منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:01 am

كان الناس زمان يتهمون العلماء بالسحر و كذلك من اتهم علماء الصوفية

بالحلول و الإتحاد فمصطلحات الصوفية ذوقية بحته

و تحكمها التجربة الروحية الخاصة للزاهد المطهر الذي يعني مصطلح الوجود مثلا

الوجود الإلهي الحق و بالتالي الخالق بينما تعني كلمة الوجود عندنا مثلا

العالم و الكون و بالتالي المخلوق و حينما يقول العارف لا موجود سواي مثلا

فهو يعني أن لاغير الوجود الحق يكون و لا وجود إلا للخير الحقيقي

الذي هو نفسه لدرجته من الخير الإنساني العام كموضوع بينما تعني الكلمة لنا

نوع من الشطح و الدسوقي و ابن الفارض حينما يقول كلاهما أنا الكعبة

أنا الحرم فإنما بقصدان الإنسان كحقيقة معرفية نظرية نعم لكن لها شهودها

و ذوقها و زهدها و كأنهما يريدان القول أن الإنسان الآدمي الكامل

هو كعبة الله في الأرض و أن القلب الإنساني هو حرم الله و بيته

فهم لا يتحدثون عن سيرتهم النفسية و الشخصية أو حتي رتبتهم الروحية

و لا يرجون ذلك و لا يبيحونه فهم أهل زهد وتواضع داخلي مهم

و للأئمة في أحزابهم تنظير كبير عن غاية العبد و منتهاه من العبودية

التي يستحيل معها القول بأنهم أهل حلول او تحاد

و الرؤية الصوفية للدين تعتمد الإنسان كموضوع ديني

و تتمحور حول فكرة الإنسان الكامل الذي هو محمد صلي الله عليه وسلم

الذي هو موجود و حي و فاعل و له حضرة تجلي أزلية مستمرة للآن و الأبد

و أن الإنسان الكامل موجود فينا و أن الكون كامل و واحدي الكمال و الحق

و هي نواحي نظرية أولا و أخلاقية ملتزمة ثانيا و للخاصة من العلماء ثالثا

و مصطلح الوحدة مثلا يعني عندنا وحدة المادة و الماهية بينما سادة الصوفية

يعني عندهم و احدية المصدر و الفرق بين الوحدة و الواحدية كالفرق بين

الواحدية و الأحدية فوحدة الوجود عند بن عربي تعني بمصطلحاتنا واحدية الوجود

و واحدية الوجود التي هي عين و سر التوحيد يراها غير العالم ضد الإيمان !

و كأن حقائق العلوم كلها و التي تفيد الوحدة في الخلق و النظام العظيم خطأ

أقول إنها أزمة مصطلحات أضف اليها ما أضافة العامة و الدساس و الدخلاء

إلي التراث الصوفي العظيم

و حتي الآن مالقيت معترضا مثلاعلي ابن عربي قد قرأ الفتوحات

و انما ينقل كلام و هكذا حتي الكتاب الغربين يعرفوه و يقرأوه و يترجمونه

و نحن نحرمه دون قراءته و لانعرف عنه إلا بعض الأبيات المعدودة مثل

أصبح قلبي قابلا كل صورة و هكذا

بينما لا يجب فهم الجزء دون الكل إلا إن كانت كراهية

كنظرة غربيين كثيرين للإسلام مثلا

و الدفاع عن سادتا كثير و له كتب كتبها الأئمة

كمثل كتاب السيوطي في ئيرئة بن عربي

بل اني سمعت أخير و قرأت أن لإبن تيمية رسالة في أواخر حياته

يبرأ فيها بن عربي و يعلي من قدره و ذلك ليس بمستبعد في طبع العلماء

و له مقدماته في حوار بن تيمية و بن عطاء الله الشهيرة من حسن نوايا كلاهما

و أحوال الشطح عموما تكون كلها انسانية تعلي من نظرة الإسلام للإنسان

و الفرد بمعناه المطلق و ليس الشخصي و تزيد من علاقة الإنسان بربه و رؤيته

و مشاهدته ( أعبد الله كأنك تراه


أمير جاد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:04 am

يا من يراني ولا أراه ....كم ذا أراه ولا يراني


هذا بيت من بيوت الشعر التي أثارت ضجة على بن عربي في حينها

وأعترضوا عليه وهاجموه

فكتب البيتين التاليين موضحاً :

يا من يراني مذنبا ................. ولا أراه آخذا

كما ذا أراه منعما ................... ولا يراني لائذا

فزال الإعتراض وتلاشى وسوء الفهم وهدأ الناس

ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أعوذ بك منك) .. أخرجه مسلم

هذا الحديث يفهم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

(أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك).. أخرجه أحمد في مسنده

وقد أخذوا على الشيخ قوله في بعض كتبه : ( لا موجود إلا الله )

ومعناه أنه لا موجود قائمٌٌ بذاته إلا الله ولا يحتاج إلى غيره .

وهذا ما صدقه قول الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم :

أصدق ما قالت العرب ما قاله لبيد :

ألا كلُ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلٌ... وأكملهُ لبيد وكل نعيمٍ لا محالةَ زائلٌ .

هذا وفي هذا المقام الكلام الكثير فإن أردتم الإستزادة فيمكن التنبيه بذلك

وسوف نبذل الجهد المناسب لإستيفاء رد هذه الشبهات عن ساداتنا الصالحين

وأوليائنا الطيبين الطاهرين

ونشكر عمنا السيد الذي أثار هذا الموضوع الهام

أخوكم الدرويش

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:06 am


تبرئة الشيخ الأكبر ابن العربي من عقيدة الحلول والاتحاد

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين اللهمّ صلِّ على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلِّم وبعد

فهذا كتاب /تبرئة الشيخ الأكبر ابن العربي من عقيدة الحلول والاتحاد/ من كلامه

ومقالاته في الفتوحات المكية.

والباعث على هذه الرسالة أنّ كثيراً من الباحثين يقلد بعضهم بعضاً باتهام الشيخ

الأكبر بعقيدة الحلول والاتحاد فرجعت إلى كتابه/الفتوحات المكية/ فوجدت الكلام فيه

على ثلاثة أضرب :
1ً- كلام ينزه الله تعالى عن الحلول والاتحاد ويرد على القائلين بهذه العقيدة الباطلة.

2ً- كلام موهم لعقيدة الحلول والاتحاد قابل للتأويل على وجه مقبول يتوافق مع


العقيدة الصحيحة.

3ً- كلام صريح في عقيدة الحلول والاتحاد.

وهذا القسم الثالث أقطع بدسه على الشيخ الأكبر لأنه ليس من المعقول أن يكتب

الشيخ كلاماً متناقضاً في نفسه بين باب وآخر، وليس من المعقول أيضاً أن يدس على

الشيخ من قبل أعدائه كلام التنزيه، فلم يبق إلا الاحتمال الأخير وهو دسُّه عليه من قبل

أعدائه وحُسّاده.

وإنّ ثبوت نسبة أي كتاب إلى مؤلِّف إما أن تكون قطعية الثبوت أو ظنية الثبوت

وكذلك الحكم على كل كلمة فيه، فإذا كان كتاب الفتوحات قطعي الثبوت إلى المؤلِّف

فإنا لا نقطع لكل كلمة فيه بذلك لاحتمال الدَّس وقد وقع، والكلام إما قطعي الدلالة

فلا يقبل التأويل أو ظني الدلالة فيكون قابلاً له وكلام المؤلف من هذا القبيل فيما هو

موهم وبناءً على ذلك :

قمت بجمع كلام الشيخ الأكبر من الفتوحات الدال على تنزيه الله تعالى عن الحلول

والاتحاد، وذكر كل باب ذكر فيه ليرجع إليه من أحب،ويكون في ذلك تبرئة للشيخ مما

افتراه عليه المفترون ونسبه إليه الأفَّاكون الضالّون وعلى المسلم المحتاط لدينه المؤمن

بوعد الله تعالى ووعيده أن يُغلِّب سلامة القلب وحسن الظن لينفعه الله تعالى بذلك

عند منقلبه إليه وقدومه عليه.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

كلمات الشيخ الأكبر الدالة على براءته من عقيدة الحلول والاتحاد :

قال في وصل في اعتقاد أهل الاختصاص من أهل الله :

1ً- مسألة : أية مناسبة بين الحق الواجب الوجود بذاته وبين الممكن، فلا يصح أن

يجتمع الخلق والحق في وجهٍ أبداً من حيث الذات.

2ً- مسألة : لو جَمع بين الواجب بذاته وبين الممكن وجه لجاز على الواجب ما جاز على

الممكن من ذلك الوجه من الدثور والافتقار وهذا في حق الواجب محال فإثبات وجه

جامع بين الواجب والممكن محال.

3ً- مسألة : افتقار الممكن للواجب بالذات والاستغناء الذاتي للواجب دون الممكن يسمى

إلهاً.

وقال في وصل الفصل الأول في معرفة الحروف :

4ً- فإنّ العبودية لا تشرك الربوبية في الحقائق التي بها يكون إلهاً، فلو وقع

الاشتراك في الحقائق لكان إلهاً واحداً أو عبداً واحداً أعني عيناً واحدة وهذا لا يصح

فلا بد أن تكون الحقائق متباينة ولهذا باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم.

5ً- ثم قال : والذات لا تعلم أبداً على ما هي عليه.

6ً- ثم قال : فالله سبحانه لم يزل في أزله بذاته وصفاته وأسمائه لم يتجدد عليه حال

ولا يثبت له وصف من خلق العالم لم يكن قبل ذلك عليه بل هو الآن على ما كان عليه

قبل وجود الكون.

وقال : في فصل معرفة ألف اللام :

7ً- إنه سبحانه منبئ عن عجز العباد عن درك كنهه فقال : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك

الأبصار وهو اللطيف الخبير) لطيف بعباده بتجليه لهم على قدر طاقتهم، خبير بضعفهم

عن حمل تجليه الأقدس على ما تعطيه الألوهة إذ لا طاقة للمحدث على حمل جمال القديم

كما لا طاقة للأنهار بحمل البحار فإن البحار تُفني أعيانها سواء وردت عليه أو ورد

عليها أعني البحر لا يُبقي لها أثراً يشهد ولا يميز.

ثم قال في الفصل الثاني :

8ً- واعلموا أنّ الله عزيز حكيم لا يتوصل أحد إلى معرفة كنه الألوهة أبداً ولا ينبغي

لها أن تدرك عزت وتعالت علواً كبيراً،

9ً- ثم قال : فقد قام الفقر والحاجة بجميع الذوات من حيث افتقار بعضها إلى بعض وإن

اختلفت الوجوه حتى لا يصح الغنى على الإطلاق إلا لله تعالى الغني الحميد من حيث

ذاته.

10ً- ثم قال : فقد تبين لك أنّ الأصل الثبوت لكل شيء ألا ترى العبد حقيقة ثبوته

وتمكنه إنما هو في العبودة فإن اتصف يوماً ما بوصفٍ رباني فلا تقل هو معار عنده

ولكن انظر إلى الحقيقة التي قبلت ذلك الوصف منه تجدها ثابتة في ذلك الوصف كلم

ا ظهر عينها تحلت بتلك الحلية فإياك أن تقول قد خرج هذا عن طوره بوصف ربه فإنّ

الله تعالى ما نزع وصفه وأعطاه إيّاه، وإنما وقع الشبه في اللفظ والمعنى معاً عند

غير المحقق فيقول هذا هو هذا وقد علمنا أنّ هذا ليس هذا، وهذا ينبغي لهذا ولا

ينبغي لهذا فليكن عند من لا ينبغي له عارية وأمانة وهذا قصور وكلام من عمي عن

إدراك الحقائق فإن هذا ولا بد ينبغي له هذا فليس الرب هو العبد، وإن قيل في الله

سبحانه إنه عالم وقيل في العبد إنه عالم وكذلك الحي والمريد والسميع والبصير

وسائر الصفات والإدراكات فإياك أن تجعل حياة الحق هي حياة العبد في الحد

فتلزمك المحالات، فإذا جعلت حياة الرب على ما تستحقه الربوبية، وحياة العبد على

ما يستحقه الكون فقد انبغى للعبد أن يكون حياً، ولو لم ينبغ له ذلك لم يصح أن

يكون الحق آمراً ولا قاهراً إلا لنفسه، ويتنزه تعالى أن يكون مأموراً أو مقهوراً، فإذا

ثبت أن يكون المأمور والمقهور أمراً آخر وعيناً أخرى فلا بد أن يكون حياً عالماًًً

مريداً متمكناً مما يراد به هكذا تعطي الحقائق.

11ً- ثم قال : ولنرجع إلى معرفة الكلمات التي ذكرناها مثل كلمة الاستواء والأين وفي

وكان والضحك والفرح والتبشبش والتعجب والملل والمعية والعين واليد والقدم والوجه

والصورة والتحول والغضب والحياء والصلاة والفراغ وما ورد في الكتاب العزيز

والحديث من هذه الألفاظ التي توهم التشبيه والتجسيم وغير ذلك مما لا يليق بالله

تعالى في النظر الفكري عند العقل خاصة، فنقول : لما كان القرآن منزلاً على لسان

العرب ففيه ما في اللسان العربي ولما كانت الأعراب لا تعقل ما لا يعقل إلا حتى ينزل

لها في التوصيل بما تعقله لذلك جاءت هذه الكلمات على هذا الحد كما قال ((ثمَّ دنا

فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى)) ولما كانت الملوك عند العرب تجلس عبدها المقرب

المكرَّم منها بهذا القدر في المساحة فعقلت من هذا الخطاب قرب محمد صلى الله عليه

وسلم من ربه ولا تبالي بما فهمت من ذلك سوى القرب فالبرهان العقلي ينفي الحد

والمسافة.
12ً- ثم قال : إن الحقائق أعطت لمن وقف عليها أن لا يتقيد وجود الحق مع وجود العالم

بقبلية ولا معية ولا بعدية زمانية فإن التقدم الزماني والمكاني في حق الله ترمي به

الحقائق في وجه القائل به على التحديد.

