أولا شرح الأبيات 01 - 16 من القصيدة العينية هوبة الجيلي .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع عين على العينية العارف بالله عبد الكريم الجيلي شرح معاصر للقصيدة العينية د. سعاد الحكيم
شرح الأبيات 01 - 16 من القصيدة العينية على مدونة عبدالله المسافر بالله
شرح الأبيات من 01 - 16 : وهى تظهر هوية الجيلي في الله
(01) فؤاد به شمس المحبّة طالع ..... وليس لنجم العذل فيه مواقع
(02) صحا الناس من سكر الغرام وما صحا ..... وأفرق كلّ وهو في الحان جامع
(03)حميّا هواه عين قهوة غيره ..... مدام دواما تقتنيها الأضالع
(04) هوى وصبابات ونار محبّة ..... وتربة صبر قد سقتها المدامع
(05) أولّع قلبي من زرود بمائه..... ويا لهفي كم مات ثمّة والع
(06) ولي طمع بين الأجارع عهده ..... قديم ، وكم خابت هناك المطامع
(07) أيا زمن الرّند الّذي بين لعلع ..... تقضّى لنا ، هل أنت يا عصر راجع
(08) لقد كان لي في ظلّ جاهك مرتع ..... هنيّ ولي في الرّقمتين مراتع
(09) أجرّ ذيول اللهو في ساحة اللّقا ..... وأجني ثمار القرب وهي أيانع
(10) وأشرب راح الوصل صرفا براحة ..... تصفّق بالرّاحات منها الأصابع
(11) تصرّم ذاك العمر ، حتّى كأنّني ..... أعيش بلا عمر وللعيش مانع
(12) مذ اغبرّ خضر العيش وابيضّ لمّتي ..... تسوّد صبحي فالدّموع فواقع
(13) وسرب من الغزلان ، فيهنّ قينة ..... لنا ، هنّ في سقط العذيب رواتع
(14) سفرن بدورا مذ قلبن عقاربا ..... من الشّعر خلنا أنّهنّ براقع
(15) رعى اللّه ذاك السّرب لي وسقى الحمى .... ولا ضيّعت سربي فإنّي ضائع
(16) صليت بنار أضرمتها ثلاثة ..... غرام وشوق والدّيار الشواسع
* * *
( 1 ) فؤاد به شمس المحبّة طالع ..... وليس لنجم العذل فيه مواقع
المفردات :
المحبة : محبة اللّه ورسوله ، وهذه المحبة هي فريضة شرعية ويعتبرها الصوفية من أهمّ أصولهم .
طالع : أي طالعة ، ونرجّح أن الشاعر أورد اسم الفاعل “ طالع “ على التذكير باعتبار الشمس كوكبا "نجم".
العذل : اللوم .
مواقع : ج . موقع ، ومواقع النجوم هي موضع وقوعها .
المعنى :
منذ البداية يعرّفنا الجيلي بشخصيته الدينية ، إنه من العشاق الإلهيين ، وقلبه هو قلب عاشق طلعت في سمائه شمس المحبة الإلهيّة ، ثم ارتفعت فانفرد نورها على مساحة قلبه ساحقا الظلال كلها ، ماحيا بذلك مواقع نجوم اللائمين . . . لأن اللائم أو العاذل لا يستطيع أن يندسّ إلا في الظل وبعيدا عن النور ، ليوسوس بما يتعارض مع كمال المحبة .
( 2 ) صحا الناس من سكر الغرام وما صحا ..... وأفرق كلّ وهو في الحان جامع
المفردات :
السكر : هو من أحوال الصوفية ، وهو يتملّك خاصة صاحب الوجد ويأتي بعد الذوق والشرب .
فالمحب يتذوّق حلاوة ذكر محبوبه أولا ، ثم يشرب من ذكر المحبوب حتى يسكر بذكره ، ويغيب عن الحس والمحسوس طربا ونشوة .
الصحو : هو رجوع الإنسان إلى الحس والمحسوس بعد نشوته من شهود محبوبه وغيبته بهذا الشهود .
