تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي على مدونة عبدالله المسافر باللهتشنيع الصوفية على ذلك الصوفي المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
تشنيع الصوفية على ذلك الصوفي قائلين :
إنه يتحدث كثيرا في محضر الشيخ
- لقد عاب الصوفية على أحدهم ، وجاءوا إلى شيخ الزاوية .- وقالوا للشيخ : خذ حق أرواحنا من هذا الصوفي أيها المرشد .- قال : الخلاصة ، ما شكواكم منه أيها الصوفية ؟ قالوا : هذا الصوفي يتصف بثلاث خصال سمجة ،- فهو عند الحديث كثير الكلام وكأنه الجرس ، وعند الطعام يأكل أكثر من عشرين شخص . 3525 - وإن نام ، فهو كأصحاب الكهف . وهكذا زحف الصوفية على الشيخ - فالتفت الشيخ إلى ذلك الفقير وقال ، تخير الوسط من أي أمر يكون .- ففي الخبر خير الأمور أوساطها ، ومن الإعتدال ، تنفع الأخلاط .- فإن غلب خلط ما لعرض من الأعراض ، تظهر في أجساد الناس الأمراض .- ولا تزايد على قرينك في الصفة ، فإن هذا عاقبته الفراق يقينا . 3530 - لقد كان نطق موسى عليه السّلام بالقدر المعقول ، لكنه بدى زائدا عن قول الرفيق الطيب .- وذلك التزيد مع الخضر جلب الشقاق ، فقال له : إمض ، أنت مكثر ، هذا فراق . « 293 » - يا موسى أنت مكثر في القول ، فابتعد ، وإلا فكن معي أخرس وأعمى .- وإن لم تمض ، ومكثت معي عنادا ، فإنك قد مضيت عن المعنى ، وانقطعت .- وما دمت قد أحدثت في الصلاة فجأة ، يقال لك : إمض وتطهر ، أسرع 3535 - وإن لم تمض ، تصبح متحركا حركة بلا معنى ، فقد فاتت صلاتك ، فاجلس أيها الغوى .- واذهب صوب أولئك الذين هم قرناء لك ، فهم عشاقك ، ومتعطشون لحديثك .- والحارس ، إنما يفضل من مسهم النعاس ، ولا حاجة بالأسماك إلى حارس .- والذين يرتدون الملابس أنظارهم على القصار ، وللروح العارية ، يكون التجلي حلية وزينة .- فإما أن تنتحي عن العراة جانبا ، وإما أن تكون مثلهم فارغا من القصار . 3540 - وإن لم تستطع أن تصبح عاريا تماما ، فتخفف من الثياب ، حتى تمضي في الطريق الوسط . اعتذار الفقير للشيخ
- ثم قص الفقير الأحوال لذلك الشيخ ، وقدم العذر على تلك الأخطاء .- وأجاب على أسئلة الشيخ جوابا كأجوبة الخضر ، طيبا وصائبا .- تلك الأجوبة التي أجاب بها على أسئلة الكليم ، وأبداها الخضر من الرب العليم .- فصارت مشكلاته محلولة وزائدة عن الذكر ، وأعطاه لكل مشكلة مفتاحها . 3545 - وكان عند الدرويش ميراث أيضا من الخضر ، وجوابا على الشيخ ، جمع همته .« 294 » - وقال : الطريق الوسط وإن كان من الحكمة ، إلا أنه وسط بشكل نسبي .- فماء القناة بالنسبة للجمل قليل ، لكنه بالنسبة للفأر كأنه اليم .- وكل من تكون طاقته أربعة أرغفة ، إن أكل اثنين أو ثلاثة ، فقد التزم بالوسط - وإن أكل الأربعة ، فقد ابتعد عن الوسط ، ويكون أسيرا للحرص كطير البط . 3550 - وكل من تكون طاقة اشتهائه عشرة أرغفة ، ويأكل ستة ، فاعلم أن هذا هو الوسط ، بالنسبة له .- فإذا كانت طاقة اشتهائى خمسون من الأرغفة ، وطاقتك ستة ، فهل تكون متساوين ؟ لا .- إنك تتعب إن صليت عشرة ركعات ، وأنا من خمسمائة ركعة ، لا أكل ولا أمل .- وأحدهم يمضي حتى الكعبة حافيا ، وآخر حتى المسجد ، تهد قواه .- وأحدهم في المقامرة بطهر أسلم الروح ، وآخر عانى نزع الروح ، حتى وهب رغيفا واحدا . 3555 - وهذا الوسط يجرى على ما له نهاية ، وعلى ذلك الذي يكون له أول وآخر .- فينبغي أن يكون هناك أول وآخر ، حتى يمكن أن يتصور فيه وسط ، أو أوسط .- ولكن لما لم يكن لما لا نهاية له طرفان ، فكيف يمكن أن ينصرف عليه الوسط ؟- والأول والآخر لم يعط أحد أمارته ، إذ قال الله :لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي. « 295 » - فلو صارت البحار السبعة بأجمعها مدادا ، لما كان هناك رجاء في انتهائها قط 3560 - ولو صارت البساتين والغابات بأجمعها أقلام ، لما قل أبدا ذلك الكلام .- فإن كل هذا المداد وكل هذه الأقلام تفني ، ويبقى هذا الحديث الذي لا يعد ولا يحصى .- كما أن حالتي تشبه النوم حينا ، ويظنها ضال نوما .- فاعلم أن عيني نائمة وقلبي يقظ ، واعلم أن هيئتي التي تبدو لا تعمل " منهمكة " في العمل .- فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عيناي تنام ، ولا ينام قلبي عن رب الأنام . 3565 - لكن عينك يقظى وقلبك غارق في النوم ، وعيني نائمة ، وقلبي في فتح باب .- فإن للقلب خمس حواس أخرى ، والعالمان كلاهما شرفة لحس القلب .- فلا تنظر إليّ بعين ضعفك فهو عليك ليل ، لكن نفس الليل بالنسبة لي ضحى .- وهو بالنسبة لك سجن ، وذلك السجن بالنسبة لي بستان ، والفراغ بالنسبة لي ، صار عين الانشغال .- وقدمك في الطين ، وصار لي الطين وردا ، وهو بالنسبة لك مأتم ، وبالنسبة لي حفل وطبل . 3570 - فأنا على الأرض ، ساكن معك في المحل ، لكني أعدو على الفلك السابع وكأنني زحل .- فلست أنا جليسك ، لكنه ظلى ، وإنما تعلو درجتي على الأفكار .- ذلك أنى جاوزت " مجال " الأفكار ، وصرت مسرعا ساعيا خارج الفكر . « 296 » - فأنا مسيطر على الفكر ، ولست محكوما به ، ذلك أن البناء يكون مسيطرا على البناء .- وكل الخلق مسخرون للفكر ، ومن ثم فقلوبهم متعبة ، والغم عندهم حرفة . 3575 - وأنا أسلم نفسي للفكر عامدا ، وعندما أريد ، أفر من معمعته .- وأنا كطائر الأوج ، والفكر ذبابة ، فكيف يكون للذبابة أن تظفر بي ؟- فأنزل عمدا من الأوج السامق ، حتى يلتف حولي من دنت أقدارهم .- وعندما يعتريني الملل من الصفات السفلية ، أحلق عاليا ، كالطيور الصافات .- ولقد نبت جناحي أيضا من ذاتي ، ولست أنا الذي ألصق جناحين بالغراء . 3580 - والجناح بالنسبة لجعفر الطيار جناح أصيل ، لكنه بالنسبة لجعفر الطرار جناح مستعار .- وعند من لم يذق ، يعد هذا ادعاءا ، وعند سكان الأفق ، هذا هو المعنى .- إنه يكون نفاجا وادعاءا أمام الغراب ، إذ يستوى القدر الفارغ والقدر الممتليء عند الذباب .- وما دامت اللقمة تتحول داخلك إلى جوهر ، لا تتوقف ، وكل بقدر ما تستطيع .- ولقد قام الشيخ بالتقيؤ ذات يوم دفعا للظن ، فامتلأ حوض القيء بالدرر . 3585 - ولقد جعل الجوهر المعقول أمرا محسوسا ، ذلك المرشد البصير ، من أجل قلة عقل إمريء ما .- وعندما يصير الطاهر دنسا في المعدة ، ضع قفلا على الحلق ، وأخف المفتاح .- وكل من صارت اللقمة في جوفه نورا للجلال ، فليأكل ما يشاء ، فهو له حلال « 297 » بيان دعوى هي مع كونها دعوى شاهد على صدق
- إن كنت عالما بروحي ، فليس قولي المستفيض بالمعنى ، ادعاءا عندك .- فإن قلت : إنني أمامك في منتصف الليل ، فهيا لا تخف من الليل ، فأنا قريبك . 3590 - يكون لهذين الإدعاءين معنى عندك ، ما دمت تعرف صوت قريبك .- فالقرب والقرابة إدعاءان ، لكن لكل منهما معنى عند الفهم الطيب .- فقرب صوته ، يدل على أن هذا النفس يأتي من صديق مقرب .- ولذة صوت القريب أيضا صارت دليلا على صدق ذلك القريب العزيز- ثم إن الأحمق الخالي من الإلهام ، هو الذي لا يميز من الجهل بين صوت القريب والغريب . 3595 - يكون هذا القول عنده ادعاءا ، فإن جهله صار أساسا لإنكاره .- وعند الذكي الذي في باطنه الأنوار ، يكون نفس هذا الصوت هو المعنى الصادق .- أو أن يقول أحد الناطقين بالعربية : إنني أعرف لغة العرب ،- فإن نفس حديثه بالعربية يكون معنى ، وإن كانت معرفته بالعربية مجرد ادعاء- أو يكتب كاتب فوق ورقة : إنني كاتب أقرأ الخط ، وممجد . 3600 - هذه الكتابة وإن كانت في حد ذاتها دعوى ، إلا أن الكتابة نفسها شاهدة على المعنى .- أو يقول أحد الصوفية : هل رأيت بالأمس في المنام أحدهم يحمل سجادة على كتفه ؟- لقد كنته ، وما قلته لك في النوم ، وما تحدثت معك بشأنه في شرح وجهة نظر ما ، « 298 » - استمع إليه ، واجعله حلقة في أذنك ، واجعل ذلك الكلام مرشدا للبك .- وعندما تتذكر أنت الحلم ، يكون هذا الكلام معجزة جديدة ، وذهبا دفينا . 3605 - وبالرغم من أن هذا يبدو دعوى ، لكن صاحب الواقعة يقول : أجل .- إذن ، لما كانت الحكمة هي ضالة المؤمن ، فإنه يأمن عليها عندما يسمعها من أي شخص .- وعندما يجدها هي التي أمامه فحسب ، فكيف يكون ثم شك ، ؟ وكيف يخطؤها ؟- وعندما تقول أنت لظمآن : أسرع ، ففي القدح ماء ، خذ الماء سريعا .- أيقول الظمآن قط : هذا ادعاء ، إمض ، ويا أيها المدعي ، انصرف عني ؟ 3610 - يقول : بين لي دليلا وحجة على أن هذا من جنس الماء ، وأنه ماء معين ؟- أو هل تنادي الأم طفلها الرضيع قائلة : تعال ، أنا الأم وأنت الولد ؟- فيقول الطفل : يا أمي ، هاتي الدليل ، حتى أعكف أنا على لبنك ؟- وقلب كل أمة يكون فيه مذاق الحق ، يعتبر فيه وجه الرسول وصوته معجزة .- وعندما يصيح الرسول من الخارج ، تسجد أرواح الأمة في داخلها . 3615 - ذلك أن جنس ندائه في الدنيا ، لم تسمعه الأذن من أحد من قبل- وذلك الغريب من لذة صوت الغريب ، كأنه يستمع من لسان الحق إلى : إني قريب . سجود يحيى عليه السّلام للمسيح عليه السّلام وكلاهما في بطن أمه
- قالت أم يحيى لمريم عليها السلام خفية قبل أن تضع حملها : « 299 » - إنني على يقين من أن في بطنك ملكا ، من أولى العزم ، ورسول واع .- ذلك أنني عندما واجهتك ، سجد حملي " له " يا ذات الفطن . 3620 - لقد سجد هذا الجنين لذاك الجنين ، بحيث أحس جسدي بالألم من سجوده .- قالت مريم : وأنا أيضا رأيت في باطني سجدة من هذا الجنين الموجود في البطن . الإستشكال على القصة
- يقول البلهاء : هذه خرافة ، فاشطبها فهي كذب وخطأ .- ذلك أن مريم عند وضع حملها ، كانت بعيدة عن القريب والغريب .- ولم تعد من خارج المدينة ، ذات الحكاية الحلوة ، حتى وضعت حملها . 3625 - ولم تقابل مريم أحدا عند حملها ، ولم تعد من خارج المدينة - وعندما وضعت حملها ، حملته على كتفها ، وأتت به أهلها .- فأين رأت أم يحيى حتى تبادلها هذا الحديث ، وحتى يحدث ما حدث ؟ ! جواب الإستشكال
- إنه لا يعلم أن أهل الخاطر ، يكون الغائب في الآفاق حاضرا أمامهم .- ولقد تجلت لبصيرة مريم ، أم يحيى التي كانت غائبة عن البصر . 3630 - إنها ترى الحبيب وهي مغمضة العينين ، فقد جعلت جلدها كالنافذة متعددة الكوات .- وإن لم تكن قد رأتها لا من الداخل ولا من الخارج ، فخذ من الحكاية المعنى ، أيها المسكين .- لا مثل ذلك الذي سمعها كحكاية ، والتصق بصورتها كالشين في لفظ نقش .« 300 » - حتى ليقول : كليلة تلك التي لا لسان لها ، كيف تسمع الكلام من دمنة التي لا تتكلم ؟ !- وإذا كان كل مهما يعرف لغة الآخر ، فكيف فهمهما البشر وهما لا تنطقان ؟ 3635 - وكيف صارت دمنة رسولا بين الأسد والثور ، وكيف خدعتهما معا ؟- وكيف صار الثور النبيل وزيرا للأسد ؟ وكيف خاف الفيل من انعكاس القمر ؟- إن كليلة ودمنة هذه برمتها اختلاق ، وإلا فمتى كان بين الزاغ والقلق إمتراء ؟- فيا أخي ، إن القصة مثل الكيل ، والمعنى داخلها على مثال الحبوب .- ورجل العقل يأخذ حبوب المعنى ، ولا يرى الكيل إن نقل إليه . 3640 - فاستمع إلى حادثة البلبل مع الوردة ، وإن لم يكن ثم مقال ظاهر فيها . القول بلسان الحال وفهمه
