل من يسأله القاضي عن أحواله ، قال : يا مولانا ، انفض اليد من هذا المفلس .- قال القاضي : نادوا به عيانا حول المدينة ، وقولوا : إن هذا المفلس شديد الاحتيال .- ونادوا به حارة بعد حارة ، ودقوا طبل إفلاسه جهارا في كل مكان .- فلا يبيعه أحد أبدا بالنسيئة ، ولا يقرضه أحد حتى ربع دانق .- وكل من يأتي به إلى هنا مدعيا على سبيل الحيلة ، فإنني لن أودعه السجن أبدا . 655 - لقد ثبت لدي إفلاسه ، فلا نقد لديه ولا بضاعة ، ولا شيء يملكه .- وهكذا يكون الإنسان في سجن الدنيا ، وذلك من أجل أن يثبت إفلاسه .- كما أن الله أيضا قد نادى بإفلاس الشيطان ، وذلك في كتابنا .- أنه محتال مفلس سئ القول ، فلا تشاركه أبدا ، ولا تتعامل معه .- وإن فعلت ، فإنه صاحب حجج وذرائع ، وهو مفلس ، فأنى لك الربح منه ؟ 660 - وعندما بلغت المشكلة ذروتها ، أتوا ببعير كردي ، كان يبيع الحطب .- ولقد صرخ الكردي المسكين و " توسل " كثيرا ، بل وقام بإرضاء الموكل بدانق« 77 » - لكنهم أخذوا بعيره من وقت الضحى إلى الليل ، ولم يجد صراخه نفعا .- واستوى على البعير ذلك القحط الثقيل ، وصاحب البعير مسرع خلف البعير .- وناحية بناحية ، وحيا بحي ، أخذوا يسوقون ، حتى عرفته كل المدينة عيانا بيانا . 665 - وأمام كل حمام ، وفي موضع كل سوق ، دقق الناس جميعا في ملامحه وشكله .- وعشرة من المنادين من ذوي الأصوات الجهورية ، من الترك والكرد والروم والعرب :- ينادون : هذا مفلس ، ولا يملك شيئا قط ، وذلك حتى لا يقرضه أحد شروي نقير .- وهو لا يملك مثقال حبة ظاهرا وباطنا ، وهو مفلس ، محتال ، مزور ، لص .- والحذر ، الحذر من مصاحبته ، وإن جاءكم ببقرة ، فشدوا وثاقها جيدا . 670 - وإن أتيتم بهذا الواهن مدانا ، فإنني لن ألقي بميت في السجن .- إنه حلو الحديث ، وحلقه شديد الاتساع ، ذو ظاهر شديد الأبهة ، وباطن خلق ممزق .- فإن لبس ذلك الثوب لخداع الخلق ، فقد استعاره من أجل أن يخدع العوام .- وكلام الحكمة على لسان من ليس بحكيم، اعلم أنه كالحلل المستعارة يا سليم "القلب".- واللص وإن لبس حلة قشيبة ، كيف يأخذ بيدك ذلك المبتور اليد . ؟ 675 - وعندما ترجل عن البعير ليلا ، قال الكردي : منزلي بعيد ، والوقت متأخر . « 78 » - لقد ركبت بعيري منذ الصباح ، ودعك من ثمن الشعير ، وأعطني ثمن التبن .- قال : إذن وماذا كنا نفعل حتى الآن ؟ أين عقلك ؟ أو أنه ليس في الدار ديار ؟- لقد بلغ "صوت" طبل إفلاسي حتى السماء السابعة ، وأنت لم تسمع بعد عن الواقعة؟- لقد كانت أذنك ملأى بالطمع الساذج ، فالطمع يجعل الدودة عمياء ، أيها الغلام . 680 - وحتى الحجر والمدر سمعت هذا البيان ، أن هذا الديوث مفلس مفلس .- وتناقشا إلى الليل ، ولم يؤثر النقاش في صاحب البعير ، فقد كان شديد الامتلاء بالطمع .- وهناك ختم من الله على السمع والبصر ، وكثير من الصور موجودة في الحجب ، وكثير من الأصوات .- وكل ما يريده يوصله إلى العين ، من جمال ومن كمال ومن دلال .- وكل ما يريده يوصله إلى الأذن ، من سماع ، ومن بشائر ، ومن صياح . 685 - والكون مليء بالوسائل ، ولا وسيلة لك ، وذلك حتى يفتح الله كوة من أجلك .- وأنت وإن كنت غافلا عنها الآن ، فإن الله يجعلها عيانا لك عند الحاجة .