وأفرق كل : أي رجع إلى الفرق والتفرقة والصحو كل الذين سكروا . بكلام آخر ، كل من كان مستهلكا فانيا بشهود الحق ، فقد رجع إلى صحوه وشهوده للمخلوقات . الحان : موضع بيع الخمر .
وهو في الحان جامع : أي وقلب الجيلي لا يفارق حال جمعه راجعا إلى التفرقة ، بل يقيم على السكر لا يصحو ، غائبا بشهود الحق عن النظر إلى غيره من المخلوقات .
المعنى :
إن كل الذين أسكرهم حبّهم للّه ، وغيّبهم عن حسهم ومحسوسهم قد صحوا من سكرهم ورجعوا إلى شعورهم بحضور عالم المخلوقات ، إلا قلب الجيلي فإنه لا يصحو من سكره كما صحا الناس ، وكيف يصحو وهو لا يفارق الحان حيث تدار كؤوس خمر الحبيب ويشرب ؟ !
( 3 ) حميّا هواه عين قهوة غيره ..... مدام دواما تقتنيها الأضالع
المفردات :
حميّا هواه : شدّة هوى القلب وحدّة عشقه .
قهوة : خمر .
مدام : خمر .
المعنى :
إن شدة حب الجيلي للّه أسكرت قلبه كما تسكر الخمر شاربيها ، ولكنها خمر تقتنيها أضالع الجيلي ولا تفارقها أبدا ، لذا لا يصحو من السكر بها .
( 4 ) هوى وصبابات ونار محبّة ..... وتربة صبر قد سقتها المدامع
المفردات :
هوى : الهوى عند الجيلي هو المرتبة الخامسة من مراتب انجذاب القلب إلى المحبوب ، فعندما يستحكم الشغف في الفؤاد ويأخذه عن كل شيء يسمى هوى [الإنسان الكامل ، 1 / 48 ] .
صبابات : ج ، صبابة . والصبابة من مفردات المحبة والعشق ، ويجعل الجيلي الصبابة في المرتبة الثالثة من انجذاب القلب إلى المحبوب ، فإذا اشتد الولع وزاد سمّي صبابة [ م . ن ] .
صبر : الصبر من مقامات السالكين عند الصوفية ، ولا تظهر حقيقة الصبر إلا عند نزول البلاء ، والبلاء هنا شوق وحب وحبيب لا يطال .
(5) أولّع قلبي من زرود بمائه ..... ويا لهفي كم مات ثمّة والع
المفردات :
أولّع قلبي : أغريه . زرود : جبل رملي في الحجاز ، لعله سمي بذلك لإبتلاعه المياه التي تمطرها السحائب ، زرود : بلوع [معجم البلدان ، 3 / 139 ] ، وماء زرود هنا هو إشارة إلى مطلب عزيز .
كم مات ثمة والع : عبارة تشير إلى كثرة الطالبين وقلة الواصلين .
والوالع لغة : هو من أصابه شبه الجنون من الولع . والجيلي يجعل الولع في المرتبة الثانية من انجذاب القلب إلى المحبوب ، إذ عندما يقوى جدا انجذاب القلب إلى محبوبه يسمّى ولعا [الإنسان الكامل ، 1 / 48 ] ، و " موت الوالع " هنا هو موت معنوي وليس موتا حسّيا .
وقد استعار الصوفيون صورة الموت الحسي البدني ليعبروا به عن مجاهداتهم في قمع أهواء النفس . وهي استعارة صادقة لأن الإنسان يشعر كلما قتل شهوة من شهواته أو قمع رغبة من رغباته فكأنما هو يقتل جزءا منه .
المعنى :
يقول الجيلي : أغري قلبي بالوصول إلى ماء زرود ، ولكن يا لهفي ما أكثر الطالبين وما أقلّ الواصلين ، ويا خوف نفسي كم مات طالب والع ولم تبتلّ شفتاه بماء زرود .
( 6 ) ولي طمع بين الأجارع عهده ..... قديم ، وكم خابت هناك المطامع
المفردات :
طمع : رجاء ، وفي الطمع هنا مع خوف الموت في البيت السابق إشارة إلى حالين من أحوال الصوفية هما الخوف والرجاء .
