إلقاء الخصم بصقة في وجه أمير المؤمنين كرم الله وجهه المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
إلقاء الخصم بصقة في وجه أمير المؤمنين على منتدى عبدالله المسافر باللهإلقاء الخصم بصقة في وجه أمير المؤمنين كرم الله وجهه الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
إلقاء الخصم بصقة في وجه أمير المؤمنين كرم الله وجهه
وإلقاء أمير المؤمنين علي بالسيف من يده
3735 - تعلم من علي الإخلاص في العمل ، واعلم أن أسد الله ، مطهر من الخبث .- لقد ظفر في الغزو بأحد الأبطال ، فسل سيفه سريعا ، وأسرع " للقضاء عليه " - فبصق بصقة في وجه عليّ ، فخر كل نبي وكل ولي .- بصق على ذلك الوجه الذي يسجد القمر أمامه أوان سجوده .- فألقى علي بالسيف لتوه ، وأبدى كسلا في غزوه . 3740 - فصار ذلك المبارز حائرا من هذا الفعل ، ومن إبداء العفو والرحمة في غير موضعها .- وقال : لقد سللت علي السيف البتار ، فلم ألقيت به ؟ ولم تركتني ؟- وهل ما رأيت أفضل من صيدي ؟ حتى صرت عزوفا هكذا عن أخذي ؟- وما ذا رأيت حتى سكن غضبك هكذا ؟ وكأنه برق لمع ثم خبا .- ما ذا رأيت ؟ بحيث أنه من إنعكاسه ، شبت في روحي وقلبي شعلة من اللهب . 3745 - وما ذا رأيت أعلى من الكون والمكان وأعلى من الروح ؟ فوهبتني الروح .- إنك في شجاعتك أسد رباني ، وفي المروءة ، من يدري أصلا من تكون ؟- إنك في المروءة غمام موسى في التيه ، مدت منه الموائد ، والخبز الذي بلا شبيه . « 333 » - إن السحب لتهب قمحا يجهد الناس في خبزه وجعله حلوا كالشهد ؛ - لكن غمام موسى فتح جناح الرحمة ، ومنحه مخبوزا حلوا بلا مشقة . 3750 - ومن أجل أولئك المتسولين من الكرم ، رفعت رحمته العلم في العالم .- وحتى أربعين سنة لم يقل هذا العطاء وهذا الراتب يوما واحدا عن أهل الرجاء .- حتى قاموا من خستهم ، وطلبوا الكراث والفجل والخس . « 1 »- وأنتم يا أمة محمد من الكرام ، سوف يظل باقيا حتى القيامة هذا الطعام .- وعندما صارت " أبيت عند ربي " مأثورة ، صارت " يطعمني ويسقيني " كناية عن العصيدة . 3755 - فاقبل " الحديث " دون تأويل قط ، حتى يكون في حلقك كالشهد واللبن- ذلك أن التأويل هو رد العطاء ، وذلك لأنه يرى تلك الحقيقة رؤية خاطئة .- وتلك الرؤية الخاطئة من ضعف عقله ، والعقل الكلي لب ، والعقل الجزئي قشر .- فقم بتأويل نفسك لا الأحاديث النبوية ، واشتم أنفك ، ولا تشتم الرياض .- ويا علي ، يا من أنت كلك رأى وبصيرة ، أذكر لنا نبذة مما رأيت . 3760 - لقد شق سيف حلمك أرواحنا ، وماء علمك طهر أجسادنا .- إشرح لي ، فأنا أعلم أن هذه أسرار إلهية ، ذلك أن القتل بلا سيف ، هو عمله- فهو الصانع بلا آلة أو جارحة ، وهو واهب هذه الهدايا الرابحة .- وإنه ليذيق اللب مئات الآلاف من الطعوم ، دون أن تدري عنها العينان أو الأذنان شيئا ................................................................( 1 ) ج / 2 - 714 : - وقالوا جميعا من حرصهم لموسى : أين البقل والقثاء والعدس والبصل والفوم ؟- فمن تسول أرواحهم وحرصهم وطمعهم ، انقطع المن والسلوى من السماء . « 334 » - إشرح لي ، يا بازى العرش الماهر في الصيد ، ما ذا رأيت في هذه اللحظة من الخالق . 3765 - لقد تعلمت عينك إدراك الغيب ، فخاطت أعين الحاضرين .- فأحدهم يرى القمر رأى العيان ، وآخر يرى الدنيا في ظلام .- وثالث يرى ثلاثة أقمار معا ، وهؤلاء الثلاثة يجلسون معا ، نعم .- وأعين الثلاثة مفتوحة ، وآذانهم حادة ، كلها متعلقة بك ، هاربة مني .- أسحر للعين هذا ؟ عجبا له من لطف خفي ! ! إنه بالنسبة لك صورة ذئب ، وبالنسبة لي في حسن يوسف . 