السلام عليكم
سررت كثيرا بمنتداكم الذي يذكر المودة الواجبة والحاصلة في كل ذرة ومجرة وسرتني مواضيعك اخي الكريم علي وكنت قد نويت ان اعقب عليها لتكون اخي في عرف اهل الصفا تتذوق من زادي واتذوق من زادك ولكنها كثيره وانا لا استطيع ان اقرء كثيرا فقد خلفت ذكائي ورائي يسعى مع الاذكياء وانا يا اخي الكريم انتظرمنك ان تاتينا بلحم طري وان تترك القديد كما قال شعيب فاتنا برزق ميكائيلي حديث عهد بربه تاتي به من صافي قلبك نجتمع فيه اخوان صفاء كنفس واحده يكون كزناد قادح للنفوس ترى اصلها في فرعها وفرعها في اصلها جعلك الله ممن احب ال محمد فان من احبهم كان منهم بل هم .
وبعد فهذا ما حضرني في الوقت والله هو حسبي ونعم الوكيل
الخلة صفة عامة ما ثم موجود الا وله خلة ولكن كل بحسبه ولا اقل من مخاللة نفسه لبدنه ولكن حديثنا في المقامات الالهية فاقول خلة ابراهيم هي قلبه السليم وامامته التي تخلل فيها صفات الحق وخلة ابي بكر لصديقيته وخلة علي لأنه نفس محمد صلى الله عليه واله واما الخلة المحمدية فهي عدم مخالـلة غير له في فرديته.
وحديثنا هنا عن الخلة الإبراهيمية وهو عليه السلام من مراتب اسم الله الباطن الذي له مناسبة مع القدرة السارية, له التخلل في جميع الصفات الالهية لانه لم تحجزه الجهات وهو معنى القلب السليم وتكسير الاصنام, والكوكب والقمر والشمس هو تنقله في مسيره من الاسم الى جمعية الوجود المنعكسة الظاهرة ثم تحققه بمرتبته الباطنه التي تكون كل مظاهر الاقتدار تتقد من جذوته فهو مغذيها وبيان خلته يبينها قلبه السليم الذي هو برئ من كل ميل وجهة فشاكل بتلك الخلة كل شئ الا ترى انه جانس النار فكانت عليه بردا وسلاما كان في ذاك الحال هو النار والنار هو والنار لا تحرق نفسها . ولو تاملت في معنى التخلل لرايت امرا عجيبا , وساضرب مثلا ربما لا ترضى به سياقات الناس في تعبيرها -ولكن ذلك الوجود منتدانا ووعدنا وقد سخر الله لنا ما في السموات وما في الارض فلا تقر ارواحنا على تحجير- مثلا عن ولد رايته يلعب لعبة الكترونيه يظهر فيها شخص على شاشة الكمبيوتر وعليه ان يخلصه من سقوط الاحجار عليه كان هذا الولد ينتفض من كرسيه ويلوي برأسه ليتجنب سقوط الاحجار وكأنها تسقط عليه هو فتراه يميل يمينا وشمالا ويتحرك لقد نسي هذا المسكين انها لعبه وانهمك فيها فملكته فصار يظن ان حركتها حركته وسكنتها سكنته هكذا الامر يا حبيبي في كل موطن وكذا في كل اسم وصفه والقلب السليم هو الذي لا يدخل الى ساحة قلبه الا مالكها فكان تكسير الاصنام رمزا لذلك فلم يندس في جهة اذ قد خاب من دساها بل زكى قلبه وصار مع كل صفة للحق يخاللها كالمكان للمتمكن وكالزمان للمتزمن وكاللون للمتلون فكان الله حسبه في كل شئ ووكيله في كل امر توجه الى ربه في الكوكب وسرت المظاهر فيه في القمر وسرى في المظاهر في الشمس قتلك مسيرته ومقاماته منتهيا بها للامامة الجعلية التي حصرت صفات الحق سبحانه فكانت مقامه الذي من دخله كان امنا ولكن تلك الخلة محتدها الخيال ولا ذوق لها في العلم الذاتي وقد اشارت الى ذلك حادثة الذبيح حيث لم يستن بسنة العلم بل اخذ الرؤية على ظاهرها لانه ليس له ابعد منها فلم يكن الاصل فيها ولو كان لعرف الفداء ومعناه فهذا الوجود الظاهر كالرؤيا التي تحتاج الى التعبير والعبور من خيالها الى حقيقتها فينا وحين يسأل ابراهيم عن الشفاعة في يوم القيامة يقول لست انا الشفيع فيقال له الست خليل الله فيقول انما انا خليل من وراء وراء يشير الى الخلة المحمدية . هذا ما ظهر بحكم الوقت ولو ذكرت غير تلك الخلة لذكرنا مثلها والله حسبي وهو نعم الوكيل