وقال في الفصل الثالث :

13ً- وقد ثبت أنه لا مناسبة بين الله تعالى وبين خلقه من جهة المناسبة التي بين

الأشياء وهي مناسبة الجنس أو النوع أو الشخص فليس لنا علم متقدم بشيء فندرك به

ذات الحق لما بينهما من المناسبة.

فالله تعالى لا يعلم بالدليل أبداً لكن يعلم أنه موجود وأنّ العالم مفتقر إليه افتقاراً

ذاتياً لا محيص له عنه ألبتة قال الله تعالى ((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله

هو الغني الحميد)).

وقال في الباب الثالث :

14ً- فأي نسبة بين المحدَث والقديم أم كيف يشبه من لا يقبل المثل هذا محال.

فنحن نعلم أنه موجود واحد في ألوهته وهذا هو العلم الذي طلب منا غير عالمين

بحقيقة ذاته التي يعرف سبحانه نفسه عليها وهو العلم بعدم العلم الذي طلب منا لمّا

كان تعالى لا يشبه شيئاً من المخلوقات في نظر العقل ولا يشبهه شيء منها.

تقدس الحق تعالى عن أن يدرك بذاته كالمحسوس أو بفعله كاللطيف أو المعقول لأنه

سبحانه ليس بينه وبين خلقه مناسبة أصلاً لأنّ ذاته غير مدركة لنا فتشبه المحسوس ولا

فعلها كفعل اللطيف فيشبه اللطيف لأنّ فعل الحق تعالى إبداع الشيء لا من شيء،

واللطيف الروحاني فعل الشيء من الأشياء فأي مناسبة بينهما، فإذا امتنعت

المشابهة في الفعل فأحرى أن تمتنع المشابهة بالذات.

وقد بطل تعلق الحس بالله عندنا فقد بطل تعلق الخيال به، ولا مناسبة بين الله وبين

خلقه فإذن لا يصح العلم به من جهة الفكر ولهذا منعت العلماء من الفكر في ذات الله

تعالى.
وليس من الله في أحد شيء ولا يجوز ذلك عليه بوجه من الوجوه فلا يعرفه أحد من

نفسه وفكره، هكذا فليكن التنزيه ونفي المماثلة والتشبيه، وما ضلّ من ضلّ من

المشبهة إلا بالتأويل وحمل ما وردت به الآيات والأخبار على ما يسبق منها إلى الأفهام

من غير نظر فيما يجب لله تعالى من التنزيه فقادهم ذلك إلى الجهل المحض والكفر

الصُّراح، وكان يكفيهم قول الله تعالى ((ليس كمثله شيء)) فمتى جاءهم حديث فيه

تشبيه فقد أشبه الله شيئاً وهو قد نفى الشبه عن نفسه سبحانه فما بقي إلا أن ذلك

الخبر له وجه من وجوه التنزيه يعرفه الله تعالى، وما نجد لفظة في خبر ولا آية جملة

واحدة تكون نصاً في التشبيه أبدا وإنما تجدها عند العرب تحتمل وجوها منها ما

يؤدي إلى التشبيه ومنها ما يؤدي إلى التنزيه فحمل المتأول ذلك اللفظ على الوجه

الذي يؤدي إلى التشبيه جور منه على ذلك اللفظ إذ لم يوف حقه بما يعطيه وضعه في
----------
اللسان وتعدٍّ على الله تعالى حيث حمل عليه سبحانه ما لا يليق بالله تعالى.

-----------------------
منقووووووووووووول
------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:08 am

قال( ابن عربي ) في الباب التاسع والستين بعد المائة من الفتوحات :

" القديم لا يكون قط محلا للحوادث

من قال بالحلول فهو معلول فان القول بالحلول مرض لا يزول ,

وما قال بالأتحاد الا أهل الالحاد ,

كما ان القول بالحلول من اهل الجهل والفضول .

ثم قال : الحادث لا يخلو عن الحوادث

و لو حل بالحادث القديم لصح قول أهل التجسيم ,

فالقديم لا يحل و لا يكون محلا .

ثم قال ابن عربي في الباب الرابع عشر بعد الثلاثمائه

: و لو صح أن يرقى الانسان عن انسانيته ,

و الملك عن ملكيته و يتحد بخالقه لصح انقلاب الحقائق ,

و خرج الاله عن كونه الها وصار الخلق حقا ,

و ما وثق أحد بعلم , و صار المحال واجبا

فلا سبيل الى قلب الحقائق ابدا .

ثم قال في البابا التاسع والخمسين بعد الخمسمائة :

وهذا يدلك على ان العالم (الخلق)

ما هو عين الحق و لا حل فيه الحق ,

اذ لو كان عين الحق أو حل فيه لما كان الله قديما و لا بديعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:13 am


نفح الطيب .. أحمد بن محمد المقري التلمساني .. الجزء الثاني .. ( مختصر)

الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي

ومنهم الشيخ الأكبر ذو المحاسن التي تبهر سيدي محيي الدين بن عربي

: محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي

من ولد عبد الله بن حاتم أخي عدي بن حاتم

الصوفي الفقيه المشهور الظاهري

ولد بمرسية يوم الإثنين سابع عشر رمضان سنة 560

وكان انتقاله من مرسية لإشبيلية سنة 568

ثم ارتحل إلى المشرق وأجازه جماعة منهم

الحافظ السلي وابن عساكر وأبو الفرج بن الجوزي

ودخل مصر وأقام بالحجاز مدة

ودخل بغداد والموصل وبلاد الروم

ومات بدمشق سنة 638 ليلة الجمعة

الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر

ودفن بسفح قاسيون

إنما الحاتمي في الكون فرد *** وهو غوث وسيد وإمام

كم علوم أتى بها من غيوب *** من بحار التوحيد يا مستهام

إن سألتم متى توفي حميدا *** قلت أرخت مات قطب همام

ومن تأليفه مجموع ضمنه منامات
رأى فيها النبي وما سمع منه ومنامات قد حدث بها عمن رآه

وقال إن الحافظ السلفي أجاز له انتهى

قال بعض الحفاظ وأحسبها الإجازة العامة وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات

وكان دفنه يوم الجمعة بجبل قاسيون واتفق أنه لما أقام ببلاد الروم زكاه ذات يوم

الملك فقال هذا تذل له الأسود أو كلاما هذا معناه فسئل عن ذلك فقال خدمت بمكة

بعض الصلحاء فقال لي يوما الله يذل لك أعز خلقه وأمر له ملك الروم مرة بدار تساوي

مائة ألف درهم فلما نزلها وأقام بها مر به في بعض الأيام سائل فقال له شيء لله

فقال ما لي غير هذه الدار خذها لك فتسلمها السائل وصارت له.

وقال الذهبي في حقه إن له توسعا في الكلام وذكاء

وقوة خاطر وحافظة وتدقيقا في التصوف

وتواليف جمة في العرفان لولا شطحه في كلامه وشعره

ولعل ذلك وقع منه حال سكره وغيبته

فيرجى له الخير انتهى

وقال القطب اليونيني في ذيل مرآة الزمان

عن سيدي الشيخ محيي الدين رضي الله تعالى عنه ونفعنا به

أنه كان يقول إني أعرف اسم الله الأعظم
وأعرف الكيمياء انتهى

وقال ابن سودكين عنه إنه كان يقول

ينبغي للعبد أن يستعمل همته في الحضور في مناماته

بحيث يكون حاكما على خياله

يصرفه بعقله نوما كما كان يحكم عليه يقظة

فإذا حصل للعبد هذا الحضور وصار خلقا له

وجد ثمرة ذلك في البرزخ وانتفع به جدا

فليهتم العبد بتحصيل هذا القدر

فإنه عظيم الفائدة بإذن الله تعالي

ومن نظم الشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى قوله

بين التذلل والتدلل نقطة
فيها يتيه العالم النحرير
هي نقطة الأكوان إن جاوزتها
كنت الحكيم وعلمك الإكسير

وقوله أيضا رحمه الله

يا درة بيضاء لاهوتية *** قد ركبت صدفا من الناسوت

جهل البسيطة قدرها لشقائهم *** وتنافسوا في الدر والياقوت

يطوف السحاب بمراكش *** طواف الحجيج ببيت الحرم

يروم نزولا فلا يستطيع *** لسفك الدماء وهتك الحرم

وحكى المقريزي في ترجمة سيدي عمر بن الفارض أفاض الله علينا من أنواره أن

الشيخ محيي الدين بن العربي بعث إلى سيدي عمر يستأذنه في شرح التائية فقال

كتابك المسمى بالفتوحات المكية شرح لها انتهى

وقال بعض من عرف به إنه لما صنف الفتوحات المكية

كان يكتب كل يوم ثلاث كراريس حيث كان

وحصلت له بدمشق دنيا كثيرة فما ادخر منها شيئا

وقيل إن صاحب حمص رتب له كل يوم مائة درهم

وابن الزكي كل يوم ثلاثين درهما

فكان يتصدق بالجميع واشتغل الناس بمصنفاته

ولها ببلاد اليمن والروم صيت عظيم

وهو من عجائب الزمان

وكان يقول أعرف الكيمياء

بطريق المنازلة لا بطريق الكسب

ومن نظمه رضي الله تعالى عنه

حقيقتي همت بها وما رآها بصري

ولو رآها لغدا قتيل ذاك الحور

فعندما أبصرتها صرت بحكم النظر

فبت مسحورا بها أهيم حتى السحر

يا حذري من حذري لو كان يغني حذري

والله ما هيمني جمال ذاك الخفر

في حسنها من ظبية ترعى بذات الخمر

إذا رنت أو عطفت تسبي عقول البشر

كأنما أنفاسها أعراف مسك عطر

كأنها شمس الضحى في النور أو كالقمر

إن أسفرت أبرزها نور صباح مسفر

أو سدلت غيبها سواد ذاك الشعر

يا قمرا تحت دجى خذي فؤادي وذري

عيني لكي أبصركم إذ كان حظي نظري

وقال الخويي قال الشيخ سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله تعالى عنه رأيت

بعض الفقهاء في النوم في رؤيا طويلة فسألني كيف حالك مع أهلك فقلت

إذا رأت أهل بيتي الكيس ممتلئا

تبسمت ودنت مني تمازحني

وإن رأته خليا من دراهمه

تجهمت وانثنت عني تقابحني

فقال لي صدقت كلنا ذلك الرجل


ومن نظم سيدي الشيخ محيي الدين رضي الله تعالى عنه قوله

يا من يراني ولا أراه *** كم ذا أراه ولا يراني

وقال رحمه الله تعالى قال لي بعض إخواني لما سمع هذا البيت

كيف تقول إنه لا يراك وأنت تعلم أنه يراك

فقلت له مرتجلا

يا من يراني مجرما *** ولا أراه آخذا *** كم ذا أراه منعما *** ولا يراني لائذا

قلت من هذا وشبهه تعلم

أن كلام الشيخ رحمه الله تعالى مؤول

وأنه لا يقصد ظاهره وإنما له محامل تليق به

وكفاك شاهدا هذه الجزئية الواحدة فأحسن الظن به

ولا تنتقد بل اعتقد وللناس في هذا المعنى كلام كثير

والتسليم أسلم والله سبحانه بكلام أوليائه أعلم

ومما نسبه إليه رحمه الله تعالى غير واحد قوله

قلبي قطبي وقالبي أجفاني *** سري خضري وعينه عرفاني

روحي هارون وكليمي موسى *** نفسي فرعون والهوى هاماني

وقد تأول بعض العلماء قول الشيخ رحمه الله تعالى بإيمان فرعون

أن مراده بفرعون النفس بدليل ما سبق وحكى في ذلك حكاية

عن بعض الأولياء ممن كان ينتصر للشيخ رحمه الله تعالى.

.. يتبع بحول الله وقوته ..


وولد للشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى
ابنه محمد المدعو سعد الدين بملطية في رمضان سنة 618

وسمع الحديث ودرس وقال الشعر الجيد وله ديوان شعر مشهور

وتوفي بدمشق سنة 656
سنة دخل هولاكو بغداد وقتل الخليفة المستعصم

ودفن المذكور عند والده بسفح قاسيون
وكان قدم القاهرة وسكن حلبا

فقلت أجمع بين المذهبين معا باللام
فاستحسنوا التشبيه باللام

وحكى سبط ابن الجوزي عن الشيخ محيي الدين أنه كان يقول

إنه يحفظ الاسم الأعظم ويقول إنه يعرف السيميا بطريق التنزل

لا بطريق التكسب انتهى والله تعالى أعلم والتسليم أسلم.

وله رحمه الله تعالى من المحاسن ما لا يستوفى

وأنشدني لنفسه بدمشق صاحبنا الصوفي الشيخ محمد بن سعد

الكلشني حفظه الله تعالى قوله

أمولاي محيي الدين أنت الذي بدت *** علومك في الآفاق كالغيث مذ همى

كشفت معاني كل علم مكتم *** وأوضحت بالتحقيق ما كان مبهما

وبالجملة فهو حجة الله الظاهرة وآيته الباهرة

ولا يلتفت إلى كلام من تكلم فيه.