- وقد قال الرسول عليه السّلام : إن الله سبحانه وتعالى خلق دواء لكل داء . « 1 »- لكنك لا ترى من هذا الدواء لا اللون ولا الرائحة ، من أجل ألمك ، إلا بأمره. «2»...............................................................( 1 ) ج / 3 - 351 : - وإن كنت تبحث عن الدواء وتطلبه بالروح ، قائلا : يا إلهي ، هبني الدواء .( 2 ) ج / 3 - 352 : والكون على الوسيلة ، ولا وسيلة لديك ، حتى يفتح لك الله الكوة . « 79 » - فهيا يا باحثا عن الوسيلة ، وضع العين على اللامكان ، مثلما تتفتح عين القتيل صوب الروح . 690 - وهذه الدنيا أبدعت من اللاجهة ، فمن الامكان ، صار للدنيا مكان .- فعد من الوجود صوب العدم ، وكن ربانيا ، طالبا للرب .- فإن هذا العدم موضع للدخل ، فلا تخف منه ، أما هذا الوجود ، قل أو كثر ، فهو موضع للنفقة .- ولما كان العدم هو مصنع الحق ، فمن يوجد في الدنيا ؟ اللهم إلا المعطل . « 1 »- فعلمنا - يا إلهي - الكلام الدقيق ، فهو الذي يهبك الرحمة أيها الرفيق . 695 - والدعاء منك ، والاستجابة أيضا منك ، والأمن منك ، والخوف أيضا منك- فإذا أخطأنا ، فأصلح أنت خطأنا ، فأنت المصلح ، يا سلطان الكلام .- ولديك الكيمياء التي تبدله ، وإن كان ثم نهر دم ، تجعله نيلا .- وصنعة الميناء هذه هي عملك ، ومثل هذه الأكسيرات ، هي أسرارك .- لقد مزجت الماء والتراب معا ، ومن الماء والطين ، صورت آدم . 700 - وجعلت له النسب والزوج والخال والعم ، بآلاف الفكر ، من السرور والغم .- ثم إنك أنجيت بعضهم ، وفصلتهم عن هذا السرور وهذا الغم .- وفصلته عن الأهل والعلقة والطبع ، وجعلت كل قبيح في عينه حسنا- فكل ما هو محسوس يقوم برده ، وكل ما هو غير واضح ، يستند عليه .- فعشقه ظاهر ، ومعشوقه خفي ، وحبيبه خارج " الدنيا " والافتنان به سار في الدنيا ................................................................( 1 ) ج / 3 - 365 : - عنوان في المناجاة وبعده : أيها الإله الطاهر ، يا من لا شريك له ولا رفيق ، خذ بيدنا ، واعف عن جرمنا . « 80 » 705 - دعك من هذا ، فإن ألوان العشق الصورية ، ليست للصورة ، ولا لوجه السيدة . ! !- فما هو معشوق لا صورة له ، سواء كان العشق في هذا العالم ، أو في ذاك العالم .- وذلك الذي صرت عاشقا لصورته ، لماذا تركته عندما غادرته الروح ؟- إن صورته لا تزال في مكانها ، فما سبب هذا الترك ؟ ويا أيها العاشق ، ألا فلتعد البحث فيمن يكون معشوقك .- ولو كان كل محسوس معشوقا ، لكنت عاشقا لكل ما له حس . 710 - وإذا كان ذلك العشق يزيد في الوفاء ، فمتى يجعل الوفاء الصورة متغيرة ؟- لقد سطع ضوء الشمس على الجدار . فاكتسب الجدار نورا مستعارا .- فكيف تعلق القلب بمدر أيها السليم القلب ؟ أطلب الأصل الذي يظل نوره مقيما - ويا من أنت عاشق بناء على عقلك ، ورأيت نفسك متقدما على عباد الصورة .- اعتبر نور العقل عارية على حسك ، وهو " طلاء " ذهب على نحاسك . 715 - والحسن على البشر من قبيل الطلاء الذهبي ، وإلا فكيف صارت حسناؤك حمارا عجوزا ؟- كانت كالملاك ، فأصبحت كالشيطان ، فإن تلك الملاحة ، كانت عارية عليها - وإنه ليسلب ذلك الجمال قليلا قليلا ، وقليلا قليلا يجعل الغصن جافا .