أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
أنين الجذع الحنان عندما صنعوا على منتدى عبدالله المسافر باللهأنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله منبرا الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
« 205 »قول هاتف لعمر رضي الله عنه في الرؤيا :
أعط بعض الذهب من بيت المال لذلك الرجل الذي نام في المقابر
2115 - في ذلك الزمان سلط الله نوما علي عمر ، حتى لم يستطع أن يسيطر علي نفسه من النوم .- فتعجب قائلا : إن هذا ليس بالأمر المعهود . . إن هذا قد أتي من الغيب . . وليس بلا هدف .- فوضع رأسه وغلبه النوم ، فرأى حلما ، وجاءه هاتف من الحق سمعته روحه .- وذلك النداء هو أصل كل صوت ولحن ، وهذا هو النداء الحقيقي والباقي صدى .- ولقد فهم التركي والكردي والعربي هذا النداء بلا أذن ولا شفة . 2120 - وأي موضع " لذكر " الترك والتاجيك والزنج هنا ؟ لقد فهمت هذا النداء الأحجار والأخشاب .- ففي كل لحظة يأتي منه نداء " ألست " وتتحول الجواهر والأعراض إلي وجود .- وإن لم تصدر منهم " بلى " ، إلا أن مجيئهم من العدم هو " بلى " هذه .- وعما قلته بشأن فهم الحجر والخشب ، انتبه إلي قصة جيدة أسوقها إليك أنين الجذع الحنان عندما صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
منبرا بعد أن أزداد عدد المسلمين وقالوا : إننا لا نرى وجهك المبارك عند الوعظ . وسماع الرسول والصحابة لذلك الأنين ،
وسؤال الرسول عليه السلام للجذع وإجابته عليه عليه السلام صراحة
« 206 » - إن الجذع الحنان من هجر الرسول ، أخذ يئن كأنه أرباب العقول . « 1 » 2125 - قال الرسول : ماذا تريد أيها الجذع ؟ قال : لقد صارت روحي من فراقك دما « 2 »- لقد كنت مسندا لك فهل هجرتني ؟ وجعلت مسندك علي رأس المنبر ؟ « 3 »- قال : هل تريد أن أجعل منك نخلة يقطف منها الغربي والشرقي الثمار ؟- أو أن يجعلك الحق في ذلك العالم شجرة سرو . . . حتى تبقى نضرا أخضر إلى الأبد ؟- قال : ما أريده هو ذلك الذي دام بقاؤه . فاستمع أيها الغافل ولا تكن أقل من خشبة . 2130 - فدفنوا ذلك الجذع في الأرض ، حتى يحشر يوم الدين كالخلق .- حتى تعلم أن كل من دعاه الله إليه ، بقي عاطلا من كل أشغال الدنيا .- وكل من يكون له مع الله شغل وشأن ، وجد الشأن هناك ، وخرج عن الشغل .- وذلك الذي لا تكون له عطية من الأسرار ، متى يصدق أنين الجماد ؟- إنه يقول : نعم ، لكن ليس من قلبه ، بل لمجرد الموافقة ، وحتى لا يقال له إنك من أهل النفاق ................................................................( 1 ) ج / 2 - 101 : - ظل يئن في مجلس الوعظ ، بحيث سمعه الشيخ والشاب ، فتحير أصحاب الرسول متسائلين : من أي شيء يئن الجذع ذي العرض والطول .( 2 ) ج / 2 - 101 : - وما دامت روحي قد احترقت من فراقك ، فكيف لا أئن بدونك يا روح الدنيا ؟( 3 ) ج / 2 - 101 : - فقال الرسول : أيتها الشجرة الطيبة ، يا من صرت مع السر قرينة للإقبال . « 207 » 2135 - ولو لم يكونوا واقفين على أمر " كن " ، لكان هذا الكلام مردودا في الدنيا .