الكتاب والخط فى كتاب الله
علم الله آدم(ص) الأسماء كلها حيث قال :
"وعلم آدم الأسماء كلها "
وسمى الأسماء وهى ألفاظ المكتوبة البيان حيث قال :
" خلق الإنسان علمه البيان"
وفسر الله البيان والأسماء بأنها تعليم الإنسان الذى لم يكن يعلم حيث قال سبحانه فى كتابه :
"الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "
ومن ثم فما علمه الله لآدم (ص) وكانت تجهله الملائكة هو :
القراءة والكتابة ولذا عنما سألهم عن المكتوب لم يستطيعوا العلم به لأنهم لم يكونوا يعرفون القراءة والكتابة فقالوا :
لا علم لنا إلا ما علمتنا
وفى المعنى قال سبحانه :
"وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤنى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم أنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون"
إذا هناك خط والمقصود كتابة إلهية خالية من العيوب لأن الله أتقن كل شىء خلقه ومن ثم لا يمكن أن يقال :
أن الكتابة الحالية فى العالم سواء العربية أو غيرها خالية من العيوب
بالطبع الكتابة العربية الحالية بها عيوب متعددة مثل :
كتابة ما لا ينطق مثل اللام الشمسية والألف بعد واو الجماعة فى كلمات مثل عملوا وشربوا وكتبوا
نطق ما لا يكتب كالتنوين فى أواخر الكلمات
وتجد ذلك فى كل الكتابات ومنها الإنجليزية ففيها نفس العيوب تقريبا أو أكثر حيث تنطق الحروف على غير نطقها الحرفى فمثلا th تنطق ز بدلا من تى إتش أو ته ومثلا ch تنطق تش أو ش بدلا سى اتش أو سه
إذا كل الكتابة تعانى من نفس العيوب فى كتابتها والكتابة الإلهية لا يمكن أن يكون بها عيب لأنها كما قال سبحانه :
" الذى أحسن كل شىء خلقه "
فكل خلق الله متقن
والظن هو أن الكتابة الإلهية :
أن تكتب الأصوات كما تنطق
بالطبع أشار الله إلى أنه علم الناس وهم الكتبة فى عهد النبى (ص)تلك الكتابة التى تم تحريفها فيما بعد
وفى المعنى قال سبحانه :
" ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب"
وأشار الله إلى الإملاء وهو الكلام الملفوظ الذى تتم كتابته حيث قال :
" فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل"
وتعلم القراءة والكتابة واجب على كل مسلم لأن قراءة القرآن لا يمكن أن تتم بدون تعلم القراءة والكتابة للأمر الإلهى فى قوله سبحانه :
"فاقرءوا ما تيسر من القرآن "
وقال :
" فاقرءوا ما تيسر منه "
ومن ثم وجب تعلم القراءة والكتابة من أجل الصلاة التى هى بالأساس قراءة لبعض من القرآن
ومن ثم تعلم النبى(ص) القراءة والكتابة عندما نزل عليه الوحى فى البداية فقد كان أميا لا يقرا ولا يكتب قبل بعثته كما قال سبحانه :
"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"
ونلاحظ هنا تعبير :
من قبله
والمقصود :
من قبل نزول الوحى وهو القرآن
وهو ما يعنى أنه تعلم القراءة والكتابة بعد نزول الوحى عليه
والملاحظ فى كتاب الله :
أن الله لم يستخدم تعبير الأمى بمعنى :
الجاهل بالقراءة ولا الكتابة وإنما استخدمه فى التعبير عنه كونه :
من أم القرى
ومن تلك الآيات قوله سبحانه :
" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ"
وقال أيضا :
"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"
فالنبى(ص) لم يكن أميا فى كل حياته بمعنى جاهل بالقراءة والكتابة وإنما علمه الله القراءة والكتابة بعد البعثة لأن الصلاة هى قراءة القرآن بالأساس وإلا فما معنى قوله :
" فاقرءوا ما تيسر منه "؟
وبناء على ما سبق لا يمكن أن يقول الرسول (ص) قول عن كون المسلمين أمة جاهلة بالقراءة والكتابة مثل الروايات التالية :
1913 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا» يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلاَثِينَ"رواه البخارى
15 - (1080) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ «وَالشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا» يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ" رواه مسلم
والغريب العجيب هو وجود روايات تأمر بالكتابة ككتابة القرآن كما فى الروايات التالية :
72 - (3004) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَكْتُبُوا عَنِّي، وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وَحَدِّثُوا عَنِّي، وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ - قَالَ هَمَّامٌ: أَحْسِبُهُ قَالَ - مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " رواه مسلم
والغريب أن هناك أحاديث تقول بأن النبى(ص) كان يكتب كالحديث المشهور عند الشيعة برزية الخميس ومن رواياته عند مسلم :
20 - (1637) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَاللَّفْظُ لِسَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدِي»، فَتَنَازَعُوا وَمَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، وَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوهُ، قَالَ: " دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ، أُوصِيكُمْ بِثَلَاثٍ: أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ "، قَالَ: وَسَكَتَ، عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَهَا فَأُنْسِيتُهَا، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِهَذَا الْحَدِيثِ
والمقصود جملة :
" ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا"
وأيضا نجد الحديث المعروف بحديث أبى شاة حيث الأمر بالكتابة له ومن رواياته :
2434 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ [ص:126] لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، فَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلاَ تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ»، فَقَالَ العَبَّاسُ: إِلَّا الإِذْخِرَ، فَإِنَّا نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَّا الإِذْخِرَ» فَقَامَ أَبُو شَاهٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ - فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ»، قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذِهِ الخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه البخارى
ومع هذا ما زال ما يتم تعليمه لأولادنا ومن قبلهم نحن :
أن الرسول(ص) كان رجلا أميا جاهلا بالقراءة والكتابة حتى مماته مع أن القرآن يكذب ذلك
وحتى الروايات فيها روايات تثبت أنه كان يقرأ ويكتب
بالطبع الغرض من هذا البحث هو :
اعلام الناس بأن الرسول (ص) زالت أميته القرائية والكتابية بعد بعثته
أن يفكر الناس فى حلول لعيوب الخط وهو :
الكتابة العربية الحالية التى ما زالت تمثل صعوبة وعقبة فى تعليم أولادنا الكتابة الصحيحة من خلال ما أسموه :
أصول الإملاء
وهذه العقبة تزول إذا تم التعليم بطريقة :
الكتابة مثل النطق
وذلك من خلال التخلى عن قواعد الحروف التى تكتب دون نطقها وكتابة الحروف التى تنطق ولا تكتب