منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 5:48 am

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين 

الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي.

81 - شرح تجلي الكمال .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 81 على مدونة عبدالله المسافر بالله
81 - شرح تجلي الكمال
81 - متن تجلي الكمال :
اسمع يا حبيبي .
أنا العين المقصودة في الكون .
أنا نقطة الدائرة ومحيطها .
أنا مركبها وبسيطها . أنا الأمر المنزل من السماء والأرض .
ما خلقت لك الادراكات إلا لتدركني بها . فأدركني بها . أدركت نفسك . لا تطمع أن تدركني بادراكك نفسك .
بعيني تراني وترى نفسك لا بعين نفسك تراني .
حبيبي .. كم أناديك فلا تسمع .
كم أترآى لك فلا تبصر .
كم أندرج لك في الروائح فلا تشم ؟.
وفي الطعوم فلا تطعم لي ذوقاً .
مالك لا تلمسني في الملموسات .
مالك لا تدركني في المشمومات ؟! .
مالك لا تبصرني . مالك لا تسمعني. مالك ، مالك ، مالك .
أنا ألذ لك من كل ملذوذ .
أنا أشهى لك من كل مشتهى . أنا أحسن لك من كل حسن .
أنا الجميل . أنا المليح .
حبيبي .. حبني لا تحب غيري . اعشقني . هم فيَّ . لا تهم في سواي . ضمني قبلني . ما تجد وَصولاً مثلي . كلٌ يريدك له . وأنا أريدك لك . وأنت تفر مني .
يا حبيبي .. ما تنصفني ..
إن تقربت إليّ ، تقربت إليك أضعاف ما تتقرب به إليّ .
وأنا أقرب إليك من نفسك .
ونفسك من يفعل معك ذلك غيري من المخلوقين ؟.
حبيبي . أغار عليك منك . لا أحب أن أراك عند الغير ولا عندك .
كن عندي بي أكن عندك . كما أنت عندي ولا تشعر .
حبيبي . الوصال ، الوصال .
لو وجدنا إلى الفراق سبيلاً . . . لأذقنا الفراق طعم الفراق !
حبيبي ! تعال ، يدي ويدك ، ندخل على الحق يحكم بيننا حكم الأبد .
حبيبي ! من الخصام ما يكون ألذ الملذوذات . وهو خصام الأحباب .
فتقع اللذة بالمحاورة .
ولقد ههمت بقتلها من حبها . . . كيما تكون خصيمتي في المحشر !
قل هل عندكم من علمٍ بالملأ الأعلى إذ يختصمون ؟
لو لم يكن من فضل المخاصمة إلا الوقوف بين يدي الحاكم .
فما ألذها من وقفة مشاهدة محبوب . يا جان ! يا جان ! .
 
81 - إملاء ابن سودكين : 
« ولما انتهى هذا التجلي في الشرح «أي شرح تجلي رقم 80 المتقدم » وقرأنا بعده «تجلي الكمال» و«تجلي خلوص المحبة»، انبسط الشيخ رضي الله عنه معنا، وعظم به شأن تجلي الكمال فقال : 
ما يشرح هذا إلا لاستعداد خاص يطلبه، أو ما هذا معناه، رضي الله عنه وأرضاه، وحشرنا معه".
 
81 - شرح تجلي الكمال
 
411 -  لسان هذا التجلي لسان الحق من حيث أحدية جمعه ، فإنه من هذه الحيثية بكل شيء عين كل شيء. 
فالتجلي من هذه الحيثية إذا ظهر في شيء، ظهر بكل شيء فيه . والإنسان المتحقق بالوسطية الكمالية القاضية بتمانع القيود الجمة فيها، قابل لتجلي الحق من حيث أحدية جمعه. ففي قابلیته ، بل في قابلية كل جزء من أجزائه قابلية كل شيء. 
فإذا تجلى الحق من حيثية أحدية جمعه كان التجلي عين قابلية كل جزء فيها قابلية كل شيء. 
کبصر الإنسان مثلا كانت في قابليته كل الأبصار وكل الأسماع وكل الأذواق والشموم واللموس. 
فكما أن عمل بصره عمل سائر أخواته حينئذ كان التجلي الذي هو عين بصره ، عين المبصرات والمسموعات والمذوقات والمشمومات والملموسات الجمة ونحوها. 
هكذا اعتبر في كل جزء من أجزاء الإنسان وقس حال الإنسان الكبير على حاله. فالإنسان حينئذ يشهد كل شيء بشهود أحدية جمع الحق في قابلية كل جزء فيها قابلية كل شيء.
 
412 - وهذا المدرك لا يعطيه إلا الشهود الأقدس في طور هو وراء طور العقل. كما أشار إليه العارف بقوله :
وثم وراء النقل علم يدق عن    …..  مدارك غايات العقول السليمة 
ومع هذا لا تدرك القابليات من حيث خصوصياتها التعيينية . الحق من حيثية أحدية جمعه إلا بكون الحق من هذه الحيثية عينها . 
فافهم فإن هذا المدرك شديد الغموض.
 
413 - وقد ذكر الشيخ إسماعيل السودكين أن المحقق قدس سره عظم «تجلي الكمال» و«تجلي خلوص المحبة» عند قراءته عليه . 
فقال : ما نشرح هذين التجليين إلا الاستعداد خاص يطلبهما . وفي الحقيقة نطاق البيان يضيق عن تحقيقهما بطريق البرهان . 
والمرام فيهما لا بقدم الكشف الأوضح صعب المرتقی . لا ، بل في الكشف الأعلى متعذر الوجدان للسوي . 
إذا رمی
الكون بسهم إيمائه نحو هذا الغرض، لا يقع أيضا إلا على قرطاس الكون . 
ولكن لك في هذا المطلوب بحر هو عين الأمواج : فلا تحقق لها إلا به . 
فهي بدونه کسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء لم يجده شيئا ووجد الله عنده .  
 
414 - قال : (اسمع يا حبيبي) هذه مخاطبة فهوانية ظهرت في عنوان غيب الجمع والوجود للسر الوجودي المنفوخ بصورة روح الحياة في تسوية المسمى بالصورة . وهو مع كونه متصلا بالمحل المنفوخ فيه غير منفصل عن غيبه . 
وهذه المخاطبة في الحقيقة من باطنية أحدية الجمع مع نفسها في ظاهريتها . 
فقوله : يا حبيبي ، من طريق حب الشيء نفسه. وهذا الحب أصل المحبات كلها . فإن الشيء يحب ذاته أولا ثم يحب ما به يظهر كمال ذاته . 
ثم قال أيضا حاكيا عن الحق تعالی : (أنا العين المقصودة في الكون) إذ أنا الذي يطلب أن يشاهد إنائيته في مرايا الأنيات . 
والكون نسب تتحقق بي فتظهرني لي بحسبها وهي تخفى عندما تظهرني . 
(أنا) في الحقيقة (نقطة الدائرة ومحيطها) أي أنا حاق وسط كل جمع، وتسوية كل قابل ، وقلب كل شيء. 
فأنا قيوم بي قامت المحيطات. فكما أنا الباطن في النقطة ، أنا الظاهر في محيطها أتم الظهور. 
بل أنا النقطة الباطنة والمحيط الظاهر وأنا الذي له الحضور مع نفسه في باطنيته وظاهريته من غير أن تختلف عليه جهة الباطنية عن الظاهرية والظاهرية عن الباطنية . 
وعلى هذا المهيع : (أنا مركبها وبسيطها ، أنا الأمر المنزل بين السماء والأرض) أي في الثلث الخير من الليل.
 
415 - (ما خلقت لك الإدراكات إلا لتدركني بها) حيث كنت أنا عينها (فإذا أدركتني بها) أدركتني بي ، وإذا أدركتني بي ، (أدركت) بي (نفسك) ومن أدرك نفسه بي ، أدركني . 
ولذلك قال : (لا تطمع أن تدركني بإدراكك نفسك) بل (بعيني تراني وترى نفسك لا بعين نفسك ) تراها و (تراني) فإن عينها محصورة في الجهة . والجهة لا تحصرني ولا تحصر عيني.
 
