منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:12 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الأولى على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
الفقرة الأولي: الجزء الأول
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب
اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات، ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.
فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.
فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما.
فيكون المطلوب إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.
ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.
فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.


متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
11 - نقش فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية :
لما أعطيت الحقائق أن النتيجة لا تكون إلا عن الفردية والثلاثة أو الأفراد .
جعل الله إيجاد العالم عن نفسه وإرادته وقوله ....
والعين واحدة والنسب مختلفة ....
فقال : " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [النحل : 40] .
ولا يحجبنك تركيب المقدمات في النظر فبـ المعقولات فإنها وإن كانت أربعة فهي ثلاثة لكون المفرد الواحد من الأربعة يتكرر في المقدمتين .فافهم.
فالتثليت معتبرٌ في الإنتاج والعالم نتيجة بلا شك .

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ : 


11 - فك ختم الفص الصالحي
1 / 11 - واعلم ان شيخنا رضى الله عنه بسط في هذا الفص الكلام في التثليث  وتوقف الإيجاد عليه .

واما في الجزء المتضمن التنبيه  على بعض كليات اصل كل فص فإنه لم يزد عند الترجمة  عن اصل هذا الفص على الكلام على سر الإيجاد وتوقيفه على التثليث .
وانا اوضح لك الحكمة في ذلك وان لم يكن سألت الشيخ رضى الله عنه ولا فاوضته فيه ولا استشرحت عليه هذا الكتاب ولا غيره من تصانيفه ، وان كان معظم ما فتح الله على من بركاته من ومنزلاته من فيض الحق المار على مرتبته ومشكاته . 

2 / 11 -  فأقول : لما ترجم رضى الله عنه هذا الفص بالحكمة الفتوحية ، كذلك نبه على سر الإيجاد الذي هو اول الفتح الظاهر واما سر قوله : فتوحيه ، ولم يقل فاتحية ان الفتوح على انواع عددها عدد مفاتيح الغيب ، فراعى في ذلك الأدب الإلهي قصد الموافقة للحق في التنبيه على البدء الايجادى من الغيب الذاتي والوجود المطلق الاحاطى وقد ذكرت من امهات مفاتيح الغيب جملة في  تفسير الفاتحة وأجبت عن سؤال القاصرى الإدراك والفهم .

الذين فهموا من قوله تعالى : " وعِنْدَه مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ " [ الانعام / 59 ] انفراده سبحانه بعلمها دون الكمل ، وبينت من اى وجه يتعذر فهمها ومن اى وجه تحصل .
وسأذكر في كشف هذا الفص جملة اخرى من مفاتح الغيب وأنبه على ما يختص منها بالغيب الإضافي النسبي وما يختص بالغيب الحقيقي والعلم الذاتي الإلهي .
وأنبه على الحكمة التي كانت سببا في اختيار شيخنا رضى الله عنه ذكر الفتوح في هذا الفص الصالحي ، ولنبدأ بذكر انواع الفتوحات الإلهية بعون الله ومشيئته . 

3 / 11  - فنقول : اول مفاتيح الغيب الجمع الاحدى الذي هو البرزخ الجامع بين الاحكام الوجوب والإمكان ، فان الوحدة الذاتية والتجلي الوجودي الإطلاقى لا يضاف إليهما اعتبار من الاعتبارات الثبوتية و السلبية - كالاقتضاء الايجادى او نفيه - ولا الأثر الوحدانى ايضا ولا التعدد وكيف ذلك ؟ و التحقيق أفاد ان تأثير كل مؤثر في كل متأثر موقوف على الارتباط ، ولا ارتباط بين شيئين او الأشياء الا بمناسبة او امر مشتركة بينهما .
ولا ارتباط بين الاحدية الذاتية من حيث تجردها عن الاعتبارات وبين شيء اصلا - كما سبق التنبيه عليه في فك ختم الفص الهودى قبل هذا .

4 / 11 - فوضح ان مبدئية الحق ونسبة صدور شيء او أشياء عنه انما يصح من حيث الواحدية ، فإنه الواحد والواحدية تلى الاحدية وهي مشرع الصفات والأسماء التي لها الكثرة النسبية ، وانها من حيث الحق الواحد حيثيات او اعتبارات كيف قلت ، تقتضي تعديد الفيض والأثر الوحدانى الذاتي الإلهي واظهار تعيناته الكامنة بواسطة المعلومات المتعددة لذاتها ، المرتسمة في عرصة العلم الذاتي ، وهذه الحيثيات المشار إليها هي احكام الوجوب . 

5 / 11  -  ولما كان في مقابلة كل تأثير قابل له متأثر سمى تلك القابليات بأحكام الإمكان ، ولما كانت هذه الاعتبارات والصفات الإضافية متفاوتة المراتب كالشهيد والرقيب والحسيب ، فإنها من لوازم العليم وتوابع له .
وكذلك الاسم الخالق والبارئ والمصور والقابض والباسط والفالق والفاطر من توابع الاسم القدير ولوازمه ، لزم بيان الأمهات منها التي لها الاولية ليتضح  تبعية ما سواها لها . 

6 / 11  - وإذا تقرر هذا فاعلم : ان اول المفاتيح الغيبية بعد الجمع الاحدى المنبه عليه ، الأسماء الذاتية التي لا يعلمها الا الكمل .
وهي من اعظم اسرار الحق المحرم افشائها ، وامهات الأسماء الالوهية - التي هي العلم والحياة والإرادة والقدرة - كالظلالات والسدنة للأسماء الذاتية .
ولها ، اعنى الأسماء الذاتية الغيب الحقيقي ، وهي السارية بالذات والحكم في المفاتيح التي قلت انها تختص بالغيب الإضافي ، وهي التي كنى الحق عنها بالفطر والفتق والفلق والزرع والخلق والجعل والإخراج .

7 / 11 -  فالفطر والفتق مفتاحان لتميز المواد الجامعة بذاتها بين اللطائف والكثائف والصلبة والرخوة ، أحدهما لتكثير الواحد والاخر لتفصيل المجمل . 

8 / 11  والزرع والفلق مفتاحان للاظهار والتوليد والتكوين ، أحدهما لتهيئة المادة لقبول التصريف والاخر لتكميل التصريف بإخراج ما في القوة الى الفعل . 

9 / 11  - والخلق مفتاح مختص بالصور والأجسام من حيث الجمع والتركيب والتعيين.

10 / 11  - اما الإخراج فعلى ضربين : اخراج منه كالمطر من السحاب والمعادن من جوف الأرض والجبل والمياه ، واخراج كالمطر يخرج به النبات من الأرض ، وكل هذا مفاتيح . 

11 / 11-  واما الجعل فإنه مفتاح ايجاد الصفات اللازمة للمخلوقات والخصيص بالحق من ذلك ، اعنى من مفاتيح الغيب شهود كيفية الفتح وإدراكه الذاتي بالسراية المكنى عنه بالمعية .
كما قال سبحانه : "أَلا يَعْلَمُ من خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " [ الملك / 14 ] .
فإنه اللطيف لسريانه فيما خلق وصحبته كل شيء ممازجة ولا حلول ، الخبير بكيفية السريان وحكمه بالسريان المظهر سر الخبرة التي هي آخر ظهورات حكم العلم واكمل درجاته .
فلذلك قلت الخصيص بالحق في ادراك كيفية الفتح بالذات والانفراد بمشاهدة الفتح الأول من المفاتيح الأول التي سبق التنبيه عليها ، فان ذلك هو سر تعلق القدرة بالمقدور . 

12 / 11 - واما مفتاح الإيجاد الامرى الذي نتيجته وجود الأرواح فهو القول فإنه نتيجة اجتماع بعض الحروف الربانية وقد ذكرنا في فك ختم الفص العيسوى.
وذكرنا ايضا مراتب جميع الحروف الربانية واسرارها في تفسير الفاتحة فليكشف من هناك ، فان إعادة ذكرها يفضي الى مزيد بسط لا يليق بهذا المختصر . 

13 / 11 -  واما سر ايجاد عالم المعاني : فإنه نتيجة التوجه الأول الذاتي من حيث روح الجمع الاحدى ، فافهم .
ثم اعلم ان لأحكام الأسماء التي ذكرنا انها الخصيصة بالغيب الإضافي امتزاجات معنوية وتداخلا من بعضها في البعض ، وانما ترتيب الإضافة على النحو المذكور مراعاة الأغلب والأظهر ، حكما في الشيء الموجود.
كما يقول : الفلفل حار يابس والقرع بارد رطب ، مع ان كلا منهما لا يخلو عن الطبائع والكيفيات الأربع.
فاعلم ذلك وتدبر ما سمعت ، فقد ذكرت لك انواع المفاتيح وأجناسها وما فتح بكل منها ، ودسست للبيب في ذلك اسرار خفية لم توجد في الكتب ولا يتسلق إليها المدارك والفهوم . والله المرشد .

14 / 11  -  واما باب وجه المناسبة بين الفتوح وبين صالح عليه السلام :
فمن أجل آيتها التي بعث بها ، اعنى الناقة التي انفلق الجبل عنها ، وأضافها الحق اليه سبحانه كما أضاف ايجاد آدم اليه من حيث المباشرة ومن حيث نفخ الروح فيه ايضا ، وافرد الإضافة الى نفسه فقال : " إِنِّي خالِقٌ بَشَراً من طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُه ونَفَخْتُ فِيه من رُوحِي فَقَعُوا لَه ساجِدِينَ " [ ص / 71 - 72 ] .
ولم يذكر مثل هذا في حق غيره ، وراعى سبحانه حكم هذا الافراد في توبيخه لإبليس بقوله : ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " [ ص / 75 ] .
واستعمل في حق غيره عند الاخبار عن صورة الإيجاد بضمير الجمع اعتبارا للوسائط والأسباب ، فقال تعالى في موضع : " فَنَفَخْنا " [ الأنبياء / 91 ] .
وقال في موضع : " مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً " [ يس / 71 ] ونحو ذلك بما ورد التعريف به في الكتاب والسنة في غير ما موضع . 

15 / 11  -  فالحيوانات على اختلاف أنواعها وان كان مبدأ تكوينها من التعفين الحاصل من الجمادات ، غير ان لآدم والناقة وما يشبههما ولو من بعض الوجوه مزيد اختصاص لا يطلع عليه الا الأكابر من اهل الله . 

16 / 11 - ثم اعلم : ان آدم وحواء عليهما السلام مفتاحا باب التوالد والتناسل الإنساني ، فإنه لم يكن قبلهما توالد وهما مخلوقان من الجمادات المخبر عنها بالتراب تارة وبالطين تارة وبالحمأ المسنون تارة وبالصلصال كالفخار تارة .
ولما أخبر الحق من مبدأ شأنهما قال : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ به فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا الله رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ من الشَّاكِرِينَ " [ الأعراف / 189 ] . 

17 / 11 - وورد ان مرادهما كان ان يرزقا ولدا ذكرا صالحا من حيث الصفة ، فاستزلهما الشيطان .
وقال : ان اشترطتما ان تسمى الولد عبد الحرث فانى التزم ان يكون ذكرا ، فاذعنا له ، فلما ولد المولود وهو شيث عليه السلام ظنا ان ابليس كان له في ذلك الامر مدخل ، فذكر الحق ذلك بلسان العتب عليهما عقيب الاية التي ذكرناها .
""فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) سورة الأعراف  ""
ثم بعث الله فيما بعد من ذريته من جعل اسمه وسماه صالحا بالذات والصفة وجعل الله لقومه الناقة التي خلقها الله من الجماد - كما خلق آدم - وأضافها اليه وأمرهم باحترامها كما امر الملائكة بالسجود لادم .
فمن آمن بصالح عليه السلام فبالصفة الملكية المقتضية للسجود وامتثال الامر الإلهي . 

18 / 11 - واما عاقروا الناقة : فمظاهر ابليس الذي ابى واستكبر وكان من الكافرين ، لا جرم استحقوا العذاب  كما استحق ابليس اللعنة الى يوم الدين .
ولولا خوف التطويل لذكرت سر اختصاص موسى عليه السلام بالخطاب من الشجرة وبغير ذلك مما يستبشر الى طرف من ذلك وغيره في الفص المحمدي ان شاء الله تعالى .
واختصاص نوح عليه السلام بالماء والخليل عليه السلام بالنار واختصاص هود بالريح العقيم .
وبينت ان كل واحد من العناصر الأربع والمولدات الثلاث التي هي المعدن والنبات والحيوان ، انما يستند الى الحق من حيثية اسم خاص ."العناصر الأربع ماء ، هواء ، تراب ، نار"
وان كل نبى مما ذكرنا صدرت رسالته من حضرة الاسم الذي يستند اليه آيته ، وسنذكر ما يسر الله ذكره من اسرار الأنبياء سلام الله عليهم وآياتهم في الفص المحمدي صلى الله عليه وسلم .
  .

يتبع



عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس سبتمبر 12, 2019 7:14 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:13 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الأولى على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
الفقرة الأولي: الجزء الثاني
كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية :
عن مصطلح الثلاثة والتثليث في اصطلاح الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي :
تقول د.سعاد الحكيم لفهم فكرة التثليث عند الشيخ الأكبر، فالتثليث هو أصل الخلق ومبدأ النتاج على كل المستويات الوجودية:
 الحسية والمنطقية والمعنوية ... كل خلق لن يكون إلا إذا استوفى شروط التثليث، فالتثليث أصل وجود المخلوق في مقابل (التربيع) الذي يقوم عليه كيان المخلوق، يقول ابن العربي الطائي الحاتمي:
" إن الأمر مبني في نفسه على الفردية وله التثليث ، فهي من الثلاثة فصاعدا ، فالثلاثة أول الأفراد ، وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم .

فقال تعالى : " إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " وهذه ذات ، ذات إرادة وقول ...
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء ، وبها من جهته صح تكوينه واتصافه بالوجود ، وهي شيئية وسماعه وامتثاله أمر مكونة بالإيجاد ،

فقابل ثلاثة بثلاثة :
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها .
وسماعه في موازنة إرادة موجده .
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين قوله كن ...
فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين ،من جانب الحق ومن جانب الخلق ، ثم سرى ذلك ... فأصل الكون التثليث “ . 

ويقول : " إن الأحد لا يكون عنه شيء البتة ... ولا يكون عن الاثنين شئ أصلا ما لم يكن ثالث يزوجهما ويربط بعضهما ببعض ويكون والجامع لهما ، فحينئذ يتكون عنهما ما يتكون بحسب ما يكون هذان الاثنان عليه ... فيسري التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل “ .

التثليث إذا مبدأ الخلق والنتاج ، كان في الأصل ، تثليث الحق "الذات – الأسماء - الصفات" في مقابل تثليث الخلق "النساء – الطيب – قرة العين في الصلاة  " ، لذلك فهو يسري في كل ما هو دونه ، فيظهر في كل ما هو دونه ، فيظهر في جميع ما يذكره الشيخ ابن العربي عن الحب ، والنتاج في عالمي الكائنات والمعاني " . 
يقول الشيخ داود خليل : 
" مثلث الكمية  هو حصول الكمالات الثلاث في المراتب الثلاث ، أي تزكية النفس بالشريعة ، وتصفية القلب بالطريقة ، وتجلية الروح بالمعرفة "

يقول الشيخ محمد بهاء الدين البيطار:
" أهل شراب الخمرة الوترية هم المكنى عنهم : بأهل الدير ، الذين هم أهل المقام العيسوي ... لهم شراب وترية التثليث ، لا شراب أحدية التحقيق "

تقول الدكتورة سعاد الحكيم :

" النكاح عند الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي  : هو ازدواج شيئين لنتاج ثالث على أي صعيد كان . وهو ما يسميه أحيانا بالتثليث ، ولذلك تتعدد أنواع النكاح عنده ، بتعدد توجهات النتاج بين كل طرفين " . 

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي:

النكاح القدسي وهو نكاح معنوي تتداخل فيه الأسماء الثلاثة : العلم ، والإرادة ، والقدرة ، بعضها مع البعض لتظهر العالم كله أعلاه وأسفله ، أوله وأخره ، ليتم به مقتضى الكمال . 

يقول الشيخ ابن العربي فى الفتوحات الباب الثاني والسبعون في الحج وأسراره
[العالم خرج على صورة الحق]
فإنك إن لم تعرف الأمور من جهة حقائقها لم تعرف أن العالم خرج على صورة الحق .
يرتبط ما فيه من الحقائق بالحقائق الإلهية وهذا مدرك صعب عليه حجب كثيرة لا ترتفع بفكر ولا بكشف .
فالأمر دائر بين تأثير حق في خلق وخلق في حق
قال تعالى :" أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ "
وقال : "ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ الله"
فللناقة "شرب" أعني ناقة صالح "ولَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ"
ضرب مثال لقوم يعقلون" وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ "
فالحصر عم الوجود فكل موجود موصوف بحصر ما ، فهو محصر من ذلك الوجه . وقد أبنت لك ما لا يقدر على دفعه كشف ولا دليل عقل نظري .
والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.أهـ

يقول الشيخ كمال الدين عبد الرزاق القاشاني عن التثليث في النكاح الساري في جميع الذراري:
هو التوجه الحبي المشار إليه في قوله:" كنت كنزًا مخفيا فأحببت أن أعرف" .
فإن قوله:"كنت كنزًا مخفيا " يشير إلى الخفاء والغيبة والإطلاق على الظهور والتعين سبقًا أزليا ذاتيا.
وقوله:" فأحببت أن أعرف يشير إلى ميل أصلي، وحب ذاتي.
هو الوصلة بين الخفاء المشار إليه بقوله:" كنت كنزًا مخفيا " وبين الظهور المشار إليه بـبأن أعرف ". فتلك الوصلة هي أصل النكاح الساري في جميع الذراري.

فإن الوحدة المقتضية لحب ظهور شؤون الأحدية تسري في جميع مراتب التعينات المترتبة وتفاصيل كلياتها بحيث لا يخلو منها شيء، وهي الحافظة لشمل الكثرة في جميع الصور عن الشتات والتفرقة؛ فاقتران تلك الوحدة بالكثرة هو وصُلة النكاح .
أوًلًا في مرتبة الحضرة الواحدية بأحدية الذات في صور التعينات.
وبأحدية جمع الأسماء.
ثم بأحدية الوجود الإضافي في جميع المراتب والأكوان بحسبها .
حتى في حصول النتيجة من حدود القياس والتعليم والتعلم والغذاء والمغتذى والذكر والأنثى، فهذا الحب المقتضي للمحبة والمحبوبية. بل العلم المقتضي للعالمية والمعلومية .
هو أول سريان الوحدة في الكثرة، وظهور التثليث الموجب للإيجاد بالتأثير والفاعلية والمفعولية. وذلك هو النكاح الساري في جميع الذراري.


مصطلح الحضرة الإلهية : 
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
الحضرة الإلهية : هي الجامعة للنعت العلي الأعلى ، والنعت الدني الأدنى ".
ويقول : " الحضرات الإلهية ... هي التي كنى الله عنها : بالأسماء الحسنى "
ويقول : " الحضرة الإلهية : عبارة عن الذات والصفات والأفعال " .

تقول د. سعاد الحكيم :
" إن كل اسم إلهي مع تجلياته في الكون هو حضرة إلهية ( نكرة ) ، أما الحضرة الإلهية ( معرفة ) فهي الذات الإلهية مع صفاتها وأفعالها في مقابل الحضرة الإنسانية ( مظاهر الحضرة الإلهية وتجلياتها "( ) .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني:
الحضرة الإلهية : هي الأفق الأعلى " . 

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" الحضرات الإلهية : وهي ما يحضر الحق تعالى به من عوالم الإمكان ، بحيث يغيب العبد عن شهوده نفسه وغيرها ، ويحضر عنده ربه متجليا بكل شيء ". 

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" لاشك أن لله تعالى حضرتين ، الأولى : حضرة الذات ، وهي القائلة .
والثانية : حضرة الصفات ، وهي المخاطبة في الأزل بقول ( كن ) على التحقيق وسماها الله تعالى ( شيئا ) بالتنكير ، لأنها مصدر مشتق من المشيئة ، يقال : شاء يشيء شيئا " . 

يقول الشريف الجرجاني :
الحضرات الخمس الإلهية :
حضرة الغيب المطلق ، وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية .
وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة ، وعالمها عالم الملك .
وحضرة الغيب المضاف : وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية ، أعني : عالم العقول والنفوس المجردة ، وإلى ما يكون اقرب من الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال ، ويسمى : بعالم الملكوت .
والخامسة الحضرة الجامعة للأربع المذكورة ، وعالمها عالم الإنسان الجامع بجميع العوالم وما فيها .
فعالم الملك مظهر عالم الملكوت ، وهو عالم المثال المطلق ، وهو مظهر عالم
الجبروت ، أي : عالم المجردات ، وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة ، وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية ، وهي مظهر الحضرة الأحدية " . 

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الإنسان الفرد [هو آدم ] أصل هذا النوع ، وهو قوله تعالى : " خلقكم من نفس واحدة "
يقول الشيخ : " أعلم إن هذه الحقيقة التي جعلته يسمى إنسانا مفردا هي في كل إنسان ، ولكن كانت في آدم أتم ؛ لأنه كان ولا مثل له .
ثم بعد ذلك أنشأت منه الأمثال ، فخرجت على صورته كما انتشأ هو من العالم ومن الأسماء الإلهية.
 فخرج على صورة العالم وصورة الحق ، فوقع الاشتراك بين الأناسي في أشياء وانفرد كل شخص بأمر يمتاز به عن غيره كما هو العالم ، فبما ينفرد به الإنسان يسمى الإنسان المفرد وبما يشترك به يسمى الإنسان الكبير ...
وهذا الإنسان المفرد يقابل بذاته الحضرة الإلهية ، وقد خلقه الله من حيث شكله وأعضاؤه على جهات ست ظهرت فيه .
فهو في العالم كالنقطة من المحيط .
وهو من الحق كالباطن .
 ومن العالم كالظاهر .
 ومن القصد كالأول ، ومن النشىء كالآخر .
فهو أول بالقصد ، آخر بالنشىء ، وظاهر بالصورة ، وباطن بالروح .
كما أنه خلقه الله من حيث طبيعته وصورة جسمه من أربع :
 فله التربيع من طبيعته ، إذ كان مجموع الأربعة أركان . و
أنشأ جسده ذا أبعاد ثلاثة من طول وعرض وعمق فأشبه الحضرة الإلهية ذاتا وصفات وأفعالا .
فهذه ثلاث مراتب مرتبة شكله  وهو عين جهاته ، ومرتبة طبيعته ،ومرتبة جسمه.
 ثم إن الله جعل له مثلا وضدا وما ثم سوى هذه الخمسة "
 
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي: عن الحضرة
الحضرة الإنسانية كالحضرة الإلهية ،لا بل هي عينها على ثلاث مراتب: ملك وملكوت وجبروت ، وكل واحدة من هذه المراتب تنقسم إلى ثلاث ، فهي تسعة  فتمتد من كل حقيقة من التسعة الحقية رقائق إلى التسعة الخلقية ، وتنعطف من التسعة الخلقية رقائق على التسعة الحقية " 
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي:
" الأنس : أثر مشاهدة جمال الحضرة الإلهية في القلب ، وهو جمال الجلال ". 
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني :
" الأفق الأعلى: هو نهاية مقام الروح، وهي الحضرة الواحدية، والحضرة الإلهية ". 

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
"آخر المولدات هو الإنسان، وقد حفظ الله به الاسم (الآخر) على الحضرة الإلهية أو حفظه الله بالاسم (الآخر)" 
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" إن الحضرة الإلهية على ثلاث مراتب باطن وظاهر ووسط ، وهو ما يتميز به الظاهر عن الباطن وينفصل عنه ، وهو البرزخ ، فله وجه إلى الباطن ووجه إلى الظاهر .
بل هو الوجه عينه فإنه لا ينقسم ، وهو الإنسان الكامل أقامه الحق برزخا بين الحق والعالم فيظهر بالأسماء الإلهية فيكون حقا ، ويظهر بحقيقة الإمكان فيكون خلقا " 

مصطلح البرنامج :
البرنامج في اللغة : " البرنامج منهج أو مخطط يوضع لغرض ما" 
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
البرنامج : هو الإنسان ، لأنه ثمرة جميع العالم  . 

تقول د. سعاد الحكيم البرنامج :
هو لفظ فارسي دال على النسخة أو الصورة أو المختصر ، وقد استعمله ابن العربي دالا على الإنسان ، لأن الإنسان جمع في كونه الصغير كل الحقائق المتفرقة في العالم الكبير ، ومن جهة ثانية يقابل الحضرة الإلهية بذاته من حيث كونه نسخة أو صورة الحق .
فالإنسان الكامل صورة الحضرتين : الحقية والخلقية ، وبالتالي هو برنامج جامع للصورتين  . 

تقول د. سعاد الحكيم البرنامج الأكمل عند ابن العربي :
هو شخص محمد صلى الله عليه وسلم نفسه .

تقول د. سعاد الحكيم عن البرنامج الجامع :
" كما تقدم في لفظ البرنامج الجامع من أن ابن العربي استعمله للدلالة على الإنسان الخليفة الذي استحق الخلافة بقبول الصورتين الحقية والخلقية .

تقول د. سعاد الحكيم أما البرنامج الأكمل :
فهو الإنسان الكامل أيضا ، ولكن كماله ليس تحققا بل له بالأصالة ، أي هو شخص محمد نفسه .
وكل ما يورد الشيخ الأكبر من أفعال التفضيل لإثبات أسبقية في الرتبة والذات فكثيرا ما تكون لتمييز الحقيقة المحمدية وكمالها عن بقية الكمالات الإنسانية .
فالإنسان هو البرنامج الجامع الكامل ، ومحمد هو البرنامج الأكمل " . 

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي البرنامج الجامع :
هو آدم ، لأنه جامع لنعوت الحضرة الإلهية ، التي هي : الذات ، والصفات ، والأفعال .

تقول د. سعاد الحكيم برنامج العالم عند ابن العربي :
"هو الإنسان ، لأنه يقابل نسخة العالم ، مختصر العالم ، صورة العالم " . 

مصطلح الساذج :
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
 " حقيقة الذات الساذج  معناها الصرف والمحض والخالص ". 
يقول الشيخ أبو العباس التجاني:
" الذات الساذج هو تجليه بذاته في ذاته لذاته عن ذاته مع عرو النسب ، فلا أحدية ولا كثرة ولا وصف ولا اسم عرية عن النسب والإضافات ". 
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الذات الساذج : هو الروح الكامل ، وهو جوهر الجواهر الذي يقبل معناه الانطباع بكل صورة من صور الوجود ، سواء كان تجليات الألوهية أم عينيات كونية ، أم حكميات علمية ، فيستطيع أن يتحقق بالصفات الإلهية ، وأن يبرز إلى الفعل ما هو بالقوة ، وأن ينطق بالشأن الإلهي الكلي ، لأنه غير مقيد بالحصر الجزئي .

يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
الفرق بين الأحدية والذات الساذج : أن الذات الساذج لا امتياز فيها لأحدية ولا كثرة إذ طمست النسب كلها فيها ، فليس فيها اختصاص نسبة وهي غاية البطون وهي العماء ...
والأحدية تماثلها في الذات الساذج إلا أن فيها ظهر نسبة الأحدية عن الكثرة والغيرية ، وهي مرتبة ظهور الحق ". 

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
" الذات الصرف الساذج إذا نزلت عن سذاجتها وصرافتها ،
كان لها ثلاثة مجال ملحقات بالصرافة والسذاجة :
المجلى الأول الأحدية ...
والمجلى الثاني : الهوية ...
المجلى الثالث الإنية "
 

مصطلح ثالوث الحق : الذات – الصفات – الأسماء
مصطلح ثالوث الخلق : النساء - والطيب  - وجعلت قرة عيني في الصلاة

يقول الشيخ علاء الدين المهائمي :
حب (النساء) لحب الذات،فحبها حب الشيء لجزئه الذي هو على صورته لأن حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام. فهو مظهر حب الحق لما هي على صورته . ومرجعها حب الشيء لنفسه الموجب لمعرفتها الموجبة لمعرفة ربه.
 (والطيب) لحب الصفات،
("وجعلت قرة عيني في الصلاة" )؛ لحب الأسماء .   


مثال : ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) .  هذا مثل مشهور أي ، يداك وما اكسبتا بفعلك. 
يحكى انه : أن رجلا كان في جزيرة من جزائر البحر. فأراد أن يعبر على زق، قد نفخ فيه، فلم يحسن إحكامه حتى إذا توسط البحر. خرجت من زقه الريح، وغرق
.  فلما غشيه الموت، استغاث برجل. فقال له الرجل: يداك أوكتا وفوك نفخ
. يضرب مثلا لمن يجنى على نفسه بعمله
كما قال تعالى : " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " .

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثانية الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:13 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثانية الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثانية :  الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
 قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )
11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب 

هذا فص الحكمة الصالحية ذكره بعد حكمة هود عليه السلام لتتميم المقابلة بين أهل السعادة والشقاوة في الظهور عن الفردية بالتثليث.
وصدور الكل عن علم الله تعالى الحاكم عليهم بهم (فص حكمة فتوحية) منسوبة إلى الفتوح وهو الفيض الإلهي على القلوب بطريق الإلهام (في كلمة صالحية) إنما اختصت حكمة صالح عليه السلام بكونها فتوحا، لاشتمالها على إتيان فتوح الغيب من كل حقيقة كونية إلى نفسها بتوجه الأمر الإلهي عليها على طبق العلم الأقدس. 
و (من) بعض (الآيات) التي لله تعالى في الآفاق وفي الأنفس (آیات الركائب)، أي النوق الرواحل التي للقوم الراكبين، وهم المحمولون بها على متن القدرة الأزلية عن كشف منهم وشهود.
وقال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم لهم في البر والبحر ) [الإسراء: 70]، وتلك الركائب هي الحاملة لهم بهم لأنها عينهم إذ هي الآيات التي في الأنفس .
(وذلك)، أي كون الآيات منها آيات الركائب، أي الآيات الحاملة من العدم إلى الوجود مع أن الآيات كلها كذلك سواء كانت في الآفاق أو في الأنفس.
فإن التي في الآفاق هي في الأنفس أيضا فإن للآفاق أنفسا كما أن للأنفس آفاقا .
ولكن كل نفس يقال لما عداها آفاقا بالنسبة إليها، وهي بالنسبة إلى غيرها من الآفاق أيضا.
فكل الآيات آیات آفاق، وكل الآيات آيات أنفس، غير أن آيات الأنفس حاملات لحقيقة واحدة ، فكانوا ركائب بهذا السبب.
وإنما كان الأمر كذلك (لاختلاف في المذاهب) التي هي الطرق التي تسلكها الحقائق الإلهية في أعيان الممكنات العدمية.
(فمنهم)، أي من أهل تلك الآيات التي هي آيات الركائب (قوم قائمون بها)، أي بآيات الركائب (بحق) لا بنفس شاهدون مشهودون (ومنهم)، أي من أهلها قوم آخرون (قاطعون بها)، أي بآيات الركائب (السباسب) جمع سبسب وهي البرية الواسعة والمراد الطريق، أي قاطعون بها الطرق على السالكين، وهم الذين قاموا بها بأنفسهم لا بالحق سبحانه .
فأما القوم (القائمون بها) بالحق لا بالنفس (فـ) إنهم (أهل) شهود (عين)، أي أهل شهود الوجود المطلق الذي هو كل وجود مقيد فهو عينهم .
(وإن) القوم القاطعين بها السباسب، أي الطرق (هم الجنائب) جمع جنيب وهي التي تقاد وليس عليها راكب بعدم ظهور الحق لهم سبحانه في آيات نفوسهم.
 فهم الحاملون للأمانات العلمية والأسرار الإلهية لمن يشهدها منهم، وهم لا يعلمون ذلك لقيامهم بأنفسهم واشتغالهم بأحوالهم الكونية دون التجليات الإلهية، وهم حملة العلم لا أهل العلم. 
قال تعالى : "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"  [الجمعة: 5].
(فكل منهم)، أي كل واحد من الطائفتين (يأتيه منه)، أي من قبل نفسه (فتوح)، أي فيض (غيوبه)، أي غيوب ذاته (من كل جانب) من جوانب الأسماء الإلهية والحضرات الأمرية الربانية .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )
11 - فص حكمة فتوحية، في كلمة صالحية

(فص حكمة فتوحية) أي خلاصة العلوم المنسوبة إلى الفتوح مودعة (في كلمة صالحية) أي في روح هذا النبي الفتح حصول شيء عن الشيء الذي لم يتوقع حصوله عن ذلك الشيء كناقة صالح عليه السلام.
فإن الجبل لم يتوقع خروج الناقة منه فقد انفتح فخرج منه الناقة معجزة له عليه السلام ولكون صالح عليه السلام مظهر الاسم الفتاح انفتح له الجبل وخرجت منه الناقة .
""أضاف المحقق : تشرح هذه الكلمة معنى الخلق كما يفهمه الشيخ ابن العربي  والخلق عنده فتوح، أي سلسلة من التجليات والظهور لا إحداث لوجود من عدم""
أورد الحكمة الفتوحية في كلمة صالحية وبين الفتوح الغيبية فيها فقال : (من الآيات) خبر (آیات الركائب) مبتدأ وإضافة الآيات إلى الركائب إضافة عام إلى خاص من وجه الركائب جمع رکيبة أي ومن جملة المعجزات الدالة على صدق الأنبياء معجزات.
الركائب كالبراق لمحمد صلى الله عليه وسلم والناقة لصالح عليهما السلام .
فكل آیات لیست بركائب وكذا كل الركائب ليست بآيات .
وإن كان المراد بالركائب هنا نفس الآيات وهي البراق والناقة لكنه صح الإضافة من حيث مغايرتهما بحسب المفهوم بالعموم والخصوص من وجه
(وذلك) أي كون الركائب من الآيات (لاختلاف في المذاهب) أي بأن كان بعضها ذاهبة إلى الحق وبعضها إلى براري عالم الظلمات والركائب قابلة للذهاب إلى كل منهما موصلة للراكب إلى مقصوده من حق أو غيره، وهي جمع مذهب وهو الطريق فكما أن المراكب الصورية يركبه البعض عليها ويقطع بها المنازل للوصول إلى مراداته النفسانية مما لا يرضي الله عنه والبعض الآخر للوصول إلى أمر الله .
كذلك الركائب الحقيقة وهي صورة النفس الحيوانية التي هي مراكب النفوس الناطقة فإن بعض النفوس يركب عليها لتحصيل الكمالات الإلهية ويستخدمها في طريق الحق بأمر الحق وإرادته لا بإرادة أنفسهم فيحصل لهم العلم من عند الله ويعلم به الأشياء على ما هي عليه .
والبعض الآخر يستعملها بإرادة أنفسهم على مقتضى عقولهم ويستخدمها في ترتيب المقدمات المعلومة للوصول إلى المجهولات ويبين هذين الطائفتين بقوله: (فمنهم) أي وإذا كان المذاهب مختلفة فمن عباد الله (قائمون بها)

أي أقاموا مراكبها وهي صورة النفوس الحيوانية في طريق الحق وطاعته (بحق) أي بأمر حق لا بأمر أنفسهم (ومنهم قاطعون بها) أي بتلك المراكب (السباسب) أي صحاری عالم الأجسام التي تاهوا فيها ولم يخرجوا عنها .
(فأما القائمون فأهل عين) وشهود وهم الواصلون حقيقة العلم والمخلصون عن ظلمات الجهل وهم أهل الكشف واليقين .
(وأما القاطعون هم الجنائب) أي البعداء عن معرفة الحق وإذا استدلوا بنظرهم الفكري من الأثر إلى المؤثر لكنهم محجوبون عن حقيقة العلم وهم أهل النظر والاستدلال حذف الفاء من فهم لضرورة الشعر .
(وكل منهم) أي وكل واحد من القائمين والقاطعين (يأتيه منه) أي من الحق (فتوح غيوبه) أي غبوب الحق (من كل جانب) أي من جانب ربهم الخاص فيكون لكل واحد منهم جانب خاص يأتيه غيوبه من الحق من جانبه لا من جانب آخر .
فكان كل في قوله من كل جانب تصرف إلى روحاني وجسماني. 
ولما كانت الفتوح حاصلة من مفاتيح الغيب التي هي سبب الإيجاد وكان وجود العالم من الفتوح الغيبية شرع في بيان الأمر الإيجادي وكيفيته بقوله : 


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )

قال رضي الله عنه : من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب .. فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب ...  فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب  ... و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )

قلت : قوله رضي الله عنه، في الشعر: من الآيات آيات الركائب، اشارة إلى
ناقة صالح، عليه السلام، فإنها من جملة الركائب وهي الإبل ولا شك أن الإبل لها مزية على الحيوان خصها به خالقها.
ولذلك ورد في الكتاب العزيز : "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف ځلقت" (الغاشية: 17) فقرنها بـ "السماء كيف رفعت" (الغاشية: 16) و "الأرض كيف سطحت" (الغاشية: 20) . 
وقدمها عليهما في الذكر، والآيات هي العلامات واختلاف المذاهب المشار إليه، أن قوما يعظمون الإبل لما أودع فيها من أسرار الله تعالى كما عظمت ناقة صالح عند من عظمها وقوما آخرين لا يعرفون ما فيها من أسرار الله لكنهم يتخذون الإبل لقطع السباسب، وهي البراي .
ثم قال: فأما القائمون فأهل عين، أي أهل مشاهدة الحقيقة عيانا، فهم أهل عين أي معاينة ومراده: أنهم يشهدون الحق في ثبوت كل صورة ومن جملتها الركائب فيعظمون حرمات الله وشعائره.
قال القاطعون بها السباسب إلى حرم الله فهم الحبائب وإلى غير حرم الله إذ عدوا اتخاذ الركائب من نعم الله، فهم بها في شهود كرم الله تعالى.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )

11 -  فصّ حكمة فاتحية في كلمة صالحية
قال رضي الله عنه : (من الآيات آيات الركائب  ....   وذلك لاختلاف في المذاهب )
ابتدأ رضي الله عنه بذكر الركائب وآياتها ، فإنّها من جملة معجزة صالح إتيانه بالناقة آية من الله في صحّة دعواه النبوّة ، من حيث لم يحتسبوا .
يشير رضي الله عنه : إلى أنّ حكمته منسوبة إلى الفاتح والفتّاح ، فانفلق الجبل له في إعجازه ، ففتح الله له عن الناقة ، وفتح الله له على قومه بذلك ، فكان موجب إيمان بعض أمّته وإهلاك بعضه في وجود الناقة ومدّتها .

قال رضي الله عنه : (فمنهم قائمون بها بحقّ .... ومنهم قاطعون بها السباسب)
يعني : أنّ أهل الحق السالكين والسائرين في المذاهب صنفان :
فمنهم : من يقوم بحقّها ، ويكون سيرهم وسلوكهم عليها - أعني على الركائب - في بحار الشهود والكشف ، فركائبهم الفلك المشحون .
ومنهم : من يقطعون عليها في برّ الشهادة والملك والحجاب ، فهم يقطعون بها السباسب الظاهرة وهم أهل الاستدلال .
قال رضي الله عنه : ( فأمّا القائمون فأهل عين ...  وأمّا القاطعون هم الجنائب .)
يشير رضي الله عنه : إلى أنّ الناس وهم السالكون على ركائبهم ، إمّا أهل شهود وعين وهم الصادقون في الدعوة إلى الله على بصيرة ، وإمّا أهل حجاب ، والكلّ لهم

ركائب في مذهبه ومقصده ، فالقائمون بالحق هم أهل العين المقصودون فيما يقصدون على التعيّن .
والقاطعون مهامه الحجاب وسباسب الشرك والضلال غير مقصودين على التعيين من الإيجاد ، بل هم مخلوقون تبعا للأوّلين يستعملونهم في مقاصدهم كالحيوانات والجنائب .
فإنّهم غير مطلوبين لأعيانهم ، ولا بدّ للفريقين من فتح باب الغيب بنتائج أعمالهم وسلوكهم ، كما قال تعالى :" كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ "

قال رضي الله عنه :  (و كل منهم يأتيه منه ... فتوح غيوبه من كل جانب )
"وكلّ منهم يأتيه منه " أي من الله " فتوح غيوبه من كلّ جانب " أي من جانب الله بوجه ، ومن جانب حقيقته وعينه الثابتة من وجه ، إمّا بالملائم أو بغير الملائم بالنسبة والإضافة ، لأنّ المدعوّ إلى الله إن أطاع وأجاب بما يلائم دعوة الداعي ، ويسلك على سننه ، ويسير بسيرته وسننه ، فتح له باب المجازاة بما يلائم ذلك من الثواب .
وإن أجاب الداعي بما لا يلائم من العصيان والكفر والجحود ، فتح له باب المجازاة بما لا يلائمه ، وفتح للداعي أيضا باب المجازاة بما يلائمه من النصرة على القوم المفسدين .
وأمّا نسبة هذه الحكمة الفاتحية إلى الكلمة الصالحية فلكون أمور صالح عليه السّلام في دعوته قومه وإقامة معجزته على نبوّته عن الفتوح الغيبي : كالناقة انفتح عنها الجبل وكان مغيبا عنهم ، وكذلك ما سقتهم من اللبن المغيب ، وكانت تشرب الماء يوما وتغيب عنهم ، ثمّ تأتي بعد ذلك عوض الماء لبنا سائغا للشاربين .
وكذلك وجدان العذاب بالصيحة عليهم عن فتح غيبي واعدهم ثلاثة أيّام ، كما نذكر إن شاء الله ، ما يتيسّر ذكره ، والله الموفّق .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )
11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
إنما اختصت الكلمة الصالحية بالحكمة الفتوحية لأن مبادئ الإيجاد هي الأسماء الإلهية الذاتية الأولية ، ثم الثالثية ، ومن الثالثية : الفاتح والفتاح والموجد ونظائرها والأسماء كلها مفاتيح الغيب ، وقد خص الله تعالى صالحا بفتح باب الغيب عن آيته بفتق الجبل عن الناقة ، وهي كخلق آدم من التراب وفتحه على إيمان من آمن به بسبب هذه المعجزة ، واحترامهم لها على وفق ما أمروا به ، وبإهلاك من كفر لهذه النعمة منهم وعقروا الناقة ، فهذه ثلاثة فتوحات وفي بعض النسخ : فاتحية ، أي حكمة منسوبة إلى اسم الله الفاتح .

