المدد
مصطلح صوفي طريقي شعبي
حظي كغيره من مصطلحات الصوفية بنصيب كبير من الهجوم و الإختلاف
و المعني الإصطلاحي يتغير كثيرا و الخلاف الفقهي مازال يستدعي البحث
و لما كنا قد حفظنا ادلة جواز التوسل بالأشخاص و الصالحين فقد كانت لنا سهرات ياما في جواز كلمة مدد من حيث الأدلة العقلية و الشواهد الحادثة
و اصحاب الأراء
لندخل في قضية التوسل الشهيرة التي لا اعلم لأخوتنا سبب لرفضها غير دواعي سياسية تحول دون توحد الأمة و آلها و لماذا لا نكون أحفاد لآل واحدة و حم واحدة
و كلمة المدد كلمة عاملة حتي في اوساط غير الصوفية فنسمع ان امريكا تمد اسرائيل بالسلاح و السعودية تمد امريكا بالبترول
و لم يخرج علينا واحد من الأخوة الوهابية الذين يحرمون المدد علي الصوفية و لا يحرمونه علي أمريكا
مثلا
نقول ان القلب يمد سائر الأعضاء بالدم
و لا يمكن للعقل ان يقول للقلب أن المدد حرام
و في الجيش المدد سلاح و الإمدادات مصطلح و ادارات و رتب
فصفة العطاء متوالية في الكون من يد ليد
و التي هي عين الأسباب و الوسائط و ضرورة السببية و الوسطية
بل ان معني الوسطية نفسه يستدعي الوسائط و الإرتباطات و الوسيلة
كمن ان طبيعة و مقام و حاجة الممدود خلفت كل انواع العطاء و المدد
فالعطاء الروحي غير العطاء المالي
ترتيب نقف فيه مع الأسباب و المسببات بدءا من وولادتنا
الي ان نصل ان لولا الوسائط لذهب كما قيل الموسوط
لكن الواسط لا يذهب لا يذهب
و ان خلق الله نفسه للمخلوقات يتم و امامنا عن طريق الوسائط و الأسباب و العلل و لا يستطيع احد ان يقول غير جائز او ينقص القدرة و ان القدرة تستدعي المباشرة و المكالمة و الجهار و اللاواسطة
و ان فكرة الترتيب الباطني لا تنكرها ديانة فلكل ديانة مقدسينها و درجاتها و تمييز و فرز الدرجات قائم بالفعل و العالم لا يتساوي ابدا مع غيره كالمؤمن تماما
فلا سبيل للخروج عن مفهوم الدرجات و ان المرء مع من احب
و حينما يشطح المريد و يطلب من ابيه الروحي المدد
انما استحضار لروح العلماء و التعلق بها و لذا قالوا من لا استاذ له فاستاذه الشيطان
تتساوي حالة المريد تماما مع حالة العاشق و لا فرق في ذلك بين مريدي ابن تيمية و مريد الشاذلي فكلاهما محب لشيخه بل انها هي نفسها خضوع كل تلميذ لأستاذه و معلمه في سائر الجماعات و المذاهب و الأديان
في ضرورة باطنية لنا كأفراد ندخل في سلاسل و انتماءات تمدنا و تعطينا معني و صورة روحية و كذلك جمع ظاهري
و ليس المدد من الشيخ هو صفة المدد فحسب بل المدد من السادة و الأرواح الخالدة الحية و الأنبياء و الرسل سادة السماوات و احياؤها الموجودين حقا و روحا و صورة انسانية كاملة من حولنا و لا نراها لكثافة حجبنا و طينتنا و ذلك الوجود الروحي القائم بإسم الملكوت و المتداخل في علمنا بل ان عالمنا غارق فيه و لا ندري
فحينما أقول مدد ياسيدنا الحسين او يا احد الصالحين
فانا انادي حيا سامعا ( ما انتم بأسمع منهم ) و كوني محجوبا لا اراه لا يعني عدم وجوده
