بسم الله الرحمن الرحيم
مراكز النفس
يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :
" إن مراكز النفس أربع :
مركز للشهوة في المخالفات ، ومركز للشهوة في الطاعات ، ومركز في الميل إلى الراحات ، ومركز في العجز عن أداء المفروضات " .
جبلة النفس
يقول الشيخ أبو طالب المكي :
" النفس مجبولة على الشهوة مطبوعة على الأمر بالهوى "
ويقول " جبلات النفس الأربعة هي أصول ما تفرع من هواها ، وهي مقتضى ما فطرها عليه مولاها :
أولها : الضعف وهو مقتضى فطرة التراب ، ثم البخل وهو مقتضى جبلة الطين ، ثم الشهوة وموجبها الحمأ ، ثم الجهل ، وهو ما اقتضاه موجب الصلصال " .
حالتا النفس
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
" النفس لها حالتان لا ثالث لهما : حالة عافية ، وحالة بلاء .
فإذا كانت في بلاء الجزع والشكوى والسخط والاعتراض والتهمة للحق جل وعلا ، لا صبر ولا رضا ولا موافقة ، بل سوء الأدب والشرك بالحق والأسباب والكفر .
وإذا كانت في عافية ، فالشره والبطر واتباع الشهوات واللذات ، كلما نالت شهوة طلبت أخرى واستحقرت ما عندها من النعم ... فتوقع الإنسان في تعب طويل ولا ترضى بما في يدها وما قسم لها " .
فضائل النفس
يقول الإمام الغزالي :
" الفضائل الخاصة بالنفس المقربة إلى الله تعالى أربعة : علم مكاشفة ، وعلم معاملة ، وعفة ، وعدالة " .
معاني النفس
يقول الإمام الغزالي :
" النفس تطلق في معنيين :
أحدهما : أن يطلق ويراد به المعنى الجامع للصفات المذمومة ، وهي القوى الحيوانية المضادة للقوى العقلية ، وهو المفهوم عند إطلاق الصوفية ...
والثاني : أن يطلق ويراد به حقيقة الآدمي وذاته ، فإن نفس كل شيء حقيقته ، وهو الجوهر الذي هو محل المقولات ، وهو من عالم الملكوت ومن عالم الأمر " .
في سبب تسمية النفس
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" النفس ما سميت نفسا : إلا لمنافستها لربها ، وقصد انفرادها دونه بالأعمال " .
أفعال النفوس الرئيسة
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
" النفوس الرئيسة هي ذات ثلاثة أفاعيل : من أفعالها فعل نفساني ، وفعل عقلي ، وفعل الهي .
فأما الفعل الإلهي : فإنها تدبر الطبيعة بالقوة التي فيها من العلة الأولى .
وأما فعلها العقلي : فإنها تعلم الأشياء بقوة العقل الذي فيها .
وأما فعلها النفساني : فإنها تحرك الجسم الأقصى وجميع الأجرام الطبيعية , لأنها حركة الأجرام ، وعلة فعل الطبيعة " .
مقامات النفس
يقول السيد محمود ابو الفيض المنوفي :
" مقامات النفس سبعة :
الأول : مقام ظلمات الأغيار ، وتسمى النفس فيه : الأمارة .
الثاني : مقام حدوث الأنوار ، وتسمى النفس فيه : اللوامة .
الثالث : مقام درك الأسرار في الخير والشر ، وتسمى النفس فيه : الملهمة .
الرابع : مقام التوازن النفسي ، وتسمى النفس فيه : مطمئنة .
الخامسة : مقام نيل الوصال ، وتسمى النفس فيه : راضية .
السادسة : مقام تجلي المواهب الإلهية ، وتسمى النفس فيه : مرضية .
السابعة : مقام تجلي الأسماء والصفات الإلهية على القلب ، وتسمى النفس فيه :
كاملة " .
حياة النفوس
يقول الشيخ عمر السهروردي :
" قال بعضهم : حياة النفوس بمتابعة الرسول " .
