منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:19 am

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين 

الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي.

شرح التجلي 41 تجلي المراقبة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 41 على مدونة عبدالله المسافر بالله

41 - متن نص تجلي المراقبة :-

امتثال الأمر والنهي ودوام مراقبة السر تطلعك على معرفة ذلك وما يقتضيه مقامك فإذا رأى من هذه الحالة ما لا يقتضيه مقامه عرف أنه لغيره لا محالة بهذه الثلاثة الأركان هي التي تعطي أوائل تجليات غيوب الكون .

41  - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:

"وهنا تجلي المراقبة ولم أجد فيه شيئا".

41 - شرح تجلي المراقبة
273 - امتثال الأمر والنهي الأمر ح?م وجودي ، والمطلوب به منك ، من حيثية وجودك ، وجود المأمور به .
والنهي حكم عدمي ، والمطلوب به منك، من حيثية عدميتك عدم المنهي عنه .
(و دوام مراقبة السر) المقصود الذي هو الحق تعالى (يطلعك) في مبادئ غيوب الكون، على الثلاث .
(على معرفة ذاتك ) أولا، فإن غاية مراقبتك انتهاؤك إلى رؤيتك نفسك في مرآة الحق (و) على معرفة (ما يقتضيه مقامك) .
ثانية ، فإذا رأى من هذه المراقبة والامتثال ، (حاله ما لا يقتضيه مقامه عرف).
ثالثة (أنه لغيره لا محالة، فهذه الثلاثة الأركان هي التي تعطي إياها أوائل تجليات غيوب الكون).

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 9:04 am عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 42 تجلي القدرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:21 am

شرح التجلي 42 تجلي القدرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 42 على مدونة عبدالله المسافر بالله

42 - متن نص تجلي القدرة :-

إذا اجتمعت الإرادة من البعد باستبقاء شروطها من جنس المعاملة مع الجود الإلهي تعالى من البرازخ مطلق صاحبها بضربٍ من ضروب الغيوب .

42 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
"ومن تجلي القدرة " وهو ما هذا نصه : إذا اجتمعت الإرادة. من ضروب الغيوب.
قال جامعه سمعت الشيخ يقول ما معناه : إن الإرادة لها شروط. والإرادة في هذا التجلي الخاص هي إرادة تكون نتيجة عمل مخصوص شرعي.
إذ قد يتصور مثل ذلك من الحكماء من غير طريق مخصوص، بل من الجود الإلهي هاهنا لا يؤمن دخول المكر عليهم. ففايدة الشرع الأمن من المكر لأن الشرع هو طريق السعادة .
والهمم إذا أكملت انفعل عنها العالم مطلقة فيمتاز المريد هاهنا بأحكام بدايته ، وكونه يجري على طريق مخصوصة شرعية فيكون نتيجتها السعادة والأمن من المكر.

وأما الهمم المؤثرة ، من غير إحكام البدايات بالأوامر الشرعية ، فيصحبها المكر. فاعلم ذلك، ولا بد أن يستحضر صاحب الهمة ما يريد انفعاله في برزخ الخيال ثم يكسوه حلة الوجود .

42 - شرح تجلي القدرة
274 -  يريد بها القدرة الموهوبة للإنسان، في موطن من مواطن ترقیاته .
ولذلك قال : (إذا اجتمعت الإرادة من العبد باستيفاء شروطها) المصححة لها في البدايات : (من جنس المعاملة) المرعية في مناهج ارتقائه.
بمعنى أن تكون الإرادة في النفس أولا من نتائج الأعمال المخصوصة الشرعية ، المسدود عليها مداخل المكر. فإنها إن كانت من نتائج الأعمال التقديسية المبنية على نسق الحكمة العقلية لا يكون صاحبها محفوظة مأمونة من المكر.

(مع الجود الإلهي تعالی ) المتدارك بالامتنان، لا بالتعمد ( في برزخ من البرازخ) فإن المريد إذا صحح إرادته في البداية بجريها على الأحكام الشرعية ، استصحب الأمن من المكر إلى النهايات.

فإذا أكملت همته الفعالة في مناهج الأمن من المكر، وانفعلت لها الأكوان ، ظهرت له عيونها في البرازخ الخيالية ، على أبدع لطيفة 
وأحسن صورة ، محفوظة عن الزوال إلى الأبد و(نطق صاحبها) عاجلا (بضرب من ضروب الغيوب).
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:30 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 43 تجلي القلب .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:22 am

شرح التجلي 43 تجلي القلب .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 43 على مدونة عبدالله المسافر بالله
43 - متن نص تجلي القلب :-
الجهل حالة الوقفة عند مصادمة الضاد على نقطةٍ واحدة فيتمانعان .
فصاحبه في ظلمة أبدا فليس بصاحب علم .
والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق .
لكنه اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه لعلهم يكونون على حق فيتهم نفسه ويتهم الخلق .لكن يغلب عليه لائمته لنفسه .
والظن حالة التقليب فانته ينظر بعين القلب والقلب لا ثبات له على حالٍ سريع التقلب ، ما سمي القلب إلا من تقلبه ، والعالم حالة الصدق فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطيء .

43 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
"ومن تجلي القلب ونصه : الجهل حاله .. فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطئ " .


 43 - شرح تجلي القلب
275 -  القلب من شأنه التردد بين حالاته الأربع : وهي حالة جهله وحالة شكه وحالة ظنه وحالة علمه .
وله في كل حالة منها حكم فحكمه في حالة جهله ، الوقفة .
وهي حالة يرتفع بها عن القلب الميل بالكلية ، فلا يحيد إلى قصد واقعة.


ولذلك قال قدس سره :
276 - (الجهل حاله الوقفة عند مصادمة الأضداد على نقطة واحدة) وسطية (فيتمنعان) في حقه فيرتفع عنه حكم القاسر فلا يتقيد بميل وهو مقصور عليه .
فإن ظهر القلب بهذا الحال قبل الكشف ، (فصاحبه في ظلمة أبدا فليس بصاحب عمل ) إذ لا قاسر في وقفته على النقطة الوسطية على ميله والعمل إنما يكون منه بالميل .
فهذه الظلمة في حقه هي سواد الطبيعة . والقلب فيه النائم في ظلمة سواد الليل .
وإن ظهر بها بعد الكشف والشهود، فصاحبه متحقق بالمقام المطلق ، في عين الجمع والوجود . فلا يقبل صبغة بميل . ولا تقييدا بحكم قاسر.
فهو كما قيل :
بالقادسية فتية     …… ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهود ……    ولا مجوس ولا نصارى
فافهم.
 
277 -  (والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق) فإن القلب في هذه الحالة على تساوي حكم الميل وعدمه . فإذا مال إلى قصد ، فهو في ذلك على غير قدم صدق . فإنه لا يعلم إذ ذاك أنه في ميله مصيب أو مخطئ .
(لكنه) أي لكن شروعه في العمل (اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه) في توجهاتهم وأعمالهم ونياتهم .
فيقول القلب في عمله اتباعا لهم : (لعلهم يكونون على حق) وقدم صدق ؛ (فيتهم نفسه ويتهم الخلق ) في تشككه في حقيقة أمره وأمرهم.
(لكن يغلب عليه قمة نفسه) فإن الشك في احتماله كونه على حق وصدق ، أقوى . فإن الإنسان على نفسه بصيرة.
 
278 - (والظن حالة التقلب) فإنه دائما منقلب إلى الحكم الراجح. فهو في كل آن، مع ما ترجح في القلب وانقلب القلب إليه (فإنه ينظر) إذ ذاك (بعين القلب ، و القلب لا ثبات له على حال) فهو (سريع التقلب) إلى ما ترجح حكمه فيه.
 ولذلك قيل : (ما سمي القلب إلا من تقلبه).
 

279 - (والعلم حاله الصدق) فإنه إدراك الشيء على ما هو عليه . ولا يتم الصدق إلا أن يكون علمك بالشيء يطابق علم الحق به . ولا يكون ذلك إلا أن تدركه بالحق. ولذلك قال : (فإنه ينظر بعين الحق، فيصيب ولا يخطئ).
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:31 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 44 تجلي النشأة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:24 am

شرح التجلي 44 تجلي النشأة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 44 على مدونة عبدالله المسافر بالله
44. متن نص تجلي النشأة :-
إذا استوت بنية الجسد على أحسن ترتيب والطف مزاجٍ ولم تكن فيها تلك الظلمة التي تعمى البصائر .
ثم توجه عليه النفخ الإلهي من الروح القدسي مقارناً لطالعٍ يقضي العلم والصدق في الأشياء .
فهذا تطهير على صاحبه مجبولٌ على الإصابة في كلامه في الغالب .
بل إذا تكلم على ما يجده من نصيبه من صغره لا يخطيء وإذا أخطأ فإنه يخطيء بالعرض وذلك أن يترك ما يجد من نفسه ويأخذ ما أكتسبه من خارج .
فقد يكون ما رءاه أو سمعهُ باطلاً وقد ارتسم منه غي النفس صورة فيجدها فينطق بها فذلك خطوة لا غير .
فإذا انضاف إلى هذه الجبلة الفاضلة استعمال الرياضات والمجاهدات والتشوف إلى المحل الأشرف والمقام الأقدس ارتفع الروح الجزء إلى كله الكلي .
فاستشرف على الغيوب من هناك وراء صور العالم كله في قوة النفس الكلية ومراتبه فيها وما حظ كل شيء من العالم ومكانه وزمانه .
كل ذلك بعلم واحد وفطرة واحدة .
فينزل إلى محل تفصيل الكون فيعرفه بالعلامات وهذه الأفراد خلقهم الله على هذا النعت عنايةً أزلية سبقت لهم وبهذا النوع وجدت الكهنة غير أنهم لم ينضاف إلى هذه النشأة المباركة استعمال رياضة ولا تشوفٍ .
فصدقت خواطره في الغالب وفي حكم النادر يخطئون .
وللروحانيات لأصحاب هذه النشأة تطلع كثير وتأمل لتلك المناسبة وهي اللطافة الأصلية فيمدونهم بحسب قواهم وإنما حرموا الجناب العزيز الإلهي المخصوص به الأولياء من عباد الله تعالى فهنيئاً لهم .

44 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
«ومن تجلي النشأة . سمعت شيخنا يقول في أثناء شرحه ما هذا معناه : صاحب النشأة المعتدلة لا تكذب خواطره أبدا. فإن كذبت فلعوارض طرأت على الخاطر في ثاني زمان. فلم يميز الخاطر من الطارئ عليه أو لغلط في الحكم. ومن هذه النشأة كانت الكهنة.
فإذا كان صاحب هذه النشأة له قدم سعادة بحيث يصل إلى النفس الكلية . فإنه يأخذ عنها أخذا صحيحة كليا ويستشرف على الغيوب ویری صور العالم في قوة النفس . كل ذلك بعلم واحد ونظرة واحدة ثم ينزل إلى الكون ، فيعرف الناس بعلامات عنده.
وإذا تعلق صاحب هذه النشأة بالروحانيات كان وقفة في حقه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أتم الناس نشأة . 
وهو الكامل في هذا المقام من الوجهين » يقيده ولا مقام يحصره.


44 - شرح  تجلي النشأة  
 
280 - (إذا استوت بنية الجسد على أحسن ترتيب وألطف مزاج) بمعنى أن تتعادل أجزاء تركيبه بتقدير العزيز العليم. فتقوم على هيئة تأبی بطبعها إلا تجوهر النفس المدبرة لها وبقاءها على إشراقها الذاتي .
وتستجلب لها بقوتها الوسطية العدلية مواد الأنوار الأقدسية المورثة لها في أحايين الأبد، التبصر في كل ما قدر في الغيوب لعموم الفطر.
(ولم يكن فيها) أي في بنية الجسد تلك الظلمة المطلقة التي تعمي البصائر) وهي الظلمة اللازمة للمواد الكثيفة الأرضية. فإنها سنخ الشجرة الإمكانية وجذرها .
(ثم توجه عليه) أي على الجسد ، الموصوف بالاعتدال القائم على أحسن التقويم وأبدع النظام (النفخ الإلهي من الروح القدسي) الكلي (مقارنة لطالع يقتضي العلم والصدق في الأشياء).
يشير إلى الأوضاع الفلكية الناظرة إلى حال النفخ بنظر الموالاة الظاهرة لها بعطية كمال العلم والصدق ونحوهما .
(فهذا) أي وجود النفخ الإلهي وعدم الظلمة المطلقة في البنية (تطهير جبلي) للنفس فيها، فلا تجتمع مع هذا التطهير في محله الانحرافات الطبيعية الناتج منها للنفس سفساف الأخلاق ولذلك (صاحبه مجبول على الإصابة في كلامه في الغالب، بل إذا تكلم على ما يجده من نفسه من صغره لا يخطئ، وإذا أخطأ فإنه يخطى بالعرض وذلك أنه يترك ما يجد من نفسه ويأخذ ما اكتسبه من خارج. فقد يكون ما رآه أو سمعه باطلا، وقد ارتسمت منه في النفس صورة، فيجدها فينطق بها، فذلك خطأه لا غير).
 
281 - (فإذا انضاف إلى هذه الجبلة الفاضلة، استعمال الرياضات والمجاهدات والتشوف إلى المحل الأشرف) وهو الغيب الإلهي الذي هو محتد كل شيء ومعاده.
(والمقام الأقدس) وهو مقام مطلق ينطلق في تقيده ويتقيد في انطلاقه من حل به . ومقتضاه أن لا يكون لصاحبه حال فإذا انطلقت هذه الجبلة الفاضلة (ارتفع الروح الجزئي) القائم بتقويمها لتدبيرها ، (إلى كله الكلي) المشرف على غيب الجمع والوجود ، فشمله حكم أصله . (فاستشرف على الغيوب من هناك ورأى صور العالم كله في قوة النفس الكلية) المحيطة بالمقدورات ، من حيث كونها لوح القدر واللوح المحفوظ ؛ (ومراتبه) أي ورأى مراتب العلم أيضا (فيها) أي في قوة النفس.

(و) رأي أيضا (ما هو حظ كل شيء من العلم) بالحق والخلق وما هو حظه أيضا من مكانه وزمانه في العاجل والآجل .
ورأى أيضا فيها ما لكل شيء في كل شيء . ( كل ذلك بعلم واحد ونظرة واحدة ) فهذه الرؤية هي رؤية المفصل في المجمل مفصلا ( فينزل ) إذ ذاك الروح الجزئي متصفا بصفة كله (إلى محل تفصيل الكون فيعرفه) أي التفصيل الكوني الوجودي على اختلاف أطواره (بالعلامات) المدركة بالقوة اللدنية .
 
282 - (وهذا لأفراد خلقهم الله على هذا النعت، عناية أزلية سبقت لهم. وهذا النوع وجدت الكهنة، غير أنهم لم ينضف) لهم (إلى هذه النشأة المباركة استعمال رياضة ولا تشوف) إلى المحل الأشرف والمقام الأقدس.
(فصدقت خواطرهم في الغالب وفي حكم النادر يخطئون وللروحانيات لأصحاب هذه النشأة تطلع كثير وتأمل لتلك المناسبة : وهي اللطافة الأصلية) والاعتدالات الجبلية القاضية باتصال أنظارها وفيضان أنوارها عليهم.
فلهم في اتصالهم بالروحانيات العلوية ، اطلاعات علية وتصرفات خارقة. فهم يطرحون أشعة اختصاصهم بالربوبية العليا على قلوبهم بنسبة باطنة ، (فيمدونهم بحسب قواهم وإنما حرموا الجناب العزيز الإلهي المخصوص به الأولياء من عباد الله تعالى فهنيئا لهم ) حيث خصوا بجذبة من جذبات الحق، وفازوا بروح الكمال في تسديد الأحوال وتصحيح الأعمال.
 
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:32 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 45 تجلي الخاطر .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:25 am

شرح التجلي 45 تجلي الخاطر .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 45 على مدونة عبدالله المسافر بالله
45 - متن نص تجلي الخاطر :-
الخواطر الأُول ربانية كلها لا يجيء القائل بها أصلاً .
غير أن العوارض تعرض لها في الوقت الثاني من وقت إيجادها إلى ما دونه من الأوقات .
فمن جاءته معرفة الخواطر الأُول وليس عنده تصفية فلا رائحة له من علم الغيوب ولا يعتمد على حديث النفس فإنه أماني.

45 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« ومن تجلي الخواطر : وهو أن الخواطر الأول . . ولا يعتمد على حديث النفس فإنه أماني .
قال جامعه : سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما معناه : إنما كانت الخواطر الأول كلها ربانية لأن الحق يتجلى بها . فإن لم تكن صادقة فليست هي أولية ولا ربانية .

ولأصحاب السحر هاهنا حكم، وكذلك أصحاب العين . فإن الأوليات كلها لا تخطئ وبابها مراقبة الباطن غير أن العوارض التي تعرض لها في الزمن الثاني . والأزمنة الثانية قد تصيب اتفاقا وقد تخطئ و سبب حرمان معرفة الخواطر الأوليات هو عدم تصفية المحل بالخلقيات وغيرها فاعلم ذلك ".

45 - شرح تجلي الخاطر
 
283 - والخاطر هو ما يرد على القلب من غير تعمد. وأقسامه أربعة ربانية وملكية ونفسانية وشيطانية .
وطرق ورود الثلاث منها، أعني الملكية والنفسانية والشيطانية ، على القلب بملاحظة نزول الشرائع خمسة وهي : الوجوب والحظر والندب والكراهة والإباحة.
فما يرد عليه إنما يرد من إحدى هذه الطرق . فالملك الموكل على حفظ القلب هو داعي الحق على طريق الوجوب والندب.
والشيطان واقف في مقابلة الملك ، هو داعي الباطل على طريق الحظر والكراهة .

 والنفس مطواعة للملك قسرا وللشيطان طبعا ، حيث يدعوها إلى الشهوات الطبيعية وللإباحة شيطان لا يقابله ملك بل تقابله فيها النفس ، فإن قوتها مستفرغة لحفظ ذاتها بجلب المنافع ودفع المضار، سواء أقام لها الشرع شيطانا منازعا أو لم يقم.


284 - هذا إذا كانت الخواطر في الرتبة الثانية أو دونها فإن (الخواطر الأول ربانية كلها) سواء كانت للعلم أو للأعمال أو للتروك ، فإن الحق تجلى بها أولا فلا يعارضها بشيء فإذا تمخضت الخواطر الأول الربانية عن النقص مطلقا فذلك خاطر العلم لا خاطر العمل، فإن خواطر الأعمال والتروك ، ملكية وشيطانية ونفسية .

والخواطر الأول ( لا يخطى القائل بها أصلا) إذ الأخطاء في الحق المحض وماله في رتبته الأولية ، مصون به عن الخطأ إذ العوارض القادحة، في الرتبة الثانية وما دونها.

ولذلك قال (غير أن العوارض ، تعرض لها في الوقت الثاني من وقت إيجادها) أي الخواطر (إلى ما دونه من الأوقات) فإن الأمور الغيبية تتطرق عليها، في المراتب الكثيرة الآفات فتظهر بحكمها.
 

285 - (فمن جاءته معرفة الخواطر الأول وليس عنده تصفية خلقية ، فلا رائحة له من علم الغيوب) فالنفس إذا فتح لها باب مراقبة الباطن وحررت صور الخواطر الأول في قوة تصويرها لا تخطئ الخواطر الأول في حقها قطعة .
قال قدس سره في بعض إملاءاته : وكذلك النظرة الأولى والحركة الأولى والسماع الأول ، وكل أول فهو إلهي صادق .
وإذا أخطأ فليس بأول وإنما ذلك حكم الصورة وجدت في الرتبة الثانية وأكثر مراقبة الأمور الأول، لا يكون إلا في أهل الزجر، أهل المراقبة والعلم والشهود.


286 -  ثم قال : (ولا يعتمد على حديث النفس) حيث يشتبه عليك بالخواطر الواردة على قلبك من غير تعمدك (فإنه أماني) لا ينتج ما يعول عليه .

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:32 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 46 تجلي الإطلاع .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:25 am

شرح التجلي 46 تجلي الإطلاع .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 46 على مدونة عبدالله المسافر بالله
46. متن نص تجلي الإطلاع :-
إذا صفى العبد من كدورات البشرية وتطهر من الأدناس النفسية .
اطلع الحق سبحانه عليه اطلاعة يهبه فيها ما يشاء من علم الغيب بغير واسطة فينظر بذلك النور فيكون ممن يتقي ولا يتقي هو أحداً .
ومهما بقيت فيه بقية من أتقى الأولياء وهو الخوف من الصالحين وليس عنده هذا التجلي فيبقى فيه حظٌ نفسيٌ .
ولقد بلغني أن الشيخ أبا الربيع الكفيف الأندلسي لما كان بمصر أنه سمع أبا عبد الله القرشي المبتلى وهو يقول : " اللهم لا تفضح لنا سريره " ، فقال له الشيخ : " يا محمد ولأي شيء تظهر لله ما لا تظهر للخلق هلا استوى سرك وعلانيتك مع الله هذا من حيث السريرة " ..
فتنبه القرشي واعترف واستعمل ما دله عليه الشيخ وانصف .
فرضي الله عنهما من شيخٍ وتلميذ وهذا نوعٌ عجيبٌ من التجليات .


46 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« ومن تجلي الاطلاع: إذا صفا العبد من كدورات البشرية وتطهر من الأدناس النفسية . اطلع عليه الحق اطلاعة يهبه فيها ما شاء من علم الغيب بلا واسطة .
فينظر بذلك النور فيكون ممن يتقي ولا يتقي هو أحدة . ومهما بقيت فيه من بقية من اتقاء الأولياء وهو الخوف من الصالحين فليس له هذا التجلي .
قال جامعه سمعت شيخي رضي الله عنه يقول : اختلف الناس في التصفية فمنهم من قال : إذا أخذ العبد الشهوات عند الحاجة فلا يقدح ذلك فيه . ولا يكون ذلك شهوة بل يكون ذلك حظ الطبيعة .
فهذه شهوة لا تؤثر في الصفاء، شرط أن يراعي ما يحفظ به المزاج خاصة وما زاد فهو شهوة مؤثرة . والتصفية الأخرى عند غيرهم أن يأكل العبد بأمر إلهي وذلك بعلامة بين الحق والعبد يفهم بها عن الله تعالی فهذا أكل من غير شهوة طبيعية . مثاله : كرجل أكل بين يديه من يحب الله من موافقته له في الأكل . فيأذن الله تعالی له في موافقته له ليسر الله عبده بذلك .
ولا يأكل موافقة لإدخال السرور عن اختياره وهوى نفسه من غير علامة إلهية فذلك حرام في الطريق . بل بالإذن إن كان من أصحاب الإذن .
فإذا صفي الإنسان هذه التصفية اطلع الله علیه اطلاعة يهبه فيها مواهب سنية من علم الغيب ، فيتقي ولا يتقى . هذا شرطه وعلامته .

ومتى وجد المؤهل لهذا التجلي في نفسه خوفا عند دخوله على الأكابر وخشية وتقية منهم أن يكشفوه ويطلعوا على باطنه ، فليتهم نفسه ، 
فإنه ما حصل له هذا المقام . والسلام ". 


46 - شرح تجلي الاطلاع
 
287 - (إذا صفا العبد من دورات البشرية وتطهر من الأدناس النفسية) كالشهوات البهيمية و سفساف الأخلاق الطامسة عيون بصيرته.
(اطلع الحق عليه اطلاعة يهبه فيها ما يشاء من علم الغيب بغير واسطة فينظر بذلك النور) المنبسط على مسارح الحق الكاشف عن غيوب الكون المانح له علم مواقع الأقدار ودوافعها؛ (فيكون ممن يتقي ولا يتقي هو أحدا) هذا علامة من تحقق بهذا الاطلاع وشرطه .
( ومهما بقيت فيه بقية من أتقى الأولياء وهو الخوف من الصالحين وليس عنده هذا التجلي ) عند دخوله على أكابرهم . ( فيبقى فيه حظ نفسه) يخاف على فقده.
فيندهش ، فمن بقيت فيه بقيت من الاتقاء من الغير يضطرب بقدرها عند هجوم الخوارق .
 
قال قدس سره مشيرا إلى ما تعطيه البقية من الدهشة :
288 - (ولقد بلغني أن الشيخ أبا الربيع الكفيف الأندلسي لما كان بمصر ، أنه سمع أبا عبد الله القرشي المبتلى وهو يقول : اللهم لا تفضح لنا سريرة فقال له الشيخ : يا محمد ولأي شيء تظهر لله تعالى ما لا تظهر للخلق ؟

هلا استوى سرك وعلانيتك مع الله هذا من خبث السريرة ، فتنبه القرشي ، واعترف واستعمل ما دله عليه الشيخ، وأنصف فرضي الله عنهما من شیخ وتلميذ وهذا نوع عجيب من التجليات) فإنه من صحة استوائه حالة إطلاع الحق على العبد ، لا تبقى له بقية كما أن الشمس حالة استوائها على سمت الرأس لا يبقى للشخص فيئا .
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:33 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 47 - شرح تجلي تارة تارة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:27 am

47 - شرح تجلي تارة تارة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 47 على مدونة عبدالله المسافر بالله
47. متن نص تجلي تارة تارة :-
إذا جمعك الحق به ففرقك عنك فكنت فعالاً وصاحب أثر ظاهر في الوجود وإذا جمعك بك فرقك عنه في مقام العبودية فهذا مقام الولاية وحضور البساط وذلك مقام الخلافة والتحكم في الأغيار .
فاختر أي الجمعين شئت .
فجمعك بك أعلى لأنه مشهودك غيباً وجمعك به غيبته عنك بظهوره منك وهذه غيبة غاية الوصلة والاتصال الذي يليق بالجناب الأقدس وجناب اللطيفة الإنسانية " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ " [الفتح : 10] أنهم ليبايعون الله دونك فاعتبر .


47 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
«ومن تجلي تارة وتارة : سمعت شيخنا يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه . إذا جمعك الحق به فرقك عنك فكنت فعالا وصاحب أثر ظاهر.
أي إذا جمعك به ألبسك صفات الربوبية وأبرزك إلى الأكوان وكان ذلك غاية القرب ، وهو بعد.
ولهذا قال النفري رحمه الله تعالى : القرب الذي تظنه قربا ، بعد، والبعد الذي تظنه بعدا ، قرب. فأنا القريب البعيد.

قوله رضي الله تعالی عنه : وإذا جمعك بك فرقك عنه فقمت في مقام العبودية . أي جمعك بك أعلى، إذ يكون مشهودك عينا. وجمعك به غيبته عنك لظهوره فيك . والسلام».



47 - شرح تجلي تارة وتارة
289 - غاية العناية الإلهية لعبيد الاختصاص على نهجين :
الأول منهما أن ينزل الحق تعالی نزلة منزهة عن التشبيه منة عليهم من حضرات شرفه الأقدس وعزه الأمنع إلى المقام الأنزل العبداني المقول عليه : مرضت وجعت وظمئت.
فيأخذهم بسر معية الاختصاص إلى محل الوصلة الغائية والقرب الأقرب. فيفرقهم عنهم ويجمعهم به .
فيكسوهم إذن ثوبا سابغة من صفات الربوبية فيوليهم منصب الخلافة فيعطيهم الحكم والتصرف في العالم مطلقا .
فقربهم الأقرب من حيث بروزهم للتصرف في الكون الأعلى والأدنى هو عين البعد الأبعد. 
والنهج الثاني أن يتنزل الحق تعالى إلى المقام الأنزل فيأخذهم أخذ اختصاص إلى المحل الأسنى المشار إليه .
ثم يفرقهم عنه تعالى فيجمعهم بهم لابه . فيكسوهم ثوبا سابغة من العبودية المحضة، ويحجبهم عن الكون بأردية الصون. ولكن يتنزل معهم بسر معية الاختصاص إلى مقامهم الأدنى حتى يكون البعد الأبعد في حقهم، القرب الأقرب .
ومن هنا قال العارف النفري : القرب الذي تظنه قربة ، بعد. والبعد الذي تظنه بعدة ، قرب. فأنا القريب البعيد».
 
290 - قال قدس سره : ( إذا جمعك الحق به ، فرقك عنك ) فلم يبق لك شمة من العبودية فإنك بظهور صفات الربوبية فيك، غائب عنك ، فضلا عن عبوديتك . (فكنت) إذ ذاك بالحق (فعالا) في مطلق الكون ، ( وصاحب اثر ظاهر في الوجود ) بمعنى أن يكون الحق في تجليه لك بحسبك ، فيكون إذن تصرفك بالحق في الوجود؛ وتكون أنت بحسب الحق ، فيكون التصرف إذن للحق بحسبك .
(وإذا جمعك بك ، فرقك عنه : فقمت في مقام العبودية) بمعنى أن خصك بقوة تطالع بها ، في القرب الأقرب ، جهة عبوديتك . فتجد في نفسك ذلة ظاهرة ، مجهولة النسبة ، إذ ليس دونك ، لعبوديتك وذلتك ، مقام تنسب عبوديتك وذلتك إليه ، وليس فوق قربك الأقرب، للوصلة إلى الحق ، مقام فتنسب إليه ،

ولذلك قلنا : مجهول النسبة . فافهم . فالياء
 الشبيه بياء النسبة لذلك حذفت عن العبودية في عرف التحقيق . 

(فهذا) أي جمعك بك وقيامك في مقام العبودة بحقها هو (مقام الولاية) القاضية ببقائك في القرب الأقرب ، الذي هو غاية الوصلة بصفة العبودية المحضة ، (وحضور البساط) وهو مقام إلهي ، يجمع أهل القرب مع الحق بلا واسطة (وذلك مقام الخلافة والتحكم في الأغيار).

 

291 - (فاختر أي الجمعين شئت، فجمعك بك أعلى، لأنه مشهودك عينا) فإنك حاضر معه بعبوديتك ، مشاهد إياه من وراء لبس لطيفتك.
( وجمعك به غيبته عنك بظهوره فيك) فأتت في الجمع الأول ، به وبك ؛ وفي الثاني أنت لا أنت . 
(وهذه غيبة) هي (غاية الوصلة والاتصال الذي يليق بالجناب الأقدس وجناب اللطيفة الإنسانية) فهو مع هذه اللطيفة كهو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء.
( إن الذين يبايعونك إنهم ليبايعون الله دونك فاعتبر ) فإن لك في هذه المبايعة حكما لا عينا. فافهم فإن رداء المتحقق بهذا المقام الأنزه ، معلم.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:35 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 48 - شرح تجلي الوصية .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:28 am

48 - شرح تجلي الوصية .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 48 على مدونة عبدالله المسافر بالله
48 - متن نص تجلي الوصية :-
أوصيك في هذا التجلي بالعلم والتحفظ من لذات الأحوال فإنها سمومٌ قاتلة ، وحجب مانعة .
فإن العلم يستعبدك له وهو المطلوب منا ويحضرك معه .
والحال يسوّدك على أبناء الجنس فيستبعدهم لك قهر الحال فتبسط لهم بنعوت الربوبية .
وأين أنت في ذلك الوقت مما خلقت له ؟؟ !
فالعلم أشرف مقام فلا يفوتنك .


48 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
« ومن تجلي الوصية وهو ما هذا نصه : أوصيك في هذا التجلي بالعلم. . فالعلم أشرف مقام فلا يفوتك . 
قال جامعه سمعت شيخي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه .
قال بعضهم : كلما تلذذ به فهو وقوف. 
وقال بعضهم: العلم قطعك عن الجهل، فإياك أن يقطعك عن الله تعالى . 
وقال بعضهم : العلم بالله عبارة عن عدم العلم به .
قال : وإياك ولذات الأحوال . 
فإنها إما تسودك على أبناء الجنس لانقيادهم إلى ما قهرتهم به من الوصف الرباني أو تلذذك بذاتك والالتذاذ إنما يكون بالمناسب الملائم ولا ملائمة بين الحق سبحانه والخلق بوجه من الوجوه ولهذا لا يصح الأنس بالله تعالى .
ومن قال بذلك إنما هو تجوز منه قيل للشيخ أيده الله تعالى. فقد وجدنا للعلوم لذة . قال : تلك لذة الحال . 

فإن العلم يعطي الحال والحال يعطي اللذة . وللعلم نتائج بعضها أولى بك من بعض . والعلم إما أن يفنيك فيه سبحانه فلا لذة مع مشاهدته أصلا ، وإما أن يبقيك لك فهو يطالبك بالقيام بشروط الربوبية وأدائها ، فلا لذة طبيعية فيه أصلا. 
واعلم أن الحق خلقك له خاصة . فالعلم يردك إليه سبحانه . أبدا، والحال يردك إلى الكون فتخرج بذلك عما خلقت له . 
واعلم أنه متى حصل التلذذ بالعلم قارنته الآفة وكان حالا لا علما. فينبغي أن يتفطن لهذا الفرق. 
واعلم أن صاحب اللذة محجوب باللذة . والأصل في ذلك أن التكليف ينافي اللذة . 
وهذا الموطن الذي هو موطن العبودية ينافي اللذة ولا يخلو إما أن يكون الحق مشهودا لي أم لا. 
فإن كان مشهودا لي فهو الفناء وإن لم يكن مشهودا لي وكان العلم هو المشهود، فالعلم إنما يعطي وظائف العبودية التي اقتضاها الموطن بالتكليف. 

واعلم وتحقق أن الأنفاس محفوظة ومتی فات الإنسان في جميع عمره نفس واحد من أنفاسه ، كان فواته أعظم من جميع ما مضى من الأنفاس لأن النفس الفايت يتضمن جميع ما مضى وزيادة وهو حقيقته في ذاته . 
واختلف المحققون في ذلك النفس الفایت ، هل يعود في الآخرة أم لا. 
فعندنا نحن أنه يعود بكرم الله تعالى، بطريق يعرف الله تعالى بها من يريد إكرامه . 
وقد خلق الإنسان الترقي مع الأنفاس . 
فمتى طلب لذة ما من حال أو مقام ثم أعطيها فقد فاتته حقیقته «أي حقيقة الترقي مع الأنفاس في الدنيا والآخرة. ومتى كان الحق سبحانه هو الذي يبتدئ العبد باللذة من غير طلب من العبد، فالحق سبحانه يجبر عليه ما يفوته من أنفاسه في زمن اللذة . 
وقال السياري رحمه الله تعالى عليه : مشاهدة الحق ليس فيها لذة . وقال بعضهم : ذنب المحب بقاؤه . 
وقال بعضهم : حسنة المحب بقاؤه . وذلك أن المحبة تقتضي فناؤه ،وسلطان المحبوب يقتضي بقاءه . فبقاء المحب ببقاء سلطان المحبوب. 
فمن هذا الوجه يكون بقاء المحب حسنة والوجه الآخر هو المعروف ابتداء . وهو أن المحبة تطالبه بفنائه عن نفسه لاستغراقه في محبوبه . 
وأما الفناء الكلي فإنه لا يصح ولا بد من البقاء . لكن إن كان المحب باقيا بنفسه لنفسه فيقال له : لو كنت محبا حقيقة لفنيت عنك بمحبوبك فبقاء المحب ينبغي أن يكون عند محبوبه واستهلاكه في وجود نفسه خاصة. فاعلم. والله يقول الحق .



48 -  شرح تجلي الوصية 

292 - (أوصيك في هذا التجلي بالعلم) يريد العلم الشهودي الكاشف عن حقيقة الشيء وما يلزمها من الصفات والأحكام واللوازم . 
فمقتضى العلم رد اللطيفة الإنسانية إلى الحق الذي هو أصلها ومحتدها بالمحو والفناء . 
ومقتضى الحال تلذذها بوجودها وبقائها وسيادتها بنتائج الأحوال واستعمال شواهدها من الخوارق على أشباهها.  فالعلم يردك إلى الحق بالفناء. 
والالتذاذ إنما يكون بالمناسب الملائم، ولا مناسبة ولا ملائمة بين الحق المفني والخلق الفاني .
فلا التذاذ في شهود الحق فإن شهوده قاض بفناء الرسم ومحو الأثر. 
اللهم إلا أن يتجلى بالتجلي الأوسع الشمسي ، إذ لا محو فيه ولا فناء ، والشهود فيه يعطي الالتذاذ . والحال يردك إلى الكون روما للسيادة عليه . 
ففي الحال غاية الالتذاذ بوجود المناسبة والملائمة . 
فإذا وقع التعارض بين العلم والحال ، فالكمال في التزام حكم العلم، والنقص في التزام ح?م الحال. 
ولذلك وقعت الوصية بلسان التحقيق بالتزام حكم العلم في هذا التجلي ووقع التحذير من الحال ونتائجه .

حيث قال قدس سره :
293 - ( وتحفظ من لذات الأحوال فإنها سموم قاتلة وحجب مانعة فإن العلم يستعبدك له) تعالى (وهو المطلوب منا و يحضرك معه) فإنه يحكم بخضوع الفرع لأصله، وذلك كعبودية الجزء لكله (و الحال يسودك على أبناء الجنس فيستعبدهم لك قهر الحال فتبسط لهم بنعوت الربوبية. و أين أنت في ذلك الوقت وما خلقت له) من خالص العبودية والقيام بوفاء حقها ، على وفق ما شرع .


294 -  (فالعلم أشرف مقام فلا يفوتنك) ومتى وجدت في العلم لذة ، فتلك لذة الحال . إذ العلم يعطي الحال ، والحال تعطي اللذة والعبودية التي أنت مما خلقت لها، لا لذة فيها فإنها من موطن التكليف الذي ينافي اللذة.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:36 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 50 تجلي التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:31 am

49 - شرح تجلي الأخلاق .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 49 على مدونة عبدالله المسافر بالله

49 - متن نص تجلي الأخلاق :-

تتنزل الأخلاق الإلهية عليك خلقاً بعد خُلق وبينهما مواقف إلهية مشهدية عينية أعطاها ذلك الخلق تمر كالبرق .
فلا تفوتك !!
فإنك لا تفوتها ولا تطلبها فإنها نتائج الأوقات .
ومن طلب ما لا بد منه كان جاهلاً وما اتخذ الله ولياً جاهلاً .

49 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
« ومن تجلي الأخلاق وهذا متنه : تتنزل الأخلاق الإلهية عليك .. وما اتخذ الله وليا جاهلا . 
قال جامعه : سمعت شيخي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : أنه تتنزل الأخلاق عليك خلقا بعد خلق وبينهما مواقف إلهية فقال عن تلك المواقف .
هي موقف النفري رحمه الله تعالى لأن في ضمن كل مقام موقفا لتحصيل الأدب . وتلك الموقف مشهدية عينية أنتجها ذلك الخلق . 
تمر كالبروق ولا تفوتك ، فإنك لا تفوتها لأنها هي الطالبة وهي التي تمر عليك . وإنما يتعين عليك الحضور وطلب التوفيق من الله سبحانه وتعالى لأن يهبك ما وجب عليك من الأمور. 
ومنها الموقف الذي يطلبك وهو مصیب؛ وإنما أنت فينبغي لك أن تكون متيقظا وفايدة تحصيلها من وجه ما أنه إذا أقامك الله تعالى هاديا أو مربيا ثم جاءك شخص قد أقيم في هذا المقام، وحصل له فيه وقفة عظيمة ، وغلط ويحتاج فيه إلى مداواتك فإنك حينئذ تنفع ذلك الطالب بما حصلته من علم تلك المواقف . 
فمتى جاءتك المواقف، ابتداء من الحق ، فخذ منه سبحانه متأدبا وأنت معه. 
فلا تضيع الوقت بطلبها تخسر فإن الحال ينتجها ولابد. فاشتغل بالأهم. 

ومن طلب ما لا بد منه كان جاهلا والله يقول الحق ".


49 - شرح تجلي الأخلاق
 
295 - ( تتنزل الأخلاق الإلهية عليك ) ولك أهلية التخلق بذلك ، (خلقا بعد خلق) حسب اقتضاء استعدادك وحالك ، (وبينهما) أي بين كل خلقين ، (مواقف إلهية مشهدية ، عينية ، أعطاها ذلك الخلق ) الإلهي فللقلب الإنساني ضمن كل مقام موقف إذا استوی علیه استوعب أحكام الخلق الإلهي المتنزل عليه ، بكمال محاذاته إياه .
فذلك الخلق إنما ( يمر ) في ذلك الموقف المقامي عليك ، (كالبروق) فتلك الأخلاق الإلهية (فلا تفوتك) فإن ظهورها مرتبط بمظهريتك ،
(فإنك لا تفوقا) فإن مظهريتك مرتبطة بظهورها (ولا تطلبها) بحكم الاستعجال الطبيعي ، (فإذا نتائج الأوقات) فلابد أن تمر عليك في أوقاتها طالبة لمحلها .
وما يتعين عليك إذ ذاك هو الحضور والتهيؤ لقبول ما يليق بموقف مقامك . 

(ومن طلب ما لا بد منه) قبل أوانه (كان جاهلا) بأحكام القدر، التي هي مسارح علوم الولاية ، (وما اتخذ الله وليا جاهلا) ولو اتخذه لعلمه.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالأحد مايو 10, 2020 7:37 am

50 - شرح تجلي التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 50 على مدونة عبدالله المسافر بالله

50 - متن نص تجلي التوحيد :-

التوحيد علمٌ ثم حالٌ ثم علمٌ :
فالعلم الأول : توحيد الدليل وهو توحيد العامة ، وأعني بالعامة علماء الرسوم ....
وتوحيد الحال أن يكون الحق نعتك فيكون هو لا أنت في أنت :
" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى " [الأنفال : 17] ...
والعلم الثاني بعد الحال : توحيد المشاهدة فترى الأشياء من حيث الوحدانية فلا ترى إلا الواحد ...
وبتجليه في المقامات يكون الوجدان والعالم كله وجدان ينضاف بعضها إلى بعض يسمى مركباً يكون لها وجه في هذه الإضافة يسمى اشكالاً وليس لغير هذا العالم هذا ( غير ) المشهد .

50 - إملاء ابن سودكين في هذا الفصل :
« ومن تجلي التوحيد وهو ما هذا نصه : التوحید علم ثم حال .. وليس لغير هذا العالم هذا المشهد. 
قال جامعه سمعت شيخي أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن العربي ، قدس الله سره العزيز ، يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : إن التوحيد الأول هو الذي يثبت بالدليل وهو إسناد الموجودات إلى الله تعالى ، وكونه أحدي الذات وليس بجسم، وليس كمثله شيء كل هذا يعطيه الدليل . 
وأنه موصوف بأوصاف إلهية ورفع المناسبات بينه وبين خلقه من مدارك الدليل . فهذا القدر من التوحيد يشارك فيه المستدل من طريق استدلاله للمكاشف. 
وأما حال التوحيد فهو أن يتحلى العالم بما علمه . 
فتكون علومه وصفا له لازمة، لكن بحيث أن لا يقال إن أوصافي تناسب أوصاف الحق بحيث يستدل بالمشاهد على الغائب . 
والعلم الثاني هو أن يدرك المكاشف بكشفه جميع ما أدركه صاحب الدليل بدلیله وزيادة . 
والزيادة هنا هي المناسبة التي منعها الدليل أولا ويثبت صاحب هذا المقام الثالث جميع ما أثبته صاحب الدليل. 
وينفي جميع ما أثبته صاحب الدليل. فيثبت وجوده وإمكانه ثم ينفي وجوده وإمكانه ، ويعرف بأي وجه ينسب إذا نسب وبأي وجه يرفع النسب إذا رفعها ، وصاحب الدليل إما أن يثبتها مطلقا أو أن يرفعها مطلقة . 
وصاحب هذا المقام المحقق هو الذي يعرف استواء الحق على العرش ونزوله إلى سماء الدنيا وتلبسه بكل شيء وتنزيهه عن كل شيء. وهذا منتهی علم العارفين . وعلامة المتحقق به أن لا ينكر شيئا أبدا إلا ما أنكره الشرع بلسان الشرع لا بلسان الحقيقة . 
فهو ناقل للمنكرات ومحل لجريانه «أي لجريان حكم الشرع في دفع المنكر» ؛ كما هو محل لجريان غيره من الحقایق . فتحقق . والله يقول الحق ".


 50 - شرح تجلي التوحيد 
296 - (التوحيد علم ثم حال ثم علم ، فالعلم الأول ، توحيد الدليل وهو توحيد العامة ، وأعني بالعامة علماء الرسوم) هذا التوحيد يثبه المستدل بالشاهد على الغائب ، وبالأثر على المؤثر فيعطيه الدليل أن الأشياء كلها مستندة إلى ذات وحدانية .
لا تستند هي في حقيقتها إلى شيء وهذا الوحداني ليس بجسم ولا جسماني ، وليس بجوهر ولا عرض وليس كمثله شيء وهو الإله الموصوف بنعوت الكمال ، ومن كمال ذاته وصفاته كونها أزلية أبدية لا يسبقها العدم ولا يعقبها .
ورفع المناسبة بينه وبين الخلق أيضا من مدارك توحيد الدليل والمكاشف مشترك مع المستدل في طريق الاستدلال، وأما توحيد الحال فمطالعة معناه شهودة في الحق بالحق ، عند تجلي كونه عين كون المشاهد وعين سمعه وبصره ويده .
 
ولذلك قال :
297 - (وتوحيد الحال أن يكون الحق نعتك ، فيكون هو لا أنت في أنت ، وما رميت إذ رمیت ولكن الله رمی) فأثبت لك الرمي بكون الحكم في رأي العين لك ونفاه عنك بكونك في أنت لا أنت ، ومحض لله فإنه عين كونك وعين سمعك وبصرك ويدك : فالعين له والحكم لك.

298 - (والعلم الثاني ، بعد الحال توحيد المشاهدة) أي مشاهدة الوحدة والكثرة في الحق، من غير مزاحمة .
ولذلك قال : (فترى الأشياء من حيث الوحدانية) أي من حيث كون الحق عين ما ظهر منها بالوجود ، (فلا ترى إلا الواحد) الذي هو عين ما ظهر وبطن . 
(و بتجليه في المقامات) والمراتب (تكون الوحدات المتعددة تعدد الوجه الواحد في المرايا المتعددة . 
فتجليه في المراتب والمقامات الإمكانية يعطى التعدد بلا كثرة ، فإن الكثرة إنما تقوم من نسب الوحدات بعضها إلى البعض ؛ فمع قطع النظر عن النسب تكون الوحدات متعددة بلا نسب تعطي الكثرة . 


ولذلك قال :
299 - (فالعالم كله وحدات ينضاف بعضها إلى بعض تسمى مركبات) كإضافة واحد إلى واحد بحيث يصدق على كل منهما أنه نصف الاثنين . 
فإن عين الاثنين المركب منهما إنما يقوم من هذه النسبة والإضافة والنسبة ، عقلية وليس في الخارج إلا واحد وواحد. 
وهكذا في باقي المركبات ، كالثلاثة والأربعة والخمسة ونحوها . فافهم. 
فتلك المركبات الحاصلة بالنسبة والإضافة
(يكون لها وجه ) آخر (تسمى) المركبات من حيثية ذلك الوجه ، (أشكالا) وذلك باعتبار نسبة الجزء إلى الجزء أو إلى الأجزاء، في هذه الإضافة ، فإنه يعطي الأشكال كما أن نسبة الآحاد بعضها إلى بعض يعطي الأعداد . 
(وليس لغير هذا العالم هذا المشهد) يشير إلى عالم المزج والاستحالة ،فإنه يقبل النسب والإضافة والتركيب بخلاف عالم الملكوت. 
فإنه أفراد وآحاد وبسائط لا تقبل النسب والإضافة والتركيب . 
فالأعيان فيه أعداد لا كثرة فيها . إذ لا تركیب.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التجليات الإلهية من 31 - 40 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 61 - 70 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 71 - 80 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 81 - 90 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: