الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي ومعنى لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي على مدونة عبدالله المسافر بالله
الملك إياز ومعنى أرنا الأشياء كما هي ومعنى لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
في معنى [ أرنا الأشياء كما هي ]ومعنى [ لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ]
وقوله : في كل ما تنظر إليه بعين السوء إنما تنظر إليه من كوة وجودك
و " الدرجة العوجاء تلقي ظلا أعوج "
1975 - أيتها الديكة ، تعلمي الصياح منه ، فهو يصيح من أجل الحق ، لا من أجل دانق .
- إن الصبح الكاذب يأتي ولا يخدعه ، والصبح الكاذب هو الدنيا بخيرها وشرها .
- وأهل الدنيا أصحاب عقول ناقصة ، بحيث ظنوها صبحا صادقا .
- ولقد حطم الصبح الكاذب القوافل التي خرجت على أمل الصباح .
- فلا كان الصبح الكاذب مرشدا للخلق ، فلقد أذهب كثيرا من القوافل أدراج الرياح .
1980 - ويا من صرت رهنا للصبح الكاذب ، لا تقل عن الصبح الصادق أنه أيضا كاذب .
- فإن لم يكن عندك أمان من النفاق والسوء ، فمن أي شيء تظن برفيقك نفس الظن ؟
- وقبيح الفعل غالبا ما يكون سئ الظن ، إنه يقرأ في حق رفيقه كتابه هو .
- وأولئك الأخساء الذين ظلوا على ضلال ، سموا الأنبياء السحرة والضالين .
- وأولئك الأمراء الأخساء صناع الزيف ، ظنوا نفس الظن بالنسبة لحجرة إياز .
1985 - وأن له فيها دفينة وكنزا ، فلا تنظر إلى الآخرين من مرآة " نفسك
“ 223 “
- كان الملك نفسه يعرف براءته وطهره ، وكان هذا البحث والتجسس من أجلهم هم .
- فأخذ يقول : أيها الأمير ، افتح باب تلك الحجرة في منتصف الليل ، عندما يكون غافلا عنها .
- حتى تظهر أنواع مكره ومن بعد ذلك علينا نحن عقابه .
- لقد وهبتكم أنا ذلك الذهب والجواهر ، ولا أريد من تلك الأموال إلا الخبر .
1990 - لقد كان يقول ذلك القول وقلبه يخفق من أجل إياز الذي لا نظير له .
- وكان يتساءل بينه وبين نفسه : هل هو أنا الذي يقول هذا الكلام ؟ ! وإلام يصير حاله إذا سمع هذا الجفاء ؟
- ثم يعود ويقول : بحق دينه ، إن ثباته ووقاره أعظم من أن ، - يتطير أو يضيق من قولي القبيح ، أو يجهل الغرض الحقيقي من فعلي هذا .
- وعندما يرى المبتلى تأويلات الألم ، يراه كسبا ، فمتى يصير ذاهلا منه ؟
1995 - وصاحب التأويل والتفسير إياز الصابر ، الذي هو ناظرٌ إلى بحار العواقب ،
- مثل يوسف عليه السّلام ، ورؤى صاحبي السجن ، تعبيرها أمامه واضح للعيان .
- وإذا لم يدرك الرجل الصالح تفسير رؤياه ، متى يكون واقفا على أسرار رؤى الغير ؟ !
- وإني إن ضربته مائة ضربة بالسيف على سبيل الامتحان ، فلن تضعف علاقة ذلك الشفوق الرحيم بي .
“ 224 “
- إذ أنه يعلم أنني أضرب نفسي بهذا السيف ، إنني هو في الحقيقة ، وهو أنا .
بيان اتحاد العاشق والمعشوق على وجه الحقيقة بالرغم من أنهما متناقضان تناقض الاحتياج والاستغناء ، كالمرآة الخالية ولا صورة فيها ، وانعدام الصورة متناقض مع وجودها ،
لكن بينهما اتحادا في الحقيقة يطول شرحه والعاقل تكفيه الإشارة
2000 - اشتكى المجنون مرضا في جسده فجأة من جراء الفراق والهجر .
- لقد جاش دمه من لهيب الشوق ، فظهرت عليه أعراض مرض الخناق .
- وجاء الطبيب ليداويه ، فقال : لابد من فصده .
- ينبغي فصده من أجل دفع الدم ، واستدعى فصادا بارعا في صنعته .
- فربط ساعده ، وأمسك بمبضعه ، فصاح به على الفور ذلك العاشق بطبعه
2005 - وقال : خذ أجرك ، ودعك من الفصد ، وإذا مت ، قل للجسد الذي اهترأ : ألا فلتمض .
- فقال له : ما الذي تخشاه آخر الأمر من هذا ؟ إنك لا تخاف من أسد العرين .
- فالأسد والذئب والدب ، وكل حمار وحش ووحش ، قد تجمعت حولك طوافة بالليل .
- فهي لا تشم فيك رائحة بشر ، من فرط الوجد والعشق الذي أدمى كبدك .
- إن الذئب والدب والأسد تعلم ما هو العشق ، وأقل من كلب ذلك الذي لا يبصر العشق .
“ 225 “
2010 - فإن لم يكن في الكلب عرق من العشق ، فمتى كان كلب أصحاب الكهف باحثا عن " أرباب " القلوب ؟
- وهناك كلاب كثيرة على شاكلته في هذه الدنيا ، وإن لم تتل شهرته .
- وإنك لم تفهم النزر اليسير عن قلب من هو من جنسك ، فمتى تعرف شيئا عن قلوب الذئاب والنعاج ؟
- فإن لم يكن عشق ، متى كان الوجود يصبح وجودا ؟ ومتى تبدل الخبز إلى وجودك أنت ؟
- فمن أين صار الخبز لك ؟ من العشق والاشتهاء ، وإلا متى كان للخبز طريق إلى الروح ؟
2015 - إن العشق هو الذي يجعل الخبز الميت روحا ، وهو الذي يجعل الروح الفانية خالدة .
- قال المجنون : إنني لا أخاف من المبضع ، بل إن صبري عليه أكثر من الجبل الراسخ .
- وأنا مشرد لا يستريح جسدي دون جراح ، إنني عاشقٌ أحوم حول الجراح .
- لكن وجودي ممتليء بليلى ، وهذا الصدف مليء بصفات ذلك الدر .
- وأخاف أيها الفصاد إن قمت بفصدى ، أن يخز مبضعك ليلى فجأة .
2020 - ويعلم ذلك العاقل الذي نور قلبه ، أنه لا فرق هناك بيني وبين ليلى . “ 1 “
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 597 : - فمن أكون أنا ؟ أنا ليلى ، ومن ليلى ؟ هي أنا ، نحن روح واحدة سكنا بدنين .
“ 226 “
سأل معشوق عاشقا : هل تحبني أكثر أو تحب نفسك ؟
قال : لقد مت عن نفسي وصرت حيا بك وفنيت عن ذاتي وصفاتي وصرت موجودا بك ، ونسيت علمي وصرت عالما بعلمك ،
ونسيت قدرتي وصرت قادرا بقدرتك ، فإن أحببت نفسي فكأني أحبك ،
وإن أحببتك فكأني أحب نفسي :
كل من تكون له مرآة اليقين * يكون ناظرا إلى الله وإن كان ناظرا إلى نفسه
أخرج من صفاتك إلا خلقي ، من رآك رآني ، ومن قصدك قصدني ، وعلى هذا المنوال
- ذات صبوح ، قال محبوب لمحبوبه على سبيل الاختبار ، قل لي يا فلان ابن فلان ،
- هل تحبني أكثر أو تحب نفسك ، هيا قل لي يا ذا الكرب ؟
- قال : لقد صرت فانيا فيك ، بحيث صرت ممتلئا بك من الرأس إلى القدم ، - فلم يعد لي من وجودي إلا الاسم ، وليس في وجودي إلاك يا حسن الثغر
2025 - لقد فنيت بحيث صرت ك " قطرة " من خل ، ذائبا فيك أنت يا بحرا من عسل .
- مثل حجر يصير بأجمعه ياقوتا خالصا ، إذ يمتليء هو بصفات الشمس .
- ولا تبقى فيه صفات الحجر ، ويمتليء بصفات الشمس وجها وظهرا .
- ومن بعد ذلك إن أحب نفسه ، يكون حبه كله للشمس أيها الفتى .
- وإن أحب الشمس بكل كيانه ووجدانه ، يكون حبه لنفسه دون " أدنى " شك .
2030 - سيان إذن حب ذلك الياقوت الخالص لنفسه ، وحبه للشمس .
- وبين هذين الحبين لا فرق هناك يذكر ، فلا يوجد في كلا الجانبين إلا الضياء " النابع " من المشرق .
“ 227 “
- إنه إن لم يصر ياقوتا فهو عدو نفسه ، لا تكون هناك آنية واحدة ، بل آنيتان .
- ذلك أن الحجر ظلماني أعشى في ضوء النهار ، والظلماني في الحقيقة عدو للنور .
- وإنه إن أحب نفسه آنذاك يكون كافرا ، ذلك أنه يكون جاحدا للشمس الكبرى .
2035 - ومن ثم لا يليق بالحجر أن يقول أنا ، إنه ظلماني وفي معرض الفناء
- فقد قال فرعون : أنا ربكم الأعلى وصار ذليلا ، وقال ابن منصور : أنا الحق فنجا .
- فإن تلك ال " أنا " ( من فرعون ) قد استتبعت لعنة الله ، أما هذه الأنا ( من المنصور ) فلها رحمة الله أيها المحب .
- ذلك أن فرعون كان حجرا مظلما ، وكان " منصور " عقيقا ، كان ذاك عدوا للنور ، وكان هذا محبا عاشقا .
- إن " أنا " المنصور هي " هو " في باطنها وحقيقتها أيها الفضولي ، إنها من اتحاد النور ، لا من الإعتقاد في الحلول .
2040 - فجاهد حتى تقل فيك طبيعة الحجر ، وحتى يصبح حجرك منورا ب " طبيعة " الياقوت .
- واصبر في الجهاد وفي الفناء ، وشاهد دائما البقاء في الفناء لحظة بعد أخرى .
- وكلما قل فيك وصف الحجرية ، ازداد فيك وصف الياقوتية ثباتا وإحكاما .
- يمضي وصف الوجود عن جسدك الفاني ، ويزداد وصف السكر في رأسك .
“ 228 “
- فصر بأجمعك سمعا وكأنك أذن ، حتى تجد قرطا من حلقة الياقوت .
2045 - ومثل حفار الآبار ، دوام على إخراج التراب إن كنت إنسانا ، حتى تصل إلى الماء من ذلك الجسد الترابي .
- وإن جذبة الحق لو وصلت إلى الماء المعين ، لانبثق البئر من الأرض دون حفر .
- لكن داوم على العمل ، ولا تعول على هذا الأمر كثيرا ، وداوم على إخراج التراب قليلا قليلا من البئر .
- فقد وجد الكنز كل من تجشم المشاق ، وكل من جد ، أتاه الجد والإقبال .
- فقد قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم إن الركوع والسجود ، هو دق لحلقة الوجود على باب الحق .
2050 - وكل من يقرع حلقة ذلك الباب ، ، يطل له الإقبال برأسه منه . “ 1 “
مجيء ذلك الأمير النمام مع القواد والعسكر في منتصف الليل لفتح حجرة إياز
ورؤيتهم للرداء الجلدي والحذاء القديم معلقين ،
وظنهم أن ذلك حيلة ومكر وتعمية ، وحفرهم لأرضية الحجرة في كل ركن يعن لهم ، وحفر الحفر ونقب الجدران ، وعدم عثورهم على شيء ، وخجلهم وشعورهم بالخيبة ، كمن ساء ظنهم وتوهموا ما ليس بكائن عن الأنبياء والأولياء ، إذ كانوا يقولون أنهم سحرة صنعوا أنفسهم ، وتصوروا عليهم ، وبعد البحث والتفحص يخجلون ويندمون ،
حيث لا يجدى الخجل والندم
- لقد انطلق هؤلاء الأمناء " ! ! " إلى باب الحجرة ، طالبين للكنز والذهب والجرار المدفونة .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 589 : - عد وأعد القول في قصته ، أقصد إيازا ، وماذا جرى من أحواله .
“ 229 “
- وبشغف شديد أخذ هؤلاء الأشخاص المعدودون يفتحون القفل ، وبمائتي علم وفن .
- ذلك أن القفل كان صعبا ، وكان لسانه ملتويا ، كان قد أحسن اختياره .
- ليس بخلا بالفضة والمال والذهب الخالص ، بل من أجل كتم السر عن العوام
2055 - " كان يقول لنفسه " : إن جماعة تطوف حول ظن السوء ، وجماعة أخرى تسميني المشعوذ المحتال .
- وصاحب الهمة تكون عنده أسرار الروح ، أكثر حفظ عن العوام من ياقوت المنجم .
- والذهب أغلى من الروح عند البلهاء ، لكنه عند الملوك فداء الروح .
- كانوا يسرعون بنشاط من حرصهم على الذهب ، ، ومانت عقولهم تقول لهم :
إمشوا الهوينى .
- إن الحرص يسرع عبثا نحو السراب ، فيقول له العقل : انظر جيدا ، ليس هذا بماء .
2060 - ولقد غلب الحرص وصار الذهب كالروح ، واختفت آنذاك صيحات العقل المحذرة .
- فصار حرص المرء أضعافا مضاعفة ، واختفت حكمة " عقله " وإشاراته .
- وذلك حتى يسقط في بئر الغرور ، وحينذاك يسمع الملامة من " عقل " الحكمة
- وعندما تحطم كبرياؤه من قيود الشراك ، وجدت النفس اللوامة السيطرة عليه .
- وما لم تصطدم رأسه بجدار البلاء ، فإن أذنه الصماء لا تسمع نصيحة القلب .
“ 230 “
2065 - والأطفال من حرصهم على حلوى الجوز والسكر ، يجعلون كلتا الأذنين أصمين عن النصح .
- وعندما تبدأ آلام القروح عند " الطفل " ، تتفتح كلتا أذنيه لسماع النصح .
- ولقد فتحوا الحجرة بحرص وبشغف شديد ، في تلك اللحظة ، هذا النفر .
- وتقاطروا من الباب متزاحمين ، تقاطر الهوام في المخيض المتعفن .
- إنها تسقط فيه بعشق واندفاع ، ولا إمكان للأكل منه ، والجناحان مقيدان
2070 - ونظروا إلى اليسار وإلى اليمين ، ووجدوا حذاءً ممزقا وسترة جلدية .
- لكنهم غادوا يقولون : إن هذا المكان لا يخلو من شبهة ، والحذاء لا يوجد هنا إلا من أجل التعمية .
- هيا هاتوا السفافيد الحادة ، وتحسسوا وجود الحفر والقنوات المغطاة .
- وقاموا بالحفر في كل موضع ، وجدوا في البحث ، وحفرت الحفر العميقة والآبار .
- كانت الحفر تصيح بهم في تلك اللحظة " نحن حفر خالية ، أيها الدنسين .
2075 - فأخذوا يحسون بالخجل من ذلك التفكير ، وأخذوا يردمون الحفر ثانية .
- وأخذوا يحوقلون بينهم وبين أنفسهم كثيرا، فلقد بقيت طيور طمعهم " محرومة " من الحب.
- ومن تلك الضلالات التي كانت تسوقهم عبثا ، كان نقب " الجدران " و " كسر " الباب تشى بها .
- فلم يكن في الإمكان دهان تلك الجدران ، ولا إمكان هناك للإنكار مع إياز
“ 231 “
- فالجدار وساحة الحجرة يشهدان عليهم ، إن تظاهروا بالبراءة بشكل خادع . “ 1 “
2080 - أخذوا يرجعون إلى الملك خجلين صفر الوجوه ، تعلو " وجوههم غبرة " .
عودة النمامين من حجرة إياز إلى الملك وهم خلاة الوفاض خجلين مثل أولئك الذين
أساءوا الظن في حق الأنبياء عليهم السلام عند ظهور براءتهم وطهرهم ،
مصداقا لقوله تعالى يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ وقوله تعالى
تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ- قال الملك قاصدا :
هه ؟ ما الأحوال ؟ ما بال آباطكم خالية من الذهب والفضة ؟
- وإن كنتم قد أخفيتم الدنانير والدوانق ، فأين نضرة الفرح في الوجه وعلى الوجنتين ؟
- وإن كان كل جذر مختفيا ، فإن ورقسِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْيكون أخضر " منبئا عنه " .
- وكل ما امتصه ذلك الجسد من سم وشهد ، ينادى به الغصن المرتفع في التو واللحظة .
2085 - فإذا كان الجذر بلا زاد خاليا من الغذاء ، فما هذه الأوراق الخضراء الموجودة في الغصن ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 610 : - فأي عذر يقدمونه جميعا لاحتيالهم ، حتى ينجوا بأرواحهم من هذه الورطة .
- وفي النهاية يائسين عاضين على الشفة وبنان الندم ، لاطمين رؤوسهم بأيديهم كالنساء ،
“ 232 “
- إنه يضع ختما على لسان من أصله من طين ، فتشهد عليه فروعه ، أي يداه وقدماه .
- فانطلق هؤلاء الأمراء جميعا معتذرين ، وسجدوا كالظل أمام القمر .
- واعتذارا عن هذا الاندفاع والتجديف والهذيان بالأنية ، ذهبوا إلى الملك حاملين الأكفان والسيوف .
- كانوا جميعا من الخجل يعضون بنان الندم ، وأخذ كل منهم يقول : يا ملك العالم .
2090 - إن سفكت دمنا فهو لك حلال بلال ، وإن عفوت ، فهو إنعام منك علينا ونوال .
- لقد فعلنا ما نحن جديرون بفعله ، والأمر لك أيها الملك المجيد .
- فإن تجاوزت عن جرمنا يا مستنير القلب ، فقد فعل الليل أفعال الليل ، والنهار أفعال النهار .
- وإن عفوت ، فقد وجد القنوط الرجاء والسعة ، وإلا فليكن مائة من أمثالنا فداءً للملك .
- قال الملك : لا ، فإن هذا الحلم أو ذاك العقاب ، لن أفعله أنا ، فهو من حق إياز .
تحويل الملك إلى إياز مسألة قبول توبة النمامين ومقتحمي الحجرة أو عقابهم ،
بما يعني أن هذه الجناية قد حدثت في حق عرضه
2095 - إن هذه الخيانة في حقه وفي عرضه ، إنها طعنة في عروق ذلك المبارك القدم .
“ 233 “
- وبالرغم من أننا - روحا - نفس واحدة ، إلا أننا منفصلان فيما يختص بظاهر النفع والضر .
- إن اتهام العبد ليس عارا على الملك ، وليست إلا زيادة في حلمه وتحمله .
- وقد يجعل الملك المتهم في غنى قارون ، فما بالك إذن بما يمكن أن يصنعه مع البريء ! ! .
- فلا تظنن الملك غافلا عن فعل أحد ، إنما يمنع حلمه إظهار هذا الفعل فحسب
2100 - فمن الذي يشفع عنده أمام علمه، ومن الذي لا يبالي " بإحسان أو إساءة " اللهم إلا
حلمه؟
- إن ذلك الذنب إنما يبدر " اعتمادا " على حلمه في البداية ، وإلا فمتى كانت هيبته تعطي له مجال " الظهور " ؟ !
- ودية جرم النفس العاقلة لا تكون إلا على حلمه ، وذلك لأن
[ الدية على العاقلة ] .
- ونفوسنا ثملة غائبة عن الوعي من حلمه ، وقد اختطف الشيطان القلنسوة من فوق رأسها " أي خدعها " في سكرها .
- وإن لم يكن ساقي الحلم صابا للخمر ، فمتى كان للشيطان أن يجادل آدم ويعاديه ؟
2105 - ومن كان آدم عليه السّلام وقت أن وُهب العلم بالنسبة للملائكة ؟ " لقد جعله " أستاذا للعلم ، والنقاد للجواهر .
- لكنه عندما شرب في الجنة خمر الحلم ، صار أصفر الوجه من لعبة واحدة من الشيطان .
“ 234 “
- إن تلك الأدوية المقوية “ 1 “ من تعليم الودود ، كانت قد جعلته ذكيا ماهرا عالما ،
- ثم إن أفيون حلمه شديد التأثير ، قد جذب اللص صوب متاعه .
- فيأتي العقل ناحية حلمه مستجيرا قائلا : لقد كنت ساقيا لي ، فخذ بيدي .
قول الملك لأياز : اختر بين العفو والعقاب ، فكل ما تفعله من عدل أو لطف صواب هنا ، وفي كل منها مصالح ، ففي العدل أدرج آلاف من اللطف وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ وإن من يستكره القصاص إنما يأخذ في الحسبان حياة قاتل ، ولا ينظر في مائة ألف حياة سوف تعصم وتحقن في حصن الخوف من العقاب
2110 - احكم على المجرمين يا إياز الطاهر ، احكم باحتراز وحذر شديدين
- وإني وإن كنت قد قمت بتجربتك في العمل مائتي مرة ، فإنني لا أجد في كفك الجلد خطأ واحدا .
- وخلق بلا عد ولا حصر خجلون عند الامتحان ، لكن كل أنواع الامتحان خجلة منك أنت .
- فيا له من بحر لا يسبر غوره ، ليس العلم فحسب باللازم له ، ويا له من جبل ومائة جبل . . لا يلزمها الحلم فحسب .
- قال : إنني أعلم أن اللازم هو عطاؤك المحض ، وإلا فأنا ذلك الحذاء القديم وسترة الراعي .
2115 - ومن هنا فإن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم قد شرح هذا الأمر ، عندما قال : [ من عرف نفسه ، فقد عرف ربه ] .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : معجون الجوز المرقش وهو دواء مقوّ ومنبه لفاقدي الوعي .
“ 235 “
- إن حذاءك هو النطفة ، ودمك هو سترة الراعي ، وكل ما تبقى أيها السيد ، هو محض عطائه .
- ولقد أعطى هذه العطية حتى تستزيد منها ، فلا تقل : ليس عنده سوى هذا القدْر .
- ومن هنا فإن البستاني يعرض عددا من ثمار التفاح ، حتى تعرف أشجار البستان وما تغله .
- والزارع يعرض كفا من القمح على المشترى ، حتى يعرف " نوعية " القمح الموجود في الأهراء .
2120 - والأستاذ يشرح نقطة واحدة من الموضوع ، حتى تعرف علمه الفياض ، وتستزيد منه .
- وإن قلت إن هذا هو ما عنده فحسب ، فإنه يبعدك عنه ، كما يبعد قشة علقت بلحيته .
- يا إياز تعال الآن واحكم ، وضع في العالم أساس العدل الذي يندر مثاله .
- إن الذين أجرموا في حقك يستحقون القتل ، وإن كانوا طمعا يحومون حول عفوك وحلمك .
- فهل يا ترى تغلب الرحمة أو يغلب الغضب ، وهل يا ترى يغلب ماء الكوثر أو اللهب ؟
2125 - وكلاهما موجودان من أجل اجتذاب الخلق منذ يوم العهد ، غصن الحلم وغصن الغضب .
- ومن هنا فإن لفظ " ألست " أيها الطالب للتفسير ، نفي وإثبات مقترنان في لفظ واحد .
- ذلك أن هذا الاستفهام للإثبات ، وإن كان لفظ " ليس " مدرجا فيه .
“ 236 “
- ودعك من هذا حتى يظل هذا الموضوع غامضا ، ولا تضع أطباق الخواص على مائدة العوام .
- وهناك قهر ولطف كريح الصبا وريح الوبا ، أحدهما يجذب الحديد ، والآخر يجذب القش .
2130 - والحق يجذب الصادقين حتى الرشد ، وأصول الباطل تجذب أهل الباطل إليها .
- والمعدة الجديرة بالحلو ، تجذب إليها الحلو ، لكن المعدة المصابة بالصفراء ، تجذب إليها الخل .
- والفراش الدافيء يقضي على برودة الجالس عليه ، والفراش البارد المتجمد يمتص الحرارة .
- وعندما ترى الحبيب تفيض منك الرحمة ، وعندما ترى العدو ، تفور منك السطوة . “ 1 “
- هيا يا إياز أنجز هذا الأمر على وجه السرعة ، فإن الانتظار في حد ذاته نوع من الانتقام .
تعجيل الملك إيازا قائلا : افصل سريعا في الأمر ولا تُنظر ، ولا تقل : لتكن الأيام بيننا ،
فالانتظار هو الموت الأحمر ، وجواب إياز على الملك
2135 - قال : أيها الملك ، إن الأمر كله " يرجع " إليك ، وإن طلعت الشمس ، تفنى النجوم .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 623 :
- وترى النور فينشر الضياء حوله ، وترى النار ذات الدخان فتزيد الظلمة .
- وترى الخصم والرفيق والنور والنار والفخر والعار ، والعرش والمشنقة والبارد والحار والورد والشوك .
- والنحلة والحية والسدى واللحمة والخفيض والجهير ، اعتبر كلا منها مجدا مع جنسه .
“ 237 “
- ومن تكون الزهرة أو عطارد أو الشهاب ، حتى تطلع " في حضور " الشمس ؟
- ولو كنت قد تجاوزت عن الاهتمام بالخرقة والسترة ، لما كنت قد زرعت هكذا بذور الملام .
- وما وضع قفل على باب الحجرة ، وسط مائة من الغرماء الذين يسرعون خلف خيالاتهم ؟
- لقد مدوا أيديهم داخل جدول الماء ، وكل منهم يبحث عن قطعة جافة من المدر .
2140 - ومتى تكون هناك مدرة جافة في قاع الجدول ؟ ومتى تكون السمكة عاصية للماء ؟
- ومن قسوتهم يشكون فيّ أنا المسكين ، والوفاء نفسه يخجل من وفائي .
- وإن لم يكن في هذا تحميل مشقة لمن لم يؤذن لهم ، لتحدثت ببضع كلمات عن الوفاء .
- وما دام عالمٌ بأسره باحثا عن الشبهة والإشكال ، فإننا نسوق من الكلام قشره الخارجي فحسب .
- وينبغي عليك أن تحطم ذاتك لتصبح لبا ، وآنذاك يمكنك أن تسمع الحكايات العميقة اللطيفة .
2145 - وللجوز عندما يكون في قشره ضجة وصخب ، فأين إذن صوت اللب وصوت الزيت ؟
- إن له صوتا ، لكنه ليس مناسبا للأذن ، إن صوته شهد خفي في الأذن .
- وإن لم يكن هناك للب صوت حسن ، فمتى يسمع أحد خشخشة أصوات القشور ؟
“ 238 “
- وإنك لتسمع خشخشتها من أجل أن تسطو بصمت على اللب .
- فابق فترة من الوقت دون أذن ودون شفة ، وآنذاك تصبح شفتاك قرينتين لشهده .
2150 - لقد قلت كثيرا من النظم والنثر على الملأ ، فجرب ولو لمدة يوم واحد أن تكون أخرس .
حكاية في بيان هذا الكلام : إنك قد جربت الكلام كثيرا
فلتجرب الصبر والصمت فترة
- لقد طبخت كثيرا من المن الحريف والمملح ، فجرب هذه المرة طبخ " المن " الحلو . “ 1 “
- وإن أحدهم لينتبهن يوم القيامة ، فيرى أن كتاب العصيان الأسود في كفه .
- وهو مسود الفاتحة كخطابات التعزية ، ومليء بالمعاصي في المتن والحواشي .
- ولقد كان كله فسقا ومعصية ، كان كدار الحرب مليئا بالكفر .
2155 - ومثل ذلك الكتاب الدنس الملئ بالوبال ، لا يأتي في اليمين بل يأتي في الشمال .
- فانظر بنفسك إلى كتابك وأنت لا زلت هنا ، هل هو جدير بالشمال أو خليق باليمين .
- والنعل الأيمن والنعل الأيسر كلاهما موجود في الحانوت ، ونعرفهما قبل أن تقوم بتجربتهما .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 632 : -
- وكم أكلت الدسم والحلو من الطعام ، فاختبر نفسك عدة أيام بالصيام .
- ولليال طوال صرت أسيرا للنوم ، فقم ليلة واحدة ، واحصل على الإقبال .
- ولقد قضيت أياما طويلة في الهزل والهذر، فامض لأيام قليلة ، وكن مستعدا للجهد والعمل.
“ 239 “
- وإن لم تكن يمينا ، فاعلم أنك شمال ، وكلاهما ظاهر ، زئير الأسد ، وصوت القرد .
- وذلك الذي جعل الورد جميلا طيب الرائحة ، يستطيع فضله أن يجعل الشمال يمينا .
2160 - وهو الذي يعطي لكل شمال يمينا ، وهو الذي يسير الماء المعين في البحر .
- فإذا كنت شمالا ، كن يمينا مع حضرته ، حتى ترى مكاسب ألطافه .
- وإنك لتجيز أن ينتقل هذا الكتاب المهين ، من الشمال ليستقر في اليمين .
- ومثل هذا الكتاب الملئ بالظلم والجفاء ، متى يكون في حد ذاته لائقا باليمين ؟
في بيان الإنسان الذي يقول كلاما لا يناسب حاله أو دعواه ، مثل الكفرة وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ * وهم يقدسون الأوثان ويضحون من أجلها بالأرواح والأموال ، فأي تناسب بين هذا وبين الروح التي تعلم أن خالق السماوات والأرض إله سميع بصير حاضر مراقب مستول غيور . . . إلى آخره
- كان لأحد الزهاد زوجة شديدة الغيرة ، كما كان عنده جارية حسناء كأنها من الحور . “ 1 “
2175 - كانت الزوجة من " شدة " غيرتها لا تفتأ تراقب زوجها ، ولم تترك له فرصة يختلى فيها بالجارية .
- وظلت المرأة في مراقبتها فترة من الوقت ، حتى لا تعن لهما فرصة الخلوة كل بالآخر .
..............................................................
( 1 ) ج / 11 - 635 : - كان للمرأة جارية قمرية الوجه ، أضرمت نار " عشقها " في قلب الزاهد .
“ 240 “
- حتى حل حكم الإله وتقديره ، فضل عقل الحارس وفسد .
- وماذا يكون العقل عندما يحل حكمه وتقديره ، وإن القمر نفسه ليصاب بالخسوف .
- كانت تلك المرأة في الحمام ، وفجأة تذكرت الطست ، وكان في المنزل .
2170 - فقالت للجارية : هيا ، اذهبي في سرعة الطير ، وهاتي الطست الفضي من منزلنا .
- فأحست تلك الجارية بالحياة " تدب فيها " عندما سمعت هذا القول ، فسوف يتم الوصال بينها وبين سيدها وشيكا .
- كان السيد وحيدا في المنزل في ذلك الوقت ، فأسرعت نحو المنزل وهي في شدة الفرح .
- ولقد كانت الجارية تشتهي منذ سنوات ست ، أن تجد السيد في خلوة كهذى الخلوة .
- فطارت طيرانا وأسرعت نحو الدار ، ووجدت السيد في خلوته " قابعا " في الدار .
2175 - ولقد اختطفت الشهوة العاشقين معا ، بحيث إنهما لم يحتاطا ، ولم يغلقا الباب .
- وامتزجا ، وتعانقا ، واشتبكا من السرور ، واتصلت الروح بالروح في تلك اللحظة من الامتزاج .
- وفي تلك اللحظة تذكرت الزوجة وقالت لنفسها : ويلي ، كيف أرسلتها إلى الدار والمستقر؟!
- لقد وضعت بنفسي القطن إلى جوار النار ، وألقيت بالكبش الفحل وسط النعاج
“ 241 “
- وأزاحت حجر الطفل غاسلة رأسها ، وأسرعت مسلوبة الروح في أثرها ، وهي تجرجر ملاءتها .
2180 - لقد كانت الجارية تسرع من أجل عشق الروح ، وأسرعت هذه خوفا ، وأين العشق من الخوف ؟ ! إن بينهما فرقا عظيما .
- وسير العارف في كل لحظة يكون إلى عرش المليك ، وسير الزاهد في كل شهر طريق يوم واحد .
- ومهما كان رزق الزاهد عظيما ، فمتى كان يومه بخمسين ألفا ؟
- لكن قدر كل يوم من عمر العارف ، يساوى خمسين ألف سنة من سنين الدنيا .
- والعقول خارج باب هذا السر ، وإن تمزقت جرأة الوهم ، فقل لها :تمزقي .
2185 - والخوف لا يساوى مقدار شعرة إلى جوار العشق ، وكلهم ضحايا في مذهب العشق .
- إن العشق هو وصف لله ، أما الخوف ، فهو وصف للعبد المبتلى بالفرج والجوف .
- وما دمت قد قرأت من القرآنيُحِبُّونَهُ، فقد قرأت معهايُحِبُّهُمْفي نفس الموضع .
- فاعلم إذن أن المحبة هي وصف للحق والعشق أيضا ، ولا يوصف الله تعالى بالخوف أيها العزيز .
- وأين صفة الحق من صفة حفنة من التراب ؟ وأين وصف الحادث من وصف الطاهر ؟
“ 242 “
2190 - ولولا أنى تحدثت في العشق على الدوام ، لمرت مائة قيامة وهو غير تام .
- ذلك أن تاريخ القيامة محدود بزمان ، وأين يكون الحد ، حين يكون وصف الإله ؟
- وإن للعشق خمسمائة جناح ، وكل جناح ، يمتد من فوق العرش حتى طباق الثرى .
- والزاهد يسرع على قدمه بخوف ، والعشاق أكثر تحليقا من البرق والهواء .
- ومتى يصل أولئك الخائفون إلى غبار العشق ؟ وألم العشق يجعل السماء أرضا .
2195 - اللهم إلا أن يأتي عنايات الضياء ، قائلة : تحرر من الدنيا ومن سيرها .
- وتخلص ثانية من أوهامك ورؤاك ، فإن ذلك الصقر الملكي قد وجد الطريق إلى المليك .
- إن هذا الوهم وتلك الرؤية جبر واختيار ، ومن وراءيهما معا ، هناك جذب الحبيب .
2198 - وعندما وصلت تلك المرأة إلى المنزل ، فتحت الباب ، ووصل إلى سمعيهما معا صرير فتحه .
- فانفلتت الجارية مضطربة من الالتحام ، وقفز الرجل ، ودخل في الصلاة .
2200 - ورأت المرأة جاريتها مشعثة الشعر مضطربة مرتبكة ذاهلة ،
- ورأت زوجها قائما في الصلاة ، فارتابت المرأة من تلك الهزة .
“ 243 “
- ورفعت طرف ثوب زوجها بلا حذر ، فرأتها ملوثة بالمني ، الخصيتين والذكر .
- كانت بقية المني تقطر من الذكر ، وقد تلوث منها فخذه وركبته .
- فصفعته المرأة فوق رأسه قائلة : أيها الحقير ، أهكذا تكون خصية المصلي ؟
2205 - وهل يليق بالصلاة والذكْر هذا الذّكر ؟ ! ومثل هذا الفخذ وهذه العانة الملوثتين بالقذَر ؟
- والكتاب الملئ بالظلم والفسق والكفر والحقد ، أيكون لائقا باليمين ؟ أنصف ، واصدقني القول .
- وإنك إن سألت المجوسي : من خالق هذه السماء ، وهذا الخلق وهذه الدنيا ؟
- ليقولن : خلقها الله ، وإن صنعه دليلٌ على ألوهيته .
- فهل يكون كفره وفسقه وظلمه البين أمورا لائقة بإقراره هذا ؟
2210 - وهل تليق بمثل هذا الإقرار الصادق تلك الفضائح وتلك الأفعال القبيحة ؟
- وإن فعله هذا قد كذب هذا القول ، حتى صار مستحقا للعذاب البئيس ذي الهول .
- ففي يوم الحشر يظهر كل خفي ، وكل مجرم ، تقوم بفضحه نفسه .
- فاليد والقدم تشهدان ببيان وحديث ، على فساده أمام المستعان .
- تقول اليد : هكذا سرقت ، وتقول الشفة : هكذا قبلت . “ 1 “
..............................................................
( 1 ) في نسخة نيكلسون " سألت " وتبعتها بقية النسخ ، والبيت لا يوجد في نسخة قونيه ، والشطرة هنا مترجمة عن نسخة جعفري " 11 / 642 " .
.
يتبع