- واستمع أيضا إلى ما جرى بين الشمعة والفراشة ، واختر أنت المعنى من الحكاية .- فإن لم يكن ثم مقال ، فهناك سر المقال ، فهيا ، حلق عاليا ، ولا تطر كالبومة الدنية .- وفي لعبة الشطرنج قال أحدهم : هذا منزل الرخ ، فقال آخر : من أين حصل على منزل ؟- هل اشتراه أو آل إليه بالميراث ؟ وما أسعده ذلك الشيخ الذي جد نحو المعنى . 3645 - وقال نحوى : زيد عمرا قد ضرب ، فقال آخر : كيف أجرى عليه بلا ذنب الأدب ؟ ! « 301 » - وما جرم عمرو بحيث ضربه زيد هذا الفظ ، بلا ذنب وكأنه غلام " عنده " ؟- قال : إن هذا هو وعاء المعنى ، فخذ القمح ، فالكيل يرد .- إن زيدا وعمرا من أجل الإعراب والنحو ، وإن كانت الحكاية كذبا ، فتواءم مع الإعراب .- قال : لا ، أنا لا أعرف هذا ، كيف ضرب زيد عمرا دون ذنب أو خطأ ؟ 3650 - قال " النحوي " مضطرا وبدأ في المزاح : لقد كان عمرو قد سرق " واوه " الزائدة ،- وعلم زيد فضربه لسرقتها ، وما دام قد جاوز الحد ، فقد أقام عليه الحد كون الكلام الباطل مقبولا عند الباطلين
- قال : هذا صحيح قبلته بالروح والمعوج يبدو مستقيما أمام المعوجين .- فإن قلت لأحول : إن القمر واحدة ، يقول لك : هو اثنان ، وفي كونه واحدا شك .- وإن سخر منه إنسان قائلا : إنه اثنان ، يصدقه وهذا جزاء سئ الطبع . 3655 - والكذب يتجمع عند الكاذبين ، وإنما يفسر هذا معنى الآية الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ. « 1 »- ولأصحاب القلوب الرحبة أيدي سخية، ولعمي العيون، التعثر بين الحصى . « 2 » البحث عن الشجرة التي لا يموت من أكل ثمارها
- قال أحد العلماء أثناء قصه لحكاية ، إن هناك شجرة في الهند ،...............................................................( 1 ) ج / 5 - 579 : - وكل من هو من جنس الكذب يا بني - لا يكون الصدق عنده ذا اعتبار .( 2 ) ج / 5 - 579 : - وكل من نبتت له أسنان صدق ، نجا من الكذب والخيانة . « 302 » - كل من أكل من ثمرها ، لا يشيخ ، ولا يموت أبدا .- وسمع أحد الملوك هن هذا الأمر ، ومن إخلاصه ، صار عاشقا للشجرة وثمارها . 3660 - فأنفذ رسولا عالما من ديوان الأدب ، إلى الهند من أجل الطلب .- ولسنوات ظل ذلك الرسول من قبله ، يطوف أنحاء الهند باحثا متفحصا .- أخذ يطوف من أجل مطلوبه ، مدينة بعد مدينة ، ولم تبق جزيرة ولا جبل ولا صحراء .- وكل من قام بسؤاله ، سخر منه قائلا : من الذي يبحث عن هذا إلا مجنون مقيد بالأغلال ؟- وكثير من الناس صفعوه ساخرين منه ، وكثيرون قالوا له : يا صاحب الفلاح ، 3665 - بحث أريب مثلك صافي الصدر ، كيف يكون بلا جدوى ؟ وكيف يكون جزافا ؟- وهذا التوقير والاحترام صفع من قبيل آخر ، وهو أقسى من الصفع الصريح .- كانوا يمدحونه قائلين : أيها العظيم ، في إقليم كذا ، وهو إقليم شاسع جدا مترامي الأطراف ، - وفي غابة كذا شجرة خضراء ، عالية جدا ووارفة ، وكل غصن فيها ضخم .- وأخذ قاصد الملك الذي جد في البحث ، يسمع من كل شخص خبرا ما . 3670 - ولقد ساح لسنوات طويلة في ذلك المكان ، وكان الملك يرسل إليه الأموال .« 303 » - وعندما تجشم كثيرا من التعب في تلك الغربة ، عجز في آخر الأمر عن الطلب .- فلم يبد أي أثر لمقصوده ، ولم يجد من ذلك الغرض غير الخبر .- وتقطعت خيوط أمله ، فإنه في النهاية لم يجد ما يبحث عنه .- فعزم على العودة إلى الملك ، وهو يذرف الدمع ، ويطلق الآهات . تفسير الشيخ للطالب المقلد سر تلك الشجرة