واعلم أن معجزة كل نبي هي من الاسم الغالب عليه وإن كان له أسماء ، فإن الغالب على كل مركب هو الذي ظهر ذلك المركب بصورته وحكم عليه .
كما يقال : إن القرع بارد رطب ، والثوم حار يابس ، وإن كان في كل منهما الكيفيات الأربع ، فالغالب على صالح عليه السلام الفاتح فلذلك له فتوحات من ذلك الاسم ، واشتملت حكمته على الإيجاد اللازم لفتح أبواب الغير ، وسيره على ذلك الاسم ، وعلمه من خزانة دعوته إليه ، وسيأتي سر الناقة ، وسر تخصيص كل نبي لمركب كعيسى بالحمار ، وموسى بالعصا ، ومحمد عليه الصلاة والسلام بالبراق إن شاء الله .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( من الآيات آيات الركائب  ...    وذلك لاختلاف في المذاهب )
من آيات الله التي خص بها كل نبي بل كل واحد من بني آدم آيات الركائب وهي المركوبات ، وذلك أن كل عين من الأعيان الإنسانية لها روح هو أول مظهر للاسم الذي يرب الله ذلك الشخص به .
"" إضافة بالي زادة : وهو صالح بن عبيد بن أسف بن ماسح بن عبيد بن ساذر بن ثمود ، وصالح سار بعد هلاك قومه إلى فلسطين ، ثم انتقل إلى الحجاز وعبد الله ، حتى مات وعمره ثمان وخمسون سنة اهـ.
( من الآيات ) خبر ( آيات الركائب ) مبتدأ ، وإضافة الآيات إلى الركائب إضافة عام إلى خاص ، من وجه الركائب جمع ركيبة ، أي ومن جملة المعجزات الدالة على صدق الأنبياء معجزات الركائب كالبراق لمحمد والناقة لصالح ، فكل آيات ليست بركائب ولا كل الركائب ليست بآيات ، وإن كان المراد بالركائب هنا نفس الآيات وهي البراق والناقة ، لكنه صحت الإضافة من حيث مغايرتهما بحسب المفهوم بالعموم والخصوص من وجه اهـ بالي زاده
( وذلك ) أي كون الركائب من الآيات ( لاختلاف في المذاهب ) أي بأن كان بعضها ذاهبا إلى الحق وبعضها إلى برارى عالم الظلمات ، والركائب قابلة للذهاب إلى كلى منها موصلة للراكب إلى مقصوده من حق أو غيره اهـ بالى زاده .""

ولكل روح في العالم الجسماني صورة جسدانية هي مظهر ذلك الروح ، وله مزاج خاص يناسب حاله في حضرة عينه الثابتة فلا بد لصورة بدنه من ذلك المزاج ، وعند تعلقه بمادة البدن يكون رابطة في تعلق ذلك المزاج ثم إن له في عالم النبات صورة تناسب ذلك المزاج وكذا في عالم الحيوان .
ولا شك أن الحيوان مركب هذا الروح في استكماله ، وهذه الأمور كلها من أحوال عينه الثابتة ونسبة الحق أي الذات الإلهية إليه وهو الاسم الغالب الذي هو رب الشخص وخزانة علمه وحكمته ، وسير هذا الشخص وترقيه إنما يكون لإخراج ما في خزانته من القوة إلى الفعل حتى يكون على كماله الذي خلق له بمركبه المخصوص به .
وذلك السير والترقي هو عبوديته الخاصة به وشريعته إن كان نبيا ، فمن المركب ما هو على صورة الناقة وصفاتها ، فإن النفس الحيوانية لا بد لها من عين أثر هي من أحوال عينها وخواص ربها ، ومنها ما هو على صورة الفرس ، وعلى صورة الأسد ، وعلى صورة
الثعبان ، وفي اطمئنانه في طاعة الروح وأمانته لها عن خواصها الحيوانية كالعصا وكذلك على صورة كل واحد من الحيوانات أو على التركيب كالبراق ، فسيره على طريقة تلك الحيوان بمقتضى حكمة الاسم الذي هو ربه .
وهو معنى قوله : وذلك الاختلاف في المذاهب ، وهذا سر إعجازه بإخراج الناقة من الجبل ، ومنه يعرف أحوال معاد الأشقياء على الصورة المختلفة ، كقوله : يحشر بعض الناس على صورة يخس عندها القردة والخنازير .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فمنهم قائمون بها بحق  ....   ومنهم قاطعون بها السباسب )
أي من أصحاب الركائب أو أهل المذاهب وكلاهما واحد قائمون بتلك الركائب بحق ، أي بأمر الحق في السير والسلوك إليه وفيه حتى الكمال وبلوغ الغاية ، أي السالكون أو الواصلون أهل الشهود الذين فنوا عن ذواتهم فقاموا بها بالحق عند الشهود والاستقامة ، فكان الحق عين ذواتهم وقوامهم ومراكبهم وصورهم.
""  إضافة بالي زادة : )فمنهم ) أي إذا كانت المذاهب مختلفة من عباد الله ( قائمون بها ) أي أقاموا مراكبها وهي صورة النفوس الحيوانية في طريق الحق وطاعته ( بحق ) أي بأمر حق لا بأنفسهم ( ومنهم قاطعون بها السباسب ) أي صحارى عالم الأجسام التي تاهوا فيها ولم يخرجوا عنها اه ( فأما القائمون فأهل عين ) وشهود ، وهم الواصلون حقيقة العلم والمختصون عن ظلمات الجهل ، وهم أهل الكشف واليقين ( وأما القاطعون هم الجنائب ) أي البعداء عن معرفة الحق ، وإن استدلوا بفكرهم النظري من الأثر إلى المؤثر ، لكنهم محجوبون عن حقيقة العلم وهم أهل النظر والاستدلال ، حذف الفاء من فهم لضرورة الشعر اهـ بالى زادة . ""

ومذهبهم الدين الخالص لله في قوله : " أَلا لِلَّه الدِّينُ الْخالِصُ "  وسيرهم سير الله ، ومنهم قاطعون بها سر عالم الملكوت في الاستدلال بآيات الآفاق ، أو تدابير عالم الشهادة والملك عالم الحجاب في بوادي الاسم الظاهر :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأما القائمون فأهل عين  ....   وأما القاطعون هم الجنائب )
يعنى أن القائمين هم أهل العيان والشهود يدعون إلى الله على بصيرة ، وفي الجملة الأنبياء والأولياء حال السلوك والوصول ، فإن السالكين الصادقين المشارفين إلى الوصول هم أهل عين باعتبار عشياتهم ، والقاطعون هم الجنائب أي الأمم والأتباع الذين يدعون إلى الحق ، ويستعملون في الجهاد والمصالح الدينية والدنيوية ، المشوشون المحكومون بالطبع ، المحجوبون كالحيوانات إلى ما فيه صلاحهم وصلاح العالم المخلوقون للتبعية والصحيح فهم جنائب ، لكن الشيخ قدس سره راعى جانب المعنى فلم يجيء بالفاء بعد إما تخفيفا .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكل منهم يأتيه منه  ...   فتوح غيوبه من كل جانب )
أي وكل واحد من الداعين القائمين بالحق ، ومن المدعوين المجنوبين القاطعين ، تأتيه فتوح غيوبه من الله التي هي في غيب الذات وغيب ربه ، أي الاسم الذي هو إلهه ، وهذا العبد عبده وغيب علمه تعالى به وغيب عينه الثابتة ومن فوقه ومن تحت أرجله ، وذلك معنى  قوله من كل جانب ، وتلك الفتوح إما ملائمة أو غير ملائمة بمقتضى عينه .
وذلك أن الداعي في الحياة الدنيا وفي الآخرة تأتيه فتوحه بما لاءم ، لأنه في مقام الرضا لا يريد إلا ما يريد الله به ، وإن كان في مقام السلوك شكر على النعماء وصبر على البلاء فيكون ملائما من وجه .
لأن الابتلاء يظهر فضيلته وفي الآخرة يكون مجازاته حسن الثواب وأما المدعو فإن أجاب الداعي بما يلائم وأطاعه وسلك طريقه وسار على سبيله وسيرته فتح له باب المجازاة بما يلائم ، وإن أجابه بما الا يلائم وخالفه بالكفر والعصيان فتح له باب المجازاة بما لا يلائم .
وقد تظهر أمور من الغيب هاهنا لكلا الفريقين ملائمة وغير ملائمة ، لا يعرف بليتها والاطلاع على سر الغيب إنما هو للحق ، وقد يطلع على بعضه من شاء من عباده .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )

11 -  فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
لما كان ( الفتوح ) عبارة عن حصول شئ عما لم يتوقع ذلك منه ، نسب
حكمته إلى صالح ، عليه السلام ، لخروج الناقة التي هي معجزته من الجبل ،
وهو مما لم يتوقع خروجها منه .
وأيضا لما كان ( الفتوح ) مأخوذا من ( الفتح ) - إذ هو جمعه كالعقول للعقل والقلوب للقلب - وصالح مظهر اسم ( الفتاح ) ، لذلك انفتح له الجبل فخرج منه الناقة ، وهو من جملة مفاتيح الغيب ، قرن ( الحكمة الفتوحية ) إلى كلمته ، وبين فيها الإيجاد ، وكونه مبنيا على الفردية . وفي بعض النسخ : ( حكمة فاتحية ) . وهي يؤيد ما ذكرناه .

(من الآيات آيات الركائب )
أي ، من جملة الآيات والمعجزات ، آيات الركائب ، كالناقة لصالح و ( البراق )
لنبينا ، صلى الله عليه وسلم وأضاف ( الآيات ) إلى ( الركائب ) ، وإن كانت
هنا نفس ( الآيات ) ، باعتبار المغايرة التي بينهما : فإن ( الآيات ) ليست منحصرة في
( الركائب ) ، ولا كل ( الركائب ) من ( الآيات ) .
وهذه ( الركائب ) في الحقيقة صورة النفوس الحيوانية ، وهي مراكب النفوس الناطقة ، كما أن الأبدان مراكب النفوس الحيوانية ، لأنها جمع ( ركيبة ) - كقبائل جمع قبيلة . وهي ما يركب  عليه للوصول إلى المقصود ، وما تحصل مقاصد النفوس الناطقة ولا تكمل إلا بها ، فهي مراكبها .
(وذلك لاختلاف في المذاهب ) .
أي ، وكون ( الركائب ) من ( الآيات ) الدالة على صدق الأنبياء ، إنما هو لاختلاف
في المذاهب ، أي ، في السلوك والسير إلى الله ، إذ ( المذهب ) هو الطريق ، كما يقال :
مذهب الشافعي كذا . أي ، طريقه الذي ذهب إليه كذا .
وذلك الاختلاف مستند إلى اختلاف الاستعدادات ، فإن بعض النفوس
يسير عليها سيرا لا تزيغ أبصارهم إلى غير المطلوب ، كما قال تعالى في نبيه ،
صلوات الله عليه : "ما زاع البصر وما طغى ". فيصل إليه . وبعضهم لا يسيرون
عليها نحو المطلوب ، فيتيهون في السباسب ويبقون في ظلمات الغياهب ، كما
قال :
(فمنهم قائمون بها بحق  ....  ومنهم قاطعون بها السباسب )
أي ، فمن أصحاب تلك المذاهب ، طائفة قائمة بتلك الركائب ، أي ، أقاموها في طاعة الحق والسير إليه باستعمالها فيه بالحق ، لا بأنفسهم .
ف‍ ( الباء ) الأولى للتعدية ، والثانية للاستعانة .
( ومنهم قاطعون بها ) أي ، بتلك الركائب ( السباسب ) . وهو جمع ( سبسب ) . وهو البيداء والصحراء . أي ، يقطعون بها البراوي والصحاري التي تاهوا فيها ولم يخرجوا عنها .
وهي براري عالم الظلمات والأجسام .
فالطائفة الأولى هم الذين علموا الأمر على ما هو عليه ، وسعدوا .
والثانية هم الذين بقوا في ظلمات الجهل ، وبعدوا .
وإليه أشار بقوله : (فأما القائمون فأهل عين ) أي ، أهل الشهود والعيان .

(وأما القاطعون هم الجنائب)
أي ، هم المحجوبون البعداء عن الحضرة ومعرفة حقائق الأشياء ، وإن قطعوا
براري عالم الملك بالاستدلال من الأثر إلى المؤثر بعقولهم المشوبة بالوهم المحجوبة
عن حقيقة العلم . إذ هي جمع ( جنيبة ) . وهي فعيلة من ( الجنوب ) ، وهي البعد ،
كما قال :
(هواي مع الركب اليمانين مصعد ....  جنيب وجثماني بمكة موثق)
وكان الحق أن يقول : فهم الجنائب . ب‍ ( الفاء ) ، جوابا ( أما ) ، لكنه حذف للضرورة . 
ولو قال : فهم جنائب ، لكان أنسب .
(وكل منهم يأتيه منه   .....   فتوح غيوبه من كل جانب )
أي ، كل واحد من القائمين ، يأتيه من عند الله فتوح الأسماء الإلهية والتجليات الذاتية من جوانب الحضرات الروحانية والجسمانية . فضمير ( منه ) و ( غيوبه ) عائد إلى ( الحق ) .
و ( الفتوح ) يجوز أن يكون مفردا بالمعنى المشهود المذكور . ويجوز أن يكون جمعا للفتح ، كالقلوب للقلب .
ويجوز أن يحمل ( وكل منهم ) على  ( القائمين ) و ( القاطعين ) .
لأن المحجوبين أيضا لهم فتوح غيوب الحق من حضرات الأسماء التي تربهم وتختص بهم .

.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثانية الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:14 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثانية الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثانية :  الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )

الفص الصالحي 
11- فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب  .. منهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب  ..  فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب  .. و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )
أي: ما يتزين به، ويكمل العلم اليقيني المتعلق بفتح خزانة الغيب لإخراج ما فيها بالقوة إلى الفعل، ظهر ذلك العلم بزينته وكماله في الحقيقة الجامعة المنسوبة إلى صالح عليه السلام  إذا أخرج الناقة من الصخرة، وأخرج منها الفصيل، ومن الماء الذي يشربه اللبن بقدره في الحال.
""أضاف المحقق : لما كان الفتوح عبارة عن حصول شيء مما لم يتوقع ذلك منه، نسب الشيخ حكمته إلى كلمة صالح عليه السلام ، لخروج الناقة التي هي معجزته من الجبل؛ وهو مما لم يتوقع خروجها منه .. ""
كما أخرج الحق آدم عليه السلام  بلا أبوان وحواء بدون أحدهما.

ولذا نسبت إلى الله تعالی في قوله: "هذه ناقة الله لكم آية" [الأعراف: 73]، وجعل قاتلها أشقى أمته كإبليس إذ أبي عن سجود آدم، وأشبه أيضا في إتيان العذاب بعد ثلاثة أيام الحق في أن إيجاده لا يخلو عن التثليث.
فأشار رحمه الله أولا إلى بيان سر کون الناقة أية؛ فقال: (من الآيات) أي: معجزات الأنبياء عليهم السلام الدالة على صدقهم (آیات الركائب) أي: آیات الركائب جمع رکيبة ما تركب عليها كناقة صالح، وفرس إلياس، و براق محمد صلى الله عليه وسلم  .
(وذلك) أي: كون بعض الآيات الركائب وبعضها غيرها (لاختلاف في المذاهب) أي: لاختلاف الأنبياء في طرق الدعوة إلى الله تعالى، وإن اتفقوا في أصل الدين، فآياتهم كما تدل على صدقهم تدل على طرق دعوتهم، وذلك لاختلاف استعدادات أممهم في السير.
(فمنهم) أي: فمن الذين وضعت لهم تلك المذاهب (قائمون بها) أي: بمذاهبهم (بحق) يسيرون بالله في الله بالأعمال الظاهرة والباطنة، فلا يحتاجون إلى الركائب من البدن والنفس الحيوانية والناطقة، التي هي بمنزلة الناقة والفرس الناري والبراق.
(ومنهم قاطعون بها السباسب) جمع سبسب، وهو البيداء.
والمراد أعمال البدن وأخلاق النفس، ومقامات القلب، أي: يقطع بها مسافة البعد بينه وبين الحق برفع الحجب الظلمانية والنورية.
ثم أشار إلى عدم احتياج الأولين إلى الركائب، وأنه إنما يحتاج إليها الآخرون.
 فقال : (فأما القائمون) يعني بمذاهبهم بحق (فأهل عين) لا يحتاجون إلى رفع الحجب، فلا مسافة بينهم وبين الحق ولا بعد، وإن كان لهم الأعمال والأخلاق والمقامات؛ فهم لا يلتفتون إليها، فلا يحتاجون إلى الركائب لكن عصمهم الله عن النقائص التي هي أضدادها لقربهم من منبع الكمالات، فتفيض عليهم أنواره من غير توجه وقصد منهم.
(وأما القاطعون) يعني بها السباسب (هم) أي: فهم حذف الفاء للضرورة (الجنائب) الأباعد، لرؤيتهم أعمالهم وأحوالهم و مقاماتهم واسطة للوصول إلى الحق، وبينهم وبين الحق حجب ظلمانية ونورانية.
ثم أشار إلى أن لكل طريق أثرا في الوصول إلى الحق، فقال: (وكل منهم) أي: من أهل العين (يأتيه منه) أي: من مذهبه (فتوح غيابه من كل جانب)؛ فأهل العين تأتيه العلوم اللدنية والتصرفات في خزانة الدنيا والآخرة، زيادة القرب والمحبة والكرامة، والجنائب يرفع عنهم الحجب شيئا فشيئا؛ فيحصل لهم النجاة والفوز بالجنة، والأحوال السنية الموجبة للحذر بعد الكسب، إلى أن يصيروا من أهل العين، فيحصل لهم ما يحصل لأهل العين.
وبالجملة لما استحقا خزانة الغيب لم يكن لهم يد من الفتوح للحديث القدسي"من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة". رواه البخاري ومسلم
ولما فرغ عن بيان السر في كون الناقة أية شرع في بيان سر التثليث في العذاب الذي أصاب بسبب قتلها.


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )
 11 -  فصّ حكمة فاتحيّة في كلمة صالحيّة
 فصّ حكمة فاتحيّة في كلمة صالحيّة ووجه اختصاص هذه الكلمة بحكمتها هو أنّ لصالح عليه السّلام قد انفتق عن جبل الجبلَّة ناقة القوّة وإبل القابليّة .
وله انفتح عند إنبائه وانبساطه على عرض أرض الإظهار أبواب مظاهر الأوصاف الكماليّة ، يعني الحيوان الذي به يظهر الحياة والإرادة والقدرة والسمع والبصر ، وعليه تقطع اللطيفة الإنسانيّة سباسب قفار الأمزجة الكثيفة الانحرافيّة ، إلى أن يبلغ سواد اعتدالها النوعي ، ورياض أوصافها الوجوديّة وأفعالها الكماليّة الكلاميّة ، الكاشفة عن كنه الكلّ ، فله صلوح الكشف عن الحكمة الفتوحيّة الحصوليّة الصلوحيّة .
والذي يلوّح على ذلك اتّفاق عقدي الفاتح ( 21 ) والصالح ( 21 ) في الثلاثة التي عليها يقوم أمر فتح أبواب الظهور والإظهار كما سيحقّق ذلك  
وإلى ذلك أشار بقوله : ( من الآيات ) الكاشفة عن الحكمة الفاتحيّة( آيات الركائب )ركائب القوابل التي بها يقصد كلّ أحد مواطنه المتخالفة ، وعليها يسلك مسالكهم المتفاوتة المتباينة .
( وذلك لاختلاف في المذاهب ) فإنّ القابليّة أصل الخصوصيّات ومعدن تكثّر التعيّنات .
( فمنهم قائمون بها بحقّ ) أي واقفون بتلك الركائب على موطن الحقّ في عين الحركة والسلوك ، وفي لفظ « قائمون » إشارة إلى تلك الجمعيّة - فتنبّه.
 ومنهم قاطعون بها (السباسب) فإنّ من الناس من وقع بسبب تشدّدهم على ركائب قابليّاتهم بأسواط التعمّلات والتسببات في فيافي الأنظار والأفكار ، ومنهم من هام بها في مهامه الأوصاف والأحوال ، ومنهم من ضلّ في سباسب الأعمال والأفعال. " سباسب جمح سبسب : البيداء والصحراء ".
( فأمّا القائمون فأهل عين )وشهود ، ضرورة قيام أمرهم بها ،( وأمّا القاطعون هم الجنائب ) أي المطيعون ، يقال : « فرس جنيب » أي منقاد والجنيب فيه معنى القربة والبعد ، ويقال : « جنيب » لفرس يتهيّأ للركوب ، وسائر المعاني هاهنا مستشعر منه . 
وإذ كان الغرض من هذا التفصيل تمييز مراتب السالكين وأطوارهم ، وإنّما يستفاد ذلك من الحصر - على ما لا يخفى - فما نوقش في هذا التركيب من ترك « الفاء » بمعزل عن الصواب عند أهل التحقيق ، سيّما في النظم .
( فكلّ منهم ) - من أهل العين والجنائب - ( يأتيه منه ) أي من هو الذي آخذ بناصية الكلّ 
( فتوح غيوبه من كلّ جانب ) من فوقهم ومن تحت أرجلهم.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب )

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية 
قال رضي الله عنه : ( من الآيات آيات الركائب . وذلك لاختلاف في المذاهب . فمنهم قائمون بها بحق . ومنهم قاطعون بها السباسب)
لما فتح الله باسم الفناح الذي هو جملة مفاتيح الغيب على صالح عليه السلام باب الإعجاز الفاتح على بعض أمته طريق السعادة حيث آمنوا به.
وعلى بعضهم طریق الشقاوة حيث كفروا به بانفتاح الجبل.
وبين أيضا الشيخ في حكمته أن فتح باب الإيجاد مبني على الفردية وصف حكمته بالفتوحية.
فالفتوح إن كان جمع فتح فجمعیته مشعرة بأن تلك المعجزة فتحا على فتح كما وقع الإيماء إليه ، وإن كان منفردا فمع إشعاره بالفتح ينبیء عن كونها مما لم يتوقع مثلها.
وفي كثير من النسخ: فاتحية بدل فتوحية وهي أنسب لفظا، ولما كان بعض الركائب الذي هو الناقة معجزا لصالح عليه السلام ابتدأ رضي الله عنه بذكر الركائب.
فقال: (من الآيات)، أي من جملة الآيات والمعجزات (آیات الركائب)، أي المعجزات المتعلقة بالركائب، فإن ذوات الركائب لیست معجزة بل المعجزة إنما هي انفتاق الجبل عنها، أو المراد بها الركائب المعجزة .
فإن من الركائب ما هي معجزة وما ليست بمعجزة، والمعدود من جملة المعجزات إنما هو الركائب المعجزة منها لا مطلقا .
لا يبعد أن تجعل الركائب إشارة إلى أبدان السالكين ونفوسهم الحيوانية.
فإن الأبدان ركائب النفوس الناطقة وفي كل منها أبنات وعلامات تدل على مراتب أستعدادات السالكين وعلى تفاوت ما يفيض عليهم بحسب الاستعدادات من الأسماء الإلهية . 
(وذلك)، أي كون بعض الآيات الركائب (لاختلاف) واقع (في المذاهب)، أي مذاهب الأمم في اقتراحاتهم المعجزات من الأنبياء فان لكل منهم مذهبا في اقتراح المعجزة يقتضيه استعداده .
فبعضهم يقتضي استعداده اقتراح الركائب المعجزة، وبعضهم يقتضي استعداده غير ذلك.
 فـ منشأ كون بعض المعجزات من قبيل الركائب إنما هو اختلاف مذاهب الأمم في اقتراحاتهم لتفاوت استعداداتهم .
(فمنهم)، أي من أصحاب الركائب المؤمنين بالأنبياء عليه السلام بسبب اعجاز الركائب (قائمون بها)، أي بتلك
قال رضي الله عنه : ( فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب ... و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب)
الركائب، أي يقومون بركوبها ويتصدون له (بحق)، أي شهود حق وكشف صادق بحيث لا تحجبهم تعينات الراكبية والمركوبية والمسافة والابتداء، الانتهاء عن شهود الواحد الحق تعالی.
بل يشاهدون أن الكل هو الحق المطلق بل تقيد وتعين بتلك الصور من غير أن تمنعهم كثرة الصور عن شهود الوحدة .
(ومنهم قاطعون بها)، أي بتلك الركائب (السباسب) فيسندون القطع إلى أنفسهم ويجعلون الركائب وسائل في ذلك القطع .
أو برون السباسب المسافة المقطوعة فتحجبهم كثرة هذه الصور عن شهود الوحدة .
فالطائفة الأولى شهدوا الأمر على ما هو عليه .
والطائفة الثانية بقوا في ظلمة الجهل والبعد .
كما قال : (فأما القائمون فأهل عين) يشهدون بها الأمر على ما هو عليه . 
(وأما القاطعون هم الجنايب) جمع جنيبة فعيلة من الجنوب وهو البعد، أي المحجوبون المبعدون .
(وكل منهم)، أي من القائمين والقاطعين (تأتيه منه فتوح غيوبه) الضمير ان المجروران. 
إما راجعان إلى الحق تعالى أو العبد، أو أحدهما للحق والآخر للعبد ولكل وجه يظهر بالتأمل.
وقوله (من كل جانب) متعلق بقوله : يأتيه ، أي من فوقهم وتحت أرجلهم .

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة الفقرة الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:15 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة الفقرة الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثالثة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
 قال رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.  فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء. ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
 (اعلم) يا أيها السالك (وفقك الله) تعالى لمرضاته و للتحقق بأسمائه وصفاته في غيب ذاته (أن الأمر) الإلهي الذي هو قائم به كل شيء محسوس أو معقول.

(مبني في نفسه) من حيث هو أمر الله تعالى (على الفردية) كما قال سبحانه : "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر " [القمر: 50]، ويستحيل تركبه ، وإلا لكان عرض يعرض فيكون حادثا وهو قدیم بالإجماع .
(ولها)، أي للفردية من حيث ظهورها وبطونها واقتضاؤها لآمر ومأمور (التثليث) فإن الفرد من حيث هو في نفسه غني عن الظهور والبطون، وله من حيث الظهور شأن، ومن حيث البطون شأن، فالواحد ثلاثة .
(فهي)، أي الفردية كما ذكرنا (من الثلاثة فصاعدا) إلى الخمسة إلى السبعة إلى التسعة إلى الأحد عشر وهكذا .
(فالثلاثة أول الأفراد) العددية (وعن هذه الحضرة الإلهية) الآمرية التي هي أول مراتب الأفراد العددية (وجد العالم) بفتح اللام أي جميع المخلوقات المحسوسة والمعقولة .
(فقال) الله (تعالى : "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" [النحل: 40] .فهذه ذات) 
وهي الأمر الإلهي من حيث هو في نفسه غني عن الظهور والبطون (وإرادة) وهي عين الأمر الإلهي من حيث البطون (وقول) وهو الأمر الإلهي من حيث الظهور .
فلولا هذه الذات الإلهية (وإرادتها وهي)، أي تلك الإرادة (نسبة التوجه)، أي النسبة التي هي التوجه (بالتخصيص) على طبق ما كشفه العلم الإلهي عن أعيان الممكنات العدمية .
(لتكوین)، أي نسبة الإيجاد إلى (أمر ما) من كل أمر محسوس أو معقول (ثم لولا قوله) سبحانه (عند هذا التوجه) الإرادي المذكور (کن)، أي أوجد بصيغة الأمر بالوجود (لذلك الشيء) المراد (ما كان ذلك الشيء) ولا وجد أصلا (ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء) المتكون عن الأمر الإلهي المذكور.

(وبها)، أي بسبب تلك الفردية المذكورة (من جهته)، أي جهة ذلك الشيء في نفسه (صح تكوينه) لنفسه عند نفسه (واتصافه بالوجود وهی)، أي الفردية الثلاثة التي ظهرت في الشيء أيضا (شيئية)، أي كونه شيئا أي مشيوء بمشيئة غيره وهو الحق تعالى.
(وسماعه) خطاب الله تعالی له بكن (وامتثاله أمر مكونه) سبحانه (بالإيجاد

فقابل) ذلك الشيء المتكون عن أمر الله تعالى (ثلاثة) منه (بثلاثة) من أمر الله تعالى (ذاته) وهي شيئيته (الثابتة)، أي غير المنفية لا الموجودة (في حال عدمها) الأصلي (في موازنة)، أي مقابلة (ذات موجدها)، أي موجد ذلك الشيء (وسماعه) الخطاب الأمر بالتكوين (في موازنة)، أي مقابلة (إرادة موجده) سبحانه (وقبوله بالامتثال لما أمره به) موجده تعالى (من التكوين في موازنة قوله تعالی) له (کن فکان).
أي وجد (هو)، أي ذلك الشيء (فنسب التكوین)، أي إيجاد نفسه (إليه فلولا أنه)، أي ذلك الشيء (في قوته التكوين من نفسه) لنفسه (عند هذا القول) له وهو ثابت غیر منفي معدوم غیر موجود (ما تكون) ذلك الشيء.
 

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)

 (اعلم) ولما كان هذه المسألة من المسائل الغامضة طلب من الله للسالكين التوفيق فقال : (وفقك الله أن الأمر) الإيجادي (مبني في نفسه على الفردية ولها) خبر (التثليث) مبتدا أقدم الخبر لاختصاص التثليث بالفردية .
(فهي) أي الفردية حاصلة (من الثلاثة فصاعدا) كالخمسة والسبعة وغيرهما (فالثلاثة أول الأفراد من هذه الحضرة الإلهية) أي الحضرة الفردية الأولية وهي الفردية الثانية التي سنذكرها تفصيلا .
(وجد العالم فقال تعالى) أي فالدليل على أن وجود العالم عن الحضرة الفردية الإلهية قوله تعالى: (إنما قولنا) أي أمرنا( لشيء إذا أردناه) أي إذا أردنا وجوده في الخارج (أن نقول له) أي أن نخاطب له بقولنا: (" كن فيكون") .
ذلك الشيء بلا مهلة وتراخ عن قولنا کن.
(فهذه) الفردية الثلاثية (ذات ذات إرادة وقول فلولا هذه الذات) وهي ذات الحق (وارادتها) أي وإرادة الذات (وهي) أي الإرادة
(نسبة التوجه) أي توجه الذات (بالتخصيص لتكوين أمر ما ، ثم لولا قوله عند هذا التوجه کن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء) .
أي لو لم يكن هذه الثلاثة لم يكن ذلك الشيء. 
ولما بين الفردية التي من جهة العلة شرع في بيان الفردية التي من جهة المعلول فقال : (ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء) الكائن (وبها صح) أي وبسبب الفردية الظاهرة (من جهته) أي من جهة ذلك الشيء (صح تكوينه)  أي صح أن يجعل ذلك الشيء مكونة .
(و) صح (اتصافه) أي انصاف ذلك الشيء المأمور بقول "کن" (بالوجود وهو) أي فردية الشيء ذكر الضمير باعتبار الشيء (شيئيته وسماعه وامتثاله أمر مكونه بالإيجاد فقابل ثلاثة) التي من طرف المعلول .
(بثلاثة) التي من طرف العلة (ذاته) أي ذات ذلك الشيء (الثابتة في حال عدمها في موازنة) أي مقابلة (ذات موجدها وسماعه في موازنة إرادة موجده وقبوله بالامتثال لما أمره) موجده (به من التكوين) بيان لما (في موازنة قوله : "كن" فكان هو) أي فوجد ذلك الشيء بهاتين الفرديتين الثلاثيتين (فنسب) الحق (التكوين إليه) أي إلى الشيء الممكن في قوله كن فيكون .
(فلولا أنه في قوته التكوين من نفسه) أي: فلو لم يكن التكوين حاصلا بالفيض الأقدس في قوة نفس ذلك الشيء (عند هذا القول) وهو قول کن (ما تكون) .
ويوجد ذلك الشيء عند سماع ذلك القول من الله تعالی فإذا كان الأمر كذلك


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)

قال رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول. فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء. ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة:  ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
 

قلت : فالأولون أهل توحيد الصفات وهذه الطائفة أهل توحيد الأفعال
قال: ولكل من الفريقين فتوح غيب في علومه الخاصة بمرتبته.
ثم قال: اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية، يعني أن الله تعالى كان ولا شيء معه، ثم أشار إلى أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية.
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون اسم مفعول.
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)

قال رضي الله عنه : (اعلم وفّقك الله تعالى : أنّ الأمر مبنيّ على الفردية ، ولها التثليث ، فهي عن الثلاثة فصاعدا ،والثلاثة أوّل الأفراد).
قال العبد : قد علمت في الحكمة الرسمية أنّ العدد : إمّا زوج أو فرد ، والزوج الأوّل وهو الشفع اثنان فصاعدا ، وأوّل الأفراد الثلاثة فصاعدا ، والواحد غير داخل في العدد ، لكونه لم يتعدّد ، فالواحد وتر أبدا .
وإذا نقص واحد من أيّ عدد فرضت ، بقي وترا وتر أهله ممّا يشفعه ويزوّجه أو يفرده ، فإذا تعدّد الواحد في مرتبته الثانية ، صار شفيعا زوجا أو فردا .
والأحدية أبدا لا تعطي النتيجة ، لكون الواحد في الواحد واحدا لا زائدا ، ثمّ الشفع يشفع في فتح باب الإيجاد ، لكون الإيجاد موقوفا على فاعل هو الموجد ، وقابل هو المكوّن .
 فلو لا القابل الذي شفع وتريّة الواحد الأحد ، لما وجدت نتيجة أصلا ورأسا ، فلا نتيجة لواحد إلَّا من كونه واحدا وترا ، ولا من كونه شفعا ، بل من الفرديّة صحّت النتيجة .
قال رضي الله عنه : ( وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال : "إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " فهذه ذات ذات إرادة وقول ، فلولا هذه الذات وإرادتها وهي نسبة التوجّه بالتخصيص لتكوين أمر ما  ثمّ لولا قوله عند ذلك التوجّه "كن " لذلك الشيء ، لما كان ذلك الشيء ) .
بيّن رضي الله عنه حكم التثليث فيما هو بصدد بيانه من كون الإيجاد من حضرة الفردية الإلهية ، فكان الإيجاد من قبل الموجد الحقّ بالتثليث ، كما ذكر .
ثمّ قال رضي الله عنه : ( ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء وبها من جهته - أي من جهة القابل صحّ تكوينه واتّصافه بالوجود وهي شيئيته ، وسماعه ، وامتثاله أمر مكوّنه بالإيجاد ).
يعني : كما صحّ من قبل الموجد بتلك الفردية المشار إليها من قبل ، فكذلك من قبل القابل بهذه الفردية الخصيصة .
قال رضي الله عنه : ( فتقابلت ثلاثة بثلاثة : ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها ، وسماعه في موازنة إرادة موجده ، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله : « كن » فكان هو ، فنسب التكوين إليه ، فلولا أنّ في قوّته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكوّن)

قال العبد : نسبة الكون إلى المكوّن - بفتح الواو - في قوله : « فكان » من جهة أنّ كونه كان كامنا فيه معدوم العين في رأي العين ، ولكنّه مستعدّ لذلك الكون بالأمر.
 فلمّا أمر وتعلَّقت إرادة الموجد بذلك واتّصل أمره به ، ظهر الكون الكامن من الكائن فيه بالقوّة إلى الفعل ، فالمظهر لكونه الحق والكائن القابل للكون ، فلو لا قبوله واستعداده للكون ، لما كان ، فما كوّنه إلَّا عينه الثابتة في العلم باستعداده الذاتي غير المجعول ، وقابليّته للكون وصلاحيته لسماع قول : « كن » ، وأهليّته لقبول الامتثال.

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)

قال رضي الله عنه : (اعلم وفقك الله أن الأمر مبنى في نفسه على الفردية ، ولها التثليث فهو من الثلاثة فصاعدا ، فالثلاثة أول الأفراد )
يعنى أن الأمر الإيجادى في نفسه مبنى على الفردية ، والفردية من خواص العدد وما لم يتعدد الواحد الذي هو منشأ العدد ومبدؤه بالتثنية لم تحصل الفردية .
والواحد ليس بعدد إذ ليس فيه كثرة فليس بفرد ولا زوج ، لأن الفردية باعتبار الانقسام ولكن لا بمتساويين والواحد غير منقسم ، ولو فسرنا الفردية بعدم الانقسام بمتساويين كان الفرد أعم من العدد ، لأنه يشمل الواحد بهذا المعنى فلم يكن من خواصه .

ولكن الفردية معناها الانفراد عن الغير فلا بد فيها من اعتبار معنى الغير في مفهومها بخلاف الواحد ، إذ لا يتوقف معناه على تصور الغير فلا بد للتعدد من الشفعية ولا بد في الإيجاد من الفردية ، لبقاء معنى التأثير الذي للواحد الأصل فيه أولا وآخرا .
"" إضافة بالي زادة : ( مبنى في نفسه على الفردية ) وهي عدم الانقسام بالمتساويين عما من شأنه الانقسام فلا يشمل الواحد .
و بين أن المنقسم إما أن ينقسم بالمتساويين فله الشفعية والتثنية من العدد ، أو لا ينقسم إلى ذلك بل بالمتخالفين في الزيادة والنقصان ، فله الفردية والتثليث ضرورة اشتمال القسم الزائد على الناقص اهـ جامى .""

وإنما كان التثليث هو الأصل في الإيجاد ، لأن الإيجاد مبنى على العلم ولا بد للعلم من عالم ومعلوم فثبت التثليث الذي للفردية .
فالثلاثة أول الإفراد كما قال : وإنما قلنا إنها مسبوقة بالشفعية لأن الفاعل ما لم يكن له قابل لم يؤثر ، فإن التأثير يقتضي منتسبين : فالعالم هو ذات الفاعل والفاعل ظله من حيث الفاعلية ، والقابل ظل المعلوم والتأثير ظل العلم ، فظهر من هذا الاعتبار التعين الأول.
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ) بعد تعددها بالعلم ، فإن حضرة الذات ما لم يتعدد باعتبار العالمية لم يسم الحضرة الإلهية.
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فقال تعالى :  " إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه كُنْ فَيَكُونُ" فهذه ذات ذات إرادة وقول ، فلولا هذه الذات وإرادتها وهي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما ، ثم قوله عند ذلك التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء ).
لا شك أن الإرادة والقول إنما يكونان بعد العلم ، فإن الشيء الذي تتعلق بوجوده الإرادة يخاطب بالقول هو المعلوم ، فالإرادة والقول من الحضرة الإلهية بعد تعينها بالعلم ، ثم المبادي المقتضية بوجود الشيء من الحضرة الإلهية هي هذه الثلاثة ذات الحق وإرادته ، وقوله : " كُنْ فَيَكُونُ " .

