القرآن والفرقان

عدد الرسائل : 33 تاريخ التسجيل : 27/09/2007

]بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن والفرقان

القرآن في اللغة الجمع

قال ابن الأثير في غريب الحديث: " والأصل في هذه اللفظة الجمع . وكل شئ جمعته فقد قرأته"[1]

قال تعالى: "إن علينا جمعه وقرآنه"

والفرقان: كل ما يفرق به[2] ويفصّل، وقد سئل الإمام الصادق عن القرآن والفرقان أهما شئ واحد ، أم شيئان ؟ فقال: القرآن جملة الكتاب وأخبأ مايكون ، والفرقان : المحكم الواجب العمل به[3]

وقد قرن الله تعالى القرآن بالرحمن، فقال عز من قائل: "الرحمن علّم القرآن" لمناسبة الجمع يفسره حديث: "كان خلقه القرآن" وهو القرآن المقروء المعلّم، وأما بما هو قرآن مجمل فيختص بالإسم الله وقد خرّج الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.

وقد ثبت في الأخبار أن القرآن أنزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جملة واحدة في رمضان ثم تنزل في أوقات استحقاق الخطاب والتبليغ ولهذا كان (ص) يعجل به حين كان ينزل عليه به جبريل (ع) بالفرقان فقيل له "ولا تعجل بالقرآن" الذي عندك فتلقيه مجملا فلا يفهم عنك "من قبل أن يقضى إليك وحيه" فرقانا مفصلا وقل رب زدني علما بتفصيل ما أجملته فيّ من المعاني.

فالقرآن أخبأ مايكون فهو العماء الذي فرقه القلم المحمدي قال تعالى: "وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا"

قال الشيخ ابن عربي في الفتوحات: "فمن وقف مع القرآن من حيث هو قرآن كان ذا عين واحدة أحدية الجمع ومن وقف معه من حيث ما هو مجموع كان في حقه فرقانا فشاهد الظهر والبطن والحد والمطلع...... ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا يعني الله أو الرحمن فله الأسماء الحسنى .... فمنا من يتلوه به فذلك القرآن ومنا من يتلوه بنفسه فذلك الفرقان ولا يصح أن يتلى بهما في عين واحدة ولا حال واحدة "[4]

فالتلاوة بالله غيباً علم مجمل معمى ليس فيه هدى والتلاوة بالرحمن فيها امتياز الحق من الخلق فالرحمن "علم القرآن" بكتابة القلم الإنساني للآيات البينات في اللوح "علمه البيان"، فكانت الهداية بالقرآن بالإنزال وكان البيان الفرقاني بالتزيل قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"

وعين الإنسان التالي، لها وجه إلى القرآن الصامت المجمل ووجه إلى القرآن الناطق المفصل فإذا قرء القرآن استعاذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالى: "وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" فجاء بالإسم الجامع المختص بحقيقة القرآن الجامع الذي اندرج فيه الخيال فاستعاذ بالحقيقة من حكم الخيال، وفي حال عدم قراءته "أعوذ بك منك" من عين واحدة إذ لم ير له غيراً ولذا فرق الشيخ في الفتوحات بين حال القراءة وغيره فقال في منزل القرآن من الحضرة المحمدية (الباب 323): "لم يقل: ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فالعين واحدة..... ولا يصح أن يتلى بهما في عين واحدة ولا حال واحدة" لأن القراءة هدى وبيان والعين الواحدة لا بيان فيها.

وقال في موضع أخر في غير حال القراءة:" أن يرد الإنسان ما تعدد عنده من الصفات والمناسبة الإلهية شرعا والأسماء الحسنى وعقلا كالمعاني الثابتة بالأدلة النظرية يرد ذلك إلى عين واحدة كما قال تعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى"[5].

وأما في حال قراءته للفرقان فلا يستعيذ فقد عصم بالتعليم المحكم فله البيان المفصل لحكم الأسماء فقد ذل وأسلم شيطانه تحت حكم الأسماء وقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: ليس منكم واحد إلا وقد وكل به قرين من الشياطين قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم[6]

ولذا قال الشيخ في فتوحاته: " إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإن القرآن جمع والجمعية تدعوه للحضور فهي معينة له بخلاف الفرقان فالقرآن يحضره والفرقان يطرده "[7]

وإنما يكون مطروداً في حق صاحب الفرقان المعلّم لمنازله دون من لم يستكمل منازل إنسانيته فإندرج في الفرقان فلابد لهذا أن يتسعيذ منه ولكن بالأسماء إذ لاوجه له مع الإسم الجامع إلا بواسطة الأسماء فيستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، قال تعالى: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم"

وما كل صاحب فرقان قد حصل له الفرقان على الكمال فإن المتقي لله يجعل له فرقاناً تنتجه التقوى وهو فرقان التنزيه والتشبيه، يفرق به بين الأسماء التي يتخذ المتقي فيها الحق وقاية له وهي كل وصف محمود، و الأوصاف الذميمة التي يجعل نفسه فيها وقاية للحق في مقام الأدب، وإليه يرجع الأمر كله.

