السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الأولى الجزء الثاني .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الأولى على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكمالفقرة الأولى: الجزء الثاني
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في تجليات الأسماء :
" إذا تجلى الله تعالى على عبد من عبيده في اسم من أسمائه اصطلم العبد تحت أنوار ذلك الاسم ، فمتى ناديت الحق بذلك الاسم أجابك العبد لوقوع ذلك الاسم عليه .فأول مشهد من تجليات الأسماء :
أن يتجلى الله لعبده في اسمه الموجود ، فيطلق هذا الاسم على العبد ، وأعلى منه تجليه له في اسمه الواحد ، وأعلى منه تجليه في اسمه الله .فيصطلم العبد لهذا التجلي ويندك جبله فيناديه الحق على طور حقيقته :إنه أنا الله هنالك ، يمحو الله اسم العبد ، ويثبت له اسم الله ، فإن قلت يا الله أجابك هذا العبد لبيك وسعديك ، فإن ارتقى وقواه الله وأبقاه بعد فنائه كان الله مجيبا لمن دعى هذا العبد ...ثم إذا قوي العبد في الترقي ، تجلى الحق له في اسمه الرحمن ، ثم في اسمه الرب ، ثم في اسمه الملك ، ثم في اسمه العليم ،ثم في اسمه القادر.وكلما تجلى الله في اسم من هؤلاء الأسماء المذكورة فإنه أعز مما قبله في الترتيب ، وذلك لأن تجلي الحق في التفصيل ، أعز من تجليه في الإجمال .فظهوره لعبده في اسمه الرحمن تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الله ، وظهوره لعبده في اسمه الرب تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الرحمن ، وظهوره في اسمه الملك تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الرب ...وكذلك بواقي الأسماء بخلاف تجلياته الذاتية ، فإن ذاته إذا تجلت لنفسه بحكم مرتبة من هذه المراتب كان الأعم فوق الأخص ...والعجب في التجليات الأسمائية : أن المتجلى له لا يشهد إلا الذات الصرف ، ولا يشهد الأسماء لكن المميز يعلم سلطانه من الأسماء التي هو بها مع الله تعالى ... الناس في تجليات الأسماء وهم على أنواع .فمنهم : من تجلى الحق عليه من حيث اسمه القديم ، وكان طريقه إلى هذا التجلي أن كشف له الحق عن كونه موجودا في علمه قبل أن يخلق الخلق ... فعندما تجلى له من ذاته القدم الإلهي اضمحل حدثه فبقي قديما بالله تعالى فانيا عن حدثه.ومنهم : من تجلى له الحق في اسمه القدوس ، ففنى من هذا العبد نقائص الأكوان ، وبقي بالله تعالى منزها عن وصف الحدثان . يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي في مقدار التجليات:
" ما يشير إليه الطائفة من أن الحق يتجلى على قدر استعداد العبد .وهذا ليس كذلك ، فإن العبد يظهر للحق على قدر الصورة التي يتجلى له فيها الحق .وتحرير هذه المسألة أن لله تجليين :تجلي غيبي وتجلي شهادة ، فمن تجلي الغيب يعطي الاستعداد الذي يكون عليه القلب ، وهو التجلي الذاتي الذي الغيب حقيقته ، وهو الهوية التي يستحقها بقوله عن نفسه ( هو ) .فلا يزال ( هو ) له دائما أبدا فإذا حصل له - أعني للقلب - هذا الاستعداد تجلى له التجلي الشهودي في الشهادة فرآه فظهر بصورة ما تجلى له كما ذكرناه .فهو تعالى أعطاه الاستعداد بقوله : " أعطى كل شيء خلقه " ، ثم رفع الحجاب بينه وبين عبده فرآه في صورة معتقده ، فهو عين اعتقاده . فلا يشهد القلب ولا العين أبدا إلا صورة معتقده في الحق . . فالحق الذي في المعتقد هو الذي وسع القلب صورته ، وهو الذي يتجلى له فيعرفه. فلا ترى العين إلا الحق الاعتقادي .يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :" التجلي الإلهي الواقع في دار الآخرة لا يكون إلا على قدر العلم الحاصل في الدنيا ، وعلى قدر صورته يقع التجلي .ويقول : " تجلي الحق من حيث الإطلاق عن الاستعدادات محال ، وإنما يتجلى بحسب استعداد المتجلي له ، فهو كالماء لا لون ولا شكل له ، ويظهر بالأشكال والألوان بحسب الأواني .يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" التجلي في صورة ذات روحه لا يعول عليه ." التجلي المتكرر في الصورة الواحدة لا يعول عليه ." كل تجل لا يعطيك العلم بحقيقة لا يعول عليه ." التجلي بالجيم إذا أبقاك لا يعول عليه . يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" التجلي على ثلاث أحوال :تجلي ذات : وهي المكاشفة .وتجلي صفات : وهي موضع النور .وتجلي حكم الذات : وهي الآخرة .يقول الغوث الأعظم عبد القادر الجيلاني :
" التجليات أربعة : تجلي الآثار ، وتجلي الأفعال ، وتجلي الصفات ، وتجلي الذات. ويقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :" التجليات ضروب شتى يجمعها الفناء والبقاء ، فمن طلب تجلي الفناء لم يدر ما طلب ، لأن الحق يعطي التجلي ويعطي فيه فإذا أفناه التجلي لم يدر ما يعطى فيه.ويقول : " تجلى سبحانه تجليا عاما إحاطيا ، وتجلى تجليا خاصا شخصيا .فالتجلي العام : تجل رحماني ، وهو قوله تعالى : "الرحمن على العرش استوى".والتجلي الخاص : هو ما لكل شخص شخص من العلم بالله ، وبهذا التجلي يكون الدخول والخروج والنزول والصعود والحركة والسكون والاجتماع والافتراق والتجاوز .ويقول : " التجلي الذاتي ممنوع بلا خلاف بين أهل الحقائق في غير مظهر ، والتجلي في المظاهر وهو التجلي في صور المعتقدات كائن بلا خلاف ، والتجلي في المعقولات كائن بلا خلاف : وهما تجلي الاعتبارات . ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" للحق تبارك وتعالى تجليين :تجل في مرتبة الإطلاق من حيث لا خلق .وتجل في رتبة التقييد بعد خلق الخلق . ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
" إن أهل هذا اللسان الواقفين في ميادين البيان قسموا التجليات : إلى تجل فعلي وتجل أسمائي وتجل صفاتي وتجل ذاتي .فأما التجلي الفعلي : فمعلوم ، وكذا التجلي الأسمائي والتجلي الصفاتي .وأما التجلي الذاتي فإنما يعنون به : تجلي الحق - تعالى - للعبد من حيث أنه لا يظهر لذلك التجلي نسبة إلى اسم ولا صفة ولا نعت ولا إضافة ، وإنما يعرف أنه تجلي له فقط .ومتى ظهر شيء مما ذكر نسب ذلك التجلي إلى ما ظهر ، فالتجلي الذاتي عند الطائفة العلية هو تجلي الذات من حيث الذات الإلهية لا من حيث الذات الأحدية ، فإنه محل المحال ، ولا يقول به أحد من الناقصين فضلا عن أهل الكمال .إذ الذات الأحدية هي الوجود المطلق عن الإطلاق والتقييد لا ظهور لشيء معها مما ينافي أحديتها .هذا المراد بالتجلي عندهم وإن كان لفظ التجلي الذاتي ربما يوهم شيئا خلاف المراد . يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
" التجلي الخيالي نوعان : نوع على صورة المعتقد ، ونوع على صورة المحسوسات ...لكن مطلق التجلي الصوري منشؤه ومحتده العالم المثالي ، وهو إذا اشتد ظهوره شوهد بالعين الشحمية محسوسا لكنه على الحقيقة عين البصيرة هي المشاهد ، إلا أنه لما صار كله عينا كان بصره محل بصيرته في هذا المشهد . وأما المعنوي أعني مما أعطانا الكشف في الحديث أنه واقع معنى . يقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
" تجليات الحق على ثلاثة أقسام :قسم أظهرهم ليظهر كرمه وإحسانه ، وهم أهل الطاعة والإحسان .وقسم أظهرهم ليظهر فيهم حلمه وكرمه ، وهم أهل العصيان من أهل الإيمان .وقسم أظهرهم ليظهر فيهم نقمته وغضبه ، وهم أهل الكفر والطغيان .يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" تجليات الحق على نوعين :تجل يفنيك عنك وعن أحكامك ،وتجل يبقيك معك ومع أحكامك . يقول الشيخ علي الخواص :
" اعلم يا أخي أن للحق تعالى تجليا في رتبة الإطلاق والتنزيه حيث لا خلق ، وتجل في رتبة تقرب من رتبة التقييد والتخيير بعد خلق الخلق ،وبكل من هذين التجليين جاءت الآيات والأخبار.فارجع يا أخي كل كلام يعطي التنزيه إلى مرتبة الإطلاق . وكل كلام يعطي ظاهره التشبيه إلى مرتبة تقرب من رتبة التقييد يرتفع التعارض عندك من جميع الآيات والأخبار ولم تحتج إلى تأويل ، فإن الناس ما احتاجوا إلى التأويل وخالفوا ما كان عليه سلفهم إلا من ظنهم أن الحق تعالى ليس له تجل إلا في مرتبة واحدة ، أما تنزيه فقط أو تشبيه فقط ، والحق أن له مرتبتين كما أدركه الكشف وأيده الشرع ، والكامل من مشى مع الشرع حيث مشى ووقف معه حيث وقف . يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في كيفية التجلي:" إذا أراد الحق سبحانه وتعالى أن يتجلى عليه باسم أو صفة : فإنه يفني العبد فناء يعدمه عن نفسه ، ويسلبه عن وجوده .فإذا طمس النور العبدي وفنى الروح الخلقي أقام الحق سبحانه وتعالى في الهيكل العبدي من غير حلول من ذاته ، لطيفة غير منفصلة عنه ولا متصلة بالعبد عوضا عما سلبه منه ، لأن تجليه على عباده من باب الفضل والجود ، فلو أفناهم ولم يجعل لهم عوضا عنهم لكان ذلك من باب النقمة وحاشاه من ذلك ، وتلك اللطيفة هي المسماة : بروح القدس .فإذا أقام الحق لطيفة من ذاته عوضا عن العبد كان التجلي على تلك اللطيفة ، فما تجلى إلا على نفسه .لكنا نسمي تلك اللطيفة الإلهية : عبدا باعتبار أنها عوض عن العبد ، وإلا فلا عبد ولا رب ، بانتفاء المربوب انتفى اسم الرب ، فما ثم إلا الله وحده الواحد الأحد .تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن التجلي في اصطلاح الشيخ الأكبر ابن العربي:
" يتسرب لفظ ( التجلي ) إلى كل البنيان الفكري لشيخنا الأكبر ، ويتداخل مع نظرياته كافة ، بل هو العماد الذي يبنى عليه فلسفته في وحدة الوجود .
إذ بالتجلي يفسر الخلق - وكيفية صدور الكثرة عن الوحدة دون أن تتكثر الوحدة الوجودية ، والمعرفة العلمية الصوفية ... وسنفرع التجلي إلى شقين ، نسميها أسوة بالجامي :
التجلي الوجودي والتجلي الشهودي أو بالعلمي العرفاني .
التجلي الوجودي :
إن العلم بأسره هو صور التجلي الإلهي من حيث الاسم الظاهر ،إن الحق يتجلى في الأشياء ، أي يظهر فيها فيمنحها بهذا التجلي: الوجود.
وهذا التجلي دائم مع الأنفاس في العالم ، واحد يتكثر في مظاهره لاختلاف استعداد المتجلي فيه ، يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" له تعالى التجلي الدائم العام في العالم على الدوام ، وتختلف مراتب العالم فيه لاختلاف مراتب العالم في نفسها ، فهو يتجلى بحسب استعدادهم ...
التجلي الشهودي أو العلمي العرفاني :
إن التجلي هنا يتصل بطبيعة المعرفة من حيث أنه نوع من أنواع الكشف يفني المتجلي له ويورثه علما ، بل لا يصح العلم بالله عند ابن العربي الطائي الحاتمي إلا عن طريقه ، وهو واحد يتنوع باستعداد المحل .
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" لم يبق العلم الكامل إلا في التجلي الإلهي وما يكشف الحق عن أعين البصائر والأبصار من الأغطية فتدرك الأمور قديمها وحديثها ، على ما هي عليه في حقائقها وأعيانها ...
" التجلي ... ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب ... .
وقد أشارت الدكتورة إلى بعض النقاط ذات الصلة بالموضوع في الهامش اخترنا منها :
" إن التجلي الوجودي = التعين = الفيض .
" إن التجلي دائم مع الأنفاس ، فالحق لم يزل أبدا متجليا في صور العالم ، والعالم لم يزل فانيا في ذاته ثابتا في عدمه ، فالحق يتجلى مع الأنفاس ، أي أنه دوما في خلق جديد .
" درج ابن العربي في إيضاحه لتكثر وحدة التجلي في المظاهر على إيراد الصورة التمثيلية التالية بهدف تشبيهي :
النور واحد إذا انعكس على زجاج مختلف الألوان يتكثر ويتعدد ( نور أحمر ، نور أصفر ... ) ، فالنور الواحد هو تشبيه للتجلي الواحد ، أما تعدد ألوان الزجاج فهو إشارة إلى تعدد استعدادات المظاهر ( المظاهر = المجالي ) .
" إن الخلق عند ابن العربي الطائي الحاتمي ليس إيجاد من عدم مطلق بل هو في الواقع ظهور ، ظهور للغيب أو للباطن ، فالتجلي ظهور وبالتالي يكون من الاسم الظاهر .
" التجلي الإلهي الذي يكسب الممكنات الوجود هو الفيض المقدس ، ونستطيع أن نشبه هذا لتجلي الذي يخرج الممكنات من ( الغيب ) إلى ( الشهادة ) بالصورة التالية : غرفة مظلمة تحتوي على مجموعة من الأشياء ، ولكن الظلام لا يسمح بتمييز شيء آخر ، ففي الظلام تتحد كل الأشياء ، ولكن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه الأشياء بأشكالها وذاتيتها فالنور أظهر الأشياء ، وهكذا التجلي فهو النور الذي اظهر ( محتويات الغيب ) فأوجدها .
" إن التجلي العلمي يفني المتجلي له ، بخلاف التجلي الوجودي الذي بقي .
" إن الجيلي احتفظ بلفظ التجلي في المجال العلمي العرفاني ، أما على الصعيد الوجودي فقد استبدل به كلمة ( التنزل ) ، وفسر على أساسه ( الخلق ) بالخطوات نفسها والترتيب الذي نجده عند الشيخ الأكبر .
تقول الدكتورة سعاد الحكيم : " التجلي الدائم عند ابن العربي: هو تجلي وجودي من ناحية ، وشهودي من ناحية أخرى.
وأضافت الدكتورة قائلة :
" إنه تجلي وجودي من حيث أن الحق هو دائم التجلي في صور الموجودات ...
وهو تجلي شهودي من حيث أن العلماء الذين علموا أن الحق عين كل صورة لا يزالون في تجل دائم .
فالعلماء بالله بشهودهم الحق في كل صورة في حال شهود دائم ، لأنه ما ثمة إلا صور محيطة بهم ، فالحق دائم التجلي بالنسبة إليهم ، على حين أن هذه الصور نفسها حجاب بالنسبة لغير العلماء بالله .
تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن التجلي العام في الكثرة :
" التجلي العام في الكثرة عند ابن العربي: هو تجلي الحق سبحانه وتعالى في الدار الآخرة ، في الكثيب على أهل الجنة عامة ، فهذا التجلي الواحد الذي يكون للجميع في آن واحد دون أن ينكره أحد وبما ينتجه من علوم تتكثر باستعدادات المحل ، وهو التجلي العام في الكثرة .
تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن التجلي العام للكثرة :
" التجلي العام للكثرة عند ابن العربي هو التجلي الإلهي للجميع الذي ينتج علما واحدا ، فهو عام بنتيجته العلمية الواحدة ، وهو تجلي الحق عند أخذه الميثاق من الخلق .
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن تجلي الفطرة :
تجلي الفطرة : هو التجلي الذي يحقق العبد بالثبات على الفطرة والسعادة ، والتي هي الهداية في أول النشأة عند ميثاق الذر .
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن التجلي الأول :
" التجلي الأول هو تجلي الذات وحدها لذاتها ، وهي الحضرة الأحدية التي لا نعت فيها ولا رسم .
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن التجلي الثاني :
" التجلي الثاني هو الذي تظهر به أعيان الممكنات الثابتة التي هي شؤون الذات لذاته تعالى ، وهو التعين الأول بصفة العالمية والقابلية ، لأن الأعيان معلوماته الأول والذاتية القابلة للتجلي الشهودي ، والحق بهذا التجلي ينزل من الحضرة الأحدية إلى الحضرة الواحدية بالنسب الأسمائية .
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن التجلي الشهودي :
" التجلي الشهودي : هو ظهور الوجود المسمى باسم النور : وهو ظهور ( الحق بصور أسمائه في الأكوان التي هي صورها وذلك الظهور هو ) النفس الرحماني الذي يوجد به الكل .
يقول الشيخ أبو العباس التجاني عن التجلي الأخير :
"التجلي الأخير هو آدم ، وهو الموجود الأخير من الموجودات ، وهو المعبر عنه عند العارفين : باللباس الأخير " .
يقول الشيخ أبو المواهب الشاذلي في الفرق بين التجليات الذاتية والتجليات الصفاتية :
" تجلي ذات الحق تمحق الكائنات ، وتجلي صفاته توجب لها الثبات ، لذلك لم تطق رؤية الذات بالإبصار ، ولا يدرك كنهها بالعقول والأفكار . كيف وأنى لجائز حادث سقيم أن يثبت لوجوب الوجود القديم ".
يقول الشيخ عبد القادر الجزائري عن التجلي الساري:
"التجلي الساري في جميع الذراري : هو الوجود القائم بنفسه المقوم لغيره من الموجودات في مراتبها ، كما يسميه بعضهم : بنفس الرحمن ، نظرا إلى ما حصل بالوجود من التنفيس عن الأسماء الإلهية والحقائق الممكنة ، وهو المسمى : بالروح الكل عندما تنزل إلى مراتب الإمكان " .
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي عن تجلي السريان الوجودي:
"تجلي السريان الوجودي هو سريان الأمر في الموجودات سريان النور في الهواء ، فظهرت به العلل والأسباب ، والأحكام والفاعلية ، وغاب كل موجود عن حقيقته وانفعاليته ومعلوليته .
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي تجلي السبحات المحرقة :
"تجلي السبحات المحرقة هو التجلي الذي ترتفع فيه الأنوار والظلم ، وتسطع على العارفين سبحات الكرم ، فيدفع سلطان إحراقها قدم الصدق " .
رب - الرب – ربوبية - الربوبية – مربوب - المربوب
تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن الرب :
" الرب المنعوت في الشرع عند ابن العربي هو إله المعتقدات ".
يقول الشيخ الجنيد البغدادي عن الربوبية :
: " الربوبية : هي العلم ، والقدرة ، والقهر ، والمشيئة .
يقول الشيخ أبو بكر الواسطي عن الربوبية :
" الربوبية : التفرد بإيجاد المفقودات ، والتوحد بإظهار الخفيات من الموافقة والمخالفة .
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين عن الربوبية :
" الربوبية : هي الهوية التي هي الكل " .
الشيخ عبد الكريم الجيلي عن الربوبية :
" الربوبية : هي اسم للمرتبة المقتضية للأسماء التي تطلبها الموجودات ، فدخل تحتها الاسم العليم والسميع والبصير والقيوم والمريد والملك وما أشبه ذلك.
لأن كل واحد من هذه الأسماء والصفات يطلب ما يقع عليه .
فالعليم يقتضي المعلوم ، والقادر يقتضي مقدورا عليه ، والمريد يطلب مرادا ، وما أشبه ذلك ...
فالأسماء التي تحت اسمه الرب : هي الأسماء المشتركة بينه وبين خلقه ، والأسماء المختصة بالخلق اختصاصا تأثيريا .
يقول الشيخ مصطفى بالي زادة أفندي عن الربوبية:
" الربوبية : هي اسم للحضرة الجامعة لأسماء الصفات والأفعال فقط .
يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني عن الربوبية:
" الربوبية : هي نعت إضافي لا ينفرد به أحد المتضايفين عن الآخر.
فهي موقوفة على اثنين ، ولا يلزم أن لا يكونا متسأويين ، فقد يكونا متباينين ، وقد يكونا غير متباينين .
فمالك بلا ملك لا يكون وجودا وتقديرا ، ومليك بلا ملك لا يكون كذلك.
ورب بلا مربوب لا يصح وجودا وتقديرا ".
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي عن تجلي الربوبية :
" تجلي الربوبية : هو خلق وحق ، لوجود الحق ووجود الخلق" .
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في أنواع تجليات الربوبية :
" للربوبية تجليان : تجل معنوي ، وتجل صوري .
فالتجلي المعنوي : ظهوره في أسمائه وصفاته على ما اقتضاه القانون التنزيهي من أنواع الكمالات .
والتجلي الصوري : ظهوره في مخلوقاته على ما اقتضاه القانون الخلقي التشبيهي وما حواه المخلوق من أنواع النقص .
فإذا ظهر سبحانه في خلق من مخلوقاته على ما استحقه ذلك المظهر من التشبيه ، فإنه على ما هو له من التنزيه والأمر بين صوري ملحق بالتشبيه ، ومعنوي ملحق بالتنزيه .
إن ظهر الصوري فالمعنوي مظهر له ، وإن ظهر المعنوي فالصوري مظهر له ، وقد يغلب حكم أحدهما فيستتر الثاني تحته فيحكم بالأمر الواحد على حجاب
يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في عظمة تجلي الربوبية:
" جرى بين يدي الجنيد ذكر قوله تعالى : " فلما تجلى ربه للجبل فجعله دكا " ، فصاح وقال : بالجعل صار دكا لا بالتجلي ، إذ لو وقعت عليه آثار التجلي لأفناه ، فكيف بالتجلي .
تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن الفرق بين الألوهية والربوبية :
" يظهر عند ابن العربي أن الألوهية هي طائفة الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونها إلها أي معبودا (قدوس سبوح ).
أما الربوبية فهي الطائفة الثانية من الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونه مدبرا للوجود ومتصرفا فيه (الخالق - المدبر).
فالألوهية مرتبة الذات من حيث كونها إلها يعبد ويقدس .
في مقابل الربوبية المسؤولة عن المربوب ."
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن سر الربوبية :
" سر الربوبية هو ما أشار إليه سهل رحمه الله تعالى بقوله : إن للربوبية سرا لو ظهر لبطلت الربوبية .
وتقرير ما ذكر : هو أن المربوب لما كان هو الذي يبقي على الرب ربوبيته ، لكون الربوبية نسبة بين الرب والمربوب ، وحيث أن المربوب هو عين الممكن … فلو ظهر هذا السر للخلق ، لبطل عندهم ما تترتب عليه الربوبية .
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني سر الربوبية :
" سر الربوبية : هو توقفها على المربوب ، لكونها نسبة لا بد لها من المنتسبين .
وإحدى المنتسبين هو المربوب ، وليس إلا الأعيان الثابتة في العدم ، والموقوف على المعدوم معدوم .
يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن سر سر الربوبية:
" سر سر الربوبية : هو ظهور الرب بصور الأعيان ، فهي من حيث مظهريتها للرب القائم بذاته الظاهر بتعيناته ، قائمة به موجودة بوجوده ، فهي ( عبيد مربوبون من هذه الحيثية والحق رب لها لما حصلت ) الربوبية في الحقيقة بالحق . والأعيان معدومة بحالها في الأزل ، فليس الربوبية سرا به ظهرت ولم تبطل .
ويقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن سر سر الربوبية :
" سر سر الربوبية : يشيرون به إلى سر هو أعلى من هذا السر الذي ذكر للربوبية ، فهو سر السر المفهوم منها ...
لما كان سر الربوبية الذي ذكره سهل هو أن تحقق الربوبية يتوقف على العين المعدومة ، فلو ظهر هذا السر لبطلت الربوبية لبطلان ما يترتب عليه ، إلا أنه لما كان قيام الربية والمربوبية كليهما بذات الحق تعالى وتقدس لم يصح بطلان الربوبية.
فظهور سر الربوبية يوجب بطلانها عند من لم يظهر له هذا السر الثاني المستتر في السر الأول ، ولهذا كان الثاني هو مسمى : بسر السر المفهوم من الربوبية ، فكان سر سرها موجبا لإثباتها ".
يقول الشيخ الحسين بن عبد الله بن بكر في الفرق بين العبودية والربيوبية:
" العبودية كلها شريعة ، والربوبية كلها حقيقة .
يقول الشيخ عبد القادر الجزائري في الربوبية :
" الربوبية ... جامعة للأسماء المشتركة بين الحق والخلق ، والمختصة بالخلق .
والملكية مختصة بالأسماء المختصة بالخلق كالقادر والمريد والمعطي والمانع والضار والوهاب ونحوها ، فهو قادر على الممكنات لا على نفسه ، ومريد لها .
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي في الفرق بين الربوبية والمعية والقيومية:
" الرب بمعنى الصاحب الملازم الذي لا يفارق أبدا ... والفرق بين الربوبية والمعية والقيومية بالاعتبار فقط ، فإن ملازمة توجه قدر الحق تعالى على الأشياء دائما ليوجدها ذاتا وصفاتا وأفعالا . تسمى تلك الملازمة : ربوبية .
واعتبار كونه تعالى لا يفارقها أبدا فقط ، مع قطع النظر عن توقف وجودها عليه يسمى : معية .
واعتبار وجودها وثبوتها في ذاتها وصفاتها وأفعالها به تعالى يسمى : قيومية .
يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي الفيض الأقدس:
" والثبوت أمر وجودي عقلي لا عيني بل نسبي ….
" تشكل الأعيان الثابتة مرتبة بين الحق في غيبه المطلق وبين العالم المحسوس .
فهي من ناحية أول تنزل من تنزلات الحق من مرتبة بطونه ، إنها ( الفيض الأقدس ) الذي يمثل ظهور الحق بنفسه لنفسه في صور الأعيان الثابتة .
وهي من ناحية ثانية ( المثال ) الثابت في علم الله المعدوم في العالم الخارجي والذي له الأثر في كل موجود بل هو أصل الموجودات …أهـ
تقول د. سعاد الحكيم عن الفيض المقدس:
" إن الخلق عند الشيخ ابن العربي ليس إيجاد من عدم مطلق بل هو في الواقع ظهور ، ظهور للغيب أو للباطن ، فالتجلي ظهور وبالتالي يكون من الاسم الظاهر .
" التجلي الإلهي الذي يكسب الممكنات الوجود هو الفيض المقدس .
ونستطيع أن نشبه هذا لتجلي الذي يخرج الممكنات من (الغيب) إلى (الشهادة) بالصورة التالية:
غرفة مظلمة تحتوي على مجموعة من الأشياء ، ولكن الظلام لا يسمح بتمييز شيء آخر ، ففي الظلام تتحد كل الأشياء ، ولكن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه الأشياء بأشكالها وذاتيتها فالنور أظهر الأشياء ، وهكذا التجلي فهو النور الذي اظهر ( محتويات الغيب ) فأوجدها.
سرالأزل أو أولية الحق وأولية العالم - سر الأبد - سر الحال
الفتوحات المكية الباب السادس والعشرون في معرفة أقطاب الرموز وتلويحات من أسرارهم وعلومهم في الطريق
سرالأزل أو أولية الحق وأولية العالم
فأما علم سر الأزل فاعلم إن الأزل عبارة عن نفي الأولية لمن يوصف به وهو وصف لله تعالى من كونه إلها وإذا انتفت الأولية عنه تعالى من كونه إلها فهو المسمى بكل اسم سمي به نفسه أزلا من كونه متكلما .
فهو العالم الحي المريد القادر السميع البصير المتكلم الخالق البارئ المصور الملك لم يزل مسمى بهذه الأسماء وانتفت عنه أولية التقييد .
فسمع المسموع وأبصر المبصر إلى غير ذلك وأعيان المسموعات منا والمبصرات معدومة غير موجودة وهو يراها أزلا كما يعلمها أزلا ويميزها ويفصلها أزلا .
ولا عين لها في الوجود النفسي العيني بل هي أعيان ثابتة في رتبة الإمكان فالإمكانية لها أزلا كما هي لها حالا وأبدا .
لم تكن قط واجبة لنفسها ثم عادت ممكنة ولا محالا ثم عادت ممكنة بل كان الوجوب الوجودي الذاتي لله تعالى أزلا .
كذلك وجوب الإمكان للعالم أزلا فالله في مرتبته بأسمائه الحسنى يسمى منعوتا موصوفاتها فعين نسبة الأول له نسبة الآخر والظاهر والباطن لا يقال هو أول بنسبة كذا ولا آخر بنسبة كذا فإن الممكن مرتبط بواجب الوجود في وجوده وعدمه ارتباط افتقار إليه في وجوده .
فإن أوجده لم يزل في إمكانه وإن عدم لم يزل عن إمكانه فكما لم يدخل على الممكن في وجود عينه بعد أن كان معدوما صفة تزيله عن إمكانه .
كذلك لم يدخل على الخالق الواجب الوجود في إيجاده العالم وصف يزيله عن وجوب وجوده لنفسه فلا يعقل الحق إلا هكذا ولا يعقل الممكن لا هكذا .
فإن فهمت علمت معنى الحدوث ومعنى القدم .
فقل بعد ذلك ما شئت فأولية العالم وآخريته أمر إضافي إن كان له آخر .
أما في الوجود فله آخر في كل زمان فرد وانتهاء عند أرباب الكشف .
ووافقتهم الحسبانية على ذلك كما وافقتهم الأشاعرة على إن العرض لا يبقى زمانين
فالأول من العالم بالنسبة إلى ما يخلق بعده
والآخر من العالم بالنسبة إلى ما خلق قبلة
وليس كذلك معقولية الاسم الله بالأول والآخر والظاهر والباطن فإن العالم يتعدد والحق واحد لا يتعدد ولا يصح أن يكون.
أولا لنا فإن رتبته لا تناسب رتبتنا ولا تقبل رتبتنا أوليته ولو قبلت رتبتنا أوليته لاستحال علينا اسم الأولية .
بل كان ينطلق علينا اسم الثاني لأوليته ولسنا بثان له تعالى عن ذلك .
فليس هو بأول لنا فلهذا كان عين أوليته عين آخريته .
وهذا المدرك عزيز المنال يتعذر تصوره على من لا أنسة له بالعلوم الإلهية التي يعطيها التجلي والنظر الصحيح .
وإليه كان يشير أبو سعيد الخراز بقوله عرفت الله بجمعه بين الضدين ثم يتلو هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ فقد أبنت لك عن سر الأزل وإنه نعت سلبي.
سر الأبد
وأما سر الأبد فهو نفي الآخرية فكما إن الممكن انتفت عنه الآخرية شرعا من حيث الجملة . إذ الجنة والإقامة فيها إلى غير نهاية .
كذلك الأولية بالنسبة إلى ترتيب الموجودات الزمانية معقولة موجودة .
فالعالم بذلك الاعتبار الإلهي لا يقال فيه أول ولا آخر .
وبالاعتبار الثاني هو أول وآخر بنسبتين مختلفتين بخلاف ذلك في إطلاقها على الحق عند العلماء بالله.
سر الحال
وأما سر الحال فهو الديمومة وما لها أول ولا آخر .
وهو عين وجود كل موجود فقد عرفتك ببعض ما يعلمه رجال الرموز من الأسرار.
وسكت عن كثير فإن بابه واسع وعلم الرؤيا والبرزخ والنسب الإلهية من هذا القبيل والكلام فيها يطول .
.
يتبع