3770 - وإذا كانت العوالم تبلغ عددا ثمانية عشر ألفا أو تزيد ، فليست هذه العوالم الثماني عشرة ألف ميسرة لكل عين .- فلتكشف السر يا عليا المرتضى ، يا من أنت حسن القضاء بعد سوء القضا .- فإما أن تقول أنت ما وجد عقلك ، وإما أن أقول أنا ما أشع على .- لقد أشع منك عليّ ، فكيف تخفيه عني ؟ أتنثر النور كالقمر دون بيان ؟- لكن قرص القمر إن أخذ في الحديث ، فإنه يأتي بالسراة إلى الطريق أسرع . 3775 - فإنهم يصيرون آمنين من الخطأ ومن الذهول ، ويغلب صوت القمر على صوت الغول .- وكيف يكون القمر دليلا دون حديث ، وهو عندما يتحدث يصبح نورا على نور .- وما دمت أنت باب مدينة العلم ، وما دمت شعاعا لشمس الحلم .- فلتفتح أنت الباب للباحث عن الباب ، حتى يصل منك في القشور اللباب . « 335 » - ولتفتح يا باب الرحمة إلى الأبد ، حظيرة " ما له كفوا أحد " . 3780 - وكل هواء ، وكل ذرة في حد ذاتهما شرفة " إطلال " ، فمتى يقول من لم يفتح عليه أن هناك بابا ؟- وما لم يفتح الحارس بابا ، لما تحرك هذا الظن في الباطن قط .- وعندما يفتح باب ، يصبح حائرا ، ويصبح طير الرجاء والطمع محلقا .- ولقد وجد غافل فجأة كنزا في خرابة ، فأخذ يسرع بعدها نحو كل خرابة .- وما لم تجد أنت من درويش جوهرة ، فمتى تطلب الجواهر من درويش آخر ؟ 3785 - والظن إن أسرع على قدمه لسنوات ، لا يمر حتى من فتحتي أنفه .- وما لم يأت إلى أنفك أريج من الغيب ، فما ذا ترى غير الأنف ؟ أخبرني . ! ! سؤال ذلك الكافر عليا كرم الله وجهه :
ما دمت قد ظفرت بي . . فلما ذا ألقيت بالسيف من يدك ؟ !
- ثم قال ذلك الولي حديث العهد بالإسلام ، من سكره واحساسه باللذة لعلى :- تحدث يا أمير المؤمنين ، حتى تتحرك الروح داخل الجسد وكأنها الجنين .- فالكواكب السبعة كل بدوره ، تقوم بخدمة الجنين فترة من الزمن ! ! 3790 - وعندما يحين الحين لبعث الروح في الجنين ، تقوم الشمس ذلك الزمان باسداء العون له ! !- فيتحرك ذلك الجنين من الشمس ، فإن الشمس تهبه الروح على وجه السرعة .- فإن هذا الجنين لا يجد من بقية الكواكب إلا الصورة ، ما لم تسطع على الشمس .- فعن أي طريق كان تعلقه وهو في أعماق الرحم بهذه الشمس وضاءة الوجه ؟- عن طريق خفى بعيد عن أحاسيسنا ، ولشمس الفلك طرق عديدة « 336 » 3795 - فطريقُ يجد الذهب قوته منه ، وطريق صار الحجر منه ياقوتاً .- وطريق يجعل الياقوت أحمر اللون ، وطريق يجعل الشرر يتطاير من سنابك الجياد - وطريق يقوم بإنضاج الثمار ، وطريق يهب الشجاعة للخائف المتهيب ! !- أشرح لنا يا بازيا نشرت الجناح ، واعتدت على المليك وعلى ساعده .- اشرح لنا يا بازى المليك صياد العنقاء ، يا هازما للجيش بنفسك لا بجيش . 3800 - يا أمة وحدك . . فأنت واحد ومائة ألف ، أشرح ، يا بنى أنا صيد لبازيك .- ما سبب هذه الرحمة في موضع القهر ؟! واى طريق هو ابداء العون للتنين ؟ ! جواب أمير المؤمنين عن سبب الإلقاء بالسيف في تلك الحالة
- قال : إنني أضرب بالسيف في سبيل الحق ، أنني عبد للحق ، ولست تحت إمرة الجسد !- إنني أسد الحق ، ولست أسد الهوى ، وفعلى شاهد على ديني . « 1 »- وفي حروبى مصداق " ما رميت إذ رميت " فأنا كالسيف والضارب ، ( تلك الشمس ) ! ! 3805 - ولقد حملت متاع ( الذات ) من الطريق ، واعتبرت كل ما سوى الحق عدما - وأنا ظل ، وقيمي الشمس ، وأنا حاجب ولست لها بالحاجب .- وأنا كالسيف ملىء بجواهر الوصال ، وأنا أحيى ، لست أقتل ، في القتال .- فالدم لا يغطى لمعان سيفي ، فمتى تقشع رِيحٌ سحابى من موضعه ؟ !- وأنا لست بالقشة ، بل جبل من الحلم والصبر ، والعدل ، ومتى يخطف الإعصار الجبل ؟ !...............................................................( 1 ) ج / 2 - 745 : وأنا كالسيف والضارب تلك الشمس ، وفي حروبى مصداق "ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ" . « 337 » 3810 - وذلك الذي يتحرك من موضعه لريح مجرد قشة ، ذلك أن الريح غير المواتية كثيرة في حد ذاتها .- فإن ريح الغضب وريح الشهوة وريح الحرص ، إنما تقتلع من لا يكون من أهل الصلاة « 1 »- إنني جبل ، ووجودي من أصله ، وعندما أصير كالقشة ، فريحى ذكره .- فلا يتحرك ميلى إلا بريحه ، وليس إلا عشق الأحد قائد لخيلي .- إن الغضب ملكٌ على الملوك لكنه غلام لي ، ولقد قيدت زمام الغضب . 3815 - وسيف حلمى قطع عنق غضبى ، وغضب الحق ، نزل علىّ كأنه الرحمة .- وأنا غريق في النور وإن تهدم سقفي ، وصرت روضة ، مع أن أسمى « أبو تراب » .- وعندما تدخلت علة ما في القتال ، رأيت من الأولى إغماد السيف .- حتى يصبح إسمى « من أحب لله » وحتى تصبح رغبتي . . « من أبغض لله » !!- وحتى يصبح جودي اعطاءً لله ، ويصبح وجودي وقفاً على الله . 3820 - فبخلى من الله ، وعطائي لله فحسب ، فأنا بكليتى لله ، ولست لأحد !!- وما أفعله لله ليس تقليداً ، وليس تخيلًا ولا ظناً ، ليس إلا مشاهدة !!- ولقد نجوت من التحري ، ومن الاجتهاد ، وربطت كم ثوبي بطرف رداء الحق !!- فإذا كنت أطير ، فإنني أرى حيث أطير ، وإذا كنت أدور ، فإنني أبصر حيث أدور !!- وإذا تحملت حملًا ، فاننى أعلم إلى أين ، ويكون الشمس والقمر لي رائدان . 3825 - إن الحديث مع الخلق بما فوق ذلك لا وجه له ، فإن الجدول لا يستوعب البحر .- وإنني أتحدث ( بمستوى ) بسيط على قدر العقول ، وليس هذا عيباً ، لقد كان ديدن الرسول ................................................................( 1 ) ج / 2 - 745 : - وريح الكبر وريح العجب وريح الحمق ، إنما تجرف من لم يكن من أهل العلم . « 338 » - وأنا حر من الغرض، فاستمع إلى شهادة الحر، فإن شهادة العبيد لا تساوى حبتي شعير .- ففي الشريعة لا قدر لشهادة العبد عند الدعوى والقضاء .- ولو كان لك مئات من العبيد شهود ، لا يزنهم الشرع بمثقال قشة . 3830 - وعبد الشهوة أسوأ عند الحق ، من الغلمان والعبيد المسترقين .- فإن هؤلاء يصيرون أحراراً بلفظ واحد من السادة ، وذلك يعيش عيشاً حلوا ويموت ميتة شديدة المرارة .- وعبد الشهوة لا يجد خلاصاً في حد ذاته ، إلا بفضل الله وبإنعام خاص ! !- فلقد سقط في بئر لا قرار له ، وهذا ذنبه ليس جبراً ولا جوراً .- لقد ألقى بنفسه في البئر قائلًا ، لن أجد حبلًا جديراً بقراره ! ! « 1 » 3835 - فلأكتف ، فإن زاد هذا الكلام ، فإن حجر الصوان يصير دما ، فما ذا يكون الكبد ؟ !- إن هذه الأكباد لم تصر دما من العناء ، بل من الغفلة والانشغال ( بالدنيا ) والإدبار .- تصير دماً يوم لا يكون للدم نفعٌ ، فلتصر دما ، ذلك الوقت الذي لا يصير فيه الدم مردوداً .- وإذا كانت شهادة العبيد غير مقبولة ، فإن ( الشاهد ) العدل هو الذي لا يكون عبدا للغول .- ولقد نزلت « أرسلناك شاهداً » في القرآن ، لأنه كان من الكون حراً ابن حر ! ! 3840 - وما دمت حراً متى يقيدنى الغضب ؟ ! ليست هذه إلا صفات الحق فادخل ( في الإسلام ) - أدخل فلقد حررك فضل الحق ، ذلك أن رحمته سبقت غضبه .- أدخل فلقد نجوت الآن من الخطر ، وكنت حجرا ، وجعلتك كيمياء ( تبديله ) جوهرا .- ولقد نجوت من الكفر ومن أجمة شوكه ، فتفتح كالزهرة في روضة سروه ! !- فأنت أنا وأنا أنت ، أيها المحتشم ، لقد كنت ( علياً ) فكيف أقتل علياً ؟!3845 - ولقد قمت بمعصية أفضل من مائة طاعة ، وطويت السماء في لحظة واحدة ................................................................( 1 ) ج / 2 - 746 : - وما دام الذئب ذنبه ما ذا أفعل ، حتى أخرجه من قاع البئر .« 339 » - ورب معصية ارتكبها المرء وتكون مباركة، أليس من الشوك تنبثق أوراق الورد ؟!- ألم يكن ذنب عمر وقصده ( قتل ) الرسول ، يجره نحو عتبة النور ؟ !- وألم يكن فرعون يجذب السحرة لسحرهم ، فصار دولة لعونهم .- ولو لم يكن لديهم ذلك السحر وذلك الجحود فمتى كان يجذبهم إليه فرعون العنود . 3850 - ومتى كانت تتيسر لهم رؤية العصا والمعجزات ، لقد صارت المعصية طاعة أيها القوم العصاة .- لقد قطع الله عنق القنوط ، عندما جعل الذنب شبيهاً بالطاعة ! !- وما دام سبحانه وتعالى يبدل السيئات ، ويجعلها طاعات برغم الوشاة ؛- من هنا يصبح الشيطان الرجيم مرجوماً ، وينفجر حسداً ، وينشق إلى نصفين .- فإنه يجاهد حتى ينمى الذنب ، ويأتي بنا إلى البئر بذلك الذنب . 3855 - وعندما يرى أن ذلك الذئب أصبح طاعة تصبح له تلك اللحظة لحظة شؤم .- أدخل ( في الدين ) فلقد فتحت لك الباب ، لقد بصقت علىّ فقدمت لك ( هدية ) غالية .- فإذا كنت أهب الجافي مثل هذه ( الهدايا ) ، وأطأطىء رأسي أمام أصحاب الشمال ؛ - فماذا أهب الوفي ؟ ألا فلتعلم ، ( أهبه ) الكنوز والملك الخالد « 1 » [ حكاية قول الرسول صلى اللّه عليه وسلّم في أذن سائس جواد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه ] قول الرسول صلى اللّه عليه وسلّم في أذن سائس جواد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : إن مقتل على سوف يكون على يديك ذات يوم
- إنني هذا الرجل الذي لا يكون لطفى عند الغضب وخزاً ، حتى على قاتلي ! !3860 - لقد همس الرسول في أذن تابعي ، أنه سيفصل رقبتي هذه عن جسدي ذات يوم ................................................................( 1 ) ج / 2 - 747 : - أهبه الملك الخالد ، وأعطيه ما لا يتأتى له في وهم . « 340 » - لقد علم الرسول من وحى الحبيب ، أن هلاكى في النهاية على يده .- فكان يقول لي : أقتلنى من البداية ، حتى لا يتأتى منى هذا الجرم الفظيع ! !- فأقول له : إذا كان موتى على يدك ، فكيف أستطيع أنا أن أحتال على القضاء ؟ !- فكان يسقط تحت أقدامى قائلًا : أيها الكريم ، بالله أشطرنى نصفين . 3865 - حتى لا تحيق بي هذا العاقبة السيئة ، حتى لا تحترق روحي من جراء روحك .- فأقول له : إمض ، لقد جف القلم، ومن ذلك المكتوب كم من الأعلام تصير مقلوبة ؟!- فلا بغض قط في روحي تجاهك ، ذلك أنى أعلم أن هذا ( يتأتى ) منك ! !- إنك أداة في يد الحق ، والفعل من يد الحق ، فكيف أطعن أداة الحق وأحطمها ؟ !- قال : فلما إذن هذا القصاص ؟ قال : هو أيضاً من الحق وهو سر خفى . 3870 - فلو قام هو بالاعتراض على فعله ، لأنبت من اعتراضه الرياض .- فهو الخليق - فحسب - بالاعتراض على فعله ، ذلك أنه أحدٌ في قهره وفعله .- فهو الأمير في مدينة الحادثات هذه ، وفي الممالك هو مالك التدبير .- فإن حطم هو أداته ، فهو الذي يرأب أيضاً ( تلك الأداة ) التي تصدعت .- فاعلم أيها العظيم سر « ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها » . 3785 - وكل شريعة نسخها الحق ، فكأنه أزال العشب ، وعوضه بالورد .- فإن الليل يجعل شغل النهار منسوخا ، فانظر إلى جمود نير العقل وسكينته .- ثم يصبح الليل منسوخاً من ضوء النهار حتى ليحترق ذلك الجمود من تلك التي تبث اللهب .- فإن كانت تلك الظلمة نوماً وسباتا ، أليس ماء الحياة ، مخبوءاً في جوف الظلمة ؟ ! - أليست العقول تتجدد في تلك الظلمة ؟! وألا يصير السكوت رأس مال ( لانطلاق ) الصوت ؟ ! « 341 » 3880 - بحيث تظهر الأضداد من أضدادها ، ويخلق النور من قلب السويداء .- لقد صارت حروب الرسول أساساً للسلام ، والصلح ، آخر الزمان ( نتيجة ) لتلك الحروب ( القادمة ) .- ولقد قطع ذلك السالب للقلب مئات الآلاف من الرؤس ، حتى تأمن رؤوس أهل الدنيا على نفسها .- ولذلك فإن البستاني يقتلع الأعشاب الضارة ، حتى يجد النخيل ( سموق ) القامة والبر .- والعالم ، يزيل من البستان ، ذلك العشب ، حتى يبدي البستان وثماره نضرتهما ! ! 3885 - وذلك الطبيب يخلع الضرس المنخور ، حتى ينجو ذلك الحبيب من الألم والمرض .- ومن ثم فإن ( ألوان ) الزيادة ( كامنة في أنواع ) النقصان ، وأليس للشهداء حياة في موتهم ؟- فإن قطعت حلوقهم الآكلة للرزق ، فقد ساغت لهم ما عنته الآية الكريمة يرزقون فرحين .- وعندما ذبح حلق الحيوان عدلا ، نما به الإنسان وازداد فضلا .- فإن قطع حلق الإنسان - انتبه وانظر - ما ذا يتولد منه ؟ قس هذا على ذاك . 3890 - يتولد حلق ثالث ، يتولاه شراب الحق وأنواره برعايته .- والحلق المقطوع يشرب الشراب ، لكن الحلق الذي نجا من العالم الفاني ، مات على إثبات يوم العهد .- كفاك يا دني الهمة ، يا قصير اليد ، حتام تكون حياة روحك بالخبز .- فإنك لا تملك ثمرا وكأنك شجر الصفصاف ، لأنك أرقت ماء وجهك من أجل الخبز الأبيض ! !- فإذا كانت روح الحس لا تستطيع صبرا عن هذا الخبز ، فاحصل على الكيمياء ، وحول النحاس إلى ذهب . « 342 » 3895 - أو تريد أن تغسل الثياب يا فلان ، لا تحول وجهك إذن عن حي القصارين .- وإذا كان الخبز قد قضى على صومك ، ألا فلتربط هذا الكسير بجبيرة ، ولتسم .- وإذا كانت يده تجبر الكسير ، فإن الفتق الذي يأتي به يكون يقينا رتقا .- وإن كسرته أنت ، يقول لك ، تعال أصلحه ، ولا تجد قدرة وإمكانا على ذلك .- ومن ثم فإن الكسر من حقه وحده ، لأنه يعلم جبر هذا الكسير . 3900 - وكل من يخيط ، يستطيع أن يمزق ، وكل ما يبيعه ، يشتري أفضل منه .- إنه يخرب المنزل ويجعل عاليه سافله ، وفي لحظة واحدة يجعله أكثر عمرانا .- وإنه إن قطع رأسا واحدة ، من البدن ، يأتي بمئات الآلاف من الرؤوس في لحظة واحدة .- ولو لم يقل أن القصاص على الجناة ، ولم يقل أن القصاص حياة ؛- فمن كان يجرؤ من تلقاء نفسه على أن يسل سيفا على أسير حكم الحق ؟ 3905 - ذلك أن كل من فتح له عينه يعلم أن القاتل مسخر لتقديره .- وكل من جرى هذا الحكم عليه ، إنما ينزل بالسيف على رأس ولده بنفسه .- فامعن النظر، وخفف من طعنك في الأشرار ، وأمام شبكة الحكم، إعلم عجزك. "1" تعجب آدم عليه السلام من ضلال إبليس اللعين وابتلائه بالعُجب
- لقد نظر آدم ذات مرة إلى إبليس بعين الاحتقار ، والاستصغار .- لقد قام بالعجب ، وكان مفضلا لذاته ، وضحك ساخرا من فعل إبليس اللعين . 3910 - فصاحت غيرة الحق ، قائلة : أيها الصفى ، أنك لا تعلم ( شئياً ) عن الأسرار الخفية ................................................................( 1 ) ج / 2 - 773 : - وأمام الحق طأطئ الرأس مخلصاً ، ولا تسخر من الضالين وتطعن فيهم .« 343 » - وفي تلك اللحظة يكشف الستر عن مائة من أمثال آدم ، ويجعل مائة من أمثال إبليس يدخلون في الإسلام .- قال آدم " لقد تبت عن هذه النظرة ، ولا أفكر في مثل هذا التوقح ثانية .- " يا غياث المستغيثين اهدنا ، لا افتخارا بالعلوم وبالغنى . 3915 - لا تدع قلبا هديت بالكرم ، واصرف السوء الذي خط القلم " « 1 »- واصرف عن أرواحنا سوء القضاء ، ولا تفصلنا عن أخوان الصفاء .- وليس أمر هناك من فرقتك قط ، وبلا حماك ، ليس هناك إلا التواء في التواء .- إن متاعنا قاطع للطريق يسلب متاعنا ، وأجسادنا تخلع الثياب عن أرواحنا .- فإذا كانت أيدينا تأكل أقدامنا ، فكيف ينجو انسان بروحه دون أمانك ؟! 3920 - وان نجا بروحه من هذه الأخطار العظيمة ، فربما يكون قد نجا بأس الخوف والأدبار .- ذلك أن الروح ، عندما لا تكون متصلة بالأحبة ، تصبح إلى الأبد مع ذاتها عمياء حزينة .- وإن لم تهد الطريق ، حتى وإن نجت الروح في حد ذاتها ، فاعتبرها ميتة !!- وإنك إن طعنت في عبيدك ، فإن هذا خليق بك ، يا سائق الرغائب .- وإنك إن تحدثت بالجفاء إلى القمر والشمس ، أو قلت للسرو الممشوق أنه منحن !! 3925 - أو دعوت الفلك والعرش وبأنهما حقيران ، أو قلت للبحر والمنجم أنهما فقيران .- فإن هذا يليق بالنسبة لكمالك ، فإن ملك الكمال لما هو فان موكل بك !!- فإنك أنت المنزه عن النقص وعن العدم ، وأنت موجد المعدومين ومفنيهم !!...............................................................( 1 ) بالعربية في المتن .« 344 » - فان من ينمى يستطيع الإحراق ، ذلك أنه ما دام قد مزق يستطيع الحياكة !!- وانه ليحرق كل خريف البستان ، ثم ينبت من بعدها الورود ذات الألون . 3930 - قائلًا : يا من احترقت ، أطل ، وتجدد ، وصر مرة ثانية جميلًا حسن الصوت .- فإنه هو الذي خلق ثانية عين النرجس التي صارت عمياء ، وقطع حلق البوص ، ثم عاد فأكرمه !!- ولما كنا مصنوعين ولسنا بصناع ، فنحن لسنا إلا مساكين قانعين بما نحن فيه !!- واننا وكل منا ليصيح وأنا : نفسي نفسي ، وإن لم ترد ، فنحن كنا شياطين .- ونحن إنما نجونا من الشيطان ، عندما شريت أرواحنا من العمى !! 3935 - وأنك أنت الذي يقود كل من له حياة ، وما ذا يكون حال الأعمى بلا عصى وبلا قائد ؟!- وكل ما هو سواك ، حسنا كان أو قبيحاً ، محرقٌ للانسان ، بل هو عين النار !!- وكل من صارت له النار ملجأ وملاذا ، صار مجوسيا ، بل صار زردشت نفسه !!- كل شئ ما خلا الله باطلٌ ، إن فضل الله غيم هاطل « 1 » عودة إلى حكاية علي كرم الله وجهه وتسامحه مع قاتله
- عد صوب قصة على وقاتله ، وذلك الكرم مع قاتله والتسامى . 3940 - قال : انني لأبصر العدو ليل نهار بعيني رأسي ، ولا أحس نحوه بأدنى غضب .- ذلك أن موتى مثلي حسن المقدم ، وموتى يكون عازفاً لصنج يوم البعث !!- إن الموت بلا موت حلال لنا ، والقدرة على الاستغناء نوال لنا « 2 » ................................................................( 1 ) بالعربية في المتن .( 2 ) ج / 2 - 805 : وإذا كنت قد وجدت القدرة على الاستغناء ، فقد وجدت الروح الباقية وانقضى الموت . « 345 » - إن ظاهره موت ، لكنه حياة في الباطن ، ظاهرة بتر لكن باطنه ثبات وحياة !!- وميلاد الجنين من الرحم يعد ذهاباً ، لكنه تفتحٌ له من جديد من الحياة الدنيا !! 3945 - فما دمت عاشقاً للأجل ميالًا إليه ، فإن النهى "لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ" موجه إلى .- ذلك أن النهى يكون عن الثمرة الحلوة ، والمر في حد ذاته نهى فمتى تكون حاجة ( إلى النهى عنه ) ؟!- والثمرة التي تكون مرة اللب والقشر ، فإن مرارتها وكراهتها نهي في حد ذاته !!- ولقد حلت لي ثمرة الموت ، ذلك أن « بل هم أحياء » نزلت في شأني .- « اقتلونى يا ثقاتى لائما ، إن في قتلى حياتي دائما 3950 - « إن في موتى حياتي يا فتى ، كم أفارق موطني حتى متى ؟- فرقتي لو لم تكن في ذا السكون ، لم يقل إنا إليه راجعون « 1 » !!- والراجع هو الذي يكون عائداً إلى المدينة ، ويأتي صوب الوحدة من التفريق الذي حدث من قهر ( الله ) !! « 2 » سقوط السائس مرات امام علي كرم الله وجهه قائلًا :
يا أمير المؤمنين اقتلنى وخلصني من هذا القضاء
