السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الثانية الجزء الأول .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الثانية على مدونة موسوعة فتوح الكلم
الفقرة الثانية الجزء الأول
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.
فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا.
والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
هذا فص الحكمة اللّوطية ذكره بعد حكمة شعيب عليه السلام ، لأنه يبحث فيه عن القوى الإلهية الممدة لأهل الكمال الإنساني وحكم التصرف بمقتضاها في كل ما دخل تحت حيطة من الحوادث فناسب ذكرها بعد حكمة شعيب عليه السلام التي هي الحكمة القلبية.
لأن القوّة المذكورة أوّل ما تظهر في القلب ثم في بقية الأعضاء ، وابتداء تصرفها في القلب أيضا ، ثم منه يظهر التصرف في الأعضاء وما استولت عليه من الممكنات .
فص حكمة ملكية بضم الميم وسكون اللام أي منسوبة إلى عالم الملك وهو ظاهر المخلوقات ، وقدمنا أنه نسبة إلى الملك بالتحريك واحد الملائكة ، لأنه أنسب برسل لوط عليه السلام فإنهم كانوا ملائكة في صورة بشر في كلمة لوطية .
إنما اختصت حكمة لوط عليه السلام بكونها ملكية بضم الميم فسكون أو ملكية بالتحريك لاشتمالها على القوّة الإلهية الأمرية الممدة له عليه السلام في صورة الملائكة ، فصحت النسبة إلى الملك بمعنى القوّة وإلى الملك واحد الملائكة ، وهو الركن الشديد الذي كان يأوي إليه لما ظن أنهم أضيافه قبل أن يعلم أنهم ملائكة ، فقال ما قال ، ثم رأى عين ما تمناه أنه حاصل له على أتم الوجوه .
قال رضي الله عنه : (الملك الشدّة والمليك الشّديد : يقال ملكت العجين إذا شددت عجنه قال قيس بن الخطيم يصف طعنة : ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها .... يرى قائم من دونها ما وراءها .. أي شددت بها كفّي يعني الطّعنة . فهو قول اللّه تعالى عن لوط : "لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيد"ٍ[ هود : 80 ] . فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يرحم اللّه أخي لوطا : لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، فنبّه صلى اللّه عليه وسلم أنّه كان مع اللّه من كونه شديدا . والّذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالرّكن الشّديد ؛ والمقاومة بقوله : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً " وهي الهمّة هنا للبشر خاصّة . )
(الملك ) بضم فسكون في الغة الشدة ، أي المتانة والقوّة والصلابة (والمليك الشديد) ، أي القوي المتين .
(يقال : ملكت العجين إذا شددت عجينه) وقويته وصلبته قال شاعر العرب (قيس بن الحطيم) من الجاهلية يصف طعنة طعنها بالسلاح في عدوّه يوم الحرب .
(ملكت) ، أي شددت (بها) أي بتلك الطعنة (كفي) ، يعني على السلاح أو على تلك الطعنة (فأنهرت) ، أي أجريت واستلت (فتقها) ، أي ما انفتق منها من جلد المطعون حتى سال الدم بحيث (ترى) إنسان (قائم من دونها) ، أي قريب منها (ما ورائها لنفوذها) إلى الجهة الأخرى فمعنى ملكت بها كفي أي شددت بها كفي يعني الطعنة المذكورة (فهو) ، أي هذا المعنى ما أشار إليه (قول اللّه) تعالى (عن لوط عليه السلام) لما جاءته الملائكة عليهم السلام في صورة غلمان حسان الوجوه وجاءه قومه يهرعون إليه ، لأن امرأته دلتهم على أضيافه الذين جاؤوا إليه ، ولم يعلم أنهم ملائكة حتى "قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ" [ هود : 81 ] الآية .
وكان من قوله بعد أن دافع قومه في حقهم وعرض عليهم بناته ليتزوّجوا بهن ويكفوا عن أضيافه فأبوا : "وقالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ" ( 79 ) قال الشيخ رضي الله عنه : (" لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً")، أي يا ليت لي قدرة على دفعكم ومنعكم عما تريدون من السوء أَوْ آوِي، أي ألتجيء للنصرة والحماية إِلى رُكْنٍ، أي من أركن إليه من ناصر وحام ("شَدِيدٍ") [ هود : 79 - 80 ] .
أي قوي من عشيرة وقوم ، فكانت الملائكة عليهم السلام هم الركن الشديد له من الملك وهو الشدة ، وهو لا يعلم بذلك ، ثم علم بأخبارهم وقولهم :" إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ" .
(فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « يرحم اللّه أخي لوطا لقد كان ») ، أي حين قوله :" أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ" (يأوي إلى ركن شديد) حين كانت الملائكة عليهم السلام الذين أرسلهم اللّه تعالى إلى نصرته على قومه وهلاك قومه بهم.
وهو لا يعلم بذلك فنبه صلى اللّه عليه وسلم بقوله ذلك أنه ، أي لوطا عليه السلام كان قائما في ظاهره وباطنه (مع) قيومية (اللّه) تعالى عليه (من) حيث (كونه تعالى شديدا) ، أي قويا متينا ، فإن ما تمناه من الركن الشديد الذي يأوي إليه هو عنده في شهوده عين الوجود القديم القيوم على كل شيء ، فإن الأنبياء عليهم السلام على أكمل حال معرفة اللّه تعالى وشهوده .
وكانت الملائكة الذين هم رسل اللّه تعالى إليه من حيث لا يعلم عين الركن الشديد الذي هو يأوي إليه لأنهم مظاهر تجليات الحق تعالى في النصرة والشدة المطلوبة له ، وبذلك سموا ملائكة من الملك بمعنى الشدة كما ذكر .
(والذي قصد لوط عليه السلام) بقوله : " آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ" ( القبيلة ) والقوم والعشيرة الذين ينصرونه (بالركن الشديد و) قصد أيضا (المقاومة) ، أي المدافعة والممانعة لقومه عن سوء ما أرادوه فقاومهم (بقوله "لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً"وهي) ، أي المقاومة (الهمة) وهي الباعث القلبي المتوجه جهة الفعل المهتم به لا نفس الفعل ، لأنه فعل اللّه تعالى (ههنا) فإنه عليه السلام يعلم يقينا أن الفاعل هو اللّه تعالى ، فلا يطلب من غيره فعلا وإنما طلب الهمة من البشر خاصة الذين هم الجنس ليظهر الفعل عقيبها على حسب المخاطبة بالتصرف في الوقت الذي يريد .
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.
فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا.
والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
13 - فص حكمة ملكية في كلمة لوطية
ولما التجأ لوط عليه السلام إلى الله لضعف نفسه وقوة قومه بقوله : "لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" نسب الحكمة الملكية في كلمته عليه السلام (الملك) بفتح الميم وسكون اللام (الشدة والمليك الشديد يقال : ملكت العجين إذا شددت عجينة قال قيس بن الخطيم يصف طعنته) بشدة ضربه العدو بالرمح.
"" أضاف المحقق : من أهم المسائل التي تثار في هذا الفص مسألة "القوة" مصدرها وظهورها في الإنسان، وصلتها بقوته الروحية المسماة بالهمة، ومتى يجب عليه أن يستخدمها في التصرف بوساطة هذه القوة، ومتى ينبغي عليه أن يكف عن هذا التصرف.""
شعر قيس بن الخطيم الأوسي :
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائماً من دونها ما وراءها
أي فأوسعت فتق الطعنة حتى (يري قائم من دونها ما وراءها) أي يري القائم ما وراء الطعنة من جانب آخر (أي شددت بها كفي يعني الطعنة فهو) أي الملك المذكور مستفاد (عن قول الله على لسان لوط عليه السلام وهو).
أي قول الله تعالى: "لو أن لي بكم قوة " لمقاومتكم "أو آوي" أي التجأ "إلى ركن شديد" [هود: 80] إلى قبيلة غالية على الأعداء.
(فقال رسول الله عليه السلام: يرحم الله أخې لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، فنبه عليه السلام أنه كان مع الله مع كونه شديدا) فكان غالبا على أعدائه مع نصرة الله من ركن شدید فكان له أبو طالب رکنا شدیدا . أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة
(والذي قصد لوط عليه السلام) مبتدأ (القبيلة) خبره ( بالركن الشديد ) يتعلق بقصد ( والمقاومة ) عطف على القبيلة ( بقوله : "لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً" يتعلق بقصد ( وهي الهمة هنا من البشر خاصة ) أي القوة الروحانية المؤثرة في النفوس لا القوة الجسمانية .
فإن القوة الروحانية أقوى تأثيرا من القوى الجسمانية فطلب لوط عليه السلام من اللّه لمقاومة قومه القوة الروحانية وهي الهمة هنا من البشر خاصة وهي همة الأنبياء والأولياء لا همة عامة في جميع البشر.
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.
فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا.
والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
13 - فصّ حكمة ملكية في كلمة لوطية
قال رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:ملكت بها كفي فانهرت فتقها . يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا. والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
قلت : الشيخ، رضي الله عنه، اعتمد في هذه الحكمة على قول النبي لوط عليه السلام : "لو أن لي بكم قوة ؛ أو آوي إلى ركن شديد"(هود: 80) .
أراد لوط عليه السلام ، قبيلة تحميه وأراد نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأوي إلى الله تعالى فإنه شديد البطش .
ثم بین، رضي الله عنه، أن الضعف أصل لا يحتاج إلى فعل فاعل وأما القوة فيحتاج إلى ذلك
ولذلك قال: "ثم جعل من بعد قوة".
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.
فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا.
والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
13 - فصّ حكمة ملكية في كلمة لوطية
سبب استناد هذه الحكمة الملكية إلى هذه الكلمة الكمالية يذكر في شرح نصّ الفصّ ، وقد ذكرنا ما فيه مقنع .
أضيفت حكمته إلى الملك من طلبه القوّة والركن الشديد ، فإنّ الملك القوّة والشدّة ، كما سيأتيك .
قال رضي الله عنه : ( الملك : الشدّة . والملك : الشديد .
يقال : ملكت العجين إذا شددت عجنه ، قال قيس بن الحيطمة يصف طعنه :
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها ….. يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفّي يعني الطعنة ، فهو قول الله عن لوط : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ".
فقال صلى الله عليه وسلم : « يرحم الله أخي لوطا ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد » فنبّه صلى الله عليه وسلم أنّه كان مع الله من كونه شديدا ، والذي قصد لوط عليه السّلام القبيلة بالركن الشديد ، والمقاومة بقوله : " لو أنّ لي بكم قوّة ". )
يشير رضي الله عنه : إلى سبب استناد حكمته إلى لوط من كونه مع القويّ الشديد ، حتى يقوى على أعداء الله ، ويشدّد على أولياء الشيطان ، وكذلك كان عليه السّلام فإنّ هذا النفس من شديد في شدّة ، ولولا القوّة التي كان عليها ، لما قهر الأعداء بقوّة همّته وشدّة أثر باطنه ظاهرا .
قال رضي الله عنه: ( وهي الهمّة هنا ) يعني القوّة المذكورة في قوله : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً " .
قال رضي الله عنه : ( من البشر خاصّة ).
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.
فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا.
والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
13 - فص حكمة ملكية في كلمة لوطية
إنما اختصت الكلمة اللوطية بالحكمة الملكية ، لأن الملك هو القوة والشدة ، والغالب على لوط وقومه هو الشدة والقوة ، ألا ترى إلى قوله : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ " فالتجأ من الشدة التي كان يقاصيها من قومه إلى الركن الشديد الذي هو الله تعالى ، فاستأصلهم بشدة العذاب جزاء وفاقا .
"" أضافة بالي زادة : الملك بفتح الميم وسكون اللام : الشدة ( يصف طعنته ) بشدة ضربه العدو بالرمح ( فأنهرت فتقها ) أي فأوسعت فتق الطعنة حتى ( يرى قائم من دونها ما وراءها ) أي يرى القائم ما وراء الطعنة من جانب آخر اهـ بالي زادة "".
قال رضي الله عنه : ( الملك : القوة والشدة ،والمليك : الشديد، يقال : ملكت العجين إذا شددت عجنه ، قال قيس بن الخطيم يصف طعنته ، نظم : ملكت بها كفى فأنهرت فتقها .... يرى قائم من دونها ما وراءها أي شددت بها كفى يعنى الطعنة ، فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ " . فقال صلى الله عليه وسلم: « يرحم الله أخي لوطا لقد كان يأوى إلى ركن شديد » فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا ، والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد والمقاومة بقوله : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً " وهي الهمة هنا من البشر خاصة )
فهو أي الشدة والقوة الهمة القوية الشديدة ، أي لو أن لي بكم قوة من الهمة القوية أقاومكم بها وأقاويكم ، أو آوى إلى جانب قوى هو القبيلة ظاهرا والله تعالى حقيقة وباطنا ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام « لقد كان يأوى إلى ركن شديد » من اسمه القوى الشديد .
ولو لم يتأيد بالقوى الشديد لما قهر الأعداء ، فكان هذا القول يقينا من قوى شديد باللَّه ، أي بقوة همته المتأيدة بالقوى الشديد فيهم فأهلكهم ولما كان نظر لوط إلى مظاهر القوة والشدة من حيث أنه أضاف القوة إلى نفسه وقصد بالركن القبيلة .
قيد الشيخ قدس سره الهمة هنا بقوله من البشر خاصة .
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (الملك الشدة والمليك الشديد: يقال ملكت العجين إذا شددت عجينه. قال قيس بن الحطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفي فانهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول الله تعالى عن لوط عليه السلام: «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أخى لوطا: لقد كان يأوي إلى ركن شديد.
فنبه صلى الله عليه وسلم أنه كان مع الله من كونه شديدا.
والذي قصد لوط عليه السلام القبيلة بالركن الشديد: والمقاومة بقوله «لو أن لي بكم قوة» وهي الهمة هنا من البشر خاصة. )
13 - فص حكمة ملكية في كلمة لوطية
( الملك ) ، بفتح الميم وسكون اللام ، هو الشدة . و ( المليك ) الشديد .
قال صاحب الصحاح : ملكت العجين أملكه ملكا - بالفتح - إذا شددت عجنا
""أضاف المحقق : قال الشيخ صدر الدين القنوي في رسالة الفكوك فك ختم الفص اللوطي: (إنما قرن الشيخ رضي الله عنه هذه الحكمة بالصفة (الملكية) مراعاة الأمر الغالب على حال لوط عليه السلام وأمته، وما عامل الحق به قومه من شدة العقوبة في مقابل الشدة التي قاساها لوط منهم حتى نطق لسان حاله معهم بقوله: (لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد). ""
وإنما نسب هذه ( الحكمة ) إلى كلمة ( لوط ) ، عليه السلام ، لأنه كان ضعيفا في قومه ، وهم أقوياء شديد الحجاب ، ما كانوا تقبلون منه ما أتى به من الله إليهم .
وكانوا يفسدون في الأرض بالاشتغال بالشهوة البهيمية والانهماك في الأمور الطبيعية ،حتى قال : ( لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد ).
فالتجأ إلى الله من حيث إنه القوى الشديد حتى استأصلهم بشدة العذاب .
(الملك ) الشدة . و ( المليك ) الشديد . يقال : أملكت العجين . إذا شددت عجنه . قال قيس بن الحطيم ، يصف طعنه :
ملكت بها كفى فانهرت فتقها ..... يرى قائم من دونها ما ورائها
أي ، شددت بها كفى ، يعنى ، الطعنة .
) معنى البيت : إني شددت بالطعنة كفى . أي ، مسكت الرمح قويا ، فضربت به العدو ، فأوسعت ما فتقت الطعنة حتى يرى القائم ما وراء تلك الطعنة من جانب آخر . كأنه جعل موضع الطعنة مثل شباك يرى منها ما وراءها .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فهو قوله تعالى عن لوط : " لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد " .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحم الله أخي لوطا ، لقد كان يأوى إلى ركن شديد " . فنبه ، عليه السلام ، أنه كان مع الله من كونه شديدا . ) أي ، ( الملك ) المفسر بالشدة مستفاد من قوله تعالى عن لسان لوط ، عليه السلام : ( لو أن لي بكم قوة ) والمراد ب ( القوة ) الهمة القوية المؤثرة في النفوس ، لأن القوة منها جسمانية ، ومنها روحانية ، وهي الهمة .
والروحانية أقوى تأثيرا ، لأنها قد تؤثر في أكثر أهل العالم أو كله ، بخلاف الجسمانية .
( أو آوى ) أي ، التجئ إلى ( ركن شديد ) . أي ، قبيلة قوية غالبة على خصمائها .
هذا بحسب الظاهر . وأما بحسب الباطن ، فإنه التجأ إلى الله من حيث إنه قوى شديد ، كما نبه عليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( والذي قصد لوط ، سلام الله عليه ، القبيلة ب ( الركن ) الشديد ، والمقاومة بقوله : " لو أن لي بكم قوة " . وهي ( الهمة ) هنا ، من البشر خاصة . )
( القبيلة ) مرفوعة على أنها خبر المبتدأ ، والرابطة محذوفة . أي الذي قصده لوط هي القبيلة. و ( المقاومة ) عطف على ( القبيلة ) .
وإنما قصد لوط ، عليه السلام ، القبيلة ب ( الركن الشديد ) ، لأنه يعلم أن أفعال الله تعالى لا يظهر في الخارج إلا على أيدي المظاهر ، فتوجه بسره إلى الله ، وطلب منه أن يجعل له أنصارا ينصرونه على أعداء الله ، وقوة وهمة مؤثرة من نفسه ليقاوم بها الأعداء .
.
يتبع