- : في مدار النفوس
يقول الشيخ أحمد زروق :
" مدارها النفوس على ثلاثة أمور : طلب الحظوظ بالغفلة ، واتباع الوهم من غير تحقيق ، وصريح الدعوى من غير حقيقة " .
طبيعة العلاقة بين النفس والجسم
ومما يقول الباحث محمد غازي عرابي :
مثالنا قاطرة وسائق .
فالقاطرة تشد المقطورات فهي الآلة الفعالة ، لكن القاطرة عاطلة عن القوى بذاتها وقواها مستمدة من البخار المتكون بفعل تسخين الماء فيها . ولدى تطبيق هذا المثال على العلاقة بين النفس والجسم نجد أنه من المستحسن إضافة قوى أخرى للمشبه كالروح والقلب الحيواني والدماغ .
وهذه القوة هي النفس البخارية اللطيفة المدعوة بالنفس الحيوانية ذات الصلة بالجسم من جانب والروح من جانب آخر . وتسيير السائق للقطار هو عمل الوعي والإدراك .
فالسائق هو الروح الكلي الفعال الذي يوجه ويرشد ويأمر وينهي ، وصلته بالنفس الحيوانية صلة تماس دون تماس ، مثلما يضع السائق يده على إحدى أدوات القاطرة المحركة . فالروح الكلي مرشد ومسير وموجه ، أما النفس ، فهي جسر بين السائق والقطار ، وهي سبيل السائق إلى تسيير القطار رغم انفصاله عنه ، وهي الفعالة في الجسم على الحقيقة بما أودع فيها من قوى ضمنها إياها الروح الكلي الفعال ، أي السائق ، الذي يفترض أنه هو المخترع . ولذا كان البخار جزءاً من القاطرة ، وهو مخلوق فيها ، فعال فيها ، فان بفنائها ، علماً أنه ليس قاطرة ولا جزءاً من قاطرة ، بل هو إضافة فاعلية إلى القاطرة ، ومن دونها لا تمارس القاطرة عملها .
فالنفس ، وهي هنا جزئية ، صورة الجسم ، كما قال أرسطو ، وعرض جسم أيضاً ، ولكن قواها منبثقة أصلاً من قوى خارجية ، قوى ذهن مخترع أوجد البخار من ماء خارج عن نطاق القطار وبخاره .
وللقطار سن معينة يستهلك بعدها ، وهذا هو شأن الجسم الإنساني ، ومتى أحيل على التقاعد توقف الجسم . أما الخالد فهو السائق ، الروح الكلي الفعال ، الذي يسترد كل القوى الفعالة في قطار الوجود . فالماء له ، والبخار قواه من اكتشافه وهو وحده يترك القطار لينتقل إلى قطار جديد ، هو جسم جديد يسير بفعل قوى سائقه .
أجزاء ماهية النفس
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
" كل نفس شريفة أجزاء ماهيتها ثلاثة : أولها يُعرف بالنفساني ، وثانيها العقلي ، وثالثها إلهي " .
- : في مبنى النفوس
يقول الحكيم الترمذي :
" هذه النفوس مبناها على سبع : على ، الشهوة ، والرغبة ، والرهبة ، والغضب ، والشك ، والشرك ، والغفلة " .
في فضيلة إذلال النفس
يقول الشيخ أبو عبد الله الرازي :
" إن إذلال النفس لأحكام الله تعالى أفضل من الصلاة والصيام " .
- : في جوهر النفس
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" خمسة أشياء من جوهر النفس :
فقير يظهر الغنى ، وجائع يظهر الشبع ، ومحزون يظهر الفرح ، ورجل بينه وبين رجل عداوة يظهر له المحبة ، ورجل يصوم النهار ويقوم الليل ولا يظهر ضعفاً " .
ويقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
" إن جوهر النفس بما هو هو يعشق الجلال ويجده ويجد الانبعاث إليه ، غير أنه عدم التعيين قطع به ، نعم ، ويعلم النسبة الكريمة على العموم ويجهل الحكم ، ولذلك
يعظم الخسيس الخساسة في بعض المواضع وهو في ذلك على الأصل لا على ما يحب أو
يحمد " .