روح البيان في تفسير القرآن/ إسماعيل حقي
(ت 1127 هـ) مصنف و مدقق
________________________________________
ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إلا هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأخذهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إلا بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ
الله.. هذا الإسم أعظم الأسماء التسعة والتسعين
لأنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها حتى لا يشذ منها شىء وسائر الأسماء لا تدل آحادها إلا على آحاد المعانى
من علم أو قدرة أو فعل وغيره .
ولأنه أخص الأسماء اذ لا يطلقه أحد على غيره لا حقيقة ولا مجازا
..وسائر الأسماء قد يسمى بها غيره كالقادر والعليم والرحيم وغيرها
وينبغى أن يكون حظ العبد من هذا الإسم التأله واعنى به أن يكون مستغرق القلب والهمة فى الله تعالى لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ولا يرجو
ولا يخاف إلا اياه وكيف لا يكون كذلك
وقد فهم من هذا الإسم أنه الموجود الحقيقى الحق
وكل ما سواه فان وهالك وباطل إلا به فيرى نفسه أول هالك وباطل
كما رآه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حيث قال:
أصدق بيت قالته العرب قول لبيد
إلا كل شىء ما خلا الله باطل
ولهذه الكلمة فوائد ليست فى غيرها فأن كل كلمة إذا أسقطت منها حرفا يختل المعنى بخلاف هذه فإنك إن حذفت الألف يصير لله قال تعالى
لله ما فى السموات وإلارض الحديد 1
وإن حذفت اللام الأولى أيضاً يبقى.. له
قال تعالى له ملك السموات وإلارض البقرة 107
وإن حذفت اللام الثانية أيضاً يبقى الهاء وهو ضمير راجع إلى الله تعالى قال تعالى هو الله الذى لا إله إلا هو الحشر 23
وللأسماء تأثير بليغ خصوصا للفظة الجلالة قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده أفندى قُدس سره.. لما جاء المولى علاء الدين الخلوتى ببروسة
صعد المنبر فى الجامع الكبير للوعظ وقد اجتمع جمع كثير منتظرين لكلامه
فقال مرة واحدة يا الله فحصل للجماعة حاله
رقصوا وكادوا لا يرجعون عن البكاء والفزع ـ
وحُكى.. أنه لما مات سلطأن العصر عزم جماعة الرجال على قتل الوزير فجاء بيت الشيخ وفاء فى القسطنطنية واستغاث به فأدخله الشيخ إلى بيته فهجموا جميعا إلى بيت الشيخ فخرج الشيخ وقال مرة واحدة يا الله
فهربوا جميعا فانظر أنهم إذا ذكروا الله تظهر آثار عجيبة ونحن إذا ذكرنا ذلك الإسم بعينه لا يظهر له أثر وذلك لأنهم زكوا أنفسهم وبدلوا أخلاقهم وأما نحن فليس فينا هذا ولا القابلية لذلك وإنما الفيض من الله تعالى
لا إله إلا هو الجملة خبر للمبتدأ وهو الجلالة
والمعنى أنه المستحق للعبادة لا غير ـ
وحكى أن تسبيح قطب إلاقطاب يا هو ويا من هو ويا من لا إله إلا هو فإذا قال ذلك بطريق الحال يقدر على التصرفات.
وللتوحيد ثلاث مراتب: توحيد المبتدئين لا إله إلا الله وتوحيد المتوسطين
لا إله إلا أنت لأنهم فى مقام الشهود فمقتضاه الخطاب
واما الكمل فيسمعون التوحيد من الموحد وهو لا إله إلا أنا
لأنهم فى مقام الفناء الكلى فلا يصدر منهم شىء أصلا .
قال ابن الشيخ
فى حواشى سورة الإخلاص: لفظ هو إشارة إلى مقام المقربين
وهم الذين نظروا إلى ماهيات الاشياء وحقائقها من حيث هىَ هىَ فلا جرم ما رأوا موجودا سوى الله لأن الحق هو الذى لذاته يجب وجوده
وأما ما عداه فممكن والممكن إذا نُظر إليه من حيث هو هو كان معدوما فهؤلاء لم يروا موجودا سوى الحق سبحانه.