- لقد عاد قائلًا : يا علي اقتلنى سريعا ، حتى لا أرى تلك اللحظة والوقت العبوس .- لقد جعلت دمى حلالا لك فاسفكه ، حتى لا ترى عيني تلك القيامة . 3955 - قلت : لو أن كل ذرة منى انقلبت إلى قاتل سفاك ، الخنجر في كفه يمضى لهلاكك ................................................................( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن .( 2 ) ج / 2 - 805 : إن هذا الكلام لا نهاية له فان غلامي عندما سمع ذلك إنحنت قامته .« 346 » - لن يستطيع أن يقطع شعرة واحدة منك ، ما دام القلم قد كتب لك هذا المصير .- لكن ، لا تحزن ، فأنا شفيعك ، فأنا سيد الروح ، ولست مملوكا للجسد .- ولا يساوى عندي هذا الجسد أدنى قيمة ، فإنا بدون جسدي الفتى ابن الفتى .- فالخنجر والسيف صار ريحانا لي ، وموتى هو حفلى ، وزهرية نرجسي . 3960 - وذلك الذي يتعقب جسده على هذا النسق ، متى يحرص على الإمارة وعلى الخلافة ؟ !- إنه إنما يجاهد في الظاهر في الجاه والحكم ، حتى يبدي للأمراء الطريق والحكم « 1 » .- حتى يمنح الامارة روحاً أخرى ، وحتى يهب الثمر لنخل الخلافة « 2 » ! ! بيان أن طلب الرسول صلى اللّه عليه وسلّم فتح مكة وغيرها ،
لم يكن لحب ملك الدنيا، لأنه قال الدنيا جيفة، بل كان بالأمر ( الإلهى )
- وجهد الرسول - عليه السلام - لفتح مكة ، متى يكون سبباً لاتهامه بحب الدنيا ؟ !- وهو الذي أغلق عينه وقلبه عن خزائن السماوات السبع يوم الامتحان . 3965 - ومن أجل النظر إليه، ملأ الحور والجان آفاق السماوات السبع كلها «3» .- وقد زينت نفسها من أجله ، فمتى كان لديه أدنى اهتمام بغير الحبيب ؟ !- وذلك الذي امتلأ من إجلال الحق ، بحيث لم يجد إليه حتى أهل الحق سبيلًا .- « لا يسع فينا نبي مرسل ، والملك والروح أيضاً فاعقلوا » « 4 » ................................................................( 1 ) ج / 2 - 812 : حتى يزين لكل امرئ ثوباً ، وحتى يكتب لكل امرئ كتاباً .( 2 ) ج / 2 - 812 : وإنك ترى إمارته في ذلك العالم الآخر ، تصير الفكرة الحقيقية واضحة لك - فانتبه لا تظن ظن السوء يا ذا اللباب ، وعد إلى نفسك ، والله أعلم بالصواب .( 3 ) ج / 2 - 819 : وسقط الملائكة على تراب طريق ، ومأئة من أمثال يوسف سقطوا في بئره ! !( 4 ) بالعربية في النص . « 347 » - قال : « ما زاغ » ولسنا كطير الزاغ ، ونحن سكارى لا بالبستان بل بالصباغ ، . 3970 - وإذا كانت خزائن الأفلاك والعقول ، بدت بعد الرسول وكأنها قذى .- فماذا تكون اذن مكة والشام والعراق ، حتى يحارب من أجلها أو يبدي لها شوقا ؟!- إن هذا الظن فيه من هناك سوء في ضميره ، انه إنما يقيس على حرصه وجهله .- وإنك أن جعلت زجاجة صفراء نقابا ، ترى نور الشمس بأجمعه أصفر اللون .- فلتكسر هذه الزجاجة الصفراء والزجاجة الزرقاء ، حتى تميز ما بين الغبار والرجل . 3975 - فحول الفارس ، يتصاعد الغبار ، وظننت أنت أن الغبار هو رجل حق .- لقد رأى إبليس الغبار وقال « كيف يزيد على سليل الطين وأنا ناري الجبين ؟! » .- وما دمت ترى الأعزاء بعين الشر ، فاعلم أن ذلك النظر ميراثٌ من إبليس .- وإن لم تكن ابناً لإبليس أيها العنيد ، فكيف وصل لك ميراث ذلك الكلب ؟ !- ولست بالكلب ، بل أنا أسد الحق ، عابد للحق ، وأسد الحق هو ذلك الذي نجا من الصورة . 3980 - وإن أسد الدنيا ليجد في أثر الصيد والزاد ، وأسد المولى يطلب الحرية والموت .- وما دام يرى في الموت مائة وجود ، فإنه كان يحرق الوجود .- لقد صار عشق الموت طوقا ( في أعناق ) الصادقين ، فإن لحظة الموت امتحان لليهود .- لقد قال في القرآن : أيها القوم اليهود ، أن الموت يكون للصادقين نفع وكنز .- وكما تكون هناك شهوة إلى الربح ، فان شهوت كسب الموت أفضل منها . 3985 - أيها اليهود ، من أجل شرف البشر ، تمنوا هذا الأمنية . . ولو من طرف اللسان .- ولم تكن ليهودي واحد هذا القدر من الجرأة ، عندما رفع محمد هذا العلم .- فقال : لو سقتم ( هذه الأمنية ) ولو على اللسان ، لما بقي يهودي واحد في الدنيا . « 348 » - فحمل اليهود إليه الأموال وأدوا الخراج ، قائلين : لا تفضحنا يا سراج ( الأنبياء ) .- إن هذا الكلام لا تبدو له نهاية ، فلتضع يدك في يدي ، ما دامت عينك قد أبصرت الحبيب « 1 » قول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه لقِرنه : عندما بصقت على وجهي تحركت نفسي ،
ولم يعد لدي إخلاص العمل وصار هذا مانعا لقتلك
3990 - قال أمير المؤمنين لذلك الشاب عند إحتدام الصراع : أيها البطل ؛- عندما بصقت على وجهي ، تحركت نفسي ، وفسد طبعى ! !- فصار نصفه من أجل الحق ، ونصفه من أجل الهوى ، ولا يجوز الشرك في أمر الحق .- ولقد صورتك كف المولى ، وأنت لله ، ولست من صنعي !!- ولتكسر ما صوره الحق بأمر الحق قحسب ، ولا توجه إلى زجاجة الحبيب إلا حجر الحبيب . 3995 - لقد سمع المجوسي هذا الأمر ، وتجلى نورٌ في قلبه ، حتى مزق زناره !!- وقال : لقد كنت أغرس بذور الجفاء ، وكنت أظنك ( إنسانا ) من نوع آخر .- ولقد كنت ميزاناً لطبع الأحد ، بل كنت لساناً لكل ميزان !!- كنت أهلي وأصلى وقومي ، وكنت نوراً لشمع ديني !!- وأنا غلام لذلك المصباح الباحث عن العين ، والذي قبل مصباحك النور منه . 4000 - وأنا غلام لموج ذلك البحر من النور ، الذي يبدي هذا الجوهر ، عند ظهوره .- فاعرض على الشهادة ، فإنني رأيتك عظيم هذا الزمن .- واتجه خمسون من أهل وقومه إلى الدين بعشق .- فلقد اشترى ( الإمام ) بسيف الحلم عدة حلوق من سيف ( القهر ) وعدداً من الخلق ................................................................( 1 ) ج / 2 - 820 : فتعال إلى الروضة ، من المزبلة ، ذلك أنك رأيت شغلك الشاغل في الظلمة - وأخط بأسرع ما تستطيع دون توقف ، من هذه التي لا أساس لها إلى جنة ارم - فقال قرينه : بالله ، اشرح لي هذا فقد قبلته . . هيا . « 349 » - وسيف الحلم أقطع من السيف الحديدى ، بل إنه لمسبب للظفر من مائة جيش . 4005 - وآسفاه لقد أكلنا لقمة أو لقمتين ، فتجمد منهما جيشان الفكر .- ومن حبة قمح حاق بشمس آدم الكسوف ، مثلما خسف ذنب شعشعة بدر !!- وهاك لطف القلب الذي يجعل من قبضة من الطين في « فرقة الثريا » بعد أن كان في « اكتمال » القمر . .- وعندما يكون الخبز معنى ، يكون لأكله نفع ، وعندما صار صورة فقد تسبب في الجحود !!- مثل العشب الأخضر عندما يرعاه البعير ، يكون له من أكله مائة نفع ومائة لذة . 4010 - وعندما ذهبت عنه الخضرة وصار يابساً ، يصبح شبيهاً تماما بما يرعاه البعير في الصحراء .- فان يمزق الفم والأشداق فوآسفاه ، إن هذا المربى في الورد قد انقلب إلى نصال .- والخبر ، عندما يكون معنى ، فهو هذا العشب الأخضر ، وعندما صار الآن صورة فهو جاف غليظ .- وأنت أعتدت عليه وكأنك من قبل كنت قد أكلته من قبل أيها الوجود المنعم المدلل .- وعلى نفس رائحته تأكل هذا الخبز الجاف ، بعد ان امتزج معناه بالثرى . 4015 - صار ممزوجا بالتراب جافاً قاطعاً للحم ، فلتتعفف الآن عن ذلك العشب أيها البعير .- ان الكلام لينطلق منى شديد الامتزاج بالتراب ، لقد تعكر الماء ، فلتسد فوهة البئر .- حتى يجعله الله صافياً عذباً مرة ثانية ، انه هو الذي عكره فهو الذي يصفيه . 4018 - وان الصبر يأتي بالرغائب لا العجلة ، فاصبر ، والله أعلم بالصواب .( تمت الترجمة )
.