القصيدة العينية أو قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية للشيخ قطب الدين عبد الكريم الجيلي كاملة 534 بيت
العارف بالله الشيخ قطب الدين عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه
القصيدة العينية أو قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية للشيخ قطب الدين عبد الكريم الجيلي
001. فؤاد به شمس المحبة طالع ..... و ليس لنجم العزل فيه موانع002. صحا الناس من سكر الغرام و ما صحا ..... وافرق كل و و فى الحان جامع003. حمي هواه غير قهوة غيره ..... مدام دواما تقتنيها الأضلع004. هوى و صبابات و نار محبة ..... وتربة صبر قد سقتها المدامع005. أولع قلبي من زرود بمائه ..... و يا ولهى كم مات ثمة والع006. و لى مطمع بين الإرجاع عهده ..... قديم و قد خابت هاك المطامع007. أيا زمن الزند الذي بين لعلع ..... تقضى لنا هل أنت يا عصر راجع008. لقد كان لي في ظل جاهك مرتع ..... هني لي بالرقمتين مراتع009. أجر ذيول اللهو فى ساحة اللقا ..... و اجني ثمار القرب وهى ايانع010. و اشرب كأس الوصل راحة براحه ..... تصفق بالرايات منها الأصابع011. تصرم ذات العمر حتى كأنني ..... أعيش بلا عمر وللعيش مانع012. مذ مر عني العيس وابيض لمتى ..... تسود صبحى فالدموع فواقع013. و سرب من الغزلان فيهن قنية ..... لنا هن فى سقط العذيب مراتع014. سفرن بدورا مذ قلبن عقاربا ..... من الشعر خلنا أنهن براقع015. رعى الله ذاك السرب لي وسقى ..... الحمى و لا ضيعت سرب و فأنى ضائع016. صليت بنار أضرمتها ثلاثة ..... غرام و شوق والديار الشواسع017. يخيل لى أن العذيب و ماءه ..... منام و من فرط المحال الأجارع018. فلا نار إلا ما فؤادى محله ..... و ما السحب إلا ما الجفون تدافع019. و لا وجد إلا ما أقاسيه فى الهوى ..... و لا موت إلا ما إليه أسارع020. فلو قيس ما قاسيته بجهنم ..... من الوجد كان بعض ما أنا قارع021. جفونى بها نوح فطوفانها الدما ..... و نوحى رعد و الزفير اللوامع022. و جسمى به أيوب قد حل للبلا ..... وكم مسنى ضر فما أنا جازع023. و ما نار إبراهيم إلا كجمرة ..... من الجمراللاتي خبتها الأضالع024. لسري فى بحر الصبابة يونس ..... تلقمه حوت الهوى و هو خاشع025. و كم فى فؤاد شعيب كأبة ..... تشعب مذ شطت مزارا مرابع026. حكى زكريا و هن عظمى من الضنا ..... ايحيى اصطباري وهو بالموت واقع027. أيا يوسف الدنيا لفقدك فى الحشا ..... من الحزن يعقوب فهل أنت راجع028. أتينا تجار الذل نحو عزيزكم ..... و أرواحنا المزجاة تلك البضائع029. فإن يكُ عطفا أنت أهل لأهله ..... وإن لم يكن كان العذاب مواقع030. فكل الذى يقضيه فى رضاكم ..... مرامى و فوق القصد ما أنت صانع031. تلذ لى الآلام أذ انت مسقمي ...... وأن تمتحني فهي عندي صنائع032. تحكم بما تهواه فى فإننى ..... فقير لسلطان المحبة طائع 033. حببتك لا لى بل لأنك أهله ..... و مالى فى شيء سواك مطامع034. فصل وإن ترى أو دع وعد اللقا ..... والا فدون الوصل ما أنا قانع035. تمكن مني الحب فامتحق الحشا ..... و اتلفني الوجد الشديد المنازع036. و اشغلنى شغلى بها عن سوائها ..... و اذهلنى عن الهوى والهوامع037. و قد فنيت روحى لقارعة الهوى ..... و أفنيت عن محوى بما أنا قارع038. فقام الهوى عندى مقامى فكننته ..... و غيبت عن كونى فعشقى جامع039. غرامى غرام لا يقاسى بغيره ..... و