وكلمة هو وإن كأنت للإشارة المطلق ومفتقرة فى تعين المراد بها
إلى سبق الذكر بأحد الوجوه أو إلى أن يعقبها ما يفسرها إلا أنهم يشيرون إلى الحق سبحانه ولا يفتقرون فى تلك إلإشارة إلى ما يميز الذات المرادة
عن غيرها لأن إلافتقار إلى المميز إنما يحصل حيث وقع إلابهام
بأن يتعدد ما يصلح لأن يشار إليه
وقد بينا أنهم لا يشاهدون بعيون عقولهم إلا الوأحد فقط
فلهذا السبب كأن لفظة _هو_ كافية فى حصول العرفان التام لهؤلاء.
إنتهى كلامه وإنما ذكرته ههنا ليكون حجة على من أنكر على جماعة الصوفية فى كلمة _هو_ ذاهبا إلى أنها ضمير ولا فائدة فى الذكر به
وقد سبق منى عند قوله تعالى
وإلهكم إله وأحد لا إله إلا هو
البقرة 163
ما ينفك فى هذا المقام قال شيخى وسندى الذى بمنزلة روحى فى جسدى الذكر بـ لا إله إلا الله أفضل من الذكر بكلمة الله الله و هو هو
عند العلماء بالله لأنها جامعة بين النفى وإلاثبات وحاوية لزيادة العلم والمعرفة فمن نفى بلا إله عين الخلق حكما لا علما
فقد أثبت كون الحق حكما وعلما!
وأفادنى أيضاً إذا قلت لا إله إلا الله فشاهد بالشهود الحقانى فناء أفعال الخلق وصفاتهم وذواتهم فى أفعال الحق وصفاته وذاته وهذا مقتضى الجمع وإلأحدية وتلك الكلمة فى الحقيقة إشارة إلى هذه المرتبة
وإذا قلت محمد رسول الله
فشاهد بالشهود الحقانى أيضاً بقاء أفعالهم وصفاتهم وذواتهم بأفعاله تعالى وصفاته وذاته وهذا مقتضى الفرق والواحدية وتلك الكلمة أيضاً إشارة إلى هذه المرتبة فإذا كان توحيد العبد على هذه المشاهدة فلا جرم أن توحيده يكون توحيدا حقيقياً حقانياً لا رسماً نفسانياً.
اللهم أوصلنا إلى الجمع والعين واليقين .
الحى خبر ثان وهو فى اللغة من له الحياة وهى صفة تخالف الموت والجمادية وتقتضى الحس والحركة الارادية وأشرف ما يوصف به الإنسان الحياة الأبدية فى دار الكرامة.. وإذا وصف البارى عز شأنه بها
وقيل أنه حى كان معناه الدائم الباقى الذى لا سبيل عليه للموت
والفناء فهو الموصوف بالحياة الأزلية الأبدية.
قال الإمام الغزإلى فى شرح الأسماء الحسنى:
الحى هو الفعال الدراك حتى أن من لا فعل له أصلا ولا إدراك
فهو ميت وأقل درجات الإدراك أن يشعر المدرك بنفسه
فما لا يشعر بنفسه فهو الجماد والميت.
فالحى الكامل المطلق هو الذى تندرج جميع المدركات تحت إدراكه
وجميع الموجودات تحت فعله حتى لا يشذ عن علمه مدرك ولا عن فعله مفعول.. وذلك هو الله تعالى فهو الحى المطلق وكل حى سواه
فحياته بقدر إدراكه وفعله وكل ذلك محصور فى قوله القيوم قام بالأمر إذا دبره مبالغة القائم فإنه تعالى دائم القيام على كل شىء
بتدبير أمره فى إنشائه وترزيقه وتبليغه إلى كمإله اللائق به وحفظه.
قال الإمام الغزالى: إعلم أن الاشياء تنقسم إلى ما يفتقر إلى محل كالإعراض وإلأوصاف فيقال فيها أنها ليست قائمة بنفسها وإلى ما يحتاج إلى محل فيقال أنه قائم بنفسه كالجواهر.. إلا أن الجوهر وإن قام بنفسه مستغنيا عن محل يقوم به فليس مستغنيا عن أمور لا بد منها لوجوده وتكون شرطا فى وجوده.. فلا يكون قائما بنفسه لأنه محتاج فى قوامه إلى وجود غيره.. وإن لم يحتج إلى محل فإن كان فى الوجود موجود يكفى ذاته بذاته ولا قوام له بغيره.. ولا شرط فى دوام وجوده وجود غيره
فهو القائم بنفسه مطلقا.
فإن كأن مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يتصور للأشياء وجود
ولا دوام وجود إلا به.. فهو القيوم لأن قوامه بذاته وقوام كل شىء به
وليس ذلك إلا الله تعالى. ومدخل العبد فى هذا الوصف
بقدر استغنائه عما سوى الله تعالى. أنتهى كلام الغزالى.
قيل الحى القيوم إسم الله الأعظم وكان عيسى عليه الصلاة والسلام
إذا اراد أن يحيى الموتى يدعو بهذا الدعاء يا حى يا قيوم.
ويقال دعاء أهل البحر إذا خافوا الغرق يا حى يا قيوم .
وعن على بن اأبى طالب رضى الله عنه
لما كان يوم بدر جئت أنظر ما يصنع النبى صلى الله عليه وسلم فإذا هو ساجد
يقول يا حى يا قيوم فترددت مرات وهو على حاله لا يزيد على ذلك
إلى أن فتح الله له.
وهذا يدل على عظمة هذا الإسم.
وفى التأويلات النجمية إنما أشير فى معنى الإسم الأعظم إلى هذين الإسمين وهما الحى والقيوم لأن إسمه الحى مشتمل على جميع أسمائه وصفاته
فإن من لوازم الحى أن يكون قادرا عالما سميعا بصيرا متكلما مريدا باقيا واسمه القيوم مشتمل على افتقار جميع المخلوقات إليه
فإذا تجلى الله لعبد بهاتين الصفتين فالعبد يكاشف عند تجلى صفة الحى معأنى جميع أسمائه وصفاته
ويشاهد عند تجلى صفة القيوم فناء جميع المخلوقات
إذا كأن قيامها بقيومية الحق لا بأنفسهم فلما جاء الحق زهق الباطل
فلا يرى فى الوجود إلا الحى القيوم إذ سلب الحى جميع أسماء الله
وسلب القيوم قيام المخلوقات فترتفع إلاثنينية بينهما
وإذا فنى التعدد وبقيت الوحدة فيصيران إسما أعظم للمتجلى له فيذكره
عند شهود عظمة الوحدأنية بلسان عيان الفردأنية لا بلسان بيأن الإنسانية
فقد ذكره بإسمه الأعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى
فأما الذاكر عند غيبه فكل إسم دعاه لا يكون الإسم الأعظم بالنسبة إلى حال غيبه وعند شهود العظمة فبكل إسم دعاه يكون الإسم الأعظم .
كما سئل ابو يزيد البسطامى قدس سره
عن الإسم الأعظم فقال الإسم ليس له حد محدود ولكن فرغ قلبك لوحدانيته فإذا كنت كذلك فاذكره بأى إسم شئت إنتهى ما فى التأويلات.
واعلم أن الإسم الأعظم عبارة عن الحقيقة المحمدية
فمن عرفها عرفه وهى صورة الإسم الجامع إلالهى وهو ربها
ومنه الفيض فاعرف تفز بالحظ الأوفى.
لا تأخذه سنة ولا نوم السنة ثقلة من النعاس وفتور يعترى المزاج
قبل النوم وليست بداخلة فى حد النوم والنعاس أول النوم والنوم حالة تعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن إلاحساس رأسا
وتقديم الِسنة عليه.. مع أن قياس المبالغة عكسه على ترتيب الوجود الخارجى فإن الموجود منهما أولا هو السنة ثم يعترى بعدها النوم..
وتوسيط كلمة _لا_ للتنصيص على شمول النفى لكل منهما والمراد بيان انتفاء واعتراء شىء منهما له سبحانه لعدم كونهما من شأنه وإنما عب
ر عن عدم إلاعتراء والعروض بعدم الأخذ لمراعاة الواقع إذ عروض السنة والنوم لمعروضهما إنما يكون بطريق الأخذ والاستيلاء والجملة نفى للتشبيه
وتأكيد لكونه حيا قيوما فإن من أخذه نعاس أو نوم كان مؤقت الحياة قاصرا فى الحفظ والتدبير والمعنى لا يعتريه ما يعترى المخلوقين
من السهو والغفلة والملال والفترة فى حفظ ما هو قائم بحفظه
ولا يعرض له عوارض التعب المحوجة إلى إلاستراحة فيستريح بالنوم والسنة لأن النوم اخو الموت والموت ضد الحياة وهو الحى الحقيقى
فلا يلحقه ضد الحياة
فكما أنه موصوف بصفات الكمال فهو منزه عن جميع صفات النقصأن
روى.. أن موسى عليه السلام
سأل الملائكة وكان ذلك فى نومه أينام ربنا فأوحى الله تعالى إليهم
أن يوقظوه ثلاثاً ولا يتركوه ينام ثم قال خذ بيدك قارورتين مملوءتين فأخذهما فأخذه النوم فزالتا وانكسرتا ثم أوحى الله إليه
أنى أمسك السموات والارض بقدرتى فلو أخذنى نوم أو نعاس
لزالتا كذا فى الكشاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن الله لا ينام
لا ينبغى له أن ينام قال ابن الملك هذا بيان لاستحالة وقوع النوم منه لأنه عجز والله تعالى يتعالى عنه. انتهى.
وحظ العبد من هذا الوصف أن يترك النوم فإن الله تعالى وإن رخص للعباد فى المنام بل هو فضل منه تعالى لكن كثرة المنام بِطالة
وأن الله تعالى لا يحب البطال .
قال ابو يزيد البسطامى قدس سره:
لم يفتح لى شىء
إلا بعد أن جعلت الليإلى أياما.
قيل: كان رجل له تلميذان اختلفا فيما بينهما فقال أحدهما النوم خير
لأن إلانسان لا يعصى فى تلك الحالة وقال الآخر اليقظة خير
لأنه يعرف الله فى تلك الحالة فتحاكما إلى ذلك الشيخ
فقال الشيخ أما أنت الذى قلت بتفضيل اليقظة فالحياة خير لك .
وقيل اشترى رجل مملوكة فلما دخل الليل قال: افرشى الفراش
فقالت المملوكة :يا مولاى ألك مولى قال :نعم. قالت: ينام مولاك
قال: لا فقالت: ألا تستحيى أن تنام ومولاك لم ينم..
ومن الابيات التى كأن يذكرها بلال الحبشى رضى الله عنه وقت السحر
يا ذا الذى استغرق فى نومه ما نوم عبد ربه لا ينام
أهل تقول أننى مذنب ومشتغل الليل بطيب المنام
له ما فى السموات وما فى إلارض..تقرير لقيوميته تعالى واحتجاج به على تفرده فى إلالوهية لأنه تعالى خلقهما بما فيهما والمشاركة إنما تقع
فيما فيهما ومن يكن له ما فيهما فمحال مشاركته فكل من فيهما وما فيهما ملكه ليس لأحد معه فيه شركة ولا لأحد عليه سلطأن
فلا يجوز أن يُعبد غيره
كما ليس لعبد أحدكم أن يخدم غيره إلا باذنه.
والمراد بما فيهما ما هو أعم من أجزائهما الداخلة فيهما ومن الأمور الخارجة عنهما المتمكنة فيهما من العقلاء وغيرهم فهو أبلغ من أن يقال له السموات والأرض وما فيهن لأن قوله وما فيهن بعد ذكر السموات وإلارض إنما يتنأول إلامور الخارجة المتمكنة فيهن إذ لو أريد به ما يعم إلامور الداخلة فيهما والخارجة عنهما لأغنى ذكره عن ذكرهما
ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إلا هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأخذهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ
من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه من مبتدأ وذا خبره.
والذى صفة ذا أو بدل منه ولفظ من وإن كأن استفهاما فمعناه النفى
ولذلك دخلت إلا فى قوله_إلا بإذنه_ والمعنى
لا أحد يشفع عنده فى حال من الأحوال إلا فى حال كونه مأذونا له
أو لا أحد يشفع عنده بأمر من إلامور إلا باذنه والباء للاستعأنة كما فى ضرب بسيفه فيكون الجار والمجرور فى موضع المفعول به
وكان المشركون يقولون أصنامنا شركاء الله تعالى وهم شفعاؤنا عنده
فوحد الله نفسه بالنفى والإثبات ليكون المعنى فى ثبوت التوحيد ونفى الشرك أى ليس لأحد أن يشفع لأحد عند إلا باذنه وقد أخبر أنه لا يأذن فى الشفاعة للكفار وهو رد على المعتزلة فى أنهم لا يرون الشفاعة أصلا
والله تعالى اثبتها للبعض بقوله إلا بإذنه
وفى التأويلات النجمية هذا إلاستثناء راجع إلى النبى عليه الصلاة والسلام لأن الله قد وعد له المقام المحمود وهو الشفاعة
فالمعنى من ذا الذى يشفع عنده يوم القيامة
إلا عبده محمد فإنه مأذون موعود ويعينه إلانبياء بالشفاعة. إنتهى
قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أتأنى آت من عند ربى فخيرنى بين أن يُدخل نصف أمتى الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة
ـ روى ـ أن إلانبياء عليهم السلام يعينون نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة فيأتى الناس إليه فيقول أنا لها وهو المقام المحمود
الذى وعده الله به يوم القيامة فيأتى ويسجد ويحمد الله بمحامد
يلهمه الله تعالى إياها فى ذلك الوقت لم يكن يعلمها قبل ذلك
ثم يشفع إلى ربه أن يفتح باب الشفاعة للخلق فيفتح ذلك الباب
فيأذن فى الشفاعة للملائكة والرسل والانبياء والمؤمنين
فهذا يكون سيد الناس يوم القيامة فإنه شفع عند الله
أن يشفع الملائكة والرسل ومع هذا تأدب صلى الله عليه وسلم
وقال أنا سيد الناس ولم يقل سيد الخلائق فيدخل الملائكة
فى ذلك مع ظهور سلطانه فى ذلك اليوم على الجميع
وذلك أنه صلى الله تعالى عليه وسلم جمع له بين مقامات الانبياء
عليهم الصلاة والسلام كلهم ولم يكن ظهر له على الملائكة
ما ظهر
لآدم عليهم
من اختصاصه بعلم الأسماء كلها فإذا كان فى ذلك اليوم افتقر إليه الجميع
من الملائكة والناس من آدم فمن دونه فى فتح باب الشفاعة
وإظهار ماله من الجاه عند الله اذ كأن القهر إلالهى والجبروت الأعظم
قد اخرس الجميع فدل على عظيم قدره عليه السلام
حيث أقدم مع هذه الصفة الغضبية الإلهية على مناجاة الحق
فيما سأله فيه فأجابه الحق سبحانه
كذا فى تفسير الفاتحة للمولى الفنارى عليه رحمة البارى.
واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من يفتح باب الشفاعة فيشفع فى الخلق
ثم الانبياء ثم الأولياء ثم المؤمنون وآخر من يشفع هو أرحم الراحمين
فإن الرحمن ما شفع عند المنتقم فى أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعين الذين لم تظهر شفاعتهم إلا بعد شفاعة خاتم الرسل إياهم ليشفعوا
ومعنى شفاعة الله سبحانه هو أنه إذا لم يبق فى النار مؤمن شرعى أصلا يخرج الله منها قوما علموا التوحيد بالادلة العقلية ولم يشركوا بالله شيئأ
ولا آمنوا إيمانا شرعيا ولم يعملوا خيرا قط من حيث ما اتبعوا فيه نبيا
من الأنبياء فلم يكن عندهم ذرة من إيمان فيخرجهم أرحم الراحمين
فاعرف هذا فإنه من الغرائب أفاده لى شيخى العلامة إفادة كشفية وصادفته أيضاً فى تفسير الفاتحة للمولى الفنارى
اللهم اغفر وارحم وأنت أرحم الراحمين .
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم البقرة 255 استئناف آخر
لبيان إحاطة علمه بأحوال خلقه المستلزم لعلمه بمن يستحق الشفاعة
ومن لا يستحقها أى يعلم ما كأن قبلهم من امور الدنيا وما يكون بعدهم
من أمر الاخرة أو ما بين أيديهم يعنى الآخرة لأنهم يقدمون عليها
وما خلفهم الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم أو ما بين أيديهم من السماء إلى الأرض وما خلفهم يريد ما فى السموات أو ما بين ايديهم بعد أنقضاء آجالهم وما خلفهم أى ما كان قبل أن يخلقهم أو ما فعلوه من خير وشر وقدموه وما يفعلونه بعد ذلك.
والمقصود بهذا الكلام بيأن أنه عالم بأحوال الشافع والمشفوع له فيما يتعلق باستحقاق الثواب والعقاب والضمير لما فى السموات وما فى الأرض
لأن فيهم العقلاء فغلب من يعقل على غيره أو لما دل عليه
_ من ذا_ من الملائكة والأنبياء فيكون للعقلاء خاصة
ولا يحيطون أى لا يدركون يعنى من الملائكة وإلانبياء وغيرهم بشىء من علمه أى من معلوماته إلا بما شاء أن يعلموه وأن يطلعهم عليه كأخبار الرسل فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول
وإنما فسرنا العلم بالمعلوم لأن علمه تعالى الذى هو صفة قائمة بذاته المقدسة لا يتبعض فجعلناه بمعنى المعلوم
ليصح دخول التبعيض وإلاستثناء عليه.
وفى التأويلات النجمية
يعلم محمد عليه السلام ما بين أيديهم من الأمور ألأوليات قبل خلق الله الخلائق كقوله أول ما خلق الله نورى وما خلفهم من أهوال القيامة وفزع الخلق وغضب الرب وطلب الشفاعة من الانبياء وقولهم نفسى نفسى وحوالة الخلق بعضهم إلى بعض حتى بإلاضطرار
يرجعون إلى النبى عليه السلام لاختصاصه بالشفاعة
ولا يحيطون بشىء من علمه يحتمل أن تكون إلهاء كناية عنه عليه السلام يعنى هو شاهد على أحوإلهم يعلم ما بين ايديهم من سيرهم ومعاملاتهم وقصصهم وما خلفهم من أمور الآخرة وأحوال أهل الجنة والنار
وهم لا يعلمون شييأ من معلوماته إلا بما شاء أن يخبرهم عن ذلك .إنتهى.
قال شيخنا العلامة
ابقاه الله بالسلامة فى الرسالة الرحمانية فى بيان الكلمة العرفأنية
علم الأولياء من علم الانبياء بمنزلة قطرة من سبعة أبحر
وعلم إلانبياء من علم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بهذه المنزلة
وعلم نبينا من علم الحق سبحانه بهذه المنزل.إنتهى.
وفى القصيدة البردية
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
حاصله أن علوم الكائنات وإن كثرت بالنسبة إلى علم الله عز وجل بمنزلة نقطة أو شكلة ومشربها بحر روحأنية محمد صلى الله عليه وسلم فكل رسول ونبى وولىّ آخذون بقدر القابلية وإلاستعداد مما لديه وليس لأحد أن يعدوه أو يتقدم عليه قوله_ النقطة _فعله من نقطت الكتاب نقطا ومعناها الحاصل
والشكلة بالفتح فعله من شكلت الكتاب قيدته بإلاعراب
وسع كرسيه السموات وإلارض الكرسى ما يجلس عليه من الشىء المركب من خشبات موضوعة بعضها فوق بعض ولا يفضل على مقعد القاعد وكأنه منسوب إلى الكرس الذى هو الملبد وهو ما يجعل فيه اللبدة اى لم يضق كرسيه عن السموات وإلارض لبسطته وسعته وما هو إلا تصوير لعظمته وتمثيل مجرد ولا كرسى فى الحقيقة
ولا قاعد وتقريره أنه تعالى خاطب الخلق فى تعريف ذاته وصفاته
بما اعتادوه فى ملوكهم وعظمائهم كما جعل الكعبة بيتا له يطوف الناس به كما يطوفون ببيوت ملوكهم وأمر الناس بزيارته كما يزور الناس بيوت ملوكهم وذكر فى الحجر الأسود أنه يمين الله تعالى فى أرضه ثم جعله موضعا للتقبيل كما يقبل الناس أيدى ملوكهم وكذلك ما ذكر فى محاسبة العباد يوم القيامة من حضور الملائكة والنبيين والشهداء فوضع الميزان وعلى هذا القياس أثبت لنفسه عرشاُ
فقال الرحمن على العرش استوى طه 5
ثم أثبت لنفسه كرسياً فقال وسع كرسيه السموات وإلارض
والحاصل أن كل ما جاء من الألفاظ الموهمة للتشبيه فى العرش والكرسى فقد ورد مثلها بل أقوى منها فى الكعبة والطواف وتقبيل الحجر
ولما توافقت الامة ههنا على أن المقصود تعريف عظمة الله وكبريائه
مع القطع بأنه تعالى منزه عن أن يكون فى الكعبة ما يوهمه تلك الألفاظ فكذا الكلام فى العرش والكرسى.
والمعتمد كما قال الإمام
أن الكرسى بين يديى العرش محيط بالسموات السبع لأن الأرض كرة والسماء الدنيا محيطة بها إحاطة قشر البيضة بالبيضة من جميع الجوأنب والثأنية محيطة بالدنيا وهكذا إلى أن يكون العرش محيطا بالكل
قال صلى الله عليه وسلم ما السموات السبع والأرضون السبع من الكرسى
إلا كحلقة فى فلاة وفضل العرش على الكرسى كفضل تلك الفلاة
على تلك الحلقة ولعله الفلك الثامن وهو المشهور بفلك البروج
قال مقاتل: كل قائمة من الكرسى طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع وهو بين يدى العرش ويحمل الكرسى أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه واقدامهم فى الصخرة التى تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام ملك على صورة سيد البشر آدم عليه الصلاة والسلام
وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة
وملك على صورة سيد الانعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق
من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل
وملك على صورة سيد السباع وهو الاسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة وملك على صورة سيد الطير وهو النسر
يسأل للطير الرزق من السنة إلى السنة.
وفى التأويلات النجمية
أما القول فى معنى الكرسى فاعلم أن مقتضى الدين والديأنة
أن لا يؤول المسلم شيأ من الأعيأن مما نطق به القرآن والاحاديث بالمعانى إلا بصورها كما جاء وفسرها النبى عليه الصلاة والسلام والصحابة
وعلماء السلف الصالح اللهم إلا أن يكون محققا خصصه الله بكشف الحقائق والمعانى والاسرار واشارات التنزيل وتحقيق التأويل
فإذا كوشف بمعنى خاص أو إشارة وتحقيق يقدر ذلك المعنى
من غير أن يبطل صورة الاعيأن مثل الجنة والنار والميزأن والصراط وفى الجنة من الحور والقصور والانهار والاشجار والثمار
وغيرها من العرش والكرسى والشمس والقمر والليل والنهار
ولا يؤول شيأ منها على مجرد المعنى ويبطل صورته
بل يثبت تلك الأعيأن كما جاء ويفهم منها حقائق معانيها
فإن الله تعالى ما خلق شيئأ فى عالم الصورة إلا وله نظير فى عالم المعنى وما خلق شيئأ فى عالم المعنى وهو الاخرة إلا وله حقيقة فى عالم الحق وهو غيب الغيب فافهم جدا وما خلق فى العالمين شيئأ
إلا وله مثال وأنموذج فى عالم إلانسان
فإذا عرفت هذا فاعلم أن مثال العرش فى عالم إلانسان قلبه
اذ هو محل استواء الروح عليه ومثال الكرسى سر إلانسان
والعجب كل العجب أن العرش مع نسبته إلى استواء الرحمأنية
قيل هو كحلقة ملقاة بين السماء والأرض بالنسبة إلى وسعة قلب المؤمن إنتهى ما فى التأويلات وفى المثنوى.
ولا يؤده .. يقال آده الشىء يأوده إذا اثقله ولحقه منه مشقة مأخوذ من الأود بفتح الوأو وهو العود ويعرض ذلك بالثقل أى لا يثقله ولا يشق عليه تعالى حفظهما أى حفظ السموات والارض إذ القريب والبعيد عنده سواء
والقليل والكثير سواء وكيف يتعب فى خلق الذرة وكل الكون عنده سواء
فلا من القليل له تيسر ولا من الكثير عليه تعسر
إنما أمره إذا أراد شيئأ
أن يقول له كن فيكون
وإنما لم يتعرض لذكر ما فيهما لأن حفظهما مستتبع لحفظه وهو العلى أى المتعالى بذاته عن الأشباه والأنداد العظيم الذى يستحقر بالنسبة إليه كل ما سواه فالمراد بالعلو علو القدر والمنزلة لا علو المكأن
لأنه تعالى منزه عن التحيز وكذا عظمته إنما هى بالمهابة والقهر والكبرياء ويمنع أن يكون بحسب المقدار والحجم لتعالى شأنه من أن يكون من جنس الجواهر والاجسام والعظيم من العباد الانبياء والأولياء والعلماء الذين
إذا عرف العاقل شيأ من صفاتهم امتلأ بإلهيبة صدره
وصار متشوقا بالهيبة قلبه
حتى لا يبقى فيه متسع فالنبى عليه السلام عظيم فى حق أمته والشيخ عظيم فى حق مريده والاستاذ فى حق تلميذه إذ يقصر عقله عن إلاحاطة بكنه صفاته فأن ساواه أو جأوزه لم يكن عظيما بإلاضافة إليه.
وهذه الآية الكريمة منطوية كما ترى على أمهات المسائل الإلهية المتعلقة بالذات العلية والصفات الحلية فإنها ناطقة بأنه تعالى موجود متفرد بالإلهية متصف بالحياة واجب الوجود لذاته موجد لغيره لما أن القيوم هو القائم بذاته المقيم لغيره منزه عن التحيز والحلول مبرأ من التغير والفتور
لا مناسبة بينه وبين الاشباح ولا يعتريه ما يعترى النفوس والأرواح
مالك الملك والملكوت ومبدع الأصول والفروع ذو البطش الشديد
لا يشفع عنده إلا من أذن له فهو العالم وحده بجميع الاشياء جليها وخفيها كليها وجزئيها واسع الملك والقدرة لكل ما من شأنه أن يملك ويقدر عليه
ولا يشق عليه شاق ولا يشغله شأن عن شأن متعال
عما تناله إلأوهام عظيم لا تحدق به الافهام
ولذلك قال عليه السلام إن أعظم آية فى القرأن آية الكرسى
من قرأها بعث الله ملكا يكتب من حسناته ويمحو من سيئاته إلى الغد
من تلك الساعة يعنى إنما صارت آية الكرسى أعظم إلايات لعظم مقتضاها فإن الشىء إنما يشرف بشرف ذاته ومقتضاه ومتعلقاته
وآية الكرسى اقتضت التوحيد فى خمسين حرفا
وسورة الإخلاص فى خمسة عشر حرفا
قال الإمام فى إلاتقأن
اشتملت آية الكرسى على ما لم تشتمل عليه آية فى أسماء الله تعالى
وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها إسم الله تعالى ظاهرا
فى بعضها ومستكنا فى بعض وهى الله هو الحى القيوم
وضمير لا تأخذه وله وعنده وباذنه ويعلم وعلمه وشاء وكرسيه
ويؤده وضمير حفظهما المستتر الذى هو فاعل المصدر وهو العلى العظيم ويكفى فى استحقاقها السيادة أن فيها الحى القيوم وهو الإسم الأعظم .
كما ورد به الخبر عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وتذاكر الصحابة عن
أفضل ما فى القرأن
فقال لهم على: أين أنتم عن آية الكرسى
ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا على سيد البشر آدم وسيد العرب محمد ولا فخر وسيد الفرس سلمأن وسيد الروم صهيب وسيد الحبشة بلال
وسيد الجبال الطور وسيد إلايام يوم الجمعة وسيد الكلام القرأن
وسيد القرأن البقرة وسيد البقرة آية الكرسى .
: وعن على كرم الله وجهه عن النبى عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما قرئت هذه الآية فى دار إلا اهتجرتها الشياطين
ثلاثين يوما ولا يدخلها ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة
يا على علمها ولدك وأهلك وجيرانك فما نزلت آية أعظم منها
وعن على أيضاً
سمعت نبيكم
على أعواد المنبر وهو يقول من قرأ آية الكرسى
فى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت
ولا يواظب عليها إلا صديق
أو عابد ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه
وجاره وجار جاره
عن محمد بن أبى بن كعب عن أبيه أن أباه اخبره أنه كأن له جرن فيه خضر فكأن يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة تشبه الغلام المحتلم قال: فسلمت فرددت عليها السلام وقلت: من أنت جن ام أنس
قالت: جن قلت :نأولينى يدك فنأولتنى يدها فإذا يد كلب وشعر كلب
فقلت: هكذا خلقة الجن قالت: لقد علمت الجن ما فيهم أشد منى
قلت: ما حملك على ما صنعت
قالت: بلغنى أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك
فقال لها أبى: فما الذى يجيرنا منكم قالت: هذه الآية التى فى سورة البقرة الله لا إله إلا هو الحى القيوم من قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسى
ومن قالها حين يمسى أجير منا حتى يصبح.
فلما أصبح أتى النبى عليه السلام فأخبره
وروى
أن رجلا أتى شجرة أو نخلة فسمع فيها حركة فتكلم فلم يجب
فقرأ آية الكرسى فنزل إليه شيطأن فقال إن لنا مريضا فبم ندأويه
قال بالذى أنزلتنى به من الشجرة.
وخرج زيد بن ثابت إلى حائط له فسمع فيه جلبة فقال: ما هذا؟
قال :رجل من الجان أصابتنا السنة فأردنا أن نصيب من ثماركم أفتطيبونها قال: نعم فقال له زيد بن ثابت: ألا تخبرنى ما الذى يعيذنا منكم
قال: آية الكرسى
وبالجملة أن آية الكرسى من أعظم ما ينتصر به على الجن فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها تأثيرا عظيما فى طرد الشياطين عن نفس الإنسان وعن المصروع وعمن تعينه الشياطين
مثل أهل الشهوة والطرب وأرباب سماع المكاء والتصدية وأهل الظلم والغضب إذا قرئت عليهم بصدق كما فى آكام المرجأن فى أحكام الجأن.
وإنما قال إذا قرئت عليهم بصدق لأنه هو العمدة والصادق يبيض وجهه والكاذب يسود ألا ترى إلى الصبح الصادق والكاذب كيف أعقب الأول شمس منير دون الثأنى
وكل ما وقع بطريق الحال وجد عنده التأثير
بخلاف ما وقع بطريق القال فقط
ولذا ترى أنت الناس محرومين وإن دعوا بالإسم الأعظم
اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها آمين.
***
إعداد:قدرى
رمضان 2024