- فاذهب واقرأوَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ، واطلب القلب ، ولا تعلق القلب بالعظام .- فإن جمال القلب هو الجمال الباقي ، وإقباله يسقيه من ماء الحياة . 720 - إنه هو الماء ، وهو الساقي ، وهو الثمل ، صار الثلاثة واحدا ، ما دام طلسم " أنت " قد انكسر . « 81 » - وإنك لا تعلم ذلك الواحد من القياس ، فزاول العبودية ، وكفاك هزلا ، أيها الجهول .- وما تعتبره معنى ، صورة وعارية ، وأنت مسرور بما تراه متسقا ذا قافية .- والمعنى هو الذي يكون آخذا لك ، ويجعلك غير محتاج إلى الصورة .- والمعنى هو ذلك الشيء الذي لا يجعلك أعمى وأصم ، ولا يجعل المرء أكثر عشقا للصورة . 725 - ونصيب الأعمى يكون خيالا مزيدا للغم ، ونصيب العين خيالات الفناء هذه .- وألفاظ القرآن منجم بالنسبة للمكفوفين ، فإنهم لا يرون الحمار ، ويتعلقون بالسرج .- وما دمت مبصرا ، فامض في أثر الحمار سريعا ، فحتام تنسج السروج ، يا عابدا للسرج .- وما دام الحمار موجودا ، فإنك تحصل على السرج يقينا ، والخبز لا يقل ما دامت روحك موجودة .- وظهر الحمار الحانوت والمال والكسب ، ودر قلبك مادة لمائة قلب . 730 - فاركب الحمار دون سرج أيها الفضولي ، أو لم يركب الرسول عليه السّلام الحمار دون سرج ؟- " النبي قد ركب معروريا ، والنبي قيل سافر ماشيا " « 1 »- لقد صار حمار نفسك عاكفا على وتده ، فحتام تفر من العمل والمهام ؟ حتام ؟...............................................................( 1 ) بالعربية في المتن الفارسي وبعدها في ج / 366 : - بل إن ذلك الملك كثيرا ما مشى على قدميه ، وكم تقبل أحمال هذا وذاك . « 82 » - وأحمال الصبر والشكر جديرة بالحمل من أجله ، سواء في مائة عام أو عشرين أو ثلاثين .- ولم يحمل وازر قط وزر غيره ، ولم يحصد أحد قط ما لم يزرع شيئا . 735 - هذا طمع ساذج ، فلا تخدعن به يا بني ، فإن الطمع الساذج يصيب البشر بالعلل .- " يقول أحدهم لنفسه " : إن فلانا وجد كنزا فجأة ، وأنا أريد نفس الشيء ، فلا كان العمل ولا كان الحانوت .- وهذا أمر موكول بالحظ ، وهو أيضا نادر ، وينبغي الكسب ، ما دام الجسد قادرا .- ومتى كان الكسب مانعا عن العثور على كنز ، فلا تترك العمل ، فالكنز يكون أيضا في أثره .- حتى لا تصبح فريسة ل " لو " فتقول : لو كنت فعلت هذا أو فعلت ذاك " !! 740 - فإن الرسول عليه السّلام ذا الوفاق ، منع من قول " لو " وقال أنها من النفاق .- وذلك المنافق قد مات وهو عاكف على قول " لو " ، لكنه من قولها لم ينل إلا الحسرة . « 1 » مثل
- كان أحد الغرباء يجد في البحث عن منزل ، فأخذه أحد الأصدقاء إلى منزل خرب ................................................................( 1 ) ج / 3 - 367 : وما أكثر الذين ماتوا في لعل وعسى ، ولم يحصلوا على ثمرة من جمال العافية . - وإن لم تكن أنت تدرك نقصان لو ، فاستمع إلى هذا الكلام ، لعلك تدركه . « 83 » - وقال : لو كان لهذه الدار سقف ، لكان لك مسكن إلى جوار مسكني .- ولاستراح أهل منزلك ، لو كانت هناك حجرة أخرى في وسطه . « 1 » 745 - قال : اجل ، إن جوار الأصدقاء شيء حسن جدا ، لكن يا حبيبي ، لا يمكن الإقامة في " لو " .- وكل هذا العالم طلاب للذة ، وبسبب اللذة المزيفة ، يكبون في النار .- ولقد صار الشيخ والساذج كلاهما طالبين للذهب ، لكن عين العامي لا تعرف الذهب " الصحيح " من الزائف .- لقد نفذ شعاع إلى الزيف ، فانظر إليه " كأنه " خالص ، فلا تختر الذهب على الظن بلا محك .- فإذا كان لديك المحك فتعال ، وقم بالاختيار ، وإلا فامض ، واجعل نفسك رهنا عند عالم . 750 - فإما أن يكون المحك داخل روحك ، أو إن كنت لا تعرف الطريق ، لا تتقدم فيه وحيدا .- فأصوات الغيلان هي أصوات من عرفتهم ، معرفة تجرك إلى الفناء .- وهو يصيح : أيتها القافلة . . هيا ، تعالوا نحوي ، فها هو الطريق ، وها هي أماراته ! !- ويذكر الغول اسم كل امرئ مناديا : يا فلان ، حتى يجعل ذلك السيد من الآفلين .- وعندما يصل إلى مصدر الصوت يرى الذئب والأسد ، ويصبح العمر ضائعا ، والطريق بعيدا ، واليوم موشكا على النهاية ................................................................( 1 ) ج / 3 - 385 : - ولو حل بك ضيف ذات يوم ، لاستراح أيضا " لو " أن عندك مكانا . - وليت هذه الدار كانت معمورة ، لكان منزلك هذا هو البيت المعمور . « 84 » 755 - وكيف يكون صوت الغول ذاك ؟ قل لي آخرا ، إنه : أريد المال ، أريد الجاه والحيثية .- فامنع هذه الأصوات من داخلك ، حتى تتكشف لك الأسرار .- وقم بذكر الحق ، واكتم صوت الغيلان ، واغمض عين النرجس عن هذا النسر .- وميز بين الصبح الصادق والصبح الكاذب ، وميز بين لون الخمر ولون الكأس .- وربما من بين الأعين الخبيرة بالألوان السبعة ، تظهر عين الصبر والتأمل . 760 - فترى ألوانا غير هذه الألوان ، وترى الجواهر بدلا من الحجارة .- أي جواهر بل تصبح بجرا ، وتصبح شمسا طاوية للأفلاك .- والعامل يكون مختفيا في موضع العمل ، فامض إلى موضع العمل ، وأبصره عيانا .- ولما كان العمل ينسج ستارا حول العامل ، فإنك لا تستطيع أن تراه خارج العمل .- وما دام موضع العمل هو محل إقامة العامل ، فكل من هو خارجه ، يكون غافلا عنه . 765 - فادخل إذن إلى موضع العمل أي إلى العدم ، حتى ترى الصنع والصانع معا .- وما دام موضع العمل هو مكان الرؤية الواضحة ، فماذا يكون إذن خارج موضع العمل ؟ الستر والاحتجاب .- لقد كان فرعون العنود متجها إلى الوجود ، فلا جرم أنه كان أعمي عن موضع عمله . « 85 » - ولا جرم أنه كان يريد تبديل القدر ، حتى يرد القضاء من على الباب .- وكان القضاء نفسه يبتسم ابتسامة خفية في كل لحظة " ساخرا " من شوارب ذلك المحتال . 770 - ولقد قتل آلاف الأطفال بلا جريرة ، حتى يتحول حكم الإله وتقديره .- وحتى لا يظهر النبي موسى عليه السّلام ، جعل في عنقه آلاف المظالم والدماء .- ولقد سفك كل هذا الدم ، ومع ذلك ، ولد موسى عليه السلام ، وصار حاضرا من أجل قهره .- ولو كان قد رأى موضع العمل الأزلي ، لتيبست يداه وقدماه " وتوقفتا " عن الاحتيال .- كان موسى عليه السّلام سالما معافى في منزله هو نفسه ، وخارجه ، كان يقتل الأطفال خبط عشواء . 775 - مثل صاحب النفس الذي لا يفتأ يربي جسده ، لكنه يظن في آخر ظن الحقد .- قائلا : هذا عدو ، وهذا عدو حاقد ، وعدوه والحاقد عليه ، هو جسده نفسه .- وهو بمثابة فرعون وجسده بمثابة موسى ، وهو يسرع خارج " نفسه " قائلا :أين العدو ؟- ونفسه منعمة خارج منزل الجسد ، وهو يعض على يديه حقدا على شخص آخر . .
يتبع