قال رضي الله عنه : ( ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء وبها من جهته صح تكوينه واتصافه بالوجود ، وهي شيئيته وسماعه وامتثاله لأمر مكونه بالإيجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة ، ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها ، وسماعه في موازنة إرادة موجده ، وقبوله للامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن فكان هو ، فنسب التكوين إليه ، فلولا أنه في قوته التكوين من نفسه عند هذا ما تكون ، )
يعنى أن الفردية الثلاثية التي في الموجد لا بد أن تقابل من جهة القابل بفردية ثلاثية ، وإلا لم تتأثر من المؤثر فإنها نسب والنسبة لا بد لها من الطرفين ليحصل بكل ما في الفاعل من وجوه التأثير أثر في القابل وإلا لم يكن مستعدا لما يراد به منه فلم تقبل التأثير فلم يوجد وهي شيئيته ، أي ذاته الثابتة في العدم في مقابلة ذات موجدها ، وسماعه في مقابلة إرادة موجده ، وقبوله بامتثال أمر موجده بالتكوين في مقابلة قوله كن ، والتكوين في قوله لما أمره بالتكوين بمعنى المبالغة في التكوين لا بمعنى الصيرورة كالتقتيل للمبالغة .
في القتل بدليل قوله ما تكون فلم يكن من جهة الموجد إلا الأمر بالتكوين ، وأما التكون الذي هو امتثال الأمر فلم يكن إلا من نفس ذلك الشيء ، لأنه كان في قوته أي كان فيه بالقوة كامنا ولهذا نسب إليه في قوله فيكون ، أي فلم يلبث أن يمتثل الأمر فكان عقيب الأمر ، وإنما كان في قوته ذلك لأنه موجود في الغيب ، فإن الثبوت ليس إلا وجودا باطنا خفيا وكل ما بطن ففي قوته الظهور ، لأن ذات الاسم الباطن بعينه ذات الاسم الظاهر والقابل بعينه هو الفاعل ، ألا ترى إلى قوله : "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِه ".

"" إضافة بالي زادة :  (فكان هو ) أي فوجد ذلك الشيء بهاتين الفرديتين الثلاثيتين ( فلولا أنه في قوته ) أي فلو لا لم يكن التكوين حاصلا بالفيض الأقدس في قوة نفس ذلك الشيء عند هذا القول وهو قول -" كُنْ" - ( ما تكون فما أوجد الشيء ) أي فلا ينسب الإيجاد إلا إلى نفس ذلك الشيء ، نعم ينسب إلى الحق لكونه أمرا بالتكوين فكان إسناد الإيجاد في الحق مجازا وفي العبد حقيقة اهـ بالى  زادة.
( وهذا ) أي انحصار أمر الله في القول وانتساب التكوين إلى الشيء نفسه ، كما أنه هو المفهوم من قول المنقول كذلك ( هو المعقول في نفس الأمر ) فإن الأمر إنما يطلب من المأمور بصيغة الأمر مبدأ الاشتقاق الذي هو من جملة أفعاله الصادرة عنه ، فالأمر يكون الفعل المأمور للآمر ، والفعل المأمور به المأمور ( كما يقول الأمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم ، فيقوم العبد ) اهـ جامى .""

فالعين الغير المجعولة عينه تعالى ، والفعل والقبول له بك كما ذكر في الفص الأول فهو الفاعل بإحدى يديه والقابل بالأخرى والذات واحدة والكثرة نقوش وشئون ، فصح أنه ما أوجد الشيء إلا نفسه وليس إلا ظهوره .

.
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:16 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله 
الفقرة الثالثة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثالثة : الجزء الثاني
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
( اعلم ، وفقك الله ، أن الأمر مبنى في نفسه على الفردية ) . لما كانت ( الحكمة الفتوحية ) حاصلة من مفاتيح الغيب التي هي سبب الإيجاد ، قال : ( إن الأمر ) أي ، أمر الإيجاد .
( مبنى في نفسه على الفردية ) أو الشأن الإلهي وظهوره في نفسه بصورة خلقه مبنى عليها . أو أمره بقوله : ( كن ) مبنى عليها .
والمراد ب‍ ( الفرد ) هنا ما يقابل الزوج ، لا ( الفرد ) الذي هو اسم من أسماء الذات بمعنى ( الواحد ) .
( ولها التثليث ، فهي من الثلاثة فصاعدا ؟ فالثلاثة أول الأفراد . وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ) . أي ، وعن الحضرة الفردية وجد العالم .
وهي باعتبار العالم الذي هو الحق ، والمعلوم الذي هو العين ، والعلم الذي هو الرابطة بينهما ، إذ لو نقص شئ منها ، لما أمكن وجود العالم .
ولما كان باعتبار آخر يستدعى وجود العالم الفردية من كل من الطرفين ، طرف الفاعل والقابل ، أثبت من طرف الفاعل الفردية ، وكذلك من طرف القابل ، ليقابل كل منهما الآخر .

( فقال تعالى : " إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" ) . فهذه ذات ، ذات إرادة وقول . فلولا هذه الذات وإرادتها ، وهي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما ، ثم لولا قوله عند هذا التوجه ( كن ) لذلك الشئ ، ما كان ذلك الشئ ) . أي ، لولا هذه الأشياء الثلاثة ، التي هي ( الذات ) و ( الإرادة ) و ( القول ) ب‍ ( كن ) ، ما حصل ذلك الشئ .
( ثم ، ظهرت الفردية الثلاثة أيضا في ذلك الشئ ) . أي ، الشيء الكائن .
( وبها ) أي ، وبتلك ( الفردية ) الحاصلة . ( من جهته ) أي ، من جهة الشئ . ( صح تكوينه ) . التكوين ، جعل الشئ مكونا . فمعناه : أن الحق إذا أمر بالشئ بقوله : ( كن ) ، يجعل ذلك الشئ نفسه موجودا .
ويجوز أن يكون بمعنى ( التكون ) ، أي ، بها صح تكونه . والمعنى واحد في الحقيقة .
(واتصافه بالوجود ، وهو شيئيته وسماعه وامتثاله أمر مكونه بالإيجاد ، فقابل ثلاثة بثلاثة ، فإنه الثابتة في حال عدمها في موازنة ) أي ، في مقابلة .
( ذات موجدها ، وسماعه في موازنة إرادة موجده وقبوله بالامتثال لما أمره به من التكوين في مقابلة قوله : " كن " ، فكان هو ) . أي ، فحصل ذلك الشئ بامتثال أمر موجده . ( فنسب" التكوين " إليه ) .
فلولا ( أنه في قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ، ما تكون ) . أي ، الحق نسب ( التكوين ) إلى الشئ الذي يوجد في قوله : 
( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) . أي ، فيكون هو بنفسه .
فلولا أنه مستعد للتكوين وله قابلية لذلك من نفسه ، ما تكون عند سماع هذا القول . وذلك الاستعداد والقابلية مركوز كامن فيه حاصل له ب‍ ( الفيض الأقدس ) .
وإليه أشار قوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) . فإن الحق أمرهما بالإتيان إلى الوجود العيني ،والإتيان صدر منهما. 


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.) 
قال رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول. فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء. )
فقال: (اعلم وفقك الله أن الأمر) أي: أمر فتح الغيب (مبني في نفسه) وإن لم تعلم به أكثر الخلائق (على الفردية) وهي عدم انقسام العدد إلى متساويين.
إذ لا بد في ظهور الكثرة عن شيء من وجودها فيه، فلا بد من واحد، ومن عدد وأقله اثنان، وبهذا تحصل الفردية (إذ لها) في أول مراتبها (التثليث) إذ الواحد، وإن لم ينقسم؛ فليس من العدد والفردية والزوجية من خواص العدد.
(فهي من الثلاثة فصاعدا) كالخمسة والسبعة، ولكن أخذنا بالثلاثة إذ لا بد لنا من واحد واثنين، فأما الواحد فـ لإمتناع العدد القلة ، وأما الاثنان وراءه؛ فلأن الواحد ليس من العدد، فلو اعتبر في الواحد الأول واحد آخر كان كضرب الواحد في الواحد، ولا يكون إلا واحدا.
وإذا كان وجود الكثرة عن هذه الفردية، وما يكون منه وجود شيء أولى بالوجود في نفسه.
قال رضي الله عنه : (فالثلاثة أول الأفراد) أي: أفراد الموجودات التي منها وجود كل كثرة.
ولذلك ورد النص الإلهي أنه (عن هذه الحضرة الإلهية) التي اعتبر فيها التثليث (وجد العالم).

( فقال تعالى: "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له، كن فيكون" النحل: 40])؛ (فهذه) الفردية عن الحضرة الإلهية مع وحدة الذات أمور ثلاثة (ذات ذات إرادة، وقول).
ثم أشار إلى أنه لا بد من هذه الثلاثة في الدليل العقلي أيضا كما دل عليه النص. فقال: (فلولا هذه الذات) الواجبة بالذات التي إليها انتهاء الممکنات دفعا للتسلسل. (وإرادتها) التي لولاها لكانت نسبة الذات والقدرة إلى طرفي الوجود والعدم والأعراض المتضادة بالسوية، فلا بد من نسبة مرجحة لبعضها على بعض، (وهي نسبة التوجه)، أي: توجه الذات (في التخصيص) أي: تخصيص البعض بطرف الوجود والبعض بطرف العدم. وتخصيص كل عرض بموضوع (لتكوين أمر ما) مفعول لقوله: وإرادتها، (ثم) عطف على الذات أو على إرادتها على اختلاف الرائين (قوله عند ذلك التوجه) أشار بذلك إلى أنه نزله منزلة مباشرة العمل منا عند الإرادة (كن) أمرا (لذلك الشيء)، أشار بذلك إلى أن أمره تعالى.
وإن كان واحدا، فلا بد من إفراد تعلقه بكل موجود، ولم يجعل القدرة فيها الدخولها تحت الإرادة إذ لا يتصور تخصيص أمر بأمر بدون القدرة عليه (ما كان ذلك الشيء) لما ذكرنا.
فافهم أن التكوين ليس بداخل في البداية، وإن كان الماتريدي يرى دخوله فيها، وسيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالی.
قال رضي الله عنه : ( ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
قال رضي الله عنه : (ثم ظهرت الفردية الثلاثية في ذلك الشيء) أي: العين الثابتة له أيضا، لتتم مناسبته الحضرة الإلهية التي منها وجد، وكيف لا؟ 
ولذلك الشيء فاعلية في نفسه، فلذلك نقول (بها) أي: بتلك الفردية الظاهرة (من جهته) أي: جهة ذلك الشيء (صح تكوينه) أي: تكوين ذلك الشيء وهو أي: ذلك التكوين لا بمعنى إعطاء الوجود قال رضي الله عنه : (بل اتصافه بالوجود) وذلك لأن التكوين لو أريد به إعطاء الوجود فقد حصل ذلك بالإرادة والأمر، وما بقي إلا كون ذلك الشيء يأخذ وصف الوجود ويقتله بالفعل.
ثم أشار إلى أجزاء هذه الفردية لمغايرتها أجزاء الفردية الأولى.
فقال: (وهي) أي: الفردية الظاهرة من جهة ذلك الشيء (شيئيته)، وهو ثبوته في العلم.
قال رضي الله عنه : (وسماعه) لأمر ربه، (وامتثاله أمر مكونه بالإيجاد) أي: بأن يوجد نفسه ويصفها به، وفيه إشارة إلى أنه مكون بالأمر والإرادة لا بأنه موصوف بالتكوين، وهو مذهب الأشعري وسنصرح به.
ثم أشار إلى مناسبة أجزاء هذه الفردية لأجزاء تلك الفردية بعد تناسبها بالثلاثية، فقال: (فقابل) ذلك الشيء (ثلاثة) من جهته (بثلاثة) من جهة الحضرة الإلهية (ذاته)، أي: عينه (الثابتة) في العلم الأزلي، جعلها الذات باعتبار كون الوجود صفتها.
وإن كانت (في حال عدمها في موازنة)، أي: مقابلة (ذات موجدها) من حيث إن لها أيضا صفات، وإن تفاوتا بما لا يحصى، (وسماعه) من حيث إنه منشأ الامتثال كالإرادة منشأ الأمر قال رضي الله عنه : (في موازنة إرادة موجوده)، وإن كان يسبق إلى الأوهام جعل السماع في مقابلة الأمر إلا أن مقابلة الأمر بالامتثال.
ولذلك قابل (قبوله) ما أعطاه من تكوين نفسه (بالامتثال لما أمره به من التكوين في موازنة قوله: "كن") .
"" أضاف المحقق : قال الشيخ في الفتوحات في الباب 310 : 
و"كن" حرف وجودي، فإنه لو أنه كائن ما قيل له "كن".
 وهذه الممکنات في هذا البرزخ بما هي عليه، وما يكون إذا كانت مما يتصف به من الأحوال، والأعراض، والصفات.
 والكون والعجب من الأشاعرة كيف تنكر على من يقول: إن المعدوم شيء في حالة عدمه وله عين ثابتة، ثم بطر على تلك العين الوجود، ومن هذه الحضرة علم الحق نفسه، فعلم العالم وعلمه له بنفسه أزلا.
 فإن التجلي أزلا وتعلق علمه بالعالم أزلا على ما يكون العالم عليه أبدا مهما لبس حالة الوجود لا يزيد الحق علما، ولا يستفيد رؤية  تعالی الله عن الزيادة في نفسه والاستفادة، انتهى. ""

 لأنه من جانب الحق بمنزلة مباشرة العمل بعد الإرادة منا، والامتثال لأمر التكوين مباشرة من المأمور للتكوين، فلما امتثل أمر مكونه بالتكوين.
قال رضي الله عنه : (فكان هو) أي: اتصف بالوجود وتعين به (فنسب التكوين إليه)، بأن جعل صفة له : للحق كما هو مذهب الأشعري خلاف ما يتوهمه الماتريدي زعما منه، بأنه لو كان صفة للحادث لكان حادثا، وكل حادث إنما يحدث بالتكوين، فالتكوين إنما يحدث بالتكوين. 
ويتسلسل أو ينتهي إلى تكوين قديم هو صفة للحق وهو المطلوب.  
وأجاب الشيخ من جهة الأشعري بأن هذا إنما يقال في الأمور الموجودة، وهذا التكوين من صفات الأعيان الثابتة التي هي معدومة في الخارج، ثابتة في العلم الإلهي.
فکان قابل لها أيضا، فهذا الوصف أيضا ثابت لها في العلم الأزلي كأنه موجود بالقوة غير محتاج إلى تكوين آخر القول.
قال رضي الله عنه : (فلولا أنه من قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
فلولا أنه وإن لم يستقبل بذلك قيد بذلك؛ لأن ما بالقوة لا يخرج إلى الفعل إلا بأمر منفصل، إذ لو كفي نفس ما فيه بالقوة في الإخراج لم يكن فيه بالقوة أصلا، بل كان بالفعل من أول الأمر ما يكون.
أي: ما اتصف بالوجود؛ لأن غاية ما يتصور من الحق إرادته وأمره لا مباشرة العمل لافتقارها إلى الحركة، ولا يتصور من الحق. 
فالمباشرة إنما حصلت من المأمور بامتثال أمر سيده بالخروج من القوة إلى الفعل. 


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلولا أنه من قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)

الفرديّة والتثليث 
( اعلم - وفّقك الله ) للاستطلاع على حقائق العدد ومكنونات رموزه ودقائقه - ( أن الأمر ) - ظهورا كان أو إظهارا - ( مبنيّ في نفسه على الفرديّة ) وهي عدم الانقسام  بالمتساويين عمّا من شأنه الانقسام فلا يشمل الواحد ضرورة .
وقد لوّحت على ما بين بحث التثليث وهذه الحكمة من المناسبة آنفا فلا نعيده ، على أنّ الفرد مشتمل بيّناته الأول على عقدي التثليث الذي في الكلمة والحكمة ( ا ا ال ) ( 33 ) .
وبيّن أنّ المنقسم إمّا أن ينقسم بالمتساويين ، فله الشفعية والتثنية من العدد ، أو لا ينقسم بالمتساويين ، - بل بالمتخالفين في الزيادة والنقصان - فله الفرديّة والتثليث ، ضرورة اشتمال القسم الزائد على الناقص وفضل ، وإليه أشار بقوله :
(فلها التثليث ، فهي من الثلاثة فصاعدا . فالثلاثة ) في نفسه مجرّدا عمّا يقوم به ( أوّل الأفراد ) فإنّ المراتب العدديّة حقائق مجرّدة في نفسها عند أهل التحقيق ، وذلك التثليث هو الذي ظهر لقوم في صورة الفاعل والقابل والفعل ، ولآخر في العلَّة والمعلول والعليّة ، ولآخر في المحبّ والمحبوب والمحبّة ، ولآخر في الذات والصفة والاسم ، ولآخر في الإله والعبد والعبوديّة .
( وعن هذه الحضرة الإلهيّة ) - التي لها التثليث - ( وجد العالم ، فقال تعالى : " إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " [ 16 / 40 ] فهذه ذات ذات إرادة وقول ، ولولا   هذه الذات وإرادتها ، وهي نسبة التوجّه بالتخصيص لتكوين أمر ما ) .
واعلم أنّ هذين الأمرين في التكوين بمنزلة المادّة ، التي بها الشيء بالقوّة ، والقول بمنزلة الصورة التي بها الشيء بالفعل .

وإليه أشار بقوله : - ( ثمّ لولا قوله عند هذا التوجّه « كن » لذلك الشيء : ما كان ذلك الشيء ) ولذلك ترى القول في الآية المذكورة مكرّرة ، ضرورة أنّ الصورة من الشيء التي هي الغاية للحركة الإيجاديّة ، لها تكرّر تقدّم ذاتي أوّلا على الكل وتأخر رتبيّ ثانيا عنه .
( ثمّ ظهرت الفرديّة الثلاثيّة أيضا في ذلك الشيء ) المتوجّه اليه ، فإنّ النسبة حاكمة على الطرفين ، مسمية لهما ، وبتكرّر هذه الفرديّة الثلاثيّة في طرفي الفاعل والقابل ثمّ أمر الكون ، فإنّ الستّة هي أوّل ما ظهر منه أمر تمام الكثرة ، ولذلك ترى صورة التثليث في الفرد مثنّاة ، كما لوّح عليه آنفا .

فمن تلك الفرديّة والتثليث انتسب إليه الكون ( وبها من جهته ) - أي من طرف الشيء - ( صحّ تكوينه واتّصافه بالوجود ، و ) تلك الفرديّة الثلاثية ( هي شيئيّته وسماعه وامتثاله أمر مكوّنه بالإيجاد ، فقابل ثلاثة بثلاثة ) وبه يسمّى بالمقابل ، إذ بمقابلته الثلاثة بالثلاثة تمّ أمر الكثرة المستتبعة للصورة الكونيّة .
وذلك ( ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها ، وسماعه في موازنة إرادة موجده ، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله « كُنْ » فكان هو ، فنسب التكوين إليه ) أي نسب ظهوره بالصورة الكونيّة إلى الشيء ،فهو الذي كوّن نفسه بالقابليّة المذكورة.

(فلولا أنّه في  قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ، ما تكوّن)
وليس للحقّ تعالى سوى الأمر فقط ، ( فأثبت الحقّ تعالى  أنّ التكوين للشيء نفسه ، لا للحقّ ، والذي للحقّ فيه أمره خاصّة ، وكذا أخبر عن نفسه ) بشهادة أداة الحصر على الأمر ( في قوله : " إِنَّما أَمْرُه ُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " [ 36 / 82 ] فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله ) فإنّ الغاية للإرادة وتوجّه الذات بالتخصيص الأمري إلى الشيء إنّما هو تكوينه ، فلذلك قال : "فَيَكُونُ " أي بدون فاعل من خارج ، وللإشعار بأن الشيء هي الغاية قال : « لنفس الشيء » باللام دون إلى . 

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.)
قال رضي الله عنه : (  اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات، ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص )
قال رضي الله عنه : (اعلم وفقك الله) لفهم الحقائق على ما هي عليه (أن الأمر)، أي أمر الإيجاد (مبني في نفسه على الفردية)، وهي عدم الانقسام بالمتساويين عما من شأنه الانقسام فلا تشمل الواحد.
وبين أن المقسم إما أن ينقسم بالمتساويين فله الشفعية والثنوية من العدد .
أو لا ينقسم بالمتساويين بل بالمتخالفين في الزيادة والنقصان فله الفردية .
والتثليث ضرورة اشتمال القسم الزائد على الناقص، وفضل.
وإليه أشار بقوله (ولها)، أي الفردية (التثليث فهي)، أي الفردية مبتدأة (من الثلاثة) لأن أقل عدد لا ينقسم إلى متساويين إنما هو الثلاثة (فصاعدا) كالخمسة والسبعة والتسعة وغيرها. 
قال رضي الله عنه : (فالثلاثة أول الأفراد. وعن هذه الحضرة) الفردية (الإلهية) التي لها التثليث (وجد العالم فقال تعالى: «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فهذه [النحل: 40]الحضرة  الفردية التي لها التثليث ومنها وجد العالم. 
قال رضي الله عنه : (فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.  ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة:  ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو . فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون. )
فهي (ذات ، ذات إرادة وقول : فلولا هذه الذات وإرادتها وهي نسبة)، أي نسبة هي (التوجه بالتخصيص)
قال رضي الله عنه : (لتكوين أمر ما، ثم لولا قوله عند هذا التوجه الإرادي كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضأ في ذلك الشيء) المتوجه إليه (وبها)، أي بتلك الفردية (من جهته)، أي من طرف ذلك الشيء.
قال رضي الله عنه : (صح تكوينه)، أي تكونه ولهذا عطف عليه قوله : (واتصافه بالوجود) عطف تفسير وإنما قلنا ذلك فإن المكون يعني المؤثر في كون الشيء ووجوده إنما هو الحق سبحانه، ولو جعلته مكونا بملاحظة أن القائل أيضا داخل في التكوين فغير بعيد وتلك الفردية الثلاثية.
قال رضي الله عنه : (هي شيئيته) الثبوتية (وسماعه وامتثاله أمر مكونه با لإيجاد ، فقابل ثلثه بثلثه : ذاته الثابتة في) العلم في (حال عدمها) بحسب العين (في موازنة ذات موجودها، وسماعه في موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين)، أي التكون .
قال رضي الله عنه : (في موازنة قوله كن فكان هو ،فنسب التكوين إليه)، أي إلى الشيء الموجد .
قال رضي الله عنه : (فلولا أنه في قوته التكوین)، أي التكون بمعنی قبول الكون قبولا ناشئا (من نفسه عند هذا القول)، أي قول کن (ما تكون) .
فقوله : ما تكون قرينة على أن المراد بالتكوين فيما سبق هو التكون وإلا فالمناسب ما کون.

.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:17 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الرابعة : الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : (  فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

(فما أوجد هذا الشيء) في نفسه (بعد أن لم يكن عند الأمر) له (بالتكوين) من الحق تعالى (إلا نفسه)، أي نفس ذلك الشيء بالاستعداد الذي فيه لقبول التكوين وذلك الاستعداد غیر مجعول في ذلك الشيء بل هو عين ذات ذلك الشيء.
وهو معدوم ممکن بالعدم الأصلي، والعدم الأصلي غير مجعول في كونه عدمة أصلية ، لأن الجعل إفاضة الوجود على الممكن المعدوم من طرف الموجود الحق سبحانه .

(فأثبت الحق تعالى أن التكوين) الحاصل لكل شيء إنما هو منسوب (للشيء نفسه لا) منسوب (للحق) تعالى (و) إنما (الذي للحق) تعالى (فيه)، أي في تكوين ذلك الشيء (أمره)، أي أمر الحق تعالی لذلك الشيء بالتكوين (خاصة ولذا)، أي ولأجل هذا (أخبر) الله تعالى عن نفسه سبحانه (في قوله : "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" [النحل: 40] فنسب التكوين لنفس الشيء عن) امتثال (أمر الله) تعالى (وهو)، أي الله تعالى (الصادق في قوله) ذلك . 
قال تعالى : "ومن أصدق من الله قيلا" [النساء: 122]، أي قولا.
(وهذا) المذكور (هو المعقول)، أي الذي يدرك بالعقول النورانية (في نفس الأمر) عند أهل الكشف (كما يقول الأمر)، أي المولى (الذي يخاف) بالبناء للمفعول أيضا ، أي يخافه غيره (ولا يعصى) بالبناء للمفعول أيضا، فلا يعصيه من خافه (لعبده قم) بصيغة الأمر له بالقيام (فيقوم) ذلك (العبد امتثالا ) منه (لأمر سیده).

 أي مولاه (فليس للسيد)، أي المولى (في) صدور (قیام هذا العبد) من العبد (سوى أمره له بالقيام) فقط (والقيام من فعل) ذلك (العبد لا من فعل السيد)، أي المولى، وإذا كان الأمر كذلك فلا يرد عليه أن التكوين حينئذ من فعل غير الله تعالى، لأن العبد في
المثال المذكور ليس مأمورا بإيجاد نفسه وإنما هو مأمور بفعل آخر وهو حين الأمر له موجود بوجود يساوي فيه مولاه الذي أمره.
وأما في مسألة الأمر الإلهي للكائنات العدمية بالتكوين، فإنه أمر بإيجاد النفس صادر من موجود حق إلى معدوم صرف .
فامتثاله للأمر وظهور تكوينه لنفسه عن نفسه بالأمر الإلهي كناية عن قبول تأثير فعل الله تعالى فيه، نظير الفعل المطاوع في اللغة العربية كقولهم: كسرت الإناء فانكسر.
فقوله : (کن) مثل قولهم: كسرت الإناء 
وقوله تعالى: "فيكون"، مثل قولهم : فانكسر، فإنه يسمى فعلا صادرة من الإناء مع أن الإناء مفعول لا فاعل، فهو مفعول من وجه وفاعل من وجه، وليس للكاسر في الإناء غير الكسر .

وأما الانكسار فهو فعل الإناء لا فعل الكاسر.
ولهذا إذا كان الإناء من حجر صلب ووجد الكسر، أي صورة الفعل من الكاسر ولم يوجد الانكسار كان الكاسر فاعلا .
 ولم يكن الإناء فاعلا لعدم قبوله وعدم استعداده لأثر فعل الكاسر فلم يصدر عنه فعل.
وفي حقيقة الأمر جميع الأفعال الصادرة من غير الحق تعالی من تكوين النفس وتحريكها وتسكينها في الخير والشر ظاهرا أو باطنا إنما هي انفعالات عن فعل الحق تعالى والانفعالات تسمى أفعالا مطاوعة.
 فيقال : كون الله تعالى الأشياء بأمره فتكونت هي في نفسها بنفسها وحركها وسكنها بأمره في الخير والشر في ظاهرها أو باطنها فتحركت وسكنت هي في نفسها بنفسها.

فلا يكون لله تعالى في ذلك غير مجرد الأمر لها المسمی فعلا من وجه وقولا من وجه فمن حيث إنه أثر فيها حملها وألجأها واضطرها إلى قبول مقتضاه على حسب استعدادها يسمی فعلا بطريق القهر لها كما قال تعالى: "هو القاهر فوق عباده" [الأنعام: 18] والكل عباده . 
قال سبحانه : "إن الله من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا* لقد أحصاهم وعدهم عدا " [مريم: 93 - 94].
ولأنه فعل أمر أيضا فإنهم سموا الأمر فعلا، لأنه يفعل الامتثال في القابل له، ومن حيث إنه اقتضى فعلا آخر يصدر من الأشياء مطاوعة له على حسب مراده يسمی قوة، فكان نظير قول المولى الذي يخاف فلا يعصي لعبده قم  فإنه يسمی فعلا من أنه فعل أمر،
وقد ألجأ العبد واضطره إلى القبول، فكأنما كان القبول منفعة عنه ، وتسميته قوة على ظاهره، والله بكل شيء عليم .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

(فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه) فلا ينسب الإيجاد إلا إلى نفس ذلك الشيء.
 نعم ينسب إلى الحق لكونه أمرا بالتكوين فكان إسناد الإيجاد في الحق مجازة وفي العبد حقيقة (فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه بجر نفسه تأكيد للشيء لا للحق والذي للحق فيه) أي في التكوين (أمره) أي أمر الحق للشيء بكن .
(خاصة وكذا) أي وكإخباره عن نفسه في قوله تعالى : "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " 40 سورة النحل  .
(اخبر عن نفسه في قوله إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له "كن فيكون" فنسب التكوين) بالنص الإلهي (لنفس الشيء) أي إلى نفس الشيء (عن أمر الله) متعلق بنسب.
فالحق آمر بالتكوين والعبد فاعل به (وهو الصادق في قوله وهذا) أي كون التكوين صفة لنفس الشيء لا للحق (هو المعقول في نفی الأمر) أي لا استحالة فيه عند العقل فلا يحتاج النصوص الواردة في حقه إلى التأويل و لإيضاح هذا الأمر المعقول أورد مثالا في الخارج .
فقال : (كما يقول الأمير الذي يخاف فلا يعصى) مبنيان للمفعول (لعبده قم ، فيقوم العيد امتثالا لأمر سیده ، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوي أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد) .
فكان التكوين من فعل العبد المأمور بكن لا من فعل الحق .
وإنما كان هذا هو الأمر المعقول في نفسه إذ يجوز أن الله أعطى لذلك الشيء وجودا مغايرا لهذا الوجود و به سمع كلام الحق وامتثل أمره .
كما في ذرية آدم عليه السلام حين قال : "ألست بربكم" فسمعوا كلامه وامتثلوا أمره وقالوا : بلي من قبيل هذا الوجود


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه. فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.  وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال : اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية، يعني أن الله تعالى كان ولا شيء معه، ثم أشار إلى أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية .
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون، اسم مفعول .
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.
وبمثل هذا يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.

وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.

 

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلَّا نفسه) .
قال العبد : وأهليّته لقبول الامتثال ، فما أوجده إلَّا هو ، ولكن بالحقّ وفيه ، فافهم ، فإنّه دقيق .
قال رضي الله عنه : ( فأثبت الحق تعالى أنّ التكوين للشيء نفسه لا للحق ، والذي للحقّ أمره خاصّة ، وكذا أخبر عن نفسه بقوله : " إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " فنسب التكوين لنفس ذلك الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر .)

يعني رضي الله عنه : لمّا ذكر الكون عقيب الأمر ، فلا ينسب إلَّا إلى المأمور بذلك وهو الأنسب وإن احتمل اللفظ أن ينسب الكون إلى الآمر ، أي يكون هو من كونه عين المعلوم المعدوم العين المأمور بالكون من كونه ثابتا في العلم .
فيكون فيه هو بموجب ما أمر والمأمور مظهر لكونه فيه ، لأنّ الكون أمر وجودي ، فالأنسب أن ينسب الأمر الوجودي إلى الوجود الحق المتعيّن في قابلية المظهر لا إلى ما لا وجود له ، فإنّه ليس للممكن القابل إلَّا أن يمكن الكون فيه بموجب الأمر.
 فالمظهر القابل صالح لظهور كون الوجود فيه متعيّنا بحسب ما كان كامنا في عينه الثابتة بموجب أمر الآمر .
وقد ذهب إلى هذا القول ، جلَّة من المحقّقين ، ولكنّ الشيخ رضي الله عنه بيّن سياق الآية فبموجب ذلك ينسب التكوين إلى المأمور ، ثمّ التحقيق يقتضي ما ذكرنا من كون ذلك الكون المأمور به كامنا في القابل ، فظهر بأمر الآمر فينسب إلى المأمور لا إلى الآمر ، فإنّ الكون وإن كان وجوديا ، ولكن إنّما يكون بحسب القابل وفيه ، فالأنسب إذن أن ينسب إليه ، فافهم مقتضى الذوقين .
قال رضي الله عنه ممهّدا لما هو بصدد بيانه من نسبة الكون إلى المظهر المأمور  :

(كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده : « قم » فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده ، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام ، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد) .
فظهر على ما قرّر رضي الله عنه من جميع الوجوه ، أنّ الإيجاد من الفردية الثلاثية أمّا مطلقا فمن جهة القابل والفاعل والفعل فثلاثة ، ومن جهة الفاعل ثلاثة كما مرّ ، ومن قبل القابل أيضا كذلك .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه ) .
فالعين الغير المجعولة عينه تعالى ، والفعل والقبول له بك كما ذكر في الفص الأول فهو الفاعل بإحدى يديه والقابل بالأخرى والذات واحدة والكثرة نقوش وشئون ، فصح أنه ما أوجد الشيء إلا نفسه وليس إلا ظهوره .
قال رضي الله عنه : ( فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق والذي للحق فيه أمره خاصة ، وكذا أخبر عن نفسه في قوله :" إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه كُنْ فَيَكُونُ "  فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله ). أي إلى نفس الشيء ، يقال : نسب إليه وله بمعنى واحد .
قال رضي الله عنه : ( وهو الصادق في قوله فهذا هو المعقول في نفس الأمر ) كما في هذا المثال.
قال رضي الله عنه : ( كما يقول الآمر الذي يخاف ولا يعصى لعبده قم ، فيقوم العبد امتثالا لأمر السيد فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام ، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.) ظاهر غنى عن الشرح .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

(فما أوجد هذا الشئ بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه ، فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشئ نفسه ) ( نفسه ) ، بالجر ، تأكيد ( للشئ ) .
( لا للحق . والذي للحق فيه أمره خاصة .
وكذا أخبر عن نفسه في قوله : ( إنما أمرنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون . فنسب ( التكوين ) لنفس الشئ ) . أي ، إلى نفس الشئ .
ف‍ ( اللام ) بمعنى ( إلى ) . ( عن أمر الله وهو الصادق في قوله . وهذا هو المعقول في نفس الأمر . كما يقول الآمر ، الذي يخاف فلا يعصى ) على البناء للمفعول .
( لعبده : قم . فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده . فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام . والقيام من فعل العبد ، لا من فعل السيد ) . معناه ظاهر .
فإن قلت : الأشياء قبل وجودها معدومة ، فكيف تتصف بالامتثال والقبول للأمر والانقياد ؟
وهذه المعاني إنما تحصل مما له الوجود ، وكيف يمكن أن يتكون الشئ الذي وجوده مستفاد من غيره بنفسه ؟
وكيف يقاس ما ليس بموجود إلى ما هو موجود ، كمثال العبد والسيد ؟
قلت : إنها موجودة بالوجود العلمي الإلهي أزلا وأبدا ، وإن كانت معدومة بالنسبة إلى الوجود الخارجي .
وهذه الصفات التي للأشياء ليست من لوازم الوجود الخارجي فقط ، بل من لوازم الوجود العلمي ، فهي متصفة بها أيضا حال كونها متصفة بالوجود العلمي .
غاية ما في الباب ، أن هذه الصفات يتفاوت ظهورها بحسب عوالمها التي هي فيها ، كما يتفاوت الأعيان باللطافة والكثافة في عالم الأرواح والأجسام .
وسر نسبة ( التكوين ) إلى الأعيان وتحقيقها ، أن تلك الأعيان لكونها عين الحق من حيث الحقيقة لها الظهور والإظهار لنفسه في جميع مراتب الوجود ، لاتصافها بالصفات الإلهية حينئذ . ومن حيث إنها متعينة بتعينات خاصة مستمدة ممن لا تعين له ، محتاجة إليه ، لها العجز والضعف والنقص وغيرها من الصفات الكونية .
فنسبة ( التكوين ) و ( الإيجاد ) إليها ، بالاعتبار الأول ، والعجز والفقر والمسكنة ، بالاعتبار الثاني . فلا تضيق صدرك بما سمعت ، واحمد ربك على ما فهمت .
.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:18 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الرابعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الرابعة : الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
قال رضي الله عنه : (  فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.  وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
قال رضي الله عنه : (فما أوجد) أي: أخرج إلى الفعل (هذا الشيء بعد أن لم يكن بالفعل)، فيه إشارة إلى أن التكوين، وإن كان فيه بالقوة دائما فلا يلزم وجوده في الأزل؛ لأنه لم يخرج إلى الفعل إلا بالأمر.
ولذلك قال: (عند الأمر بالتكوين إلا) هو (نفسه)، وإن لم تكن نفسه المعدومة علة لوجوده ولا تكوينه؛ لأنهما عدمیان بل هو الأمر الإلهي الموجود والتكوين من الإضافات التي هي غير موجودة، فلا يجعل من صفات الحق كما يقوله المعتزلة في العالمية والقادرية؛ لأن صفاته تعالی موجودة قديمة قائمة بذاته.

قال رضي الله عنه : (فأثبت الحق تعالى التكوين للشيء نفسه)؛ لأنه معدوم ثابت للشيء (لا للحق) الذي هو بذاته وصفاته موجود قديم.
(والذي للحق فيه) أي: في التكوين حيث قيل فيه أنه مكون الأشياء وخالقها (أمره خاصة)؛ لأنه من الموجودات التي صح كونها من صفات الحق.
قال رضي الله عنه : (وكذا) أي: كما قلنا بأن صفة الحق إرادته وأمره لا التكوين، (أخبر الحق عن نفسه في قوله: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" [يس: 82]) .
فأثبت الإرادة والقول لنفسه والتكوين للشيء.
فإن الضمير في قوله: "فيكون" إنما يعود إلى الشيء هو نفسه، ولكن ذلك ليس علة وجوده بل هي (أمر الله) فهو إنما تكون عن أمر الله لا بتكوين نفسه.
ثم قال الشيخ رحمه الله: (وهو) أي: الله تعالى (الصادق) فيما أخبر عن نفسه، فلا يصدق في مقابلة إخباره قول الماتريدي، وكيف لا يصدق، (وهذا هو المعقول في نفس الأمر) في امتثال جميع الأوامر، فإنه لا يصدر المأمور به من الأمر، وإن كان قاهرا.
وإليه الإشارة بقوله: (كما يقول الأمر الذي يخاف فلا يعصی) لكونه قاهرا (لعبده قم، فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام)، إذ لا يتصور منه مباشرة قيام عبده.
وذلك للعلم الضروري أن (القيام من فعل العبد)، وإن كان مقهورا (لا من فعل السيد) فكذا التكوين لكونه من الأمور الإضافية العدمية، لا تتصور إلا الأمر معدوم ثابت في العلم لا يتصور كونه من الصفات القديمة الموجودة.
وإن سلم فلا معنى لامتثال الأمر إذ لا يتصور مع كون المأمور به من فعل الأمر من كل وجه، وهذا التمثيل مبني على أن هذا الامتثال بالكره لكن النص الأخر دل على أنه بالطوع، وهو قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " [فصلت: 11] 
وكيف لا وهو الكمال المطلوب إذ هو خير محض، وفيه خروج عما هو أصل الشر وهو العدم،


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
قال رضي الله عنه : (فما أوجد الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلَّا نفسه ) وليس للحقّ تعالى سوى الأمر فقط ، ( فأثبت الحقّ تعالى  أنّ التكوين للشيء نفسه ، لا للحقّ ، والذي للحقّ فيه أمره خاصّة ، وكذا أخبر عن نفسه ) بشهادة أداة الحصر على الأمر .
( في قوله : " إِنَّما أَمْرُه ُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " [ 36 / 82 ] فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله ) فإنّ الغاية للإرادة وتوجّه الذات بالتخصيص الأمري إلى الشيء إنّما هو تكوينه ، فلذلك قال : "فَيَكُونُ " أي بدون فاعل من خارج ، وللإشعار بأن الشيء هي الغاية قال : « لنفس الشيء » باللام دون إلى .
قال رضي الله عنه : ( وهو الصادق في قوله ) . هذا ما يدلّ على ما ذكرنا بحسب منطوق النقل .
قال رضي الله عنه : (وهذا هو المعقول) أيضا ( في نفس الأمر كما يقول الآمر الذي يخاف ولا يعصى لعبده : «قم» ، فيقوم العبد امتثالا لأمر سيّده ، فليس للسيّد في قيام هذا العبد سوى أمره بالقيام ، والقيام من فعل العبد ، لا من فعل السيّد. (
ومما يلوّح عليه تلويحا كاشفا اشتمال « الله » على الثلاثة المتكرّرة من لامي الفاعل والقابل ، وبهما تمّ أمر الظهور ، كما أنه بالستّة - التي هي من ألف الابتداء وهاء المنتهى - تمّ أمر الإظهار .
ولما بيّن سريان الفرديّة الثلاثيّة في أمر الظهور أخذ يبيّن ذلك في أمر الإظهار قائلا


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه. فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. )
قال رضي الله عنه : (فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه).
يعني هو بنفسه محركه من العدم.  أي من الوجود العلمي إلى العين.
 أي الوجود الخارجي بعد ما أمر به ، وليس للحق سبحانه إلا الأمر.
(فأثبت الحق تعالی) بقوله : "فيكون" ،حيث أسند الكون إلى الشيء نفسه لا إلى الأمر المكون.
(أن التكوین)، أي التكون (للشيء) المأمور بالکون (نفسه لا للحق والذي للحق فيه)، أي في التكوين (أمره خاصة) لا الفعل المأمور به.
قال رضي الله عنه : ( وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
قال رضي الله عنه : (وكذا أخبر عن نفسه في قوله) في موضع آخر (إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فنسب التكوين لنفس الشيء)، أي إلى نفسه لا إلى الله سبحانه وتعالى .
لكنه (عن أمر الله) والله سبحانه (هو الصادق في قوله) المنبيء عن حصر أمره في القول وعن انتساب التكوين إلى الشيء نفسه .
قال رضي الله عنه : (وهذا)، أي انحصار أمر أنه في القول وانتساب التكوين إلى الشيء نفسه كما أنه المفهوم من قوله المنقول كذلك (هو المعقول في نفس الأمر).

فإن الأمر إنما يطلب من المأمور بصيغة الأمر مبدأ الاشتقاق لا الاشتقاق الذي هو من جملة أفعاله الصادرة عنه فالأمر بكون الفعل المأمور للأمر والفعل المأمور به لئمأمور.
قال رضي الله عنه : ( كما يقول الأمر الذي يخاف) على البناء للمفعول .
وكذلك قوله : (فلا يعصى) والجار والمجرور في قوله (لعبده) متعلق بقوله يقول، أي يقول الأمر لعبده (قم فيقوم العيد امتثالا لأمر سیده فليس للسيد في قيام العبد سوي أمره له بالقيام والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد 

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الخامسة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:19 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الخامسة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الخامسة: الجزء أول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
قال رضي الله عنه : (  فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة: فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )

(فقام أصل التكوین) للأشياء (على التثليث أي) لا يحصل التكوين بشيء مطلقة إلا (من الثلاثة من الجانبين من جانب الحق) الذي هو المكون بكسر الواو
(ومن جانب الخلق) الذي هو المكون بفتح الواو (ثم سرى ذلك)، أي التثليث (في إيجاد المعاني) المعقولة (بالأدلة )العقلية (فلا بد في) صحة (الدليل) العقلى (أن يكون مركبة من ثلاثة) أشياء (على نظام مخصوص) في التقديم والتأخير (وشرط مخصوص) كما ذكره علماء الميزان في مبحث القياس (وحينئذ)، أي إذا كان الدليل كذلك (ينتج) النتيجة المقصودة (لا بد من ذلك) الأمر المذكور .

(وهو)، أي النظام المخصوص (أن يركب الناظر)، أي المستدل بنظر عقله (دلیله) الذي يقيمه (من مقدمتین) تسمى إحداهما صغرى والأخرى كبرى (كل مقدمة) منها (تحتوي على مفردین)، لأنها جملة مفيدة.

فلا بد من تركيبها وأدني التركيب من كلمتين (فیکون) مجموع المقدمتین کلمات (أربعة) ویکون (واحد من هذه الكلمات الأربعة يتكرر)، أي هو لفظ واحد ولكنه يعد لفظين لذكره (في المقدمتين) فيذكر في المقدمة الأولى ثم يعاد ذكره أيضا في المقدمة الثانية (ليربط إحداهما)، أي إحدى المقدمتين (بالأخرى كالنکاح) بين الرجل والمرأة، فإن أحد أجزاء الرجل لا بد أن يخالط أحد أجزاء المرأة حتى يبقى كأنه جزء مکرر في الجانبين، فهو جزء من الرجل أصالة وجزء من المرأة بالعرض، وهو كونه مولجا فيها .
(فيكون ثلاثة أشياء لا غير التكرار الواحد فيهما)، أي في المقدمتين (فیکون)، أي فيوجد (المطلوب) الذي هو النتيجة حينئذ کالولد الذي يكون بالنكاح من الزوجين .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما.  فيكون المطلوب )

قال رضي الله عنه : (فقام أصل التكوين على التثليث أي) حصل (من الثلاثة من الجانبين من جانب الحق ومن جانب الخلق).
ولما بين كيفية الإيجاد في الأعيان شرع في بيان الإيجاد في المعاني لكونها من الفتوح، فقال : 
(ثم سرى ذلك) التثليث (في إيجاد المعاني) وهي النتائج (بالأدلة) يتعلق بإيجاد (فلا بد من الدليل) أي في الدليل أن يكون (مركبا من ثلاثة) موضوع النتيجة و محمولها والحد الأوسط وهي أجزاء مادية له (على نظام مخصوص) متعلق بمركبا وهو جزئي صوري له .
قال رضي الله عنه : (وشرط مخصوص) وهو أن يكون الصغرى موجبة والكبري كلية في الشكل الأول (وحينئذ) أي فحين تحقق هذه المذكورات في الدليل (بنتج) الدليل (من ذلك) أي من أجل تركبه من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص :

قال رضي الله عنه : (وهو) أي النظام المخصوص أو تركب الدليل من ثلاثة (أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة) أي كل واحد منها (تحوي) أي تشتمل (على مفردین) موضوع ومحمول (فیکون أربعة، واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين ليربط إحداهما بالأخرى).
ولإيضاح هذا الأمر المعقول ذکر مثالا في الأمور العينية بقوله:
قال رضي الله عنه : (كالنكاح) فإن النكاح قائم على ثلاثة أركان زوج وزوجة وولي عاقد والشهود شروط (فيكون) أي فيوجد (فيه ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما فیکون) أي فيوجد (المطلوب).


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
قال رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة: فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
قال رضي الله عنه : اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية، يعني أن الله تعالى كان ولا شيء معه، ثم أشار إلى أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية .
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون، اسم مفعول .
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.
وبمثل هذا يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
فقال رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين :
من جانب الحق ، ومن جانب الخلق ، ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلَّة ) .
يشير رضي الله عنه إلى أنّ التثليث لمّا كان سببا لفتح باب النتيجة في أصل التكوين ، سرى هذا السرّ في جميع مراتب الإيجاد ، ومن جملة ذلك إيجاد الأدلَّة المعنوية .
قال رضي الله عنه : ( فلا بدّ في الدليل أن يكون مركَّبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص ، وحينئذ ينتج ، ولا بدّ من ذلك .
وهو : أن يركَّب الناظر دليله من مقدّمتين ، وكلّ مقدّمة تحوي على مفردين ، فتكون أربعة ، واحد من هذه الأربعة يتكرّر في المقدّمتين ليربط إحداهما بالأخرى كالنكاح ، فتكون ثلاثة لا غير ، لتكرار الواحد فيهما . فيكون المطلوب)
يعني عموم اقتضاء « كلّ حادث » مثلا على ما يورد للسبب المحدث - بكسر الدال - إذ لولا عموم هذا الحكم في الحوادث كلَّها ، لما أنتج أنّ العالم الحادث ، له سبب ، وهذا ظاهر .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
قال رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث ، أي من ثلاثة من الجانبين ، من جانب الحق ومن جانب الخلق ) ظاهر غنى عن الشرح .
قال رضي الله عنه : ( ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة فلا بد في الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص ، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك ).
 أي ثم لما كان التثليث سببا لفتح باب النتائج في التكوين والإيجاد سرى ذلك التثليث في جميع مراتب الإيجاد حتى إيجاد المعاني بالأدلة ، وكما أن التثليث الأول مرتب ترتيبا متقنا بكون الذات فيه مقدما والإرادة متوسطة بينه وبين القول لا يكون إلا كذلك ، فلذلك يكون الدليل مرتبا على نظام مخصوص حتى ينتج.
قال رضي الله عنه : ( وهو أن يركب الناظر دليله من مقدمتين ، كل مقدمة تحتوى على مفردين ، فتكون أربعة : واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين ليربط أحدهما بالآخر كالنكاح فيكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما فيكون أي يوجد المطلوب)
أي الحكم ، ومعنى كون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها الكلية الكبرى ، فإن العلة هي الوسط ، وهي إذا كان بأكثر على الأصغر أعم منها لثبوته لغير هذه العلة ، كانت الكبرى كلية ، كقولك : هذا إنسان وكل إنسان حيوان ، فهذا حيوان وهذا الحكم قد يثبت لغير هذه العلة كقولك : هذا فرس وكل فرس حيوان ، وكذلك إذا كان الحكم مساويا

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
قال رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين ) أي ، الأعيان التي تتكون . ( على التثليث ، أي ، من الثلاثة من الجانبين : من جانب الحق ، ومن جانب الخلق . ثم ، سرى ذلك ) أي ، حكم ذات التثليث .
قال رضي الله عنه : ( في إيجاد المعاني بالأدلة ، فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة ) وهو موضوع النتيجة ، ومحمولها ، والحد الأوسط .
( على نظام مخصوص ) وهو نظم الشكل الأول وما يرجع إليه عند الرد ، كالأشكال الثلاثة الأخر . (
قال رضي الله عنه : (وشرط مخصوص ) وهو أن تكون الصغرى موجبة ، كلية كانت أو جزئية ، والكبرى كلية ، سواء كانت موجبة أو سالبة . هذا في الشكل الأول .
وأما في الأشكال الباقية ، فالشرط أن يكون الكبرى والصغرى بحيث إذا ردتا إلى الأول
بطريق مثبتة في علم المنطق ، يحصل شرط الشكل الأول .
( وحينئذ ينتج من ذلك . وهو ) أي ، النظام المخصوص .
قال رضي الله عنه : ( أن يركب الناظر دليله من مقدمتين : كل مقدمة تحوي على مفردين ، فتكون أربعة . واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين ، ليربط أحديهما بالأخرى كالنكاح ) .
شبه اجتماع المعاني الثلاث بحصول النتيجة ، بالنكاح الصوري ، على أن هذا الاجتماع العيني صورة ذلك الاجتماع الغيبي والثلاثة التي في النكاح وهي أركانه :
الزوج ، والزوجة ، والولي العاقد .  والباقي شروط الصحة .
قال رضي الله عنه : ( فيكون ثلاثة ) أي ، فتحصل ثلاثة . ( لا غير لتكرار الواحد فيهما ، فيكون المطلوب ) أي ، فيحصل المطلوب .
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الخامسة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:20 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الخامسة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الخامسة : الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )

قال رضي الله عنه : ( ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة: فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما.  فيكون المطلوب(
ثم أشار إلى عموم الفردية الثلاثية في كل إيجاد؛ فقال: (ثم سرى ذلك) التثليث من أصل الإيجاد وهو إيجاد الموجودات في الخارج (في إيجاد المعاني) أي: التصديقات في الذهن خصها لأن التصورات لا تحصل عنده إلا بالكشف لتصور نظر المنطق عن الوفاء بتمييز الذاتيات عن العرضيات.
وقد اعترف بذلك الشيخ الرئيس في رسالة الحدود (بالأدلة) أي: الأقيسة؛ (فلا بد في الدليل الذي هو موجد المعاني (أن يكون مركبا من ثلاثة)؛ لأنه إن كان استثنائيا، فلا بد من مقدمة شرطية هي في الأصل قصتان، ومقدمة استثنائية هي حملية، وإن كان اقترانی . فلا بد من أصغر وأوسط وأكبر، والأصغر موضوع المطلوب أو مقدمة، والأكبر محمول المطلوب أو تاليه، والأوسط هو الرابط المکرر بينهما (على نظام مخصوص)، وهو تقديم الشرطية على الاستثنائية في الاستثنائي، وتقديم الصغرى على الكبرى في الاقتراني، (وشرط مخصوص) ذكر تفصيله في كتاب (المنطق)، وسيأتي ما يدل بالإجمال عليه.
(وحينئذ ينتج لا بد من ذلك) أي: تلزمه النتيجة، وإن كانت قد تحصل بالاستقراء والتمثيل لكنها ليست بلا ذمة.
(وهو) أي: تركب الدليل من ثلاثة في الاقتراني لم يذكر الاستثنائي لوضوحه (أن يركب الناظر دليله) الاقتراني (من مقدمتين، كل مقدمة تحتوي على مفردین)؛ فالأولين على الأصغر والأوسط، والأخرى على الأكبر والأوسط، (فتكون) أجزاء الدليل في الظاهر (أربعة) لكن (واحد من هذه الأربعة) وهو الأوسط (يتكرر في المقدمتين ليربط إحداهما بالآخر)، لحصول المشاركة بينهما بتكرار ذلك الواحد فيهما (کالنکاح) الموجب تكرر المني من الرجل والمرأة الموجب للنتيجة التي هي الولد،
(فتكون) أجزاء الدليل بالحقيقة (ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما)، فهو وإن كان اثنين في اللفظ واحد في الحقيقة.
(فيكون) أي: يوجد (المطلوب) من بينهما بحذف المكرر


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما.   فيكون المطلوب )

قال رضي الله عنه : (فقام أصل التكوين على التثليث ، أي من الثلاثة من الجانبين : من جانب الحقّ ، ومن جانب الخلق ).
ومما يلوّح عليه تلويحا كاشفا اشتمال « الله » على الثلاثة المتكرّرة من لامي الفاعل والقابل ، وبهما تمّ أمر الظهور ، كما أنه بالستّة - التي هي من ألف الابتداء وهاء المنتهى - تمّ أمر الإظهار .
ولما بيّن سريان الفرديّة الثلاثيّة في أمر الظهور أخذ يبيّن ذلك في أمر الإظهار قائلا :
قال رضي الله عنه : ( ثمّ سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلَّة ، فلا بدّ في الدليل من أن يكون مركَّبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص ، وحينئذ ينتج ، لا بدّ من ذلك وهو أن يركَّب الناظر دليله من مقدّمتين :
كلّ مقدّمة يحتوي على مفردين ، فتكون أربعة ، واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين ، لتربط إحداهما بالأخرى ، كالنكاح )
فإنّه مشتمل على مقدّمتي الأبوين المنطويين على آلتيهما للتناسل ، وذلك الواحد المتكرر
قال رضي الله عنه : ( فتكون ثلاثة لا غير ، لتكرار الواحد فيهما ، فيكون المطلوب ) - ظهوريّا كان أو إظهاريّا.


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو  أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب )
قال رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة: فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما. فيكون المطلوب)

قال رضي الله عنه : ( فقام أصل التكوين على التثليث).
( أي) هو منشأ (من الثلاثة من الجانبين من جانب الحق ومن جانب الخلق ثم سرى ذلك) التثليث (في إيجاد المعانی)، أي في الذهن (بالأدلة فلا بد من الدليل) (من أن يكون مركبة من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص) كما بين في الكتب الميزانية .
قال رضي الله عنه : (وحينئذ ينتج لا بد من ذلك الإنتاج)، أو من ذلك التركيب للانتاج ونما ذكر أنه لا بد في الدليل عن التثليث، بين فيما ينتج الموجبات من ضروب الشكل الأول بشرف النتيجة وظهور الانتاج .

فقال رضي الله عنه: (وهو)، أي التركيب (مثل أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحتوي على مفردین فتكون أربعة كل واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين ليربط إحداهما بالأخری کالنکاح) الذي هو الوطء فإنه مشتمل على مقدمتي الأبوين المنطوي على كل واحد منهما على آلة التناسل وهو الواحد المتكرر.
قال رضي الله عنه : (فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد منها فيكون)، أي يوجد (المطلوب) هو مفرد من مفردی کل مقدمة .
و ذلك التكرار بأن يكون محمولا في الصغرى موضوعا في الكبرى .


 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السادسة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:20 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السادسة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة السادسة: الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )
قال رضي الله عنه : (  إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث. والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا. والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.  ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب. ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين. والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )
(إذا وقع هذا الترتيب) بين المقدمتين (على الوجه المخصوص وهو)، أي ذلك الوجه المخصوص (ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد) في المقدمة الأولى والثانية (الذي به)، أي بسببه (صح التثليث)، أي صار الإنسان ثلاثة.
(والشرط المخصوص) في المقدمة الأولى هو (أن يكون الحكم) المطلوب إثباته بالدليل لتحصيل النتيجة على طبقه (أعم من العلة) المثبتة له (أو مساوية)، أي للعلة (وحينئذ)، أي حيث يكون كذلك (يصدق)، أي ذلك الحكم وتكون نتيجة صادقة.
(وإن لم يكن كذلك) بأن كان الحكم أخص من العلة (فإنه)، أي ذلك الدليل (ينتج نتيجة غير صادقة وهذا)، أي عدم كون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها بأن كان أخص منها .
(موجود في العالم) عند الجاهل (مثل إضافة الأفعال) الصادرة من العبد إلى العبد نفسه (معراة)، أي مجردة (عن نسبتها)، أي الأفعال (إلى الله) تعالى.
فإن هذا الحكم خاص بالنسبة إلى علته المثبتة له، وهي السبب الذي سيذكره في المثال (أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله تعالی مطلقا)، أي سواء كان تکوین ذوات العباد أو أفعالهم (والحق) تعالی (ما أضافه)، أي التكوين مطلقا (إلا إلى الشيء الذي قيل له كن) فيكون.
فإن هذا الحكم خاص أيضا بالنسبة إلى علة وهي السبب أيضا، فهاتان الإضافتان تقتضيان خصوص الحكم بالنسبة إلى علته حيث كان المحكوم عليه خاصة وهو العبد في الأولى مع أن الخالق لأفعاله هو الله تعالى وهو الكاسب لها، وهو الله تعالى في الثانية مع أن التكوين انفعال منسوب إلى العبد، وإن كان الله تعالی فاعلا .
لذلك بطريق الأمر للعبدية، وخصوص الحكم في مثل هذا يقتضي كذب النتيجة لأنها تحصل على طبقة.
كما أن الحكم إذا كان وهميا فإن النتيجة تكون وهمية كذلك.
فإذا قلت للصورة المنقوشة في الجدار على صورة فرس، هذه فرس وكل فرس صهال فالنتيجة قولك: هذه صهال وهو كذب .
(ومثاله)، أي مثال الدليل العقلي المذكور (إذا أردنا أن ندل على وجود هذا العالم عن سبب) إقتضي وجوده (فنقول) في بيان ذلك (كل حادث) سواء كان أفعال العباد أو ذواتهم (فله سبب) يقتضي وجوده .
(فعني) في هذه المقدمة شيئان (الحادث والسبب، ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث) مرتين (في المقدمتين) ولا نعده اثنين بل نعده واحدا .
(والثالث قولنا) في المقدمة الثانية (العالم) فهذه ثلاثة أشياء : 
الحادث والسبب والعالم بإسقاط المكرر وهو الحادث في المقدمة الثانية
 (فأنتج هذا الدليل أن العالم له سبب) يقتضي وجوده .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

(إذا وقع هذا الترتيب على هذا الوجه المخصوص وهو) أي الوجه المخصوص .
(ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد) على صفة اسم الفاعل أي الواحد الذي يجعل الدليل بتكراره فرد (الذي به) أي بسبب ذلك الفرد
(صح التثليث) أي كان الدليل ثلاثة (والشرط المخصوم) هو (أن يكون الحكم) أي المحكوم به في النتيجة (أعم من العلة) كقولنا: 
الإنسان حيوان وكل حيوان جسم فالجسم هو المحكوم به و أعم من العلة وهو الحيوان (أو مساوية لها) 
كقولنا: الإنسان حيوان وكل حيوان حساس فالإنسان حساس والحساس هو المحكوم به ومساو للعلة وهو الحيوان (وحينئذ) أي وحين تحقق الشرط المخصوص (بصدق) أي ينتج القياس نتیجة صادقة .
(وإن لم يكن كذلك) إما بانتفاء النظم والشرط معا أو بانتفاء أحدهما (فإنه) أي الشأن (ينتج) الدليل (نتيجة غير صادقة وهذا) أي كون الدليل منتجا نتيجة غير صادقة (موجود في العالم) عالم الشهادة .
(مثل إضافة الأفعال إلى العبد معزاة عن نبتها إلى الله)، وهذا تعريض للمعتزلي ومن تابعهم فإنهم قالوا
العبد خالق لأفعاله (أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا) من غير مدخل للعبد فيه هذا تعريض لبعض أهل النظر من أهل السنة فإنهم قالوا التكوين صفة لله (والحق ما أضافه إلا إلى الشيء الذي قيل له کن) فلا ينتج قياس الفريقين إلا نتيجة غير صادقة إذ أفعال العباد منسوبة إلى الله من وجه وإلى العبد من وجه.
 كذا التكوين منسوب إلى الله من وجه وهو الأمر إلى العبد من وجه .
وهو التكوين فإضافة التكوين إلى الله مطلقا غير صادقة وكذا إضافة الأفعال إلى العبد مطلقة غير صادقة.
ولما بين حقيقة القياس الصحيح وأحواله أورد مثالا لزيادة الانكشاف .
(ومثاله) أي مثال الدليل المنتج نتيجة صادقة (إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنى الحادث والسبب ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرار الحادث في المقدمتين والثالث قولنا: العالم فانتج أن العالم له سبب) .
وهو نتيجة صادقة لكون الدليل على نظام مخصوص وشرط مخصوص


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث. والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة  التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا. والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.  ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين. والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية .
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون، اسم مفعول .
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.
وبمثل هذا يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 



شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص ، وهو ربط إحدى المقدّمتين بالأخرى بتكرار ذلك الوجه المفرد الذي به صحّ التثليث . والشرط المخصوص هو أن يكون الحكم أعمّ من العلَّة ، أو مساويا لها ) .
يعني عموم اقتضاء « كلّ حادث » مثلا على ما يورد للسبب المحدث - بكسر الدال - إذ لولا عموم هذا الحكم في الحوادث كلَّها ، لما أنتج أنّ العالم الحادث ، له سبب ، وهذا ظاهر .
قال رضي الله عنه : « أو مساويا لها » يريد تساوي الحكم للعلَّة.
 قال رضي الله عنه : (وحينئذ يصدق ، وإن لم يكن كذلك ، فإنّه ينتج نتيجة غير صادقة ، وهذا موجود في العالم) .
يعني صدق النتيجة مع حصول التركيب على الترتيب الموجب الخاصّ ، وعدم صدق النتيجة في غير ذلك .

قال رضي الله عنه : ( وهو مثل إضافة الأفعال إلى العبد معرّاة عن نسبتها إلى الله ، أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا والحقّ ما أضافه إلَّا إلى الشيء الذي قيل له " كن").
يعني معرّى عن نسبته إلى القابل ، فإنّ ذلك لا يصدق ولا يصحّ ، إذ الأثر لا يتصوّر عن مؤثّر بلا قابل ، والأفعال وإن نسبت إلى العباد ، فلا بدّ من إضافة الوجود من الله على أعيان الأفعال وأعيان العباد ، وبدون إضافة الوجود من الموجد فلا يوجد عين الفعل .

قال رضي الله عنه : ( ومثاله إذا أردنا أن ندلّ على أنّ وجود العالم عن سبب فنقول : كلّ حادث فله سبب ، فمعنا " الحادث " و " السبب ".
ثم نقول في المقدّمة الأخرى : والعالم حادث ، فتكرّر « الحادث » في المقدّمتين .
والثالث قولنا : « العالم » فأنتج : أنّ العالم له سبب ، وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدّمة وهو السبب .)
يشير رضي الله عنه إلى ما قرّر أوّلا أنّ الحكم وهو السبب أعمّ من العلَّة وهو الحدوث ، إذ العلَّة في وجوب السبب الحدوث وهي عامّة في كل حادث .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على هذا الوجه المخصوص ، وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي صح به التثليث ، والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم بالعلة أو مساويا لها ، وحينئذ يصدق ) .
أي الحكم ، ومعنى كون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها الكلية الكبرى ، فإن العلة هي الوسط ، وهي إذا كان بأكثر على الأصغر أعم منها لثبوته لغير هذه العلة ، كانت الكبرى كلية ، كقولك : هذا إنسان وكل إنسان حيوان ، فهذا حيوان وهذا الحكم قد يثبت لغير هذه العلة كقولك : هذا فرس وكل فرس حيوان ، وكذلك إذا كان الحكم مساويا كقولك :
هذا إنسان وكل إنسان ناطق ، فهذا الحكم لا يثبت إلا بهذه العلة فيرجع إلى عموم المحكوم به أو مساواته للمحكوم عليه في الكبرى ، وهو معنى كليتها.
"" إضافة بالي زادة :  فإن النكاح قائم على ثلاثة أركان زوج وزوجة وولى عاقد اهـ  بالي
( المفرد ) أي الواحد الذي يجعل الدليل بتكراره فردا اه ( وحينئذ يصدق ) أي ينتج القياس نتيجة صادقة اهـ بالي
( وهذا ) أي صدق النتيجة عند حكم التثليث وعدم صدقها عند عدمه ( موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبته إليه تعالى ) فإن من أضافها إلى العبد فقط لم يتفطن بأنه لا بد في تحقيق الأثر من فاعل وقابل ورابطة بينهما ، وبأن القابل لا أثر له بدون الفاعل فأضافها إلى القابل فقط ، وهذه الإضافة كاذبة لعدم ملاحظة التثليث فيها أو إضافة التكوين إليه مطلقا من غير أن يكون العبد فيه مدخل ، وهذا أيضا كاذب ( والحق تعالى ما أضافه إلا إلى الشيء ) القابل الذي ( قيل له كن ) من أن الفاعل المؤثر أيضا فيه مدخلا ، لكنه تعالى لاحظ جانب تقييد الوجود الظاهر في حقيقة القابل ، وهو من القابل لا جانب التجلي الوجودي ، فإنه من الحق تعالى ، والنتيجة الصادقة هي الإضافة الواقعة إلى كلا الجانبين والنسبة الرابطة بينهما ، كما هو الحق بحسب الواقع اهـ جامى .""

 قال رضي الله عنه : ( وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة )
كقولك : كل إنسان حيوان وبعض الحيوان فرس ، فلا يصدق كل إنسان فرس ولا بعضه
قال رضي الله عنه : ( وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله ، أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا . والحق ما أضافه إلا إلى الشيء الذي قيل له كن ) .
 أما الأول فلأن العبد إن لم يوجد بوجود الحق فلا فعل له ، فهناك أمور ثلاثة الحق الذي هو
الفاعل بالحقيقة ، والعبد الذي هو القابل ، وظهور الحق في صورة العبد ، أعنى وجود العبد به تعالى فاضافته إلى القابل دون الفاعل كذب محض ، وكذلك الثاني لأن الأمر بالتكون إنما هو من الحق لا نفس التكون الذي هو الامتثال كما ذكر
 قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومثاله ) أي مثال الدليل المركب من الثلاثة على النظام والشرط المخصوصين الذي لا بد من إنتاجه ( إذا أردنا أن ندل على أن وجود العالم عن سبب ، فنقول : كل حادث فله سبب ) وهذه المقدمة كبرى القياس وهي كلية ( فمعنا الحادث والسبب ، ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث ) وهي الصغرى ( فتكرر الحادث في المقدمتين ، والثالث ) أي المفرد الثالث وهو الحد الأصغر .
( قولنا العالم فأنتج أن العالم له سبب(


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه :  ( إذا وقع هذا الترتيب على هذا الوجه المخصوص ، وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد ) على صيغة اسم الفاعل من ( الإفراد ) . أي ، الواحد الذي يجعل موضوع النتيجة ومحمولها بتكراره فردا .
وفي بعض النسخ : ( الوجه المفرد ) . ويؤيد هذه النتيجة قوله آخرا :
 قال رضي الله عنه :  (فالوجه الخاص . وهو تكرار " الحادث " ) .
(الذي صح به التثليث . والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة ،
أو مساويا لها ، وحينئذ يصدق . وإن لم يكن كذلك ، فإنه ينتج نتيجة غير صادقة) .
المراد هنا ب‍ ( الحكم ) المحكوم به في النتيجة . ومثال الأعم ، قولنا : الإنسان حيوان ، وكل حيوان جسم ، فالإنسان جسم . فالجسم هو ( الحكم ) ، وهو أعم  من الحيوان .
ومثال المساواة : الإنسان حيوان ، وكل حيوان حساس ، فالإنسان حساس . والحساس مساو للحيوان . أو هو بعينه ما شرط في المنطق من كلية الكبرى .
وإنما سمى الأوسط ب‍ ( العلة ) ، لأنه كالعلة الصورية للقياس ، بل علة حصول النتيجة ، إذ لو لم يكن الحد الأوسط ، لم يحصل النتيجة .
قوله : ( وإن لم يكن كذلك ) أي ، وإن لم يكن على نظام مخصوص ، لا ينتج ، أو ينتج نتيجة غير صادقة .
قال رضي الله عنه :  (وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله . أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا ) . أي ، معراة عن نسبته إلى عين العبد .
قال رضي الله عنه :  ( والحق ما أضافه إلا إلى الشئ الذي قيل له : " كن " ) أي ، هذا الذي ينتج نتيجة غير صادقة ، هو مثل إسناد الفعل إلى العبد بأنه هو فاعله ، فإنه نتيجة غير صادقة .
لأن العبد قابل ، والقابل لا يكفي في حصول النتيجة ، بل لا بد من فاعل ، والفاعل هو الله ، لأن العبد مجردا عن الوجود هو العدم ، ولا يتأتى منه فعل ، ومع الوجود يقدر على ذلك ، و (القدرة) من لوازم الوجود ، والوجود هو الحق ، فرجع الفعل إليه .


والمثال الثاني ، هو إضافة ( التكوين ) إلى الله معراة عن عين العبد ، فإنه أيضا نتيجة غير صادقة .
لأن ( الأمر ) من الله ، و ( التكون ) والامتثال للأمر من العبد ، فإضافة الإيجاد إلى الله مطلقا من غير اعتبار عين العبد ، غير صادقة .
قال رضي الله عنه :  (ومثاله إذا أردنا أن ندل على أن وجود العالم عن سبب ، فنقول : كل حادث فله سبب ، فمعنا الحادث والسبب .
ثم نقول في المقدمة الأخرى : والعالم حادث . فتكرر ( الحادث ) في المقدمتين .
والثالث قولنا : ( العالم ) فأنتج أن العالم له سبب ) . أي ، مثال ما قلنا من أنه لا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص ليكون له نتيجة صادقة ، إنا إذا أردنا أن نذكر دليلا على أن وجود العالم حاصل عن سبب موجد له .
نقول : كل حادث فله سبب ، والعالم حادث ، فالعالم له سبب .
وهذا هو الشكل الرابع . ويرد إلى الشكل الأول بجعل المقدمة الثانية ، وهي : العالم حادث ، صغرى ، والمقدمة الأولى ، وهي : كل حادث فله سبب ، كبرى ، فيصير : العالم حادث ، وكل حادث فله سبب ، ينتج فالعالم له سبب .
وقوله : ( والثالث قولنا العالم ) أي ، ومعنا أيضا الثالث ، وهو ( العالم ) .
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السادسة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:21 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السادسة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السادسة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة السادسة: الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث. والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا. والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن. ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين. والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب،)

(إذا وقع هذا الترتيب)، وهو تقديم الصغرى على الكبرى إذ بدونه قد يلتبس المطلوب بعكسه أو تحتل الشروط المنتجة؛ فلا يحصل أصلا (على هذا الوجه المخصوص).
(وهو) أي: الوجه المخصوص (ربط إحدى المقدمتين بالأخرى) بحيث يسري عين الحكم من أحدهما إلى الأخرى أو نقيضه إذ بدونه السراية.
وهذا الربط إنما هو (بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي) هو جزء من المقدمتين، وبه شركتهما الموجبة لسراية الحكم أو نقيضه من أحدهما إلى الأخرى، وهذه السراية هي النتيجة.
فذلك الواحد كأنه هو المنتج إذ هو الذي (صح به التثليث) الذي هو سبب الإيجاد بالحقيقة أو (الشرط الخصوص) المحمل الجامع للشرائط المفصلة في كتب المنطق (أن يكون الحكم)، وهو الأكبر المحكوم فيه، وذلك في الشكل الأول والثالث.
فيجوز أن يكون أخص في الثاني والرابع نحو لا شيء من الحجر بحيوان، وكل إنسان حیوان، ونحو كل إنسان حیوان، وكل زنجي إنسان، وكذا الأصغر المحكوم فيه في الثالث أو الرابع يجب أن يكون أعم من الأوسط أو مساويا له.
(أعم من العلة)، وهي الأوسط إذ هو علة ثبوت الأكبر لأصغر أو سلبه عنه أو علة ثبوت الأكبر على تقدير الأصغر، أو سلبه على تقديره (أو مساويا لها)، وهذا في الموجة الكلية، وفي الجزئية تعتبر المساواة والعموم بالنسبة إلى الأفراد المأخوذة، وفي السالبة إن كان الحكم في الكبرى مسلوبا عن الأوسط، وغيره فهو كعموم الحكم، والآن كالمساواة
(وحينئذ يصدق) في الحكم بالأكبر على الأصغر، أو سلبه عنه أو بالأكبر على تقدير الأصغر، أو سلبه على تقديره؛ وذلك لأن الكبرى إن كانت موجبة؛ فالوسط أمام علة للثبوت، وذلك عند كون الصغرى موجبة أيضا.
ففي الشكل الأول لما ثبت الأوسط للأصغر كله أو بعضه ثبت له ما يساويه أو ما يعمه لوجوب تحقق أحد المتساويين عند تحقق الأخر.
ووجوب الأعم عند تحقیق الأخص، وفي الشكل الثالث لما ثبت الأكبر للأوسط الذي ثبت له الأصغر، وكان ثبوت أحدهما أو كليهما له كليا لزم اجتماع الأكبر، والأصغر في الأوسط، بحيث يصدق أحدهما على الأخر ضرورة مساواة الأكبر أو عمومه للأوسط كله أو بعضه الذي ثبت الأصغر لكله أو بعضه، والمجتمع مع أحد المتساويين والأخص منه مجتمع مع المساوي الأخر أو أعم منه.
وفي الشكل الرابع لما ثبت الأوسط للأكبر كله أو بعضه وينعكس إلى ثبوت الأكبر، وقد ثبت الأصغر لكل الأوسط، ثبت الأصغر للأكبر كله أو بعضه، وينعكس إلى ثبوت الأكبر للأصغر، وهو النتيجة المطلوبة.
فهو كالأول مع العكس في النتيجة، فالتعليل المذكور هناك أتى هاهنا، إلا أن الأصغر هناك، ولا يتأتى كون الوسط علة للثبوت في

الشكل الثاني لوجوب اختلاف مقدمتيه بالإيجاب والسلب مع وجوب اتباع النتيجة للمقدمة الحسية في السالبة أو الجزئية.
وأما علة النفي وذلك عند كون الصغرى سالبة؛ فلا يتأتي في الشكل الأول والثالث بل في الثاني والرابع.
ففي الثاني لما ثبت الأوسط لكل الأكبر مع مساواة الأكبر له أو أخص منه ضرورة كون الأكبر موضوعا، وقد سلب الأوسط عن كل الأصغر أو بعضه لزم سلب الأكبر عن كل الأصغر أو بعضه؛ لأن سلب أحد المتساويين يستلزم سلب الأخر، وسلب الأخص منه.
وفي الرابع لما ثبت الأوسط لكل الأكبر أو بعضه مع مساواة الأكبر للأوسط أو كونه أخص منه لكون الأكبر موضوعا، وقد سلب الأصغر عن الأوسط كله أو بعضه مع كلية إحدى المقدمتين لزم سلب الأصغر عن الأكبر، وينعكس إلى سلب الأكبر عن الأصغر حيث تكون السالبة منعكسة بأن تكون مشروطة خاصة أو عرفية خاصة، وإن كانت الكبرى سالبة؛ فهي علة للنفي لا غير، ولا بد من مساواة الأكبر فيها للأوسط لوجوب انعکاس السالبة الكلية كنفسها.
وإن كانت جزئية فلا بد وأن تكون من إحدى الخاصتين، وذلك في الشكل الثالث والرابع، ولا بد حينئذ من كون الصغرى موجبة لامتناع إنتاج السالبتين؛ فالمنافي للأوسط منافاة متساوية مناف لما ثبت له الأوسط أو ثبت للأوسط على حسب المنافاة والثبوت في الكلية والجزئية؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
وإن لم يكن كذلك أي: لم يكن الأكبر المحكوم به في الشكل الأول والثاني أعم من العلة ولا مساويا لها، ولا في حكمها بل كان أخص من العلة في الموجبة الكلية أو مبایئا لها في إحدى الموجبتين نحو كل إنسان حيوان، وكل حيوان فرس أو حجر، ونحو كل إنسان حيوان، وبعض الإنسان فرس أو حجر، أو يكون السلب في مكان الإيجاب نحو كل إنسان حيوان، ولا شيء من الحيوانات بحساس أو جسم.
أو لم يكن الأصغر أعم من الأوسط أو مساويا له في الثالث والرابع نحو كل حيوان إنسان، وبعض الحيوانات فرس، ونحو كل حيوان إنسان، وكل فرس حيوان، أو لم يكن الأوسط علة بأن لم يتكرر أو اختلت شروط الأشكال من إيجاب الصغرى في الأول والثالث.
وكلية الكبرى في الأول والثاني، واختلاف المقدمتين بالكيف في الثاني، وكلية أحدهما في الثالث، وإيجابهما مع كلية الصغرى أو اختلافهما بالكيف مع كلية أحدهما في الرابع.
(فإنه ينتج نتيجة غير صادقة) إما لكذب الكبرى أو الصغرى فيما تقدم؛ فلا يستلزم نتيجة صادقة، وإن كانت قد تصدق اتفاقا كقولنا: كل إنسان حجر، وكل حجر
حيوان، وإما لعدم العلة عند عدم التكرار، واختلال الشروط إذ لو كان علة لكان للإيجاب وحده أو السلب وحده؛ فلا يتخلف بالاختلاف لكنه واقع كما بين في كتب المنطق.
ثم قال: (وهذا) أي: النتيجة الغير الصادقة (موجود في العالم) أي: يعتبر بعض من يدعي الفطانة في الصناعة كالمعتزلة، والشيعة، وسائر المتكلمين.
فلا بد من التنبيه على خطئهم (مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة نسبتها إلى الله) على ما هو مذهب المعتزلة والشيعة.
وذلك إما بأن يقال: 
فعل العبد منسوب إلى العبد، وكل ما ينسب إلى العبد لا ينسب إلى الله، فالكبرى السالبة كاذبة؛ لأن المنسوب إلى العبد لا يستقل به العبد لحدوثه، فلا بد من انتهائه إلى القديم دفعا للتسلسل.
أو بأن يقال: 
فعل العبد حادث، وبعض الحوادث يستند إلى العبد لفتحها، ففعل العبد مستند إلى العبد حسنا أو قبيحا.
وقد اختل فيه شرط إيجابية الكبرى في الشكل الأول، والقبح فيها بالنسبة إلى العبد لا يستلزم القبح بالنسبة إلى الله تعالى كما يقبح قطع يد السارق بالنسبة إليه لا بالنسبة إلى الأمير والرعية.
 بأن يقال: 
الله تعالی ليس بعابد ولا زان ولا سارق وفاعل الصلاة والزنا والسرقة وعابد وزان وسارق؛ فالله تعالی ليس بفاعل لها.
فيقول العابد والزاني والسارق من تقوم به الصلاة، والزنا والسرقة لا من يوجد ما كان موجد السواد في الثوب ليس بأسود، وإنما هو الثوب الذي قام به السواد؛ فالكبرى الموجبة كاذبة 
أو بأن يقال: 
الطاعة والمعصية فعل العبد، والطاعة والمعصية ليس مضافا إلى الحق، ففعل العبد ليس مضافا إلى الحق 
أو الطاعة والمعصية فعل العبد، والمضاف إلى الحق ليس بطاعة ولا معصية.
فنقول: إن أريد بالفعل الإيجاد فالصغرى كاذبة.
ومثل (إضافة التكوين الذي نحن بصدده) احتراز عن المعتزلة بقول: "كن" (إلى الله مطلقا) لإعتبار حصول بقول:"كن"
 بل كأنه وراء ما قال: "كن" باشر التكوين أيضا.
وذلك بأن يقال: التكوين بأمر "كن"، وأمر "كن" مضاف إلى الله مطلقافالتکوین مضاف إلى الله مطلقا.
 والغلط فيه توهم أن أمر"كن" هو الوسط المكرر مع أنه ليس محمول الصغرى، وإنما هو العامل فيه فلا وسط فلا ربط بين المقدمتين.
وليس هذا استدلالا ينفي الدليل المعين على نفي المدلول، (بل الحق ما أضافه إلا إلى الشيء الذي قيل له: "كن" ) حيث قال بعده: "فيكون"؛ فالنص القطعي دل على عدم إضافته إلى الحق.
ثم أشار إلى مثال النتيجة الصادقة التي هي أشرف النتائج، أعني الموجبة الكلية، وهما شرف المطالب من حيث أن أول الواجبات النظر في الصانع مع التنبيه على تعليل كليته حيث يوجد منه تعليل كلية السالبة.
بل تعليل الجزئيتين أيضا، وهو صالح للتمثيل بالأعم والمساوي باعتبار عينية الأسماء الإلهية للذات ومغایرتها، فقال: (ومثاله إذا أردنا أن ندل) على (أن وجود العالم عن سبب).
فيه إشارة إلى أن الفكر هو الانتقال من المطالب إلى المبادئ، ثم الرجوع منها إلى المطالب.
(فنقول) في كبرى الشكل الأول: والكبرى مقدمة في أول الفكر لصعوبة ضم الأوسط إلى الأكبر، فهي أهم بالتحصيل.
فإذا حصلت سهل حصول الصغرى، وبه صریح في اللوامع (کل حادث فله سبب فمعنا) في هذه المقدمة مفرد أن (الحادث والسبب) أي: له سبب لكنه لما قام مقام المفرد عبر عنه بعبارته (ثم) بعد حصول الكبرى الصعبة (نقول في المقدمة الأخرى)، وهي الصغرى السهلة.
(والعالم حادث، فتكرر الحادث)؛ فهو جزء واحد، وليس بتكراره يصير ثالثا،
بل (والثالث) في الصغرى (قولنا: العالم فأنتج) بعد تقديم الصغرى، وتأخير الكبرى، وحذف المكرر عند الرجوع إلى المطلوب .
(العالم له سبب فظهر) بالفعل بعد كونه بالقوة.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
 ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص - وهو ربط إحدى المقدّمتين بالأخرى ، بتكرار ذلك الوجه المفرد ، الذي به صحّ التثليث ) الموجب لتولَّد النتيجة ، فيكون ذلك هو العلَّة للتوليد ( والشرط المخصوص ) وهو ( أن يكون الحكم ) أي المحكوم به في المطلوب .
المسمّى بالأكبر ( أعمّ من العلَّة ) المذكورة المسمّاة بالأوسط - كما يقال في « هذا حيوان » : « إنّه إنسان ، وكلّ إنسان حيوان » - ( أو مساويا لها ) - كما يقال فيه : « إنّه ماش ، وكلّ ماش حيوان » - ( وحينئذ يصدق ) النتيجة .
( وإن لم يكن كذلك ) كما إذا كان الحكم أخصّ أو مباينا ، كما يقال :
« كلّ إنسان حيوان ، وبعض الحيوان فرس » أو « ليس بإنسان » ( فإنّه ينتج نتيجة غير صادقة ) .
وإذ كان الغرض هاهنا تبيين مثال ، اكتفى من أشكال البراهين بالأوّل منها ، ومنه بما ينتج الموجبات ، لا مطلقا ولذلك لم يتعرّض لإيجاب الصغرى ، كما تعرّض لكلَّية الكبرى .
(وهذا ) الحكم التثليثيّة ( موجود في العالم ، مثل إضافة الأفعال إلى العبد ، معراة عن نسبتها إلى الله ) أي لا دخل له تعالى فيها أصلا ، كما هو رأي بعض المتكلَّمين ( أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا ) بدون دخل للعبد فيه - كما هو رأي أكثر الملَّيين - ( والحقّ ما أضافه إلَّا إلى الشيء الذي قيل له : " كُنْ " ) كما هو رأي أهل الحقّ ، وهذا هو الثالث الذي يتولَّد منه النتيجة الحقّة .
هذا ما له من المثال في عالم الظهور ، وأمّا ما في عالم الإظهار والإثبات ( مثاله إذا أردنا أن ندل أنّ وجود العالم عن سبب ، فنقول : « كلّ حادث فله سبب » ) وفي تقديمه الكبرى إشارة إلى أنّها الامّ في التوليد المذكور وقربها إلى الإنتاج ( فمعنا الحادث والسبب ثمّ نقول في المقدّمة الأخرى : « والعالم حادث » ) وإنّما أخلّ بالترتيب بالمقدّمتين تنبيها على أنّ مرجع سائر الأشكال إنّما هو إلى الأوّل .
بأيّ ترتيب وقعت ، فإنّ هذا ترتيب الرابع منها ، أو على أنّ المادّة الصحيحة والصورة المستجمعة للشرائط منتجة في أيّ ترتيب كان ، ( فتكرّر « الحادث » في المقدمتين ) .
( والثالث قولنا : « العالم » ) هذا استشعار لما حكم آنفا من أن الأوسط هو الذي صحّ به التثليث المنتج ، فإنّه قد يكون ذلك الأصغر ، كما نبّه عليه.
 ( فأنتج أنّ « العالم له سبب »)  المسمّاة بالكبرى ، لاشتمالها على الأكبر ، يعني الحكم في النتيجة

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، )

قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث. والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة. وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا. )
قال رضي الله عنه : ( إذا وقع هذا الترتيب على هذا الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد الفرد الذي) هو مفرد من مفردی کل مقدمة .
و ذلك التكرار بأن يكون محمولا في الصغرى موضوعا في الكبرى .
وفي بعض النسخ : 
الوجه الفرد الذي (به صح التثليث) سمي الأوسط وجها لأنه وجه ثبوت الأكبر للاصغر، وعلنه في الذهن فقط ، إن كان برهان مباينا وفي الخارج أيضا إن كان كليا ولذلك نسميه علة وسببا فيما بعد.
قال رضي الله عنه : (والشرط المخصوص) فبما ينتج الإيجاب من ضروب الشكل الأول (أن يكون الحكم)، أي المحكوم به يعني الأكبر (أعم من العلة) يعني الأوسط  كما يقال : زید إنسان ،وكل إنسان حیوان، فـ زيد حيوان.
(أو مساويا لها)، كما يقال : زيد انسان حيوان ، وكل إنسان ناطق فـ زيد ناطق.
وذلك لتصديق الكبرى كلية .
قال رضي الله عنه : (وحينئذ تصدق) النتيجة أو القضية التي حكم فيها بالأكبر على كل الأوسط.
قال رضي الله عنه : (وإن لم يكن كذلك) كما إذا كان الأكبر أخص من الأوسط أو مباينا له ويحكم به عليه كليا . (فإنه ينتج) في بعض المواد (نتيجة غير صادقة).
كما يقال : زید حیوان و كل حیوان فرس فـ زيد فرس.
أو زید حیوان و کل حیوان جماد فـ زيد جماد.
وإنما قلنا : في بعض المواد، لأنه إذا كان الأصغر أفراد الأكبر الأخص من الأوسط، ويحكم بالأكبر على الأوسط كليا تصدق  النتيجة.
 وإن كانت الكبرى كاذبة كما يقال : زيد حيوان وكل حيوان ناطق فـ زيد ناطق. (وهذا)، أي صدق النتيجة عند حكم التثليث في المقدمات و عدم صدقها عند عدمها (موجود) متحقق (في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله) سبحانه .
فإن من أضافها إلى العبد فقط لم يتفطن بأنه لا بد في تحقيق الأثر من فاعل و قابل و رابعة بينهما .
وبأن القابل لا أثر له بدون الفاعل لا جرم أضأ فيها إلى المقابل فقط. 
وهذه الإضافة كاذبة لعدم ملاحظة التثليث فيها (أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا) من غير أن يكون للعبد فيه مدخل. 

قال رضي الله عنه : ( والحق ما أضافه إلا إلى الشيء الذي قيل له كن. ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب. ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين. والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب،)
وهذا أيضا كاذب كيف (والحق) سبحانه (ما أضافه إلا إلى الشيء) القابل (الذي قيل له کن) مع أن للفاعل المؤثر أيضا فيه مدخلا .
لكنه سبحانه لاحظ جانب تقييد الوجود الظاهر في حقيقة القابل وهو من القليل لا جانب التجلي الوجودي فإنه من الحق سبحانه والنتيجة الصادقة هي الإضافية الواقعة إلى كلا الجانبين والنسبة الرابطة بينهما هو الحق بسبب الواقع (مثاله).
أي مثال سريان التثليث في إيجاد المعاني (إذا أردنا أن ندل على أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب)
وفي تقديم الكبرى إشارة إلى أنها الأصل في الإنتاج لاندراج النتيجة فيها بالقوة وعلى سبيل الإجمال (فمعنا) باعتبار الكبرى (الحادث والسبب)، أي فإن له سببا (ثم نقول في المقدمة الأخرى التي هي الصغرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين) فكان واحد به ارتبطت إحداهما بالأخرى فتحصل ثلاثة :
 الأول : الحادث، 
والثاني: أن له سببا 
(والثالثقولنا العالم فأنتج) هذا الدليل المنطوي على التثليث .
(إن العالم له سبب) ..

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:23 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السايعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة السابعة: الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )
قال رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين.)
(وظهر في) هذه النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة، وهي الأولى (و) ذلك (هو السبب فالوجه الخاص) في هاتين المقدمتين (هو تكرار) لفظ (الحادث) مرتين (والشرط الخاص) في نتيجة هذا الدليل (هو عموم العلة) للحكم فيه (لأن العلة) في هذا الدليل (في وجود الحادث السبب وهو)، أي السبب (عام في حدوث العالم عن) أمر (الله) تعالى (أعني الحكم) في النتيجة.
فإن الحكم فيها وهو حدوث العالم عن أمر الله تعالى خاص بالنسبة إلى علته، وهو كل حادث فله سبب، فإنه أمر عام (فنحكم بهذا) الأمر العام (على كل حادث أن له سببة سواء كان ذلك السبب) وهو العلة في هذا الحكم (مساويا للحكم) المذكور هنا (أو أن يكون الحكم المذكور أعم منه)، أي من السبب.
والحاصل أن قوله : كل حادث فله سبب هو العلة وهي عامة في جميع الحوادث وهو السبب في حدوث العالم.
وقوله : العالم حادث هو الحكم، فقد يراد بالحادث الحادث الذي ذكر في العلة وهو كل حادث فله سبب، فيكون السبب مساوية للحكم بأن العالم حادث، وقد يراد بالحادث ما هو أعم من السبب المذكور.
 فيكون قوله : العالم حادث شاملا لكل سبب من أسباب العالم أيضا
(فيدخل السبب) حينئذ (تحت حكمه) وهو الحكم بالحدوث لكونه من العالم
فتصدق النتيجة عن هذا الدليل حينئذ .
وهي قول إن العالم له سبب فيبقى السبب المطلق حينئذ خارجا عن العالم الحادث وهو أمر الله تعالى .
وأعيان العالم الممكنة الثابتة في العدم الأصلي من غير وجود.
 فلولا أمر الله تعالى ما تكون من العالم شيء أصلا، 
وكذلك لولا أعيان العالم الممكنة الثابتة في العدم الأصلي ما تكون من العالم شيء البتة.سواء كان ذلك أفعال العباد أو ذواتهم،
 فلا يصح نسبة أفعال العباد إلى العباد فقط ولا يصح نسبة التكوين إلى الله تعالی فقط.
فإن السبب مجموع الشيئين، وهما أمر الله تعالى والأعيان الثابتة.
 فالفعل من الأمر وقبوله وهو الانفعال من الأعيان الثابتة؛ ولهذا نسبت الأفعال إلى العباد بأمره تعالى كما قال تعالى: "وهم بأمره يعملون" [الأنبياء: 27].
"وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها " [هود: 41].  فنسب الإجراء والإرساء إليها باسم الله . 
وقال ابن مريم عليه السلام: "فأنفخ فيه فيكون طيرا يإين الله" [آل عمران: 49]، وهكذا الوارد في نصوص الكتاب والسنة .
(فلهذا أيضا قد ظهر) لك (حكم التثليث في إيجاد المعاني) العقلية (التي تقتنص)، أي تصطاد وتؤخذ (بالأدلة) العقلية عند أهل النظر كما ذكر (فأصل الكون).
 أي هذا العالم الحادث (التثليث) فما ظهر عن فاعله إلا عن التثليث ما ظهر هو فاعلا إلا بالتثليث .
ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله تعالى شأنها (في تأخير أخذ)، أي إهلاك (قومه) لما كذبوه في الحق الذي جاء به وكفروا ولم يؤمنوا (ثلاثة أيام) كما قال تعالى : ("وعد غير مكذوب" [هود: 65] فأنتج) هذا التثليث الواقع في الأيام (صدقا وهو الصيحة التي أهلكهم) الله تعالی (بها فأصبحوا في دارهم)، أي قطرهم وأرضهم التي كانوا فيها (جاثمين)، أي منطرحين مضطربين من ألم العذاب الواقع بهم .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

(فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب) .
وهو قوله : فله سبب (فالوجه الخاص)، وهو قوله على نظام مخصوص (وهو تكرار الحادث والشرط الخاص هو عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب) في قوله فله سبب (وهو) أي السبب (عام في حدوث العالم من الله أعني) بقولي وهو عام (الحكم) أي المحكوم به وهو فله سبب .
(فنحكم على كل حادث أن له سببة سواء كان ذلك السبب مساوية للحكم) أي المحكوم عليه وهو كل حادث كما إذا أردنا بالحادث معنی عاما في الحدوث الذاتي والزماني فحينئذ يساوي المحكوم به وهو فله سبب للمحكوم و عليه وهو كل حادث.
(أو يكون الحكم) أي المحكوم به (أعم منه) أي من المحكوم عليه كما إذا أردنا بالحادث حدوث زمانية فحين يكون محمول الكبرى وهو فله سبب أعم من موضوعه وهو كل حادث فاياما كان (فيدخل) المحكوم عليه (تحت حكمه) أي تحت حكم المحكوم به (فنصدق النتيجة) وهو أن العالم له سبب.
(فهذا) أي إيجاد المعاني (أيضا) أي كإيجاد الأعيان قام على التثليث فهذا مبتدأ خبره محذوف للعلم به وهو قام على التثليث.
(قد ظهر) لك بالبيان (حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتص) أي تكتسب (بالأدلة) فإذا كان أصل التكوين مطلقأ عينا كان أو معنى التثليث (فاصل الكون) الذي حصل من التكوين (التثليث).
(ولهذا) أي ولأجل كون أصل الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهرها الله قوله في تأخير أخذ قومه) متعلق بكانت (ثلاثة أيام) منصوب بالتأخير (وعدا غير مكذوب) خبر كانت .
(فأنتج) هذا التثليث وهو ثلاثة أيام (صدقا) أي نتيجة صادقة (وهي) أي النتيجة الصادقة (الصيحة التي أهلكهم الله بها) أي بهذه الصيحة كما أخبر الله عن هلاكهم بقوله : (" فأصبحوا في دارهم جاثمين"أي هالكين


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )
قال رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.  فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )
قال : أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية .
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون، اسم مفعول .
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.
وبمثل هذا يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )
قال رضي الله عنه :( وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدّمة وهو السبب . فالوجه الخاصّ هو تكرار الحادث ، والشرط الخاصّ عموم العلَّة ، لأنّ العلَّة في وجود الحادث السبب وهو عامّ في الحدوث عن الله أعني الحكم . فنحكم على كلّ حادث أنّ له سببا ، سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم ، أو يكون الحكم أعمّ منه ، فيدخل تحت حكمه وتصدق النتيجة " .)
يشير رضي الله عنه إلى ما قرّر أوّلا أنّ الحكم وهو السبب أعمّ من العلَّة وهو الحدوث ، إذ العلَّة في وجوب السبب الحدوث وهي عامّة في كل حادث .

قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلَّة ، فأصل الكون التثليث ، ولهذا كانت حكمة صالح - التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيّام - وعدا غير مكذوب . فأنتج صدقا وهي الصيحة التي أهلكهم بها ، فأصبحوا في دارهم جاثمين)  أي أخذهم عذاب الهلاك ، فلم يستطيعوا على القيام .
يعني رضي الله عنه : أنّ ظهور العذاب ومباشرته بشرتهم ، إنّما كان منهم فيهم ولم يؤتهم الله ذلك لهم من الخارج ، كما لم يكن التكوين المأمور به في قوله : " كن "
لأنّهم الذين كانوا كما أمروا باستعداد خواصّ وأهليّة وصلاحية ذاتية فيهم لذلك الأمر والتكوين . وهذه المباحث المذكورة في هذه الحكمة ظاهرة لا يحتاج فيها إلى مزيد بسط على ما قرّرنا أوّلا من كون الفردية سببا للإيجاد والتكوين .
كما كان التثليث موجبا أيضا لتكوين الناقة أوّلا وتكوين الصيحة على الكافرين آخرا ، وقد صحّ أنّ التكوين والإيجاد في الذوات والصفات والمعاني والصور والأحكام والآثار إنّما هو من حضرة الفردية الإلهية .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (  فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة ) يعنى الكبرى ( وهو السبب ) وفي لفظه تسامح فإن الأكبر قولنا له سبب لا نفس السبب ، لكن مثل هذا مما يسامح فيه .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالوجه الخاص هو تكرار الحادث والشرط الخاص عموم العلة ) أي في الخارج لا في الذهن لأن الوسط في برهان إني هو المعلوم المساوى ، وهو علة في الذهن لثبوت الأكبر للأصغر كما ذكر ، والمراد بقوله : عموم العلة ، عموم الأكبر الذي هو علة في نفس الأمر في الأوسط لا في البرهان ، لأن المراد بالعلة في البرهان علة الحكم وهو الأوسط ، ومراده العلة في الوجود أي الأكبر .
ألا ترى إلى قوله ( لأن العلة في وجود الحادث السبب ) أي وجوده في الخارج ( وهو عام في حدوث العالم عن الله ) يعنى أن السبب بمعنى ثبوت السبب أعم من حدوث العالم عن الله.
( أعنى الحكم ) أي الحكم بثبوت السبب للعالم الموصوف بالحدوث فيكون الحكم أعم من علة الحكم الذي هو الحدوث فتكون الكبرى كلية كما ذكر أعنى الحكم ( فنحكم على كل حادث أن له سببا يعنى في الكبرى سواء كان ذلك السبب ) يعنى سبب الحكم في البرهان أي العلة المذكورة التي هي الوسط وهو الحادث في مثالنا ( مساويا للحكم ) كما إذا أردنا بالحادث في هذا المثال الحادث بالحدوث الذاتي فإنه مساو لما له سبب .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( أو يكون الحكم أعم منه ) كما إذا أردنا بالحادث الحادث الزماني ( فيدخل تحت حكمه ) أي فيدخل العالم تحت حكم السبب في الحالتين ( فتصدق النتيجة فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة ) فهذا مبتدأ قد ظهر خبره وحكم التثليث بدله أو بيانه كائن قال فهذا الذي حكم التثليث .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأصل الكون التثليث ، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهرها الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب ) وفي بعض النسخ وعد كما هو لفظ المصحف على الحكاية أو على خبر المبتدأ كما في القرآن أي ذلك وعد غير مكذوب ( فأنتج صدقا وهو الصيحة التي أهلكهم الله بها " فَأَصْبَحُوا في دارِهِمْ جاثِمِينَ ") أي هلكوا فلم يستطيعوا القيام .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : ( فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة ، وهو ( السبب ) ) أي ، وهو قوله : (فله سبب).
قال رضي الله عنه : ( فالوجه الخاص ، هو تكرار ( الحادث ) ) أي ،الحد الأوسط في المثال المذكور ،هو (الحادث) المكرر . وإنما سماه ب‍ ( الوجه ) ، لأن المحمول من حيث إنه مغائر للموضوع ، نسبة من نسبه ووجه من وجوهه .
قال رضي الله عنه : ( والشرط الخاص هو عموم العلة ) . أي ، الشرط الخاص في هذا المثال المذكور ، هو عموم علة الوجود وسببه ، لأن كل ما هو حادث محتاج في وجوده إلى علة وسبب .
فالمراد ب‍ ( العلة ) هنا الأكبر ، وهو قوله : ( فله سبب ) لا الحد  الأوسط الذي هو علة نسبة الأكبر إلى الأصغر .
لذلك قال : ( لأن العلة في وجود الحادث " السبب " ) . أي ، لأن العلة في الوجود الخارجي للحادث ، السبب الذي يوجده . ( وهو ) أي ،السبب . ( عام في حدوث العالم عن الله ) .يعنى،
ماله السبب ، أعم من العالم وحدوثه ، من الله . فإن الأسماء والصفات الإلهية
ليست من العالم ، لكونها غير موجودة في الخارج ، مع أنها في فيضانها من الله تحتاج
إلى سبب .
قوله : ( أعني الحكم ) أي ، أعني بقولي ، وهو عام الحكم ، أي ، الحكم بأن كل ما هو حادث فله سبب ، حكم عام كلي ، سواء كان الحادث حادثا بالحدوث  الزماني كالمخلوقات ، أو الذاتي كالمبدعات.
لذلك أردفه بقوله : ( فنحكم على  كل حادث بأن له سببا ، سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم ، أو يكون الحكم أعم منه ، فيدخل تحت حكمه ، فتصدق النتيجة .
المراد ب‍ ( السبب ) في قوله : ( سواء كان السبب مساويا ) ، الحد الأوسط ، لأنه سبب الربط بين محمول النتيجة وموضوعها . كما عبر عنه ب‍ ( العلة ) في قوله : ( والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة ، أو مساويا لها ) . والمراد ب‍ ( الحكم ) الأكبر .
ولا ينبغي أن يتوهم أن المراد ب‍ ( السبب ) هنا السبب المذكور في المثال ، لأنه لا يمكن أن يكون الحكم أعم منه ، وإن كانت المساواة ممكنة بينهما ، لأن المراد بالحكم حينئذ المحكوم عليه ، وهو قولنا : كل حادث .
إذ لا يمكن حمل الحكم هنا على النسبة الحاصلة بين الموضوع والمحمول ، لأنها لا توصف بأنها أعم من طرفيها ، أو أخص أو مساو ، بل يوصف بذلك بحسب نسبة أخرى حين يلزم
من صدقها ، صدقها ، كما يقال ، إذا كان الشئ حادثا ، كان له سبب .
فبين الحادث وبين ما له السبب ، مساواة . وذلك في الشرطية لا الحملية .
والمحكوم عليه إن كان أعم من قوله : ( فله سبب ) ، يلزم حمل الأخص على الأعم ، وهو محال ، لعدم صدق قولنا : الحيوان إنسان ، والجسم حيوان .
اللهم إلا أن يقال ، هذا المثال ( مثال المساواة ) فحينئذ يكون صحيحا ومثال المساواة بين ( السبب ) و ( الحكم ) ، أي المحكوم به ، قولنا : كل حادث فله سبب .
إذا أردنا ب‍ ( الحادث ) الحدوث الذاتي ، لصدق قولنا : كل ماله سبب فهو الحادث بالحدوث الذاتي . فبينهما مساواة .
ومثال كون الحكم ، أي المحكوم به ، أعم من السبب الذي هو الحد الأوسط .
قولنا : كل حادث فله سبب . إذا أردنا ب‍ ( الحادث ) الحدوث الزماني ، لأن ماله سبب ، قد يكون حادثا بالحدوث الذاتي ، وقد يكون حادثا بالحدوث الزماني ، فيدخل ( الأوسط ) في الحالين تحت حكم الأكبر ، فتصدق النتيجة .
قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة) . تقدير الكلام : فهذا حكم التثليث ، 
.
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:24 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة السايعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة السابعة: الجزء الثاني
تابع مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قد ظهر أيضا في إيجاد المعاني التي يكتسب بالأدلة . ( فهذا ) مبتدأ ، ( حكم التثليث ) مبتدأ خبر ما بعده خبره ، والجملة خبر الأول . كقولك : هذا زيد يكرمني .
ويجوز أن يكون ( حكم التثليث ) بيانا ( هذا ) .
أو بدلا منه . أي ، فهذا حكم التثليث قد ظهر . فيكون المجموع جملة واحدة .
قال رضي الله عنه : ( فأصل الكون التثليث ) . أي ، فأصل الوجود الخارجي الذي للعالم ، التثليث .
( ولهذا كانت حكمة صالح ، عليه السلام ، التي أظهر الله ) أي ، أظهرها الله .
قال رضي الله عنه : ( في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب ) . أي ، لما كان أصل الكون مبنيا على التثليث ، كان حكمة صالح ، عليه السلام ، في إهلاك قومه أيضا مبنية عليه ، فأهلكهم الله في ثلاثة أيام ، ليناسب الفساد الكون .
وقوله : ( في تأخير ) متعلق بقوله : ( كانت ) . وقوله : ( ثلاثة أيام ) منصوب على أنه مفعول ( التأخير ) . وقوله : ( وعدا ) منصوب على أنه خبر ( كانت ) .
وفي بعض النسخ : ( وعد غير مكذوب ) . كما في القرآن . أي ، ذلك وعد غير مكذوب ، أورده على الحكاية .
قال رضي الله عنه : ( فأنتج صدقا وهي الصيحة التي أهلكم بها ) . ( فأنتج ) أي ، الوعيد بثلاثة أيام حال كونه صادقا نتيجة . أو : نتج ذلك التثليث نتيجة صادقة ، وهي الصيحة التي أهلكهم بها .
قال رضي الله عنه : ( "فأصبحوا في دارهم جاثمين") أي ، فأصبحوا هالكين في ديارهم حيث لم يستطيعوا القيام .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : ( وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.  )

(في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة) من الأصغر والأكبر، مضمر ما أحدهما إلى الأخر،
(والوجه الخاص) الموجب لهذا الظهور بعد الخفاء (هو تكرار الحادث) الموجب للربط بينهما، (والشرط الخاص) الموجب لكون النتيجة موجبة كلية.
(هو عموم العلة) أي: قولنا له سبب؛ فإنه يستوعب إفراد الحادث الذي هو الأوسط، وسمي السبب علة لهذا، وقد سمي بها الأوسط فيما تقدم؛ (لأن العلة) المؤثرة (في وجود الحادث) الذي هو الأوسط هو (السبب)، فهو علة في الخارج .
والوسط علة في الذهن، (وهو) أي: السبب (عام في حدوث) إفراد (العالم عن الله) فهو علة النتيجة بحسب الخارج.
 وذلك لأن كل حادث لا بد له من محدث؛ فإن كان أيضا حادثا افتقر إلى آخر، فإما أن يلزم التسلسل المحال أو ينتهي إلى الله تعالی.
"" أضاف المحقق : يقول الشيخ ابن العربي في الباب الثامن والتسعون ومائة :
ومن علم الاتساع الإلهي علم أنه لا يتكرر شيء في الوجود وإنما وجود الأمثال في الصور يتخيل أنها أعيان ما مضى وهي أمثالها لا أعيانها ومثل الشيء ما هو عينه...
فالقديم لا يصح أن يكون محلا للحوادث، ولا يوصف بالقدم لأن الحادث يقبل الاتصاف به.
والحادث لا يوصف بالقدم ولا يصح أن يكون القديم حالا في المحدث لا قديم ولا حادث .
فإذا اتصف به الحادث يسمي حادثا 
وإذا اتصف به القديم فيسمى قديما 
وهو قديم في القديم حقيقة و حادث في المحدث حقيقة.
 لأنه بذاته يقابل كل صفة متصف به:
كالعلم يتصف به الحق والخلق فيقال في علم الحق أنه قديم فإن الموصوف به قديم فعلمه بالمعلومات قديم لا أول له.
ويقال في علم الخلق محدث؛ فإن الموصوف به لم يكن ثم كان كصفته مثله إذا ما ظهر حكمها فيه إلا بعد وجودها فيه عينه فهو حادث مثله.
والعلم في نفسه لا يتغير عن حقيقته بالنسبة إلى نفسه وهو في كل ذات حقيقية عينه، وما له عين وجودية سوى عين الموصوف .أهـ  ""
ولما أطلق العلة على الأوسط أو توهم أن المراد هنا، فرفعه بقوله: (أعني الحكم) أي: المحكوم به في الكبرى لا الأوسط، فإذا عم الحكم الذي هو قولنا له سبب كل حادث؛
(فنحكم على كل حادث) سواء اعتبر کلا إفرادا أو مجموعا (أن له سببا) حتى يقال على تقدير جواز التسلسل أن مجموع العالم لا يفتقر إلى السبب.
ثم ذكر ما يشير إلى أن المراد بعموم السبب استيعابه إفراد الحادث لا كونه صاد  فاعلية، وعلى غيره بخلاف ما مر.
فقال: (سواء كان السبب مساويا للحكم) أي: المحكوم به في الصغرى، وهو الأوسط 
أعني قولنا: الحادث أطلق عليه الحكم ليشير إلى أن المراد بعموم الحكم ومساواته فيما نقدم ما وقع محكوما به سواء كان أصغر أو وسط أو أكبر.
(أو يكون الحكم) أي: المحكوم به في الكبرى، وهو قولنا له سبب (أعم منه) أي: من الحكم أي: المحكوم به في الصغرى .
أعني: الأوسط فإن قولنا له سبب يمكن أن يجعل لغير الحادث كأسماء الله تعالى على تقدير مغایرتها، والمساواة على تقدير عینیتها، (فيدخل) العالم (تحت حكمه) أي: حكم ما له سبب مما يفتقر إليه.
(فتصدق النتيجة) الموجبة الكلية على التقديرين تقدير العموم، وتقدير المساواة.
وهذا صار المثال صالحا للعموم والمساواة، وعلم موجب النتيجة الموجبة الكلية بحيث ينقاس عليه السالبة الكلية، بل الجزئيات أيضا.

قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (فهذا) أي: ظهور النتيجة بعد اعتبار التثليث في الدليل "الله الذات المحض الغني والمستغني عن كل شيء ولا يحتاج لشيء ، الأسماء والصفات الإلهية التي تطلب الخلق لتكون سارية ونافذة لتحقق الغرض منها  ، المخلوقات التى تطلب وتحتاج للأسماء والصفات الإلهية لتحيا وتتعلم وترزق " .
قال رضي الله عنه : (أيضا) دل على أنه (قد ظهر حكم التثليث) من أصل الإيجاد الخارجي (في إيجاد المعاني) في الذهن.
لأن الأمور الذهنية تابعة للأمور الخارجية سيما إذا كانت من الأمور (التي تقتنص بالأدلة فأصل التكون التثليث) إذ لولاه لم يظهر في إيجاد المعاني.
قال رضي الله عنه : (ولهذا) أي: ولأجل أن أصل الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام ) مدة حكمته العملية (التي أظهر الله) فيها سر إيجاده "الناقة" .إذ لم يلدها والداها، بل انفلق عنها الجبل (ثلاثة أيام) ليجعلها متضمنة سرا لتثليث .
كـ الأصغر والأوسط والأكبر في إنتاج العذاب.
(وعدا) نصب على أنه حال من الأخذ، ورفع على حذف المبتدأ (غير مكذوب) في لزومه کالنتيجة للدليل، (فأنتج) سر التثليث في الأيام وعدا (صدقا، وهي) أي: تلك النتيجة (الصيحة التي أهلكهم بها) مثل ما كان للناقة عند إهلاكها ("فأصبحوا في ډيرهم جاثمين" [هود:67]) ميتين كما ماتت عند قتلها.
ولما كانت هذه الأيام متضمنة سر التثليث الموجد للعذاب كان كل يوم حامل سر من الأسرار الموجبة للشقاوة كأجزاء الدليل.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (يظهر في النتيجة ما ذكر في المقدّمة الواحدة ) المسمّاة بالكبرى ، لاشتمالها على الأكبر ، يعني الحكم في النتيجة ( وهو السبب ) فإنّ الحكم والمحمول هو الظاهر على المحكوم عليه والموضوع ، وبهذا الاعتبار له الأكبر .
قال رضي الله عنه : ( فالوجه الخاصّ هو تكرار الحادث ) هاهنا ( والشرط الخاصّ عموم العلَّة ) فإنّ العلَّة هو الحكم هاهنا ( لأنّ العلَّة في وجود الحادث السبب ، و ) ذلك السبب الذي هو الحكم هاهنا .
قال رضي الله عنه : ( هو عامّ في حدوث العالم عن الله) فإنّ ما له سبب أعمّ من الحادث من الله - الذي هو العالم - والحادث من سبب آخر ، وإنّما صرّح بذلك تنبيها على أنّ الحكم في هذا المثال أعمّ من العلَّة فقوله : ( أعني الحكم ) - تفسير للضمير الغائب ( فنحكم على كلّ حادث أنّ له سببا ، سواء كان ذلك السبب ) أي العلَّة التي هي الوسط في القياس - وهو الحادث هاهنا - ( مساويا للحكم ) - كما في مثالنا هذا إذا أطلق الحادث على الذاتي ، ولم يخصّ بالحادث عن الله ، كما نبّه عليه آنفا - ( أو يكون الحكم أعمّ منه ) كما إذا أخذ الحادث زمانيّا أو لم يخصّ .
قال رضي الله عنه : ( فيدخل ) الحادث ( تحت حكمه ) في الصورتين ( فتصدق النتيجة ) ضرورة تعدّى الحكم منه إلى الأصغر .
وإنّما اختلط هاهنا في التعبير ، حيث أطلق السبب تارة على الأكبر ، وأخرى على الأوسط ، والعلَّة أيضا كذلك : تنبيها على أنّ محافظة أمر المصطلحات وتعيين مفهوماتها وتبيين أحكامها وموضوعاتها - على ما أكبّ عليه أرباب هذه الصناعة - مما لا يجدي فيها بطائل ، وتعريضا لهم بذلك .وعاد دعاوى القيل والقال وانج من  عوادي دعاو صدقها قصد سمعة.
قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلَّة ،فأصل الكون التثليث) ظهوريّا أو إظهاريّا ، وجوديّا أو عدميّا .

[ حكمة تأخير نزول العذاب على قوم صالح ]
قال رضي الله عنه : (ولهذا كانت حكمة صالح عليه السّلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام ) - لما في كلمته وحكمته من حكم التثليث - ( وعدا غير مكذوب)  وفي بعض النسخ « وعد » - كما هو لفظ التنزيل - على الحكاية أو على خبر مبتدأ محذوف : أي ذلك وعد غير مكذوب .
قال رضي الله عنه : ( فأنتج ) التثليث ذلك ( صدقا ) أي ما يطابق الواقع ( وهو الصيحة التي أهلكهم بها " فَأَصْبَحُوا في دِيارِهِمْ جاثِمِينَ " ) [ 11 / 67 ] أي هالكين . وهذا الذي تنتجه الصيحة من أثر التثليث.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا )
قال رضي الله عنه : (  فظهر في النتيجة) تفصيلا (ما ذكر في المقدمة الواحدة) المسماة بالكبرى إجمالا وما ذكر في النتيجة تفصيلا ، وفي تلك المقدمة إجمالا (وهو أن العالم له السبب فالوجه الخاص) الذي أشار إليه أولا بقوله على الوجه المخصوص (هو تكرار الحادث) ليتعدی الحكم بالأكبر إلى الأصغر .
فليس المراد بالوجه الأوسط (والشرط الخاص) الذي أشار إليه أولا بقوله : والشرط المخصوص (هو عموم العلة)، أي عموم هذا الحكم المخصوص يعني الأكبر الذي هو قولنا : له سبب العلة المخصوصة ، يعني الأوسط الذي هو الحادث فتكون إضافة العموم إلى العلة من قبيل إضافة المصدر إلى مفعوله .
ويمكن أن يراد بالعلة الأكبر، لأن الأكبر في هذه المادة مو السبب والعلة ترادف السبب فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل.
ثم أشار إلى عموم الأكبر لكل أفراد الأوسط بقوله رضي الله عنه: (لأن العلة)، أي العلة المؤثرة قال رضي الله عنه : (في وجود الحادث السبب) فالحادث له سبب (وهو) أي الحكم بأن الحادث له سبب.
أو قولنا له سبب (عام في حدوث العالم) ، أي شامل لكل أفراد الحادث المحمول على العالم .
وقوله رضي الله عنه : (عن الله) قيد اتفاقي أشار إلى ما عليه الأمر
في نفسه (أعني الحكم) سواء أريد بالحكم النسبة الإيقاعية أو المحكوم به كما أشرنا إليه تفسير للضمير الغائب أعني هو (فنحكم على كل حادث أن له سببأ )

 (  سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (سواء كان السبب) أي الوسط فعبر عنه به أولا بالعلة (مساويا للحكم)، أي الأكبر فيكون الحكم أيضا مساويا له وذلك إذا أردنا بالحادث الحادث الذاتي.

قال رضي الله عنه : (أو يكون الحكم أعم منه) وذلك إذا أردنا بالحادث الحادث الزماني (فيدخل) أن السبب الذي هو الأوسط (تحت حكمه)، أي حكم الأكبر (فتصدق النتيجة) ضرورة تعدي الحكم من الأوسط إلى الأصغر.
قال رضي الله عنه : (فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث)، أي هذا حكم التثليث على أن يكون اسم الإشارة مبتدأ وحكم التثليث بیانة به أو بدلا عنه .
وقوله : وقد ظهر خبره أو يكون حكم التثلیث خبرة عنه.
وقوله: قد ظهر استئنافا أو قيدا للخبر ويحتمل أن يكون هذا مبتدأ وما بعده خبره على تقدير عائد إليه.
أي هذا أيضا قد ظهر به حكم التثليث الواقع (في إيجاد المعاني التي تقتضي بالأدلة) وحينئذ يكون إيراد قوله أيضا بالنظر إلى مطلق التثليث
(فأصل الكون)، أي ما ينبني عليه الكون خارجا أو ذهنا (التثليث).
قال رضي الله عنه : (ولهذا)، أي لكون الأصل في الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله)، أي أظهرها الله.
 (في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام) يتلونون فيها بثلاثة ألوان (وعدا) صادقا (غير مكذوب) قوله : في تأخير.
متعلق بقوله : كانت أو بقوله: أظهر .
وقوله : ثلاثة أيام مفعول فيه للتأخير. 
وقوله : وعدة منصوب على أنه خبر كانت.
وفي النسخة المقروءة على الشيخ رضي الله عنه وعد غير مكذوب بالرفع كما هو في القرآن أورده على سبيل الحكاية أو هو مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي ذلك وعد غير مكذوب وحينئذ تكون كانت تامة .
أو يكون قوله : في تأخير أخذ قومه خبر لها. ويحتمل أن يكون على تقدير النصب أيضا تامة ويكون المنصوب حالا من الحكم أو الأخذ
قال رضي الله عنه : (فأنتج) التثليث المذكور (صدقا)، أي نتيجة صادقة موعودة غير مكذوبة (وهي الصبحة التي أهلكهم بها فأصبحوا في ديارهم)، أي ما كانوا فيه (جاثمين) أي قاعدين لا يستطيعون القيام بالترقي عنه .


.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثامنة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:25 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثامنة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة الثامنةالجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

قال رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت. فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح. ثم جاء في موازنة  لاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات. ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.)
قال رضي الله عنه : (فأول يوم من) الأيام الثلاثة (اصفرت وجوه القوم وفي) اليوم الثاني احمرت وجوههم (وفي) اليوم (الثالث اسودت) وجوههم وكان صالح عليه السلام أعلمهم بذلك وأنذرهم (فلما كملت) الأيام (الثلاثة صح) فيهم (الاستعداد) للهلاك ووقوع العذاب (فظهر كون)، أي تكوين (الفساد)، أي فساد أجسامهم وانحلال ترکیبها (فيهم فسمي ذلك الظهور) للفساد فيهم.
(هلاك فكان اصفرار وجوه الأشياء في موازنة)، أي مقابلة (إسفار)، أي انکشاف (وجوه السعداء) المشار إليهم (في قوله تعالى: "وجوه يومئذ")، أي في يوم القيامة ("مسفرة")، أي ظاهرة غير محجوبة عن الحق تعالی (من السفور وهو الظهور) والانجلاء وهو ظهور علامة السعادة (كما كان الاصفرار في أول يوم) من الأيام الثلاثة
قال رضي الله عنه : (ظهور علامة الشقاء في قوم صالح ) عليه السلام (ثم جاء في موازنة)، أي مقابلة (الاحمرار) في ثاني يوم (القائم بهم)، أي بقوم صالح عليه السلام.
(قوله) : فاعل جاء أي الله (تعالى في) وجوه (السعداء ضاحكة، فإن الضحك من الأسباب المولدة الاحمرار الوجوه فهي) الحمرة المفهومة من الكلام (في) حق وجوه (السعداء احمرار الوجنات) وهو احمرار الحسن لا الاحمرار القبيح الذي في وجوه الأشقياء.
قال رضي الله عنه : (ثم جعل) بالبناء للمفعول (في موازنة)، أي مقابلة (تغيير بشرة الأشقياء بالسواد) في ثالث يوم
(قوله تعالی) نائب الفاعل في حق وجوه السعداء (مستبشرة وهو) الاستبشار (ما أثره السرور في بشرتهم)، أي ظاهر جلد وجوههم (ولهذا)، أي الكون التأثير حاصلا بالسرور وبالحزن في بشرة الفريقين.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )
(فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد) بالنتيجة وهي الهلاك .
(فظهر کون) أي وجود (الفساد فيهم) بالتثليث (فسمي ذلك الظهور) أي الوجود (هلاكا) لخروجهم عن الوجود الشهادي ودخولهم في الوجود البرزخي فهو كون في الحقيقة لإهلاکه فقام أصل الكون في ذلك أيضا على التثليث .
(فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة) أي في مقابلة (اصفرار وجوه السعداء في قوله تعالى:" وجوه يومئذ مسفرة " 38 من السفور وهو الظهور كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء ، في قوم صالح عليه السلام ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء "ضاحكة" فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه فهي في السعداء احمرار الوجنات ثم جعل في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى: "مستبشرة ") .
والمقصود قام دخول السعداء في الجنة وهو الكون على التثليث الحاصل في بشرتهم من علامة السعادة .
وقام دخول الأشقياء في النار وهر الكون على التثليث الحاصل في بشرتهم من علامة الشقاء (وهو) أي الوجه المستبشر (ما) أي الذي (أثر السرور في بشرتهم) أي في بشرة السعداء (كما أثر السواد في البشرة الأشقياء ولهذا) أي ولأجل التأثير الحاصل في بشرة الفريقين.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )


قال رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت. فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.  ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات. ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 
وجوه السعداء مسفرة ووجوه الأشقياء في اليوم الأول مصفرة .
وفي اليوم الثاني وجوه السعداء ضاحكة و وجوه الأشقياء محمرة كما وقع في قوم صالح .
ووجوه السعداء في اليوم الثالث مستبشرة ووجوه الأشقياء فيه مسودة.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )
قال رضي الله عنه :  (فأوّل يوم من الثلاثة اصفرّت وجوه القوم ، وفي الثاني احمرّت ، وفي الثالث اسودّت . فلمّا كملت الثلاثة ، صحّ الاستعداد ، فظهر كون الفساد فيهم فسمّي ذلك الظهور هلاكا ، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى : "وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ " من السفور وهو الظهور ، كما كان الاصفرار في أوّل يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح . ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء : " ضاحِكَةٌ " فإنّ الضحك من الأسباب المولَّدة احمرار الوجوه ، فهي في السعداء احمرار الوجنات ، ثم جعل في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى : " مُسْتَبْشِرَةٌ "  وهو ما أثّره السرور في بشرتهم كما أثّر السواد في بشرة الأشقياء ،)

يعني رضي الله عنه : أنّ ظهور العذاب ومباشرته بشرتهم ، إنّما كان منهم فيهم ولم يؤتهم الله ذلك لهم من الخارج ، كما لم يكن التكوين المأمور به في قوله : " كن "
لأنّهم الذين كانوا كما أمروا باستعداد خواصّ وأهليّة وصلاحية ذاتية فيهم لذلك الأمر والتكوين . وهذه المباحث المذكورة في هذه الحكمة ظاهرة لا يحتاج فيها إلى مزيد بسط على ما قرّرنا أوّلا من كون الفردية سببا للإيجاد والتكوين .
كما كان التثليث موجبا أيضا لتكوين الناقة أوّلا وتكوين الصيحة على الكافرين آخرا ، وقد صحّ أنّ التكوين والإيجاد في الذوات والصفات والمعاني والصور والأحكام والآثار إنّما هو من حضرة الفردية الإلهية .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

قال رضي الله عنه : (فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم ، وفي الثاني احمرت ، وفي الثالث اسودت ، فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا ، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء ، في قوله تعالى : " وُجُوه يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ "  من السفور وهو الظهور ، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح ، ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء : " ضاحِكَةٌ " فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه فهي في السعداء احمرار الوجنات ، ثم جعل في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى : " مُسْتَبْشِرَةٌ " وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء)
كله ظاهر غنى عن الشرح .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

قال رضي الله عنه : (فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم ، وفي الثاني ، احمرت ، وفي الثالث اسودت . فلما كملت الثلاثة ، صح الاستعداد ) . أي ، استعداد الوصول إلى العالم
الأخروي .
قال رضي الله عنه : ( فظهر كون الفساد فيهم ، فسمى ذلك الظهور " هلاكا " ) أي ، فظهر الوجود الذي هو مشروط بهلاكهم وفسادهم . وهو الوجود البرزخي والأخراوي .
وإنما أضاف ( الكون ) إلى ( الفساد ) ، لأن كل فساد يستلزم كونا آخر لم يكن قبل .
لذلك قال : ( فسمى ذلك الظهور هلاكا )
(فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعال : ( وجوه يومئذ مسفرة ) . من ( السفور ) وهو الظهور .
كما كان ( الاصفرار ) في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح . ثم جاء في موازنه ( الاحمرار ) القائم بهم ، قوله تعالى في السعداء : "ضاحكة" ) أي ، ( وجوه يومئذ ضاحكة مستبشرة ) .
قال رضي الله عنه : (فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه . فهي في السعداء إحمرار الوجنات . )
قال رضي الله عنه: (ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى : (مستبشرة)
وهو ما أثره السرور في بشرتهم ، كما أثر السواد في بشرة الأشقياء . ولهذا قال ) أي ،
الحق .

.
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثامنة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:27 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثامنة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثامنة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة الثامنةالجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

قال رضي الله عنه : ( فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت. فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح. ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات. ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.)
قال رضي الله عنه : (فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم) تقليلا للبياض الدال على السعادة؛ فهو كالأصفر.
(وفي اليوم الثاني احمرت) توسيطا بين البياض والسواد، فهو كالأوسط.
(وفي الثالث اسودت) كلها لغاية البعد عن البياض إلى ضده، فهو كالأكبر.
(فلما كملت الأيام الثلاثة) بهذه الأسرار الموجبة للشقاوة كالأجزاء الدليل، (صح الاستعداد) لإيجاد الشقاوة الفيضان النتيجة بعد كمال الدليل.
قال رضي الله عنه : (فظهر كون) أي: وجود (الفساد فيهم) بعد کمونه في الأيام باعتبار تضمنها أسراره ککمون النتيجة في الدليل الاقتراني الذي هو الأصل.
(فسمي ذلك الظهور هلاكا)، وإن كان إيجاد الشقاوة لما هلك به ما كان يتوهم فيهم من استعداد السعادة بالنظر إلى أن نفس الإنسان قابلة للأمرين كليهما السعادة والشقاوة في نظر العقل؛ فلذلك كان كل تكوين من تكوينات الشقاوة في مقابلة تكوينات السعادة التي تبدلت بها.
قال رضي الله عنه : (فكان اصفرار وجوه الأشقياء) من قوم صالح بنقص البياض (في موازنة) أي: مقابلة (إسفار وجوه السعداء) بزيادة البياض وهو المذكور (في قوله تعالى: "يومئذ مسفرة" [عبس: 38]) من حيث اشتراك الأسفار والاصفرار في إظهار أمر لم يكن ظاهرا أصلا .
إذ الأسفار (من السفور وهو الظهور)، لكن الأسفار ظهور علامة السعادة بزيادة البياض في وجوه السعداء، وهي أول علاماتها (كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء) بنقص البياض (في قوم صالح).
قال رضي الله عنه : (ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم) أي: بقوم صالح في اليوم الثاني، (قوله تعالى في) حق (السعداء "ضاحكة") للملازمة بين الضحك والاحمرار،

قال رضي الله عنه :  (فإن الضحك من الأسباب الموجبة لاحمرار الوجوه) لكن بين الاحمرارین فرق، وهي (في السعداء احمرار الوجنات) تزینا لوجوههم، وفي الأشقياء حمرة فاحشة مشوهة للوجوه.
ثم جعل سبحانه وتعالى (في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد) المذهب للإشراق، والبياض بالكلية الاستبشار الموجب لمزيد الإشراق والبياض في وجوه السعداء، حيث أنزل في شأنهم (قوله تعالى: "مستبشرة" [عبس: 39]) من حيث اشتراكهما في تغيير البشرة الوجه إلى غاية خلاف ما كان عليه السلام.
وذلك أن الاستبشار (هو ما أثره السرور في بشرهم) من غاية الإشراق والبياض، (كما أثر السواد في بشرة الأشقياء) بإذهاب ما كان فيها من البياض والإشراق بالكلية هو.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

قال رضي الله عنه : ( فأوّل يوم من الثلاثة اصفرّت وجوه القوم ) لأن الاصفرار أوّل ما يتدرّج به البياض نحو السواد ( وفي الثاني احمرّت ، وفي الثالث اسودّت ، فلما كملت الثلاثة ) في الأيّام الثلاثة  كمًّا وكيفا .
قال رضي الله عنه : ( صحّ الاستعداد ) للفساد ، أعني السواد - فإنّ السواد يناسب الفساد ويقربه عقلا وعقدا - ( فظهر كون الفساد فيهم ) إذ كلّ ما وقع في هذا العالم كون وظهور في نفسه ، وإن كان فسادا باعتبار آخر .
ولذا عبّر عنه بقوله تعالى : " فَأَصْبَحُوا في دِيارِهِمْ " أي ما كانوا فيه وعليه" جاثِمِينَ " [ 11 / 67 ] أي ملتذّين به ، قاعدين عنده ، غير مترقّين عنه ( فسمّى ذلك الظهور هلاكا ) لما فيه من الخفاء لهم بالنسبة إلى السعداء .
قال رضي الله عنه : ( فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى " وُجُوه ٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ " [ 80 / 38 ] من السفر وهو الظهور ) فكان الإسفار في أوّل يوم ظهور علامة السعادة .
قال رضي الله عنه : ( كما كان الاصفرار في أوّل يوم ظهور علامة الشقاوة في قوم صالح ) .
( ثمّ جاء في موازنة الإحمرار القائم بهم ) أي غير زائل عنهم سريعا ، كما في احمرار السعداء ، فإنّ ( قوله تعالى في السعداء " ضاحِكَةٌ "   فإنّ الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه ، فهي في السعداء احمرار الوجنات ) الغير القائم ، كما هو أثر الضحك . )
  ثمّ جعل في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى :
قال رضي الله عنه : (" مُسْتَبْشِرَةٌ " وهو ما أثّره السرور في بشرتهم ) من الآثار المتحوّلة السريعة الزوال ( كما أثّر السواد في بشرة الأشقياء ) أثرا قائما مستقرّا ، فالكلّ مشتركون في أثر بشرتهم الظاهرة .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء. )

قال رضي الله عنه : ( فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت. فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح. ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات. ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.)


قال رضي الله عنه : (فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم وفي الثاني احمرت، وفي الثالث اسودت ، فلما كملت الثلاثة) في أيامهم وألوانهم (صح الاستعداد)، أي استعداداتهم للفساد والهلاك (فظهر كون الفساد فيهم)، أي نحنق الفساد ووجوده أو الكون الذي يتبع الفساد لأن كل فساد پسنزم کونا (فسمي ذلك الظهور هلاكا فكان أصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى: "وجوه يومئذ شفرة" ) فيكون الإسفار في أول يوم ظهور علامة السعادة في السعداء .
قال رضي الله عنه : (كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح ثم جاء في موازنة الإحمرار القائم بهم)، أي الغر السريع الزوال، بخلاف احمرار الوجنات عند الضحك فإنه سريع الزول (قوله تعالى في السعداء "وجوه يومئذ" "ضاحكة" فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه فهي)، أي الضاحكة باعتبار الضحك المفهوم منها
قال رضي الله عنه : (في السعداء احمرار الوجنات ثم جعل في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالی: "مستبشرة" [عبس: 38]) .
قال رضي الله عنه : (وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.)
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:38 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
 الفقرة التاسعةالجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.)

قال رضي الله عنه : (قال) تعالى (في) حق (الفريقين) السعداء والأشقياء (بالبشرى أي يقول) تعالى (لهم)، أي الفريقين (قوة يؤثر في بشرتهم فيعدل بها)، أي ببشرتهم (إلى لون) آخر (لم تكن) تلك (البشرة تتصف به)، أي بذلك اللون (قبل هذا) اللون .
قال رضي الله عنه : (فقال الله تعالى في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "قبشرهم بعذاب أليم") [الانشقاق : 24]، أي موجع .
قال رضي الله عنه : (فأثر في بشرة كل طائفة) من الفريقين (ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام) وهو الإخبار المقتضي للسرور أو للحزن (فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر) عندهم.
قال رضي الله عنه : (في بواطنهم من) المعنى (المفهوم) الهم (فما أثر فيهم سواهم) حيث بواطنهم أثرت في ظواهرهم (كما لم یکن التكوين)،أي تكوينهم بالاتصاف بالوجود بعد العدم (إلا منهم) حيث أمرهم الله تعالى بذلك فامتثلوا أمره وانفعلوا له كما قدمناه.
(فلله) سبحانه عليهم ("الحجة البالغة ") [الأنعام: 149]، فليس لأحد حجة على الله أصلا.
قال تعالى: ("ولا يظلم ربك أحدا" [الكهف: 49]، وقال : "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" [النحل: 811].  

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (قال تعالى في) حق (الفريقين بالبشرى أي بقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم) أي يؤثر هذا القول في بشرة كل من الفريقين (فيعدل) العبد (بها) أي بسبب هذه البشرى (إلى لون لم يكن البشرة تتصف به) أي بهذا اللون (قبل هذا) اللون (فقال في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "فبشرهم بعذاب أليم ") فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام .
قال رضي الله عنه : (فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حکم ما استقر في بواطنهم من المفهوم) من مفهوم الكلام (فما أثر فيهم سواهم) بل أثر فيهم أنفسهم
(كما لم يكن التكوين إلا منهم فلله الحجة البالغة) فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، بإستحقاقهم بما لا يلائم غرضهم .



شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )
قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»  وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 
وجوه السعداء مسفرة ووجوه الأشقياء في اليوم الأول مصفرة .
وفي اليوم الثاني وجوه السعداء ضاحكة و وجوه الأشقياء محمرة كما وقع في قوم صالح .
ووجوه السعداء في اليوم الثالث مستبشرة ووجوه الأشقياء فيه مسودة.
 وباقي ذكر في هذه الحكمة ظاهرة.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
 قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ولهذا قال في الفريقين بالبشرى ، أي يقول لهم قولا يؤثّر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتّصف به قبل هذا.  فقال في السعداء: " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ُ وَرِضْوانٍ " . وقال في حق الأشقياء : " فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ " ، فأثّر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلَّا حكم ما استقرّ في بواطنهم من المفهوم ، فما أثّر فيهم سواهم ، كما لم يكن التكوين إلَّا منهم فيهم ، " فَلِلَّه ِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ").

يعني رضي الله عنه : أنّ ظهور العذاب ومباشرته بشرتهم ، إنّما كان منهم فيهم ولم يؤتهم الله ذلك لهم من الخارج ، كما لم يكن التكوين المأمور به في قوله : " كن "
لأنّهم الذين كانوا كما أمروا باستعداد خواصّ وأهليّة وصلاحية ذاتية فيهم لذلك الأمر والتكوين . وهذه المباحث المذكورة في هذه الحكمة ظاهرة لا يحتاج فيها إلى مزيد بسط على ما قرّرنا أوّلا من كون الفردية سببا للإيجاد والتكوين .
كما كان التثليث موجبا أيضا لتكوين الناقة أوّلا وتكوين الصيحة على الكافرين آخرا ، وقد صحّ أنّ التكوين والإيجاد في الذوات والصفات والمعاني والصور والأحكام والآثار إنّما هو من حضرة الفردية الإلهية .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (ولهذا قال في الفريقين " بِالْبُشْرى"  أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا ، فقال في حق السعداء " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ورِضْوانٍ " . وقال في حق الأشقياء : " فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ " فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم ،فما أثر فيهم سواهم ،كما لم يكن التكوين إلا منهم "فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ".)
كله ظاهر غنى عن الشرح .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (ولهذا قال ) أي ، الحق .
قال رضي الله عنه : ( في الفريقين بالبشرى ، أي ، يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة يتصف به قبل هذا . فقال في حق السعداء : ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم ) . وقال في حق الأشقياء : ( فبشرهم بعذاب اليم ) .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم ) . أي ، من مفهوم ( الكلام ) .
( فما أثر فيهم سواهم ، كما لم يكن ( التكوين ) إلا منهم فلله الحجة البالغة ) . هذا الكلام
رجوع إلى ما كان في تقريره أولا ، أي ، هم الذين يؤثرون في أنفسهم بحسب استعداداتهم وقبولهم لفيض الحق وأمره لا غيرهم ، كما لم يكن (التكوين) الا منهم.
فلله الحجة البالغة على الناس في كونهم سعداء وأشقياء .
( فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . لأن الحق يعطى الوجود : فإن استحقوا خيرا ، أعطاهم وجوده ، وإن استحقوا شرا ، أعطاهم وجود ذلك .
.
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:41 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة التاسعةالجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.)

قال رضي الله عنه : (قال) تعالى (في) حق (الفريقين) السعداء والأشقياء (بالبشرى أي يقول) تعالى (لهم)، أي الفريقين (قوة يؤثر في بشرتهم فيعدل بها)، أي ببشرتهم (إلى لون) آخر (لم تكن) تلك (البشرة تتصف به)، أي بذلك اللون (قبل هذا) اللون .
قال رضي الله عنه : (فقال الله تعالى في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "قبشرهم بعذاب أليم") [الانشقاق : 24]، أي موجع .
قال رضي الله عنه : (فأثر في بشرة كل طائفة) من الفريقين (ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام) وهو الإخبار المقتضي للسرور أو للحزن (فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر) عندهم.
قال رضي الله عنه : (في بواطنهم من) المعنى (المفهوم) الهم (فما أثر فيهم سواهم) حيث بواطنهم أثرت في ظواهرهم (كما لم یکن التكوين)،أي تكوينهم بالاتصاف بالوجود بعد العدم (إلا منهم) حيث أمرهم الله تعالى بذلك فامتثلوا أمره وانفعلوا له كما قدمناه.
(فلله) سبحانه عليهم ("الحجة البالغة ") [الأنعام: 149]، فليس لأحد حجة على الله أصلا.
قال تعالى: ("ولا يظلم ربك أحدا" [الكهف: 49]، وقال : "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" [النحل: 811].  

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (قال تعالى في) حق (الفريقين بالبشرى أي بقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم) أي يؤثر هذا القول في بشرة كل من الفريقين (فيعدل) العبد (بها) أي بسبب هذه البشرى (إلى لون لم يكن البشرة تتصف به) أي بهذا اللون (قبل هذا) اللون (فقال في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "فبشرهم بعذاب أليم ") فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام .
قال رضي الله عنه : (فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حکم ما استقر في بواطنهم من المفهوم) من مفهوم الكلام (فما أثر فيهم سواهم) بل أثر فيهم أنفسهم
(كما لم يكن التكوين إلا منهم فلله الحجة البالغة) فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، بإستحقاقهم بما لا يلائم غرضهم .



شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )
قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»  وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 
وجوه السعداء مسفرة ووجوه الأشقياء في اليوم الأول مصفرة .
وفي اليوم الثاني وجوه السعداء ضاحكة و وجوه الأشقياء محمرة كما وقع في قوم صالح .
ووجوه السعداء في اليوم الثالث مستبشرة ووجوه الأشقياء فيه مسودة.
 وباقي ذكر في هذه الحكمة ظاهرة.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
 قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ولهذا قال في الفريقين بالبشرى ، أي يقول لهم قولا يؤثّر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتّصف به قبل هذا.  فقال في السعداء: " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ُ وَرِضْوانٍ " . وقال في حق الأشقياء : " فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ " ، فأثّر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلَّا حكم ما استقرّ في بواطنهم من المفهوم ، فما أثّر فيهم سواهم ، كما لم يكن التكوين إلَّا منهم فيهم ، " فَلِلَّه ِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ").

يعني رضي الله عنه : أنّ ظهور العذاب ومباشرته بشرتهم ، إنّما كان منهم فيهم ولم يؤتهم الله ذلك لهم من الخارج ، كما لم يكن التكوين المأمور به في قوله : " كن "
لأنّهم الذين كانوا كما أمروا باستعداد خواصّ وأهليّة وصلاحية ذاتية فيهم لذلك الأمر والتكوين . وهذه المباحث المذكورة في هذه الحكمة ظاهرة لا يحتاج فيها إلى مزيد بسط على ما قرّرنا أوّلا من كون الفردية سببا للإيجاد والتكوين .
كما كان التثليث موجبا أيضا لتكوين الناقة أوّلا وتكوين الصيحة على الكافرين آخرا ، وقد صحّ أنّ التكوين والإيجاد في الذوات والصفات والمعاني والصور والأحكام والآثار إنّما هو من حضرة الفردية الإلهية .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (ولهذا قال في الفريقين " بِالْبُشْرى"  أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا ، فقال في حق السعداء " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ورِضْوانٍ " . وقال في حق الأشقياء : " فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ " فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم ،فما أثر فيهم سواهم ،كما لم يكن التكوين إلا منهم "فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ".)
كله ظاهر غنى عن الشرح .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (ولهذا قال ) أي ، الحق .
قال رضي الله عنه : ( في الفريقين بالبشرى ، أي ، يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة يتصف به قبل هذا . فقال في حق السعداء : ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم ) . وقال في حق الأشقياء : ( فبشرهم بعذاب اليم ) .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم ) . أي ، من مفهوم ( الكلام ) .
( فما أثر فيهم سواهم ، كما لم يكن ( التكوين ) إلا منهم فلله الحجة البالغة ) . هذا الكلام
رجوع إلى ما كان في تقريره أولا ، أي ، هم الذين يؤثرون في أنفسهم بحسب استعداداتهم وقبولهم لفيض الحق وأمره لا غيرهم ، كما لم يكن (التكوين) الا منهم.
فلله الحجة البالغة على الناس في كونهم سعداء وأشقياء .
( فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . لأن الحق يعطى الوجود : فإن استحقوا خيرا ، أعطاهم وجوده ، وإن استحقوا شرا ، أعطاهم وجود ذلك .
.
يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:43 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة التاسعة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة التاسعة: الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

(ولهذا) أي ولاشتراك ما يحصل للسعداء والأشقياء في تغيير بشرة الوجه.
(قال) تعالى (في) حق (الفريقين بالبشرى) من اختصاصها في الفرق بالخبر الصادق المسر؛ فلا بد من تأويلها بما ذكرنا .
(أي: يقول لهم) أي لكل واحد من أفراد الفريقين (قوة يؤثر في بشرتهم فيعدل بها) أي: بالبشرة بتغيرها (إلى لون) جدید (لم تكن البشرة تتصف به).
أي: بذلك اللون (قبل هذا) القول، فكأنه أخذ البشري من البشرة باعتبار تأثيرها فيه، (فقال تعالى في حق السعداء :
"يبشرهم ربهم برحمة منه" [التوبة:22]) هي رؤية وجهه الكريم ("ورضوان") هي الطاقة المعنوية وقت الرؤية وغيرها وجنات هي إنعاماته الحسية.
(وقال في حق الأشقياء:
 "فبشرهم بعذاب أليم") ولا شك أن القول إنما يؤثر في الباطن الذي هو النفس الحيوانية والناطقة والإلهية المعبر عنها في اصطلاح القوم بالنفس والقلب والروح ويسرى منه إلى الظاهر.
(فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم) الحيوانية والناطقة والإلهية (من أثر هذا الكلام)، ولا شك أن هذه النفوس أيضا ظواهر الأعيان الثابتة كالأجسام وقواها لهذه النفوس.
(فما ظهر عليهم في ظواهرهم) أي: النفوس المذكورة والأجسام والقوى (إلا حكم ما استقر في بواطنهم) التي هي الأعيان الثابتة .
وفسر ذلك المستقر في البواطن بقوله: (من المفهوم) أي: المفهومات التي كانت في استعداداتها من حيث هي ثابتة في العلم على نهج المفهومية المحضة يؤثر في ظواهرهم تأثیر مفهوم الكلام في الباطن والظاهر.
وإذا كان كذلك (فما أثر فيهم) بالسعادة والشقاوة، وسائر الأعراض المسرة والمؤلمة وغيرها (سواهم، كما لم يكن التكوين إلآ منهم) من جهة امتثالهم أمر ربهم (فلله الحجة البالغة) عليهم إذا عاقبهم بكفرهم ومعاصيهم.
إذا كان الكفر والمعاصي والعقاب عليهما من تأثيرات أعيانهم وتكويناتها.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى ، أي يقول لهم قولا  يؤثّر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا ) ضرورة أنّ ذلك اللون متبطَّنة فيهم إلى أن يقول الخاتم ويظهر ، فإنّ القول هو الإظهار ، ليس إلَّا .
وفي قوله هاهنا تلميحات وإشارات خفيّة إلى أنّ الأشقياء هم المختصّون بخصائص أولى النهايات من ذوي الولايات ، كما أنّ السعداء لهم الكمال المختصّ بأهل البدايات من اولي النبوات ، كما قال ابن الفارض مصرّحا ببعض ما فيه من الإشارات:
وقل لقتيل الحب وفيت حقه  .... و للمدعى هيهات ما الكَحَلُ الكُحلُ
 وفي حبها بعت السعادة بالشقا، ... ضلالا وعقلي عن هداي به عقل
وما في الحديث أيضا على ما هم عليه:  " الفقر سواد الوجه في الدارين " .
وكذا في قوله رضي الله عنه :: (فقال في حقّ السعداء : "يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ُ وَرِضْوانٍ") [ 9 / 11 ] على صيغة الخبر والوعد بالرحمة العامّة والرضوان ).
 وقال في حقّ الأشقياء :" فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ "[ 9 / 34 ]  .
 على صيغة الخطاب ، والأمر ببشارتهم بالعذاب الذي هو من المنح الخاصّة .
على ما نصّ عليه قوله تعالى : " عَذابِي أُصِيبُ به من أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " [ 7 / 156 ] .
قال رضي الله عنه : ( فأثّر في بشرة كلّ طائفة ) وظاهر أمرهم ( ما حصل في نفوسهم ) و بواطن قابليّاتهم ( من أثر هذا الكلام ) الجمعي والإظهار الختمي.
قال رضي الله عنه : ( فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلَّا حكم ما استقرّ في باطنهم من المفهوم ) عن ذلك الكلام ( فما أثّر فيهم سواهم ، كما لم يكن التكوين إلَّا منهم ، فللَّه الحجّة البالغة ) على الكل فيما يفيض عليهم ويمنحهم .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )
قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم" . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر  هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.)

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال الحق تعالى في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا فقال تعالى في حق السعداء " يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان" [التوبة: 21]. 
وقال في حق الأشقياء: "فبشرهم بعذاب أليم " [التوبة: 34]. 
قال رضي الله عنه : (فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم عن ذلك الكلام فما أثر فيهم سواهم)، أي أمر خارج عنهم.
قال رضي الله عنه : (كما لم يكن التكوين إلا منهم "فلله الحجة البالغة" ) [ الأنعام : 149] على الناس كلهم سعيدهم وشقيهم فيما يعطيهم ويظهر عليهم في أيام السعادة والشقاوة .

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة العاشرة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:44 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة العاشرة الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العاشرة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة العاشرة: الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)

قال رضي الله عنه : (  فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه. وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه. ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)

قال رضي الله عنه : (فمن فهم هذه الحكمة) الصالحية التي هي من نور مشکاة نبوة صالح عليه السلام (وقررها)، أي أثبتها وتحقق بها (في نفسه وجعلها مشهودة له) بحيث يشهدها بعين بصيرته (أراح نفسه من التعلق بغيره) من الناس، ومن مطالبة بحق له عند أحد من الخلق في مظلمة ونحوها.
وإن تقرر ذلك عنده أيضا من جهة الحكم الشرعي واقتضى القانون الوضعي تعلقه بمن ظلمه في كل حق له عليه إقامة لحجة الله تعالی على الغافلين في الدنيا والآخرة من حيث تعلقهم بالأسباب ونظرهم إليها .
فإن هذا التعليق المذكور من حيث الباطن في النفس، فلا يمنع التعليق من حيث الظاهر (وعلم أنه لا يؤتى عليه)، أي لا يظفر (بخير ولا شر) في الدنيا والآخرة (إلا منه)، أي من نفسه ، فإنها التي ظهر عنها تكوينها بأمر الله تعالی وصدر جميع أفعالها عنها أيضا بأمر الله تعالى وكان لها الجزاء منها أيضا بأمر الله تعالی.
(وأعني)، أي أريد بالخير المذكور (ما يوافق غرضه)، أي غرض الإنسان

قال رضي الله عنه : (ويلائم طبعه ومزاجه) وكل أحد بحسبه في ذلك (وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه)، أي الإنسان (ولا يلائم طبعه ولا مزاجه) على مقتضى طبعه ومزاجه (ویقیم صاحب هذا الشهود) لهذه الحكمة الإلهية الصالحية (معاذیر) جمع معذرة بمعنى العذر (الموجودات كلها عنهم)، أي نيابة عن أنفسهم (وإن لم يعتذروا)، وإن لم يعرفوا كيف يعتذرون، فإنه يعرف أعذارهم كلهم في كل ما هم فيه من حق أو باطل، أو خيرا أو شرا أو ظلم لأنفسهم أو لغيرهم، أو عدل في حق أنفسهم، أو في حق غيرهم على كل حال من أحوال الدنيا والآخرة.
وإن كانت الأحوال متناسبة كلها في ظهورها عليهم فلا يرى من يعمل خيرا إلا خيرا، ولا يرى من يعمل شرا إلا شرا لأن هذه حكمة ترتيب الأعيان الممكنة المعدومة بالعدم الأصلي على ما هي عليه في أنفسها حيث كشف عنها العلم الإلهي.
وأحاطت بها الحكمة الإلهية، فتوجهت عليها الإرادة على حسب ما هي عليه، فإن الشريعة المطهرة كاشفة عن هذه الحكمة في اعتبارها الأسباب الموضوعة للخير والشر.
قال رضي الله عنه : (ويعلم) صاحب هذا الشهود أيضا (أنه)، أي الشأن (منه)، أي من نفسه (کان كل ما هو فيه)، أي في نفسه من علم أو جهل أو خير أو شر أو حال مطلقة في الدنيا أو الآخرة ، فلا يلزم أحدة في أمر من الأمور أصلا من حيث باطن الحقيقة التي أعطته علم ذلك مع جريانه على مقتضى شريعة تلك الحقيقة في أحكامها من حيث الظاهر.
(كما ذكرناه)، أي على حسب ما سبق بيانه (أولا) في فص الإبراهيمي من (أن العلم) الإلهي (تابع للمعلوم) الممكن في حال إمكانه کاشف عنه على مقتضى ما هو عليه السلام.
فهو حاکم عليه إذا أوجده بما أخذ منه (فيقول) صاحب هذا الشهود (لنفسه إذا جاءه) من غيره أو من نفسه (ما لا يوافق غرضه) مما يسمى شرا في الدنيا أو في الآخرة .
قال رضي الله عنه : (يداك أوكتا)، أي ربطتا (وفوك)، أي فمك (نفخ) يعني لا أحد غيرك فعل بك ما تجده مما لا يوافق غرضك.
وهو مثل يضرب لكل من أتى عليه من قبل نفسه .
(والله) سبحانه (يقول الحق) بكلامه المطلق عن المعاني والحروف والأصوات الظاهر بكلام غير المقيد بالمعاني والحروف والأصوات (وهو) سبحانه ("يهدي السبيل") [الأحزاب: 4]، أي الطريق الحق لمن يشاء من عباده فيدلنا على المطلق في جميع المقيدات.
وإلى هنا انتهى الكلام عن الحكمة الصالحية
من فيض الأنوار الإلهية على قلب شيخ الصوفية سيدي عبد الغني النابلسي قدس الله سره آمین . 
ويليه شرح قوله : فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)

قال رضي الله عنه :  (فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره .  وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه وأعني بالخير ما يوافق فرضه ويلائم طبعه ومزاجه وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه ويقيم صاحب هذا الشهود) 
قوله: (معاذير الموجودات كلها) مفعول يقيم قوله: (عنهم) أي عن الموجودات يتعلق بيقيم .
(وإن) وصل (لم يعتذروا ويعلم) صاحب هذا الشهود (أنه منه) أي من نفسه .
يتعلق بقوله: (كان كل ما هو فيه) أي في نفسه (كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه) 
قوله : (يداك أو كتا) أي كسبتا (وفوك نفخ) مقول القول وهو مثل مشهور 
("والله يقول الحق وهو يهدي السبيل").


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ.  والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )


قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.  وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه. ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)

فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 
في اليوم الأول وجوه السعداء مسفرة ووجوه الأشقياء  مصفرة .
وفي اليوم الثاني وجوه السعداء ضاحكة ووجوه الأشقياء محمرة كما وقع في قوم صالح .
في اليوم الثالث وجوه السعداء مستبشرة ووجوه الأشقياء فيه مسودة.
 وباقي ذكر في هذه الحكمة ظاهرة


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ.  والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)
قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة ، وقرّرها في نفسه ، وجعلها مشهودة له ، أراح نفسه من التعلَّق بغيره ، وعلم أنّه لا يؤتى عليه بخير ولا بشرّ إلَّا منه ، وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه ، وأعني بالشرّ ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.)

قال العبد : قد تقرّر في عقلك وفهمك ، وتحرّر بما سلف في علمك أنّ حقيقة كل إنسان وكلّ شيء هي صورة معلوميّته لله تعالى أزلا وهي إذ ذاك على صورة علمية في حقيقته ولوازمها القريبة ولوازم لوازمها وعوارضها ولواحقها .
وكل ذلك ذاتية حقيقية له ، ليس بجعل الله فيه ، لكونها غير موجودة إذ ذاك لها في أعيانها ، بل هي للحق في الحق ، وأنّه لا يمكن أن يكون في الوجود العيني ولا أن تتعلَّق القدرة والإيجاد به إلَّا بحسب ما اقتضته حقيقته أزلا ، سواء كان معتنى به ومجتبى مصطفى من الأنبياء والأولياء أو غيره.
 وإذا كان الأمر على ذلك ، فلا يؤتيه الله ما يؤتيه من الخير على اختلاف أنواعه وأصنافه إلَّا بموجب ما اقتضته عينه الثابتة أو حقيقته أزلا ، ولا يأتيه كذلك الشرّ أيضا إلَّا من نفسه ، وإليه الإشارة " ما أَصابَكَ من حَسَنَةٍ فَمِنَ الله " أي ايجاد عين الخير والحسنة ليس إلَّا من  الله ، فإنّه المفيض للخير الحقيقي الذي لا شرّ فيه وهو الوجود ، والخير كلَّه كما قيل في الوجود ، ولكنّ الله يوجد خيرك منك ويأتيك به .
بمعنى أنّه محقّق ما كان بالقوّة فيك ويظهره بالفعل فيه لك ، وكذلك ضدّ الخير ، ولكنّ الشرّ لمّا كان من أحكام العدم ، - فإنّ الشرّ كلَّه في العدم - فلا يضاف الشرّ إلَّا إليك وإلى عدم قابليتك في عينك ، كضدّه ، فافهم .

قال رضي الله عنه : (ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا ، ويعلم أنّه منه كلّ ما هو فيه كما ذكرناه في أنّ العلم تابع للمعلوم ) .
يجيب رضي الله عنه عن سؤال مقدّر من جاهل بالأمر لو قال : إنّ العلم الأزليّ الذي قلنا : إنّ الله علمه كذلك ، يعني جعله العلم كذلك  بمعنى جعله العلم كذلك أنّ العلم تابع للمعلوم ، يعني إنّما يتعلَّق العلم بكل معلوم بحسبه ، وإلَّا لا يكون علما .

قال رضي الله عنه : « فيقول لنفسه » أي كلّ أحد يقول لنفسه « إذا جاءه ما لا يوافق غرضه : « يداك أوكتا وفوك نفخ " والله يقول الحقّ وهو يهدى السّبيل  ".
قال العبد : المثل مشهور يضرب لمن يتحسّر ويضجر عمّا يرد عليه منه . وقد ورد في العبارة النبوية المصطفوية ما هو أحسن منه وأدلّ على التحقيق - إن تدبّرته بالنظر الدقيق وهو قوله عليه السّلام : " من وجد خيرا فليحمد الله " أي هو ينبوع الرحمة والخير ، " ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلَّا نفسه " .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )

قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره ، وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه ، وأعنى بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه ، وأعنى بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه ، ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم ، وإن لم يعتذروا ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم ، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه : يداك أوكتا وفوك نفخ ، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل )
كله ظاهر غنى عن الشرح .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )

قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له ، أراح نفسه من التعلق بغيره . وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه . وأعنى بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه ، وأعنى بالشر مالا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه . ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم تعتذروا ، ويعلم أنه منه )
أي ، من نفسه . ( كان ) أي ، حصل . ( كل ما هو فيه ، كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم ، فيقول لنفسه إذ جاءه مالا يوافق غرضه : ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) .
هذا مثل مشهور أي ، يداك كسبتا .
"" يحكى ان : أن رجلا كان في جزيرة من جزائر البحر. فأراد أن يعبر على زق، قد نفخ فيه، فلم يحسن إحكامه حتى إذا توسط البحر. خرجت من زقه الريح، وغرق
.  فلما غشيه الموت، استغاث برجل. فقال له الرجل: يداك أوكتا وفوك نفخ
. يضرب مثلا لمن يجنى على نفسه بعمله ""
كما قال تعالى : " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " .
 ( والله يقول الحق وهو يهدى السبيل ) .
.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة العاشرة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:46 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة العاشرة الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة العاشرة على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة العاشرة: الجزء الثاني
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )

قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه. وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه. ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )

قال رضي الله عنه : (فمن فهم هذه الحكمة) أي: حكمة تكوين الشيء نفسه، وتأثير عينه الثابتة فيه، وإن كان بأمر ربه .
(وقرها في نفسه) بحيث لا يزول عنه بعارض من العوارض، إذ لو زالت لم تسترح.
وذلك إذا (جعلها مشهودة له) بحيث يدركها بالذوق (أراح نفسه من التعلق بغيره)؛ فلا يقول: لو فعلت كذا لكان كذا، أو أن الله تعالى أو الشيطان أو فلانا فعل في كذا.
وذلك لأنه (علم) ذوقا يقينا (أنه لا يؤتى عليه بخير، ولا بشر إلا منه) أي: من باطنه من حيث الاقتضاء والتكوين، ولست أعني بالخير ما هو كمال الشيء ومطلوبه.
إذا لكل من كمالات الأعيان ومطالبها؛ فلا يتصور الشر في مقابلته، بل (أعني بالخير ما يوافق غرضه، وما يلائم طبعه ومزاجه وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه، ولا يلائم طبعه ولا مزاجه).
وإن كان خيرا بالنظر إلى كونه كما في نفسه، ومطلوبا للأعيان الثابتة ويفهم منه أن ما يوافق البعض منها دون البعض؛ فهو خير من وجه، وشر من وجه.
قال رضي الله عنه : (ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم) بأن تلك المقتضيات ذاتية اللهم لا يمكنهم تغييرها.
(وإن لم يعتذروا) أي: وإن لم يقبل عذرهم هذا في رد العذاب عنهم، وذلك أنه (يعلم أنه منه كان) بالاقتضاء والتكوين .
قال رضي الله عنه : (كل ما هو فيه) من العذاب والكفر والمعاصي؛ فلا يكون هذا حجة له بل عليه (كما ذكرناه أولا) أن الحكم الإلهي وأمره بالتكوين تابع للعلم، (وأن العلم تابع للمعلوم)، فالحكم والأمر تابعان له.
(فيقول) صاحب هذا الشهود (لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه) فيه إشارة إلى أن ما يوافق الغرض، وإن لم يوافق الطبع والمزاج يسمي خيرا وضده شرا بذلك الظاهرة والباطنة .
(يداك أوكتا)، أي: شدتا الفيض بتقديره بمقدار عينك الثابتة، وتكوينه بذلك المقدار فيك.
قال رضي الله عنه : (وفوك) أي: لسان حال عينك الثابتة (نفخ) في التجلي الإلهي لتشتعل به عينك الثابتة بمقتضاها ("والله يقول الحق وهو يهدي السبيل" [الأحزاب: 4]).
ولما كانت الحكمة الفتوحية تفتح عن الكثرة الكائنة في الوحدة، وكان القلب مع وحدته قابلا لظهور كل كثرة فيه عقبها بالحكمة القلبية فقال: عن فص الحكمة القلبية فى الكلمة الشعيبية


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )

قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة الفتوحيّة وقرّرها في نفسه ) تقرير متيقّن ( وجعلها مشهودة له ) في سائر أحواله .
قال رضي الله عنه : ( أراح نفسه من التعلَّق بغيره ، وعلم أنّه لا يؤتى عليه بخير ولا بشرّ إلَّا منه ، وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه ، وأعني بالشرّ ما لا يوافق ولا يلائم طبعه ومزاجه ) حتّى تعلم أنّهما يختلفان بالنسبة والاعتبار ، فإنّ الخير عند قوم قد يكون شرّا عند آخر ، فالخير عند السعداء شرّ عند الأشقياء وبالعكس .
قال رضي الله عنه : (ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلَّها عنهم ، وإن لم تعتذروا ) هم عن أنفسهم ضرورة أنّه يعرف مبدأ ذلك .
قال رضي الله عنه : ( ويعلم أنّه منه كان كلّ ما هو فيه كما ذكرناه أوّلا في أنّ العلم تابع للمعلوم فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه : « يداك أوكتا وفوك نفخ ") .
أوكأ على ما في سقائه : إذا شدّه بالوكاء .
 وفي هذا المثل إشارة إلى مرتبتي الظهور والإظهار على ما لا يخفى .
( والله يقول الحقّ وهو يهدى السبيل ) .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ.  والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. )

قال رضي الله عنه : ( فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه. وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه. ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.)

قال رضي الله عنه : (فمن فهم هذه الحكمة) الفتوحية (وقررها في نفسه) بتحصيل العلم اليقيني بها الغير الزائل (وجعلها مشهودة له) و استحضرها في جميع أحواله .
قال رضي الله عنه : (أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤنى عليه خير ولا شر إلا منه وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه وإن لم يوافق أغراض أخرين ولا بلائم طباعهم وأمزجتهم وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا بلائم طبعه ولا مزاجه) 
وإن وافق غرض آخرین ولائم طباعهم وأمزجتهم، وإنما صرح بهذه العناية تنبيها على أن الشر المطلق لا وجود له في نفس الأمر با الخبر المطلق أيضا .
قال رضي الله عنه : (ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا) عن أنفسهم ضرورة أنه يعرف مبدأ ذنك وأنهم مضطرون فيه (ويعلم أنه منه)، أي من نفسه (كان)، أي وجد .
قال رضي الله عنه : (كل ما هو فيه) بما يوافق غرضه أو لا يوافق (كما ذكرناه أولأ في أن العلم تابع للمعلوم فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ).
هذا مثل مشهور يضرب لمن يتحسر ويضجر عما يرد عليه منه، أي ما صدر من ظاهرك وما ظهر من باطنك، كل منهما منشيء من حقيقتك لا من غيرك . 
يقال : أوکی على سقائه إذا شده بالوكاء. والوعاء لقربة هو الخيط الذي يشد به فوها.
(والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) .

.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:49 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادية عشر على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الحادية عشر: 
نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
11 -  فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
فقال الشيخ رضي الله عنه  : ( لما أعطيت الحقائق أن النتيجة لا تكون إلا عن الفردية والثلاثة أو الأفراد .
جعل الله إيجاد العالم عن نفسه وإرادته وقوله .... والعين واحدة والنسب مختلفة .... )

لمّا كان «الفتوح» عبارة عن حصول شي‏ء ممّا لم يتوقّع ذلك منه، نسب رضى الله عنه حكمته إلى كلمة صالح عليه السلام، لخروج الناقة- التي هي معجزته- من الجبل و هو ممّا لم يتوقّع خروجها منه. و أيضا لمّا كان "الفتوح" مأخوذا من «الفتح»- إذ هو جمعه، كـ «العقول» لـ «لعقل» و "القلوب" لـ «لقلب».
و صالح مظهر الاسم «الفتّاح»  لذلك انفتح له الجبل، فخرج منه الناقة  و هو من جملة مفاتيح الغيب، قرن الحكمة الفتوحية إلى كلمته و بيّن فيها الإيجاد و كونه مبنيا على الفردية.
و إنّما قال، «فتوحية»، و لم يقل، «فاتحية»، لأنّ الفتوح أنواع عددها عدد مفاتيح الغيب فراعى في ذلك الأدب الإلهي و قصد الموافقة للحقّ سبحانه  في التنبيه على البدء الايجادى من الغيب الذاتي و الوجود المطلق الاحاطى.
(لما أعطت الحقائق)، و اقتضت معرفتها على ما هي عليه، (أن النتيجة) ذهنا و خارجا (لا تكون)، أي لا توجد، أو لا تكون صادرة، (الا عن الفردية) العددية  .
التي هي عدم الانقسام بمتساويين عمّا من شأنه الانقسام، (و الثلاثة أول الافراد)
و أقلّ ما به يتحقّق الفردية التي شرطت في ظهور النتيجة- ضرورة أنّ الفردية بالتفسير المذكور لا تشتمل الواحد، (جعل الله سبحانه ايجاد العالم) عن أمور ثلاثة:  
(نفسه)، أي ذاته، و ارادته، التي هي نسبة التوجّه بالتخصيص لتكوين أمر ما،
(و قوله)، الذي هو مباشرة الأمر الايجادى بمعنى كلمة «كن».
(و العين)، يعنى الهوية الإلهية في هذه الصور، واحدة وحدة حقيقية و النسب و الاعتبارات (مختلفة) متكثّرة كثرة اعتبارية، فانّها باعتبار ظهورها في حالة من أحوالها التي تستلزم تبعية الأحوال الباقية لها  تسمّى «ذاتا»، و باعتبار التوجّه التخصيصى المذكور «مريدا»، و باعتبار مباشرتها للإيجاد بكلمة «كن» " قائلا".

فقال الشيخ رضي الله عنه  : (" إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [النحل : 40] .
ولا يحجبنك تركيب المقدمات في النظر فب المعقولات فإنها وإن كانت أربعة فهي ثلاثة لكون المفرد الواحد من الأربعة يتكرر في المقدمتين . فافهم .
فالتثليت معتبرٌ في الإنتاج والعالم نتيجة بلا شك . )

فقال سبحانه و تعالى مشيرا إلى الأمور الثلاثة: («إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ». )
فأشار إلى الذات في ثلاثة مواضع و إلى الإرادة في موضع واحد و إلى القول في موضعين.
و في تكرير الذات في المواضع الثلاثة إشارة إلى اعتباراتها الثلاثة مع وحدة العين .
و في الدلالة عليها آخرا بالضمير المستتر في القول إيماء إلى استتارها بصورة الشي‏ء المراد تكوينه عند تعلّق القول به.
و لمّا كان الذات و الإرادة في التكوين بمنزلة المادّة التي بها الشي‏ء بالقوّة، و القول بمنزلة الصورة التي بها الشي‏ء بالفعل، وقع ذكر القول مرّتين، ضرورة أنّ الصورة من الشي‏ء التي هي الغاية للحركة الايجادية لها تكرّر: تقدّم ذاتى أوّلا على الكل و تأخّر رتبى ثانيا عنه.
ثمّ اعلم أنّه كما ظهرت الفردية الثلاثية في جانب المكوّن الموجد سبحانه، كذلك ظهرت في جانب الشي‏ء المراد تكوينه:
و هي شيئيّته الثبوتية بأزاء ذاته سبحانه، و سماعه أمر «كن» بأزاء إرادته، و قبوله، و امتثاله لما أمر به من التكوّن بأزاء قوله.
(و لا يحجبنك)، أي لا يمنعنّك عن التصديق بما قلنا من اشتراط الفردية في صدور النتيجة، (تركيب المقدمات) المنتجة من أربعة أجزاء (في النظر) الفكرى (في المعقولات، فإنها)، أي تلك المقدّمات، (و ان كانت) بحسب الأجزاء (أربعة)، ضرورة تركّب كلّ من مقدّمتى القياس من أمرين  محكوم عليه و محكوم به .
(فهي) في الحقيقة ثلاثة، (لكون المفرد الواحد) من تلك (الأربعة) و هو الحدّ الأوسط  (يتكرر في المقدمتين)، أي الصغرى و الكبرى.
و التكرار لا يخلّ بوحدته في نفسه، فيرجع إلى ثلاثة أجزاء الحدّ، الأصغر و الأكبر و الأوسط.
(فافهم) ذلك. فالتثليث معتبر في الإنتاج، ذهنا كان أو خارجا، و العالم نتيجة بلا شك.
فالتثليث معتبر في ما ينتجه، كما سبق



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:51 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثانية عشر على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثانية عشر: 
كتاب تعليقات د أبو العلا عفيفي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي 1385 هـ :
11 - فص حكمة فاتحية في كلمة صالحية
(1) الحكمة الفتوحية
(1) تشرح هذه الحكمة معنى الخلق كما يفهمه ابن العربي.
والخلق عنده فتوح- جمع فتح- أي سلسلة من التجليات و الظهور لا إحداث لوجود من عدم.
وقد تؤخذ كلمة «الفتوح» على أنها مفرد لا جمع و معناها حصول شيء مما لم يتوقع ذلك منه، وهذا المعنى متحقق في ظهور ناقة صالح من الجبل و في ظهور الحق بصور الخلق في نظر الجاهل المحجوب.
وبعض النسخ يعنون هذه الحكمة بالحكمة الفاتحية نسبة إلى الاسم الفاتح الذي فتح الحق به الوجود.
وهذا أيضاً متمشٍ مع رأي متصوفة وحدة الوجود لأنهم يعتبرون «الخلق» فتحاً لصور الموجودات في الذات الأزلية لا إنشاء و لا إبداعاً لها.
 والحقيقة أن كل اسم من الأسماء الإلهية «فاتح» بهذا المعنى.
ولهذا سموا هذه الأسماء مفاتح الغيب وقالوا إنها المشارة إليها في قوله تعالى: «وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلَّا هُوَ» (قرآن س 6 آية 59). 

(2) «من الآيات آيات الركائب» الأبيات.
(2) الركائب في الأصل الإبل و لكنها مستعملة هنا بمعنى أعمّ بحيث تشمل الإبل و غيرها مما يمكن أن يركب.
ومن المعجزات التي خصّ اللَّه بها الأنبياء ناقة صالح و براق محمد عليهما السلام.
هذا هو المعنى الظاهر للشطر الأول من البيت الأول، و لكن له معنى آخر باطناً يدل عليه ما بقي من الأبيات. فكلمة الركائب في الحقيقة رمز لصور النفوس الحيوانية التي هي ركائب للنفوس الناطقة، كما أن الأبدان ركائب للنفوس الحيوانية.
وبهذا المعنى يكون لكل نبي، بل و لكل  إنسان ركيبة تسير به حيث تقتضيها طبيعتها، و هذا معنى قوله و ذلك لاختلاف في المذاهب. و لكن مهما اختلفت مذاهب السير و تعددت و تباينت فإنها تتجه كلها نحو هدف واحد هو الحق.
غير أن بعض أصحاب تلك الركائب يسيرون بها في الطريق الحق و يصلون بها إلى اللَّه و هؤلاء هم أهل الكشف و الشهود، و بعضهم يقطعون بها البراري القفرة و الصحاري المجدبة التي يتيهون فيها و يحارون لكثرة ما يغْلب عليهم من ظلمات العقل و البدن جميعاً و هؤلاء هم المحجوبون من الفلاسفة و المتكلمين و غيرهم الذين يصفهم بالجنائب أي المبعدين عن الحقائق. قال الشاعر:
هواي مع الركب اليمانين مصعد  .... جنيب و جثماني بمكة موثق 
و ابن العربي أعدل من أن يبخس الناس أشياءهم و ينكر على المجتهدين ثمرة اجتهادهم. فالمهتدون القائمون بالحق و الضالون في غيابة الجهل في نظره سواء من حيث إن كلًا منهم يتبع في سيره إلى الحق ذلك النور الذي قدِّر له أن يسير فيه- قَلَّ ذلك النور أو عظم- و تنكشف له فتوح الغيب و أسراره، و ليس الغيب إلا الذات الإلهية، و ليست أسرارها إلا الوجود الظاهر. فكل منهم تنكشف له حقائق الغيب و أسراره على نحو يتفق و ذلك النور الذي يسير فيه، و هو إما نور القلب و الشهود أو نور العقل و البرهان، و بذلك يصل إلى الاعتقاد الخاص في اللَّه و هو ما أشرنا إليه في الفص السابق.
وهذا هو مجمل البيت الأخير:
وكل منهم يأتيه منه فتوح غيوبه من كل جانب ولا معنى للقول بأن الضمير في «منهم» يعود على القائمين بالحق دون غيرهم. 

(3) «اعلم وفقك اللَّه أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث ... و عن هذه الحضرة وجد العالم».
(3) تلعب فكرة التثليث دوراً هاماً جداً في فلسفة ابن العربي: و غريب حقاً أن يكون لها هذا الشأن في تفكير صوفي مسلم، و لكن صاحبنا خرج على كل مألوف و مقرر عند المسلمين، فِلمَ لا يقتبس من المسيحية كما اقتبس من غيرها ما دام في استطاعته أن يصبغ كل ما يقتبسه بصبغة نظريته في وحدة الوجود؟
أصل الوجود كله هو الواحد الحق و لكنه من حيث ظهور الوجود عنه- لا من حيث ذاته المطلقة وحدها- مثلث الصفات لأنه من حيث جوهره ذاتٌ.
و من حيث صلته بالوجود الظاهر مريدٌ و آمرٌ.
و لذا كان أساس الإيجاد الفرديةَ الأولى التي لها هذا التثليث: الذات الإلهية، و الإرادة و الأمر (الذي يعبّر عنه بالقول).
و لا تظهر هذه الفردية الثلاثية في الموجِد وحده، بل تظهر كذلك في الشيء الموجود، و بغيرها لا يصح تكوينه و اتصافه بالوجود، فهو أيضاً ذاتٌ مطيعة لإرادة الموجِد ممتثلة أمره.
و بذا حصلت المقابلة التامة بين الثالوثين: ثالوث الحق و ثالوث الخلق.
""إضافة الجامع : ثالوث الحق : الذات – الصفات – الأسماء
ثالوث الخلق : النساء - والطيب  - وجعلت قرة عيني في الصلاة
قال الشيخ علاء الدين المهائمي : حب (النساء) لحب الذات، (والطيب) لحب الصفات، ("وجعلت قرة عيني في الصلاة" )؛ لحب الأسماء .  ""
أو بين الثالوث الموجِد و الثالوث المكوّن و ظهر الوجود عن الواحد.
و لكن وضع المسألة بهذه الصورة قد يشعر بأن ابن العربي يدين بفكرة الخلق بالمعنى المعروف، و أن للخالق إرادة مطلقة و أمراً حقيقيًّا في الوجود.
في حين أنه ينكر بتاتاً الخلق بمعنى الإيجاد من العدم، و يبطل عمل الإرادة الإلهية- كما رأينا- بإخضاعها لنوع من الجبرية لا تستطيع عنه انفكاكاً، و يفسر الأمر من قِبَل الخالق و الامتثال من قِبَل المخلوق بأنه لسان حال، كأن الخالق في فعله و المخلوق في انفعاله ينطقان بلسان الحال أن بينهما نوعاً من التأثير و التأثر.
 لا على أنهما حقيقتان منفصلتان إحداهما عن الأخرى، بل على أنهما وجهان لحقيقة واحدة.
فكأن فكرة الخلق و الإيجاد عند ابن العربي فكرة قضى بها المنطق لا طبيعة الوجود.
فهي نظرية في العلّية منطقية لا وجودية.
و يمكننا أن نوضح هذه العلاقة المنطقية بين الثالوثين اللذين يمثلان الحقيقة الوجودية على النحو الآتي:
الحقيقة الوجودية على نحوين:
 الأول، الحق (الفاعل) ذات: إرادة  
قول الثاني، الخلق (القابل) ذات: سماع امتثال
و تظهر فكرة التثليث المسيحية واضحة كل الوضوح في هذه المسألة و في كل ما ذكره ابن العربي في الحب :
تثلث محبوبي و قد كان واحداً  ... كما صير الأقنام بالذات أقنما
و الإنتاج و الإيجاد في عالمي الكائنات و المعاني :" يقول مثلا إن الاستدلال القياسي قائم على التثليث لأنه يشترط فيه ثلاث قضايا و ثلاثة حدود."  
 و فيما ذكره عن «الكلمة» التي يعتبرها الواسطة في الخلق.
و لكنه لم يتأثر بالمسيحية نفسها بقدر ما تأثر بفلسفتها التي وصلته على النحو الذي صاغها فيه مفكر و الآباء المسيحيين بالإسكندرية منصبغة إلى حد كبير بأفكار إسلامية أدخلها عليها بعض فلاسفة الإسلام و متصوفية أمثال الحسين بن منصور الحلاج.
و مع هذا كله تختلف فكرة التثليث عند ابن العربي اختلافاً جوهرياً عن نظيرتها في المسيحية، فإن تثليثه لا يخرج عن كونه اعتبارياً و في الصفات لا في الأقانيم، و هو فوق كل هذا حاصل من وجهي الحقيقة الوجودية على السواء. 

(4) «كما يقول الآمر الذي يُخاف فلا يعصى لعبده قمْ فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده ... لا من فعل السيد».
(4) هكذا يتصور ابن العربي الخلق- أو بعبارة أدق هكذا يقضي على فكرة الخلق و يعطل الإرادة الإلهية.
لا شيء في عالمه يُخْلَق من عدم، و إنما الخلق إخراج ما له وجود بالفعل في حضرة أخرى من حضرات الوجود إلى حضرة الوجود الخارجي، أو هو إظهار الشيء في صورة غير الصورة التي كان عليها من قبل.
فالعالم عنده حقيقة أزلية دائمة لا تفنى و لا تتغير إلا في صورها. أما ذات العالم أو جوهره فلا يخضع لقانون الكون و الفساد.
فإذا أراد اللَّه خلق شي ء من الأشياء أمره أن يكون فيكون.
و الكوْن أو التكوُّن من فعل الشي ء نفسه لا من فعل اللَّه. بل ليس للَّه في إيجاد الشي ء إلا قوله له «كن»، كالسيد الذي لا تعْصى أوامره.
 يقول لعبده قم فيقوم: فليس للسيد في قيام العبد سوى أمره له بالقيام.
و القيام من فعل العبد لا من فعل السيد. أين الخلق هنا و أين القدرة عليه؟ بل أين إرادة الخلق؟ إن منطق مذهبه يقتضيه ألا يستعمل كلمة «الخلق» بمعناها الديني و إلا وقع في تناقض شنيع مع نفسه.
و هو بالفعل لا يستعملها أبداً بهذا المعنى، و لكن حرصه على أن يتخذ من آيات القرآن أصولًا لآرائه ليصور هذه الآراء تصويراً دينياً في ظاهرها، يجره في أغلب الأحيان إلى استعمال كلمات «الخلق» و نحوها، فيبقي على الألفاظ في صورتها و يقرأ في معانيها ما شاء له مذهبه في وحدة الوجود أن يقرأه.
و قد يقال كيف يخاطب الشي ء و يؤمر و هو بعد لم يكن؟
كيف يشبَّه الشيء المخلوق- قبل خلقه- بالعبد الذي يمتثل أمر سيده؟
أليس هذا قياساً مع الفارق؟
وأليس من التناقض أن نقول إن الشيء قبل أن يكون يؤمر بأن يكون؟
و الجواب على كل هذه الأسئلة ليس بالأمر العسير على ابن العربي:
فقد ذكرنا أنه يرى أن الأشياء قبل وجودها الظاهر ليست أموراً عدمية صرفة، بل لها وجود ثابت في العالم المعقول: و هو وجود بالقوة.
فالأمر الإلهي يخرجها من القوة إلى الفعل بمقتضى طبيعتها. و لكن تشبيه الخالق و المخلوق- حتى بالمعنى الذي يفهمه- بالسيد و العبد تشبيه لا يخلو من فجاجة، وهو- كغيره من التشبيهات الأخرى التي يستعملها- يزيد آراءه الميتافيزيقية غموضاً أكثر مما يوضحها. 

(5) «و الشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساوياً لها ...نتيجة غير صادقة».
(5) المراد بالحكم هنا المحكوم به في نتيجة القياس- أي الحد الأكبر، و بالعلة الحد الأوسط. و من المسائل المقررة في المنطق أنه يشترط لصحة النتيجة أن يكون الحد الأكبر في القياس أعم من الحد الأوسط أو مساوياً له.
و الأول كقولنا:
كل حيوان جسم الإنسان حيوان: الإنسان جسم. فجسم- و هي الحد الأكبر أعم من حيوان. و الثاني كقولنا:
كل حيوان حساس الإنسان حيوان: الإنسان حساس. فحساس و هي الحد الأكبر مساوٍ لحيوان.
و قد ذكر القياس هنا ليستدل به على أن التثليث أساس الإنتاج في المعنويات كما أنه أساس الإنتاج في الخلق.

(6) «و هذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى اللَّه، أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى اللَّه مطلقاً».
(6) بعد أن ذكر أن الدليل القياسي قائم على التثليث وبيَّن شروطه المنطقية قال إن مخالفة هذه الشروط تؤدي إلى نتائج غير صحيحة وذكر نتيجتين من هذه النتائج:
الاولى أن أفعال العبد هي من عمله و هو رأي المعتزلة،
و الثانية أن الخلق من فعل اللَّه و هو رأي جمهور المسلمين.
و السبب في عدم صحة هذه النتائج هو عدم توافر شرط التثليث فيها.
أما رأي المعتزلة في نسبة الأفعال إلى العبد فيَرد عليه بأن العبد لا يمكن أن يكون خالقاً لأفعاله لأنه مجرد قابل، و لا يمكن للقابل المحض أن يأتي فعلًا من الأفعال إلا إذا اكتسب قوة الفعل من فاعل- و الفاعل في كل شيء هو اللَّه.
فنسبة الفعل إلى العبد معراة عن إضافته إلى اللَّه خطأ أتى من أنهم لم يقيموا دليلهم على التثليث الآتي و هو «قابل» - «فاعل» - «فعل».
و لو أقاموه على هذا التثليث لوصلوا إلى نتيجة أخرى.
و بمثل هذه الطريقة نستطيع أن نرد على القائلين بنسبة التكوين إلى اللَّه مطلقاً دون نظر إلى المكوَّن. نعم إن الممكن في ذاته لا قوة فيه على الوجود.
و لكنه لكي يوجد امتثالًا لأمر اللَّه يجب أن تكون فيه القدرة و الاستعداد على أن يوجد. فمن الخطأ إذن أن ننسب التكوين إلى اللَّه وحده و نهمل إمكانية الممكن.
بل الواجب أن نبني دليلنا على التثليث الآتي و هو: الممكن في قوته أن يكون:
اللَّه الآمر بأن يكون: التكوين.

(7) «فالوجه الخاص هو تكرار «الحادث»، و الشرط الخاص عموم العلة».
(7) الإشارة هنا إلى كلمة «الحادث» الواردة في القياس الذي ذكره و هو:
كل حادث فله سبب و العالم حادث.
: العالم له سبب فكلمة «الحادث» و هي الحد الأوسط مكررة في القياس لورودها في المقدمتين.
أما العلة التي أشار إليها فهي علة وجود العالم و هي أن له سبباً، فهي الحد الأكبر في القياس. و قد استعمل كلمة «العلة» في هذه المسألة بمعنيين مختلفين يجب الالتفات إليهما و إلا وقع الخلط و الإبهام في فهم كلامه. فقد استعمل «العلة» أولًا بمعنى الحد الأوسط في القياس لأن الحد الأوسط علة الإنتاج من ناحية أنه الرابطة بين الحدين الأكبر و الأصغر، ثم استعملها في مثال خاص- و هو المثال الذي يثبت فيه سببية العالم- بمعنى علة وجود العالم.

(8) «فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ».
(8) أي فلله الحجة البالغة على عباده فيما يأتونه من الأفعال. و أي حجة أبلغ في إدانة العبد من أن يكون كل ما يظهر به في ظاهره من حكم ما استقر في باطنه؟
فالفعل فعله و ليس للحق فيه إلا أن يمنح ذلك الفعل الوجود، أو الفعل فعل الحق في صورة العبد و بذا تكون الحجة البالغة للحق على نفسه.
و أياً ما كان مصدر الفعل فالجبرية ظاهرة فيه.
راجع ما ذكرناه عن نظريته في الجبر فيما سبق.
و لكن ابن العربي- كعادته- لا يترك المسألة عند هذا الحد: أي لا يقف عند حد التقرير الفلسفي فيها، بل يلتمس لها التأييد من جانب التصوف أيضاً.
فالإنسان- في نظره- لا يدرك صدور الأفعال عن الأشياء نفسها و ما استقر في بواطنها بالعقل أو حيلة الدليل: و إنما يدرك ذلك بالذوق و الشهود.
فبالذوق وحده يدرك صاحب الكشف سريان الحق في الوجود و ظهور كل ما يظهر منه بحسب طبيعة الوجود ذاتها.
و لذا يقيم المعاذير للموجودات كلها فيما يظهر عنها مما يلائم أغراضها- و هو ما يسمى عادة بالخير و ما لا يلائم أغراضها و هو الذي يسمى عادة بالشر.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:52 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة عشر الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشر على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثالثة عشر:  الجزء الأول
11 -  فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية 
قال الشيخ رضي الله عنه : (
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب "2"
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب 
و كل منهم يأتيه منه ... فتوح غيوبه من كل جانب  "3"

1 - المناسبة في تسمية هذا الفص :
 هي أن صالحا عليه السلام آیاته الناقة ، والناقة من الأنعام وهي الركائب ، والشيخ يشير في مقدمة الفص بشعره إلى طبقة من الأولياء تسمى الركبان .
کما سيأتي في شرح الأبيات الشعرية ، وما يذكره بعد ذلك في الفص من فتوح الغيب على هذه الطبقة التحدث عن أن الإيجاد لا يكون إلا عن الفردية والأفراد أولها الثلاثة .
ولهذا ساها فتوحية والمناسبة بين الفردية وصالح عليه السلام هي أنه عليه السلام هو القائل لقومه « تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب » فأعقبت الثلاثة أيام الصيحة .
فذكره الثلاثة هو الرابط بينه عليه السلام وبين الفردية .
 2 - إشارة إلى قوله تعالی :
« الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون » غافر 79.
 وإلى قوله تعالی : « والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون » . الزخرف 12.

3 - يشير الشيخ بهذه الأبيات إلى طبقة من الأولياء ذكرهم في الباب الثلاثين من الفتوحات المكية ، حيث يقول :
في معرفة الطبقة الأولى والثانية من الأقطاب الركبان
إن لله عبادا ركبوا ... نجب الأعمال في الليل البهيم
وترقت همم الذل بهم ... لعزيز جل من فرد عليم
فاجتباهم وتجلى لهمو ... وتلقاهم بكاسات النديم
من يكن ذا رفعة في ذلة ... أنه يعرف مقدار العظيم
رتبة الحادث إن حققتها ... إنما يظهر فيها بالقديم
إن لله علوما جمة ... في رسول ونبي وقسيم
لطفت ذاتا فما يدركها ... عالم الأنفاس أنفاس النسيم

ص 162



قال الشيخ رضي الله عنه : (اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلو لا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله)

من يكن ذا رفعة في ذلة ... أنه يعرف مقدار العظيم
رتبة الحادث إن حققتها ... إنما يظهر فيها بالقديم
إن لله علوما جمة ... في رسول ونبي وقسيم
لطفت ذاتا فما يدركها ... عالم الأنفاس أنفاس النسيم

اعلم أيدك الله أن أصحاب النجب في العرف هم الركبان قال الشاعر
فليت لي بهمو قوما إذا ركبوا ..... شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

الفرسان ركاب الخيل والركبان ركاب الإبل ، فالأفراس في المعروف تركبها جميع الطوائف من عجم وعرب ، والهجن لا يستعملها إلا العرب ."لهجن من الإبل البيض الكرام" 
والعرب أرباب الفصاحة والحماسة والكرم ، ولما كانت هذه الصفات غالبة على هذه الطائفة سيناهم بالركبان ، فمنهم من يركب نجب الهمم ، ومنهم من يركب نجب الأعمال ، فلذلك جعلناهم طبقتين أولى وثانية ، وهؤلاء أصحاب الركبان هم الأفراد في هذه الطريقة ، فإنهم رضي الله عنهم على طبقات .
فمنهم الأقطاب ومنهم الأئمة ومنهم الأبدال ومنهم النقباء ومنهم النجباء ومنهم الرجبيون ومنهم الأفراد .
وأول الأفراد الثلاثة . 
قال مع الثلاثة ركب ، فأول الركب الثلاثة إلى ما فوق ذلك ، ولهم من الحضرات الإلهية الحضرة الفردانية ، وفيها يتميزون ، ومن الأسماء الإلهية الفرد .
والمواد الواردة على قلوبهم من المقام الذي ترد منه على الأملاك المهيبة ولهذا يجهل مقامهم وما يأتون به ، مثل ما أنكر موسى عليه السلام على خضر ، مع شهادة الله فيه لموسى عليه السلام وتعريفه بمنزلته وتزكية الله إياه وأخذه العهد عليه إذ أراد صحبته .

ص 163


قال الشيخ رضي الله عنه : (عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، وبها من جهته صح تكوينه واتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلولا أنه من قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.
فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه. 
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. 
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه)

واعلم أيدك الله أن الأصول التي اعتمد عليها الركبان كثيرة ، منها التبري من الحركة إذا أقيموا فيها ، فلهذا ركبوا ، فهم الساكنون على مراكبهم ، المتحركون بتحريك مراكبهم ، فهم يقطعون ما أمروا بقطعه بغيرهم لا بهم .
فیصلون مستريحين مما تعطيه مشقة الحركة ، متبرئين من الدعوى التي تعطيها الحركة ، حتى لو افتخروا بقطع المسافات البعيدة في الزمان القليل ، لكان ذلك الفخر راجعا للمركب الذي قطع بهم تلك المسافة لا لهم .
فلهم التبري ، وما لهم الدعوى ، فهجيرهم لا حول ولا قوة إلا بالله ، و آيتهم « وما رميت إذ رميت ولكن الله رمی » .
يقال لهم وما قطعتم هذه المسافات حين قطعتموها ولكن الركاب قطعتها ، فهم المحمولون ، فليس للعبد صوله إلا بسلطان سیده ، وله الذلة والعجز والمهانة والضعف من نفسه .
ولما رأوا أن الله قد نبه بقوله تعالى « وله ما سكن » فأخلصه له .
علموا أن الحركة فيها، الدعوى وأن السكون لا تشوبه دعوى ، فإنه في الحركة .
فقالوا إن الله قد أمرنا بقطع هذه المسافة المعنوية وجوب هذه المفاوز المهلكة إليه ، فإن نحن قطعناها بنفوسنا ، لم تأمن على نفوسنا من أن تنسدح بذلك في حضرة الاتصال .
فإنها مجبولة على الرعونة وطلب التقدم وحب الفخر ، فنكون من أهل النقص في ذلك المقام بقدر ما ينبغي أن نحترم به ذلك الجلال الأعظم .
فلنتخذ رکابا نقطع به ، فإن أرادت الافتخار يكون الافتخار للركاب لا للنفوس ، فاتخذت من « لا حول ولا قوة إلا بالله » نجبا .
 فتوحات ج 1 / 199 ، 202 

ص 164


قال الشيخ رضي الله عنه : ( أن نقول له كن فيكون» . "4"
فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. و هذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، و القيام من فعل العبد لا من فعل السيد.
فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق و من جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص و شرط مخصوص)

4 - الأعيان الثابتة والوجود العيني
في الآية قولنا لا أمرنا ، قال تعالى :" إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن تقول له کن فیکون » النحل 40 .
وقال تعالى « إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له کن فیکون» يس ( 82 ) .
قوله تعالى « إنما قولنا لشيء إذا أردناه » الإرادة هنا التوجه الإلهي بالإيجاد ، فنفى الأثر فيه عن السبب إن كان أوجده عند سبب مخلوق ، ولما توقف حكم الإرادة على حكم العلم قال « إذا أردناه » .
فجاء بظرف الزمان المستقبل في تعليق الإرادة ، والإرادة واحدة العين ، فاتقل حكمها من ترجيح بقاء الممكن في شيئية ثبوته إلى حكمها بترجيح ظهوره في شيئية وجوده .
والشيء هو الممكن ، وأجناسه محصورة في جوهر متحيز وجوهر غير متحيز ، وأكوان وألوان ، وما لا ينحصر هو وجود الأنواع والأشخاص « أن تقول له کن فیکون » فجعل سبحانه نسبة التكوين إلى نفس المأمور به ، والقدرة من الممكن حتى يأتيه أمر الآمر من ربه .
فإذا أمره بالتكوين وقال له « کن » مكن القدرة من نفسه ، وتعلقت القدرة بإيجاده ، فكونته من حينه ، فالاسم المريد هو المرجح والمخصص جانب الوجود على جانب العدم .
واعلم أنه ما ورد في الشرع قط أن الله يشهد الغيوب ، وإنما ورد يعلم الغيوب، ولهذا وصف نفسه بالرؤية فقال « ألم يعلم بأن الله يرى » .
ووصف نفسه بالبصر وبالعلم ، ففرق بين النسب وميز بعضها عن بعض ، ليعلم ما بينها ، ولما لم يتصور أن يكون في حق الله غيب .
علمنا أن الغيب أمر إضافي لما غاب عنا ، وما يلزم من شهود الشيء العلم بحده وحقيقته ، ويلزم من العلم بالشيء العلم بحده وحقيقته ، عدما كان أو وجودا ، وإلا فما علمته ، وقد وصف الحق نفسه بأنه علام الغيوب ، والأشياء

ص 165


قال الشيخ رضي الله عنه : (وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما.
فيكون المطلوب إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص و هو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص )

كلها مشهودة للحق في حال عدمها .
ولو لم تكن كذلك لما خصص بعضها بالإيجاد عن بعض ، فكون العلم ميز الأشياء بعضها عن بعض ، وفصل بعضها عن بعض ، هو المعبر عنه بشهوده إياها وتعيينه لها .
أي هي بعينه يراها وإن كانت موصوفة بالعدم ، فما هي معدومة لله الحق من حيث علمه بها ، كما أن تصور الإنسان المخترع الأشياء صورة ما يريد اختراعها في نفسه ثم يبرزها ، فيظهر عينها لها.
فاتصفت بالوجود العيني ، وكانت في حال عدمها موصوفة بالوجود الذهني في حقنا ، والوجود العلي في حق الله ، فظهور الأشياء من وجود إلى وجود ، من وجود علمي إلى وجود عيني .
واعلم أن الطبيعة للأمر الإلهي محل ظهور أعيان الأجسام ، فيها تكونت وعنها ظهرت، فأمر بلا طبيعة لا يكون ، وطبيعة بلا أمر لا تكون ، فالكون متوقف على الأمرين .
ولا تقل إن الله قادر على إيجاد شيء من غير أن ينفعل أمر آخر ، فإن الله يرد عليك في ذلك بقوله « إنما قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له کن فیکون » فتلك الشيئية العامة لكل شيء خاص .
وهو الذي وقع فيها الاشتراك هي التي أثبتناها ، وأن الأمر الإلهي عليها يتوجه لظهور شيء خاص في تلك الشيئية المطلقة .
فإذا ظهرت الأجسام أو الأجساد ، ظهرت الصور والأشكال والأعراض وجميع القوى الروحانية والحسية وربما قیل هو المعبر عنه بلسان الشرع العماء ، الذي هو للحق قبل خلق الخلق . 
ما تحته هواء وما فوقه هواء ، فذكره وسماه باسم موجود يقبل الصور والأشكال وعلى ذلك فثبوت عين المسكن في العدم به يكون التهيؤ لقبول الآثار ، وثبوته في العدم کالبذر لشجرة الوجود . فهو في العدم بذرة ، وفي الوجود شجرة 
ثبوت العين في الإمكان بذر  …… ولولا البذر لم يك ثم نبت 
ظهوري عن ثبوتي دون أمر  …… إلهي محال حيث كنت

ص 166



قال الشيخ رضي الله عنه : (أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، و حينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة. 
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن. 
و مثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث و السبب.  ثم نقول )
ويقول : 
فلولا ثبوت العين ما كان مشهودا   …. ولا قال كن كونا ولا كان مقصودا 
فما زال حكم العين لله عابدا    ….. وما زال كون الحق للعين معبودا 
فلما كساه الحق حلة  كونه …..      وقد کان قبل الكون في الكون مفقودا 
تكونت الأحكام فيه بكونه       ….. فما زال سجادا فقیدا و موجودا 
وحكم الثبوت بين الله والخلق خلاف حکم الوجود ، فبحكم الوجود يكون الخلق هو الذي ثني وجود الحق ، وليس لحكم الثبوت هذا المقام .
فإن الحق والخلق معا في الثبوت وليسا معا في الوجود ، وكي نشرح لك ذلك المعنى نقول :
اعلم أن المعلومات ثلاثة لا رابع لها ، وهي الوجود المطلق الذي لا يتقيد ، وهو وجود الله تعالى الواجب الوجود لنفسه ، والعلوم الآخر العدم المطلق الذي هو عدم لنفسه وهو الذي لا يتقيد أصلا .
وهو المحال ، وهو في مقابلة الوجود المطلق ، فكانا على السواء ، حتى لو اتصفا لحكم الوزن عليهما ، وما من نقيضين إلا وبينهما فاصل به يتميز كل واحد من الآخر ، وهو المانع أن يتصف الواحد بصفة الآخر.
وهو الفاصل الذي بين الوجود المطلق والعدم المطلق ، لو حكم الميزان عليه لكان على السواء في المقدار من غير زيادة ولا نقصان ، وهذا هو البرزخ الأعلى ، وهو برزخ البرازخ .
له وجه إلى الوجود ووجه إلى العدم ، فهو يقابل كل واحد من المعلومين بذاته وهو المعلوم الثالث وفيه جميع الممكنات وهي لا تتناهى كما أنه كل واحد من المعلومين لا يتناهی .
وللممكنات في هذا البرزخ أعيان ثابتة ، من الوجه الذي ينظر إليها الوجود المطلق ، ومن هذا الوجه ينطلق عليها اسم الشيء ، الذي إذا أراد الحق

ص 167


قال الشيخ رضي الله عنه : ( في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين. 
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. 
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، و الشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه)

إيجاده قال له " کن" فیکون ، وليس له أعيان موجودة من الوجه الذي ينظر إليه من العدم المطلق .
ولهذا يقال له « کن » وكن حرف وجودي فإنه لو أنه كائن ما قيل له کن ، وهذه الممكنات في هذا البرزخ بما هي عليه ، وما تكون إذا كانت ، مما تتصف به من الأحوال والأعراض والصفات والأكوان.
وهذا هو العالم الذي لا يتناهى ، وما له طرف ينتهي إليه ، ومن هذا البرزخ وجود الممكنات ، وبها يتعلق رؤية الحق للأشياء قبل كونها .
وكل إنسان ذي خيال وتخيل إذا تخيل أمرا ما فإن نظره يمتد إلى هذا البرزخ وهو لا يدري أنه ناظر ذلك الشيء في هذه الحضرة .
وهذه الموجودات المسكنات التي أوجدها الحق تعالى هي للأعيان التي يتضمنها هذا البرزخ بمنزلة الظلالات للأجسام ، ولما كان الظل في حكم الزوال لا في حكم الثبات.
وكانت الممكنات وإن وجدت في حكم العدم سمیت ظلالات ، ليفصل بينها وبين من له الثبات المطلق في الوجود ، وهو واجب الوجود، وبين ما له الثبات المطلق في العدم وهو المحال .
لتتميز المراتب ، فالأعيان الموجودات إذا ظهرت ففي هذا البرزخ هي ، فإنه ما ثم حضرة تخرج إليها ، ففيها تكتسب حالة الوجود ، والوجود فيها متناه ما حصل منه ، والإيجاد فيها لا ينتهي .
فما من صورة موجودة إلا والعين الثابتة عينها ، والوجود كالثوب عليها ، والعجب من الأشاعرة كيف تنكر على من يقول إن المعدوم شيء في حال عدمه وله عين ثابتة ثم يطرأ على تلك العين الوجود ، وهي تثبت الأحوال .
اللهم منكر الأحوال لا يتمكن له هذا ، ثم إن هذا البرزخ الذي هو المسكن بين الوجود والعدم سبب نسبة الثبوت إليه مع نسبة العدم ، هو مقابلته للأمرين بذاته ، فالممكن ما هو من حيث ثبوته عين الحق ولا غيره ، ولا هو من حیث

ص 186



قال الشيخ رضي الله عنه : ( فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. 
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، و لهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب.
فأنتج صدقا و هو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
فأول يوم من الثلاثة  )
عدمه عين المحال ولا غيره ، فكأنه أمر إضافي ، ولهذا نزعت طائفة إلى تفي الممكن وقالت ما ثم إلا واجب أو محال ، ولم يتعقل لها الإمكان .
فالممكنات على ما قررناه أعيان ثابتة من تجلي الحق ، معدومة من تجلي العدم ، ومن هذه الحضرة علم الحق نفسه فعلم العالم ، وعلمه له بنفسه أزلا .
فإن التجلي أزلا ، وتعلق علمه بالعالم أزلا على ما يكون العالم عليه أبدا مما ليس حاله الوجود، لا يزيد الحق به علما ولا يستفيد ولا رؤية ، تعالی الله عن الزيادة في نفسه والاستفادة .
وقوله تعالى « إذا أردناه » هنا الإرادة تعلق المشيئة بالمراد.
قال عليه السلام « ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن » فالممكن ما خرج عن حضرة الإمكان لا في حال وجوده ولا في حال عدمه .
والتجلي له مستصحب ، والأحوال عليه تتحول وتطرأ ، فهو بين حال عدمي وحال وجودي ، والعين هي تلك العين ، فما في الوجود إلا الله تعالى وأسمائه وأفعاله .
فهو الأول من الاسم الظاهر ، وهو الآخر من الاسم الباطن ، فالوجود كله حق ، فما فيه شيء من الباطل.
إذ كان المفهوم من إطلاق لفظ الباطل عدما فيما ادعى صاحبه أنه موجود ، ولو لم يكن الأمر كذلك لانفرد الخلق بالفعل ولم يكن الاقتدار الإلهي يعم جميع الكائنات ، بل كانت الإمكانات تزول عنه .
فسبحان الظاهر الذي لا يخفی وسبحان الخفي الذي لا يظهر ، حجب الخلق عن معرفته وأعماهم بشدة ظهوره ، فهم منكرون مقرون ، مترددون حائرون ، مصیبون مخطئون ، ومن أراد أن يعرف
حقيقة ما أومأت إليه في هذه المسألة ، فلينظر خيال الستارة وصوره ، ومن الناطق من تلك الصور عند الصبيان الصغار الذين بعدوا عن حجاب الستارة المضروبة بينهم وبين اللاعب بتلك الأشخاص والناطق فيها.
فالأمر كذلك في صور العالم ، والناس أكثرهم أولئك الصغار الذين فرضناهم ، فالصغار في المجلس يفرحون ويطربون ،

ص 169


قال الشيخ رضي الله عنه : ( اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت و في الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور و هو الظهور.
 كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح. )

والغافلون يتخذونه لهوا ولعبا .
والعلماء يعتبرون ويعلمون أن الله ما نصب هذا إلا مثلا لعباده ليعتبروا وليعلموا أن أمر العالم مع الله مثل هذه الصور مع محركها . 
وأن هذه الستارة حجاب سر القدر الحكم في الخلائق .
ولما كان تقدم العدم للممکنات نعتا نفسيا لأن الممكن يستحيل عليه الوجود أزلا ، فلم يبق إلا أن يكون أزلي العدم ، فنقدم العدم له نعت نفسي . 
والمسكنات متميزة الحقائق والصور في ذاتها ، لأن الحقائق تعطي ذلك ، فلما أراد الله أن يلبسها حالة الوجود ، خاطبها من حيث حقائقها.
فقال « إنما قولنا » من كونه تعالی متکلما « لشيء » وهو المخاطب من الممكنات في شيئية ثبوتها ، فسماه شيئا في حال لم تكن فيه الشيئية المنفية.
بقوله « لم يكن شيئا » فهي الشيئية المتوجه عليها أمره بالتكوين إلى شيئية أخرى ، فإن الممكنات في حال عدمها بين يدي الحق ، ينظر إليها ويميز بعضها عن بعض بما هي عليه من الحقائق في شيئية ثبوتها .
ينظر إليها بعين أسمائه الحسنى ، وترتيب إيجاد الممکنات يقتضي بتقدم بعضها على بعض ، وهذا ما لا يقدر على إنكاره ، فإنه الواقع ، فالدخول في شيئية الوجود إنما وقع مرتبا ، بخلاف ما هي عليه في شيئية الثبوت .
فإنها كلها غير مرتبة ، لأن ثبوتها منعوت بالأزل لها والأزل لا ترتيب فيه ولا تقدم ولا تأخر ، فتوقف حكم الإرادة على حكم العلم .
ولهذا قال تعالى « إذا أردناه » فجاء بظرف الزمان المستقبل في تعليق الإرادة ، فأدخل الله تعلق إرادته تحت حكم الزمان ، فجاء بإذا وهي من صيغ الزمان ، والزمان قد يكون مرادا ولا يصح فيه إذا لأنه لم يكن بعد فيكون له حكم فقوله تعالى « إذا أردناه » هو التوجه الإلهي على الشيء في حال عدمه و أن نقول له » وهو قوله لكل شيء يريده وذلك من کون الحق متكلما .
وما يأمر إلا من يسمع بسمع ثبوتي أو

ص 170


قال الشيخ رضي الله عنه : ( ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» و هو ما أثره السرور )

وجودي ، يسمع الأمر الإلهي «کن» بالمعنى الذي يليق بجلاله ، وكن حرف وجودي أو إن شئت أمر وجودي ، فما ظهر عنها إلا ما يناسبها .
فلا يكون عن هذا الحرف إلا الوجود ، ما يكون عنه عدم ، لأن العدم لا يكون ، لأن الكون وجود، وكن كلمة وجودية من التكوين ، فكن عين ما تكلم به .
وهو الأمر الذي لا يمكن للمأمور به مخالفته ، لا الأمر بالأفعال والتروك ، فظهر عن هذا الأمر الذي قيل له « کن » فيكون ذلك الشيء في عينه ، فيتصف ذلك المسكون بالوجود بعد ما كان يوصف بأنه غير موجود .
فإذا ظهر عن قوله « کن » لبس شيئية الوجود ، وهي على الحقيقة شيئية الظهور لنفسه ، وإن كان في شيئية ثبوته ظاهرا متميزا عن غيره بحقيقته ولكن لربه لا لنفسه ، فما ظهر لنفسه إلا بعد تعلق الأمر الإلهي من قوله «کن» بظهوره ، فاكتسب ظهوره لنفسه ، فعرف نفسه وشاهد عينه .
فاستحال من شيئية ثبوته إلى شيئية وجوده ، وإن شئت قلت استحال في نفسه من كونه لم يكن ظاهرا لنفسه إلى حالة ظهر بها لنفسه ، فما ثم إلا الله والتوجه وقبول الممكنات لما أراد الله بذلك .
وأضاف الله التكوين إلى الذي يكون لا إلى الحق ولا إلى القدرة ، بل أمر فامتثل السامع في حال عدم شيئيته وثبوته أمر الحق بسمع ثبوتي ، فأمره قدرته ، وقبول المأمور بالتكوين استعداده .
فإن الممكنات لها الإدراكات في حال عدمها ، ولذا جاء في الشرع أن الله يأمر الممكن بالتكوين فيتكون ، فلولا أن له حقيقة السمع وأنه مدرك أمر الحق إذا توجه عليه لم يتكون ، ولا وصفه الله بالتكوين ، ولا وصف قفسه بالقول لذلك الشيء المنعوت بالعدم .
فتعلق الخطاب بالأمر لهذه العين المخصصة بأن تكون فامتثلت فكانت ، فلولا ما كان للممكن عين ولا وصف لها بالوجود يتوجه على تلك العين الأمر بالوجود لما وقع الوجود ، فالمأمور به إنما هو الوجود .
 ولذلك أعلمنا الله أنه خاطب الأشياء في حال عدمها وأنها امتثلت أمره عند توجه الخطاب ،

ص 171


.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:54 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الثالثة عشر الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الثالثة عشر على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الثالثة عشر: الجزء الثاني
قال الشيخ رضي الله عنه : ( بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.
ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» .
وقال في حق الأشقياء )


فبادرت إلى امتثال ما أمرها به ، فلولا أنها منعوتة في حال عدمها بالنعوت التي لها في حال وجودها ما وصفها الحق بما وصفها به من ذلك.
وهو الصادق المخبر بحقائق الأشياء على ما هي عليه ، فما ظهرت أعيان الموجودات إلا بالحال التي كانت عليه في حال العدم .
فما استفادت إلا الوجود من حيث أعيانها ومن حيث ما به بقاؤها، فكل ما هي عليه الأعيان القائمة بأنفسها ذاتي لها وإن تغيرت عليها الأعراض والأمثال والأضداد ، إلا أن حكمها في حال عدمها ليس حكمها في حال وجودها من حيث أمر ما.
وذلك لأن حكمها في حال عدمها ذاتي لها ليس للحق فيها حكم ، ولو كان لم يكن لها العدم صفة ذاتية ، فلا تزال الممكنات في حال عدمها ناظرة إلى الحق بما هي عليه من الأحوال لا يتبدل عليها حال حتى تتصف بالوجود ، فتتغير عليها الأحوال للعدم الذي يسرع إلى ما به بقاء العين وليست كذلك في حال العدم .
فإنه لا يتغير عليها شيء في حال العدم ، بل الأمر الذي هي عليه في نفسها ثابت ، إذ لو زال لم تزل إلا إلى الوجود ، ولا يزول إلى الوجود إلا إذا اتصفت العين القائم به هذا المسكن الخاص بالوجود .
فالأمر بين وجود و عدم في أعيان ثابتة على أحوال خاصة «فیکون» يعني حكم ما توجه عليه أمر كن ، كان ما كان ، فيعدم به ويوجد ، فليس متعلقه إلا الأثر ، فترى الكائنات ما ظهرت ولا تكونت من شيئيتها الثابتة إلا بالفهم ، لا بعدم الفهم ، لأنها فهمت معنی کن فتكونت .
ولهذا قال « فیکون » يعني ذلك الشيء لأنه فهم عند السماع ما أراد بقوله كن فبادر لفهمه دون غيره بالتكوين .
 وعندنا قوله تعالى « فیکون » ما هو قبول التكوين ، وإنما قبوله للتكوين أي يكون مظهرا للحق ، فهذا معنى قوله فیکون ، لا أنه استفاد وجودا ، وإنما استفاد حكم المظهرية. 
حيث أنه قبل السماع من حيث عينه الثابتة الموجودة ، فالحق عين كل شيء في الظهور ، وما هو عين الأشياء في ذواتها ، سبحانه وتعالى ، بل هو هو والأشياء أشياء

ص 172


قال الشيخ رضي الله عنه : ( «فبشرهم بعذاب أليم»  
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. 
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. 
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. 
فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه )


فلولا الحق ما تميزت الموجودات بعضها عن بعض ولكان الأمر عينا واحدا ، فعين سمييز الحق لها وجودها ، وعين تمييز بعضها عن بعض فلا نفسها .
ولذلك لم ترد كلمة الحضرة في كل كائن عنها على كلمة « کن » شيئا آخر ، بل انسحب على كل كائن عين كن لا غير .
فلو وقفنا مع كن لم نر إلا عينا واحدة ، وإنما وقفنا مع أثر هذه الكلمة ، وهي المكونات ، فكثرت وتعددت وتميزت بأشخاصها ، والخلاصة هي أن الله سبحانه يرانا في حال عدمنا في شيئية ثبوتنا .
كما يرانا في حال وجودنا ، لأنه تعالی ما في حقه غيب ، فكل حال له شهادة ، فيتجلى تعالى للأشياء التي يريد إيجادها في حال عدمها من اسمه النور تعالى ، فينفهق على تلك الأعيان أنوار هذا التجلي ، فتستعد لقبول الإيجاد ، فيقول له عند هذا الاستعداد کن فیکون من حينه من غير تثبط .
الفتوحات ج 1 / 46 ، 260 ، 265 ، 323 ، 538 ، 732 .
ج 2 / 62 ، 190 ، 201 ، 259 ، 280 ، 302 ، 400 ، 4014 ، 402 ، 495 ، 672.
ج 3 / 46 ، 68 ، 90 ، 134 ، 217 ، 254 ، 255 ، 263 ، 282 ، 286 ، 289 ، 295 ، 525 .
ج  4 / 70 .

5 - البشارات في القرآن :
و من جملة الخطابات الإلهية البشارات ، وهي على قسمين بشارة بما يسوء مثل قوله « فبشرهم بعذاب أليم » .
وبشارة بما يسر مثل قوله تعالى « فبشره بمغفرة. وأجر کریم » فكل خبر يؤثر وروده في بشرة الإنسان الظاهرة فهو خبر بشرى.
 فالبشرى لا تختص بالسعداء في الظاهر ، وإن كانت مختصة بالخير ، والكلام على هذه البشرى لغة وعرفا ، فأما البشري من طريق العرف.
فالمفهوم منها الخير ولابد ، ولما كان هذا الشقي ينتظر البشري في زعمه لكونه يتخيل أنه على الحق ، قيل بشره لانتظاره


ص 173


قال الشيخ رضي الله عنه : ( لا يؤتى عليه بخير و لا بشر إلا منه. و أعني بالخير ما يوافق غرضه و يلائم طبعه و مزاجه، و أعني بالشر ما لا يوافق غرضه و لا يلائم طبعه و لا  مزاجه.
و يقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم و إن لم يعتذروا، و يعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم. "6"
 فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه : يداك أوكتا و فوك نفخ.
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل. )


البشري ، ولكن كانت البشري له بعذاب أليم ، وأما من طريق اللغة .
فهو أن يقال له ما يؤثر في بشرته ، فإنه إذا قيل له خير أثر في بشرته بسط وجه وضحكا وفرحا واهتزازا وطربا .
وإذا قيل له شر أثر في بشرته قبضا و بكاء وحزنا وكندا واغبرارا وتعبيسا.
ولذلك قال تعالى : " وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة » فذكر ما أثر في بشرتهم .
فلهذا كانت البشرى تنطلق على الخير والشر لغة ، وأما في العرف فلا .
فقيل « بشرهم » لأثر ما بشر به في بشرة كل من بشر .
يقول تعالى :" وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا " 
فقيل : "فبشرهم بعذاب أليم" .
وقيل : « يبشرهم ربهم برحمة منه » لأن كل واحد أثر في بشرته ما بشر به.
الفتوحات  ج 3 / 5 ، 85  - ج 4 / 410
6 - العلم تابع للمعلوم راجع فص 2 هامش 3  ص 42
"" العلم تابع للمعلوم الفص 2 هامش 3  ص 42
ليس سر القدر الذي يخفى عن العالم عينه الا اتباع العلم المعلوم ، فلا شيء أبين منه ولا أقرب مع هذا البعد ، فإن العلم تابع للمعلوم ما هو المعلوم تابع للعلم فافهمه.
وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحدا نبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا ، وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها ، وفرق يا أخي بين كون الشيء موجودا فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصورة في حال عدمه الأزلي ، فهو مساوق للعلم الإلهي به ومتقدم عليه بالرتبة .
لأنه لذاته أعطاه العلم به ، فإن المعلوم متقدم بالرتبة على العلم وإن تساوقا في الذهن من كون المعلوم معلوما ، لا من کونه وجودا أو عدما ، فإنه المعطي العالم العلم .


فاعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر الذي قضاه حالك ، فلو لم يكن في هذا الكتاب « الفتوحات المكية » إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سدید و عقل سلیم .
واعلم أن الله تعالى ما كتب إلا ما علم ولا علم إلا ما شهد من صور المعلومات على ما هي عليه في أنفسها ما يتغير منها وما لا يتغير ، فيشهدها كلها في حال عدمها على تنوعات تغييراتها إلى ما لا يتناهی ، فلا يوجدها إلا كما هي عليه في نفسها ، فمن هنا تعلم علم الله بالأشياء معدومها وموجودها ، وواجبها وممكنها ومحالها ، ومن هنا إن عقلت وصف الحق نفسه بأن له الحجة البالغة لو توزع .


فإنه من المحال أن يتعلق العلم إلا بما هو المعلوم عليه في نفسه ، فلو احتج أحد على الله بأن يقول له علمك سبق فيه بأن أكون على كذا فلم تواخذني .
يقول له الحق هل علمتك إلا بما أنت عليه ؟  فلو كنت على غير ذلك لعلمتك على ما تكون عليه.
ولذلك قال « حتى تعلم » فارجع إلى نفسك وأنصف في كلامه ، فإذا رجع العبد على نفسه ونظر في الأمر كما ذكرناه علم أنه محجوج، وأن الحجة لله تعالى عليه.


أما سمعته تعالى يقول: « وما ظلمهم الله" "وما ظلمناهم" .
وقال « ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ، كما قال « ولكن كانوا هم الظالمين » يعني أنفسهم .
فإنهم ما ظهروا لنا حتى علمناهم وهم معدومون إلا بما ظهروا به في الوجود من الأحوال ، فعندنا ما كانت الحجة البالغة لله على عباده إلا من كون العلم تابعا للمعلوم ما هو حاكم على المعلوم.


فإن قال المعلوم شيئا كان الله الحجة البالغة عليه بأن يقول له ما علمت هذا منك إلا بكونك عليه في حال عدمك ، وما أبرزتك في الوجود إلا على قدر ما أعطيتني من ذاتك بقبولك ، فيعرف العبد أنه الحق فتندحض حجة الخلق ، فلا نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى تعلم ما كنا فيه ، فإنه لا يحكم فينا إلا بنا.


فمن وقف في حضرة الحكم وهي القضاء على حقيقتها شهودا علم سر القدر ، وهو أنه ما حكم على الأشياء إلا بالأشياء ، فما جاءها شيء من خارج ، "ولا ينكشف هذا السر حتى يكون الحق بصر العبد" ، فإذا كان بصر العبد بصر الحق نظر الأشياء ببصر الحق، حينئذ انكشف له علم ما جهله، إذ كان بصر الحق لا يخفى عليه شيء ، ومن وقف على سر القدر ،" وهو أن الإنسان مجبور في اختياره "، لم يعترض على الله في كل ما يقضيه و يجريه على عباده وفيهم ومنهم ، وهذا يشرح ما ذكره الشيخ في كتابه المشاهد القدسية من أن الحق قال له « أنت الأصل وأنا الفرع ".


وعلامة من يعلم سر القدر هو أن يعلم أنه مظهر ، وعلامة من يعلم أنه مظهر ، أن تكون له مظاهر حيث شاء من الكون كقضيب البان ، فإنه كان له مظاهر فيما شاء من الكون حيث شاء من الكون.
وإن من الرجال من يكون له الظهور فيما شاء من الكون لا حيث شاء ، ومن كان له الظهور حيث شاء من الكون كان له الظهور فيما شاء من الكون.
فتكون الصورة الواحدة تظهر في أماكن مختلفة ، وتكون الصور الكثيرة على التعاقب تلبس الذات الواحدة في عين المدرك لها ، ومن عرف هذا ذوقا .
كان متمكنا من الاتصاف بمثل هذه الصفة ، وهذا هو علم سر القدر الذي ينكشف لهم .
 راجع الفتوحات ج2 / 2 , 13 .  ج4/ 16 , 70 , 74 , 182 , 235.  ""

ص 174
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Empty
مُساهمةموضوع: السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي   السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله Emptyالإثنين سبتمبر 09, 2019 2:56 pm

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الرابعة عشر على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الفقرة الرابعة عشر: 
كتاب المفاتیح الوجودیة والقرآنیة لفصوص الحكم عبد الباقي مفتاح 1417هـ :
المرتبة 11: لفص حكمة فاتحية لكلمة صالحية من الاسم الرب
وله سماء زحل السابعة ومنزلة الخرتان وحرف الياء
غاية القهر هي حصول العلم بالنفس. ومن عرف نفسه عرف ربه فغاية العلم معرفة الرب. فجاء الاسم الرب في المرتبة الفردية الحادية عشرة التي قال الشيخ عنها في الباب 198 ما خلاصته:
الفصل الحادي والعشرون في الاسم الرب وتوجهه على إيجاد السماء الأولى 
-أي الأولى نزولا من فوق وهي السابعة صعودا والبيت المعمور والسدرة والخليل.
ويوم السبت -أي نهاره  وأما ليلته فليلة الأربعاء- وحرف الياء والخرتان و کیوان -اي زحل - .
قال تعالى : ( وقل رب زدني علما ) (طه، 114) فما طلب الزيادة من العلم إلا من الرب. 
ولهذا جاء مضافا لاحتياج العالم إليه أكثر من غيره من الأسماء لأنه اسم جامع لجميع المصالح وهو من الأسماء الثلاثة الأمهات (والآخران هما: الله الرحمن).
وهذا الاسم أعطى للسدرة نبقها وخضرتها، ونورها منه ومن الاسم الله، وأعطى الاسم الرحمن من نفسه عرفها من العرف وهي الرائحة.
ومن الاسم الله أصولها. و زقومها لأهل جهنم. وقد جل الله هذه السدرة بنور الهوية فلا تصل عين إلى مشاهدها فتحدها أو تصفها. 
والنور الذي كساها هو نور أعمال العباد. ونبقها على عدد نسم السعداء لا بل على عدد أعمال السعداء لا بل هي أعيان أعمال السعداء.
وما في جنة الأعمال قصر ولا طاق إلا وغصن من أغصان هذه السدرة داخل فيه وفي ذلك الغسن من النبق على قدر ما في العمل الذي هذا الغصن صورته- من الحركات. 
وما من ورقة في ذلك الغصن إلا وفيها من الحسن بقدر ما حضر هذا العبد مع الله في ذلك العمل
وأوراق الغصن بعدد الأنفاس في ذلك العمل. وشوك هذه السدرة كله. 
لأهل الشقاء وأصولها فيهم والشجرة واحدة ولكن تعطي أصولها النقيض مما تعطي فروعها من كل نوع. 
فكل ما وصفنا به الفروع حد النقيض في الأصول وهذا كثير الوقوع في علم النبات،
وهي على نشأة الإنسان وهي شجرة الطهور فيها مرضاة الحق ومن هنا شرع السدر في غسل الميت للقاء الله. 
وعند السدرة نهر كبير هو نهر القرآن منه تتفجر ثلاثة أغار أخرى للكتب الثلاثة التوراة والزبور والإنجيل وجداول صحف الأنبياء. 
ولكل نهر من الأنهار الكبرى الأربعة علم من علوم الوهب مناسب لأنهار الجنان الأربعة أنهار العسل والحليب والخمر والماء. 
فالمظهر الأعلى الجناني للسدرة هو شجرة طوبي التي غرسها الله تعالى بيده ولما سواها نفخ فيها من روحه كأدم وهي لجميع شجر الجنان کآدم لما ظهر منه من البنين وزينها بثمر الحلي والحلل اللذين فيهما زينة للابسهما فنحن أرضها فان الله جعل ما على الأرض زينة لها. 
وأما المظهر الأسفل الجهنمي للسدرة نهر الزقوم تغلي في البطون كغلي الحميم طلعها كانه رؤوس الشياطين. 
وأسعد الناس هذه السدرة أهل بيت المقدس. 
كما أن أسعد الناس بالمهدي أهل الكوفة، كما أن أسعد الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحرم المكي كما أن أسعد الناس بالحق أهل القرآن. 
وإذا أكل أهل السعادة من هذه الشجرة زال الغل من صدورهم ومكتوب على ورقها "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" وإلى هذه السدرة تنتهي أعمال بني آدم ولهذا سميت سدرة المنتهى.
وللحق فيها تجمل خاص عظيم يقيد الناظر ويحير الخاطر وإلى جانبها منصة جبريل عليه السلام وفيها من الآيات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. 
غشيها من نور الله ما غشي فلا يستطيع أحد أن ينعتها إنما ينظر الناظر إليها فیدرکه البهت. 
وأوحد الله في هذه السماء البيت المعمور وهو على سمت الكعبة له بابان: مشرقی يدخل فيه كل يوم سبعون ألف ملك ثم يخرجون من مقابله المغربي ولا يعودون فيه أبدا .
يخلقهم الله في كل يوم من نهر الحياة من القطرات التي تقطر من انتفاض جبريل عندما ينغمس فيه في كل يوم غمسة. 
وبعدد هؤلاء الملائكة في كل يوم تكون خواطر بني آدم : في قلوبهم، وهؤلاء الملائكة الذين يدخلون البيت المعمور يجتمعون عند خروجهم منه مع الملائكة الذين خلقهم الله من خواطر القلوب فإذا اجتمعوا بهم كان ذكرهم الاستغفار إلى يوم القيامة. 
فالقلوب كلها من هذا البيت خلقت فلا تزال معمورة دائما، وكل ملك يتكون من الخواطر يكون على صورة ما خطر سواء (تأمل علاقة ذا الكلام بفص الحكمة القلبية السابق وتتشعب الخواطر من قلب حكمة هذا الفص الفاتحية الصالحية.).
وفي هذا الفلك عين الموت (لأن طبعه طبع التراب اليابس البارد وهو طبع الموت وقد سبق أن الاسم المميت هو المتوجه على إيجاد التراب في فم زكرياء وفي هذه السماء يوجد ملك الموت عزرائیل عليه السلام ) ومعدن الراحة و سرعة الحركة في ثبات. 
وكوكب هذه السماء زحل ترابي مظلم أسود نحس محض. ومنه جاء الكلام في النص على الهلاك والشقاء والعذاب والسواد وبشرة البدن الترابية.
 لكن مدار حل الفص حول الفردية لأن الأعداد المتعلقة بهذه المرتبة جلها فردية: فله المرتبة: 11. 
وفلك هذه السماء هو الثالث نزولا من الفلك الأطلس والمكوكب وهو الأول في السماوات، وهو سابعها صعودا، وهو الحادي عشر صعودا من فلك التراب، وهو الخامس نزولا من العرش. 
وفي هذه السماء إبراهيم الخليل عليه السلام ثالث الآباء بعد آدم ونوح عليهما السلام وافتتحت سورته في القرآن بحروف ثلاثة لها الأعداد الثلاثة الأولى 
وهي: "الر = 231". ويومها السبت سابع الأيام. 
وأنسب الأنبياء لهذه المرتبة صالح عليه السلام الذي ورد اسمه في القرآن تسع مرات أي3 3x.
 والذين عقروا ناقته تسعة قال تعالى عنهم: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون" (النمل،48) ولما عقروها رغا فصيلها ثلاث مرات حسب ما ورد في قصته. وعند ذلك أنذر صالح قومه بحلول العذاب. 
وأخر الله قومه ثلاثة أيام تلونت خلالها ألوانهم بثلاثة ألوان...
والثلاثة مفتاح الإيجاد والتكوين والتوليد وهي أول الأفراد كما أكده الشيخ في الكثير من نصوصه.  فلهذا كانت حكمة هذا الفص فتوحية. 
وخص الله صالحا بفتح الجبل عن الناقة آية له ففتحت الإيمان في قلوب من آمن به كما فتحت الطغيان في صدور من كفر به فهذه ثلاثة فتوحات... 
وفي فاتحة الكتاب بيان للطرق الثلاثة التي تجمع كل الشعب الأخرى وهي: 
صراط المنعم عليهم، 
وصراط المغضوب عليهم، 
وصراط الضالين... 
ولهذه الثلاثية خصص الشيخ كلامه في كل الفص الذي له علاقة وطيدة بالفص السابق واللاحق. 
أي فصي هود وشعيب عليهما السلام:
ففي فص هود تكلم الشيخ عن صراط الرب المستقيم الأخذ بناصية كل دابة. 
وفي بداية هذا النص تكلم عن كثرة الطرق وتنوعها واختلاف أصحابها من الركائب والنجائب. 
وفي فص شعيب تكلم على نشعب هذه الطرق إلى مالا يتناهي من العقائد والأنفاس الظاهرة بالخلق المتجدد من شؤون التجليات التي لا تتكرر... 
يقول الشيخ رضي الله عنه في آخر الباب 463 من الفتوحات: "والفرد له تركيب الأعداد من أحد عشر إلى مالا نهاية له".
وعدد هذه المرتبة أي 11 هو أنسب الأعداد المقام الأفراد الذين خصص الشيخ لهم الأبواب الثلاثة " 32 / 31 / 30 " من الفتوحات وسماهم: الأقطاب الركبان ولهم آيات الركائب. 
ففتح الشيخ هذا الفص بذكرهم قائلا: (من الآيات آيات الركائب) الى قوله: (وكل منهم يأتيه منه فتوح غيوبه من كل جانب) ومفتاح الغيب له الاسم: "هو" الذي عدده 11. 
يقول الشيخ عنهم ما ملخصه: "الفرسان ركاب الخيل والركبان ركاب الإبل. فالأفراس تركبها جميع الطوائف من عجم وعرب والهجن لا يستعملها إلا العرب أرباب الفصاحة والحماسة والكرم. 
ولما كانت هذه الصفات غالبة على هذه الطائفة سميناهم بالركبان. فمنهم من ركب بحب الهمم، ومنهم من ركب بحب الأعمال. 
فلذلك جعلناهم طبقتين أولى وثانية وهؤلاء أصحاب الركبان هم الأفراد في هذه الطريقة. 
ليس للقطب فيهم تصرف ولهم من الأعداد من الثلاثة إلى ما فوقها من الأفراد. 
ليس لهم ولا لغيرهم فيما دون الفرد الأول الذي هو الثلاثة قدم فإن الأحدية وهو الواحد لذات الحق. 
والاثنان للمرتبة وهو توحيد الألوهية والثلاثة الأول وجود الكون عن الله. 
فأول الأفراد الثلاثة وقد قال : (الثلاثة ركب) وهم من الحضرات الإلهية الحضرة الفردانية وفيها يتميزون ومن الأسماء الإلية الفرد" انتهى. 
وفي كل هذا إشارات من الشيخ إلى أن أكثر الأفراد في كل زمان هم من العرب لخصوصيات تميزوا ما جعلت سيد الوجود صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهم ومنهم وكذلك خاتم الأولياء المحمديين. 
ولهذا نجد الشيخ في الأبواب الأربعة من النصوص المخصوصة برسل العرب يتكلم عن الفردانية أو الأحدية فباب هود للحكمة الأحدية. وباب صالح للفردانية.
وہاب شعيب للحكمة القلبية والقلب هو القطب الفرد.
 وباب سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم للحكمة الفردية حيث أعاد الكلام عن التثليث المحمدي. 
ولاكابر الأفراد مقام القربة في هذه الأمة أو النبوة المطلقة بلا تشريع في الأمم السابقة كخالد النبي العربي بحكمته الصمدية والصمد أخ للفرد الأحد.
ولهم الستر لأفهم أهل أسرار والغالب على غرهم الظهور لأنهم أهل أنوار ... 
ولهذا لم يظهر في العرب مدة نحو 25 قرنا بين إسماعيل وسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام إلا خالد مع أن الكثير منهم كانوا أفرادا مقربين خلافا لبني إسرائيل الذين كثر عندهم الأنبياء والرسل الظاهرون بمعجزاتهم.
وإلى هذه الفردانية العربية وأسرار أهلها يشير الشيخ في كتابه "أيام الشأن" فيقول: (فكان حساب العجم تقدم النهار على الليل وزمانهم شمسي فآيات بين إسرائيل ظاهرة وكانت فيهم العجائب. 
وكان حساب عامة العرب بتقديم الليل على النهار وزمانهم قمري فآيتهم ممحوة من ظواهر هم مصروفة إلى بواطنهم. 
واختصوا من بين سائر الأمم بالتجليات، ونبل فيهم "كتبها في قلوهم" في مقابلة قوله "فانسلخ منها" فالصدق النا. 
ولما كان في الخضر قوة عربية للحوقه بنا لهذا ما عثر صاحبه على السر الذي منه حكم بما حكم) انتهى.
والخضر من رؤوس الأفراد. ومعلوم أن غالبية أقطاب الأمة المحمدية من العرب عموما ومن آل البيت الشريف في أكثر الأحيان ويقول الشيخ في الفصل 13 من الباب 198 خلال رؤيا رآها:
(فسمعت بعض الناس يقولون: لو كان الإيمان بالثريا لنالته رجال من فارس. 
فقلت: ولو كان العلم بالثريا لناله العرب. والإيمان تقليد. فكم بين عالم وبين من يقلد عالما فقالوا: صدق. 
فالعربي له العلم والإيمان والعجم مشهود لهم بالإيمان خاصة في دين الله).
ولمكانة هؤلاء الرسل العرب الأربعة نجد الشيخ في الباب 463 يصف شؤون الاثني عشر قطبا الذين عليهم مدار العالم، كل قطب على قلب ني و الثلاثة الأخيرون منهم. 
وهم العاشر والحادي عشر والثاني عشر على قدم هود وصالح وشعيب فترتيبهم هناك متفق مع ترتيبهم في الفصوص. 
ويقول أن أشرف أولئك الاثني عشر هو الذي على قلب صالح وله سورة "طه"... ويقول: (وأما المفردون فكثيرون والختمان منهم)... (فمنهم من هو على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ) ... 
ثم إن لترتيبهم المذكور علاقة مع الشهور القمرية فقد قال الشيخ في الباب 12 من الفتوحات: (وفي الأنبياء من الزمان أربعة حرم: هود وصالح وشعيب سلام الله عليهم ومحمد صلى الله عليه وسلم وعينها من الزمان ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب) انتهى. 
فأفضلهم رجب الشهر السابع هو لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قيل أن معراجه وقع له في السابع والعشرين منه. 
ويليه في التفضيل ذوالحجة وهو الثاني عشر ثم ذو القعدة وهو الحادي عشر ثم محرم وهو الأول. 
ومن خصوصیا تم أيضا أن أربعة من أولياء عالم الأنفاس اجتمع فيهم عبادة العالم هم على أقدامهم في كل زمان بصفهم الشيخ في الباب 73 .
فيقول: (ومنهم رضي الله عنهم أربعة أنفس في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون آيتهم من كتاب الله تعالى: " الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل  الأمر بينهن " (الطلاق، 12) .
وآيتهم أيضا في سورة تبارك الملك، الآية 3: "الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت هم رجال الهيبة والجلال.
كأنما الطير منهم فوق أرؤسهم لا خوف ظلم ولكن خوف إجلال وهم الذين يمدون الأوتاد. 
الغالب على أحوالهم الروحانية قلوبهم سماوية بجهو لون في الأرض معروفون في السماء. 
الواحد من هؤلاء الأربعة هو ممن استثنى الله تعالى في قوله: " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله" (الزمر، 68) .
و الثاني له العلم بما لا يتناهي وهو مقام عزیز بعلم التفصيل في المحمل وعندنا ليس في علمه بحمل. 
والثالث له الهمة الفعالة في الإيجاد ولكن لا يوجد عنه شيء. 
والرابع توجد عنه الأشياء وليس له إرادة فيها ولا مهمة متعلقة بها. 
أطبق العالم الأعلى على علو مراتبهم. 
أحدهم على قلب محمد صلى الله عليه وسلم  
والآخر على قلب شعيب عليه السلام . 
والثالث على قلب صالح عليه السلام  
والرابع على قلب هود عليه السلام . 
ينظر إلى أحدهم من الملأ الأعلى عزرائيل وإلى الآخر جبريل وإلى الأخر ميكائيل وإلى الآخر إسرافيل. 
أحدهم يعبد الله من حيث نسبة العماء إليه 
والثاني يعبد الله من حيث نسبة العرش إليه 
والثالث يعبد الله من حيث نسبة السماء إليه 
و الرابع يعبد الله من حيث نسبة الأرض إليه. 
فقد اجتمع في هؤلاء الأربعة عبادة العالم كلها شأنهم عجيب وأمرهم غريب مالقيت فيمن لقيت مثلهم) انتهى.
ومن الاتفاق أن أعداد تکرار أسماء الأربعة في القرآن كلها فردية: 
تكرر اسم صالح 9 مرات  ، وهود 7 مرات ، وشعيب 11 مرة 
مجموع هذه الثلاثة: 27  ، وتكرر الإسمان محمد وأحمد معا: 5 مرات وهو عدد الحفظ الفردي الحافظ لنفسه ولغيره حسبما ذكره الشيخ في عدة مواضع فبذكره صلى الله عليه وعلى آله وسلم حفظ الجميع...
من ناحية أخرى، المنازل الفلكية لهؤلاء الرسل الثلاثة هود صالح شعيب تشترك في وجودها ببرج الأسد الذي لملكه صفة الكرم وهي من أشهر صفات العرب وتعلوه هيبة و جلال وهو الإقليد .
وبطالعه أوجد الله الآخرة بعد أن أوجد الدنيا بطالع السرطان فتأخرت الآخرة عن الدنيا تسعة آلاف سنة. 
وبرج الأسد برج ثابت حار يابس وبطالعه أيضا خلق الله الجنة المحسوسة حسب ما ذكره الشيخ في "عقلة المستوفز". وفي البابين 7 و65 من الفتوحات.
وأخيرا فإن حرف هذا الفص هو الياء. وأهم ميزة له هو أنه حرف الكسر والخفض فهو أنسب الحروف لركن التراب أسفل الأركان الذي له طبع هذه السماء الأولى اليابسة الباردة و کوکبها زحل ترابي وهذا الطبع تميزت عن بقية السماوات.  
ولعلاقة الياء بالثري الترابي يعرفه الشيخ في الباب الثاني من الفتوحات بقوله:
یاء الرسالة حرف في الثرى ظهرا  ….. کالواو في العالم العلوي معتمرا 
وفي ختام الفص مهد الشيخ للدخول في فص شعيب الموالي فذكر صاحب الشهود الذي يقيم معاذير الموجودات كلها وهو حال صاحب السماء السادسة التي لها الرتبة 12 الموالية لكونها سماء اللين والرحمة والعفو. 
وأعاد ذكر قاعدة أن العلم تابع للمعلوم إشارة للاسم العليم المتوجه على إيجاد تلك السماء السادسة سماء العلم. 
وختم بالمثل: "يداك أوكتا وفوك نفخ" مشيرا بالنفخ إلى الهواء الذي له طبع هذه السماء السادسة . وطبع الأولى والثالثة طبع الماء  وللرابعة والخامسة طبع النار، 
وللثانية امتزاج كل الطبائع.
  
11: سورة فص صالح عليه السلام  
و هي "قريش" والاسم الإلهي الوحيد الظاهر فيها هو "الرب" وهو الاسم الممد لمرتبة هنا الفص أي السماء السابعة كما سبق بيانه.
والبيت المعمور فيها مناسب للكعبة بيت الرب في أم القرى بلد قريش. 
وأهلها هم أصحاب الركائب - أي الإبل - المذكورون في البيت الأول من الفص.
وأكد الشيخ في هذا الباب على مرتبة الثلاثة والتركيب والجمع وذلك مناسب للألفة من" لإيلاف قريش " (فریش، 1) والقرش في اللغة هو الجمع. 
ولهذا نجد الشيخ في الوصل التاسع من الباب "369" وهو الوصل المخصوص بسورة "قريش" يبدؤه بقوله: "قال تعالى: " والتفت الساق بالساق " (القيامة، و02) فهو التفاف لا ينحل... "أي كالتفاف ساق اللام بساق الألف من لام ألف في "إيلاف" أو كالتفاف المقدمتين أو الزوجين في النكاح لإظهار النتيجة. 
ولهذا أيضا يبدا الباب "278" المخصوص بمنزل "قریش" بقوله: "لا يتآلف اثنان إلا لمناسبة بينهما فمترك الألفة هي النسبة الجامعة بين الحق والخلق وهي الصورة التي خلق عليها الإنسان". 
ولهذا كان حرف "لا" من رموز الإنسان الكامل لجمعه بين ألف الحق ولام الحلق... وإلى هذا الجمع - أو القرش - أو الائتلاف - يشير الشيخ في فقرة من الباب "559 مرجعها للباب 278" أي لسورة قريش" عنوانها: " التالف من التصرف" 
فيقول: "ما ثم إلا ما سمعت فلا يغرنك كونك جمعت" ويفتتح بابها "278 فتوحات" هذه الألفة قائلا:
منزل الألفة لا يدخله   ….. غير موجود على صورته
فتراه عندما تبصره    …… نازلا فيه على صورته
علاقة هذا الفص بلاحقه
ختم الشيخ هذا الفص بقاعدته : "العلم تابع للمعلوم"، كمقدمة لفص "شعيب" التالي والحاكم عليه الاسم "العليم" من آية سورته "التكاثر": "كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين ".
وتكرر اليقين في "التكاثر" مرتين: علم اليقين وعين اليقين. 
وهو ما أشار إليه في أواخر هذا الفص الصالحي بقوله: "فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه: "فهذا هو علم اليقين" .
ثم قال: " وجعلها مشهودة له: وهذا هو عين اليقين".
ثم إن "تكاثر" قص شعيب ينتج من أم الكثرة أي ثلاثية "قريش" سورة فص صالح لأن القرش هو الجمع، وهو أصل التكاثر كما أن القرآن أصل للفرقان كما سبق ذكره في فص نوح.
وختم الشيخ الفص بكلمة: "وفوك نفخ" ومن النفخ تتكاثر الكلمات الصادرة من المراتب الثلاثة لمخارجها: "الصدر، والحلق، والفم" إلى أن تنتهي بالسكوت عند قول الشيخ في فص شعيب: "ونفخ في غير ضرم" .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
» السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: