عاشق الباسل رضي الله عنه
عدد الرسائل : 130 الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: درس {العبرة بالأنفاس لا باللباس},,لسيدي الإمام الباسل رضي الله عنه الخميس أغسطس 27, 2009 8:44 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم العبرة بالأنفاس لا باللباس للشيخ المبجل و الفقير إلى الله تعالى سيدنا ومولانا الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه وأرضاه شيخ ومؤسس الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج الحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة ًمبرّأة ًمن الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد،،، قال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف/٢٦. وقال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف/٢٧. وقال أيضا:{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }النحل/١١٢، وقال جل وعلا:{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }الحج/٢٣. وقال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً }الفرقان/٤٧، وقال تعالى:{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }البقرة/٩، وقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء/٤٩، وقال تعالى:{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً }النساء/٦٣، وقال تعالى:{وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }النساء/١٠٧، وقال تعالى:{انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام/٢٤، وقال تعالى:{فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة/٥٥، وقال تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد/١١، وقال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً }الفرقان/٢١. لله دَرَّ زماننا كم هو عصر أشكال لا أحوال، زمن مباني لا زمن معاني، زمن اكتفى بالظواهر لا البواطن، زمن اللباس لا الأنفاس الطاهرة الرحمانية، وهذا ما جعل عصرنا عصر التقهقر والتراجع للوراء، مباني خاوية على عروشها ليس فيها شيء، سهلة الكسر والانهيار، كل هذا لأننا عمّرنا قوالبنا لا قلوبنا، فقدنا القيمة والهيبة والمعاني القيَمِيَّة الولائية القلبية، كيف سيعود هذا الزمان إن لم يعد على ما كان عليه على زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ وعلى زمن الخلفاء الراشدين! زمن الأكابر! زمن الرحمة والمحبة والهيبة والتنقي والترقي! يجب أن ينهض حاضرنا بماضينا لكي يحيى مستقبلنا بما يحب الله عز وجل ويرضى. فترى اليوم أننا عمَّرنا ظواهرنا وخرَّبنا بواطننا، غرَّتنا الحياة الدنيا وانكببنا عليها بكلياتنا لأننا غلبتنا شهواتنا ونفوسنا فما عدنا نفرق بين الحق وأهله والباطل وأهله، ولذلك ترى اليوم أهل الوعظ والإرشاد والعلماء والقائمين على أمر هذا الدين بلباس كأنه لباس الملوك وهم يعلمون أن كل واحد منهم لنفسه وشهواته مملوك، لباس لو رأيتهم لهبتهم من لباسهم ولكن إن ما جئت وتحققت منهم لا تجدهم على شيء أو في شيء، تعجبك أجسامهم وإن يتكلموا تسمع لقولهم ولكن كما قلنا إن تحققت منهم تجدهم فارغين، سطور في الهواء أو كمثل فقاعات في عالم الخيال، فهؤلاء لا يأتي منهم خير أو أي شيء، فالملبوس زينة للنفوس إن لم تكن القلوب عامرة بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يمكن بلباسك أن تحجب عيون الخلق عن عيوبك ومساوئك ولكن لا يخفى على الله عز وجل شيء، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فالأولى أن تزيِّن باطنك وقلبك الذي هو مكان النظرة الإلهية لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأَعْمَالِكُمْ ) المهم أن تُزَيِّن قلبك الذي فيه حياتك لله سبحانه وتعالىن زَيِّنْهُ أولا بشفائه من الأمراض التي فيه، تَخْلِيَتُهُ مما فيه وتحليته بما يحب ويرضى وبعدها يتم التأثير على ظاهرك وتسعى لذلك. فالمصباح مثلا بنوره الذي يخرج منه النور فالأصل هو الباطن فالأصل يبقى أصل، فنحن بكلامنا هذا لا ندعو لترك الظاهر بالعكس إنما اعط الأولوية بداية لباطنك وانتقل بعدها لظاهرك، لا تجعل ظاهرك حجابا لباطنك وسببا في موته، فمن جعل قالبه سببا في موت قلبه كانت النار أولى به، فلا ينفعه ذلك فالحذر من ذلك مع أنه وللأسف ترى الكل واقعين بمثل هذا الأمر. فالله عز وجل قد ذكر عن التقوى أنها لباس ولباس التقوى خير هذا ما يجب أن يتزين به الإنسان، فإنها خير زينة وهي الزينة المرضية من قِبَل الحق سبحانه وتعالى ومن قِبَل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . وقد ذكر قصة عن أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه أنه كان جالسا بالمسجد وأبو حنيفة جالس بوضع غير مريح ويريد أن يمد رجليه ليريحهما فدخل رجل ذو لباس مهيب فهاب أبو حنيفة من أن يمد رجليه فعندما تكلم الرجل قال أبو حنيفة: الأن آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه. لأنه عرف الرجل أنه ليس على شيء فقط زينات مملكات. فالقلوب إذا انشغلت بالحق لا يمكن لها أن تغتر بزينة الخلق، ونحن نوافق الآية بقوله تعالى: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } الاعراف/٣٢، ولكن الزينة عظيمة إن كانت لله عز وجل ورسوله صلى الله عيه وسلم، إن كانت بظاهرك وباطنكن لا شيء على حساب شيء، فكم حَجَب الملبوس النفوس عن السير للقدوس. فمن اغتر والتفت إلى لباس أهل الدنيا غابت عنه أنفاس أهل الله عز وجل ومن غابت عنه أنفاس الله عز وجل وأهل الله عز وجل ليس من الله عز وجل في شيء فالحذر الحذر. فقول الله سبحانه وتعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } آل عمران/١٤، طبعا الناس تحب الزينة بجميع أشكالها ولكن الأوْلى الانتباه إلى زينة القلوب التي لا بدّ منها وبها تكون حقا زينتك قد اكتملت. وقد روي في صحيح مسلم أنه قال عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ وَكِسَاءً مِنَ الَّتِى يُسَمُّونَهَا الْمُلَبَّدَةَ - قَالَ - فَأَقْسَمَتْ بِاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُبِضَ فِى هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ. وفي صحيح مسلم أيضا عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ الأَرْضُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِى الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ». فاللباس الكامل يكون لله عز وجل وبالله عز وجل ومن الله عز وجل حتى يرضى الله عز وجل عن هذا اللباس فيجب الإنتباه لما نزين به ظواهرنا بأن نجعله لله سبحانه وتعالى حتى لا يكون غذاء للنفوس ويكون بنهاية الأمر حجابا عن الله عز وجل، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أكبر مثال ودليل، أنه كان جالسا بين الصحابة فمر رجل ذو لباس فاخر فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما تقولون في هذا الرجل فقالوا الصحابة رضوان الله تعالى عنهم حقيق هذا إن طلب النكاح أن يزوج وأن يفسح له في المجالس وإن تحدث أن يسمع له، فمر رجل آخر ليس ذو لباس كما الرجل الذي قبله أو ذو مكانة وهيبة تُرى من ظاهره فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما تقولون في هذا فقالوا هذا حقيق إن طلب النكاح لا يزوج ولا يفسح له في المجالس وإن تحدث لا يسمع له فقال لهم النبي معلما هذا أي الثاني خير من ملء الأرض من هذا أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. إذاً العبرة تكون بقيمتك عند الله عز وجل ورسوله لا عند نفسكن وما تلبس وما هي عليه وما تحب أن تكون بنظر الله عز وجل عظيما، فالصحابة كانت تدعو وتقول: اللهم اجعلني في