ولله در السيوطي الحافظ

فإنه ألف تنبيه الغبي على تنزيه ابن عربي

محمد بن علي بن محمد الطائي الصوفي

من أهل إشبيلية وأصله من مرسية

يكنى أبا بكر ويعرف بابن العربي وبالحاتمي أيضا

وبرع في علم التصوف وله في ذلك تواليف كثيرة

منها الجمع والتفصيل في حقائق التنزيل

و الجذوة المقتبسة والخطرة المختلسة

وكتاب كشف المعنى في تفسير الأسماء الحسنى

وكتاب المعارف الإلهية وكتاب الإسرا إلى المقام الأسرى وكتاب مواقع النجوم

ومطالع أهلة أسرار العلوم

وكتاب عنقاء مغرب في صفة ختم الأولياء

وشمس المغرب

وكتاب في فضائل مشيخة عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي

والرسالة الملقبة بمشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية

في كتب أخر عديدة وقدم على المرية من مرسية

مستهل شهر رمضان سنة خمس وتسعين وخمسمائة

وبها ألف كتابه الموسوم بمواقع النجوم انتهى

ولا خفاء أن مقام الشيخ عظم بعد انتقاله من المغرب

وقد ذكر رحمه الله تعالى في بعض كتبه

أن مولده بمرسية وفي الكتاب المسمى بالاغتباط

بمعالجة ابن الخياط

تأليف شيخ الإسلام قاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب

بن محمد الشيرازي الفيروزابادي الصديقي

صاحب القاموس قدس الله تعالى روحه الذي ألفه

بسبب سؤال سئل فيه عن الشيخ سيدي محيي الدين بن عربي

الطائي قدس الله تعالى سره العزيز
في كتبه المنسوبة إليه ما صورته:

ما تقول السادة العلماء شد الله تعالى بها أزر الدين

ولم بهم شعث المسلمين في الشيخ محيي الدين بن عربي

في كتبه المنسوبة إليه كالفتوحات والفصوص

هل تحل قراءتها وإقراؤها ومطالعتها وهل هي

الكتب المسموعة المقروءة أم لا أفتونا مأجورين جوابا شافيا

لتحوزوا جميل الثواب من الله الكريم الوهاب
والحمد لله وحده

فأجابه بما صورته :

الحمد لله اللهم أنطقنا بما فيه رضاه

الذي أعتقده في حال المسؤول عنه وأدين الله تعالى به

أنه كان شيخ الطريقة حالا وعلما وإمام الحقيقة حقيقة ورسما

ومحيي رسوم المعارف فعلا واسما

البسيط إذا تغلغل فكر المرء في طرف من بحره

غرقت فيه خواطره وهو عباب لا تكدره الدلاء

وسحاب لا تتقاصر عنه الأنواء

وكانت دعواته تخترق السبع الطباق

وتفترق بركاته فتملأ الآفاق وإني أصفه وهو يقينا

فوق ما وصفته وناطق بما كتبته

وغالب ظني أني ما أنصفته

وما علي إذا ما قلت معتقدي *** دع الجهول يظن العدل عدوانا

والله والله والله العظيم ومن *** أقامه حجة للدين برهانا

بأن ما قلت بعض من مناقبه *** ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا

وأما كتبه ومصنفاته فالبحار الزواخر

التي لجواهرها وكثرتها لا يعرف لها أول ولا آخر

ما وضع الواضعون مثلها

وإنما خص الله سبحانه بمعرفة قدرها أهلها

ومن خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها والنظر فيها

وتأمل ما في مبانيها انشرح صدره لحل المشكلات

وفك المعضلات وهذا الشأن لا يكون إلا لأنفاس من خصه الله تعالى

بالعلوم اللدنية الربانية

ووقفت على إجازة كتبها للملك المعظم فقال في آخرها

وأجزته أيضا أن يروي عنه مصنفاتي

ومن جملتها كذا وكذا حتى عد نيفا وأربعمائة مصنف

منها التفسير الكبير الذي بلغ فيه إلى تفسير سورة الكهف

عند قوله تعالى وعلمناه من لدنا علما الكهف 65

وتوفي ولم يكمل وهذا التفسير كتاب عظيم

كل سفر بحر لا ساحل له ولا غرو

فإنه صاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى

فيما نعتقد وندين الله تعالى به وثم طائفة في الغي حائفة

يعظمون عليه النكير وربما بلغ بهم الجهل إلى حد التكفير

وما ذاك إلا لقصور أفهامهم عن إدراك مقاصد أقواله وأفعاله

ومعانيها ولم تصل أيديهم لقصرها إلى اقتطاف مجانيها

علي نحت القوافي من معادنها *** وما علي إذا لم تفهم البقر

هذا الذي نعلم ونعتقد وندين الله تعالى به في حقه

والله سبحانه وتعالى أعلم

وأما احتجاجه بقول شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام

شيخ مشايخ الشافعية فغير صحيح بل كذب وزور فقد روينا

عن شيخ الإسلام صلاح الدين العلائي

عن جماعة من المشايخ كلهم

عن خادم الشيخ عز الدين بن عبد السلام

أنه قال كنا في مجلس الدرس

بين يدي الشيخ عز الدين بن عبد السلام

فجاء في باب الردة ذكر لفظة الزنديق

فقال بعضهم هل هي عربية أو عجمية فقال بعض الفضلاء

إنما هي فارسية معربة أصلها زن دين أي على دين المرأة

وهو الذي يضمر الكفر ويظهر الإيمان

فقال بعضهم مثل من

فقال آخر إلى جانب الشيخ مثل ابن عربي بدمشق

فلم ينطق الشيخ ولم يرد عليه قال الخادم

وكنت صائما ذلك اليوم

فاتفق أن الشيخ دعاني للإفطار معه فحضرت

ووجدت منه إقبالا ولطفا

فقلت له يا سيدي هل تعرف القطب الغوث الفرد في زماننا

فقال مالك ولهذا ؟ كل.

فعرفت أنه يعرفه فتركت الأكل

وقلت له لوجه الله تعالى عرفني به من هو

فتبسم رحمه الله تعالى

وقال لي الشيخ محيي الدين بن عربي

فأطرقت ساكتا متحيرا

فقال مالك ؟

فقلت يا سيدي قد حرت

قال لم

قلت أليس اليوم قال ذلك الرجل إلى جانبك

ما قال في ابن عربي وأنت ساكت ؟؟

فقال اسكت. ذلك مجلس الفقهاء.

هذا الذي روي لنا بالسند الصحيح عن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام

وأما قول غيره من أضراب الشيخ عز الدين فكثير

كان الشيخ كمال الدين الزملكاني

من أجل مشايخ الشام أيضا يقول

ما أجهل هؤلاء ينكرون على الشيخ محيي الدين بن عربي

لأجل كلمات وألفاظ وقعت في كتبه قد قصرت أفهامهم

عن درك معانيها فليأتوني لأحل لهم مشكله

وأبين لهم مقاصده بحيث يظهر لهم الحق

ويزول عنهم الوهم.

وهذا القطب سعد الدين الحموي

سئل عن الشيخ محيي الدين بن عربي لما رجع من الشام

إلى بلاده كيف وجدت ابن عربي

فقال : وجدته بحرا زخارا لا ساحل له.

وهذا الشيخ صلاح الدين الصفدي له كتاب جليل

وضعه في تاريخ علماء العالم في مجلدات كثيرة

وهي موجودة في خزانة السلطان

تنظر في باب الميم ترجمة محمد بن عربي

لتعرف مذاهب أهل العلم الذين باب صدورهم مفتوح

لقبول العلوم اللدنية والمواهب الربانية.

وقوله في شيء من الكتب المصنفة كالفصوص

وغيره إنه صنفه بأمر من الحضرة الشريفة النبوية وأمره بإخراجه إلى الناس

قال الشيخ محيي الدين الذهبي حافظ الشام :

ما أظن المحيي يتعمد الكذب أصلا.

وهو من أعظم المنكرين وأشدهم على طائفة الصوفية.

ثم إن الشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى

كان مسكنه ومظهره بدمشق وأخرج هذه العلوم إليهم

ولم ينكر عليه أحد شيئا من ذلك

وكان قاضي القضاة الشافعية في عصره

شمس الدين أحمد الخويي يخدمه خدمة العبيد

وقاضي القضاة المالكية زوجه بابنته

وترك القضاء بنظرة وقعت عليه من الشيخ.

وأما كراماته ومناقبه فلا تحصرها مجلدات

وقول المنكرين في حق مثله غثاء وهباء لا يعبأ به والحمد لله تعالى انتهى

ما نقلته من كلام العارف بالله تعالى

سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله تعالى عنه

وقد حكى الشيخ رضي الله تعالى عنه عن نفسه في كتبه

ما يبهر الألباب وكفى بذلك دليلا على ما منحه الله

الذي يفتح لمن شاء الباب

وقد اعتنى بتربته بصالحية دمشق سلاطين بني عثمان

نصرهم الله تعالى على توالي الأزمان وبنى عليه السلطان المرحوم سليم خان

المدرسة العظيمة

ورتب له الأوقاف وقد زرت قبره وتبركت به مرارا

ورأيت لوائح الأنوار عليه ظاهرة

ولا يجد منصف محيدا إلى إنكار ما يشاهد عند قبره من الأحوال الباهرة

ولما دخل بجاية في التاريخ المذكور قال

رأيت ليلة أني نكحت نجوم السماء كلها

فما بقي منها نجم إلا نكحته بلذة عظيمة روحانية

ثم لما كملت نكاح النجوم أعطيت الحروف فنكحتها

ثم عرضت رؤياي هذه على من قصها على رجل عارف بالرؤيا

بصير بها وقلت للذي عرضتها عليه

لا تذكرني فلما ذكر الرؤيا استعظمها

وقال هذا هو البحر الذي لا يدرك قعره

صاحب هذه الرؤيا يفتح الله تعالى له من العلوم العلوية

وعلوم الأسرار وخواص الكواكب

ما لا يكون فيه أحد من أهل زمانه ثم سكت ساعة

وقال إن كان صاحب هذه الرؤيا في هذه المدينة

فهو ذاك الشاب الأندلسي الذي وصل إليها

ثم قال صاحب العنوان ما ملخصه

إن الشيخ محيي الدين رحل إلى المشرق

واستقرت به الدار وألف تواليفه

وفيها ما فيها إن قيض الله تعالى

من يسامح ويتأول سهل المرام

وإن كان ممن ينظر بالظاهر فالأمر صعب.

وقد نقد عليه أهل الديار المصرية فخلصه الله تعالى

على يد الشيخ أبي الحسن البجائي فإنه سعى في خلاصه

وتأول كلامه ولما وصل إليه بعد خلاصه قال له الشيخ رحمه الله تعالى

كيف يحبس من حل منه اللاهوت في الناسوت

وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي رحمه الله تعالى انتهى.

وقال الإمام الصفي بن ظافر الأزدي

في رسالته رأيت بدمشق

الشيخ الإمام العارف الوحيد محيي الدين بن عربي

وكان من أكبر علماء الطريق جمع بين سائر العلوم الكسبية

وما وقر له من العلوم الوهبية

ومنزلته شهيرة وتصانيفه كثيرة

وكان غلب عليه التوحيد علما وخلقا وحالا

لا يكترث بالوجود مقبلا كان أو معرضا

وله علماء أتباع أرباب مواجيد وتصانيف

وكان بينه وبين سيدي الأستاذ الخراز

إخاء ورفقة في السياحات رضي الله تعالى عنهما انتهى

وذكر الإمام سيدي عبد الله بن سعد اليافعي اليمني في الإرشاد أنه اجتمع مع

الشهاب السهروردي فأطرق كل واحد منهما ساعة ثم افترقا من غير كلام

فقيل للشيخ ابن عربي ما تقول في السهروردي

فقال مملوء سنة من قرنه إلى قدمه

وقيل للسهروردي ما تقول في الشيخ محيي الدين

فقال بحر الحقائق

ثم قال اليافعي ما ملخصه

إن بعض العارفين كان يقرأ عليه كلام الشيخ ويشرحه

فلما حضرته الوفاة نهى عن مطالعته

وقال إنكم لا تفهمون معاني كلامه ثم قال اليافعي

وسمعت أن العز بن عبد السلام كان يطعن عليه

ويقول هو زنديق فقال له بعض أصحابه

أريد أن تريني القطب أو قال وليا

فأشار إلى ابن عربي

فقال له فأنت تطعن فيه فقال

أصون ظاهر الشرع أو كما قال

وأخبرني بهذه الحكاية غير واحد من ثقات مصر والشام

ثم قال وقد مدحه وعظمه طائفة

كالنجم الأصبهاني

والتاج بن عطاء الله

وغيرهما وتوقف فيه طائفة وطعن فيه آخرون

وليس الطاعن فيه بأعلم من الخضر عليه السلام

إذ هو أحد شيوخه وله معه اجتماع كثير.

الثاني

بعد الصحة يلتمس له تأويل موافق

فإن لم يوجد له تأويل في الظاهر

فله تأويل في الباطن لم نعلمه وإنما يعلمه العارفون

الثالث

أن يكون ذلك صدر منهم في حال السكر والغيبة والسكران سكرا

مباحا غير مؤاخذ ولا مكلف انتهى ملخصا

وممن ذكر الشيخ محيي الدين الإمام شمس الدين محمد بن مسدي

في معجمه البديع المحتوي على ثلاث مجلدات وترجمه ترجمة عظيمة

مطولة أذكر منها أنه قال :

إنه كان ظاهري المذهب في العبادات

باطني النظر في الاعتقادات

خاض بحار تلك العبارات وتحقق بمحيا تلك الإشارات وتصانيفه

تشهد له عند أولي البصر بالتقدم والإقدام

ومواقف النهايات في مزالق الأقدام

ولهذا ما ارتبت في أمره والله تعالى أعلم بسره انتهى

وقال

نبه على السر ولا تفشه *** فالبوح بالسر له مقت

على الذي يبديه فاصبر له *** واكتمه حتى يصل الوقت

وقال

قد ثاب غلماننا علينا *** فمالنا في الوجود قدر

أذنابنا صيرت رؤوسا *** مالي على ما أراه صبر

هذا هو الدهر يا خليلي *** فمن يقاسيه فهو قهر

ونظم الشيخ محيي الدين هو البحر الذي لا ساحل له

ولنختم ما أوردنا منه بقوله

يا حبذا المسجد من مسجد *** وحبذا الروضة من مشهد

وحبذا طيبة من بلدة *** فيها ضريح المصطفى أحمد

صلى عليه الله من سيد*** لولاه لم نفلح ولم نهتد

قد قرن الله به ذكره *** في كل يوم فاعتبر ترشد

عشر خفيات وعشر إذا *** أعلن بالتأذين في المسجد

فهذه عشرون مقرونة *** بأفضل الذكر إلى الموعد
-----------------
( انتهت الرسالة المختصرة )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:16 am


ثانيا – تحليل بعض أقواله رضي الله عنه
-------------
إيراد بعض اقوال الشيخ رضي الله عنه

في بعض العقائد لدفع شبه من نسب إليه الخروج عن إجماع المسلمين

وأهل السنة بخصوص هذه العقائد

و أقوال بعض المحققين

في الدفاع عن الشيخ بخصوص هذه الآراء

المأخوذه عليه و تخليصها مما نسبه إليها

من لم يفهم مراد الشيخ و لم يحط بعلومه وتحقيقاته.

فما نسب إليه رضي الله عنه القول بقدم العالم

وهذه بعض أقواله بخصوص حدوث العالم :

يقول رضي الله عنه في باب الأسرار بكتابه الفتوحات المكية

: لو ثبت للعالم القدم لاستحال عليه العدم

والعدم ممكن بل واقع عند العالم الجامع

لكن أكثر العبيد في لبس من خلق جديد –

و يقول في كتابه القصد الحق:

لا يقال العالم صادر عن الحق تعالي

إلا بحكم المجاز لا الحقيقة

و ذلك لأن الشرع لم يرد بهذا اللفظ

و جل الله تعالي أن يكون مصدر الأشياء

لعدم المناسبة بين الممكن والواجب

و بين من يقبل الأولية وبين من لا يقبلها

و بين من يفتقر وبين من لا يقبل الأفتقار

و إنما يقال إنه تعالي أوجد الأشياء

موافقة لسبق علمه بها بعد أن لم يكن لها وجود في أعيانها

ثم إنهار ارتبطت بالموجد لها

ارتباط فقير ممكن بغني واجب

فلا يعقل لها وجود إلا به سبحانه وتعالي

لأن تقدمه عليها وجودى إلي آخر ما قال في ذلك .

هذا وقد دافع سيدى عبد الوهاب الشعراني

في كتابه اليواقيت والجواهر

عن الشيخ لرد حجج من نسب اليه القول

بقدم العالم فيعد أن أورد النصوص في ذلك قال

: فهذه نصوصي الشيخ محيي الدين رضي الله عنه

في قوله بحدوث العالم فكذب من أفترى علي الشيخ

أنه يقول بقدم العالم وقد كرر الشيخ الكلام

علي حدوث العالم في الفتوحات في نحو ثلثمائة موضع

وكيف يظن بالشيخ مع هذا العلم العظيم

أن يقع في مثل هذا الجهل

الذى يؤدى إلي إنكار الصانع جل وعلا

بل أفتي المالكية وغيرهم بكفر من قال بقدم العالم

أو ببقائه أو شك في ذلك

هذا مع أن مبني كتب الشيخ ومصنفاته كلها في الشريعة

والحقيقة علي معرفة الله تعالي وتوحيده

وعلي إثبات أسمائه وصفاته وأنبيائه ورسله

وذكر الدارين والعالم الدنيوى والأخروى

والنشأتين والبرزخين

ومعلوم أن من يقول بقدم العالم من الفلاسفة

لا يثبت شيئا من ذلك بل و لا يؤمن بالبعث و النشور

ولا غير ذلك مما هو منقول عن الفلاسفة

فقد تحقق كل عاقل أن الشيخ برئ من هذا كله انتهي .

ومما نسب إلي الشيخ رضي الله عنه القول بالحلول والاتحاد

وقد ورد في العقيدة التي ذكرتها قوله

" تعالي أن تحله الحوادث أو يحلها "

ويقول في الباب الثالث من الفتوحات المكية

والبارى لا يشبه شيئا ولا في شئ مثله

ويقول في الباب الخامس والستين وثلثمائة

من كتابه الفتوحات أيضا

والعالم منفصل عن الحق بحده وحقيقته

ويقول في الباب الرابع عشر وثلثمائة

من كتابه الفتوحات المذكور

وكيف يخرج عن إنسانيته الإنسان

أو عن ملكيته الملك ولو صح هذا انقلبت الحقائق

وخرج الإله عن كونه إلها وصار الحق خلقا

والخلق حقا وما وثق أحد بعلم

وصار الواجب ممكنا ومحالا والمحال واجبا

وأنفسد النظام فلا سبيل إلي قلب الحقائق

وقال رضي الله عنه بياب الأسرار

وهو الباب التاسع والخمسون وخمسامائة

من كتابه الفتوحات المكية في هذا المعني

القديم لا يحل ولا يكون محلا –

وقال أيضا : أنت أنت وهو هو

فإياك أن تقول كما قال العاشق

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

فهل قدر هذا أن يرد العين واحدة

لا والله ما استطاع فإنه جهل والجهل لا يتعقل حقا

ولابد لكل أحد من غطاء ينكشف عند لقاء الله

– وقال أيضا : من فصل بينك وبينه

أثبت عينك وعينه ألا تراه تعالي قد أثبت عينك

وفصل كونك بقوله إن كنت تنتبه "

كنت سمعه الذى يسمع به فأثبتك باعادة الضمير إليك ليدل عليك

وما قال بالإتحاد إلا أهل الإلحاد

: وقال فيه أيضا : أعلم أن العاشق إذا قال أنا من أهوى

ومن أهوى أنا فإن ذلك كلام بلسان العشق والمحبة

لا بلسان العلم والتحقيق ولذلك يرجع أحدهم

عن هذا القول إذا صحا من سكرته.


ومما نسب إلي الشيخ رضي الله عنه

القول بتفضيل الولاية علي الرسالة

وإليك بعض أقواله رضي الله عنه

في تحقيق ختم النبوه وإرث الولاية لها

يدفع شبه القادحين ويكذب المفترين .

قال رضي الله عنه في الباب الثامن والخمسين ومائة

من كتابه الفتوحات المكية
:
أعلم أن الولاية هي المحيطة العامة

وهي الدائرة الكبرى فمن حكمها أن يتولي الله من شاء

من عباده بنبوه وهي من أحكام الولاية

وقد يتولاه بالرسالة وهي من أحكام الولاية أيضا

فكل رسول لابد أن يكون نبيا وكل نبي لابد أن يكون وليا

فكل رسول لابد أن يكون وليا

فالرسالة خصوص مقام في الولاية

ويقول في الباب الثالث والسبعين من الكتاب المذكور

: فالنبوة مقام عند الله يناله البشر وهو مختص بالأكابر من البشر.


ويقول في نفس الباب :

فمن الأولياء رضي الله عنهم الأنبياء صلوات الله عليهم

تولاهم الله بالنبوه وهم رجال اصطنعهم لنفسه

واختارهم لخدمته واختصهم من سائر العباد لحضرته

شرع لهم ما تعبدهم به في ذواتهم

ولم يأمر بعضهم بأن يعدى تلك العبادات إلي غيرهم

بطريق الوجوب فمقام النبوة مقام خاص في الولاية

إلي أن قال : فمقام التبليغ هو المعبر عنه بالرسالة لا غير

وما توقفنا عن الكلام في مقام الرسول

والنبي صاحب الشرع

إلا أن شرط أهل الطريق فيما يخبرون عنه من المقامات

والأحوال أن يكون عن ذوق ولا ذوق لنا ولا لغيرنا

ولا لمن ليس بنبي صاحب شريعة في نبوة التشريع

ولا في الرسالة فكيف نتكلم في مقام لم نصل اليه

وعلي حال لم نذقه لا أنا ولا غير ممن ليس بنبي ذى شريعة من الله

ولا رسول حرام علينا الكلام فيه

فما نتكلم إلا فيما لنا فيه ذوق فما عدا هذين المقامين

فلنا الكلام فيه عن ذوق لأن الله ما حجره.

ويقول رضي الله عنه في الباب الثالث وثلثمائة

من كتابه الفتوحات المذكور :

فالنبي ذو عين مفتوحة لمشاهدة النبوة

والولي ذو عين مفتوحة لمشاهدة الولاية ذو عين عمياء لمشاهدة النبوة

فإنها من خلفه فهو كحافظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه

ولم يقل في صدره ولا بين عينيه ولا في قلبه

فإن تلك رتبة النبي لا رتبة الولي

وأين الاكتساب من التخصيص فالنبوة اختصاص من الله

يختص بها من يشاء من عباده

وقد أغلق ذلك الباب

وختم برسول الله محمد والولاية مكتسبة إلي يوم القيامة

فمن تعمل في تحصيلها حصلت له والتعمل في تحصيلها

اختصاص من الله يختص برحمته من يشاء قال تعالي

: ( إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء )

كما قال تعالي : ( تهدى به من تشاء من عبادنا)

فبنور النبوة تكتسب الولاية

إلي آخر ما قال في هذا الباب في هذا المعني.

ويقول في الباب العاشر وثلثمائة

من كتابه الفتوحات المذكور :

لأن الملك لا ينزل بوحي علي قلب غير نبي

ولا بأمر إلهي جملة واحدة فإن الشريعة قد استقرت

وتبين الفرض والواجب والمندوب والمباح والمكروه

فأنقطع الامر الإلهي بانقطاع النبوة والرسالة

بانقطاع الرسالة فقط لئلا يتوهم

أن النبوة باقية في الأمة فقال عليه السلام أن النبوة والرسالة

قد انقطعت فلا نبي بعدى ولا رسول –

وقال في الباب الرابع عشر وثلثمائة من كتابه الفتوحات

: فلا يتعدي كشف الولي في العلوم الإلهية فوق ما يعطيه كتاب نبية ووحية

إلي آخر ما قال في ذلك .

ويقول رضي الله عنه في الباب الثالث والسبعين وثلثمائة

من كتابه الفتوحات أيضا بعد أن ذكر ختم النبوة والرسالة

وغلق بابها بسيدنا محمد وبقاء الوراثة والإلهام والفهم في الكتاب والسنة

قال رضي الله عنه
: وإنما قلنا ذلك لئلا يتوهم متوهم أني وأمثالي أدعي نبوة

لا والله ما بقي إلا ميراث وسلوك مدرجة محمد رسول الله خاصة

وإن كان للناس عامة.

وقال في نفس الباب بعد ذكر حال الرسول والوارث

: والوارث داع لما قرره هذا الرسول وليس بمشرع

فلا يحتاج إلي ظهور الحالك ما احتاج اليه المشروع

فالوارث بحفظ بقاء الدعوة في الأمة عليها وما خطه إلا ذلك

حتي أن الوارث لو أتي بشرع ولا يأتي به ولكن لو فرضنا ما قبلته منه الأمة.

ويكفي هذا من الأقوال في تقرير نزاهة الشيخ رضي الله عنه

وتبرئته مما نسب اليه في ذلك .

ومما نسب إلي الشيخ رضي الله عنه قوله بخروج أهل النار منها

: وإليك بعض أقوله رضي الله عنه لدفع ذلك : يقول رضي الله عنه

في الباب الحادى والسبعين وثلثمائة من كتابه الفتوحات المكية

واذا لم يبق في النار أحد إلا أهلها وهم في حال العذاب يجاء بالموت

علي صورة كبش أملح فيوضع بين الجنة والنار

ينظر اليه أهل الجنة وأهل النار

فيقال لهم تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت

فيضجعه الروح الأمين ويأتي يحيي عليه السلام وبيده الشفرة

فيذبحه ويقول الملك لساكني الجنة والنار خلود فلا موت

ويقع اليأس لأهل النار من الخروج منها إلي آخر ما قال في ذلك

فراجعة وأمثاله من كلام الشيخ في الفتوحات وغيرها من كتبه

مما ساقة في ذلك تبعا لما ورد في الشرع الشريف.

وقد دافع سيدى عبد الوهاب الشعراني عن الشيخ

في هذا المنسوب اليه وساق النص من كلام الشيخ

مما يبطل شبهة القادح ويفند تهمه المبطل

ثم قال في كتابة اليواقيت والجواهر

: فكذب الله وأفترى من أشاع عن الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه الله

انه كان يقول إن أهل النار يتلذدون بالنار

فأنهم لو أخرجوا منها لاستغاثوا وطلبوا الرجوع اليها

كما رأيت ذلك في هذين الكتابين

وقد حذفت ذلك من الفتوحات حال اختصارى له

ا حتي ورد علي الشيخ شمس الدين الشريف المدني

فأخبرني بأنهم دسوا علي الشيخ في كتبه كثيرا من العقائد الزائفة

التي تقلت عن غير الشيخ كما مرت الاشارة اليه في الخطبة

فان الشيخ من كمل العارفين بإجماع أهل الطريق

وكان جليس رسول الله علي الدوام فكيف يتكلم بما يهدم شيئا

من أركان شريعته ويساوى بين دينه وبين جميع الأديان الباطلة

ويجعل أهل الدارين سواء هذا لا يعتقده في الشيخ إلا من عزل عنه عقله

فإياك يا أخي أن تصدق من يضيف شيئا من العقائد الزائفة

إلي الشيخ واحم سمعك وبصرك وقلبك وقد نصحتك والسلام.

وقد مر في عقيدته التي ذكرتها بأول المختارات العلمية

قوله رضي الله عنه

" والجنة حق والنار حق وفريقا في الجنة وفريقا في النار حق

وكرب ذلك اليوم حق علي طائفة وعلي طائفة أخرى لا يحزنهم الفزع الأكبر

وشفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين

وإخراج أرحم الراحمين بعد الشفاعة من ا لنار من شاء حق

وجماعة من أهل الكبائر المؤمنين يدخلون جهنم

ثم يخرجون منها بالشفاعة والامتنان حق

والتأبيد للمؤمنين والموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق

والتأبيد لأهل النار في النار حق ".

ويقول سيدى عبد الوهاب الشعراني

بعد ما أورد نصوصا أخرى في ذلك ما سبق ذكرها قريبا

: وفي لواقح الأنوار التي جمعها محمد بن سويدكين

من مجالس الشيخ ووتقريراته :

أعلم يا أخى أن جميع ما وجدته من قولنا

بخروج أهل النار منها في سائر كتبنا وتقريراتنا

فمرادنا بهم عصاة الموحدين

وقد نبه علي ذلك أيضا الشيخ الكامل عبد الكريم الجيلي

في شرحة الأسرار من الفتوحات فقال :

إياك والغلط ف تفهم من كلام الشيخ

أنه يريد بخروج أهل النار غير الموحدين من الكفار فإن ذلك خطأ انتهي

وقد رجع بحمد الله تعالي علي يدى جماعات كثيرة من صوفية الزمان

الذين لا غوص لهم في الشريعة في أعتقاد خروج أهل النار الذين

هم أهلها تقليدا لما أشيع عن الشيخ محيي الدين وتابوا إلي ا لله تعالي

بعد أن كانوا يتساررون بذلك فيما بينهم فالحمد لله رب العالمين

انتهي كلام سيدى عبد الوهاب وأكتفي بذلك في تحرير هذا المنسوب

إلي الشيخ رضي الله عنه.

والمطالع كتب الشيخ يصادفه عبارات يقف غير الذائق أمام ظواهرها

فيستشكلها خصوصا ما يتعلق منها بالحضرة العلية

. وقد ورد من ذلك بعض عبارات بكتاب الفصوص للشيخ رضي الله عنه

قام بشرحها وتحليلها شراح الفصوص ولست أريد ذكرها هنا

لتضييق دائرة البحث العلمي والتحليل القولي

إذا المراد معرفة الله تعالي وفناء الأعتبارات النفسية

وتوحيد الوجهة للمطلوب الحق وهذا لا يدع في الصادق محلا للبحث والتحرى

والتدقيق الشكلي . وقد أشرت في مقدمة الكتاب إلي بعض حلول عامة

وتسهيلات للغريب من أقوال وأحوال الرجال وأخص بالذكر من هذه الحلول

اتساع أفق الشيخ رضي الله عنه في التعبير عن المقامات

وتجرده من الحظ النفسي والاعتبار الشخصي الذى يضع صاحبه تحت المؤاخذة

وأيضا ما أعطيه رضي الله عنه من اتساع في فهم المعاني

التي تحتملها الألفاظ وتبيحها الإصطلاحات اللغوية

كالمشاكلة التي توجد بين الألفاظ وتخالف بين المعاني

بحسب المنسوب إليه اللفظ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:18 am

محمد سرحان
ازمة دلالة

اذكر وقبل الطريق كان اهتمام الادباء بخلق نظرية ادبية جديدة ..تخالف المتعارف عليه مما استقر عليه من قواعد الشعر العربي من عروض ونظم وخلافه ...وفي محاولات التاسيس خرج كثير من المهتمين بهذه النظرية بمحاولة لتاسيس تاريخ للغة الخاصة التي يكتبون بها فلم يجدوا خيرا من التراث الصوفي لينقلوا منه ذلك ...
فهي لغة لا تعتمد علي عروض الشعر ولا يمكن ان توصف بكونها نثر عادي ..او حتي فني بل هي لغة مفارقة لها نسق و ابعاد صوتية وكذلك تتعدد فيها الدلالات ...
وانا كثيرا الان ما اضحك علي محاولات بعض الاساتذة في شرح ابن عربي وخاصة في مقاطعه الحرفية في الفتوحات ..
فيقول الدكتور محمد عبد المطلب في كتابه ( الجنس المشكل )
عندما يعجز عن تفسير المراد من تقطيع الحروف في نص ما ...ان ابن عربي لا يقصد شيئا فقط هو يريد احداث تجريد للغة لاصلها الصوتي ...وهكذا من التفسيرات المضحكة
تجدها في محاولات ادوار الخراط...عبد العزيز موافي وهو يتكلم عن الحساسية الجديدة لدي المتصوفة ...ومحاولات غريبة في الغالب تتم لا ستخدام التراث الصوفي لتحميله نظرية ما و اعطائها البعد التراثي ...
و مقدمتي هذه اقصد منها ان الالتباس في فهم مصطلحات الطريق وتاويلها لا بناء علي العلم و المعرفة الخاصة التي تتركز عليها بل بناء علي معرفة سابقة .وخبرة ووجهة نظرهو من اساس الخطا..
اذا ما اعطيت دكتور في علوم اللغة كتاب في الكمياء العضوية وطلبت منه تفسير وشرح سيخرج منه بمعرفة جديدة نتيجة لانه يتحرك خارج مصطلح العلم المراد ...
من في الخارج لا يعترفون بعلمية كتب المتصوفة ...وانها مبنية علي التجربة و الخطا
وان الطريق الي الله ...وان كان في غاية السهولة و البساطة لدي البعض فهو مسار معقد مليء بالعقبات ...و التجارب درسه وسلكه رجال ..وعاد منهم من عاد وحكي بامر الله ...
اما بالنسبة لموضوع وحدة الوجود او غيره من الامور التي تتعارض مع ظاهر الشريعة و التي يتم استنباطها من كلام اصحاب الاحوال ...
ووعلاقة ذلك النسبة للشيخ ابن عربي فانا لا اريد ان اكرر معاني ما ذكره شيخي و مرشدي الاستاذ امير الذي عرفنا الطريق جزاه الله كل خير ...
ولكن هناك اشياء اري انه لا بد من معرفتها قبل التعامل مع ابن عربي ,,,
وهذا في اعتقادي وعلي قدر فهمي المتواضع اعزكم الله ...
اولا ابن عربي كان بخلاف ولايته صاحب نظرية ...وكان مهتما بمحاولة وضع علوم اهل الطريق داخل اطار ...و اشتغل فترة علي الاطار و القواعد التي تؤسس نظريته ...
وسوف اذكر قصتين ...رواهم ابن عربي بذكاء كبير محاولا توضيح ملامح بحثه
اولا :لقاء الشيخ الاكبر مع ابن رشد وكان بعد لم يزل صبيا فلقد ارسل القاضي ابن رشد لوالد ابن عربي يطلب منه ان يرسل اليه ابن عربي وذلك لما ذاع صيت موهبته العرفانية ...وسال ابن رشد رمز الفلسفة و ناقل المعرفة القديمة وكان ايامها شيخا كبيرا ابن عربي الذي لم يكن ساعتها يتجاوز الثامنة عشر ..(هل وجدت ما وجدناه عندك) فيرد ابن عربي :نعم فيطرب الشيخ لاجابة ابن عربي جدا...ويقول ابن عربي فسكت برهة و عدت وقلت لا ..فيحزن ابن رشد ويعرف ان ما توصل اليه من معرفة من خلال البحث الفلسفي ليس كاملا ...
و الحكاية الثانية :لقاء ابن عربي بالسهرودي المقتول ...معلم اولاد صلاح الدين ...واستاذ المدرسة الاشراقية ...و السهرودي اضعف الايمان منهج موازي للتصوف علي الاقل من البرهة الاولي ...لم يكن يوكد كثيرا علي السنة ...
وتذكر الرواية ان ابن عربي ارتحل خصيصا له ...وهو الولي السني ...ليراه ...وبعد ان وصل ورغم طول المسافة ..تقول الحكاية ..مكثا ساعة زمانية يتطلعان لوجه بعضهما البعض ...ولم يتحدثا او يتكلما ...
وعندما سأل ابن عربي عن السهرودي قال : وجدت رجلا مملوء سنة
وعندما سال السهرودي عن ابن عربي قال: وجدت رجلا مملوء اشراق .
لماذا ذكرت الحكايتين ...هنا محاولة لوضع اليد علي ما اراد ابن عربي قوله عن اطار بحثه وهدفه ...لم يكن فلسفة نظرية تتحرك في اطار التفكير العقلي المجرد مجاولة للوصول لله ...
ولم يكن مجرد استغراق روحي خالص بلا خصوصية شرعية ...
وفي مقدمة الفتوحات تراه يتحدث صراحة عن ان طريقه و نهايته هو كتاب الله وسنة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ...
لذا اذا اردنا فهم ابن عربي ...لا يجب التعامل معه ابدا علي انه مجرد ولي ...بل ولي باحث ارتحل اغلب عمره ليقابل ..و يسمع ويدرس تحت ابناء الطريق وكانت همته عالية ليدون ....
الاطار الذي وضعه ابن عربي لحركة كلامه ...كان المقصود منه ان يكون هو المعيار الذي يقاس عليه التفسير ...
فعندما يقول كلامي يقف عند حدود الشرع ..يجب ان يفسر عند حدود الشرع
كلامي ليس فلسفة بل معرفة روحية ...فلا يجوز للفلاسفة ان يحذلقوا ويقدمو ا اوراق بحث تربط ابن عربي ...بالفلاسفة و المحدثين ...
وحدة الوجود هل هي تتحرك ضمن دائرة فكره ...هل من الممكن لرجل يقول حدودنا ما قال سيدنا النبي ان يخالف سيدنا النبي ...
هل من الجائز ان ادخل علي تراث اضعف الايمان لايقل عن الالاف الصفحات و اقتطع كلمة من هناك و جملة من هناك ...و الفتوحات المكية كما قال لي سيدي انور عبد المغيث مرة يشبه الارابيسك تركيب بسيط ومعقد في ذات الوقت مبني ضخم ...هل من الممكن اختصاره وابتذاله باسم العلم او الدفاع عن الدين بهذه الصورة ...
انا شخصيا اشعر ان محاولتي للتعامل مع ابن عربي و تبسيطه هكذا خطا اتمني من الله ان يسامحني عليه ...
ولكنها الضرورة التي فرضها علينا الوهابيين ...ممن اذا ضيقت عليهم الخناق في الحوار لقالوا لك ان الله يحده مكان وزمان كما ذكر شيخهم ابن تيمية ...احفاد عبدة الاوثان لابد ان يظلوا متاثرين ...بتراث اجدادهم مخترعي الصور ..فلا يعقلون اي محاولة او معرفة للتعامل مع الله خارج اطار الصورة العقلية التي صنعوها لله و العياذ بالله ...
لذلك يضيقون باي محاولة للتعريف باسم من اسماء الله الحسني لانهم يروا في اسم الله الواحد اكبر من اي تصور خاص بهم ...
وانا اسف للاطالة ...
ولكن الكلام الذي يقال عن اسيادنا و الاتهامات التي تلقي عليهم مستفز فعلا وخاصة اذا ما جاء من شخص لم يقرأ او يعر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:32 am

القول الفصل فى الحلول والأتحاد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
من قول سيدى فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى



شـــراب الوصــل

فأما عن حـلول واتحـاد *** به يرموننا جهلا عيانا

تنزه ذو الجلال وذو الجمال *** ونزَّهنا وطــَّهر مبتدانا

الحلول هو اتَّحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد ومنه مذهب الحلول يعتقد أصحابه أن الله يحلُّ في الشيء متحدَّاً به حتى يصحَّ أن يطلق عليه أنه الله {تعالى الله عزّ وجلّ عمَّا يقولون علوَّاً كبيراً}•

وقد وقع في كلام بعض المتصوفة في حديثهم عن التجليات الإلهية ما حمل بعض الجهلاء على اتهامهم بمذهب الحلول وسمَّاهم البعض بالحلولية وهذا المذهب في حقيقة الأمر هو مذهب النصارى، قال الإمام الرازي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {لا تَغْلوا في دينكم} وفي قوله {ولا تقولوا على الله إلا الحق} أي لا تصفوا الله بالحلول والاتحاد في بدن الإنسان أو روحه ونزِّهوه عن هذه الأحوال وقال في تفسير قوله تعالى {ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم} قال: '' المعنى ولا تقولوا أن الله سبحانه وتعالى واحد بالجوهر ثلاثة بالأقانيم••• والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتاً موصوفة بصفات ثلاثة، إلا أنهم سمَّوها صفات فهي في الحقيقة ذوات بدليل أنهم يجيزون عليها الحلول في عيسى ومريم بأنفسهما، وإلا لما جوَّزوا عليها أن تحلَّ في الغير وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى، هم وإن كانوا يسمونها صفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتونها ذوات متعددة قائمة بأنفسها وذلك محض الكفر - (التفسير الكبير سورة النساء 171-172)

وقال الإمام القرطبي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: (وروح منه): (هذا الذي أوقع النصارى في الضلال فقالوا عيسى جزء منه فجهلوا وضلوا•••) قال أبي بن كعب '' خلق الله أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق ثم ردها إلى صلب آدم وأمسك عنده روح عيسى عليه السلام، ولما أراد خلقه أرسل ذلك إلى مريم فكان منه عيسى عليه السلام فلذا قال'' وروح منه (الجامع لأحكام القرآن)•

ومن ردِّ الشيخ محي الدين رضي الله عنه على هذا الافتراء: (نور الشمس إذا تجلى في البدر يعطي من الحكم ما لا يعطي بغير البدر، لا شك في ذلك - كذلك الاقتدار الإلهي إذا تجلَّى في العبد• وكما يعلم عقلا أن القمر في نفسه ليس فيه من نور الشمس شيءٌ وأن الشمس ما انتقلت إليه بذاتها، وإنما كان لها مجلى وكذلك العبد ليس فيه من خالقه شيء ولا حلَّ فيه ) وقال في موضع آخر (••• ومن هنا يعلم حقيقة قوله '' كنت سمعه وبصره ويده ورجله ؛ ولما لاح من هذا المشهد لبعض الضعفاء لائح صاح ''أنا الحقُّ'' فسكر وصاح ولم يتحقق لغيبته عن حقيقته) وأنكر القول بالاتحاد فقال: (إذا كان الاتحاد مصير الذاتين ذاتا واحدة فهذا محال لأنه إن كانت عين كل واحدة منهما موجودة في حال الاتحاد فهما ذاتان وإن عدمت العين الواحدة وبقيت الأخرى فليس إلا واحدة، ولا اتحاد البتة لا من طريق المعنى ولا من طريق الصورة ) (ملخصة عن روح المعاني للآلوسي•)

وقال الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه:

ولا تقل أنت هو ما أنت هو أبداً *** لا شيء كيف يساوي الشيء واعجبي

ولا تصر كافراً إن قلت إنك هـو *** فأنت بالنفس عـنه دائـم الحجـب

الله أكبر هذا عقد كــل ولـي*** لا شــك فيه لنا بل عـقد كـل نبي

فهذا قول لم يقل به الأنبياء صلوات الله عليهم فضلا عن الأولياء ويقول الإمام البصيري في قول النصارى واليهود والقائلين بألوهية عيسى ومريم وعزيرعليهم السلام•

خبِّرونا أهلَ الكتابين من أيـن *** أتـاكم تثليــكم والبداء

ما أتـى بالعقيدتيـن كتـابٌ*** وإدعاءٌ لا نـصَّ فيه افتـراء

ليت شعري ذكر الثلاثة والوا *** حد نقصٌ في عدكم أم نمـاء

أتراهـم لحاجـةٍ واضطـرارٍ *** خلطوها وما بغى الخلطـاء

أهو الراكب الحمار فيا عجزَ *** إلــهٍ يمسّــَه الأعيـاء

أم جميعٌ على الحمار لقد جلَّ *** حمــارٌ بجمعهم مشـاء

وإنما حمل بعض الناس على اتهام المتصوفة بالقول بمذهب الحلول كلامهم عن تجلي الأسماء الإلهية لقلب العبد ولا يعلم حقيقته إلا أهل المشاهدة الذين خصَّهم الله والذين لا يضيعون الوقت إلا في ذكر المذكور أو شكر على نعمة أو صبر في محنة أو رضى على شدة قد جعلوا الله نصب أعينهم لا ينظرون إلا إليه ولا يعكفون إلا على عبادته فأعطاهم من الحياة الطيبة بغير حساب وكشف لهم الحجب رضوان الله عليهم

وكما قال سيدي ابن الفارض رضي الله عنه:

يا أختَ سعدٍ من حبيبي جِئْتنِـي *** برسالـةٍ أدَّيتــها بتلطُّـفِ

فنظرتُ ما لم تنظري وسمعتُ ما *** لم تـسمعي فعرفتُ ما لم تعرفي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:38 am



التصوف الاسلامى بين وحدة الشهود ووحدة الوجود

إذا قال الصوفي: "لا أرى شيئاً غير الله"، فهو في حال وحدة شهود. وإذا قال: "لا أرى شيئاً إلا وأرى الله فيه"، فهو في حال وحدة وجود. ولعل هذا أوجز تبسيط ممكن لهذين الاصطلاحين اللذين يختزلان التجربة الصوفية في كل أبعادها. فحال وحدة الشهود هي حال الفناء، وحال وحدة الوجود هي حال البقاء. والفناء والبقاء متلازمان، لاينفك أحدهما عن الآخر؛ وكذلك وحدة الشهود ووحدة الوجود: فإذا كنت فانياً عن شيء، فأنت لابد باقٍ بغيره؛ أو إذا كنت باقياً في شيء فأنت، لامحالة، فانٍ عن سواه. وهذا أمر طبيعي، بما أن الإنسان عاجز عن جمع همَّته، أو تسليط انتباهه، على أكثر من موضوع واحد في نفس اللحظة. هذه الورقة التي أكتب عليها، إن فكرت فيها (طولها، عرضها، لونها، إلخ.)، تعذَّر عليَّ أن أكتب عليها؛ وإن فكرت في الكتابة أو فيما أكتب، تعذَّر عليَّ التفكير في الورقة. في الحالة الأولى، يقال في المصطلح الصوفي،: أنا باقٍ بالورقة، فانٍ عن الكتابة؛ وفي الحالة الثانية، يقال: أنا فانٍ عن الورقة، باقٍ بالكتابة.

يقول ابن عجيبة: "إن الفناء هو أن تبدو لك العظمة فتنسيك كل شيء، وتغيبك عن كل شيء، سوى الواحد الذي "ليس كمثله شيء"، وليس معه شيء. أو تقول: هو شهود حق بلا خلق، كما أن البقاء هو شهود خلق بحق... فمن عرف الحق شهده في كل شيء، ولم يرَ معه شيئاً، لنفوذ بصيرته من شهود عالم الأشباح إلى شهود عالم الأرواح، ومن شهود عالم المُلك إلى شهود فضاء الملكوت. ومن فني به وانجذب إلى حضرته غاب في شهود نوره عن كل شيء ولم يثبت مع الله شيئاً."[1]

ما يهمنا، فيما نحن في صدده من قول ابن عجيبة، قوله: "إن الفناء هو شهود حق بلا خلق، كما أن البقاء هو شهود خلق بحق..." بعبارة أخرى، إن الفناء، أو وحدة الشهود، امتصاص التجلِّيات في مبدأها - المبدأ يمتص تجلياته و"يشفطها" - أو هو اختزال الدائرة في نقطة المركز؛ بينما البقاء هو شيوع المبدأ في تجلِّياته، أو هو اندياح نقطة المركز في الدائرة. في الحالة الأولى، يغيب الخلق في الحق، وفي الثانية، يتجلى الحق في الخلق. والخلق والحق أبداً ما بين غياب وتجلٍّ.

والمثال الذي كثيراً ما يسوقه الصوفية تبياناً لحالي الفناء والبقاء جواب قيس ليلى عندما سئل "أين ليلى"، وقوله: "أنا ليلى!" فقيس، لما قال ما قال، كان فانياً عن نفسه باقياً بليلى.

لكن خير مثال يوضح لنا حالي الفناء والبقاء، كونه منتزَعاً من حياتنا المعاصرة، مثال الممثل السينمائي أو المسرحي الذي يؤدي دوراً رسمه له المخرج: الممثل في هذه الحالة يتكلم كلاماً غير كلامه هو، ويأتي أفعالاً ليست أفعاله هو، بل كلامه وأفعاله كلام وأفعال الشخصية التي يؤدي دورها. بالتعبير الصوفي نقول: إن الممثل فانٍ عن نفسه باق بدورهٍ.

ووحدة الشهود نوع من التوحيد يختلف عن توحيد الإيمان الذي نصت عليه الشريعة، من حيث إن التوحيد الشهودي توحيد يقيني، تجريبي أو "ذوقي"، على حد المصطلح الصوفي. بينما التوحيد الشرعي إيماني، نقلي، يُلتمَس إليه الدليل بالنظر العقلي. وعلى هذا، فإن التوحيد الشهودي، أو وحدة الشهود، حال أو تجربة، لا فكر واعتقاد. يقول المرحوم الدكتور أبو العلا عفيفي: "هو التوحيد الناشئ عن إدراك مباشر لما يتجلَّى في قلب الصوفي من معاني الوحدة الإلهية في حال تجلُ عن الوصف وتستعصي على العبارة؛ وهي الحال التي يستغرق فيها الصوفي ويفنى عن نفسه وعن كل ميل سوى الحق، فلا يشاهد غيره لاستغراقه فيه بالكلية."[2] ثم يتابع قائلاً: "هذا هو الفناء الصوفي بعينه، وهو أيضاً مقام المعرفة الصوفية التي ينكشف فيها للعارف معنى التوحيد الذي أشار إليه ذو النون المصري إذ يقول: "إنه بمقدار مايعرف العبد من ربِّه يكون إنكاره لنفسه؛ وتمام المعرفة بالله تمام إنكار الذات". ثم يتابع عفيفي: "فإن العبد إذا انكشف له شمول القدرة والإرادة الإلهية والفعل الإلهي، اضمحلت الرسوم والآثار الكونية في شهوده وتوارت إرادته وقدرته وفعله في إرادة الحق وقدرته وفعله. ووصل إلى الفناء الذي هو عين البقاء: لأنه يفنى عن نفسه وعن الخلق ويبقى بالله وحده."[3]

وينقل عفيفي عن التهانوي قوله: "والتوحيد عند الصوفية معرفة وحدانيَّته الثابتة له في الأزل والأبد، وذلك بألا يحضر في شهوده غير الواحد جلَّ جلاله... فيرى صاحب هذا التوحيد كل الذوات والصفات والأفعال متلاشية في أشعة ذاته (أي ذات الحق – التفسير من تدخل عفيفي) وصفاته وأفعاله، ويجد نفسه في جميع المخلوقات كأنها مدبِّ[4]رة لها وهي أعضاؤها." ثم يقول التهانوي: "ويرشد فهم هذا المعنى إلى تنزيه عقيدة التوحيد عن الحلول والتشبيه والتعطيل، كما طعن فيهم [أي الصوفية] طائفة من الجامدين العاطلين عن المعرفة والذوق، لأنهم إذا لم يثبِتوا معه غيره فكيف يعتقدون حلوله فيه أو تشبيهه به، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً."[5]

أقول: نحن هنا أمام نوسة هائلة من نوسات النفس البشرية في سعيها إلى نفي العالم من أجل إثبات الألوهة، بعد أن كانت في "وثنيَّتها" تنفي الألوهة من أجل إثبات العالم، أو على أعلى اعتبار، تجعل الألوهة شيئاً من أشياء العالم؛ "تشيِّئُها" وتصنعها من التمر، حتى إذا جاع عبادها أكلوها وأخذت طريقها إلى حيث النفايات. إذن، لابد من مواجهة نوسة نفي الألوهة من أجل إثبات العالم بنوسة مضادة وصلت إلى أقصى مدى لها عند صوفية وحدة الشهود الذين قالوا بنفي العالم من أجل إثبات الألوهة.

نعود إلى عبارة التهانوي القائلة إن الصوفية لايثبتون مع الله غيره، ولا مع صفاته صفات أخرى، ولا مع أفعاله أفعالاً أخرى. يعقِّب عفيفي على قول التهانوي بالقول إنه إذا أخذ على إطلاقه، لايجعل الصوفية من القائلين بالتوحيد بل بوحدة الوجود، وهو معنى للتوحيد كادت أن تقول به المدرسة البغدادية في القرن الثالث الهجري، ومن زعمائها أبو القاسم الجنيد.[6]

نستعرض فيما يلي طرفاً من أقوال كبار ممثلي هذه المدرسة، بادئين بأبي القاسم الجنيد. ولشيخ الصوفية أقوال كثيرة في التوحيد أهمها قوله: "أن يرجع العبد إلى أوله فيكون كما كان قبل أن يكون."[7] يشير الجنيد بهذا إلى قوله تعالى: "وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريَّتهم وأشهدتهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين." (الأعراف 172) أي أن شهادة الخلق للحق بوحدانيته وربوبيَّته قد أخذها الله تعالى من بني آدم في الميثاق الأول، وهم بعد في عالم الغيب قبل أن يوجدوا في عالم الشهادة، عندما كانوا مجرد إمكانية وجود، أو وجود بالقوة، وقبل أن ينتقلوا إلى وجود بالفعل في هذا العالم. فإذا فني الصوفي عن نفسه وعن الخلق كان في حال مماثلة لحاله في عالم الذرّ، أو إن شئت قلت: في نفس الحال إياها، لأن كل خروج من عالم الزمان والمكان هو التقاء بلحظة الميثاق التي قيلت فيها كلمة "بلى!"