3675 - كان هناك شيخ عالم قطب كريم ، في ذلك المنزل الذي يئس فيه النديم .- قال : فلأمض إليه أنا اليائس ، ومن عتبته أبدأ الطريق .- حتى يكون دعاؤه رفيق طريقي ، ما دمت قد يئست من مطلوبي .- وذهب إلى الشيخ بعين غارقة في الدمع ، وهو يذرف الدمع ، كما يذرفه السحاب .- وقال : أيها الشيخ ، هذا هو أوان الرقة والرحمة ، إنني قانط ، وهذه ساعة اللطف . 3680 - قال له : قص عليّ ، مم قنوطك ؟ وما هو مطلوبك ؟ وإلى أي شيء تتجه ؟- قال : لقد اختارني الملك ، من أجل البحث عن غصن شجرة .- وقال : إن هناك شجرة نادرة في الأنحاء ، وثمارها هي أساس ماء الحياة .- وبحثت لسنوات ، ولم أجد علامة واحدة عنها ، إلا سخرية هؤلاء الخالين من الهم . « 304 » - فضحك الشيخ وقال : أيها الساذج ، هذه هي شجرة العلم ، الموجودة عند العليم . 3685 - هي عالية جدا ، ضخمة جدا ، مبسوطة جدا ، هي ماء الحياة من البحر المحيط .- ولقد مضيت صوب الصورة أيها الغافل ، ذلك أنك بلا ثمر أو نصيب من غصن المعنى . « 1 » - حينا سموها شجرة ، وحينا شمسا ، حينا سموها بحرا ، وحينا سحابا .- إنها واحدة ، نجمت عنها مئات الآلاف من الآثار ، وأقل آثارها العمر الباقي .- وإنها وإن كانت واحدة ، فلها من الآثار ألف ، وجاز أن يكون لهذه الواحدة أسماء لا حصر لها . 3690 - فذلك الشخص الواحد يكون لك أبا ، لكنه بالنسبة لآخر يكون ابنا .- وبالنسبة لشخص ثالث يكون قهرا وعدوا ، وفي حق رابع يكون محسنا ولطيفا . « 2 »- له مئات الآلاف من الأسماء وهو إنسان واحد ، وكل من يصفه بصفة ، يتجاهل الصفات الأخرى .- وكل من يبحث عن الاسم وإن كان صاحب ثقة ، يكون منك يائسا ، وفي تفرقة ................................................................( 1 ) ج / 5 - 587 : - ولقد مضيت صوب الصورة فضللت ، ذلك أنك لا تدرك أنك تركت المعنى .( 2 ) ج / 5 - 587 : - وبالنسبة لثالث عم وخال ، وبالنسبة لآخر وهم وخيال . « 305 » - فما عكوفك على هذا الاسم للشجرة ؟ حتى تظل محروما سئ الحظ . « 1 » 3695 - ودعك من الاسم ، وانظر إلى الصفات ، حتى تبدي لك الصفات الطريق إلى الذات . « 2 »- ولقد وقع الاختلاف بين الخلق من " العكوف " على الاسم ، وعندما اتجهوا إلى المعنى ، حل الصفاء . نزاع أربعة أشخاص حول العنب لأن كلا منهم كان
قد عرفه باسم مختلف
- أعطى رجل درهما لأربعة أشخاص ، قال أحدهم : لنشتر به " انكور " . « 3 »- قال آخر وكان عربيا : أنا أريد عنبا ، ليس " انكور " أيها المحتال .- وكان الثالث تركيا فقال : هذا لي « 4 » ، وأنا لا أريد عنبا ، بل أريد " اوزوم :عنب " . 3700 - وكان الرابع روميا فقال : اتركوا هذا القيل ، فأنا أريد " استافيل " .- وانتهى النزاع بذلك النفر إلى المشاجرة ، ذلك أنهم كانوا غافلين عن أسرار الأسماء .- وتضاربوا بالأيدي من البله ، كانوا شديدي الجهل ، خاوين من المعرفة..............................................................( 1 ) ج / 5 - 588 : - وما بحثك عن الصورة أيها الفتى ، إذهب وابحث عن المعاني أيها الهمام . - والصورة تكون هيئة كالقشر والجلد ، والمعنى داخلها كاللب ، أيها الصديق الحبيب .( 2 ) ج / 5 - 588 : - وتتوه في الذات ، وتستريح من نفسك ، وترى عينك الخير والشر لونا واحدا .( 3 ) افتتاحية القصة عند جعفري " 5 / 598 " مختلفة : - أعطى أحدهم أربعة أشخاص درهما ، وكانوا قد التقوا ، وكل واحد منهم من قطر . - كانوا فارسيا وتركيا وروميا وعربيا ، كلهم فيما بينهم في نزاع وغضب . - وقال الفارسي : ما دمنا قد فرغنا من هذا ، هيا ، لنشتر به عنبا .( 4 ) عند جعفري " 5 - 598 " اى كوزوم : يا عيني " بالتركية " . « 306 » - ولو كان هناك صاحب سر عزيز عارف بالأسماء ، لوفق بينهم .- ولكان قد قال : إنني بهذا الدرهم الواحد ، سوف أحقق رغباتكم جميعا . 3705 - ولو أودعتموي قلوبكم بلا نفاق ، لقام درهمكم الوحيد هذا بعدد من الأعمال .- ولصار درهمكم الوحيد هذا أربعة دراهم ، والمراد أن أربعة من الأعداء ، من الممكن أن يتوحدوا بالاتفاق .- فإن قول كل واحد منكم على حدة يبعث على الحرب والفراق ، وقولي أنا يوحد بينكم .- ومن ثم ، فاسكتوا أنتم ، وامضوا إلى حال سبيلكم ، حتى أصبح أنا عند النقاش ، لسانكم .- وكلامكم ، وإن كان يبدو على نمط واحد ، إلا أن في أثره النزاع والسخط . 3710 - والحرارة المستعارة لا تعطي أثرا ، والحرارة الموجودة كخاصية ، ذات فضل .- وأنت إن قمت بغلي الخل في النار ، عندما تشربه ، يزيد في البرودة بلا جدال- ذلك أن الحرارة فيه بلا أصل ولا أساس ، وطبعه الأصلي البرودة والحرافة .- وإن صار الدبس ثلجا منعقدا يا بني ، عندما تشربه ، فإنه يزيد الحرارة في الكبد .- ومن ثم فرياء الشيخ أفضل من إخلاصنا ، فذاك يكون من البصيرة ، وهذا من العمى . 3715 - ومن حديث الشيخ ، يحدث الجمع ، لكن حديث أهل الحسد ، يأتي بالتفرقة .- مثل سليمان عليه السّلام الذي أسرع نحو الحضرة ، فهو قد عرف ألسنة كل الطيور . « 307 » - وفي زمان عدله أنس الغزال إلى النمر ، وانتفت العداوة من بينهما .- وصارت الحمامة آمنة من مخالب البازي ، ولم يخش الخروف الذئب .- لقد قام بالوساطة بين الأعداء ، فصار ثم اتحاد بين كل من يخفق بجناحيه . 3720 - وأنت كنملة تسرع من أجل حبة ، فهيا ، ابحث عن سليمان ، فكيف تظل غويا ؟- والباحث عن حبة ، تتقلب عليه الحبة شراكا ، والباحث عن سليمان ، يحوز على كليهما .- وطيور الأرواح في هذا الردح الأخير من الزمان ، لم يعد لها من بعضها الأمان .- وثم سليمان موجود أيضا في عصرنا ، فهو يهب الصلح ، فلا يبقى جور بيننا .- فتعلم قول " إن من أمة " حتى " وخلا فيها نذير " 3725 - فقد قال : لم تخل أمة قط ، من خليفة حق وصاحب همة .- يجعل طيور الأرواح على قلب رجل واحد ، ومن صفائه يجعلها بلا غل أو غش .- والمشفقون يصبحون كمثل الوالدة ، فقد قال عليه السّلام ان المسلمين كنفس واحدة .- صاروا نفسا واحدة من الرسول الحق ، وإلا فإن كلا منهم ، كان عدوا لدودا للآخر . « 1 »..............................................................( 1 ) ج / 5 - 599 : - وهناك اتحاد خال من الشركة والإثنينية ، يكون من التوحيد ، دون " نحن " و " أنت " . « 308 » انتفاء الخلاف والعداوة بين الأنصار ببركات الرسول عليه السّلام
- كانت هناك قبيلتان ، تسمى إحداهما بالأوس والأخرى بالخزرج ، كانت كل منهما ذات روح سافكة للدم ، بالنسبة للأخرى . 3730 - لكن أحقادهم القديمة ببركة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، قد محيت في نور الإسلام والصفاء .- فصار أولئك الأعداء منذ البداية إخوانا ، مثل أعداد العنب في البستان .- ومن نفس " المؤمنون إخوة " عند الموعظة ، توحدوا ، وصاروا جسدا واحدا .- فصورة حبات العنب متآخية ، وعندما تعصرها ، تصبح عصيرا واحدا .- والحصرم والعنب ضدان ، لكن عندما ينضج الحصرم ، يصير رفيقا طيبا . 3735 - والحصرم الذي تحجر وبقي فجا ، دعاه الحق في الأزل كافرا أصليا .- فلا هو يكون بالأخ ، ولا بالنفس الواحدة ، وفي الشقاء يكون نجسا ملحدا .- وإن ذكرت ما هو موجود في باطنه ، لظهرت في الدنيا فتنة للأفهام .- ومن الأفضل ألا يذكر سر المجوسي الأعمى ، ودخان جهنم أفضل من جنة إرم للمبعد المحروم .- وحبات الحصرم التي تكون قابلة ، تصبح في النهاية من أنفاس أصحاب القلوب قلبا واحدا . « 309 » 3740 - وتأخذ في الإسراع نحو مرحلة العنبية بجد ، حتى تنتفى الإثنينية والحقد والعناد .- ثم إنها في مرحلة العنبية تمزق القشور ، حتى تصبح واحدا ، وتكون الوحدة وصفا لها .- والصديق ينقلب إلى عدو ، عندما يوجد رقم " اثنين " ، ولم يقم " واحد " قط بقتال نفسه .- فالثناء على العشق الكلى الأستاذ ، فلقد وحد بين مئات الآلاف من الذرات- ومثل التراب المتفرق في الممر ، جعلتها يد الفخاري جرة واحدة . 3745 - فإن اتحاد الأجساد المخلوقة من الماء والطين إتحاد ناقص ، ولا تبقى الروح به .- وإن ضربت المثال بنظائر هذا المثال ، فإنني أخشى أن يختل الفهم .- فثم سليمان موجود الآن ، لكنك من سرور النظر إلى البعيد في عمى .- والنظر إلى البعيد يصيب المرء بالعمى ، مثل النائم على باب الدار ، وهو عن الدار في عمى .- ونحن مولعون بالألفاظ الدقيقة ، ونحن عشاق لحل العقد . 3750 - وبينما نعقد العقد ونحلها ، بطرح الإشكالات والأجوبة عليها ، نزيد في المشكلة .- مثل طائر يقوم بحل حبل الشبكة ثم يعقده ، حتى يصبح مبرزا في هذا الفن .- فيكون محروما من الصحراء والمروج ، وقد أنفق عمره في أعمال العقد .- وإن شبكة لا تهزمه أبدا ، لكن جناحه قد إنكسر ، فهو يسقط دائما . « 310 » - فلا تجاهد مع العقد كثيرا ، حتى لا ينقطع جناحك وقوادمك ريشة ريشة ، من كرك هذا وفرك . 3755 - ومئات الآلاف من الطيور تكسرت أجنحتها ، لكنها لم تسد مكمن العوارض ذاك .- وانظر إلى حالهم من القرآن أيها الحريص ، أنظر إلى " نقبوا فيها " و " هل من محيص " .- ومن نزاع التركي والرومي والعربي ، أم يحل إشكال ال " انكور " والعنب .- وما لم يتدخل سليمان ذو لسان معنوي ، فإن هذه الإثنينية لا تنتفي .- ويأكل الطيور المتنازعة كالبزاة ، استمعوا إلى طبل بازي المليك هذا . 3760 - وهيا من لاختلافكم صوب الاتحاد ، وأسرعوا من كل جانب سعداء .- " حيثما كنتم فولوا وجهكم ، نحوه هذا الذي لم ينهكم " « 1 »- وإننا لطيور عمياء كثير والعصيان ، فإننا لم نعرف سليمان ذاك لحظة واحدة .- وصرنا كالبوم ، أعداء للبزاة ، فلا جرم أننا صرنا رهن الخرابة .- ومن غاية الجهل والعمى ، نتجه إلى إيذاء أعزة الله . 3765 - وجمع الطيور المنورون من سليمان ، متى ينتزعون الجناح والقوادم من بريء ؟- بل إن تلك الطيور الطيبة ، تحمل الحب للعجزة بلا خلاف ولا حقد .- وهدهدهم من أجل التقديس ، يفتح الطريق لمائة بلقيس .- وزاغهم وإن كان على صورة الزاغ ، كان بازي الهمة ، وبصره " ما زاغ " ...............................................................( 1 ) بالعربية في المتن الفارسي . « 311 » - ولقلقهم الذي يقول : لك ، لك ، يضرم نار التوحيد في الشك . 3770 - وحمائمهم تلك لا نخشى البزاة ، والبازي يطأطيء الرأس أمامها .- وبلبلهم الذي يأتي بالحال ، له في باطنه روضة " يانعة " .- وببغاؤهم مستغن عن السكر ، فمن باطنه أبدى له سكر الأبد وجهه .- وأقدام طواويسهم تبدو للنظر ، أجمل من أجنحة الطواويس الأخرى .- ومنطق الطيور الخاقانية يبلغ المائة عددا ، فأين منطق الطير السليماني ؟ 3775 - وأي علم لك بأصوات الطيور ، ما دمت لم تر سليمان لحظة واحدة ؟- وجناح ذلك الطائر الذي يطرب صوته ، خارج عن المشرق والمغرب .- وكل تغريد منه ، من الكرسي حتى الثرى ، ومن الثرى حتى العرش في كر وفر .- والطائر الذي يمضي دون سليمان هذا ، عاشق للظلام كأنه الخفاش .- فتعود على سليمان أيها الخفاش المردود ، حتى لا تبقى في الظلمة إلى الأبد . 3780 - وإن ذراعا واحدا تمضيه نحو ذلك الصوب ، يكون كذراع " القياس " قطبا للمساحة .- وحتى إن مضيت أعرج مشلولا صوب تلك الناحية ، فإنك تنجو من كل العرج والشلل . قصة أفراخ البط التي رباها طائر منزلي