عينك عظيما وفي عين الخلق صغيرا حتى لا تحجبها الخلق عنك. فالمهم حالك هو لباسك، فلباس التقوى خير من أي لباس ممكن أن ترتديه بهذه الدنيا الفانية، فسيدنا علي كرم الله تعالى وجهه كان يقول: اخشَوْشِنوا فإن النعم لا تدوم. ولقد كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يلبس المرقع من الثياب حتى عُدَّ في ثوب من أثوابه سبعة عشر رقعة وهو خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، وعندما جاء سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الغلام الذي معه لاستلام مفاتيح القدس وكان واضعا حذاءه تحت إبطه أراد سيدنا أبو عبيدة رضي الله تعالى عنه أن يكون سيدنا عمر في حال أبهى وأعظم فأنتهره سيدنا عمر وقال له:{ لو قالها غيرك لعاقبته} وقال قولته المشهورة {نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله}. يتبع ,,,,
| |
|
عاشق الباسل رضي الله عنه
عدد الرسائل : 130 الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج تاريخ التسجيل : 30/04/2008
| موضوع: رد: درس {العبرة بالأنفاس لا باللباس},,لسيدي الإمام الباسل رضي الله عنه الخميس أغسطس 27, 2009 8:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم العبرة بالأنفاس لا باللباس للشيخ المبجل و الفقير إلى الله تعالى سيدنا ومولانا الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه وأرضاه شيخ ومؤسس الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج إذاً النور يشرق من باطنك على ظاهرك تدخل إلى المساجد وبيوت العبادة تراها ملآى ولكن للأسف ملآى قوالب وأشكال وليست قلوب وأحوال. إن لم ننصر الله عز وجل على أنفسنا لكي تحيى قلوبنا فكيف سينصرنا على أعدائنا؟ إن لم تكن قلوبنا ساجدة بين يديه كيف سيستجيب دعاءنا؟ وزماننا والحمد لله لا يخلو من أصحاب اللباس الذي يوحي بالعظمة والكمال ويجعلون من شأنهم وهيآتهم هكذا يوحي للناس بأنهم على شيء وهم ليسوا على شيء، فلباس المعاني أعظم لباس، لباس المعاني هو الذي يزين المباني، إن كان لك معنىً يلبسك معناك أجمل لباس ولباس التقوى خير، نعم لا تنحجب بلباسك ولا تحجب غيرك عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ليس الجمال بأثواب نزينهــا إن الجمال جمال العلم والأدب فاجعل الناس ينظرون إلى حالك وهيأتك الباطنية وعلمك وما فيك قبل أن ينظروا إلى لباسك في الظاهر فهذا أوْلى. سأسوق لك قصة عن أهل الكمال الذين إذا لبسوا مهما لبسوا كمالهم يزين لباسهم ولو لبسوا أجمل اللباس، كان سيدنا الحسن والحسين يمشيان بطريق وعليهم أجمل الثياب فمر بهما يهودي حاقد فأراد بحقده أن يحاول أن يكذِّب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويُنقِص من قدرهما وحاشاهما فهما سيدا شباب أهل الجنة فقال لهما ما أرى جدكما إلا أخطأ عندما قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وما أراها إلا سجن عليّ وأنا الكافر وجنة لكما وأنتما المؤمنين فقال له لو علمت ما أعدَّ الله لنا في الجنة لعلمت أننا الآن في سجن على ما تراه علينا ولو علمت ما أعده الله لك في النار لعلمت أنك الآن في جنة بالرغم مما أنت فيه فانصَرَف لا يستطيع جوابا. فمثل هؤلاء الأكابر أكابر بالظاهر وبالباطن يزيِّنون كل ما لهم وعليهم لانهم بُدُور وهكذا الكامل كامل المبنى والمعنى يكمل كل شيء فيه وله. اللهم زين بواطننا وظواهرنا بما تحب وترضى يا الله بجاه حبيبك المصطفى وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
| |
|
ابنة الباسل
عدد الرسائل : 40 العمر : 80 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: العظمة لله الجمعة أغسطس 28, 2009 8:25 pm | |
| لعل اللة بدعوتكم ينبة الغافلة قلوبهم عن الخطر الذى يحيق بالمسلمين نفعنا الله بدروسكم وفيضاتكم | |
|