وقد غلا الشبلي في توحيده غلواً أدى به إلى تكفير الموحِّد بقوله: "من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهو ثنوي، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن وهم أنه واصل فليس له حاصل، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل، ومن ظن أنه قريب فهو بعيد، ومن تواجد فهو فاقد، وكل ما ميَّزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم من إثم معانيكم، فهو مصروف مردود إليكم، محدث مصنوع مثلكم."دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Icon_smile_8ball

مفتاح توحيد الشبلي هو العبارة الأخيرة التي تفيد استحالة توحيد الخلق الحادث للحق القديم؛ لأن توحيد الحادث حادث مثله؛ فهو بهذا الاعتبار عدم أو بحكم العدم. وإثبات وجود آخر مع الله الذي له وحدة الوجود إنما هو شرك أو إلحاد به، - وهذا ما أدى ببعضهم إلى القول: ما وحَّد الله غير الله![9]

وكان الحلاج يقول: "إن العبد إذا وحَّد الله تعالى فقد أثبت نفسه، ومن أثبت نفسه فقد أتى بالشرك الخفي. وإنما الله تعالى هو الذي وحَّد نفسه على لسان من شاء من خلقه."

وقد أوفى الهروي على الغاية عندما قال:

ما وحَّد الواحد من واحد إذ كل من وحَّده جاحد

توحيد من ينطق عن نعته عارية أبطلها الواحد

توحيده إيِّاه توحيده ونعت من ينعته لاحد

يلاحظ عفيفي أن بعض الدارسين من المستشرقين خلص من هذه الأقوال، بل من هذه المواقف، إلى أن السمة الغالبة على التصوف الإسلامي هي سمة "وحدة الوجود". لكن ما هي وحدة الوجود؟ ليس من اليسير إيجاد تعريف دقيق لهذه النظرية أو العقيدة، لأنها كثيراً ما تلتبس بالحلول الذي يتنافى مع العقيدة الإسلامية، وربما غير الإسلامية. لكن ما يعنينا منها هنا هو وحدة الوجود التي يقول بها الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي.

فالحلول Pantheism معناه امتصاص المبدأ في تجلِّياته بحيث يصبح الخالق أسير مخلوقاته؛ فهي هو من كل وجه وهو هي من كل وجه. على حين أن وحدة الوجود Unity of Being (أو بالفرنسية Unicité de l’Être)، أو على الأقل وحدة الوجود التي يقول بها ابن عربي، تختلف اختلافاً بيِّناً عن عقيدة الحلول، وإن كانت تتقاطع معها في بعض النقاط لكي تتفارق عنها في بعض النقاط الأخرى، أو حتى في نفس النقاط.

ولكي نوضح ذلك نذكِّر بما قلناه في مطلع كلامنا أن ثمة تلازماً بين الفناء والبقاء، بحيث لا فناء بلا بقاء، ولا بقاء بلا فناء، بل إن الفناء هو عين البقاء، وإنهما حقيقة واحدة ولا فرق بينهما إلا في الاعتبار؛ أو قل إنهما مظهران من حقيقة واحدة: أحدهما سلبي (الفناء)، وثانيهما ايجابي (البقاء). كما تبيَّن معنا أن وحدة الشهود تسمية أخرى للفناء، ووحدة الوجود تسمية أخرى للبقاء. وكلتا التسميتين – وشأنهما في هذا كشأن الفناء والبقاء – تعبِّر عن حقيقة واحدة، ولا فرق بينهما إلا في الاعتبار، حتى ليمكننا القول إن وحدة الشهود هي عين وحدة الوجود، قياساً على القول إن الفناء هو عين البقاء.

ولو عدنا إلى مثال الممثل السينمائي أو المسرحي الذي يؤدي دور شخصية معينة، لأمكننا التمييز بين ثلاثة أحوال: أولها، فناء الممثل عن نفسه؛ ثانيهما، بقاؤه في الشخصية التي يلعب دورها؛ وثالثها، بقاء الشخصية التي يلعب دورها في الممثل: فهي التي تنطق بلسانه فيما هو ينطق بلسانها، وهي التي تفعل من خلاله فيما هو يفعل من خلالها. وعلى هذا فقد يعني بقاء الصوفي في الحق بقاء للحق في الخلق أيضاً. ومن هنا قال الحلاج: "ما في الجبة غير الله!"

ويمكننا أن نلاحظ هذه الأطوار الثلاثة في وصف عفيفي للتجربة الصوفية إذ يقول: "ولكن العبد الفاني عن نفسه، الباقي بربه، ليس في حالة سلبية محضة، كما قد يسبق إلى الأوهام، لأن بقاءه بالله يشعره بنوع من "الفاعلية" لا عهد له به، إذ يرى نفسه وكأنه منفِّذ للإرادة الإلهية، مدبِّر كل ما يجري في الوجود، محرِّك للأفلاك، قطب الوجود الذي يدور عليه كل شيء."[10]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:41 am

لكن أين تتقاطع وأين تتفارق وحدة الوجود والحلول؟

النظريتان تتقاطعان عند اعتبارهما أن الله والعالم كينونة واحدة، وتتفارقان من حيث إن عقيدة الحلول تنفي ثنائية الحق والخلق، على حين أن وحدة الوجود التي قال بها الشيخ الأكبر تعترف بثنائية الحق والخلق وتنفيها في نفس الوقت. فهي تحافظ على الثنائية فيما تقول بالوحدة، وتحافظ على الوحدة فيما تقول بالثنائية. أي أنها ثنائية في وحدة، أو وحدة في ثنائية؛ لكنها تمنح الوحدة قيمة مطلقة والثنائية قيمة نسبية. والسبب في ذلك قدم الحق وحدث الخلق. فالخلق، أو العالم، محدث غير قديم. ووجوده بهذه الصفة، ليس إلا وجوداً عابراً بما هو صائر إلى زوال؛ بينما الحق تعالى موجود أزلاً، وموجود أبداً، لا بل هو الوجود بامتياز. وبذلك يكون وجود الخلق، قياساً ع
===
لكن أين تتقاطع وأين تتفارق وحدة الوجود والحلول؟

النظريتان تتقاطعان عند اعتبارهما أن الله والعالم كينونة واحدة، وتتفارقان من حيث إن عقيدة الحلول تنفي ثنائية الحق والخلق، على حين أن وحدة الوجود التي قال بها الشيخ الأكبر تعترف بثنائية الحق والخلق وتنفيها في نفس الوقت. فهي تحافظ على الثنائية فيما تقول بالوحدة، وتحافظ على الوحدة فيما تقول بالثنائية. أي أنها ثنائية في وحدة، أو وحدة في ثنائية؛ لكنها تمنح الوحدة قيمة مطلقة والثنائية قيمة نسبية. والسبب في ذلك قدم الحق وحدث الخلق. فالخلق، أو العالم، محدث غير قديم. ووجوده بهذه الصفة، ليس إلا وجوداً عابراً بما هو صائر إلى زوال؛ بينما الحق تعالى موجود أزلاً، وموجود أبداً، لا بل هو الوجود بامتياز. وبذلك يكون وجود الخلق، قياساً على وجود الحق، وجوداً كالعدم، أو هو اللاوجود. فكل ما له بداية ونهاية فهو محدث، لا حظ له في قدم. وهو، بهذه الصفة، لا وجود له إلا ما بين بدايته ونهايته؛ أما قبل البداية وبعد النهاية فعدم محض على صعيد الخلق بما هو خلق. إذن، فثنائية الحق والخلق معترف بها بمقدار "وجود" الخلق ما بين نشأته ومآله؛ وإلا فالوجود للحق تعالى وحده، لأنه هو الوجود بامتياز، كما قلنا. وعلى هذا تكون ثنائية الحق والخلق ذات قيمة نسبية، ويكون وجود الحق وحده ذا قيمة مطلقة. أو تقول إن ثنائية الحق والخلق شأن عابر، بينما وجود الحق وحده هو الثابت والدائم. أو تقول إن وجود الحق وجود حقيقي، ووجود الخلق وجود اعتباري. فوجود الخلق، بهذا الاعتبار، أمر معترف به لدى الشيخ الأكبر.

ثمة معيار آخر للتمييز بين الحلول ووحدة الوجود، أعني به التنزيه والتشبيه، أو المباينة والمحايثة، على حد تعبير الإمام ابن قيم الجوزية،[11] أو التقييد والإطلاق، على حد قول الشيخ الأكبر.[12]

تلتقي عقيدة الحلول مع عقيدة وحدة الوجود في أن الاثنتين تقولان بالمحايثة، محايثة الألوهة للعالم؛ وتفترقان من حيث إن الحلول يقول بالمحايثة المطلقة على حين أن وحدة الوجود تقول بالمحايثة النسبية. فالحق ليس مبايناً للخلق مباينة مطلقة، لأنه لو كان كذلك لكان الخلق موجوداً بذاته، ولم يكن حادثاً، وكان حداً للألوهة. ويؤدي بنا إلى نتيجة مشابهة القول بأن الحق محايث للخلق محايثة مطلقة بلا مباينة، فيكون الله تعالى، في هذه الحالة، محدوداً بحدود العالم، متناهياً كتناهي العالم، نسبياً كنسبيَّته. إذن لابد من الاعتراف بكلتا صفتي التنزيه والتشبيه، أو المباينة والمحايثة، أو المفارقة transcendance والكمون immanence. وقد جمع ابن عربي بين التنزيه والتشبيه في قوله: "... وبالجملة فالقلوب به هائمة والعقول فيه حائرة، يريد العارفون أن يفصلوه تعالى بالكلِّية عن العالم من شدة التنزيه فلا يقدرون، ويريدون أن يجعلوه عين العالم من شدة القرب فلا يتحقق لهم؛ فهم على الدوام متحيِّرون: فتارة يقولون "هو"، وتارة يقولون "ما هو"، وتارة يقولون "هو ما هو"، وبذلك ظهرت عظمته تعالى."[13]

ويقول أيضاً: "التنزيه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي عين التحديد والتقييد. فالمنزِّه إما جاهل أو صاحب سوء أدب... وكذلك من شبَّهه وما نزَّهه فقد قيَّده وحدَّده وما عرفه. ومن جمع معرفته بين التنزيه والتشبيه بالوضعين على الإجمال – لأنه يستحيل ذلك على التفصيل لعدم الإحاطة بما في العالم من الصور – فقد عرفه مجملاً لا على التفصيل كما عرف نفسه مجملاً لا على التفصيل."[14]

ثمة معيار ثالث هو الإقرار بأن الله تعالى واجب الوجود بذاته، وأن العالم واجب الوجود بغيره. يترتب على هذا القول أن الله تعالى مطلق، لا بل هو المطلق، وأن العالم نسبي، وأن النسبي تابع للمطلق وخاضع له. وعند ابن عربي أن الخلق يشترك مع الحق في كل صفة واسم إلا الوجوب بالذات. يقول الشيخ الأكبر: "ولاشك أن المحدَث قد ثبت حدوثه وافتقاره إلى محدِث أحدثه لإمكانه لنفسه. فوجوده من غيره، فهو مرتبط به ارتباط افتقار. ولابد أن يكون المستنَد إليه واجب الوجود لذاته، غنياً في وجوده بنفسه غير مفتقر، وهو الذي أعطى الوجود بذاته لهذا الحادث فانتسب إليه. ولما اقتضاه لذاته كان واجباً به. ولما كان استناده إلى من ظهر عنه لذاته، اقتضى أن يكون على صورته فيما ينسب إليه من كل شيء من اسم وصفة، ما عدا الوجوب الذاتي؛ فإن ذلك لا يصح في الحادث، وإن كان واجب الوجود ولكن وجوبه بغيره لا بذاته."[15]

ثمة معيار رابع هو طبيعة الارتباط بين الحق والخلق. وهي رابطة معنوية لا جسمانية أو مادية. وفي هذا القول الشيخ الأكبر: "أما الارتباط الجسماني فلا يصح بين العبد والرب [أو بين الخلق والحق] لأنه تعالى "ليس كمثله شيء"، فلا يصح به ارتباط من هذا الوجه أبداً لأن "الذات" له الغنى عن العالمين؛ بخلاف الارتباط المعنوي، فإنه من جهة مرتبة الألوهية. وهذا واقع بلا شك لتوجُّه الألوهية على إيجاد جميع العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها."[16]

لكن الشيخ الأكبر لا يتوقف عند قوله "لتوجه الألوهية على إيجاد جميع العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها"، بل يصف هذا التوجه من قبل مرتبة الألوهية بالافتقار، والأمر قد يبدو اختراقاً لمعيار "الوجوب الذاتي"، لكنه يبين طبيعة هذا الافتقار فيقول: "وهي [أي الألوهية] التي استدعت الآثار؛ فإن قاهراً بلا مقهور، وقادراً بلا مقدور، وخالقاً بلا مخلوق، وراحماً بلا مرحوم، صلاحية ووجوداً وفعلاً، محال. ولو زال سر هذا الارتباط لبطلت أحكام الألوهية لعدم وجود من يتأثر. فالعالم يطلب الألوهية وهي تطلبه، والذات المقدس غني عن هذا كله."[17]

أقول: إن هذا نوع من الضرورة الميتافيزيقية اقتضتها طبيعة كون الخالق خالقاً، أو هو نوع من تحقيق الذات بدونه تظل الألوهية إمكانية وجود، وليست وجوداً فاعلاً ومؤثراً. وهو أدخل في باب الغاية من الخلق في مثل قوله تعالى: "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون" (الذاريات 56)، وفي تفسير ابن عباس "إلا ليعرفون"، أو قوله تعالى في الحديث القدسي "كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبه – أو فبي – عرفوني"[18]. أو هو من قبيل "حاجة" المحسن الكريم إلى الإحسان وإلى من يتقبَّل منه إحسانه؛ إذ بدون المتقبل لا يمكن أن يسمى المحسن محسناً.

بقي أن نعرف أن الشيخ الأكبر يميز بين الذات الإلهية وبين مرتبة الألوهية. فالأولى مجردة عن الصفات والأسماء، وهي الغنية عن العالمين. أما الثانية، وهي الذات متصفة بالصفات والأسماء، فتحتاج إلى خلق الأشياء لكي ترى ذواتها فيها. أي أن فعل الخلق حاصل من مرتبة الألوهية التي تتوجَّه على إيجاد العالم بأحكامها ونسبتها وإضافتها. فصفة العلم مثلاً تتطلب، لكي تتحقق، معلوماً يتعين فيه العلم، وعالماً تقوم به هذه الصفة، أي تتطلب ذاتاً عالمة وموضوعاً معلوماً. فمن أسمائه تعالى العالِم (عالِم الغيب والشهادة)، ومن صفاته العلم؛ فذاته التي تتصف بالعلم، وهي مرتبة الألوهية من ذاته تعالى، تنعكس على مرآة صورة المعلوم، فترى الذات نفسها في صورة المعلوم، من حيث إن الخلق ما هو إلا "امتداد" للذات، تصير به الذات موضوعاً. أي أن الموضوع هو "الذات" في العالم الخارجي، أو "الذات خارج الذات"؛ مع التأكيد أن تعبيري "العالم الخارجي"، و"خارج الذات"، تعبيران اصطلاحيان اعتمدناهما بغية التوضيح. هذه الصورة المنعكسة، أي صورة المعلوم، يسميها ابن عربي بـ"القابل"، كما يسميها أيضاً بـ"العين الثابتة".[19]

نجمل ما تقدم في النقاط التالية:

أولاً: تقول عقيدة وحدة الوجود بقدم الحق تعالى وحدث العالم، وتقول بأن الحق قديم بإطلاق، لكنها تقول أيضاً أن العالم ليس حادثاً من كل وجه. فهو قديم باعتبار "وجوده" في علم الله القديم. وعلى هذا يمكننا القول أن الحق حق والعالم حق وخلق.

ثانياً: تعترف عقيدة وحدة الوجود بالمباينة إلى جانب المحايثة، وبالتنزيه مع التشبيه، والإطلاق مع التقييد، والمفارقة مع الكمون، وتقرر أن الصلة بين الحق والخلق معنوية أو جوهرية، غير مادية.

ثالثاً: الحق واجب الوجود بذاته، والخلق واجب الوجود بغيره. والخلق مفتقر إلى الحق من كل وجه، والحق له الغنى عن العالمين. وإن كان ثمة افتقار من جانب الحق فهو من "مرتبة الألوهية"، لا من "الذات". مع البيان أن افتقار الموجد إلى "الإيجاد" هو من غير طبيعة افتقار الموجد إلى "الوجود".

رابعاً: تميز عقيدة وحدة الوجود بين "الذات الإلهية" العارية عن الأسماء، وبين "الذات الإلهية" متصفة بالصفات والأسماء؛ وهي مرتبة الألوهية، وهي الوسيط بين الذات والعالم: تفصل الذات عن العالم وتعقد الصلة بينهما في نفس الوقت.

خامساً: الوجود بحق هو لله تعالى وحده، وليس للخلق إلا وجود اعتباري. يترتب على ذلك أن ثنائية الحق والخلق، مادام هناك خلق، ذات قيمة نسبية، على حين أن الوحدة، وحدة وجود الحق، ذات قيمة مطلقة. تبعاً لذلك يمكننا القول: لا وجود إلا للحق تعالى وحده! وهذا هو المؤدى العميق الذي تنطوي عليه شهادة الإسلام الأولى بقولنا "أشهد ألا إله إلا الله"، من حيث إن الوجود الحق هو الذي لا تسري عليه نواميس السببية؛ أي "واجب الوجود بذاته". أما الشهادة الثانية فتشير إلى "واجب الوجود بغيره"، مرموزاً إليه بأسمى مظهر له من المنظور الإسلامي، وهو محمد بن عبد الله (ص)، كما يؤكد ذلك العلامة السيد سيد حسين نصر.

وما ينطبق على حالي الفناء والبقاء من حيث تلازمهما، أو ما ينطبق، على حالي وحدتي الشهود والوجود من حيث اعتبارهما مظهرين لحقيقة واحدة، ينطبق أيضاً على شهادتي الإسلام، من حيث إن الشهادة الأولى تنفي الوجود عن السوى وتثبته لله تعالى وحده. فقول المسلم العادي: "أشهد ألا إله إلا الله" قريب جداً من قول الصوفي: "لا أرى شيئاً غير الله". والشهادة الثانية، إذ تعترف بوجود العالم مرتبطاً بالله تعالى في قولنا "رسول الله"، إنما تثبت العالم موجوداً بالله غير منفصل عنه؛ إذ هو منه قوام وجوده. ولذلك كان الإسلام هو وعي هذه العلاقة القائمة على أساس ألا وجود لغير الحق إلا بالحق؛ وهو ما يعبر عنه قول الصوفي "لاأرى شيئاً إلا وأرى الله فيه".

ولئن كان الدكتور يواكيم مبارك يقول إن وحدة الشهود هي الإسلام بامتياز، أفلا يحق لنا أيضاً أن نقول إن وحدة الوجود ( الشهود ) هي الإسلام بامتياز؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 9:48 am



[color=teal]كثير من الكتاب والمفكرين والباحثين كتبوا عن وحدة الوجود

وكثير ايضا من المنكريين والمعترضين تكلموا وكتبوا كذلك

بينما لو طالعنا قليلا عن اعتقاد وحدة الوجود

والسائد في كثير من الفلسفات والديانات الهندية

لأدركنا بعد التصوف الإسلامي تماما عن ذلك

فأول مبادئ وحدة الوجود ان الإله والمادة شئ واحد

و ان الطبيعة و الإله وحدة واحدة واجبة الوجود

في سلم تدريجي بداية من الكائنات الدنسة وصولا للإنسان

ولذا فقتل الحيوانات او الحشرات ممنوع إلا للضرورة

وان الحياة دار اختبار يتم بعدها اما الطلوع الي درجة اعلي

او الهبوط الي درجة ادني تسمي بالمنبوذين

ويظل الإنسان في هذه الدرجات فإن رقي توحد في المطلق

وهي درجة النرفانا او حجاب الماهايا وتعني الإتحاد بالمطلق

وبالتالي فالتناسخ لازم لهذه المراحل

لأنه ببساطة من الممكن تعاقب الأدوار حتي يصير الإنسان حشرة او حيوان والعكس

وذلك هو الجحيم و إما الترقي و الوصول للنرفانا وهي تعني السعادة القصوي

واذا تكلمت عن التصوف لن تجد اشارة من بعيد و لا من قريب

تفيد ذلك المعني

فالمعترضيين و لاتجد واحدا فيهم قرأ مثلا الفتوحات المكية

يتكلمون عن محيي الدين بن عربي

وينقلون عن بعضهم البعض بعض أبياته المشهورة

دون محاولة الإلمام بفكره او مؤلفاته وبتهمونه بسطحيتهم وقشور معرفتهم

فلا هم عرفوا ماكتب و لاهم خاضوا تجربتة الذوقية البحته

فلا يوجد شئ عند بن عربي او غيره من المتصوفه اسمه وحدة الوجود

لا من حيث الشكل ككلمة ولا من حيث الموضوع كفلسفة

والذي تكلم عنه محيي الدين في كتبه ومشاهداته اسمه الوجود الواحد

والوجود الواحد عبارة ادركها من درس علوما شتي

فمن جمع بين علم الطب اتضح له اتصاله بعلم الصيدلة ثم اتصالهما بالكيمياء ضرورة

ثم اتصال الكيمياء بالطبيعة ثم الدخول في علم الرياضيات

والذي يزج بنا في علم الهندسة وهكذا تتواحد العلوم وتتسلسل

ونري آلاف القوانين المتواحدة والمتآلفة كمثل الجسد الواحد

كذلك الطبيعة والكون

وهما مفردتان يجمعهما بن عربي تحت لفظة الموجود

[color:7a0a=teal:7a0a]علي غير معني الوجود
ومن لا يفهم مصطلحات بن عربي يتيه

لأنه يستخدم الكلمات بمعناها في علم المنطق ثم يضيف لها بعدا صوفيا شهوديا

فكلمة الوجود عندنا تعني مانراه وهذا طبعا خطأ عند بن عربي

ولن تدرك ما يقول ان تصورت كلمة الوجود علي انها تعني مانراه

لأن مانراه حادث وفاني

بينما كلمة الوجود عند بن عربي تعني القوانين الحقة في ازلها و وجوبها

فالضوء حادث لكن قوانين الضوء وجود

و الكون حادث لكن ماهيته وحقيقته وجود

فالموجود عنده مالا يجوز عليه الفناء وهوالواجب

ولذا فإن الله واجب وحقيقته المتجليه في القوانين وجود

والكون صورة متغيرة من قوانين ثابته

فقانون المطر ثابت والمطر ذاته حادث ومتغير

واحدية الكون إذن هي في واحدية قوانينه وحقيقته الواحدة

بوجوهها المتعددة والمتكثرة والمتآلفة رغم ذلك

وذلك مشهد بن عربي للوجود في حقيقته

وهو مشهد علمي أولا و شهودي ثانيا

يصل له الرسام برؤية الهندسة المعمارية في الكون

ويصل له الإنشائي برؤية الكتلة والحجم والأحجام والأثقال

ويصل له الطبيعي والطبي و كل عالم في وجه

وفي كل شئ له آية تدل علي أنه الواحد

هذه هي واحدية الوجود وهي رؤية تكاد تكون هندسية

ولا قال واحد من المتصوفة بإمكانية ان يكون الإنسان حيوان تناسخا

او ان يكون شيئا ما هو الإله وكيف يكون المقيد الحادث مطلقا باقيا

او كيف يكون الممكن واجبا ؟

وكان ذلك موقف بن عربي مثلا في حديثه عن اللاهوت المسيحي

بأن عيسي هو الله فكيف يكون المقيد هو المطلق

و حينما يتكلم ابن عربي عن وحدة العين

و نشتبه علي العقول الغير متخصصة معاني الكلمات

و يتشنج ذوي العقول المحدودة

بينما يراها الصوفي العارف حقا بالدليل و المشاهدة

فالعين هي مبدأ الخلق في الأزل

وهي منتهي العلم الإلهي في ظهوره الخلقي

فأول الخلق الأمر الإلهي

واخره الظهور بمقتضي الأمر فيه للخلق

فوحدة العين هنا لاتعني ان ذات الخالق هي ذات المخلوق

وانما تعني تقريبا للعقول ان اللوحة التي رسمها الرسام

مطابقة لما كان في خياله

فالماهية واحدة من حيث تطابق الرسم مع خيال الرسام

فلا نقول ان الرسام واللوحة عين واحدة

ولكن نقول ان حقيقة اللوحة المرسومة هي ذاتها حقيقة اللوحة في ذات الرسام

فالوجود الواحد عند بن عربي و غيره من المتصوفة مرآة للعين و للحقيقة

ولذا فالأشياء في عينها واحدة لافرق بينها وان كثرت كتعدد صورة في مرايا

و واحدية الوجود سمة من سمات المذهب الصوفي

تثبتها العلوم يوما بعد يوم رغم اختلاف المداخل وعدم احتجاج الصوفي

بالممكن علي الواجب او بالحادث علي الموجود

او بالمقيد علي المطلق فالصوفي مأخوذ في مشهده الواحد

مصطلم ببواعث حقه لايدرك لنفسه إلا عينها و لا للوجود الا بقاؤه الحق

بداية في الأزل و حتي ظهوره في عالم الخلق

وجودا وحدا حقا لايتكثر إلا صورا و متغيرات

واما الوجود الحق الباقي والغير قابل للفناء فهو الوجود الإلهي

وما سواه مفقود و محتاج له


والصلاة والسلام علي رسول الله رحمة العالمين وآله الواصلين وصحبه الأولين


أمير جاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
أمير جاد

أمير جاد


عدد الرسائل : 3071
تاريخ التسجيل : 25/07/2007

دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي   دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي Emptyالأحد أغسطس 26, 2007 10:14 am

الدفاع عن الواحدية هو دفاع عن التوحيد و هذا يختلف تماما مع العقائد الهندوسية

مثلا التي تعني وحدة الماهية و الجوهر و بالتالي وحدة الخالق و المخلوق في حجاب

الماهايا الأعظم و الذي يسمي بالنرفانا و هو الإتحاد بروح الإله صعودا بالترقي

أو هبوطا بالتناسخ حتي الوصول لرتب المنبوذين و الحشرات التي قد تكون أجددانا

و لم يقل أحد من الصوفية لأكثر من ألف سنة بمثل تلك النظريات و انما هي اتهامات

ظالمة سياسية الأصل كلها أو ناتجة عن أزمة المصطلحات و اللغة

لأن واحدية الكون هي عين التوحيد و التأمل العقلي

و تفسير كلام الصوفية الشاطح علي محامل ايمانية ممكن و بسيط فهم أهل

ذوق و اشارة تحتمل المعاني الكثيرة و للحديث بقية

أمير جاد

و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almuada.4umer.com
 
دفـاع عـن مــولانـا محيي الدين بن عــربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي
» الليـــــل عند الشيخ محيي الدين بن العربي
» الظل - محيي الدين بن عربي
» من كلام محيي الدين بن عربي عن الروح
» توجهات الحروف - محيي الدين ابن عربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: