أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة الجمعة يوليو 04, 2008 7:13 am | |
| الحجب على أنواع : حجب كيانية بين الأكوان مثل قوله تعالى : فاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ . ومنها حجب احتجبت بها الخلق عن الله مثل قوله : وَقالوا قُلوبُنا في أَكِنَّةٍ . ومنها حجب احتجب بها الله عن خلقه مثل قوله : إن الله يتجلى يوم القيامة لعباده ليس بينه ويبنهم إلا رداء الكبرياء على وجهه ... ومنها : وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلّا وَحْياً أو مِنْ وَراءِ حِجابٍ ، كما كلم موسى {عليه السلام} من حجاب النار ، والشجرة ، وشاطئ الوادي الأيمن ، وجانب الطور الأيمن ، وفي البقعة المباركة ، وكما قال : فَأَجِرْهُ حَتّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ، فكلم الله المستجير من خلف محمد ... فأما الحجب الكيانية التي بين الأكوان ، فمنها : جنن ووقايات ، ومنها : عزة وحمايات كاحتجاب الملوك ، وحجاب الغيرة على ما يغار عليه ، كما قال في ذوات الخدور وهن المحتجبات ، ومن ذلك : حورٌ مَقْصوراتٌ في الْخِيامِ . وأما الوقايات والجنن
فمنها : الحجب التي تقي الأجسام الحيوانية من البرد القوي ، والحر الشديد ... وقد تكون حجب معنوية يدفع بها الأذى ، الشخصُ عمن يتكرم عليه مثل شخص يصدر منه في حق شخص آخر ما يكرهه ذلك الشخص ، لكونه لا يلائم طبعه ، ولا يوافق غرضه ، فيلحق به الذم لما جرى منه في حقه ، فيقوم شخص يجعل نفسه له وقاية حتى يتلقى هو في نفسه سهام ذلك الذم ... كما نلحق نحن من الأفعال ما قبح منها مما لا يوافق الأغراض ولا يلائم الطبع الينا ، مع علمنا أن الكل من عند الله ، ولكن لما تعلق به لسان الذم ، فدينا ما ينسب إلى الحق من ذلك بنفوسنا أدبا مع الله ، وما كان من خير وحسن رفعنا نفوسنا من الطريق ، وأضفنا ذلك إلى الله ... وأما حجب العناية : وهي حجب الإشفاق على الخلق من الإحراق ، فهي الحجب التي تمنع السبحات الوجهية أن تحرق ما أدركه البصر من الخلق . ويقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي : قول النبي : إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة ، ومن هذه الحجب السبعين ألفا : عشرة آلاف ظلمانية مستكنة في اللطيفة القالبية ، ولونها كدر . فإذا اشتغل في الذكر واشتعلت نيرانه يشاهد تلك الظلمات المنطبقة بعضها على فوق بعض ، فإذا صلح الوجود صفا وابيض مثل المزن الأبيض . ومنها عشرة آلاف كامنة في اللطيفة النفسانية ، ولونها أزرق ، وفيضان النفس على الوجود وتربيته منها ، فإذا صفت وزكت أفاضت عليه الخير ، وإن أفاضت عليه الشر فكذلك ينبت منه الشر . ومنها عشرة آلاف موضوعة في اللطيفة القلبية ، ولونها أحمر مثل لون النار الصافية ، وقد يكون معها دخان . ومنها عشرة آلاف مكنونة في اللطيفة السرية ، ولونها أبيض مثل لون الزجاجة البيضاء الصافية التي وقعت عليها الشمس . ومنها عشرة آلاف موضوعة في اللطيفة الروحية ، ولونها أصفر في غاية الصفاء . ومنها عشرة آلاف مدرجة في اللطيفة الخفية ، ولونها مثل لون السجنجل المصقل ، وفي هذا المقام يصل من اللطيفة الأنانية إلى ينبوع الحياة . ومنها عشرة آلاف موجودة في اللطيفة الحقية التي قامت بها هذه اللطائف ، ولونها أخضر تقر به الأعين وتفرح به القلوب . وهو لون حياة القلب . ــــ
يتبع
موسوعة الكسنزان | |
|
أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رد: إن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة الجمعة يوليو 04, 2008 8:14 am | |
| ___ فضوء القمر لما كان مستفاداً من الشمس أشبه النفس في الأخذ عن الله نور الإيمان والكشف وإذا كملت النفس وصح لها التجلي على التقابل وهي ليلة البدر ربما التفتت إلى طبيعتها فظهرت فيها ظلمة طبيعتها فحالت تلك الظلمة بينها وبين نورها العقليّ الإيمانيّ الإلهيّ كما حال ظل الأرض بين القمر الذي هو بمنزلة النفي وبين نور الشمس فعلى قدر ما نظرت إلى طبيعتها انحجبت عن نور الإيمان الإلهيّ فذلك كسوفها فهذا كسوف القمر وأمّا كسوف الشمس فهو كسوف العقل فإن الله خلقه ليعقل عن الله ما يأخذ عنه فحالت النفس التي هي بمنزلة القمر بينه وبين الحق تعالى من حيث ما يأخذ عنه من اسمه النور سبحانه من كون نسبته إلى الأرض من قوله "وهو الله في السموات وفي الأرض" وقوله ."وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله" فيريد العقل أن يأخذ عن الحق من علم ما يوجده في الأرض فتحول النفس بينه وبين علم ما يوجده في الأرض بشهواتها حتى لا ينظر إليه سبحانه فيما يحدثه فيها والأرض عبارة عن عالم الجسم فيحجب العقل لحجاب النفس الحيوانية الشهوانية فذلك بمنزلة كسوف الشمس فلا تدركها أبصار الناظرين ممن هو في تلك الموازنة ويفوت العقل من العلم بالله بقدر ما انحجب عنه من عالم الأجسام فلهذا شرع الله التوجه إلى مناجاته المعبر عن ذلك بصلاة الكسوف وشرع الدعاء لرفع ذلك الحجاب فإن الحجاب جهل وبعد في الحال الذي ينبغي له الكمال ولهذا لم يكن الكسوف إلا عند الكمال في النيرين في القمر ليلة بدره وهو كماله في الأخذ من الوجه الذي يلينا وكسوف الشمس في ثمانية وعشرين يوماً من سير القمر في جميع منازل الفلك فلما وصل إلى نهايته وأراد أن يقابل الشمس من الوجه الآخر حتى يأخذ عنها على الكمال في عالم الأرواح مثل أخذه في الرابع عشر في عالم الأجسام النازل ليفيض من نوره على أبصار الناظرين إنعاماً منه الفتوحات المكية ـ محيي الدين بن عربي | |
|