- وإن مئات الآلاف من أهل التقليد والبرهان ، ألقى بهم نصف وهم في الظن .- فإن تقليدهم واستدلالهم قائمان علي الظن ، بل وكل أجنحتهم وقوادمهم .- وإن ذلك الشيطان الدني ليثير شبهة من الشبه ، فيسقط كل هؤلاء العميان منقلبين .- وأقدام أهل الإستدلال أقدام خشبية ، والقدم الخشبية واهية تماما . 2140 - وهي غير قطب الزمان ذلك البصير ، فمن ثباته يصبح الجبل دائر الرأس .- وقدم الأعمى هي العصا . . . أجل العصا ، حتى لا يسقط منقلبا فوق الحصى ! !- أما ذاك فهو الفارس الذي صار الظفر للجيش به ، ومن هو أهل للدين ؟ سلطان البصر ! !- والعميان وإن أبصروا الطريق بالعصا ، فإنهم أبصروه بفضل الخلق المستنيرين .- فلو لم يكن المبصرون موجودين وسلاطين " الدين " لهلك كل العميان في الدنيا . 2145 - فلا زراعة تتأتي من العميان ولا حصاد ، ولا عمارة ولا تجارة ، ولا نفع .- ولو لم يكن قد رحمكم وتفضل عليكم ، لحطم عصي استدلالكم .- وما هي هذه العصا ؟ إنها القياسات والدليل ، ومن أعطاهم تلك العصا ؟ إنه المبصر الجليل . « 208 » - وإذا كانت العصا قد صارت عدة للحرب والجدل ، فحطم هذه العصا تحطيما أيها الضرير ! !- لقد أعطاك العصا ، فلما تقدمت بها ، ضربته بتلك العصا غضبا ؟ 2150 - يا حلقة العميان . . في أي عمل تخوضون ؟ ألا فلتحضروا حارسا مبصرا لكم ! !- وانظر إلى معجزة موسى وأحمد ، عندما صارت العصا حية وصار الجذع عليما .- ومن العصا حية ومن الجذع الحنين ، إنهم يدقون " النقارة " خمس مرات من أجل الدين .- وإن لم تكن لذة الدين بالشيء غير المعقول ، فمتى كانت في حاجة إلى عدة معجزات ؟ 2155 - وكل ما هو معقول يتقبله العقل دون حاجة لمعجزة ودون جر ومد .- فانظر إلى هذا الطريق البكر غير المعقول ، وأنظر إليه مقبولا إلى قلب كل مقبل .- ومثلما هربت الوحوش والشياطين إلى الجزر خوفا من آدم وحسدا له ،- وأيضا خوفا من معجزات الأنبياء ، أخفى المنكرون رؤوسهم تحت الأعشاب .- حتى يعيشوا بشرع الإسلام نفاقا ، وحتى لا نعلم من يكونون حقيقةً . 2160 - مثل أولئك المزورين الذين يطلون تلك السكة المزورة بالفضة " وينقشون " عليها اسم الملك .- فظاهر ألفاظهم التوحيد والشرع ، وباطنها مثلما يُدس في الخبز حب الصرع .- ولا جرأة للمتفلسف على الحديث ، فإن تحدث ، فإن الدين الحق يجعل قوله أنكاثا . « 209 » - فإن يده ورجله جمادان ، وكل ما تمليه روحه ، يطيعه هذان .- وبالرغم من أنهم ينكرون التهمة بألسنتهم ، فإن أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم . إظهار معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وتحدث الحصى في يد أبي جهل عليه اللعنة ،
وشهادة الحصى على حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته
2165 - لقد كان الحصى في يد أبي جهل ، فقال : يا أحمد . . . أخبرني سريعا ، ماذا أخفي في يدي ؟- وإذا كنت نبيا . . فما هذا المخفي في يدي ؟ ما دمت ذا خبر عن سر السماء ؟ !- قال : ماذا تريد ؟ أقول لك ما هذا الشيء " الذي في يدك " ، أو تشهد هي أننا علي الحق والصدق ؟- قال أبو جهل : هذه الثانية أكثر عجبا ! ! قال : أجل والحق قادر علي ما هو أكثر منها .- ومن بين كفه المقبوضة ، أخذت كل حصاة تنطق بالشهادة على الفور . 2170 - وقالت لا اله إلا الله ، ونقبت در " أحمد رسول الله " .- وعندما سمع أبو جهل هذا من الحصى ، ألقى بها غاضبا على الأرض . « 1 »...............................................................( 1 ) ج / 2 - 119 :- وقال : لا يوجد ساحر آخر مثلك ، إنك زعيم السحرة وتاج رؤوسهم .- وعندما رأى أبو جهل هذه المعجزة ، اشتعل غضبا ومضى إلى منزله .- واتخذ طريقه منصرفا عن الرسول ، وسقط في حفرة ذلك القبيح الجهول .- لقد رأى المعجزة وأشتد شؤمه وشقاؤه ، ومضى مسرعا نحو الكفر والزندقة .فليكن التراب على مفرقه فقد كان أعمى ملعونا ، وكانت عينه كعين إبليس لم ير إلا التراب . « 210 » بقية قصة المطرب وإبلاغ أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الرسالة
وما هتف به الهاتف
- عد واستمع إلى أحوال المطرب ، ذلك أن المطرب صار عاجزا من الانتظار .- وهتف الهاتف بعمر : يا عمر ، ألا فلتخلص عبدنا من حاجته .- إن لنا عبدا محترما من خواصنا ، فهيا أتعب قدمك " بالسير " نحو الجبانة . 2175 - إنهض يا عمر ومن بيت مال المسلمين ، خذ سبعمائة دينار لا تنقص .- إحملها إليه ، وقل له : يا من إخترتنا ، خذ هذا القدر منا ، واعذرنا .- إن هذا المبلغ كأجر للعزف ، فأنفقه ، وإن نفد ، فارجع إلينا .- فنهض عمر هيابا من هذا الهاتف ، وتشمر من أجل أداء هذه الخدمة .- واتجه إلى الجبانة وكيس الدنانير تحت إبطه ، وسار مسرعا متفحصا وباحثا . 2180 - وطاف كثيرا بالجبانة في سرعة ، فلم ير أحدا هناك غير ذلك الشيخ .- فقال في نفسه : لا يمكن أن يكون هذا ، وأخذ يسرع ، وأحس بالتعب ، ولم ير سوى ذلك الشيخ .- فقال في نفسه : لقد قال الحق إن لنا عبدا صافيا جديرا مباركا ؛- فمتى يكون عازف الصنج الشيخ من خواص الله ؟ فيا لك من سر عجيب ، يا لك من سر عجيب ! !- وطاف مرة ثانية بالجبانة ، وكأنه أسد يجوب الصحراء في أثر صيد . 2185 - وعندما تيقن من أنه لا يوجد سوى الشيخ ، قال : ما أكثر القلوب المضيئة الموجودة في الظلمة
« 211 » - واقترب منه ، وجلس بأدب شديد ، فتملكته عطسة ، فقفز الشيخ من مكانه .- ورأى عمر ، فاشتدت دهشته ، وهم بالسير ، وقد تملكته رعدة .- وهتف في باطنه ، يا الهي ، منك الغياث ، لقد وقع المحتسب على شيخ ضعيف عازف على الصنج .- وعندما نظر عمر إلى وجه الشيخ ، رآه خجلا شاحبا . 2190 - فقال له عمر : لا تخف ، ولا تهلع مني ، فلقد جئتك بالبشارات من الحق .- ولقد مدح الله تعالى خلقك كثيرا ، حتى صار عمر عاشقا لرؤية وجهك .- فاجلس إليّ ، ولا تعزف لحن الفراق ، حتى أفضي إليك بسر عن الإقبال .- إن الحق يقرؤك السلام ويسألك : كيف أنت من آلامك وأحزانك التي لا حد لها ؟- وهاك مبلغ ضئيل من المال ثمنا للعزف ، أنفقها ، ثم إرجع إلى . 2195 - وعندما سمع الشيخ هذا الكلام صار مرتعدا ، وأخذ يعض على يديه ، كما أخذ جسده يهتز .- وأخذ يصيح : يا الها بلا نظير ، كفي ، فقد ذاب الشيخ المسكين خجلا .