دون هيامى للمحبين مانع040. فؤادى و التبريح للروح لازم ..... وسقمى و لالام للجسم تابع041. ولوعي و أشجاني وشوقي ولوعتي ..... لجوهر ذاتي فى الغرام طبائع042. غرامي نار والهوى فهو الهوا ..... و تربى والما ذلتي والمدامع043. يلوم الورى نفسى لفرط جنونها ..... و ليس باذنى للملام مسامع044. و مذ أوترت أحشائي حبك ..... إنني لسهم قسي النائبات مواقع045. و مالي إن حل البلاء الثفاتة ..... و مالي وإن جاء النعيم مراتع046. وما إنا من يسلو ببعض غرامه ..... عن البعض بل بالكل ما أنا قانع047. و شوقي ما شوقي و قيت فانه ..... جحيم له بين الضلوع فراقع048. و بي كمد لو حملته جبالها ..... لدكت برضواها و هدت صوامع049. و لى كبد حراء من طمأ بها ..... اليك و لم يبرد غليلا مصانع050. يخيل لى أن السماء على الثرى ..... طبقن وإنى بين ذلك واقع051. و نفسي نفس أى نفس أبيه ..... ترى الموت نصب العين و هى تسارع052. فهمي وفهمي ذا عليك و فيك ذا ..... وجدى و وجدى زايد ومتايع053. و عزمى زعمى انه فوق كل ما ..... يراد و ظنى إنما هو واقع054. تسامر عيناى السها بسهادها ..... تسأل بل ما سال إلا المدامع055. و يرقب منك الطيف جفني دجنة ..... و كم زاره طيف و ما هو هاجع056. يخبرني عنك الصبا و هو جاهل ..... فتلتذ من أخباركم والمسامع057. إذا أزمر من ورق على غصن بأنه ..... و جاوب قمرى على الأيل ساجع058. فأذنى لم تسمع سوى نغمة الهوى ..... و منكم فإني لا من الطير سامع059. ومن أى أمن كان إن هب ضائع ..... لكم فيه من عطر الغرام بضائع060. و إن زمجر الرعد الحجازي بالصفا ..... و ابرق من شعبي جياد لوامع061. يصور لى الوهم المخيل ان ذا ..... ثناك و هذا من ثناياك ساطع062. فاسمع عنكم كم أخرس ناطقا ..... و أشهدكم فى كل شيء أطالع063. إذا شاهدة عينى جمال ملاحة ..... فما نظرى إلا بعينك واقع064. و ما اهتز من قد قنا تحت طلعة ..... من البدر أبدت ما خبتها البراقع065. و لا سلسلت أعناقها بغرامها ..... تصافيف جعد خطهن وقائع066. و لا نقطت خال الملاحة بهجة ..... على وجنة إلا و حرفك بارع067. فأنت الذي فيه يظهر حسنه ..... به لا بنفس ما له من ينازع068. وأن حس جلدي من كثيف خشونة ..... فلي فيه من ألطاف حسنك رادع069. تخذتك وجها والأنام بطانة ..... فأنجمهم غابت وشمسك طالع070. فديني وإسلامي وتقواي إنني ..... بحسنك فانٍ لإتمارك طائع071. إذا قيل قل :لا قلت غير جمالها ..... و أن قيل إلا قلت حسنك شاسع072. أصلى إذا صلى الأنام وإنما ..... صلاتي باني لاعتزازك خاضع073. اكبر فى التحريم ذاك عن سوى ..... و باسمك تسبيحي إذا أنا خاشع074. أقوم أصلى أي أقوم على الوفا ..... بأنك فرد واحد الحسن جامع075. و أقرأ فى قرآن حسنك آية ..... فذلك قرآني إذا أنا راكع076. واسجد كي أفنى و أفنى عن الفنا ..... و اسجد أخرى و المتيم والع077. و قلبي مذ أبقاه حسنك عنده ..... تحياته منكم إليكم تسارع078. صيامي هو الإمساك عن رؤية السوي ..... و فطري أنى نحو وجهك راكع079. و بذلي نفسي فى هواك صبابة ..... زكاة جمال منك فى القلب ساطع080. أرى مزج قلبي مع وجودي جنابة ..... فماء طهورى أنت و الغير مائع081. أيا كعبة الآمال وجهك حجتي ..... و عمرة نسُكى أنى فيك والع082. و تجريد نفسي من مخيط ثيابها ..... بوصل و إحرام عن الغير قاطع083. و تلبيتي أنى أذلل مهجتي ..... لما منك فى دار من الحسن لامع084. وكانت صفات منك تدعو إلى العلا ..... لذاتي فلبت فاستبانت شواسع085. وتزكى لطيبي والنكاح فان ذا ..... صفاتي و ذاتي فهن موانع086. وإعفاء حلق الرأس ترك رياسة ..... فشرط الهوى أن المتيم خاضع087. إذا ترك الحجاج تقليم ظفرهم ..... تركت من الأفعال ما أنا صانع088. وكنت كآلات وأنت الذي بها ..... تصرف بالتقدير ما هو واقع089. وما إنا جبري العقيدة إنني ..... محب فنى فيمن جبته الأضالع090. فها أنا فى تطواف كعبة حسنها ..... أدور و معنى الدور أننى راجع091. و مذ علمت نفسى صفاتك سبعة ..... فأعداد تطوافى حماك سوابغ092. أقبل خال الحسن في الحجر الذى ..... لنا من قديم العهد فيه ودائع093. ومعناه أن النفس فيها لطيفة ..... بها تقبل الأوصاف و الذات شائع094. واستلم الركن اليماني إنه ..... به نفس الرحمن و النفس سالع095. واختم تطواف الغرام بركعة ..... من المحو عما أحدثته الطبائع096. ترى هل لموسى القلب من زمزم اللقا ..... مراضع لا حرمن تلك المراضع097. فتذهب نفسى فى صفاء صفاتكم ..... لتسعى بمرو الذات وهى تسارع098. فليس الصفا إلا صفاى ومروتي ..... بانى على تحقيق حقى صارع099. وما القصر إلا عن سواكم حقيقة ..... و ما الحلق إلا ترك ما هو قاطع100. ولا عرفات الوصل إلا جنابكم ..... فطوبى لمن فى حضرة القرب راتع101. على علمى معناك ضدان جمعا ..... و يا لهفى ضدان كيف التجامع102. بمزدلفات فى طريق غرامكم ..... عوائق من دون اللقا و قواطع103. فإن حصل الإشعار فى مشغر الهوى ..... و ساعد جذب العزم فالفوز واقع104. على مشعر التحقيق عظمت فى السوى ..... شعائر حكم اصلتها الشرائع105. و كم من منى لى فى منى حضراتكم ..... و يا حسرتى و المحسر شاسع106. رميت جمار النفس بالروح فانتشت ..... جهنمها ماء و صاحت ضفادع107. وأبدل رضوان بمالك و انتشا ..... بها شجرة الجرجير و الغصن يانع108. ففاضت على نفسي ينابيع و صفها ..... و ناهيك صرف الحق تلك الينابع109. فطفت طوافا للافاضه بالحمى ..... و قمت مقاما للخليل أبابع110. فمكنت من ملك الغرام أنا ..... مليك و سيفى بالصبابة قاطع111. وحققت علما واقتدار جميع ما ..... تضمنه ملكى و مالى منازع112. فلما قضينا النسك من حجة الهوى ..... و تمت لنا من حى ليلى مطامع113. شددنا مطايا العزم نحو محمد ..... و طفنا وداعا و الدموع هوامع114. و جبنا بتهذيب النفوس مفاوزا ..... سباسب فيها للرجال مصارع115. حمى درست للعاشقين طروقة ..... عزيز وكم خاب فى العز طامع116. محل مجالي القرب حالت رسومه ..... و أوج منيع دونه البرق لامع117. ينكس رأس الريح عند ارتفاعه ..... وكم زال عنه السحب و الغيث هامع118. يرى تحته بهرام فى الأوج ساجدا ..... و كيوان من فوق السماوات راكع119. وكم رامح مذ رامه صار أعزلا ...... وفي قلبه من عقرب العقر لاذع120. سريت به و الليل أدجى من العمى ..... على باذل افديه ما هو ضالع121. يجوب الفلا جوب الصواعق فى الدجى ..... ويرحل عن مرعى الكلا وهو جامع122. و إن مر بعد العسر بالماء انه ..... على ظما عن ذاك باليسر قانع123. هى النفس نعمت مركبا مطمئنه ..... فليس لها دون المرام موانع124. فيا سعد إن رمت السعادة فاغثنم ..... فقد جاء فى نظم البديع بدائع125. مفاتيح اقفال الغيوب أتتك فى ..... خزائن أقوالى فهل أنت سامع126. كشفت عن أسرار الشريعة فانحها ..... فما وضعت إلا لتلك الشرائع127. وها أنا ذا اخفى و أظهر تارة ..... لرمز الهوى ما السر عندى ذائع128. وإياك أعنى فإسمعى جارتى فما ..... يصرح إلا جاهل أو مخادع129. ولكنى أتيك بالبدر أبلجا ..... و أخفيه أخرى كى تصان الودائع130. خذ الأمر بالأيمان من فوق أوجه ..... و نازع إذا نفس أتتك تنازع131. فللمرء فى التنزيل أوفى أدلة ..... و لكن قلبى فى الحقيقة والع132. و فى السنة الزهراء كل عبارة ..... بها من إشارات الغرام وقائع133. فإن كنت ممن ماله يد مأخذ ..... سوى أن بتصريح التشكيل قانع134. سأنشى روايات إلى الحق اسندت ..... و أضرب أمثالا لما أنا واضع135. و أوضع بالمعقول سر حقيقة ..... لمن هو ذو قلب إلى الحق راجع136. تجلى حبيبى فى مرائى جماله ..... ففى كل مرائى للحبيب طلائع137. فلما تبدى حسنه متنوعا ..... تسمى بأسماء فهن مطالع138. و ابرز منه فيه آثار وصفه ..... فذالكم الآثار من هو صانع139. فأوصافه و الأسم والأثر الذى ..... هو الكون عين الذات و الله جامع140. فما ثم من شيء غير الله فى الورى ..... و ما ثم مسموع و ما ثم سامع141. هو العرش والكرسى و المنظر العلى ..... هو السدرة اللاتى إليها المراجع142. هو الأصل حقا و الهيولي مع الهبا ..... هو الفلك الدوار و هو الطبائع143. هو النور و الظلماء والماء والهوا ..... هو العنصر النارى و هو البلاقع144. هو الشمس والبدر المنير هو السها ..... هو الأفق و هو النجم و هو المواقع145. هو المركز الحكمي والأرض والسما ..... هو المظلم المقتام و هو اللوامع.146. هو الدر وهو الأهل والحي و الغضا ..... هو الناس و السكان وهو المراتع147. هو الحكم والتأثير و الأمر والقضا ..... هو العز و السلطان و المتواضع148. هو اللفظ والمعنى وصوره كل ما ….. يخال من المعقول أو هو واقع 149. هو الجنس وهو النوع والفصل إنه …… هو الواجب الذاتي والمتمانع150. هو العرض الطارئ نعم وهو جوهر …… هو المعدن الصلدي وهو الموانع151. هو الحيوان الحي وهو حياته …….. هو الوحش والإنس وهو السواجع152. هو القيس بل ليلاه وهو بثينة ……. أجل بشرها والخيف وهو الأجارع153. هو العقل وهو القلب واتنفس والحشا …. هو الروح وهو الجسم والمتدافع154. هو الموجد للأشياء وعين وجودها ..... وعين ذوات الكل و هو الجوامع155. بدت في نجوم الخلق أنوار شمسه ..... فلم يبق حكم النجم و الشمس طالع156. حقائق ذات فى مراتب حقه ..... تسمى بسم الخلق و الحق واسع157. وفيه من روحى نفخت كناية ..... هل الروح إلا عينه يا منازع158. و نزهه عن حكم الحلول فما له ..... سوى وإلى توحيده الأمر راجع159. فيا أحدى الذات فى عين كثرة ..... و يا واحد الأشياء ذاتك شائع160. تجليت فى الأشياء حين خلقتها ..... فما هى ميطت عنك فيها البراقع161. قطعت الورى من ذات نفسك قطعة ..... و لم تك موصولا و لا فصل قاطع162. و لكنها أحكام رتبتك اقتضت ..... ألوهية للضد فيك التجامع163. فأنت الورى حقا و أنت إمامنا ..... و إنت لما يعلو و ما هو واضع164. و ما الخلق فى التمثال إلا كثلجة ..... و أنت بها الماء الذى هو نابع165. فما الثلج فى تحقيقنا غير مائه ..... وغير ان فى حكم دعتها الشرائع166. و لكن بذوب الثلج يرفع حكمه ..... و يوضع حكم الماء و الأمر واقع167. تجمعت الأضداد فى واحد البها ..... و فيه تلاشت فهو عنهن ساطع168. فكل بهاء فى ملاحة صورة ..... على كل قد شابه الغصن يانع169. وكل أسوداد فى تصافيف طره ..... و كل احمرار فى الطلائع ناصع170. وكل كحيل الطرف يقتل صبه ..... بماض كسيف الهند حالا مضارعا 171. و كل اسمرار فى القوائم كالقنا ..... عليه من الشعر الرسيل شرائع172. و كل مليح بالملاحة قد زها ..... و كل جميل بالمحاسن بارع173. و كل لطيف جل أو دق حسنه ..... و كل جليل و هو باللطف صادع174. محاسن من أنشاه ذلك كله ..... فوحد و لا تشرك به فهو واسع175. وإياك أن تلفظ بعارية البها ..... فما ثم غير وهو بالحسن بادع176. وكل قبيح إن نسبت لحسنه ..... أتتك معانى الحسن فيه تسارع177. ولا تحسبن الحسن ينسب وحده ..... إليه البها و القبح بالذات راجع178. يكمل نقصان القبيح جماله ..... و ما ثم نقصان ولا ثم باشع179. و يرفع مقدار الوضيع جلاله ..... إذا لاح فيه فهو للوضيع رافع180. فلا تحتجب عنه لشيء بصورة ..... فخلف حجاب العين للحسن لامع181. وأطلق عنان الحق فى كل ما ترى ..... فتلك تجليات من هو صانع182. فقد خلق الأرضين بالحق والسما ..... كذا جاء فى القرآن إذا أنت سامع183. وما الحق إلا الحق لا شيء غيره ..... فشم شذاه فهو فى الخلق ضايع184. وشاهده حق منك فيك فإنه ..... هويتك اللاتى بها أنت يانع185. وفى أينما حقا تولوا وجوهكم ..... فثمة وجه الله هل من يطالع186. فبع منك نفسا للإله و كنه إذ..... تكون كما إن لم تكن و هو صادع187. و دع عنك أوصافا بها كنت عارفا ..... لنفسك فيها للإله ودائع188. فشاهد بوصف الحق نفسك أنت هو ..... و لا تلتبس للحق ما أنت خالع189. وكن باليقين الحق للخلق حاجدا ..... و جمعك صله إن فرقك قاطع190. و لا تنحصر بالاسم فالاسم دارس ..... و لا تفتقر للعين فالعين تابع191. و إياك حزما لا يهولك أمرها ..... فما نالها إلا الشجاع المقارع192. حنانيك وأحذر من تأدب جاهل ..... فيا رب آداب لقوم قواطع193. وكن ناظرا فى القلب صورة حسنه ..... على هيئة المنقوش يظهر طابع194. فقد صح فى متن الحديث تخلقوا ..... بأخلاقه ما للحقيقة مانع195. و هاهو سمع بكل لسان أجل يد ..... لنا هكذا بالنقل أخبر شارع196. فعم قوانا والجوارح كونه ..... لسانا و سمعا ثم رجلا تسارع197. و لسنا سوى هذه الجوارح والقوى ..... هو الكل منا ما لقولى دافع198. و يكفيك ما قد جاء فى الخلق انه ..... على صورة الرحمن آدم واقع199. و لم لم يكن فى وجه آدم عينه ..... لما سجد الأملاك و هى خواضع200. و لو شاهدت عين لإبليس وجهه ..... على آدم لم يعص و هو مطاوع201. و لكن جرى المقدور فهو على عمى ..... عن العين إذ حالت هناك موانع202. و لاتك من إبليس فى شبه سيرة ..... و دع قيده العقلى فالعقل رادع203. و غص فى بحار الاتحاد منزها ..... عن المزج بالأغيار إن أنت شاجع204. و إياك و التنزيه فهو مقيد ..... و إياك والتشبيه فهو مخادع205. و شبهه فى تنزيه سبحان قدسه ..... ونزهه فى التشبيه ما هو صانع206. و قل هو ذا بل غيره وهو غير ما ..... عرفت و عين العلم فالحق شائع207. ولا تك محجوبا برؤية حسنه ..... عن الذات أنت الذات أنت المجامع208. فعينك شاهدها بمحتد أصلها ..... فإن عليها للجمال لوامع209. أنيتك التى هى القصد و المنى ..... بها الأمر مرموزا و حسنك بارع210. و نفسك تحوى بالحقيقة كل ما ..... أشرت بجد القول ما أنا خادع211. تهن بها واعرف حقيقتها فما ..... كعرفانها شيء لذاتك نافع212. فحقق و كن حقا فأنت حقيقة ..... وخلف حجاب الكون للنور ساطع 213. و لا تطلبن فيه الدليل فإنه ..... وراء كتاب العقل تلك الوقائع214. و لكن بإيمان و حسن تتبع ..... إذا قمت جاءتك الأمور توابع215. فإن قيدتك النفس فاطلق عناتها ..... و سر معها حتى تهون الوقائع216. و برهن لها التحقيق عقلا مقيدا ..... بنقل به جاءت إليك شرائع217. وثم أصول فى الطريق لأهله ..... و هن إلى سبل النجاة ذرائع218. تمسك بها تنجو وزن كل وارد ..... بقسطاسها عدلا فثم قواطع219. و دع ما تراه مال عن حد عدلها ..... إلى أن تفاجئك الشموس الطوالع220. فذاك سبيلي رده إن ترد العلا ..... ولا تعد عنك تعتريك القواطع221. وإياك فاصبر لا تملَّ فإنما ..... بصبر الفتى جاءت إليه المطامع222. وهوّن على النفس ارتكاباً لهولها ..... فغير محب من دهته الفجائع223. ورِدْ كل حوضِ للردى فيه مورداً ..... ورُدَّ إذا ماالعقل جاء يدافع224. وشمرْ ببذل النصح ساقَ عزيمةٍ ..... على قدم الإقدام فالعجز مانع225. ودع عنك علَّ وعسى ولربما ..... وسوف إذا نوديتَ قمتَ تُسارع226. فليس لنفسٍ غيرُ حالة وقتها ..... وقد فات ماضيها وغابَ المضارع227. وجدد مع الأنفاس صدق إرادة ..... وداوم على الإقبال ما انت تابع228. وجرّع حشاك السم في طاعة الهوى ..... فما خاب مَنْ في الحب للسم جارع229. وعِدَّ على اللحظات أنفاسك التي ..... على غفلاتٍ قد صدرنَ زوامع230. ولاتنتظر ايام صحتك التي ..... تُمَنّيك نفسٌ فالأماني خدائع231. وسِرْ فوق نيران الغرام مهرولاً ..... إليها ففي قصد الغرام مَصَارِعُ232. وغضَّ عن الالآم جفنَ مطامع ..... ألا أن تعب الحب نفس تنازع233. فكل البلا إن خضته فى هوائها ...... هوانا قلا لسوى غليك صنائع234. و ان شب نار النفس يوما ملآلها ..... فصب سحابا بالتصبر هامع235. و إن خاطبتك النفس يوما برجعة ..... فشفف لها كأسا من السم نافع 236. وعاقب وركبها على متن نازل …. بما هو فيما هالها متدافع 237. وجرد لها من غمد عزمك صارما …. بت التواني للعلائق قاطع 238. والبس سراويل الخلاعة خالعا …… ثياب الغنی تخلع عليك الخلائع 239. وقم وأقم حربا على النفس حاذرا ….. فما موتها للآمنين مخادع 240. ودع عنك آمالا فكم من مؤمل ….. لشؤم هوی آماله العمر ضائع 241. وحاسب على الخطرات قلبك حافظا ….. له عن حديث النفس فهو شنائع 242. وأضبط لها الإحساس فيه مراقبا …… فإن لنقش الحس في النفس طابع 243. ووردك في صبح الهوى ومسائه ….. أسي وعيون بالدموع هوامع244. وقاطع لمن واصلت أيام غفلة ….. فما واصل العذال إلا مقاطع 245. جانب جناب الأجنبي ولو أنه ….. لقرب انتساب في المنام مضاجع246. فللنفس من جلاسها كل نسبة …… ومن ځلة للقلب تلك الطبائع 247. ولا تنهمك في القول أو في سماعه ….. ولو أن فيه من بلاغ مصاقع248. فكل حديث قيل أو سنقوله ….. عن العين في التحقيق للعين رادع249. فسر الهوى عن قائليه محجب ….. وما القيل للعشاق والقال نافع 250. ورمز الهوى سر و مدفنه الحشا …… ودونك والتصريح عنه موانع 251. وإني لمن في الحب يهدى بهديه ……. فإنك لا تهدي من أحببت قانع252. فدع عنك دعوى القول فى نكته الهوى ..... فراحلة الألفاظ فى السير ضالع253. وسر فى الهوى بالروح واصغ إلى الهوى ..... لتسمع منه سر ما أنت والع254. و من دون السماع مهالك ..... و ما كل أذن فيه تلك المسامع255. فشمر ولذ بالأولياء فإنهم ..... لهم فى كتاب الله تلك الوقائع256. هم الذخر للملهوف والكنز للرجا ..... و منهم ينال الصب ما هو طامع257. بهم يهتدى للعين من ضل فى العمى ..... لهم يجذب العشاق و الربع شاسع258. هم القصد و المطلوب و السؤال و المنى ..... و اسمهم للصب فى الحب شافع259. هم الناس فالزم إن عرفت طريقهم ..... ففيهم لضر العالمين منافع260. فإن جهلوا فانظر بحسن عقيدة ..... إلى كل من تلقاه بالفقر ضارع261. و حافظ مواثيق الإرادة قائما ..... بشرع الهوى إن أنت فى الحب شارع262. و داوم على شرطين ذكر أحبة ..... و تسليك نفس للخلاف تسارع263. فلا تهملن ذكر الأحبة لمحة ..... و داوم خلاف النقس فهي تتابع264. وقم واستقم في الحب لا تخش ضلة ..... فميل الفتي عما يحاول رادع265. وإن ساعد المقدور أو ساقك القضا ..... الى شيخ حق فى الحقيقة بارع266. فقم فى رضاه واتبع لمراده ..... و دع كل ما من قبل كنت تصانع267. و كن عنده كالميت عند مغسل ..... يقلبه ما شاء وهو مطاوع268. و لا تعترض فيما جهلت فى أمره ..... عليه فإن الاعتراض تنازع269. وسلم له فيما تراه ولو يكن ..... على غيره مشروع فثم مخادع270. ففى قصة الخضر الكريم كفاية ..... بقتل الغلام والكليم يدافع271. فلما أضاء الصبح عن ليل سره ..... و سل حساما للمحاجج قاطع272. أقام له الكليم العذر و انه ..... كذلك علم القوم فيه بدائع273. و واظب شهود العلم فيك فإنه ..... هو الحق و الأنوار فيك سواطع274. و رق مقام القلب عن نجم ربه ..... إلى قمر الرحمن إذ هو طالع275. إلى شمس تحقيق الالوهه رافعا ..... إلى ذاته للقدر إذ أنت رافع276. فلله خلف الاسم والوصف مظهر ..... و عنه عيون العالمين هواجع277. فليس يرى الرحمن إلا بعينه ..... وذلك حكم فى الحقيقة واقع278. و إياك لا تستبعد الأمر انه ..... قريب على من فيه للحق تابع279. و ها أنا إذ انبيك عن سبل الهوى ..... و افصح عما قد حوته المشارع280. أقص حديثا تم لى عن بدايتى ..... لنحو انتهائى عله لك نافع281. برزت من النور الإلهى لمعة ..... لحكمه ترتيب اقتضتها البدائع282. إلى سقف عرش الله فى أفق العلا ..... و منه إلى الكرسي حيث أسارع283. إلى القلم الأعلى ولى منه برزة ..... إلى اللوح لوح الأمر للخلق واسع284. إلى الهباء السامى و قيل مكرما ..... نزلت الهيولى وهي للخلق جامع285. هنالك تلقتنى العناصر حكمة ..... ومنها أجتلتنى في حماها الطبائع286. وأنزلني المقدور فى أوج أطلس ..... إلى الفلك العالى الذرى وهو تاسع287. ومنه هبوطى لكواكب نازلا ..... على فلك كيوان ثمة سابع288. فلما نزلت المشترى وهو سادس ..... سماء به للسعد في الكون تابع289. أتيت سما بهرام من بعد هابطا ..... على فلك للشمس والشمس رابع290. وفي كرة الزهراء أعنى سماءها ..... حثثت مطي السير والدار شاسع291. على كاتب الأفلاك وهو عطارد ..... و فدت وكانت لى هناك مراتع292. وبالقمر الباهى نزلت وشرعت ..... على الفلك النارى الأثير شرائع293. و منه هوى للأمر فى فلك الهوا ..... ركائب عزم مالهن موانع294. وبالكرة المائية العين إذ سرت ..... إضافة ركائب العزم فيها البلاقع295. فهذا نزول الجسم من عند ربه ..... وللروح تنزيل مجاز متابع296. وذلك أن الروح فى المركز الذى ..... لها هى روح الحق فافهم أسامع297. فليس لها في هبوط منزل ..... و ليس لها فيه صعود مرافع298. ولكن في تعينها بمخصص ...... تنزل عن حكم يأن هو شائع299. وذلك للأرواح خلق حقيقة ..... وذلك تنزيل لها وقواطع300. ففى المثل المشهور وجه تنوعت ..... سرائره حتى بدا متناوع301. فيبرز فى حكم المرآة للورى ..... على الجرم و المقدار إذ ذاك طابع302. فتنويعها ذاك التجلى هو الذى ..... تسميه روحا و هو بالنفخ واقع303. و إلا فلا اسم له غير ربنا ..... و ليس له إلا الصفات مواضع304. تنزه ربى عن حلول بقدسه ..... و حاشاه ما بالأتحاد تجامع305. فمهما تحل الروح جسما فانها ..... لتصوير ذاك الجسم فى الصور تابع306. ويتبعها فى نصبها وارتفاعها ..... و تتبعه إن جر يوما طبائع307. فإن قويت بالتزكيات رقت به ..... إلى المركز العالى الذى هو رافع308. و إن ضعفت و استقوت النفس والهوى ..... تكن تبعا للجسم إذ هو تابع309. فتشقى به فى سحن طبع و لو رقت ..... به كان مسعودا و فى العز راتع310. و إن نزول الجسم للخلق فى الثرى ..... سواء و لكن بعد ذاك تنازع311. فمن سبقت لله فيه عناية ..... فغير مكوث فى التراب مسارع312. ومن أبعدته السابقات فإنه ..... له بين نبت و التراب مراجع313. فقد يك عشبا ثم ترعاه دابة ….. ويترب إذ يفنی و يخضژ یانع 314. على قدر ت?رار التردد بعده ….. لنسي عهودا بالحمى ووقائع 315. وعند مرور النفس في كل منزل …… سينقش فيها منه طبعا طبائع316. تظهر نفس المرء كاملة البها …… ومن نسخة الأكوان فيها خلائع317. لتذكر بالمشهود غائب أمرها …… فيرجع للأوطان من هو راجع318. جرى أشهب الألفاظ في بيانها …… بمضماره حتی علون منافع 319. سألوي عنان القول نحو مكانه ……. لتطلق فيه عن قيود شرائع320. فلما نزلت الأرض ماء حياتها …… وأثمر لي أصل هنالك یانع321. وكان إذا أنبت حب غصونها …… أرزا فصدق أنني لمطالع 322. وساق القضا تلك الحبوب فغذيا ….. بها أبواي الأطهران جوامع 323. وحل مزاج الحب في الجسم مادة ….. وتمت لكیموس دم وبخائع 324. فلما دنا آن البروز تجامعا ….. بعقد حلال نعم ذاك التجامع 325. ولما تلاقی منه ماء بمائها …… وأبدع بالترتیب نشوي بادع 326. وكان اقتضاء النشؤ أني روحه …. وتعبير نفخ الروح عن ذاك واقع327. فصور شخصي باليدين مصوري ….. ليطبع للضدين في طوابع 328. وأخرجني من بعد ت?میل هيكلي …… إلى العالم الأرضي من هو صانع 329. ففي أول الشهر الحرام محرم …… ظهوري وبالسعد العطارد طالع330. لستين مع سبع على سبعمائة ….. من الهجرة الغرا سقتني المراضع 331. ومذ كنت طفلا فالمعالي تطلبي ..... وتأنف نفسي كل ما هو واضع 332. ولي همة كانت وها هي لم تزل ….. على أن لها فوق الطباق مواضع 333. وقد كنت جماحا إلى كل هيئة ….. فخضت بحارا دونهن فجائع334. وكل الأماني نلتها وهي إن علت ….. بها بعد نيل القصد ما أنا قانع335. إلى أن أتتني من قديم عناية …… أياد لها مذ كنت عندي صنایع336. وهب نسيم الجود من أيمن الحما ….. وصب سحاب بالتعطف هامع337. وأحيا الحيا أرض الفؤاد فأعشبت ….. وغنت على عود الوصال سواجع338. فهمت من المغنی معاني أحبتي ….. فهمت معنى بالصبابة والع 339. ولاحظت في فعلي قضاء مرادها ….. وأبصرت صنعي أنها هي صانع 340. أتيت إليها راغبا في مرادها …… ومالي في شيء سواها مطامع 341. وفرغت مشغول الفؤاد عن السوى …. فما أنا في غير الحبيب مطالع342. فلما أضاءت في الحشا جذوة الهوى …. وأومض من سفح المحبة لامع 343. سقاني الهوى كأس الغرام ولم يكن ….. على ساحة الوجداني بالكرم مانع344. فقاطعت ندماني وواصلت لوعتي …… و هاجرت أوطاني فبانت مرابع345.