فالصوفي يستعين بالخوف والرجاء على قيادة نفسه على حد الإستقامة بين اليأس والاستهتار .
وذلك لأن النفس إذا سيطر عليها الخوف وقعت في اليأس ، وإذا سيطر عليها الرجاء أمنت واستهترت ، أما إذا تداخل خوفها ورجاؤها اعتدلت وسلمت .
الأجارع : ج . أجرع ، وهي الأرض الرملية الواسعة .
المطامع : ج . مطمع بمعنى الرجاء .
المعنى :
إن كثرة موت الوالعين لا تشيع اليأس في قلب الجيلي ، لأن رجاؤه في أن يكون من بين الشاربين قديم العهد . فكأن الجيلي موعود بالوصل ؛ لذلك مهما رأى من موت الطالبين لا يهاب ولا يرجع .
( 7 ) أيا زمن الرّند الّذي بين لعلع ..... تقضّي لنا ، هل أنت يا عصر راجع
المفردات :
الرند : الآس أو عود طيّب الرائحة يتبخر به . لعلع : اسم موضع ، وقيل هو ماء بالبادية معروف [ معجم البلدان ، 5 / ص 18 - 19 ] . يا عصر : يا زمن .
المعنى :
هنا يتمنى الجيلي عودة زمن الطيب والبخور الذي تقضّى في قرب المحبوب . وزمن الطيب هو الجنة المفقودة في كل علاقة ، والحنين إلى زمن الطيب هو حنين إلى وقت كانت فيه المحبة لا تزال في بداياتها ، صافية لم يجرحها التاريخ .
( 8 ) لقد كان لي في ظلّ جاهك مرتع ..... هنىء ، ولي في الرّقمتين مراتع
المفردات :
مرتع : مكان الرتع وهو اللهو والتنعم .
الرقمتين : الرّقمة مجتمع الماء في الوادي ، وقيل الرقمتان هما مكانان فيهما ماء واختلف في تحديد موضعهما ، ويبدو أنهما يقعان على الطريق ذاته الذي فيه لعلع والعذيب
المعنى :
يفصّل الجيلي هنا تنعّمه في زمن الطيب ، وكيف كان هنيّ العيش لا تطاله الهموم لأنه يرتع مطمئنا إلى صفاء المحبة في ظل جاه محبوبه.
( 9 ) أجرّ ذيول اللهو في ساحة اللّقا ..... وأجني ثمار القرب وهي أيانع
المفردات :
أجر ذيول اللهو : أي أمشي متبخترا لاهيا .
اللقا : اللقاء .
القرب : لفظ القرب معرّفا هو اختصار لعبارة القرب الإلهي ؛ والقرب الإلهي هو حال يشهد فيه العبد قرب اللّه عزّ وجلّ منه ، وهو من صفات القلوب دون الأجسام ويكون على مراتب عند الصوفيين .
ثمار القرب : هي الطاعة ودوام الذكر والحضور مع الحق عزّ وجلّ وذلك لأن العبد عندما يشهد قرب الحق عزّ وجلّ منه يتقرب إليه ، ويجمع همّه على التقرب بدوام الذكر والحضور .
أيانع : ناضجة .
المعنى :
يتابع الجيلي تفصيل تنعّمه في زمن الطيب ، أيام كان يمشي متبخترا لاهيا ، يشهد قرب اللّه عزّ وجلّ منه ، فيجتهد في مزيد من التقرّب ، وعندما كان هذا الشهود
يثمر دوام ذكر وحضورا ومزيد طاعات كان الجيلي يسكن مراقبا أوان النضج والقطاف . ويؤكد هنا على أنه لا يعجل بقطاف ثمار القرب قبل نضوجها ، كما أنه لا يتكاسل عندما يحين القطاف . وفي ذلك تأكيد صوفي على مراقبة الوقت ، وعلى أن الصوفي هو ابن وقته ، يصبر ولا يستعجل الأمور حين يلزم الصبر ، ويعجل مع السابقين السابقين حين ينادي منادي الوقت .
( 10 ) واشرب راح الوصل صرفا براحة ..... تصفّق بالرّاحات منها الأصابع
المفردات :
واشرب : الشرب مفرد خمري استعاره الصوفية للإشارة إلى مرحلة من مراحل العرفان ، فالبداية تذوّق وذوق ، والوسط شرب ، والنهاية ريّ . إذ تبدأ معرفة الصوفي بأن يتذوق موضوع عرفانه ، ثم في مرحلة وسطى يتجرّع ويشرب ، وفي النهاية تظهر عليه علامات الارتواء .
راح الوصل : خمر الوصال والقرب .
صرفا : بحتا خالصا غير ممزوج بما يغايره .
براحة : بارتياح .
تصفّق بالراحات : تصفّق بالأكف ،
والرّاحات : ج . راحة .
المعنى :
يتابع الجيلي تفصيل تنعّمه في زمن الطيب ، أيام كان يشرب خمر وصال محبوبه خالصة غير ممزوجة بكدر أو بهجران . . . يشرب مرتاحا حلاوة قرب لا يخالطها خوف بعد ولا صدّ .
ويخبرنا كيف أن الشرب من خمر هذا القرب يسكره طربا فتتمايل منه الأطراف مصفّقة .
( 11 ) تصرّم ذاك العمر ، حتّى كأنّني ..... أعيش بلا عمر وللعيش مانع
المفردات :
تصرم : انقضى وانقطع .
المعنى :
لقد انقضى عمر القرب وانقطع زمن الطيب ، فانقطع بذلك عيش الجيلي الحقيقي .
وعيشه بعد ذلك الطيب ما هو إلا أيام تتقلّب في رتابة تتابع الليل والنهار ، وتجري مستقيمة في الزمن لا يلوّنها معنى من شباب أو شيخوخة ، من فرح أو حزن .
( 12 ) مذ اغبرّ خضر العيش وابيضّ لمّتي ..... تسوّد صبحي فالدّموع فواقع
المفردات :
اغبرّ خضر العيش : إشارة إلى ذبول العيش وانطفاء جذوة الحياة ، فالعيش الأخضر أصبح أغبرا .
وابيضّ لمّتي : المقصود ، ابيضّ شعر لمّتي ،
واللمّة :هي الشعر المجاوز شحمة الأذن .
فالدموع فواقع : ألوانها فاقعة ، والمقصود هنا أن الشاعر يبكي بدمع هو دماء خالصة الحمرة .
المعنى :
منذ انقضى زمن الطيب اغبرّ عيش الجيلي الأخضر ، وابيّض شعر لمته الأسود ، واسودّ فجر صبحه الأنور ، وأحمرّ دمعه الأبيض . . .
وفي هذا البيت إشارة لطيفة للألوان ، إذ يجد الجيلي ان الألوان قد انسحبت من حياته وتركته باهت الوجود :
عيشه أغبر ، شعره أبيض ، فجره أسود ، ولا لون إلا في الدم الأحمر المنسكب من عينيه .
( 13 ) وسرب من الغزلان ، فيهنّ قينة ..... لنا ، هنّ في سقط العذيب رواتع
المفردات :
سرب : مجموعة .
الغزلان : ج . غزال ، ولعل الشاعر هنا يشير بالغزلان إلى الواردات الإلهية .
قينة : أمة مغنّية ، وأخذت القينة مع الشعراء دلالات جمالية ، فهي الفتاة الحسناء بغضّ النظر عن كونها حرة أو أمة ، مغنّية أو غير ذلك .
سقط : طرف .
العذيب : مكان ماء في الصحراء ، وهي منازل حجاج الكوفة [ را .
معجم البلدان ، ج 4 / ص 92 ] .
المعنى :
لعل الجيلي هنا يصوّر تنزّل الالهامات الإلهية والواردات مستعيرا لها رمزا من عالم الحيوان هو الغزال ، المعروف بترائي جماله وندرة الإمساك به والحصول عليه لانسياب حركته . .
ومن بين هذه الواردات الإلهية القادمة إلى عالم البشر ينظر الجيلي إلى واحدة يعلم أنها مخصصة له ، وأنها رزقه العرفاني .
ويمكن - أيضا - تأويل رمز “ سرب الغزلان “ بتجليات الأسماء الإلهية ، ونفهم منه أن الجيلي يشهد تجلي الأسماء الإلهية ويعلم أنه عبد اسم إلهي منها . . .
بالإضافة إلى الاقتراحين المتقدمين لتفسير عبارة “ سرب الغزلان “ بالواردات أو الأسماء الإلهية ، يمكن أن تكون صورة “ سرب الغزلان “ رمزا للحقائق ، وبذلك يكون الجيلي قد استخدم صورة الغزال في عملية ترميزية مزدوجة ، إذ استفاد من كونه رمزا للمرأة كما هو المألوف الشعري العربي ، وفي الوقت نفسه يدل على “ الحقيقة “ . .
ويؤكد ما ذهبنا إليه أن الجيلي يستخدم رمز “ المرأة “ للدلالة على الحقيقة ، فيقول في البيت رقم 401 “ فلما تزوجت الحقيقة صنتها “ ، كما يروي مناما في بداياته ، نفهم من تفسير بعض الأولياء له أن الغزالة ترمز إلى الحقيقة [ الكمالات الإلهية ، ق 58 ، مخطوط دار الكتب المصرية رقم 360 تصوف / نقلا عن غنيمي ص 135 ] .
باختصار ، سواء كان سرب الغزلان رمزا يشير إلى الواردات الإلهية أو الأسماء الإلهية أو الحقائق الوجودية ، فالنص الصوفي يظل مفتوحا على أكثر من قراءة يحتملها السياق .
( 14 ) سفرن بدورا مذ قلبن عقاربا ..... من الشّعر خلنا أنّهنّ براقع
المفردات :
سفرن بدورا : كشفن وجوها هي كالبدور جمالا .
قلبن : رددن وأزحن .
عقاربا من الشّعر : الشيء المعقرب هو المعوج ، والمقصود هنا خصل الشعر الملفوفة المعوجة والمسدلة على الجبين .
براقع : ج . برقع وهو الخمار .
المعنى :
يشبّه الشاعر هنا عقارب الشعر على الجبين بالبراقع ، وهي حين تزاح عن الوجوه تكشف عن طلعات هي البدور جمالا .
وهذه الإشارة إلى الكشف والجمال المستور تؤكد لدينا الظن بأن الجيلي أراد بالغزلان “ الحقائق “ المصانة خلف المظاهر .
( 15 ) رعى اللّه ذاك السّرب لي وسقى الحمى ..... ولا ضيّعت سربي ، فإنّي ضائع
المفردات :
رعى اللّه : حفظ ، وفي الدعاء يقال : سقيا له ورعيا .
الحمى : موضع محمي من الناس .
ولا ضيّعت : جملة معترضة وهي دعاء يعني : اللهم لا تضيّع .
المعنى :
يسأل الجيلي هنا ربه عزّ وجلّ السقي والرعي للسرب والحمى ، كما يدعوه ألا تضيّع قينته المصانة سربه ، لأنها إن أضاعته فهو ضائع
( 16 ) ليت بنار أضرمتها ثلاثة ..... غرام وشوق والدّيار الشواسع
المفردات :
صليت : أحرقت . أضرمتها : أشعلتها .
غرام : من أسماء المحبة ، وعند الجيلي تظهر علامة الغرام في المرتبة السادسة من مراتب انجذاب القلب إلى محبوبه ، ويقال للإنسان “ مغروم “ حين يستوفي “ الهوى “ حكمه على جسده [الإنسان الكامل ، 1 / 48 ] .
وشوق : الشوق ثمرة المحبة ، وقد اختلف الصوفيون في الشوق إلى اللّه تعالى ، فقبله بعضهم ومنهم الغزالي وجعله من الأحوال السنية ، وأنكره بعضهم بحجة أن الشوق إنما يكون لغائب ،
والدّيار الشواسع : المنازل البعيدة .
المعنى :
إذا كانت النار العادية الحارقة تشتعل من احتكاك حجرين ، فما بالك بنار أشعلها ثلاثة : غرام الجيلي ، وشوقه ، وبعد الحبيب ؟.
شرح الأبيات 01 - 16 من القصيدة العينية على مدونة عبدالله المسافر بالله