- وعندما بكى كثيرا وزاد ألمه عن الحد ، ألقى بالصنج على الأرض وحطمه .- وقال : يا من كانت حجابا لي عن الإله ، ويا قاطع طريقي في الطريق الملكي .- ويا من شربت دمي طيلة سبعين عاما ، ويا من إسود وجهي منك أمام الكمال . 2200 - ويا إلهي يا ذا العطاء والوفاء ، إرحم من ضاع عمره في الجفاء .- ولقد وهب الحق عمرا لا يعرف أحد في الدنيا قيمة كل يوم منه .- ولقد أنفقت عمري لحظة بلحظة ، وأضعته هباء على وتري الجهير والخفيض ! ! « 212 » - آه . . فمن ذكر مقام العراق ولحنه ، ذهبت عن ذاكرتي لحظة الفراق المرة .- ويلاه ، فمن ليونة مقام " الزير افكند " الصغير ، جفت مزرعة قلبي ومات القلب ! ! 2205 - ويلاه ، فمن هذه الشعب الأربعة وعشرين ، مضت القافلة ، ومال النهار إلى الزوال .- يا إلهي ، الغياث من هذا المستغيث ، إنني أريد حقي ، لا من أحد ، بل من هذا المطالب بالحق .- فلن أجد حقي من أحد ، لن أجده إلا من ذلك الذي هو أقرب إلى مني ! ! - فمن هذه الأنية يحيق بي ما يحيق بي لحظة بعد لحظة ، ومن ثم فأنا أراه عندما قلت الأنية داخلي .- ومثل ذلك الشيخ ، ليكن بصرك مثبتا عليه ، لا على من يعد لك الذهب . « 1 » تحويل عمر رضي الله عنه نظره من مقام البكاء الذي
هو وجود إلى مقام الاستغراق
2210 - فقال له عمر : إن نواحك هذا من آثار حضورك وانتباهك . « 2 »- فالماضي والمستقبل كلاهما حجاب بينك وبين الله ، وذكر الماضي هو من قبيل الانتباه .- فلتضرم النار في كليهما معا ، فأنت مليء بالعقد منهما معا كأنك القصبة ! !...............................................................( 1 ) ج / 2 - 122 : - هكذا ظل في بكائه وأنينه ، يحصي جرم عمره الطويل .( 2 ) ج / 2 - 149 : - ثم نقله سريعا من تلك الحالة ، ودعاه من حال الاعتذار صوب الاستغراق . « 213 » - وما دامت القصبة بعقدها فهي ليست قرينة للسر ، ولا تكون جليسة لنلك الشفاة ولا لذلك الصوت ! ! - فما دمت في طواف ، فأنت في مقام هذا الطواف ، وإن عدت إلى الدار فأنت مع ذاتك . 2215 - وما دمت مطوقا بشيء ، فأنت تطوق ذاتك بهذا الشيء ، وعندما تعود إلى الدار ، فأنت مع ذاتك- ويا من أخبارك تدل على جهلك بالمخبر ، إن توبتك أقبح من الذنب .- ويا باحثا عن التوبة عن حالك الماضي ، متى تتوب عن هذه التوبة ؟ أخبرني ! !- حينا تجعل الصوت الخفيض قبلة لك ، وحينا تقبل موضع البكاء .- وعندما صار الفاروق مرآة للأسرار ، صارت روح الشيخ مستيقظة داخله . 2220 - وصار كالروح فارغا من الضحك والبكاء ، لقد مضت روحه ، وحيت فيه روح أخرى .- وحلت بباطنه حيرة في ذلك الزمان ، بحيث صار خارج السماوات والأرضين .- وثمة بحث فيما وراء البحث ، وأنا لا أدريه ، وإن كنت تدريه ، قل .- وهناك حال ومقال وراء الحال والمقال ، غارق في جمال ذي الجلال .- غرقا لا يكون منه خلاص ، ولا يعرفه أحد ، اللهم إلا البحر . 2225 - إنك عقل جزئي لا تكون متحدثا عن العقل الكلي ، إن لم يكن لك طلب وراء طلب .- وعندما يصل ، يتوالى الطلب بعد الطلب ، يصل موج ذلك البحر إلى هذا المكان .
« 214 » - وعندما وصلت قصة أحوال الشيخ إلى هذا الحد ، توارى الشيخ وتوارت أحواله بالحجاب .- ولقد نفض الشيخ طرف ثوبه عن القيل والقال ، ونصف ما قاله بقي محبوسا في أفواهنا .- ومن أجل القيام بهذا اللهو والسرور ، تنبغي التضحية بمئات الآلاف من الأرواح . 2230 - فعد ثانية نحو صيد أجمة الروح ، وكن مثل شمس الدنيا مقامرا بالروح .- إن الشمس العالية خلقت مضحية بالروح ، وفي كل لحظة تفرغ ثم تملأ .- فلتضح بالروح يا شمس المعني ، ولتبد الجدة في العالم القديم .- والروح والنفس في وجود الإنسان ، يصلهما المدد من الغيب مثل الماء الجاري تفسير دعاء الملكين اللذين يناديان كل يوم في الأسواق :
اللهم أعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا وبيان أن ذلك المنفق
هو المجاهد في طريق الحق لا المسرف في طريق الهوى
- قال الرسول عليه السلام : هناك ملكان يناديان دائما نداء حلوا ناصحين : 2235 - هو : يا إلهي أشبع المنفقين ، وعوضهم عن كل درهم بمائة ألف . « 1 »- ويا إلهي لا تعط الممسكين في الدنيا ، إلا خسرانا في خسران ................................................................( 1 ) ج / 2 - 140 : - يا إلهي أعط المنفقين الخلف ، ويا إلهي اجعل التلف يحيق بالممسكين . - فانظر إلى محل المنفق ومحل الممسك ، ما دام الموضع يكون مؤثرا . « 215 » - وما أكثر الإمساك الذي هو أفضل من الإنفاق ، فلا تنفق مال الحق إلا بأمر الحق .- حتى تجد العوض كنزا لا نفاد له ، وحتى لا تكون من عداد الكافرين .- واستفسر عن أمر الحق من أحد الواصلين ، وأمر الحق لا يدركه كل قلب . 2240 - وفي القرآن إنذار لأهل الغفلة ، إن كل ما ينفقونه سوف يكون عليهم حسرة .- وكبراء مكة في قتالهم للرسول ، قدموا القرابين على أمل القبول .- لقد كانوا يقدمون القرابين ، حتى تنتصر سيوفهم على المصطفى ،- مثل عبد آبق بذل مال الملك للمتمردين على أن هذا عدل .- وعدل هذا الآبق وعطاؤه ماذا يزيده عند الملك إلا البعد والوجه الأسود . « 1 » 2245 - ومن هنا يقول المؤمن في الصلاة من خوفه : اهدنا الصراط المستقيم .- وذلك المنح للدراهم لائق بالسخي ، لكن سخاء العاشق في حد ذاته هو بذل الروح .- إنك تجود بالخبز من أجل الحق فيهبك الخبز ، وتجود بالروح من أجل الحق ، فيهبك الروح .- فإن تساقطت أوراق شجرة السنار هذه ، فإن الحق يهبها القدرة على الاستغناء .- وإن لم يبق مال في يدك من الجود ، فكيف يجعلك فضل الله مهانا ؟ 2250 - وكل من يزرع ، ثم تصبح أهراؤه خالية ، يكون البهاء موجودا في مزرعته .- وذلك الذي يبقى في الأهراء لأنه أمسك عن إنفاقه ، تأتي عليه فئران الحادثات والسوس ................................................................( 1 ) ج / 2 - 140 : -والغريب أن الغلمان الأتراك يظنونها عدلا ، ويقول أحدهم : لقد آثرت وبذلت بسخاء . « 216 » - فهذه الدنيا نفي ، وليكن بحثك في الإثبات ، وصورتك صفر فابحث عن معناك .- والروح المالحة المرة معرضة للسياف ، فاشتر الروح التي هي كالبحر العذب .- وإذا لم تكن تعلم الانصراف عن هذه العتبة ، استمع مني مرة إلى هذه القصة ..