يعتبر التصوف مذهبا روحيا وليس فرقة كلامية أو مذهبية. تدور فلسفة التصوف حول العبادة المجهدة والانقطاع إلى الله، وكذلك الإبتعاد عن ملذات الدنيا ومتعها. يعود أصل كلمة التصوف إلى الصوف الذي لبسه المتصوفون، وقيل أيضا أنها تعود إلى نضرة وصفاء القلوب، أو إلى كلمة صوفيا اليونانية التي يقصد بها الحكمة.
أما عناصر التصوف فقد حصرها إبن خلدون في أربعة:
1. الكلام في المجاهدات وما يحصل من الأذواق ومحاسبة النفس على كل شيء.
2. الكلام في الكشف والحقيقة المدركة من عالم الغيب.
3. التصرفات في العوالم والأكوان وأنواع الكرامات.
4. ألفاظ باطنية نطق بها أئمة القوم.
المتصوفون يحبون الله ويحمدونه على كل شيء، فحبهم روحاني صرف يخلو من الرغبات والنزعات، ويؤمنون بأن لا فاعل ومؤثر في كل شيء سوى الله. بدأت الحركة الصوفية في عهد الرسول حيث مال بعض الصحابة إلى الخلوة والزهد في الدنيا فانقطعوا للعبادة يقومون الليل ويصومون ويرغبون عن النساء. شكل الإحتكاك الإسلامي بالثقافتي الفارسية والهندية أيضا عاملا هاما بعد ذلك في نشر أفكار الحلول الإلهي في النفس البشرية وفلسفة وحدة الوجود.
مذاهب المتصوفة
1. المذهب الإشراقي: يعتبر المتصوف أن المعرفة تقذف في النفس البشرية بالرياضة الروحية والتهذيب النفسي، فهو المذهب الرئيسي وأساس كل التصوف.
2. مذهب الحلول الإلهي: يعتقد المتصوف أن الحلول الإلهي قد داخله، فالله والشعور الداخلي للإنسان أصبحا شعورا واحدا ومنسجما.
3. مذهب وحدة الوجود: يعتقد المتصوف أن الله والخلق عبارة عن جوهر واحد، فكل مخلوق هو تجلي وتمظهر للحضرة الإلهية.
معتقدات الصوفية
1. الله هو هو، أزلي، ودائم.
2. مالت الصوفية إلى الجبرية فقالت بأن لا إرادة للإنسان فيما يفعل، وأن الإرادة كلها لله وليس لأحد سواه، فسلموا بذلك أمرهم لله وفوضوا كل شؤونهم كلهم له.
3. الإيمان بكرامات الله لأوليائه.
4. الفناء في ذات الله والخلود فيها.
5. محبة الله هي أساس الإيمان والعمل.
6. العمل الدائم من أجل بلوغ الولاية والتحرر من قيود المظاهر.
7. الخضوع إلى لله.
8. الأديان كلها طرق تؤدي إلى حب الله. يقول إبن عربي:
أدين بدين الحب أني توجهت ركائبه. فالحب ديني وإيماني
9. العقل ليس هو السبيل إلى معرفة الأسرار الإلهية، وإنما هو العشق الإلهي طريقه الإشراق و الكشف.
10. تثبيت الرؤيا كطريقة من طرق الإدراك والعمل.
لابد للمتصوف أن يمر بمقامات ذكرها أبو طالب المكي وهي كالآتي: التوبة، الصبر، الشكر، الرجاء، الخوف، الزهد، التوكل، الرضا، والمحبة. أما الطوسي فقد حصرها في تسعة: التوبة، الورع، الزهد، الفقر، الصبر، التوكل، والرضا. أما الأحوال فقد حصرها في عشرة: التأمل، القرب، المحبة، الخوف، الرجاء، الشوق، الأنس، الطمأنينة، المشاهدة، واليقين. فقالوا أن الأحوال مواهب والمقامات مكاسب.
من أهم المتصوفة في التاريخ الإسلامي نذكر: أبو حامد الغزالي، ذو النون المصري، عبد القادر الكيلاني، أحمد الرفاعي، محي الدين إبن عربي، جلال الدين الرومي، الحسين إبن منصور الحلاج، رابعة العدوية، وأبو جعفر الشلمغاني. عبر تاريخهم الطويل، أتهم غالبية المتصوفة بالزندقة، والإلحاد، والتجديف، لكن يبقى إسهام هذا المذهب الروحي بارزا خاصة في تثبيت العامل الفلسفي في الدين، وإعطاء الجانب الإيماني روحانية قصوى وطابعا خاصا ومميزا لعلاقة الإنسان المسلم بالسماء.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
الرئيسية 