و لو صحت محبة المؤمن للصالحين فانه يراهم و يخاطبونه و لو مناما بل و يرشدونه لما فيه خيره ان بالإشارة و التأويل أو بالرؤية الواضحة الصريحة و كل مريدين الصوفية يعتمدون في عقيدتهم علي مايشاهدونه من رؤي صالحة و كثيرة الي حد ما و لو اجريت استطلاعا بين ابسط المريدين و عامتهم لسمعت العجب العجاب من اقل مريد الي حال المشايخ و الكبراء و قد تمثل الرؤية عمود من اعمدة الصوفية الذي لا يمكن هدمة عند الشخص و قد كنت اعرف الشيخ عدلان الفلاح الأمي ما أن اذهب اليه حتي اري في نفس الليلة رؤية صالحة كبيرة كأحد الأنبياء أو احد الأولياء و السادة فالعلاقة مع مدد الروحانيين هي علاقة مع احياء عند ربهم و العندية هنا لا تعني الغياب ابدا فالله حي و كذلك الصالحين و المرسلين احياء ومخاطبة الرسول صلي الله عليه و سلم مثل بكلمة مدد يارسول الله لا بد انها ستصل لرسول الله صلي الله عليه و سلم و هو القائل لا اعطيكم و لا امنعكم انما الله يعطي و انا اقسم
و كانت كراهة التكني بكنيته
مدد ايضا تعني استحضار المثل العليا لنا و هو تعلق نفسي و عقلي لولاه لما كان لنا قدوة و لا صور للكمال الإنساني و ما الإتباع غير المدد
فمن يتبع الشاذلي كمن يتبع ابن تيمية سواء لا فرق الا في درجة المحبة فلكل منا عظماؤه و مقدسيه و استحضار صورهم و علومهم و معانيهم هو بالضبط ما تعنيه كلمة المدد من امددات من صور كاملة الي صور قاصرة كحالنا كاستحضار التلميذ لحال استاذه
هل حينما يجوع واحد منا يقول اعطني يارب ساندوتش ام يذهب الي الي المطعم و يطلب من بشر ذلك و لو استدعينا تحريم الطلب من غير الله فكيف يكون شكل الحياة و علمونا الفرق و الجمع فنحن نطلب من البشر و نعتقد ان الله المعطي في كل الأحوال ( ياموسي اسألني ملح طعامك )
ننتهي الي ان المدد بمعني العطاء فعل قائم و حيوي و طبيعي و صفة طبيعية و الأدلة العقلية لا تسع المظاهر الحادثة من عطاء مستمر وعطاءات متبادلة بين بين البشر
و الا فما الداعي ان يكون حديث الله لأشخاص معدودين يتولون هم الحديث معنا كالرسل و الأنبياء
و لو شاء لكلم كل منا كفاحا
و كما قلنا فالكلمة مصطلح لها كثر من صورة و معني و الفقير شخصيا كنت اقو لها و مازلت بمعني الرؤية و الظهور او الإشارة كانك تنادي شخص غائب ان ياتيك و ليس بمعني العطاء و لا اتخيل ذلك و من يقول ان الولي لا ينفع و لا يضر واهم فالمرء مع من احب و ليس نفعا اكبر من حب الولي
و كذلك كلمة نظرة و التي يستعملها الكثيرين من المحبين فحينما اقول مثلا نظرة ياست فالمعني المدد الذي اقصده هو الزيارة الروحية و هي عين الرؤية الصالحة و كل حال المحبين النظر كل مع محبوبة
و انا حينما اقول لأي منا نظرة يافلان لا يمكن تحريمها
اللهم الا كانت كلمة نظرة لا تصح الا للأحياء
فنقول ان حياة البرزخ اعلي و اقوي
و حينما اقول نظرة ياست فكأني اطلب من احد الصالحين ان يكون معي و المرء مع من احب
فمن هم في ناظرك و مقلتيك هم اهل نظرك و رعايتك و محلك
الإثباتات العقلية علي جواز طلب المدد من البشر الصالحين كثيرة
ايضا لا نغفل سلبيات الطريقة عموما واخطاء المريدين
لكن من يحرم كلمة مدد لا يطلب معناها الإصطلاحي و لا يفهمه