416 - (حبيبي كم أناديك) من مكان قريب ، وأنا أقرب إليك فيه من حبل الوريد (فلا تسمع) ندائي . 
ولكن القرب المفرط حكمه فيك كحكم البعد المفرط (كم أتراءى لك) في الحسن البديع في مظهر، (فلا تبصر) فلو أزلت غشاوة الكون عن عينيك لرأت فيه العين لي والحكم له . 
ومن هذا المهيع: (کم اندرج لك في الروائح فلا تشم وفي الطعوم فلا تطعم لي ذوق. ما لك لا تلمسني في الملموسات ؟ما لك لا تدركني في المشمومات ؟ما لك لا تبصرني) في المبصرات (ما لك لا تسمعني) في المسموعات ؟ 
(مالك، ما لك، ما لك) لا تنتبه . أنا ظاهر الوجود. أنا باطنه . أنا عين الجمع بينهما.


417 – ( أنا ألذ لك من كل ملذوذ، أنا أشهى لك من كل مشتهى، أنا أحسن لك من كل حسن، أنا الجميل، أنا المليح) بي كمال كل شيء إذ الكمال الوجود، ووجوده بي لا بنفسه.
(حبيبي حبني لا تحب غيري) فإن الحب من أحكام ما به الاتحاد . فإذا أحببتني تقربت إلي بحبك وإذا تقربت إلي بحبك أحبتك . 
وإذا أحببتك كنت لك سمعة وبصرة ويدة. فكنت واجدي فيك بي لا بك. 
وإذا أحببت غيري انحصرت في نسب تطلب الغير من حيث هو به لابي. فكنت لا تهتدي إلا إلى عدميته التي هو بدوني باق عليها . 
فهمت في ظلمات لا نور فيها ومن هذا المهيع قوله : (اعشقني .هم في) من هام يهيم. (لا تقم في سواي) فتنتهي إلى ظلمات بعضها فوق بعض 
ثم قال : (ضمني، قبلني) تقبيل من يقبل شفتيه بشفتيه (ما تجد وصولا) بفتح الواو وضم الصاد (مثلي كل يريدك له) إذ كل جزء يريد كله ليتصف فيه بأحدية جمعه . وأنت الكل الذي أحاطت هيمنتك الوسعى بكل شيء. 
والشيء إذا اتصل بك فاز بكماله المطلوب منه. فإن المطلوب اتصاف كل شيء من مجموع الأمر كله بكل شيء. 
ولذلك كل جزء فيه حالة إطلاق حقيقتك يعطي حكم أخواته ويقوم بعملها. 
(وأنا أريدك لك) لتكون بي وتتحقق بأحدية جمع كمالي. فيكون لك شأن في الخلافة من غير التقاري إليك في تدبير الكون الأعلى والأسفل . (وأنت تفر مني) إلى مرغوباتك الشهية وأنا مفرك فيها إذ ذاك ولا تدري .
 
418 - (يا حبيبي . ما تنصفني) وأنا حاملك إلي في مشتهياتك . 
( إن تقربت إلي ، تقربت إليك أضعاف ما تتقرب به إلي) كما قال تعالى في الحديث القدسي : «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا . ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعة. ومن أتاني مشيا أتيته هرولة " . 
(وأنا أقرب إليك من نفسك) إذ لولا أنت بي لما كنت أنت بنفسك . فكونك بنفسك مسبوق بكونك بي (و) أنا أقرب إليك من (نفسك) بفتح الفاء إذ بي نفسك حامل لمواد الحياة لك. 
فإنه بي في مده يأخذها من باطن وجودي إلى ظاهره وفي جزره من ظاهر وجودي إلى باطنه. 
وأنت في مقام الجمع بينهما، موجود بي ، حي بحياتي ، مشحون بأحدية جمع كمالي . (من يفعل معك ذلك غيري من المخلوقين) وهل لهم أن يخرجوا من مضایق الحصر والتقييد إلى فضاء الإطلاق من حيث هم حتى تكون أنت وغيرك بهم لا بي ، أو هم أقرب مني إليك.
 
419 - (حبيبي أغار عليك منك لا أحب أن أراك عند الغير ولا عندك) قوله : ولا عندك بمعنى أن يعطيك شهودك سقوط إضافة «العند» إلى نفسك ، من حيث هي بي لا بها . 
فإنه تعالی يغار أن يضاف «العند» إلى نفسك ، من حيث لا تحقق لها بنفسها . 
ثم قال : (كن عندي بي أكن عندك) أي كن بتحققك في وسطية تنطلق في تقيدك وتتقيد في انطلاقك فيها ، مظهرة لظهور ذاتي بأحدية جمعها ، أكن مظهرا لظهور ذاتك بأحدية جمعها . 
إذ لولا تقيد وجودي بتعينك لما وجدت ولا ظهرت. 
(كما أنت عندي وأنت لا تشعر)  فالمطلوب منك ، اطلاعك شهودا على كونك "عندي"، ولا يحصل لك ذلك إلا بي . ولا يتم كمالك إلا أن تعلم هكذا شهودا
 
420 - (حبيبي الوصال، الوصال) على تقدير اطلب أي : اطلب شهود ما هو حاصل لك . فإن وصله تعالى في نفس الأمر حاصل لكل شيء من حيث وجوده . ولكنما الكمال في شهوده على أتم الوجوه بحسبه . 
ولذلك قال :
(لو وجدنا إلى الفراق سبيلا   …..   لأذقنا الفراق طعم الفراق) 
يقول : لا فراق ، في الحقيقة ، حتى نجد إليه سبيلا. ولو وجدناه فرضا لأذقناه ، بوجداننا الوصل الدائم ، طعم الفراق.
 
421 - ثم قال : (حبيبي تعال ، يدي ويدك ، ندخل على الحق ليحكم بيننا حكم الأبد)
اعلم أن السر الوجودي ، المنصب على القابلية الإنسانية ، المتقيد بها ، بسراية حكم الإيجاد ، إنما يطلب دوام تقيده بتعينه الوجودي ، القاضي ببقاء وجوده الخاص به . 
 
والحق المشروع له ، بنسبة : کنت له سمعة وبصرة ويدة ، إنما يطلب سراحه وإطلاقه عن قيده اللازم له ، ليرجع بانقلاعه عن ذلك ، إلى أصله المطلق. فوقعت ، باعتبار الطلبين ، المجاذية المعنوية. فنزلها قدس سره منزلة المخاصمة . 
 
فقال ، مترجمة عن الحق المشروع له : تعال ، ندخل على الحق تعالی المطلق ، الذي فيه يظهر كل شيء، بصورة مجموع الأمر ووصفه وحكمه ليحكم بيننا على مقتضى حكم الإطلاق الذاتي . فيعمنا حكم إطلاقه شمولا إلى الأبد.
 
422 - والاختصام قد يكون بين المتعاشقين . فيتلذذ العاشق إذن بمحاورة معشوقه . فترجم قدس سره عن هذا المقام فقال : (حبيبي من الخصام ما يكون ألذ الملذوذات. وهو خصام الأحباب. فتقع اللذة بالمحاورة) ثم قال ، متمثلا بما يناسب المعنی:
ا (ولقد هممت بقتلها من حبها  ….   كيما تكون خصيمي في المحشر) 
وقد يكون الاختصام بين العاشقين ، وهما يطلبان لذة محاورة الحاكم المحبوب . 
وقد ترجم قدس سره عن هذا المقام فقال : (قل هل عندكم علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون ، ولو لم يكن من فصل الخصام إلا الوقوف بين يدي الحاكم ) المحبوب. 
حالة حكومته ، ( فما ألذها من وقفة مشاهدة محبوب. یا جان یا جان) جان بالفارسية الروح.
 
423 - هذا آخر تجلي الكمال ، الذي ترك المحقق شرحه عند قراءته عليه، لاستعداد يطلبه . ولم أكن أنا ممن يخوض هذه اللجة العمياء بقوته . 
ولا ممن يرغب في خطبة البكر الصهباء "الشقراء" بوجود كفاءته ولكن أخذت ، في شروعي الملزم ، من بحره رشحا. وصببت عليه من مائه صبا . 
والمعترف بالقصور إن شاء الله مغفور له ، وشینه مستور عليه . 
والله أعلم بما أودع في أسرار أوليائه .

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 9:05 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:42 am

82 - شرح تجلي خلوص المحبة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 82 على مدونة عبدالله المسافر بالله
82 - شرح تجلي خلوص المحبة 
 82 - متن تجلي خلوص المحبة  
حبيبي . قرة عيني . أنت مني بحيث أنا .
أأنت لزيمي ؟ . أأنت قسيمي ؟ ـ تعالى الله . بل أنت ذاتي .
هذي يدي ويدك ، ادخل بنا إلى حضرة الحبيب الحق بصورة الاتحاد .
حتى لا نمتاز فنكون في العين واحداً .
ما ألطفه من معنى ، ما أرقه من مزج !
رق الزجاج ورقت الخمر   .....   فتشاكلا فتشابه الأمر
فكأنما خمر ولا قدح   .....   وكأنما قدح ولا خمر
عسى تعطل العشار . وتمحى الآثار . وتخسف الأقمار .
وتكوّر شمس النهار . وتنطمس نجوم الأنوار .
فنفنى ثم نفنى ثم نفنى . كما يفنى الفناء بلا فناء .
ونبقى ثم نبقى ثم نبقى , كما يبقى البقاء بلا بقاء .
 
82 - إملاء ابن سودكين : 
* * * * * 
82 - شرح تجلي خلوص المحبة 
 
424 - (حبيبي قرة عيني) ، أنت الذي به أنظر في كل شيء. 
(أنت مني بحيث أنا) ، فإنك أنت بي بحسبي لا بحسبك . فإن علمت أو نطقت أو تصرفت ، فأعطيت ومنعت : فأنا الذي علم ونطق وتصرف، فأعطى ومنع . 
أنا، في قربك ، سمعك وبصرك ويدك . وأنت في قربي سمعي و بصري ويدي . فتارة . أنا بحسبك ، مقيد. وتارة. أنت ، بحسبي مطلق . 
أأنت ( كريمي ) أأنت (قسیمي) ، تعالى الله أن يكون له لزيم وقسيم وند ونظير (لا بل أنت ذاتي) تسميته ذاتا، باعتبار ظهوره في حالة من أحواله المتبوعة الباقية. كظهوره تعالی بتعينه الأول الذاتي ، الذي تتبعه الأحوال الذاتية الجمة . وهذا التعين هو ذاتية الإنسان الأكمل ، المسماة بحقيقة الحقائق.
 
425 - ثم قال ، على المهيع المذكور في تجلي الكمال : ( هذه يدي ويدك ، ادخل بنا إلى حضرة الحبيب الحق) المطلق ، (بصورة الاتحاد) أي بمعنى أن يكون المحب مخلوع النعوت والصفات وتعينه منها . 
فمقتضی خلوص المحبة أن ينقام المحب فيها بما يريد له المحبوب من النعوت والصفات ، إذ لا نعت لذاته ولا صفة هنالك . 
كما أن المحبوب فيها «في خلوص المحبة»، بنسبة «يحبهم» مخلوع النعوت والصفات أيضا. 
فإن كماله ، في رتبته الذاتية المطلقة ليس بأمر زائد عليه. فلا نعت له من هذه الحيثية، ولا صفة : ليس كمثله شيء. 
فالمحب إذا دخل على الحق ، وهو مخلوع التعين ، لم يخرج إلا مكتسبة بتعين المحبوب . 
وهو قوله : ( حتى لا نمتاز فنكون في العين واحدة ) فإن خلوص المحبة خلع من عين المحب ، إذ ذاك ، ثوب تعينه القاضي بتميز عينه عن عين المحبوب . وهذا من ألطف آثار المحبة وأحوالها. 
ولذلك قال : ( ما ألطفه من معنى ، وما أرقه من مزج ) فهنا يظهر المحب بصفات المحبوب . بل الخط الفاصل بين قوسي المحبية والمحبوبية ، بخلع تعينه، يرتفع : فتظهر العين بصورة الدائرة ، من غير قسمة عينية . 
ثم قال تقريبا
(رق الزجاج وراقت الخمر  ….   فتشابها وتشاكل الأمر
فكأنما حضر ولا قدح     ….      وكأنما قدح ولا حشر) 
إذ انقلب الباطن ظاهرا ، والظاهر باطنا : فللظاهر العين ، وللباطن الحكم. 
ولما كان بروز المحب، بصفات المحبوب ونعوته ، موقوفة على فناء فعل المحب في فعل المحبوب ، وفناء صفاته في صفاته، وذاته في ذاته ، وكان هذا الفناء مستلزمة لانقلاب ما للمحب باطنا في المحبوب عند جلائه ، 
قال : قدس سره راما عموم هذا الحكم للفطر الزاكية ، المهيأة لهذا الكمال :
 
426 - (عسی تعطل العشار) بطلوع شمس الحقيقة . و«العشار»: النوق اللاتي أتى على حملهن عشرة أشهر، وهي جمع عشراء . «عطلت»: أي تركت مهملة . 
وهي ، هنا، كناية عن القابليات حين انطماسها في جلاء الحق . فلا يحملن إذن من فيض الوجود شيئا . 
(وتمحی الآثار) الكونية من سبحات شمس الحقيقة إذا ظهرت جلاء . ( وتخسف الأقمار ) أي القوى النفسية ، المستمدة من روح الحياة ، المنورة زوايا الصورة الحسية في سواد الليالي الإمكانية (وتكور شمس النهار) أي الروح المشار إليها ، القائمة لإبداء شعائر الأسماء الإلهية في المشاعر التي هي مواقع نجومها (وتنطمس نجوم الأنوار) أي التجليات الأسمائية ، الواقعة على المشاعر التي هي معالمها، في غيابة غيب الذات وسواد كمونها.
 
427 - (فنفني ثم نفني ثم نفني) الفناء الأول : فناء الفعل ، الثاني : فناء الصفة ، الثالث : فناء الذات في الذات .
(كما يفنى الفناء بلا فناء) أي نفنی کفناء ما هو فان في نفسه، لا بطرو الفناء عليه . فإن الفناء ، إذا لم يكن طارئا ، لا يزول بتصادم المانع . كفناء حقيقتنا الباقية على عدميتها، في نفسها مع ظهور الوجود بها . وهذا الفناء هو المسمى بالفناء المحقق . والبقاء إنما يكون على منوال الفناء . 
فقوله :
(ونبقى ثم نبقى ثم نبقى   …..  كما يبقى البقاء بلا بقاء)
يريد بقاء لا يكون طارئا عليه . فإن البقاء بعد الفناء إنما هو بالحق الظاهر في الفاني عن فعله وصفته وذاته . وبقاؤه تعالی ليس بطارئ عليه ، بل هو لذاته .
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:43 am

83 - شرح تجلي نعت الولي .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 83 على مدونة عبدالله المسافر بالله
83 - شرح تجلي نعت الولي 
83 - متن تجلي نعت الولي  
حبيبي ! ولي الله .
مثل الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلّت . وأذنت لربها وحُقت .
انشقت سماء العارفين . فذهب أمرها . فبقوا بلا أمر . فعاشوا عيش الأبد . لم تتعلق به همم الأكوان فتشوش عليهم حالهم .
نُسُوا في جنب الله فلا يُعرفون .
طوبى لهم وحسن مآب . وما أحسنه من مآب .
لم يعرف لم غنى . فيقال لهم : اعطونا ؟؟.
ولا يعلم لهم جاهٌ ، فيقال لهم : ادعوا لنا؟؟ .
أخفاهم الحق في خلقه بأن أقامهم في صورة الوقت .
فاندرجوا حتى دَرَجوا سالمين .
ما رُزئوا ( ما أُصيبوا ) في أوقاتهم .
هم المجهولون في الدنيا والآخرة .
هم المسودة وجوههم عند العالمين لشدة القرب واسقاط التكلف .
لا في الدنيا يحكمون ولا في الآخرة يشفعون .
صمٌ بكمٌ عميٌ . فهم لا يعقلون .
صمٌ بكمٌ عميٌ . فهم لا يرجعون .
 
83 - إملاء ابن سودكين : 
« ومن تجلي نعت المولى؛ وهذا نصه : «حبيبي ولي الله ... فهم لا يرجعون » قال جامعه : سمعت شيخي وإمامي ، مظهر الكمال ومحل الجمال والجلال لاستوائه على خط الاعتدال ، ولذلك لم يلقه في محجته إلا القليل من السایرین لانحراف الأكثر من التايهين ، كما لقيه بمكة بعض الصدور من علماء الرسوم ، فقال له : يا شيخ احمل الناس على الجادة ، 
فقال له رضي الله عنه : يا هذا كن عليها لنعلم هل حملت الناس عليها أم لا ؟ 
فمن علا علا ، ومن أشرف عز أن يشرف عليه أو يوصل إليه ؛ وأكثر الناس إنما يطلبون من العارف علامات وهيئات تقرر في مبلغ علمهم أنها شرط في صحة الولاية فأين هم من قوله تعالى : "وفوق كل ذي علم عليم " [يوسف:79] .
وإنما تظهر الأوصاف التي يشتهر الموصوف بها عند غيره على الضعفاء الذين غلبتهم أحوالهم، فظهر عليهم منها ما وسمهم عند الناظرين . 
وأما من علت أحواله وتمكن مقامه ورسخت قدمه ، فإنه إنما يظهر عليه ما يقتضيه حكم الموطن ، فيما الناس عليه من المباحات فلا تظهر عليهم زيادة ولا شهرة تمتد بسببها الأصابع إليهم أو ترمقهم الأعين. 
تلك أصباغ وحلى وقشور غير ذاتية للمتوسم بها. وأما المعتمد على الحقائق والمتحلى بمكارم الأخلاق إذ الأخلاق حلل القلوب التي نسجها الوهاب في الغيوب حققنا الله بلباس التقوى الذي هو خير لباس ، وجعلنا ممن أسس بنيانه على خير أساس ، بمنه وفضله . 
ولقد قال لي إمامي وقدوتي إلى الله تعالی ذات يوم: يا ولدي رأيت البارحة كأني أعطيك هذه العمامة التي على رأسي ، أصبحت على أني أعطيكها ثم أحببت أن يكون تأويل ذلك ما يقتضيه باطن الرؤيا وحقيقتها، فتركت إيصالها لك ظاهرا، یا ولدي ، لهذا السر. 
فانظر رحمك الله تعالى إلى هذه التربية وإلى هذا المنع الذي هو عطاء . 
فانظر إلى مقاصد الأكابر في اللباس ، كيف يطلبون اللباس الذاتي الذي يكون حلية النفس دائما أبدا . 
فارق من هذا المثل الذي ضربه لك الحق بسلوك شيخي معي إلى ما فعله سبحانه بعباده الذين حماهم عن الدنيا ليحققهم بروح النعم الحقية الخالصة من المزج الطيبة في أصل نشأتها المعدة للطيبين. 
لا جرم أنه اقتضت الحقائق أن تؤجل روح النعم إلى النشأة الأخيرة التي يقال فيها: طبتم فادخلوها خالدين . وعند ذلك تكون الطيبات للطيبين . جعلنا الله من الطيبين الطاهرين المقتدين بنوره المبين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرة.
 
وصل : سمعته رضي الله عنه ، يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : قال : هذا التجلي هو اختبار خاصة الله تعالى ، فلو ترك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بغیر تکلیف الرسالة لاختاروا أن يكونوا هكذا . 
فولي الله مثل الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت . أي بقي مع الله منفردة، وقد سلم إليه جميع الأشياء. 
ومتی مدت الأرض ألقت ما فيها بالضرورة، لكونها تبقی سطحا واحدة وإنما تمسك الأرض الأشياء إذا كانت متراكمة . 
قوله : «وانشقت سماء العارفين»، أي عقولهم وقلوبهم، أي ذهب أمرهم، لأن الله تعالى أوحى في كل سماء أمرها. فما دام العبد في سمائه فهو ينظر بعقله . 
فإذا انشقت سماؤه ذهب ذلك الأمر المخصوص الذي له من كونه سماء لا من كونه شيئا آخر. 
فإذا صار العارفون كذلك عاشوا عيش الأبد، لأنه لم يبق عندهم أمانة ليتحملوا أثقالها ويتكلفوا توصيلها . 
بل بقوا مع الله بالله لله ، قد سلبوا عن أمور التكليف التي حد طورها العقل . 
فهم في صورة الوقت ، ظاهرهم ظاهر الناس لكيلا يمتازوا عليهم بأمر تمتد به الأعين إليهم فلا يعرفون أبدا. 
عاشوا مع الله ونسيهم الخلق في جنب الله ، فلا يعرفوهم في مقامهم، جميع العالمين لا الناس ولا الملائكة . 
إذ الملايكة إنما تطلع على ظاهر العبد وما يبرزه من سره إلى جهره ، سواء أكان ذلك الأمر ظاهرة أو باطنا فحينئذ يكشفه الملايكة . 
وهؤلاء أسرارهم مصونة وخلاتهم فيما استودعته مأمونة . 
فهم رجال الصون، وهم وراء طور العقل. كتبنا الله تعالی بمنه منهم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم».
 
83 - شرح تجلي نعت الولي 
 
428 - قد ينزل الولي ، بما فيه من الجمعية المستوعبة عموم أحكام الجمع والوجود ، منزلة كل شيء : فيعطي حكمه ، ويوصف بصفته ، وينعت بنعته . 
كما قال قدس سره : (حبيبي ولي الله) المتحقق بوسطية كمالية ، إليها حكم الوجود على السواء (مثل في الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت) [الانشقاق:3-4] إذ الأرض من حيث إنها منتهی تنزل الوجود، هي محط الأمانة الإلهية وهي عين أحدية الجمع الظاهرة في مسافة تنزلها، استجلاء وفي الحقيقة الأرضية جمعة، وفي الإنسان الذي هو من بني ثراها ، بحكم كمال محاذاته إياها، جلاء، و«مدها»: استواؤها عن التشعيرات الجبالية ونتوءات الفجاج العميقة والأودية عند انقلاب باطنها ظاهرة وعند إخراجها أثقال الأمانة وردها إلى مالكها . 
فإن الجبال من الأرض مظاهر تجلیات ظاهر الوجود ومخبأ أماناته . 
وهو قاضي بترفع مظاهرها واعتلائها . والفجاج العميقة والأودية منها : مظاهر تجليات باطن الوجود ومخبأ ودائعه. 
وهو قاض بتغيب مظاهرها وخفائها ، فإذا مدت الأرض وألقت ما فيها وتخلت ، ظهرت صورة وحدانية لا عوج فيها ولا أمتا .
 
429 - فالولي المشبه بها أيضا : حالة إخراج أثقال الأمانة من بطائن حقيقته وردها من طريق : «کنت له سمع وبصرا ويدا» إلى شمس الحقيقة الطالعة من مغرب صورة عليها تدور أفلاك الجمع والتفصيل . 
إنما يظهر بسر وحداني تتشمر إليه رقائق القوى المدركة الباطنة والظاهرة ، تشمر الظلال إلى النور حالة استوائه ، فيعطي حكم الجمع والوجود في مقامه المطلق. ويقوم بداية مقام كل شيء ، ومع ذلك يظهر للحق بالذلة الظاهرة ، عبودة كالأرض الذلول المقول عليها : "فأمشوا في مناكبها " [الملك:10] . 
ولذلك قال : "وأذنت لربها وحقت" [الانشقاق:5] ، أي انقادت بكمال الطواعية في إلقاء ما فيها إلى ربها . و«حقت» أي صارت حقيقة بالانقياد والطاعة . 
هذا حال الولي حيث نزل منزلة الأرض ، وحيث نزل منزلة السماء . 
يقال : 
 
430 - (انشقت سماء العارفين) أي : عقولهم وقلوبهم الحاملة ثقل الأمانة ، انشقاق السماء ( فذهب أمرها) بغشيان البارقات الذاتية . وأمر كل سماء، ما أوحي إليه من أسرار الجمع والوجود وكلف بحمله وذهابه عند انشقاقها، انطواؤه في الحق الظاهر عليها بالتجلي الصادع. 
فكان العارف قبل انشقاق سماء عقله ناظرة إليها ، مكلفة بحمل أثقال ما أوحي إليها، وبعد انشقاقها باقية بلا أمر مع الله بالله لله ؛ مسلوبة عما كلف بحمله في طور العقل. ولذلك قال : (فبقوا بلا أمر فعاشوا عيش الأبد) فإنهم إذ ذاك . على ما يعطيه إياهم شأن الحق الظاهر بالتجلي عليهم.
 
431 - فهم مع الله على حال ( لم تتعلق بمم همم الأكوان فتشوش عليهم حالهم ) فإن هممهم إنما تتعلق بما حملت عقولهم من أثقال الأمانة . وقد ذهب ذلك عن العارفين بالانشقاق وذهاب الأمر. فليس بهم ما يدخل تحت تكييف همم الأكوان وتعيينها، وحيث خفيت المناسبة بينهم وبين الأكوان (نسوا في جنب الله فلا يعرفون) بما لهم من المكانة الزلفي . 
وذلك لظهورهم في كل حال بالأحوال المختلفة . فالمقول بلسان مقامه في كل حالة راهنة : أنا أبو قلمون في كل لون أكون . فهم مع الحق . 
والحق في كل يوم هو في شأن . وأصغرهذه الأيام الزمن الفرد . (طوبى لهم وحسن مآب). فمابهم في كل آن ، الحق في كل شأن . (ما أحسنه من مآب).
 
432 - ومن هذا المهيع قوله : ( لم يعرف لهم غني ، فيقال لهم : أعطونا . ولا يعلم لهم جاه ، فيقال لهم ادعوا لنا. أخفاهم الحق في خلقه بأن أقامهم في صورة الوقت) الحاكم على الخلق حتى تلبسوا على حكمه بلبوس العادات : فكانوا كأحد من الناس . 
(فاندرجوا) فيهم (حتی در جوا سالمين) عما يعطيهم النباهة والتعلية على أمثالهم. (ما رزئوا في أوقاتهم ) الرزء بضم الراء وسكون الزاي : المصيبة . 
فإنهم أحيوها «الأوقات» في صحبة الحق ولم يميتوها في شغلها بصحبة السوی.
 
433 - (هم المجهولون في الدنيا والآخرة) إذ لا تظهر النفوس في الآخرة إلا بما تحققوا به من الأخلاق والأوصاف في الدنيا . 
وكان تحققهم فيها بالتستر والخفاء. وهم (المسودة وجوههم عند العالمين لشدة القرب وإسقاط التكليف). إذ وجوه قابلياتهم المستفيدة ، بحكم كمال المحاذاة. الأنوار الإلهية المبيضة إياها حالة القرب المفرط كحکم القمر المستفيد نور الشمس ليلة السرار. فهم في هذا القرب دائمون. عاجلا وآجلا . فقربهم المفرط يعطي سواد الوجه في الدارين . 
وهم المقول بلسان مقامهم حالتئذ:
تسترت عن دهري بظل جناحه   ….  فعيني تری دهري وليس يراني
فلو تسأل الأيام اسمي ما درت  ….     وأين مكاني ما درین مکاني 
وهم أيضا في سقوط تكلفهم مبتذلون بين أرباب العادات ، لا يعبأ بهم بينهم . ومن هذا المهيع : (لا في الدنيا يحكمون ، ولا في الآخرة يشفعون) سلبهم غشيان الحق عن شعورهم، فيقال فيهم: (صم بكم عمي فهم لا يعقلون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون).
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:44 am

84 - شرح تجلي بأي عين تراه .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
شرح التجلي 84 على مدونة عبدالله المسافر بالله  
84 - شرح تجلي بأي عين تراه
 84 - متن تجلي بأي عينٍ تراه  
إذا تجلى الحبيب باي عينٍ تراه ؟ . . . بعينه لا بعيني فما يراه سواه .
فمن زعم أنه يدركه على الحقيقة فقد جهل .
وانما يدركه المحدث من حيث نسبته إليه . كما علمه من حيث نسبته إليه .
فالمحب لا يرى محبوبه بعين محبوبه . ولو رآه بعينه ما كان محباً .
والمحبوب يرى محبه بعين المحب لا بعينه .
وربما يقال في هذا المقام :
فكان عيني فكنت عينه . . . وكان كوني وكنت كونه
يا عين عيني يا كون كوني . . . الكون كونه والعين عينه
 
84 - إملاء ابن سودکین : 
« ومن شرح تجلي بأي عين تراه ، نصه : «إذا تجلى الحبيب........ والكون كونه ...
قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه هذا التجلي ما هذا معناه :
قوله : «بأي عين تراه» هذا استفهام. 
فإذا قرأته أجبت: تراه بعين الحق، كما قال تعالى : "كنت سمعه وبصره" فحينئذ يعلم أنه ما رأي الحق إلا الحق . 
قوله : «المحب یری محبا»
وانظر إلى قوله تعالی : «کنت بصره» أي بنسبة خاصة كان العبد عليها، اقتضت تلك النسبة أن يكون الحق بصره. 
واعلم أني إذا رأيتك لا بعلمی منك فقد رأيتك بعيني ولنفسي، وإذا رأيتك لعلمي منك أنك تحب أن أراك ، فقد رأيتك بعينك لا بعینی. وكذلك الحق معك ؛ إنما يراك بعينك لا بعينه ، لأنه لو تجلى لك كما ينبغي لجلاله لتدكدك وجودك وانعدمت. 
وإنما يتجلى لك تعالى بأمر يناسب وجودك ويوافق ذاتك. 
فما رآك الحبيب أيضا إلا بعينك ، كما رأيته بعينه : بنسبتين مخصوصتين بكل واحد من الحب والمحبوب ، على ما يليق به . 
وقوله في آخر التجلي : "فكان عيني فكنت عينه" أي لكون كل من المحبين تصرف على مراد محبوبه . والسلام ".


84 - شرح تجلي بأي عين تراه
 
434 - الرؤية في هذا التجلي ، قد تضاف إلى المحب ، وقد تضاف إلى المحبوب . فإن أضيفت إلى المحب فهو: إما يراه بعينه أو بعين المحبوب . والرؤية إنما تصح بحكم المحاذاة وبحسبها 
بين الرائي والمرئي ، ولا بقاء لعين المحب إلا إذا كانت الرؤية بعين المحبوب . 
على مقتضی : کنت له بصرا . 
فإن رأى المحب في هذا التجلي بعين نفسه شيئا فهو راء نفسه بصورة الوقت في مرآة المحبوب. 
وإن أضيفت الرؤية إلى المحبوب فهو إما أن يرى بعينه أو بعين المحب. فإن رأى بعينه فلا بقاء لعين المحب معه كما سبق . وإن رأى بعين المحب فتثبت عينه ولا تزول . 
قال قدس سره مستفهما :
 
435 - (إذا تجلى الحبيب  ….  بأي عين تراه) 
فأجاب عن نفسه فقال :
(بعينه لا بعيني   ….   فما يراه سواه) 
إذ لا بقاء للسوى في رؤيته بعينه . (من زعم أنه يدرکه) بقوته الحادثة الواهية (على الحقيقة فقد جهل) إذ لا محاذاة ولا مقارنة بين الحادث والقديم. 
وعلى تقدير ثبوتها. لا بقاء له فيها مع القديم فلا إدراك : فإن الإدراك فرع بقائه . 
( وإنما يدركه المحدث من حيث نسبته إليه) في كونه موجودة به مدركا به تعالى لا بنفسه. 
كما علمه تعالى من حيث نسبته إليه في عرصة غیب علمه بكونه تعينة من تعيناته وشأن من شؤونه .
 
436 -  (فالمحب یری محبوبه بعين محبوبه . ولو رآه بعينه ما كان محبا) أي لم يبق له وجود حتى يتصف بكونه محبة . 
(و المحبوب یری محبه بعين المحب لا بعينه) إذ لو رآه بعينه الانعدم وجوده (وربما يقال في هذا المقام) الأنزه :
(فكان عيني فكنت عينه  ….  وكان كوني وكنت كونه) 
فإنه إذا ثبت أنه عين وجودي، فأكون أنا عين كونه . إذ ليس لي وجود يغایر كونه.
(يا عين عيني یا کون کوني  ….  الكون كونه والعين عينه) 
يقول : ليس لي وجود ولا عين فما يضاف إلي كونا وعينا هو في الحقيقة : كونه وعينه. وأنا باق على عدميتي دائما لا محيد لي عنها. 
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:45 am

85 - شرح تجل من تجليات الحقيقة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 85 على مدونة عبدالله المسافر بالله
85 - شرح تجل من تجليات الحقيقة
85 - متن تجلي ومن تجليات الحقيقة
إذا ما بدا لي تعاظمته . . . وإن غاب عني فإني عظيم
فلست الحميم ولست النديم . . . ولكنني إن نظرت القسيم
فلا يحجبن بعين الحديث . . . فإن الحديث بعين القديم
حبيبي .. قِدَمُك أظهر حدثي أو حدثي أظهر قدمك ؟ .
لا أعرف فعرفني إذا كنت بك .
حبيبي . لا أعرف .
فإن ثمَّ من أعرف وإذا كنت بي فإن حقيقتي أن لا أعرف .
فإذ ولا بد من الجهل .
فكن عيني حتى أراك . فسبحان من يُرى ولا يُعلم
 
85 - املاء این سودكين :
"ومن تجليات الحقيقة وهذا نصه : "اذا ما بدا لی تعاظمه … فسبحان من يرى ولا يعلم" 
قال جامعه سمعنا شيخي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
"إذا ما بدا لي تعاظما لظهور سلطانه على . فألبس الذل والتواضع "وإن غاب عني" لبست حلته التي کسانی عند التجلي ، لكوني خليفة أظهر بحلية المستخلف. فأكون عظيما عند الأكوان التي عدت إليها الكوني الظاهر عند الكون بصورته . 
فغيبة الولي هاهنا إنما هي عن تجل خاص وحضور في تجل آخر شانه فيه إظهار هذا الوصف وقوله : «فلست الحميم ولست القسيم»، أي قاسمته فيما ظهر لي به فكنت قسيمه بهذا الاعتبار 
وقوله : "فلا تحجين بعين الحديث" البيت، أراد الحديث هاهنا الحدوث ، أي لا تقل أنا محدث ، ومن أين يكون للمحدث عظمة؟ 
فاعلم أن العظمة حصلت لك من تجلى «العظيم» لك لا منك. 
وأيضا فإن المحدث هو الدليل على القديم ، وتارة يكون مدلولا، أي بالقديم ظهر المحدث. 
فهل جعلتني يا إلهي دليلا عليك، أو جعلت نفسك دليلا علي ؟ 
إذ قد ثبت قدمك وحدوني، فهل عرف حدوثي من قدمك ؟ 
أو من قدمك عرف حدوثي ؟ فذهب الحكماء إلى أنه من قدمه تعالی عرف الحدوث؛ وذهب المتكلمون إلى أنه بالحدوث عرف القدم. 
وقوله : «إذا كنت بك فلا أعرف» أي أنت حينئذ عيني. وإذا كنت بي فلا أعرف أيضا، لأنني إذا کنت بي كنت مشهودة لنفسي غائبة منك ، ففي الحالتين أنا مسلوب عن المعرفة ، فإن ولا بد من الجهل فكن يا إلهي عيني حتى أراك بك. 
وقوله : «فسبحان من یری ولا يعلم»، أي تشهده ولا تنضبط لك كيفية ما رأيت، بل تبقی حائرة . وبهذا القدر تعرف تجلى الحق خاصة. 
لأنك عند انفصالك مما تشاهده وتراه ، أن رأيت عندك علما بذلك المشهد أو مسکت منه صورة فبما مسكته تعرف حكمه ، وإن لم تقدر على تحصيل أثره جملة واحدة ، فحينئذ تعلم أنه تجلي الق ، فهذا میزانه . 
فاعلم وتحقق وقل : "رب زدني علما ".
 
85 - شرح تجل من تجليات الحقيقة
 
437 - وهي "الحقيقية" سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه . إذ من آثار وصف حدوثك الافتقار و الذلة ، وهما مسلوبان عنك بظهور على الحق وعزله فيك . 
حالة كونك بالحق لا بنفسك. 
بخلاف نفس الحدوث : فإنه بظهور القديم فيك، غير مسلوب عنك. فإذا تجلى هو بنفسه ، في غناه وعظمته لك ظهرت أنت في محل التقابل بافتقارك وعبوديتك. وإذا غاب عنك في صورة مظهريتك، كان هو العظيم فيك ، وهو الفاعل بك منك في الكون . وكنت أنت العظيم به في ولاية خلافته. 
كما قال :
 
438 - (اذا ما بدا لي تعاظمته)  أي بإظهار افتقاري إليه وعبوديتي له
(وإن غاب عني فإني العظيم) أي بكونه هو فاعبي مني في الكون وأنا لابس حلق خلافته ظاهر فيه بصورته مسلوبة مني باو صافه آثار حدوٹی و عدستي.
(فلست الحميم ولست النديم ولكنني إن نظرت القسيم) أي شأني فيما ظهر لي منه في هذا التجلي أن أكون قسيما لاصاحبا ولا نديما. 
فإنه تصرف في الكون على مقتضى الربوبية. وتصرفت أنا فيه ، به ، على مقتضى الخلافة وكوني على الصورة .
(فلا تحجبن بعين الحديث) أي لاتجين عن كوني في محل تراني فيه بصفة الحدوث وآثارها(فإن الحديث بعين القديم) 
يقول: حدوثي الذي تراني فيه، إنما هو قائم بعين القديم الذي له ولاية الربوبية في العالم بالمحو والانبات والحل والعقد .
فقربي إليه أعطائي التصرف به، وقربه إلي أعطاني تصرفه بي . فافهم 
ثم قال :
 
439 - (حبيي قدمك أظهر حدثي أو حدثي أظهر قدمك) هذا لسان من قام في هذا التجلي ، على مشاهدة الحقيقة من حيث تعارض المتقابلات عليها، ولم يسنح له من الحق ما يعطي التحقيق ويزيل الشبهة . 
ولذلك لم يعلم أن القديم دليل على الحادث، كما هو رأي البعض ، وهو رأي من قال بدلالة المؤثر على أثره أو بالعکس . كما هو رأي من قال بدلالة الأثر على المؤثر فقال : (لا أعرف) أي شأني أن لا أعرف بي شيئا. 
(فعرفني إذا كنت بك) فإن العلم الكاشف عن حقيقة كل شيء كما هي مساوق لوجودك الظاهر بي . فعرفني بنجل خاص علمي حتى أعلم الحقيقة وأحكامها المتقابلة من حيث ما علمتها أنت. فيكون علمي بها إذن علما لدنيا خالص عن تعارض الشبهات فيه ثم كرر فقال :
 
440 - (حبيبي لا أعرف) وشأني أن لا أعرف شيئا . فإن علمت، فعلمي من لدنك، ومعرفتي بك وليس لي أن أعرف في مرتبة أنا فيها على عدميتي شيئا. 
(فإن ما ثم من أعرف. وإذا كنت في فلا أكون. وإذا لم أكن لا أعرف. فإن حقيقتي) الباقية على عدميتها من مقتضاها (أن لا تعرف فإذ ولا بد من الجهل) الذي هو مقتضي حقيقتي ، (فكن عيني حتى أراك بك) . 
ولا كان الحق مع كونه مشهودة في كل شيء غير محصور في تعينه قال : (فسبحان من يرى ولا يعلم) فإنه تعالى لا تعين فيه، من حيث محض ذاته فلا ينضبط في تعين إلا بقدر ما به تعين من المراتب والأعيان والصور والأحوال والصفات ونحوها. فلذلك لا يعلم وإن كان مشهودا من حيث تعينه .
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:45 am

86 - شرح تجلي تصحيح المحبة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 86 على مدونة عبدالله المسافر بالله
86 - شرح تجلي تصحيح المحبة
 86 - متن تجلي تصحيح المحبة  
من صحت معرفته صح توحيده .
ومن صح توحيده صحت محبته . فالمعرفة لك والتوحيد له .
والمحبة علاقة بينك وبينه ، بها تقع المنازلة بين العبد والرب .
 
86 - إملاء ابن سودکین : 
« ومن تجلي تصحيح المحبة ، وهذا نصه : "من صحت محبته صح توحيده .. بين العبد والرب". 
قال جامعه سمعت شيخي يقول ما هذا معناه : 
التعلق بكون المعلوم واحدة في نفسه هو المعبر عنه بالتوحيد . فهذا تعلق خاص يحويه العلم. إذ العلم واسع وله متعلقات كثيرة . 
فهذا النوع الخاص أحدها وهو معنى قوله : "من صحت معرفته صح توحيده". 
فإذا أعطتك المعرفة صحة التوحيد انفردت المحبة له . فالمعرفة لك والتوحيد له . والمحبة هي المنازلة بينك وبينه فالمحبة هي التعرف بطريق خاص موافق ، والمنازلة تكون بينكما ، إذ كل منكما يوصف بها . 
والمنزل هو ما ينزل فيه . فاعلم ».
 
86 - شرح تجلي تصحيح المحبة
 
441 - ( من صحت معرفته صح توحيده ) فإن العارف إذا عرف الشيء بعينه ، عرف أن له توحید ذاتيا به يتميز عما سواه . 
بل عرف أن توحيده إذا كان ذاتية لا يقابل الكثرة ولا يتوقف على تعقلها كما أن الإطلاق إذا كان ذاتية لا يقابل التقييد ولا يتوقف على تعقله . 
وهذا توحيد الحق الذي هو «إياه توحيده». وأما توحيد العارف ، فهو تعقله بكون معروفه واحدة بالوحدة الذاتية في نفسه . 
فمن صح له هذا التعلق العلمي العرفاني ، صح توحيده . ( ومن صح توحيده ) بهذا التعلق ( صحت محبته ) فإن المحبة هي تعلق خاص موافق تستتبع التعلق الخاص العرفاني.
 
442 - (فالمعرفة لك) إذ بها انسلخت عن الجهالة . (والتوحيد له) إذ به تنزه عن الكثرة والتركيب في ذاته . 
(والمحبة علاقة بينك وبينه ، بما تقع المنازلة بين العبد والرب) إذ مقتضى المحبة تقرب المحب إلى محبوبه ومقتضي تقربه تقرب المحبوب إليه ، على حكم التضاعف . 
فالمنازلة : التقرب من الجانبين . والمنزل محل الاجتماع الأقدس . 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:46 am

87 - شرح تجلى المعاملة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 87 على مدونة عبدالله المسافر بالله
87 - شرح تجلى المعاملة 
 87 - متن تجلي المعاملة
قلت : رأيت اخواننا يأمرون المريد بالتحول عن الأماكن التي وقعت فيها المخالفات.
فقيل لي : لا تقل بقولهم : قل للعصاة : يطيعون الله على الأرض التي وقعت لهم فيها المخالفة وفي الثوب وفي الزمان .
فكما يشهد عليهم يشهد لهم .
ثم بعد ذلك يتحولون عنه إن شاءوا . " اتبع الحسنة السيئة تمحها " .


87 - إملاء ابن سودكين : 
« وهذا نصه : قلت : رأيت إخواننا... واتبع السيئة الحسنة تمحها». قال جامعه : سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : رأيت إخواننا يأمرون المريد بالتحول عن أماكن المعصية .
واستنادهم في ذلك إلى الخبر، لكون النبي صلى الله عليه وسلم تحول عن المكان الذي نام فيه عن الصلاة . فهؤلاء معهم الصواب باتباع ظاهر السنة .
ونحن أشهدنا حقيقة الشهادة . فكان قصدنا أن البقعة كما شهدت عليهم، تشهد لهم بطاعة يوقعونها فيها في وقت ما.
وكذلك حكم الثوب. وقد يجمع بين الأمرين ، وهو أن تفارق البقعة ثم تعود إليها وقتا آخر، فتوقع فيها الطاعة. 
وقد قال أيضا في الرسالة : «إن حقيقة التوبة أن تنسى ذنبك». فمن عمل على هذا قال : لا تعد إلى موضع معصيتك ومنهم من قال : «إن حقيقتها أن لا تنسى ذنبك». فهؤلاء تتوجه إشارتهم إلى ما ذهبنا إليه » .
 
87 - شرح تجلى المعاملة 


443 -  (قلت: رأیت إخواننا يأمرون المريد بالتحول عن الأماكن التي وقعت لهم فيها المخالفة) أخذا بقول من قال : إن حقيقة التوبة نسيان الذنوب ، وملازمة مكان المخالفة من المذكرات . 
(فقيل لي : لا تقل بقولهم : قل للعصاة : يطيعون الله على الأرض التي وقعت لهم فيها المخالفة وفي الثوب وفي الزمان الذي هو نظیر زمان المخالفة. وهذا يمشيه قول من قال : إن حقيقتها «التوبة» أن لا تنسى ذنوبك . فإن الرجوع إلى محل المخالفة مذكرها . 
وأيضا (فكما يشهد عليهم) يعني مكان المخالفة . (يشهد لهم ثم بعد ذلك) أي بعد إقامة الطاعة في مكان المخالفة (يتحولون عنه إن شاؤوا) وقد أيد قدس سره ما اختار من القولين بدليل (أتبع السيئة الحسنة تمحها). 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:46 am

88 - شرح تجلي كيف الراحة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 88 على مدونة عبدالله المسافر بالله
88 - شرح تجلي كيف الراحة 
88 - متن تجلي كيف الراحة
إذا قلت : يا الله . قال : لما تدعو ؟ .
وإن أنا لم أدع . يقول : ألا تدعو ؟ .
فقد فاز باللذات من كان أخرساً . وخُصِّص بالراحات من ليس له سمعٌ .
 
88 - إملاء ابن سودكين : 
«ومن تجلى "كيف الراحة" ونصه هذان البيتان : " إذا قلت يا الله قال لم تدعو"
قال جامعه سمعت شيخي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه ما هذا معناه : 
إن الدعاء يؤذن بالبعد، وهو تعالى القريب ، وإذا كان القريب فلم تدعو؟ وإن سكت قيل لك: لم لا تدعو هل استكبرت؟ 
فلم تبق الغبطة إلا للأخرى وهم «البكم ، الصم، العمي». طوبى لهم وحسن مآب ".


88 - شرح تجلي كيف الراحة 


444 - كيف الراحة في أمر إن أتی به قيل : لم أتيت به ؟ وإن ترك قيل : لم ترکت ؟
كما قال : (إذا قلت يا الله قال لم تدعو) هذا الخطاب إنما يرد على المقربين فإن الدعاء والنداء مؤذنان بالعبد. وهم في مقام القرب الأقرب
(وإن أنا لم أدع يقول ألا تدعو) فالترك أيضا مشعر بعدم الاطلاع على سر المقام. وذلك أن القرب المفرط في حكم البعد المفرط، فمقتضى المقام . 
ورود الاعتراض من وجهين . فإذا وقع التجاذب إلى الوجهين المتقابلين ، ارتفعت الراحة . 
فارتفاعها مقتضى المقام . فلا راحة لصاحبه مادام هو فيه . 
ولذلك قال :
 
445 - (فقد فاز بالذات من كان أخرسا) أي من حكم عليه حاله أن لا ينطق ، فتسلب عنه بمقتضی حاله ، قوة النطق . كما في مقام الكشف الحيواني . 
فإن نطق الإنسان يسلب عنه ، إذا انكشف له ما انكشف للحيوانات الخرس، ککشف أحوال الأموات في قبورهم.
(وخصص بالراحات من لا له سمع) وكل هذا من أوصاف الأخفياء وأحوالهم المقول فيهم من قبل : "صم بكم عمي فهم لا يعقلون" [البقرة :171 ].
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:46 am

89 - شرح تجلي حكم المعدوم .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 89 على مدونة عبدالله المسافر بالله
89 - شرح تجلي حكم المعدوم 
89 - متن تجلي حكم المعدوم
ثلاثة ما لها كيان . . . السلب والحال والزمان
فالعين : لا ، وهي حاكمات . . . قال به : العقل واللسان
 
89 - إملاء ابن سودكين : 
"ومن تجلي حكم المعدوم، وهذا نصه : 
(ثلاثة مالها كيان …  قال به العقل واللسان)
 قال جامعه سمعت شيخي سلام الله عليه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
اعلم أن المعدوم يكون له حكم وما يكون له عين . فالزمان نسبة يسأل عنها بـ "متی" ؛ والنسب عدمية. 
والسلب قولك : فلان ليس عالما، لمن قال : فلان عالم . فسلبت العلم عنه ، فلا حكم للعلم عليه. 
والحال نسبة العلم إليه ، تقول : فلان عالم، فجعلت للعلم حكمة عليه . وكل هؤلاء أحوال عدمية ، لها حكم وليس لها عين . 
واعلم أن من كان موصوفة بحال صح أن يسأل عنه بـ "متی" ، 
فيقال : متى خلق الله تعالى العقل الأول؟ 
فيقال : حين أوجده ، عالما بنفسه أنه ممكن. 
ولا يصح أن يقال : متى أوجد الزمان؟ لأنه يسأل عن الشيء بعينه . 
هذا، إذا صح أن يكون الأمر المسؤول عنه موجودة ، فكيف إذا كان أمرا عدميا. فالزمان حکم توجد فيه الأشياء فيه ، ولا يوجد هو فيها . 
وقد قال به العقل بما أثبت من حكمه. وأما اللسان فله التسمية اللفظية . وبالله التوفيق".
 
89 - شرح تجلي حكم المعدوم 
446 - اعلم أن الوجود المتعين في مرتبة مخصوصة بتعين مخصوص ، إنما هو ظاهر فيها بحسب ذلك التعين وعلى حكمه ، مع عدم تحقق المرتبة والتعين وبقائهما على معقوليتهما . حالة ظهور الوجود فيهما بحسبهما . 
فهو قدس سره ذكر أقسام المعدومات الحاكمة على الوجود بالتنويع والتفصيل ، مع عدم تحققهما به فقال :
 
447 - (ثلاثة ما لها كيان السلب والحال والزمان) أما السلب فإنك إذا قلت : زيد ليس بعالم فقد حكمت على الوجود الظاهر فيه ، بسلب العلم عنه . 
فتقيد الوجود بهذا الحكم تقيده بالنسبة السلبية التي لها كون ما . 
وأما الحال فهي كيفيات تحكم على الوجود المكيف بها. مع كونها نسبة لا تحقق لها في نفسها.
فيقال في الوجود على مقتضى حكمها : ظاهر و باطن ، ولطيف وكثيف، ومركب وبسيط ونحوها فهذه النسب لها حكم لا عين وأما الزمان فهو مقدار متوهم مستفاد من الشيء في حركته. 
مما منه الحركة إلى ما إليه الحركة . فذلك أيضا نسبة بين «من» و«إلي»
والنسب لا تحقق لها في نفسها ، كما مر، والحق أن ما سوى الوجود الذي ليس له ماهية وحقيقة غير التحقق ، نسب وإضافات معقولة لا تحقق لها. مع أنها حاكمات على الوجود في ظهوره بالتنويع والتفصيل حتى يقال فيها: وجودات 
ولذلك قال :
 
448 - (فالعين لا وهي حاكمات قال به العقل واللسان) يريد العقل المستشرف بأتم شهوده على أن العين واحدة والحكم باعتبار اختلاف التعينات والمراتب والأحوال و الأزمنة ونحوها مختلف. واللسان من حيث إنه مترجم عن العقل الناقد ، قائل به أيضا

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 6:47 am

90 - شرح تجلي الواحد لنفسه .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

  شرح التجلي 90 على مدونة عبدالله المسافر بالله
90 - شرح تجلي الواحد لنفسه
 90 - متن تجلي الواحد لنفسه
لولاه ما كان لي وجود . . . نعم ! ولا كان لي شهود
لكن أنا في الوجود فرد . . . وأنت في عالمي في فريد
والفرد في الفرد كون عيني . . . أو كونه الواحد المجيد
 
90 - إملاء ابن سودكين 
" ومن تجلي الواحد لنفسه ، ونصه ثلاثة أبيات :
(لولاه ما كان لي وجود …. أو كونه الواحد المجيد) 
قال جامعه سمعت شيخي يقول ما هذا معناه : 
من حقيقة الواحد أن لا يتجلى لغيره . إذ لو تجلی الغيره لخرجت الوحدانية عن حقيقتها . مع كونه لولاه ما كان لي وجود . فقد أثبت لي وجودة مستفادة منه . وكذلك الشهود أثبته لي به . 
وقوله : «لكن أنا في الوجود فرد» أي كما لا يشبهه شيء ، فكذلك لا يشبهني شيء لكوني نسخة جامعة . 
«وأنت في عالمي فريد» أي ليس لي في نسختي الجامعة مع كثرة حقایقها ورقایقها ما يشبهك فأنت منفرد عن كل شيء. 
وقوله : «والفرد في الفرد كون عيني» أي إذا ضربت الواحد في الواحد خرج واحد، فتنظر في الخارج : فإن كان يناسبك فهو من الكون؛ وإن كان يناسب الحق فهو الحق إذ قد ظهر بحلة إلهية لا تليق إلا به ، فالتجلي عام للخاص والعام، لأنه ما ثم إلا حق وکون. 
فالكون من تجلي الواحد للواحد. وبظهور هذا الموطن كان الكون، فكان فيه المحجوبون . 
والتجلي الآخر للخصوص . فالجميع في التجلي ، والتجلي دائم : "فاينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليه " [البقرة : 110] . "
 
90 - شرح تجلي الواحد لنفسه


449 - اعلم أن تجلي الواحد لنفسه على ضربين . تجليه من نفسه في نفسه لنفسه .
عدد في هذا التجلي ولا رؤية بحكم العدد، فإن مرآة ذات الواحد بحكم المغايرة، حالة رؤيته نفسه بنفسه في نفسه لنفسه ، لم تتعين بل هي مستجنا في صرافة وحدته . 
محتجبة في حجاب القرب المفرط. 
وتجليه لنفسه فيما يتعين بصورة القابلية الجامعة بحكم المغايرة من وجه ، وانطبعت فيه محاسنه الجمة أتم الانطباع . 
فتجليه على كلا التقديرين لرؤية نفسه 
ولذلك قال قدس سره : 
 
450 - (لولاه ما كان لي وجود) فقد أثبت وجودة مستفادة من الواحد. وهو المتعين بحكم المغايرة من وجه ليكون مرآة لجلائه واستجلائه ، وكذلك أثبت له شهودا به، فإن الشهود متفرع عن الوجود. 
فإذا كان وجوده بالواحد ، فشهوده لا يكون أيضا إلا به . 
ولذلك قال : (نعم ولا كان لي شهود) ولما كانت للواحد أحدية الجمع والوجود وهو فريد لا شبيه له فيها . وكان لمجلى تجليه أحدية جمع القابلية . 
هو أيضا فريد لا شبيه له فيها . قال :
 
451 -  (لكن أنا في الوجود فرد وأنت في عالمي في فريد) فإن اللبيب المستبصر بنسبة الحكم الوحداني إذا ضرب الفرد في الفرد قام له من ذلك فرد. 
فإن لاحظ إذ ذاك غلبة حكم المحلى ، كان الفرد البارز من ذلك كون عيني ، وإن لاحظ غلبة حكم المتجلي ، كان الفرد البارز کون الواحد المجيد. 
ولذلك قال :
(والفرد في الفرد كون عيني  ….   أو كونه الواحد المجيد)
 
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التجليات الإلهية من 91 - 100 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 101 - 109 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 31 - 40 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: