حركة السيد نحو القرية .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حركة السيد نحو القرية على مدونة عبدالله المسافر بالله
حركة السيد نحو القرية المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
حركة السيد نحو القرية
- بدأ السيد في العمل وأعد الزاد ، وساق طائر عزمه سريعا نحو القرية .
- وأعد الأهل والأبناء عدتهم للسفر ، ووضعوا حاجياتهم علي ثور العزم .
- وأسرعوا سعداء نحو القرية ، قائلين : أبشروا فإننا لآكلون الثمار من القرية .
500 - فإن مقصدنا مرعى حسن ، وصديقنا هناك كريم بشوش .
- لقد دعانا بألاف من أنواع الترغيب ، ومن أجلنا غرس غرسا كريما .
- ثم نعود من عنده صوب المدينة ، بذخيرة القرية للشتاء الطويل .
- ويؤثرنا عليه بحديقته ، ويجعل لنا موضعا في سويداء روحه .
- “ عجلوا أصحابنا كي تربحوا “ ، وكان العقل يقول من الباطن “ لا تفرحوا “ .
505 -” من رياح الله كونوا رابحين * إن ربي لا يحب الفرحين “
-” افرحوا هونا بما أتاكم * كل أت مشغل ألهاكم ““ 1 “ .
- كن فرحا منه ولا تكن فرحا من غيره ، فهو الربيع وغيره زمهرير الشتاء “ 2 “ .
..............................................................
( 1 ) ما بين الأقواس باللغة العربية في المتن .
( 2 ) حرفيا : شهر “ دى “ .
“ 66 “
- وكل ما سواه استدارج لك ، مهما كان بالنسبة لك عرشا وملكا وتاجا .
- وكن فرحا من الحزن هو شراك اللقاء ، والرفعة من التواضع في هذا الطريق .
510 - فالحزن كنز وألمَكُ معدنه ، لكن متي يكون هذا بذي تأثير في الأطفال .
- فالأطفال عندما يستمعون إلى اسم اللعبة ، يصيرون جميعا في سرعة حمار الوحش .
- ويا أيتها الحمر الضريرة في هذه الناحية فخاخ ، وهنا سفاحون مترصدون في هذه الناحية .
- وهنا قوس خفي يطلق السهام من الغيب ، ويصيب الشباب منه مائة سهم من الشيب .
- وليكن خطوك في صحراء القلب ، ففي صحراء الطين لا يوجد فتح .
515 - والقلب عمران أمن أيها الأصدقاء ، فيه عيون ورياض في رياض .
- “ عج إلي القلب وسر يا سارية ، فيه أشجار وعين جارية “ “ 1 “ .
- ولا تذهب إلي القرية فالقرية تجعل المرء أحمق ، وتجعل العقل بلا نور أو رونق .
- وأستمع إلي قول الرسول أيها المجتبي ، “ وفحواه “ أن مقبرة العقل في الريف .
- وكل من يقيم في القرية شهرا كاملا صباح مساء لا يكون عقله كاملا .
520 - وحتى شهر لا يكون عقله كاملا ، فماذا يحصد من القرية إلا عشب القرية .
- وكل من يبقي شهرا في الريف ، تكون الأيام لديه جهلا وعمي .
..............................................................
( 1 ) بالعربية في المتن .
“ 67 “
- وماذا تكون القرية سوى شيخ لم يصل ، تعلق بيديه بالحجة والتقليد .
- وهذه الحواس أمام مدينة العقل الكلي ، كالحمر المعصوبة “ تدور “ في الطاحون .
- فدعك من هذا وتعلق بظاهر الحكاية ، اترك حبات الدر وخذ حبات القمح .
525 - وإذا لم يكن لك طريق إلى الدر فانتبه وخذ القمح ، وإذا لم يكن لك طريق إليه أيضا فامض صوب تلك الناحية .
- وخذ بظاهرة بالرغم من أن الظاهر مضل ، لأن الظاهر يحمل إلي الباطن في النهاية .
- وبداية كل إنسان في الصورة ذاتها ، ثم بعد ذلك “ تنفخ “ الروح التي هي جمال السيرة .
- وما أول كل ثمرة إلا صورتها ، ثم بعد ذلك “ تأتي “ اللذة التي هي معناها .
- إنهم يقيمون مخيما ومعسكرا ، ثم يدعون بعد ذلك الترك إلي الضيافة .
530 - فاعلم أن المخيم هو صورتك والمعنى هو الترك ، واعتبر المعنى بالنسبة لك كالملاح والصور كالفلك .
- واترك هذا من أجل الحق برهة واحدة ، حتى يحرك حمار السيد الجرس .
ذهاب السيد وقومه نحو القرية
- أعد السيد وأولاده جهازا ، وعلي مطاياهم اتجهوا نحو القرية .
- ساقوا فرحين نحو الخلاء ، وأخذوا يرددون “ سافروا كي تغنموا “ .
- فمن الأسفار يصير القمر بدرا تام البهاء ، وبلا أسفار متى صار القمر بدر تمام ؟
“ 68 “
535 - ومن الأسفار يصير بيدق “ الشطرنج “ حصانا ، ومن السفر وجد يوسف الصديق مائة مراد .
- فأحرقوا الوجوه نهارا في ضوء الشمس ، وليلا كانوا يهتدون بالنجم في طريقهم .
- لقد صار الطريق الوعر سهلا أمامهم ، وفرحا بالقرية صار الطريق كأنه الجنة .
- فالمر يصير حلوا “ إذا صدر “ عن ذوى الشفاء الحلوة ، والشوك يصير شارحا للقلوب في الرياض .
- ومن المعشوق يصير الحنظل رطبا ، وتصير الدار مرجا من رفيقة الدار .
540 - وما أكثر المنعمين الذين يحملون الشوك ، أملا في محبوب قمري الوجه وردي الوجنة.
- وما أكثر الحمالين الذين صاروا ممزقي الظهور، من أجل محبوباتهم الفاتنات ذوات الوجوه كالأقمار .
- وذلك الحداد سود وجهه الجميل ، حتى يقبل القمر عندما يجن الليل .
- والسيد مسمر في حانوت حتى الليل ، ذلك أن “سروة“ ممشوقة القوام قد مدت بجذورها في قلبه .
- وتاجر ما يمضي في البر والبحر ، لكي يسرع بحب نحو قعيدة منزل .
545 - إن لكل واحد منهم شهوة مع ميت ، أملا فيمن عنده ملامح حي .
- فذلك النجار اتجه نحو الخشب ، أملا في الحضور بين يدي حسناء فاتنة الوجه .
- فكن مجتهدا علي أمل الحي الذي لا يتحول بعد يومين إلي جماد .
- ولا تختر خسيسا مؤنسا ، فالأنس من خسيس يكون شيئا مستعارا .
- فأين أنسك مع أبيك ومع أمك ، إذا كان هناك وفاء عند مؤنسيك جميعا سوى الحق .
“ 69 “
550 - وماذا جري لأنسك مع الحاضنة والمربي ، إذا كان لأحد غير الحق أن يكون لك عضدا .
- لم يبق أنسك مع اللبن ومع الثدي ، ولم يبق أيضا نفورك من أول مدرسة .
- كان ذلك شعاعا علي جدارهم، وعادت تلك العلامة نحو الشمس ( الساطعة )!!
- وكلما يقع هذا الشعاع علي شيء ، تقوم أنت بعشقه أيها الشجاع .
- وعشقك لكل ما هو في الخليقة ، هو بالنسبة لصفة الحق كان طلاء ذهب .
555 - وعندما ذهب الطلاء الذهبي إلى حال سبيله وبقي النحاس مل منه الطبع وطلقه .
- فاسحب قدمك خارجا من صفاته ذات الطلاء الذهبي ، وكفاك قولا من الجهالة أن الزيف حلو .
- فإن تلك السعادة في الزيف عارية ، وتحت الزينة مادة بلا زينة .
- فالذهب من فوق الزيف يمضى إلي معدنه ، فامض أنت أيضا نحو المعدن حيثما يمضى .
- ويمضى النور من الجدار نحو الشمس ، فامض أنت أيضا نحو الشمس الجديرة بالمعنى .
560 - ومن ذلك الوقت فصاعدا خذ الماء من السماء ، ما دمت لم تر وفاء من القناة .
- وأصل “ الإلية “ لا يكون فخا لذئب ، فمتى يعلم الذئب المهول أصلها ؟
- لقد ظنوا أن الذهب معقود في سلكه ، فأخذ هؤلاء المغرورون يسرعون نحو القرية .
“ 70 “
- وهكذا أخذوا يمضون ضاحكين راقصين ، وأخذوا يدورون حول هذه الساقية .
- وعندما كانوا يرون طائرا يطير نحو القرية ، كان صبرهم “ ينفد “ ويمزق ثوبة “ 1 “.
565 - بل إن كل من كان يأتي من ناحية القرية نحوهم كانوا يقبلون وجهه .
- قائلين له : لقد رأيت وجه حبيبنا ومن ثم فأنت روح للروح وبصيرة لنا .
ملاحظة المجنون لذلك الكلب الذي كان في حي ليلى
- وهذه يشبه المجنون الذي كان يلاطف كلبا ، كان يقبله ويذوب “ رقة “ أمامه .
- كان يطوف حوله خاضعا ، وكان يسقيه محلول السكر صافيا “ 2 “ .
- فقال له فضولي : أيها المجنون الساذج : ما هذا الخبال الذي لا تزال تبديه ؟
570 - إن فم الكلب دائما ما يأكل النجس ، كما أنه ينظف مؤخرته بفمه .
- وعدّد عيوب الكلب الكثيرة ، والذي يعد العيوب لا يظفر بالنذر اليسير عن علام الغيوب .
- فقال له المجنون : إنك بأجمعك صورة وجسد ، فتقدم وانظر إليه بعيني
- إنه هو الطلسم المعقود بالمولي ، وهو أيضا حارس حي “ ليلي “ .
- فانظر إلي همته وقلبه وروحه ومعرفته ، وانظر أي مكان اختاره مقاما له ! ! .
..............................................................
( 1 ) ج / 6 - 347 : - وكل نسيم كان يهب في ناحية القرية ، كأنه كان يرى منهم النفس والروح .
( 2 ) ج / 6 - 365 : - كان يطوف حوله خاضعا ، كما يطوف الحاج حول الكعبة صادقا .
- كان يقبل رأسه وقدمه وسرته ، وكان يسقيه الجلاب صافيا .
“ 71 “
575 - إنه كلب كهفي مبارك الوجه ، بل هو شريكي في الألم وشريكي في اللهفة .
- وذلك الكلب الذي يكون مقيما في حيها ، متي أعطي شعرة واحدة منه في مقابل أسود ؟
- فيا من تكون الأسود غلمان كلابه ، لا إمكان للقول فصمتا والسلام .
- وانكم أن تجاوزتم الصورة أيها الرفاق ، توجد الجنة ورياض في رياض .
- وعندما تحطم صورة “ الذات “ وتحرقها ، فقد تعلمت إذن أن تحطم الصورة الكلية
580 - وبعد ذلك تستطيع أن تحطم كل صورة ، وتكون مثل “ حيدر “ تقتلع باب خيبر .
- لقد صار ذلك السيد السليم ضحية لصورة، إذ أخذ يسعي نحو القرية “ مخدوعا “ بقول سقيم.
- “ وأخذ يمضي “ نحو فخ ذلك المرائي سعيدا ، مثل طائر نحو “ حب “ الابتلاء .
- لقد اعتبر تلك الحبة من الكرم ، وذلك العطاء هو غاية الحرص وليس جودا .
- والطيور المسكينة - طمعا في تلك الحبة - طائرة مسرعة نحو ذلك الاحتيال فرحة .
585 - فلو أنني أخبرك بمقدار فرح السيد ، فإنني أخاف أيها السالك أن أضلك .
- ومن هنا اختصرت ، وعندما ظهرت القرية ، لم تكن القرية المقصودة إذا اختار طريقا أخر .
- فأخذوا يتنقلون من قرية إلي قرية قرابة شهر ، وذلك لأنهم لم يعرفوا طريق القرية جيدا .
“ 72 “
- وكل من مضي في الطريق بلا دليل ، يكون الطريق الذي يستغرق يومين هو طريق مائة عام .
- وكل من يسير نحو الكعبة بلا دليل ، يصير ذليلا مثل هؤلاء الضالين .
590 - وكل من يحترف مهنة بلا أستاذ ، يصير أضحوكة الحضر والريف .
- وليس إلا نادرا في الخافقين أن يخلق أدمي إلا من والدين .
- ويجد المال ذلك الذي يعمل ، ومن النادر أن يظهر كنز .
- فأين المصطفى الذي يكون جسمه روحا ، لكي يعلمه الرحمن القرآن .
- لقد علم كل أهل الجسد بالقلم ، ونشر الواسطة في بذل الكرم .
595 - وكل حريص محروم يا بني فلا تسرع كالحريصين ، وامش الهويني .
- وفي ذلك الطريق كابدوا المشاق والحمي ، كما يكابد الطائر البري العذاب في الماء .
- فضاقوا بالقرية وبالريف ، ومن صب ذلك ليس بأستاذ “ لحديث “ كالسكر .
وصول السيد وقومه إلى القرية وتجاهل
القروي لهم وإنكاره إياهم
- وعندما وصلوا بعد شهر إلي ذلك المكان ، كانوا بلا زاد وكانت المطايا بلا علف .
- فانظر إلى الريفي من سوء نيته ، ماذا يفعل بعد ما قدمه من وعود “ 1 “ .
600 - فهو يخفي عنهم وجهه نهارا ، حتى لا يمدوا أفواهم نحو حديقته .
- ومثل ذلك الوجه الذي كله احتيال وشر أولي بأن تخفيه عن المسلمين .
..............................................................
( 1 ) حرفيا بعد اللتيا والتي أي بعد التفاصح والفيهقة في تقديم الوعود .
“ 73 “
- وهناك وجوه تقف فوقها الشياطين كالذباب وكأنها حرس عليها .
- فعندما تنظر إلي مثل هذا الوجه تقع فيك ، فإما ألا تري هذا الوجه وأما إن رأيته الا تضحك سعيدا .
- وفي مثل هذا الوجه الخبيث العاصي ، قال الله تعالىلَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.
605 - وعندما سألوا ووجدوا منزله ، أسرعوا إلي الباب كأنهم الأهل .
- فأغلق أهل منزله الباب ، وجن جنون السيد من هذا الاعوجاج .
- لكن الوقت لم يكن وقت الغلظة ، وما دمت قد سقطت في البئر فماذا تجديك الحدة ؟
- فبقوا علي بابه خمسة أيام ، في برودة الليل ولفح الشمس في النهار .
- لم يكن البقاء من الغفلة أو الغباء ، كان من الاضطرار والفاقة .
610 - فالكرام يرتبطون باللئام اضطرارا ، والأسد تأكل الجيف من الجوع الشديد .
- لقد كان يراه ويلقي عليه السلام ، قائلا له : أنا فلان . . أنا أسمي كذا .
- فيرد عليه قائلا : وهو كذلك فأي علم لي من أنت . . هل أنت شرير أو قرين للطهر ؟ “ 1 “ .
- فقال “ السيد “ هذه اللحظة صارت شبيهة بالقيامة ، حتى إن الأخ ليفر من أخيه .
- وأخذ يفسر له : إنه أنا ذلك الذي أكلت “ الطعام “ الدسم علي مائدته مثني و “ ثلاث “ .
..............................................................
( 1 ) ج / 6 - 379 : - انني واله ليل نهار في صنعه وليس عندي أدنى اهتمام بعده .
- وليس لي أدنى خبر بذاتى ، وليس لي من وجودي مقدار شعرة .
- وليس عند لبى معرفة إلا بالحق ، وليس في قلب المؤمن سوى الله .
“ 74 “
615 - وفي يوم كذا اشتريت منك ذلك المتاع ، وكل سر جاوز الاثنين شاع .
- وسر الحب بيننا قد سمعه كل الخلق ، ويستحي الوجه عندما يأكل النعمة الحلق .
- فأخذ “ الريفي “ يقول له : ما هذه الترهات التي تتفوه بها ؟
إنني لا أعرفك ولا أعرف اسمك أو مسكنك .
- وفي الليلة الخامسة تلبدت السماء بالسحب وأمطرت ، بحيث كانت السماء نفسها تتعجب من مطرها .
- وعندما بلغت السكين العظم ، دق السيد حلقة الباب صائحا : استدعوا “ السيد العظيم “ .
620 - وعندما جاء بعد إلحاح شديد إلي الباب ، قال : ما الأمر أخرا يا روح أبيك ؟
- قال “ السيد “ : لقد تركت كل هذه الحقوق ، وأقلعت عن كل ما كنت أفكر فيه .
- لقد ذقت كبد خمس سنوات في خمسة أيام ، وروحي مسكينة في هذه الحرارة والاحتراق .
- وجفاء واحد من الأهل وذوي القربى في ثقله كأنه مضاعف آلاف الأضعاف “1”.
- ذلك أن القلب لم يألف جورا أو جفاء من ذلك الذي اعتادت روحه علي لطفه ووفائه .
625 - وكل ما هو “ جار “ علي الناس من بلاء وشدة ، أعلم يقينا أنه علي خلاف العادة .
- ثم قال : أيتها الشمس وحبك إلي زوال ، لو أنك سفكت دمي فهو لك حلال .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : كأنه ثلاثمائة ألف
“ 75 “
- إن الليلة ممطرة فأعطنا ركنا نأوي إليه ، و “ جازاك الله “ بأن تجد الزاد يوم القيامة .
- فقال الريفي : هناك ركن وهو للناطور ، وهو حارس “ الحديقة “ وهناك ذئب .
- ففي كفه سهم وقوس من أجل الذئب ، حتى يقتله إذا أتي ذلك الذئب المفترس .
630 - فإذا “ قبلت “ أن تقوم بهذه المهمة فالمكان لك ، وإلا تفضل وابحث عن مكان أخر .
- فقال “ السيد “ : بل أقوم بمائة مهمة ، فقط أعطني مكانا ، وضع هذا القوس والسهم في يدي .
- ولن أنام بل سأقوم بحراسة الكرم ، وإذا أتي الذئب أصبت رأسه بالسهم .
- فبحق الله لا تتركني هذه الليلة أيها القاسي ، ماء المطر ينصب فوق رأسي وقدمي في الطين .
- فأخلي الركن وذهب إليه مع عياله وهو مكان ضيق لا سعة فيه .
635 - فركبوا كأنهم الجراد بعضهم فوق بعض ، “ وانكمشوا “ خوفا من السيل في ركن من الغار .
- وظلوا جميعا طوال الليل يقولون : يا الله . . . هذا هو جزاؤنا . . . هذا هو جزاؤنا . . هذا هو جزاؤنا .
- هذا هو جزاء من يصادق الأخساء ، أو يقدم الإحسان لمن ليس أهلا له .
- هذا هو جزاء من يترك في سبيل طمع لا يتحقق محضر تراب الكرام .
- وإن لعق تراب الأطهار وجدرانهم ، أفضل من العوام وكرمهم ورياضهم .
640 - وأن تكون عبدا لامريء مستنير القلب ، أفضل لك من أن تصير علي مفرق الملوك .
“ 76 “
- ومن ملوك التراب لن تجد يا رسول السبل “ المتفرقة “ إلا أصوات الطبول .
- إن أهل الحضر أنفسهم أشبه بقطاع الطرق بالنسبة للروح ، وماذا يكون الريفي إلا أحمق بلا فتوح .
- هذا جزاء ذلك الذي دون تدبير من العقل ، أتاه صوت “ الغول “ فاختاره نقلا .
- وعندما ينتقل الندم من القلب إلي الشغاف ، فلا جدوي من ذلك الوقت فصاعدا من الاعتراف .
645 - كان ذلك القوس والسهم في يده ، و “ ظل “ باحثا عن الذئب طوال الليل من ناحية إلي أخري .
- ولما كان الذئب مسيطرا عليه كأنه الشرر ، فقط ظل باحثا عن الذئب غافلا عن “ ذئبه “ الذي بين جنبيه .
- وصارت كل بعوضة وكل برغوث مثل ذئب ، وأخذوا في لدغهم في تلك الخرابة .
- ولم تكن هناك فرصة حتى يطرد البعوض ، رعبا من هجوم الذئب الضاري .
- فما لم يأت الذئب ويجندل قتيلا ، فإن الريفي سوف يقتلع لحية السيد .
650 - وهكذا ظلوا حتى منتصف الليل تصطك أسنانهم ، حتى بلغت الروح منهم الحلقوم .
- وفجأة أطل تمثال لذئب هزيل من فوق تل .
- فأطلق السيد سهمه من القوس ، وضرب ذلك الحيوان حتى جندله ذليلا ،
“ 77 “
- وعند سقوط الحيوان أفلتت منه حبقه “ 1 “ ، فصاح الريفي ضاربا كفا بكف .
- “ وصاح قائلا “ : أيها الفدم إنه جحشي ، فقال : لا بل هو ذئب كأنه الشيطان .
655 - وفيه أمارات الذئبية ظاهرة ، كما أن شكله ينبيء عن ذئبيته .
- قال الريفي : لا وإن الريح التي انطلقت من مؤخرته ، أعرفها كما أعرف الماء من الخمر .
- لقد قمت بقتل جحشي في الرياض ، فلا كان لك أبدا بسط من الانقباض .
- قال “ الحضري “ : من الأفضل أن تتحري الأمر ، فالوقت ليل والشخوص في الليل محتجبة عن الناظر .
- إن الليل يحدث كثيرا من الشبهات ويبدل كثيرا ، وليس لكل امريء نظر صائب في الليل .
660 - وهي سواء الليل والغيوم والمطر المنهمر ، هذه الظلمات الثلاث تتسبب في أخطاء كثيرة .
- قال : إنها بالنسبة لي كالنهار المنير ، فأنا أعلم بحبق جحشي .
- وأنا أعرف هذه الريح من بين مائة ريح كما يعرف المسافر زاده .
- فقفز السيد وتقدم غير هياب وأمسك بخناق الريفي .
- قائلا له : أيها الأبله اللص المخادع ، يا من قد تعاطيت الحشيش والأفيون معا .
665 - إنك في الظلمات الثلاث تعرف ريح الحمار ، فكيف لا تعرفني يا دائر الرأس .
..............................................................
( 1 ) حبقه : أي ضرطة .
“ 78 “
- وذلك الذي يعرف “ الجحش “ “ 1 “ في منتصف الليل ، كيف لا يعرف رفيق عشر سنوات ؟
- إنك تجعل من نفسك عارفا ووالها ، بينما تحثو عين المروءة بالتراب ! !
- ولا تفتأ تقول : أنا لا علم لي بنفسي . . ولا مجال في قلبي إلا لله ،
- وما أكلته بالأمس لا أذكره ، وهذا القلب “ الذي لي “ لا يسعد إلا بالحيرة .
670 - إنني عاقل ومجنون بالحق فاذكر ذلك ، واعذرني في غيبتي هذه عن نفسي .
- وذلك الذي يأكل الميتة أي النبيذ ، فاسلكه أيها الشرع في عداد المعذورين .
- وليس للمثل أو من هو في غيوبة الحشيش من طلاق وبيع ، فهو كالطفل معاف ومعتق .
- والسكر الذي يتأتي من عبير الملك الفرد ، لا يفعل مائة دن خمر فعله في الرأس واللب .
- فكيف إذن يجوز علي “ من يعانيه “ التكليف ، لقد سقط الجواد وصار بلا أقدام أو قوائم .
675 - وفي الدنيا من الذي يضع حملا فوق جحش ؟ ومن الذي يقوم بتعليم “ أبي مرة “ ( إبليس ) الفارسية ؟
- إنهم ينزلون الحمل من “ فوق الدابة “ عندما تصاب بالعرج ، ولقد قال الحق” لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ “ *.
- “ إنك لا تفتأ تقول “ صرت أعمي أمام نفسي وبصيرا بالحق ، إذن فأنا معافي من القليل والكثير .
..............................................................
( 1 ) في النص العجل وذلك لكي يوفق مولانا صنعه الجناس ومن الأوفق للسياق أن يكون الجحش .
“ 79 “
- وتثرثر عن الفقر والانسلاخ عن الذات ، وعندك صيحات وجد سكاري الإله .
- وتظل تقول : لا أعرف الأرض من السماء ، فإذا بغيره “ الإله “ تقوم بامتحانك أي امتحان ! !
680 - وهكذا فضحتك ريح جحش ، وقامت بإثبات “ ما ادعيته “ من نفي ذاتك .
- وهكذا يفضح الحق المحتال ، وهكذا يأخذ الصيد الهالع .
- وهناك مئات الآلاف من أنواع الامتحان أيها الأب “ ومع ذلك “ فكل واحد يقول لقد أصبحت حاجب الباب .
- وإذا لم يكن العوام يعرفونه “ علي حقيقته “ من الامتحان ، فان الناضجين يبحثون عن أمارات إلي طريقه .
- وعندما يدعي أحد مهنة الحياكة ، فإنه يلقي أمامه بأطلس من النوع الفاخر .
685 - قائلا له : اصنع من هذا فراجة واسعة ، ومن الامتحان يبرز له قرنان .
- وإذا لم يكن هناك امتحان لكل شرير ، لكان كل مخنث بطلا في الوغي كرستم .
- فافترض أن المخنث مدرع من الحديد ، لكنه عندما يري الطعان يسقط كأنه الأسير .
- وكيف يصير ثمل الحق مفيقا من ريح الدبور ؟ إنه ثمل الحق لا يفيق ولو بنفخ الصور .
- وخمر الحق تكون حقا ولا تكون باطلا ، لقد شربت المخيض شربت المخيض شربت المخيض .
690 - وجعلت من نفسك الجنيد وبايزيد، قائلا امض عني إنني لا أعرف الطبر من المفتاح.
“ 80 “
- فكيف تجعل خبث الجبلة والكسل والحرص والطمع مختفية بالمكر أيها الأفاق ؟ !
- أتجعل من نفسك منصورا الحلاج ، ثم تضرم النيران في أقطان الرفاق ؟
- وأنت لا تفتأ تقول : لا أعرف عمر من أبي لهب ، “ ثم تقول “ أعرف ربح جحشي في منتصف الليل .
- أيها الحمار ومن يصدقك يكون حمارا ، ويجعل نفسه أصم وأعمي من أجلك .
695 - فكفاك اعتبار نفسك من السالكين ، إنك رفيق لمن يتبرزون في الطريق ، فلا تتحدث بالهذر .
- وطر ثانية من المكر تجاه العقل سريعا ، فمتي يحلق في السماء جناح المجاز ؟
- لقد ادعيت أنك عاشق للحق ، لكنك مارست العشق مع الشيطان الأسود .
- والعاشق والمعشوق يشدان معا يوم القيامة بحل واحد ويساقان بعنف زوجا زوجا .
- فماذا إظهارك لنفسك ذاهلا فاقد الوعي ؟ وأين دم الكرم وقد شربت دماءنا .
700 - وتقول : “ امض فأنا لا أعرفك وانصرف عني ، إنني أنا العارف الذاهل وأنا بهلول القرية “ .
- وكل ما تتوهمه عن القرب من الحق ، أن صانع الطبق لا يكون بعيدا عن الطبق .
- ولا تري أن قرب الأولياء ، فيه مائة كرامة وشأن وأبهة .
“ 81 “
- فالحديد يصير من داود كأنه الشمع ، والشمع في يدك يكون مثل الحديد .
- فالقرب من حيث الخلق ومن حيث الرزق عام للجميع ، والقرب من وحي العشق لهؤلاء الكرام .
705 - فالقرب علي أنواع أيها الأب ، والشمس تشرق علي الجبل وعلي الذهب .
- لكن هناك قربا للشمس مع الذهب ، لا يكون الصفصاف علي علم به .
- والغصن اليابس والأخضر كلاهما قريب من الشمس ، ومتي توارت الشمس عن كليهما بالحجاب .
- لكن أين تلك القربة للغصن الأخضر الذي تأكل أنت منه الثمار الناضجة ؟ !
- من قربة الغصن اليابس من تلك الشمس ؟ قل له اظفر بشيء غير الإسراع نحو التيبس ! ! “ 1 “ .
710 - فلا تكن ثملا إلي ذلك الحد أيها المجنون الذي يجعلك تندم عندما تعود إلي وعيك .
- بل كن مثل أولئك السكاري الذين تتحسر العقول الناضجة منهم عندما يثملون .
- ويا من أنت كالقط لم تصد سوي فأر عجوز ، لو أنك بهذه الخمر تستطيع أن تصيد أسدا فصد أسدا .
- ويا من احتسيت من خيال الكأس هباء ، لا تغرب كسكاري الحقائق .
- إنك تتمايل هذه الناحية وتلك الناحية كالثمل ، فيا من أنت من هذه الناحية ليس مسموحا لك بتلك الناحية .
..............................................................
( 1 ) ج / 6 - 383 : انظر إلى الغصن اليابس في قرب الشمس ، هل ينال غير الجفاف شيئا آخر .
“ 82 “
715 - فلو وجدت الطريق إلي تلك الناحية بعد ذلك ، تمايل برأسك حينا إلي هذه الناحية وحينا إلي تلك الناحية .
- وإنك بجملتك منسوب إلي هذه الناحية فلا تثرثر عن تلك الناحية ، وما دمت لا تملك الموت فلا تقتلع روحك عبثا .
- وذلك الذي روحه كالخضر بحيث يهلع منه الموت ، يجوز له ألا يعرف مخلوقا .
- وإنك لتجعل الفم حلوا من لذة متوهمة ، وتقوم بالنفخ في قربتك فتجعلها ضخمة .
- ثم تفرغها من الريح بإبرة واحدة ، فلا كانت مثل سمنة الجسد هذه ( نصيبا ) لعاقل .
720 - وإنك لتصنع أنية من الثلج في الشتاء ، فمتي تفي لتلك الآنية عندما تري الماء .
سقوط ابن آوى في دن صباغ وتلونه وادعاؤه
الطاووسية بين أبناء آوى
- سقط ابن أوي في دن صباغ ، ومكث في ذلك الدن برهة من الزمن .
- ثم خرج وقد تلون جلده قائلا : لقد صرت طاووس عليين .
- لقد وجد شعرا ملونا ذا رونق حسن ، وجعلت الشمس تلك الألوان تلمع
- لقد رأي نفسه أخضر وأحمر وأزرق وأصفر ، فعرض نفسه علي أبناء أوي .
725 - فصاحوا جميعا : يا أُبين أوي ما الخبر ؟ إن الانتشاء قد تضاعف
“ 83 “
في رأسك .
- وابتعدت اختيالا ومرحا عنا . . فمن أين أتيت بهذا الكبرياء ؟
- وتقدم أحد أبناء أوي منه قائلا : يا فلان : أهذا مكر أم صرت من سعداء القلوب ؟
- هل مكرت حتى تصعد علي المنبر ، حتى تصيب هؤلاء الخلق بالحسرة من نفاجك ؟
- لقد سعيت كثيرا فلم تجد قبولا ، ثم أظهرت التوقح من مكرك .
730 - إن القبول للأولياء والأنبياء ، والتوقح هو ملاذ كل مراء محتال .
- وذلك لكي يجذبوا انتباه الخلق إليهم قائلين : نحن أطهار وهم في الباطن في غاية الشر “ 1 “ .
دهان رجل نفاج لشاربه وشفتيه كل صباح بجلدة إليه وخروجه
قائلا بين أصدقائه : أكلت كذا وكذا
- وجد شخص متواضع الحال جلد ألية خروف ، فكان كل صباح يدهن شاربه به .
- ثم يمضي فيجلس بين المرفهين قائلا : لقد أكلت لحما سمينا في المحفل .
- ويضع يده فوق شاربه متهللا ، إشارة تعني : انظروا إلى الشارب .
735 - هذا هو دليل صدق قولي ، وهذه أمارة أكل الدسم والحلو .
- وكانت بطنه تقول له بلا صوت : أباد الله كيد الكائدين .
- إن تنفجك قد وضعنا على النار ، ألا اقتلع اللّه شاربك المدهون .
..............................................................
( 1 ) ج / 6 - 407 : وليس إلا الحيلة والمكر والعناد ، جهاز لمن اسودت وجوههم .
“ 84 “
- فإن لم يكن تنفجك القبيح أيها الشحاذ ، لرحمنا أحد الكرماء .
- ولو أظهرت العيب وقللت الاعوجاج ، لصنع له أحد الأطباء دواء .
740 - لقد قال الحق لا تحرك الأذن والذيل باعوجاج ، إذ “ ينفعن الصادقين صدقهم “ .
- فلا ترقد باعوجاج أيها الجنب ، وأبد ما لديك و “ استقم “ .
- وإن لم تعترف بعيبك مرة اصمت ، ولا تقتل نفسك من التظاهر ومن الرياء “ 1 “ .
- وإذا وجدت شيئا حاضرا فلا تفتح فمك ، ففي الطريق أحجار الامتحان .
- وقبل أحجار الامتحان أيضا ، هناك امتحانات في أحوالك .
745 - لقد قال الله تعالى : إنهم من الميلاد إلي الحين “ الوفاة “ ، يفتنون في كل عام مرتين .
- وهناك امتحان فوق امتحان أيها الأب ، فحذار ولا تثر نفسم بأقل امتحان “ 2 “ .
اطمئنان بلعام بن باعوراء الذي امتحنه الحق كثيرا
وخرج موفقا أبيض الوجه
- لقد صار بلعم بن باعوراء وإبليس اللعين مهانين من الامتحان الأخير “ 3 “ .
- فذاك “ الرجل النفاج المدعي “ كان يدعي ميل الحظ إليه ، بينما تقوم معدته بلعن شاربه .
..............................................................
( 1 ) ج / 6 - 409 : ولا تعتمد كثيرا على شاربك المدهون ، فإن القط سرق الالية صامتا .
( 2 ) ج / 6 - 409 : ولا تكن آمنا من امتحانات القضاء ، وخف من الفضيحة ، يا رفيقا في العبودية ! !
( 3 ) ج / 6 - 4286 : كانا آمنين من مكر الله على ، فقد اجتازا امتحانات ثم افتضحا في النهاية ولعلك سمعت حديثهما .
“ 85 “
- قائلة : اللهم ابد ما يخفيه وافضحه فقد قضي علينا وأحرقنا .
750 - فكل أجزاء جسده خصوم له ، فهو يدعي أنه في الربيع وهي في زمهرير الشتاء .
- وإن الادعاء يقتلع عطايا الكرم ، كما أنه يجتث غصن الرحمة من جذوره .
- فتحدث بالصدق أو فاصمت ، وأنذاك انظر إلي الرحمة وارتو منها .
- وذلك الذي بطنه في خصومة مع شاربه ، رفعت أكف الدعاء في السر قائلة :
- يا إلهي افضح تنفج اللئام هذا ، حتى تتحرك نحونا رحمة الكرام .
755 - فاستجاب الله لدعاء تلك البطن ، وكشفت حرقة الحاجة الأمر علي الملأ .
- إذ قال الحق : حتى ولو كنت فاسقا وعابد صنم ، فإنك عندما تدعوني استجب لك .
- فالزم الدعاء جيدا وابتهل ببكاء ، وهو في النهاية سوف ينجيك من برائن الغول .
- وعندما سلمت البطن أمر نفسها لله ، جاء قط وسرق جلد تلك الإلية .
- وطاردوا القط لكنه هرب ، وهرب لون الطفل خوفا من عقاب أبيه .
760 - فجاء وسط المجلس ذلك الطفل الصغير ، وأذهب ماء وجه الرجل المتنفج .
- وقال : إن تلك الشحمة التي كنت تدهن بها شفتيك وشاربك كل صباح .
- قد جاء قط فجأة وسرقها ، وقد جريت خلفه كثيرا دون نتيجة تذكر .
- فأغرق الحاضرون في الضحك متعجبين ، ثم تحركت شفقتهم عليه .
“ 86 “
- فدعوه وأشبعوه ، وغرسوا بذور الرحمة في أرضه .
765 - وعندما رأي لذة الصدق من الكرام ، صار عبدا للصدق بلا كبرياء “ 1 “ .
ادعاء ابن آوى الذي وقع في دن الصباغ الطاووسية
- جاء ابن أوي الملون ذاك وهمس في أذن اللائم قائلا له :
- “ انظر إليّ اخر الأمر وإلي لوني ، فليس هناك وثني لديه وثن بهذا الجمال “ .
- لقد صرت كالروضة جميلا ذا مائة لون ، فاسجد لي ولا تتمرد علي .
- وانظر إلي الأبهة والعظمة وإلي الرواء والحسن ، وادعني فخر الدنيا وركن الدين .
770 - لقد صرت مظهرا للطف ، وصرت لوحا يشرح الكبرياء الإلهي .
- يا أبناء أوي : حذار من مناداتي بابن اوي ، فمتي كان لابن اوي كل هذا الجمال ؟ !
- فتجمع أبناء اوي حوله ، كما يتجمع الفراش حول الشمع .
- قائلين : إذن فماذا تناديك . . قل أيها العظيم ، فأجاب : “ نادوني “ الطاووس الفحل كأنه كوكب المشتري .
775 - فقالوا له : إن طواويس الروح تتجلي في الرياض .
- فهل تتجلي أيضا ؟ قال : لا فكيف أتحدث عن مني وأنا لم أذهب إلي البادية ؟
- فقالوا له : إذن فهل تصدح كالطواويس ؟ قال : لا قالوا لست بطاووس يا سيد أبا العلا .
..............................................................
( 1 ) ج / 6 - 433 : واجعل الصدق ديدنك على الدوام ، حتى تصبح حسن السمعه في الدارين .
“ 87 “
- إن خلعة الطاووس هبة من السماء ، فكيف تبلغها أنت باللون والادعاء ؟
.