- إنك بيضة بط ، وإن وضعها طائر منزلي تحت جناحه ورباها كالحاضنة- لقد كانت أمك بطة في ذلك البحر ، وحاضنتك كانت أرضية ، عابدة لليابسة .- والميل الموجود في قلبك إلى البحر هو الطبيعي ، فروحك من أمك .« 312 » 3785 - وميلك إلى اليابسة من تلك الحاضنة ، فاترك الحاضنة ، فهي سيئة الرأي .- ودع الحاضنة في اليابسة ، وانطلق في بحر المعنى ذاك ، كالبط .- وإن خوفتك الأم من الماء ، لا تخف ، وانطلق نحو البحر سريعا .- فإنك بط ، حي على البر وفي البحر ، لست كطائر المنزل ، تتعفن في المنزل - وإنك منكَرَّمْنا بَنِي آدَمَملك تخطو على البر ، وتخطو في البحر . 3790 - إذ أن " حملناهم في البحر " قائمة على الروح ، فانطلق من " حملناهم في البر " .- وليس للملائكة طريق إلى البر ، كما أن جنس الحيوان لا علم له بالبحر .- وأنت بجسدك حيوان ، وبالروح ملك ، حتى تسير سواء على الأرض وسواء على الفلك .- حتى أنه ليكون في الظاهر " بشرا " مثلكم ، لكنه ذو قلب بصير " يوحى إليه " .- والقالب الترابي ملقى على الأرض ، وروحه طوافة فوق هذا الفلك الأعلى . 3795 - ونحن كلنا طيور بط أيها الغلام ، والبحر يعرف لساننا على وجه التمام .- إذن فسليمان هو البحر ، ونحن كالطير ، وحتى الأبد ، لنا سير مع سليمان .- فاخط في البحر مع سليمان ، حتى يصنع الماء مائة درع وكأنه داود .- وسليمان ذاك حاضر أمام الجميع ، لكن الغيرة ساحرة ، دريئة على العين .- حتى أننا من الجهل والنعاس والفضول ، ملولون منه ، وهو أمامنا . « 313 » 3800 - وهزيم الرعد إنما يصيب الظمآن بوجع الرأس ، لأنه لا يعلم أنه يزجي سحب السعد .- وعينه سمرت على الماء الجاري ، غافلا عن لذة ماء السماء .- وساق مركب الهمة نحو الأسباب ، فلا جرم أن بقي محجوبا عن المسبب .- وذلك الذي يرى المسبب عيانا ، متى يصرف قلبه إلى أسباب الدنيا ؟ « 1 » حيرة الحجاج في كرامات ذلك الزاهد الذي
وجدوه في البادية وحيدا
- كان أحد الزهاد في وسط البادية ، غارقا في العبادة كقبائل العبادية . 3805 - ووصل الحجيج إلى ذلك المكان من البلاد ، فوقعت أنظارهم على الزاهد النحيل .- كان موضع الزاهد جافا ، لكنه نضر المزاج ، وكان له من سموم البادية علاجا .- وتعجب الحجاج من وحدته ، ومن سلامته وسط كل هذه الآفات .- كان واقفا للصلاة فوق الرمل ، الرمل الذي من حرارته ، يغلي الماء في القدر - بحيث تخاله ثملا بين الخضر والورود ، أو راكبا فوق البراق والدلدل . 3810 - أو كأن قدمه بين الحرير والحلل ، أو أن السموم بالنسبة له أفضل من الصبا .- فبقيت تلك الجماعة في حالة تضرع ، حتى يفرغ الدرويش من صلاته .- وعندما أفاق الفقير من استغراقه ، رأى حي مستنير من تلك الجماعة ،..............................................................( 1 ) ج / 5 - 629 : -- ومن المسبب يجد هو في نداء واحد من النجاة ومن الفلاح ومن النجاح .- ما لم يحصل على عشره شرذمة من المحتالين في مائة عام .« 314 » - رأى الماء يتقطر من يده ومن جسده ، وكان ثوبه مبللا من آثار الوضوء- ثم سأله : من أين لك هذا الماء ؟ فرفع يده بما يعني أنه من السماء . 3815 - قال له : وهل يصل إليك كلما أردته ؟ دون بئر ودون حبل من مسد - فلتحل لنا هذا الإشكال يا سلطان الدين ، حتى يهبنا حالك اليقين .- واكشف لنا سرا من أسرارك ، حتى نقطع الزنار من فوق مناطقنا .- ففتح عينيه صوب السماء ، قائلا : أجب دعاء الحجيج .- إنني معتاد على طلب الرزق من أعلى ، وأنت من أعلى قد فتحت له الباب . 3820 - يا من أبديت المكان من اللامكان ، وجعلتفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْعيانا بيانا .- وخلال هذه المناجاة ظهر سحاب طيب ، كأنه خيل السقاة .- وأخذ في الإمطار كالماء من " أفواه " القرب ، وسكن " الماء " في الحفر والآبار .- أخذ السحاب يمطر الدمع كأنه من " أفواه " القرب ، وفتح الحجاج كلهم قربهم .- وأخذت جماعة من هذه الأعمال العجيبة ، تمزق الزنار عن مناطقها . 3825 - وأخذ يقين قوم آخرين في الازدياد ، من هذه الأمور العجيبة ، والله أعلم بالرشاد .- ولم تقبل جماعة ثالثة ، فهم عبوسون أفجاج . وهم ناقصون إلى الأبد . تم الكلام . " تمت الترجمة بحمد الله تعالى وتليها الهوامش والشروح "
.