ويبقى السؤال في صاحب القرآن والفرقان صلى الله عليه وآله وسلم من أي مقام خاطبه الحق: "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه" "لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه" مع أن كل ما ظهر –والعجلة مدرجة فيه- من فرق قرآنه؟ "وقرآن فرقناه لتقرأه"

وقد ثبت أنه تعجل النصرة في بدر فدعا ربه : "إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد" مع علمه بالنصر ولكنه أراد أن يقيم حكم نشأة التركيب فيحمده بالأسماء التي تليق بخلقية الإنسان "وخلق الإنسان عجولا" كما قال إنه يحمده في المقام المحمود بمحامد لا يعلمها الآن وهي الأسماء التي تليق بالنشأة الأخرى، فتعجل بالفرقان وما نهي إلا عن التعجل بالقرآن فتنزه عن المخالفة ولو تعجل بالقرآن لغيب جمعه فرقه وقامت القيامة من قبل أن يقضى وحيه.

<hr align=left width="33%" SIZE=1>

[1] - النهاية في غريب الحديث ج4 ص30

[2] - صحاح الجوهري ج4 ص1541

[3] - أبو هلال العسكري، الفروق اللغوية ص424، وتفسير العياشي ج1 ص9

[4]- الفتوحات ج3 ص94

[5] - الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 1 - ص 738

[6] المقدسي، أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد الحنبلي، الأحاديث المختارة، ط1 تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكة المكرمة: مكتبة النهضة الحديثة 1410هـ، ج9/ص548، قال: رواه الإمام أحمد

[7] - الفتوحات المكية ج4 ص409

[/size][/center]

أخي الانسان .. دمت لأخيك دوما

كنت أسأل سيدي وأنت تجيب بما يمن الله عليك ...

وما سألتك سيدي بتدبير مني أو بقصد ...

غير أني لما كان سؤالي القادم فيما قاله الحلاج يوما ما .. احترت

هل أسأل ..؟؟؟ .. وهذه زاوية للقراءة في فتوحات الشيخ الأكبر

فماذا عساي أن أفعل سيدي ؟؟؟

هل أسأل وأنت تجيب في الملف الخاص بالشيخ الحلاج ؟؟؟؟

أرجو الإجابة .. دمت لأخيك دوما

عدد الرسائل : 33 تاريخ التسجيل : 27/09/2007

الله نور لا ظلام فيه
لن أكتب سواها حتى ينجلي الأمر

يقول سيدنا الإمام علي بن أبى طالب

القرآن : هو آمرٌ زاجر ، وصامت ناطق .

حجة الله على خلقه . أخذ عليهم ميثاقه .

وارتهن عليه أنفسهم .

أتم نوره ، وأكمل به دينه .

ويقول الشيخ الأكبر :

القرآن : هو الكتاب أو العالم الكبير المتلو على الإنسان الخارج .

ويقول : " القرآن :

خبر الله ، وهو النبوة كلها ، لأنه الجامع لجميع ما أراد الله أن يخبر به عباده " .

ويقول : " القرآن :

وهو الذي له صفة الجمع ، وفي الجمع عين الفرقان ، إذ الجمع دليل الكثرة

والكثرة آحاد ، فهي عين الافتراق في عين الجمع ، فهو الفرقان القرآن ".

ويقول : " القرآن : فهرست الكل .

والفرقان الذي ورد على يبع ألفاظٍ في القرآن الكريم فيقول فيه الشيخ الأكبر :

هو القرآن أو الكتاب الكبير المتلو على الإنسان من نفسه المختصرة لما تفرق في العالم الكبير .

و يقول الشيخ كمال الدين القاشاني :

الفرقان : هو علم التفصيل الفارق بين الحق والباطل .

والقرآن هو العلم اللدني الإجمالي الجامع للحقائق كلها .

حبيبي الإنسان : ألم ينجلي الأمر بعــد ...؟؟؟؟ ؟ !!

» العرش والله بالرحمن محمول
» تفسير سورة آل عمران .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير سورة البقرة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير سورة الفاتحة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» علوم القرآن