منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 رابعا شرح الأبيات 70 - 112 من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Empty
مُساهمةموضوع: رابعا شرح الأبيات 70 - 112 من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية   رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Emptyالخميس مايو 14, 2020 1:50 pm

رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع عين على العينية العارف بالله عبد الكريم الجيلي شرح معاصر للقصيدة العينية د. سعاد الحكيم

شرح الأبيات من 70 إلى 112 على مدونة عبدالله المسافر بالله

رابعا شرح الأبيات من 70 إلى 112 : أسرار الشريعة     الجزء الأول

(70) فديني وإسلامي وتقواي : أنّني    .....   لحسنك فان ، لآئتمارك طائع
(71) إذا قيل قل “ لا “ قلت غير جمالها   .....  وإن قيل “ إلا “ قلت حسنك شائع
(72) أصلّي إذا صلّى الأنام وإنّما   .....      صلاتي بأني لإعتزازك خاضع
(73) أكبّر في التحريم ذاتك عن سوى   .....  واسمك تسبيحي إذا أنا راكع
(82) وتجريد نفسي عن مخيط  صفاتها .....   بوصفك إحرامي عن الغير قاطع
(83) وتلبيتي أنّي أذلّل مهجتي   .....   لما منك في ذاتي من الحسن لامع
(84) كأنّ صفات منك تدعو إلى العلا   .....   لذاتي ، فلبّت فاستبانت شواسع
(85) فتركي لطيبي والنّكاح فإنّ ذا   .....   صفاتي ، وذا ذاتي فهنّ موانع
(86) وإعفاء حلق الرّأس ترك رياسة   .....   فشرط الهوى أنّ المتيّم خاضع
(87) إذا ترك الحجّاج تقليم ظفرهم .....   تركت من الأفعال ما أنا صانع
(88) وكنت كآلات وأنت الّذي بها   .....   تصرّف بالتقدير ما هو واقع
(89) وما أنا جبريّ العقيدة ، إنّني  .....   محبّ فنى فيمن خبته الأضالع
(90) فها أنا في تطواف كعبة حسنها .....   أدور ، ومعنى الدّور أنّي راجع
(91) ومذ علمت نفسي صفاتك سبعة   .....   فأعداد تطوى في حماك سوابع
(92) أقبّل خال الحسن في الحجر الّذي   .....   لنا من قديم العهد فيه ودائع
(93) ومعناه أنّ النّفس فيها لطيفة   .....     بها تقبل الأوصاف ، والذات شائع
(94) وأستلم الركن اليمانيّ ، إنّه   .....      به نفس الرّحمن والنّفس جامع
(95) وأختم تطواف الغرام بركعة   .....   من المحو عمّا أحدثته الطّبائع
(96) ترى هل لموسى القلب من زمزم اللّقا   .... مراضع ، لا حرّمن تلك المراضع
(97) فتذهب نفسي في صفاء صفاتكم   .....   لتسعى بمروى الذّات وهي تسارع
(98) فليس الصّفا إلا صفائي ومروتي    .....   بأنّي عن  تحقيق  حقّي صادع
(99) وما القصر إلّا عن سواكم حقيقة   .....   ولا الحلق إلّا ترك ما هو قاطع
(100) ولا عرفات الوصل إلا جنابكم   .....   فطوبى لمن في حضرة القرب راتع
(101) على علمي معناك ضدّان جمّعا .....   ويا لهفي ضدّان كيف التّجامع
(102) بمزدلفات في طريق غرامكم   .....   عوائق من دون اللّقا وقواطع
(103) فإن حصل الإشعار في مشعر الهوى   .....  وساعد جذب العزم فالفوز واقع
(104) على مشعر التّحقيق عظّمت في الهوى    ..... شعائر حكم أصّلتها  الشّرائع
(105) وكم من منى لي في منى حضراتكم   .....   ويا حسراتي والمحسّر شاسع
(106) رميت جمار النّفس بالروح فانثنت   .....   جهنّمها ماء وصاحت ضفادع
(107) وأبدل رضوان بمالك وانتشى   .....   بها شجر الجرجير والغصن يانع
(108) ففاضت على ذاتي ينابيع وصفها  .....   وناهيك صرف الحقّ تلك الينابع
(109) فطفت طوافا للإفاضة بالحمى   .....   وقمت مقاما للخليل أبايع
(110) فمكّنت من ملك الغرام وها أنا   .....   مليك وسيفي في الصّبابة  قاطع
(111) وحقّقت علما واقتدارا جميع ما   .....   تضمّنه ملكي ، وما لي منازع
(112) فلمّا قضينا النسك من حجّة الهوى  .....  وتمّت لنا من حيّ ليلى مطامع


شرح الأبيات :-
( 70 ) فديني وإسلامي وتقواي : أنّني   .....   لحسنك فان ، لآئتمارك طائع
المفردات :
لحسنك فان : إشارة إلى الفناء الصوفي ، والمقصود أن تجليات الحسن الإلهي أفنت الجيلي وأخرجته عن الشعور بنفسه وبأي شيء من لوازمها .
لأئتمارك : لأمرك .
أئتمر : أطاع الأمر .
طائع : إشارة إلى “ الطاعة “ عند الصوفيين ، وذلك أن الطاعة عندهم هي من مستلزمات المحبة ، لأن المحب لمن يحب مطيع [ راجع الغزالي إحياء علوم الدين . كتاب المحبة ].
المعنى :
يخاطب الجيلي ربّه مؤكدا على أن الدين عنده هو عهد الطاعة والفناء ، فيقول ؛ إن ديني وإسلامي وتقواي كل ذلك هو عين طاعتي لأوامرك ، وعين فنائي أمام ظهور تجليات حسنك .
ونلاحظ أن الجيلي في الأبيات القادمة سيفصّل ذكر الأركان الإسلامية الخمسة :
الشهادتين ، والصلاة ، والصوم ، والزكاة ، والحج .
ويبين أن العاشق الفاني يؤدي هذه الأركان على غير الصورة والروح التي يؤديها فيها المكلف المؤمن غير العاشق . . .
فعندما يعشق إنسان الحقّ عزّ وجلّ يعبده على غير المعنى الذي يعبده فيه غيره من الناس .
وقد فصّل الجيلي العبادات وإشاراتها ورموزها في كتابه الإنسان الكامل [ ج 2 / ص 86 - 89 ] فأتي تقريبا على نفس معاني هذه القصيدة نثرا
ويؤكد الجيلي على أنه مهما ترقى الإنسان في مراتب العشق والشهود يظل التزامه بالأركان والعبادات مستمرا ، وهذا هو الفرق بين الصوفي العاشق وبين الدخيل المشعوذ . [ راجع الإنسان الكامل ، ج 2 / ص 41 - 42 ] .

( 71 ) إذا قيل : قل (لا) قلت: غير جمالها   .....وإن قيل: (إلا) قلت : حسنك شائع
المفردات :
قل ( لا ) : “ لا “ إشارة إلى لا النفي الواردة في كلمة التوحيد ، أي “ لا إله “.
جمالها : جمال الحضرة الإلهية .
إلا : “ إلا “ إشارة إلى استثناء الإثبات الموجود في كلمة التوحيد ، أي “ إلا اللّه “ .
المعنى :
يبيّن الجيلي مذهبه في “ سر كلمة الشهادة “ في كتابه الإنسان الكامل [ ج 2 / ص 87 ] : “ اعلم أنه لما كان الموجود منقسما بين خلق حكمه السلب والانعدام والفناء ، وحقّ حكمه الإيجاد والوجود والبقاء ، كانت كلمة الشهادة مبنية على سلب وهي : لا ، وإيجاب وهي : إلا . معناه : لا وجود لشيء إلا اللّه “ .
وهنا في هذا البيت ، يشهد هذا الصوفي العاشق الفاني بأنه : لا جمال غير جمال الحضرة الإلهية إلا حسنها الشائع الذي يراه - العاشق للّه - أينما يولّي وجهه .

( 72 ) أصلّي إذا صلّى الأنام وإنّما   .....   صلاتي بأني لإعتزازك خاضع
المفردات :
لإعتزازك : لعزتك .
المعنى :
يبدأ الجيلي بشرح صلاته ، صلاة العاشق ، فيقول ؛ إذا نادى المنادي للصلاة لبّيت وأقمت صلاتي مع الأنام ، ولكن وإن حصل الجمع في مكان واحد وزمان واحد وصف واحد وإمام واحد ، إلا أن صلاتي تأخذ معاني مختلفة عن صلاة الأنام لأن كل قول وكل فعل فيها يشير إلى خضوع العبد للمعبود . . . أصلي .
أي أترجم بكل قول من صلاتي ، ويكل فعل من حركة وسكون فيها ، خضوعي لعزتك يا رب العالمين .
والجيلي بعد ذلك سيفصّل أسرار الأفعال والأقوال الواجبة في الصلاة. 


( 73 ) أكبّر في التحريم ذاتك عن سوى   .....   واسمك تسبيحي إذا أنا راكع
المفردات :
أكبر في التحريم : إشارة إلى تكبيرة الإحرام التي يدخل بها المصلي في صلاته . عن سوى : عن الغير ، عن المخلوقات .
راكع : يرى الجيلي أن الركوع هو إشارة إلى شهود انعدام الموجودات الكونية تحت وجود التجليات الإلهية [ را جع الإنسان الكامل ، 2 / 88 ] .
المعنى :
يتابع الجيلي تفصيل صلاته ، ويبين هنا حاله في التكبير .
فيقول مخاطبا ربه ؛ عندما أكبّر تكبيرة الإحرام فأنا في الواقع أفرد ذاتك العليّة ، وانزهها أن يذكر معها كائن من الكائنات ، أي أحرّم على قلبي بعد التكبير أن يخطر عليه خيال مخلوق أو طيف فكرة لأن ذلك في نظري يكذّب تكبيري إياك حين دخولي في الصلاة . . . بكلام آخر .
إن كان المصلي عندما يكبّر تكبيرة الإحرام يحرم عليه ما كان حلالا من مفسدات الصلاة كالأكل والكلام ونحو ذلك ، فالجيلي إذا كبّر تكبيرة الإحرام ووقف بين يدي ربه يحرّم على نفسه كل خيال أو خاطر كوني ، إذ كيف يخطر كون وهو واقف بين يدي اللّه ، واللّه أكبر من أن يذكر معه شيء سواه .
 وبعد أن بيّن الجيلي كيفية تكبير العشاق الإلهيين في صلاتهم ، وبيّن معنى تكبيرهم وما يفرضه عليهم العشق الإلهي من شروط يطالبون بها أنفسهم في الصلاة ، يصل ليبين معنى الركوع عنده وعند كل عاشق إلهي .
فالجيلي في ركوعه تنعدم عنده الموجودات الكونية كلها تحت وجود التجليات الإلهية ، ويبقى مسبّحا اسم اللّه وحده .
والجيلي هنا يتابع في الواقع تسبيح كل المصلين عند ركوعهم في الصلاة ، وهل يقول الراكع غير : سبحان ربي العظيم .

( 74 ) أقوم أصلّي ، أي أقيم على الوفا   .....   بأنّك فرد واحد الحسن جامع
المفردات :
أقوم أصلي : إشارة إلى قيام المصلي من ركوعه .
على الوفا : على الوفاء ، وهو صيانة العهد وحفظه .
والعهد المشار إليه هنا عند الصوفية هو العهد الذي أخذه الحق تعالى على كل مخلوق حين أقرّ له بالربوبية بقوله : بلى ، حيث قال اللّه عزّ وجلّ :أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟. .
والوفاء عند عامة المؤمنين هو عبادة اللّه عزّ وجلّ رغبة ورهبة .
وعند الخاصة هو الوقوف مع الأمر الإلهي لا رغبة ولا رهبة .
وعند خاصة الخاصة هو العبودية على التبري من الحول والقوة .
والوفاء عند المحب ، كما هو حال الجيلي ، هو صون القلب عن الإتساع لغير المحبوب . [ راجع الكمشخانوي . جامع الأصول . ص 74 ] .
جامع : أي جامع لكل حسن .
المعنى :
ركع العابد العاشق الذي هو الجيلي ، فانعدمت الموجودات الكونية كلها لديه ، وها هو يقوم الآن من ركوعه ، وقيامه لا يعني عودة الموجودات ؛ بل في القيام كما في الركوع ، يظل العاشق على الوفاء مقيما ، وبالعهد الإلهي قائما ، وقلبه مصان عن الأغيار لا يتسع لغير الحق تعالى .
هذا معنى الوفاء عند الجيلي ، معناه أن يصون قلبه فلا ينظر إلى جمال غير جمال الحق لأنه تعالى واحد الحسن ، وجامع لكل حسن يظهر في الكون .

( 75 ) وأقرأ من قرآن حسنك آية   .....   فذلك قرآني إذا أنا خاشع
المفردات :
خاشع : الخشوع هو ذوبان القلب لقيامه بين يدي الحق في الصلاة ، مظهره خشوع الجوارح وسكونها . قال تعالى :قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ [ المؤمنون : 1 و 2 ] .
المعنى :
يتابع الجيلي تصوير صلاته : فيقول ؛ وعندما أقرأ القرآن في صلاتي وأنا خاشع فإنما أنا أقرأ من قرآن حسنك آية .
بمعنى أن كل آية أقرآها من القرآن فهي في الواقع تخبرني عنك وعن جمالك يا متعال

( 76 ) وأسجد أي أفنى ، وأفنى عن الفنا   .....   وأسجد أخرى ، والمتيّم والع
المفردات :
وأفنى عن الفنا : أي أفنى عن الفناء ، بمعنى أرجع عن الفناء في الحق إلى البقاء بالعبودية .
والمتيم : الولهان العاشق .
المعنى :
يقول الجيلي في [ الإنسان الكامل 2 / 88 ] : “ السجود عبارة عن سحق آثار البشرية ومحقها باستمرار ظهور الذات المقدسة ( . . . )
ثم السجدة الثانية إشارة إلى مقام العبودية وهو الرجوع من الحق إلى الخلق “ .
وهكذا عندما يسجد الجيلي السجدة الأولى يفنى من استمرار ظهور التجليات الإلهية عليه ، ثم في السجدة الثانية ومن استمرار ظهور التجليات الإلهية ، يفنى عن فنائه ، أي يرجع عن الفناء بالحق إلى البقاء بالعبودية للحق . . .
سجدة أولى هي فناء بالتجليات وسجدة أخرى هي بقاء بالعبودية . . . وفي السجدتين ، في الفناء والبقاء ، الجيلي هو دائما ذاك الوالع الولهان .

( 77 ) وقلبي مذ أبقاه حسنك عنده   .....   تحيّاته منكم إليكم تسارع
المفردات :
تحياته : دعاء التحيات الذي يقرأ في ختام الصلاة .
المعنى :
يقول الجيلي في [ الإنسان الكامل 2 / 88 ] : “ التحيات إشارة إلى الكمال الحقي والخلقي ، لأنه عبارة عن ثناء على اللّه تعالى وثناء على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلم وعلى عباده الصالحين . وذلك هو مقام الكمال .
فلا يكمل الولي إلا بتحققه بالحقائق الإلهية ، واتباعه لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم ، وبتأدبه بسائر عباد اللّه الصالحين . . . “ .
وهنا يخبّر الجيلي عن حال قلبه الفاني بالجمال الإلهي الباقي بالعبودية للحق ، وكيف أنه لا ينفك عن اللهج بالتحيّات للحق ، تحيات قلب يتسارع فيه الثناء من الحق إلى الحق ؛ وهنا نجد مرجعنا في قول النبي صلّى اللّه عليه وسلم : اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك . . . ولكن في التحيات هنا التي هي دعاء وثناء ، يعجز قلب الجيلي العاشق المأخوذ بالحسن الإلهي عن الثناء على الحق فيتسارع الثناء من الحق إلى الحق.

 ( 78 )صيامي هو الإمساك عن رؤية السّوى  .... وفطري أنّي نحو وجهك راجع
المفردات :
السوى : كل ما سوى اللّه عزّ وجلّ . وفطري : الفطر والإفطار بمعنى واحد .
المعنى :
يقول الجيلي في [ الإنسان الكامل 2 / 88 ] : “ الصوم إشارة إلى الامتناع عن استعمال المقتضيات البشرية ليتصف [ الإنسان الصائم ] بصفات الصمدية ، فعلى قدر ما يمتنع - أي يصوم عن مقتضيات البشرية - تظهر آثار الحق فيه “ .
وهكذا لا يكتفي الجيلي في صيامه بالإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات المنصوص عليها في الأحكام الشرعية ، بل يعدّ النظر إلى الخلق من المفطرات . ولذلك فهو يعلن كعاشق أنه لا ينظر إلى سوى الحق عزّ وجلّ لأن كل رؤية للخلق ، تفسد صيامه .
والإفطار - عند الجيلي - هو النتيجة لهذا الامتناع عن رؤية المخلوقات .
بكلام آخر ، إن إفطار الجيلي هو رؤيته لوجه الحق عزّ وجلّ أينما ولّى وجهه . . . يصوم عن رؤية الأغيار فيفطر برؤية وجه الحق أينما ولّى وجهه .

( 79 )  وبذلي نفسي في هواك صبابة   .....   زكاة جمال منك في القلب ساطع
المفردات :
بذلي نفسي : بذل النفس هو الجود بها وإعطاؤها . صبابة : شوقا وعشقا .
زكاة جمال منك في القلب ساطع : بمعنى زكاة نعمة سطوع جمالك في قلبي
المعنى :
إن الصوفي يزكّي على كل نعمة إلهية ، وها هو بشر بن الحارث يقول لطلبته : أدوا زكاة الأحاديث ، واعملوا بخمس من كل مائتين منها .
وهنا يرى الجيلي أن سطوع الجمال الإلهي على قلبه العاشق هو نعمة ، وهو لذلك يستوجب زكاة ، أسوة بكل النعم الإلهية . . . وزكاة سطوع هذا الجمال الإلهي على قلبه هي أن يبذل نفسه فداء في العشق.

( 80 ) أرى مزج قلبي مع وجودي جنابة   .....   فماء طهوري أنت ، والغير مائع
المفردات :
جنابة : الجنابة شرعا هي أمر معنوي يقوم بالبدن يمنع صحة الصلاة .
طهوري : الطهور والتطهر كل ما يتطهر به من ماء وغيره .
وفي القرآن وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً[ الفرقان : 48 ] أي يتطهّر به .
مائع : سائل . وهنا يؤكد الجيلي على أن الطهارة عنده لا تكون إلا بالماء.
المعنى :
نلاحظ أن الجيلي بعد أن تكلم على الشهادتين وعلى الصلاة وعلى الزكاة ، سيأتي ابتداء من هذا البيت ووصولا إلى البيت ( رقم 112 ) على ذكر رموز الحج بحسب تسلسل أركانه . وفي هذا البيت نلمح إشارة إلى غسل الإحرام.
والجدير بالذكر أن ثلاثة من الأئمة قد اتفقوا على أن هذا الغسل هو غسل نظافة ، إلا المالكية نظرت إليه على أنه غسل طهارة فلا تفعله الحائض ولا النفساء .
ونرى أن الجيلي هنا يوافق مالك في كون غسل الإحرام هو غسل طهارة .
يبدأ الجيلي هذا البيت بتعريفنا أنه في شرع عشقه ، كل مزج بين القلب والوجود هو جنابة . بكلام آخر ، إن مزج الحق مع الخلق هو الجنابة التي تقوم في قلب الإنسان وتمنع كمال صحة عبادته.
وعبّر الجيلي عن الحق بالقلب ، لأن قلب المؤمن هو الذي وسع الحق ، وعبّر عن الخلق بالوجود ، لأن الوجود هو المخلوق .
وحيث أنه لم يسلم إنسان من أن يمزج بين قلبه ووجوده .
لذلك عليه أن يتطهر من هذا المزج قبل العزم على حجّة الهوى ، عليه أن يتطهر من كل المخلوقات حتى من وجوده الشخصي .
ولا يتطهر الإنسان من الخلق إلا عندما تحتلّ التجليات الإلهية مساحة قلبه الإنساني بكليته ، غير تاركة فيه فسحة لغير وسوى من المخلوقات .

( 81 ) أيا كعبة الآمال وجهك حجّتي   .....   وعمرة نسكي أنّني فيك والع
المفردات :
حجتي : الحجّة هي المرة الواحدة من الحج .
عمرة : العمرة هي الزيارة ، وشرعا هي قصد الكعبة للنسك المعروف بالعمرة ، وتمام العمرة أن يطوف المسلم بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة فقط.
المعنى :
يشير الجيلي هنا بعمرة النسك إلى طواف القدوم ، ومعنى الحج وحقيقته عند الجيلي هو استمرار قصد الإنسان في طلب اللّه تعالى [ را . الإنسان الكامل 2 / 88 ] ، لذلك يقول هنا مخاطبا محبوبه “ أيا كعبة الآمال “ يريد بها “ يا قبلة آمالي “ ، “ وجهك حجتي “ بمعنى “ وجهك قصدي “
إذ عندما نادى منادي الحج قام الجيلي يقصد وجه الحق ملبيا ، وسارع إلى طواف القدوم مسارعة والع عاشق .

( 82 ) وتجريد نفسي عن مخيط صفاتها .....   بوصفك ، إحرامي عن الغير قاطع
المفردات :
مخيط : ثوب مخيط أي داخلته خياطة .
ويقول الجيلي في [ الإنسان الكامل 2 / 88 ] : “ ترك المخيط إشارة إلى تجرده ( أي طالب اللّه ) عن صفاته المذمومة بالصفات المحمودة “ .
إحرامي : دخولي في الإحرام . ويقول الجيلي في [ الإنسان الكامل 2 / 88 ] : “ الإحرام إشارة إلى ترك شهود المخلوقات “ .
عن الغير قاطع : يقطعني ويمنعني عن الانشغال بالمخلوقات
المعنى :
في الإحرام يحرم على الرجل أن يلبس مخيطا على بدنه ، أو محيطا ببدنه أو ببعضه كالقميص والسراويل والعمامة والجبة ، والخف ، إلا إذا لم يجد نعلين فيجوز لبس الخفين بعد أن يقطعهما أسفل من الكعبين [ راجع  الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 644 ] .
ويقابل عدم لبس المخيط على البدن عند الجيلي ، تجرّد الإنسان في أعماقه عن صفاته المذمومة وتحلّيه بالوصف الإلهي المحمود .
فالجيلي بعد أن يحرم ويتجرد عن لبس المخيط لا ينشغل لحظة بالمخلوقات ، لأنه لو أراد الالتفات إلى مخلوق قام الإحرام على بدنه مذكرا إياه بمعنى الإحرام الحقيقي وهو ترك شهود المخلوقات .
بكلام آخر ، إن إحرام البدن هو فعل يقوم في ظاهر الإنسان يمنعه من النسيان ، أو يذكره إذا نسي ، بأنه قاصد لوجه الحق تارك لشهود المخلوقات.

( 83 )  وتلبيتي أنّي أذلّل مهجتي   .....   لما منك في ذاتي من الحسن لامع
المفردات :
وتلبيتي : التلبية مصدر لبّى ، وهو أن يقول الحاج أو المعتمر : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .
المعنى :
يتابع الجيلي تفصيل رموز أعمال حجّه ، فيقول ؛ عندما ألبيّ مرددا عبارة “ لبيك اللهم لبيك “ ، فإنني - في الباطن - إنما أظهر ذلّة عبوديتي أمام تجليات حسنك الملتمعة في ذاتي .
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس مايو 14, 2020 1:54 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رابعا شرح الأبيات 70 - 112 من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية   رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Emptyالخميس مايو 14, 2020 1:51 pm

رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة الجزء الثاني . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية



كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع عين على العينية العارف بالله عبد الكريم الجيلي شرح معاصر للقصيدة العينية د. سعاد الحكيم
شرح الأبيات من 70 إلى 112 على مدونة عبدالله المسافر بالله
رابعا شرح الأبيات من 70 إلى 112 : أسرار الشريعة  الجزء الثاني
( 84 ) كأنّ صفات منك تدعو إلى العلا   .....   لذاتي ، فلبّت ، فاستبانت شواسع
المفردات :
فلبت : لبّت دعوة أي استجابت .
فاستبانت : فظهرت .
شواسع : جمع شاسع ، وهو المكان البعيد ، وهنا المقصود : الفرق البعيد
المعنى :
يتابع الجيلي تعريفنا بدوافع تلبيته القلبية لدعاء الحق ، فيقول ؛ عندما تجلّت لوامع من حسنك على ذاتي ، فكأنما بذلك كنت تدعوني إلى العلا ، فلبّت ذاتي دعوة العلا هذه . وعندها ظهر الفرق الشاسع بين صفات الحق العالية وبين صفات العبد التي كمالها هو عين فنائها .

( 85 ) فتركي لطيبي والنّكاح فإنّ ذا   .....   صفاتي ، وذا ذاتي ، فهنّ موانع
المفردات :
فتركي لطيبي والنكاح : إشارة إلى ترك الطيب والنكاح ، وهما مما لا يحق للمحرم فعله بعد دخوله في الإحرام .
المعنى :
عندما يوجب الجيلي على ظاهره ترك الطيب يتحقق في باطنه بترك صفاته ، وكذلك عندما يتحلى ظاهره بترك النكاح يتحقق في باطنه بترك ذاته . وبالجملة فإن ترك الطيب والنكاح في الظاهر يقابلان في الباطن عند الجيلي ضرورة تجرّد الحاجّ عن صفاته وعن ذاته ، لأن صفات الإنسان وذاته هي موانع وحجب تحجب عنه وجه الحق عزّ وجلّ .

( 86 ) وإعفاء حلق الرّأس ترك رياسة   .....   فشرط الهوى أنّ المتيّم خاضع
المفردات :
إعفاء : ترك وتجاوز ، وترك حلق الرأس من شعائر المحرم . وورد في الفقه على المذاهب الأربعة [ ج 1 / ص 646 ] : “ يحرم على المتلّبس بالإحرام أن يزيل شعر رأسه بالحلق أو القص أو غيرهما “ .
المعنى :
يقول الجيلي في [ الإنسان الكامل ج 2 / ص 88 ] : “ ترك حلق الرأس إشارة إلى ترك الرياسة البشرية “ .
والجيلي هنا عندما يمتنع في بدنه عن حلق رأسه يتحقق في قلبه وباطنه بترك الرياسة .

وقد جمع الجيلي بين الرأس والرياسة لما بينهما من تجانس لفظي . 

وترك الرياسة هذا هو شرط لازم من شروط العشق الإلهي ، إذ أن العاشق الحق لا ينازع معشوقه في أمر ، بل يسلّم له في كل ما يريد ، ويخضع .


( 87 ) إذا ترك الحجّاج تقليم ظفرهم   .....   تركت من الأفعال ما أنا صانع
المفردات :
تقليم ظفرهم : قلم الظفر يحرم على المحرم [ الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 644 ] .
المعنى :
الجيلي عندما يمتنع في الظاهر عن تقليم أظافره ، فهو في باطنه وقلبه يترك أفعاله كلها . وقد ربط الجيلي بين الظفر والفعل ، لأن الفعل هو صنع اليد التي يشكل الظفر جزءا منها .
فكأنما يقول بذلك : إذا ترك الحجاج تقليم ظفرهم ، تركت أنا كل ما تصنع يداي ، بمعنى لم أعد أنسب أفعالي إلى صنيعي .

 ( 88 ) وكنت كآلات وأنت الّذي بها   .....   تصرّف بالتقدير ما هو واقع
المفردات :
بالتقدير : بما قدّرته سبحانك .
المعنى :
يتابع الجيلي وصف إحرامه في الباطن ، فيقول ؛ عندما أترك صنعي وأفعالي أصبح كآلة يصرّفها الحق عزّ وجلّ بما هو واقع من تقادير .

( 89 ) وما أنا جبريّ العقيدة ، إنّني   .....   محبّ فنى فيمن خبته الأضالع
المفردات :
جبري العقيدة : الجبرية طائفة نسبت إلى القول بالجبر وهي تقول : إن الإنسان مجبر على أفعاله ولا استطاعة له أصلا ، وهذه الطائفة متهمة عند الصوفيين لأنهم ينسبون أفعالهم مهما تضمنت من ذنوب ، إلى الحق عزّ وجلّ
خبته : خبأته أي سترته
المعنى :
بعد أن أثبت الجيلي أنه آلة يصرّفها الحق عزّ وجلّ ، ينفي أن يكون قوله هذا مشابها لقول الجبرية . فالجيلي لا ينسب أفعاله إلى الحق عزّ وجلّ [ وهذا قول الجبرية ] بل يعلن عن فناء إرادته الشخصية في الإرادة الإلهية ، وفناء فعله في التصريف الإلهي.

( 90 ) فها أنا في تطواف كعبة حسنها  .....  أدور ، ومعنى الدّور أنّي راجع
المفردات :
تطواف : الطواف حول الكعبة ، وهو الدوران حولها على شكل مخصوص .
والإشارة هنا إلى طواف القدوم .
المعنى :
يقول الجيلي أنه عندما يطوف حول الكعبة المشرفة ، أي يدور حولها ببدنه فهو في باطنه يتحقق بمعنى الدور . ومعنى الدور هو أن يرجع الإنسان في كل طوفة من ذاته إلى اللّه عزّ وجلّ .

( 91 ) ومذ علمت نفسي صفاتك سبعة   .....   فأعدو وتطوى في حماك سوابع
المفردات :
سبعة : إشارة إلى الصفات الذاتية الإلهية السبعة وهي : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام .
سوابع : سبعة وراء سبعة . وهي الأعداد التي يطويها الحاج أو المعتمر بين طواف وسعي .
المعنى :
يفهم الجيلي من الرقم سبعة ، الذي هو من شروط الطواف عند الشافعية والمالكية والحنابلة ، وهو من واجبات الطواف عند الحنفية [ را جع الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 653 - 655 ، 658 ] ؛ إشارة إلى الصفات الإلهية السبع .
وها هو يطوف في الظاهر ببدنه سبعا حول الكعبة ويسعى في الظاهر ببدنه سبعا بين الصفا والمروة ؛ وفي باطنه يرجع من صفاته الذاتية السبعة إلى صفات الحق السبع .
يقول في [ الإنسان الكامل ج 2 / 89 ] : “ وكونه ( أي الطواف ) سبعة إشارة إلى الأوصاف السبعة التي بها تمت ذاته ( أي الإنسان ) ، وهي : الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام .
وثمّ نكتة باقتران هذا العدد بالطواف وهو ليرجع ( الإنسان ) من هذه الصفات إلى صفات اللّه تعالى ، فينسب حياته إلى اللّه ، وعلمه إلى اللّه ، وإرادته إلى اللّه ، وقدرته إلى اللّه ، وسمعه إلى اللّه ، وبصره إلى اللّه ، وكلامه إلى اللّه ، فيكون كما قال : أكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به . . . الحديث “ .

( 92 ) أقبّل خال الحسن في الحجر الّذي   .....   لنا من قديم العهد فيه ودائع
المفردات :
خال الحسن : إشارة إلى الحجر الأسود . وتقبيل الحجر الأسود تقبيلا خفيفا هو من سنن الطواف في المذاهب الأربعة .
لنا من قديم العهد فيه ودائع : إشارة إلى هبوط الحجر من السماء ، وإنه مستودع الأسرار . [ را . تاريخ مكة للأزرقي ] .
المعنى :
يقبّل الجيلي الخجر الأسود ، الذي هبط من السماء والذي حوى من عهد قديم ودائع وأسرارا .

( 93 ) ومعناه أنّ النّفس فيها لطيفة   .....   بها تقبل الأوصاف ، والذات شائع
المفردات :
لطيفة : صفة رقيقة ودقيقة .
المعنى :
عندما يقبّل الجيلي في الظاهر الحجر الأسود ، يعتبر في باطنه من اسوداد الحجر . وذلك أن الجيلي يشبّه الحجر الأسود باللطيفة الإنسانية التي فطرها الحق عزّ وجلّ على صورة الحقائق الإلهية ، ثم اسودت من هبوطها إلى الطبائع والعادات والعلائق والقواطع ؛ تماما كما أنزل اللّه عزّ وجلّ الحجر الأسود من السماء أشد بياضا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم . [ راجع الإنسان الكامل 2 / 89 ] .

( 94 ) وأستلم الركن اليمانيّ ، إنّه   .....   به نفس الرّحمن والنّفس جامع
المفردات :
الركن اليماني : للكعبة أربعة أركان ، الحجر الأسود في أحدها ، والركن الذي قبله هو اليماني .
واستلام الركن اليماني من سنن الطواف عند المالكية والحنابلة وهو مستحب عند الحنفية [ را . الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 656 - 658 ] .
نَفَس الرحمن : إشارة إلى الحديث الشريف “ ألا إن الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، وأجد نفس ربّكم من قبل اليمن “ [ مسند الإمام أحمد بن حنبل 2 / 541 ] .
والنفس كما يعرّفه الشيخ محيي الدين بن العربي “ روح يسلّطه اللّه عزّ وجلّ على نار القلب ليطفىء شررها لأجل سلطان الحقيقة “ . [ الفتوحات المكية 2 / 132 ] . والنفس : يراد منه ترويح القلوب بلطائف الغيوب [ را . الرسالة القشيرية 1 / 262 ] ، وهو يكون للمنتهي الواصل وليس للمبتدىء أو لمتوسط الحال [ راجع السهروردي . عوارف المعارف . ص 530 ] .
المعنى :
عندما يستلم الجيلي في الظاهر الركن اليماني ، يتنسّم في باطنه نسائم الإيمان والرحمة من قبل الرحمن . . . نسائم رحمة تروّح قلبه بلطائف الغيوب .

( 95 ) وأختم تطواف الغرام بركعة   .....   من المحو عمّا أحدثته الطّبائع
المفردات :
بركعة : إشارة إلى الركعتين اللتين يختم بهما الطائف طوافه عند مقام إبراهيم .
وأداء ركعتين عند مقام إبراهيم بعد الطواف واجب عند الأحناف والمالكية ، وهو من سنن الطواف عند الحنابلة والشافعية . [ راجع الفقه على المذاهب الأربعة ، 1 / 654 ، 656 ، 657 ، 658 ] .
ويرى الجيلي أن أداء هاتين الركعتين خلف مقام إبراهيم هو إشارة إلى مقام الخلة . [ را . الإنسان الكامل ، 2 / 89 ] .
من المحو : محا الشيء بمعنى أذهب أثره .
الطبائع : ج . طبع وطبيعة .
المعنى :
إن الجيلي - كما مر سابقا - يزيل في طوافه صفات طبيعته البشرية بارجاعها إلى الحقّ عزّ وجلّ . . . ثم يختتم هنا هذه الإزالة بركعتين خلف مقام إبراهيم تمحوان ما بقي من آثار بشريّته .

( 96 ) ترى هل لموسى القلب من زمزم اللّقا  ..... مراضع لا حرّمن تلك المراضع
المفردات :
زمزم : بئر مباركة مشهورة بمكة ، ويستحب عند الحنفية أن يأتي الحاجّ زمزم بعد صلاة الركعتين وقبل الخروج إلى الصفا ، فيشرب منها حتى تمتلئ أضلاعه وترتوي . [ را . الفقه على المذاهب الأربعة . 1 / 658 ] .
لا حرمن : دعاء بمعنى : اللهم لا تحرمنا.
المعنى :
في البيت إشارة إلى موسى عليه السّلام الذي شملته العناية الإلهية فأرضعته لبن أمه بعد مفارقتها . . . ويتمنى الجيلي هنا ألا يحرم قلبه رضاع العلوم الإلهية ، وشربها من منبع اللقاء .

( 97 ) فتذهب نفسي في صفاء صفاتكم   .....   لتسعى بمروى الذّات وهي تسارع
المفردات :
صفاء : إشارة إلى الصفا . والصفاء غاية صوفية عزيزة لأنها اسم للبراءة من الكدر ، وإشارة إلى سقوط التلوين الواقع في الوقت [ را . الكمشخانوي جامع الأصول 209 ] ، ويذهب معظم الصوفية في تعريفهم للتصوف إلى الدوران في فلك الصفاء والتصفّي والمصافاة .
ويجمع أبو علي الروذباري بين الصوف والصوفي والصفاء في تعريفه فيقول ، وقد سئل عن الصوفي : من لبس الصوف على الصفا [ را جع الكلاباذي التعرف ص 34 ] .
لتسعى : لتقوم بفعل السعي بين الصفا والمروة ؛ وهو ركن من أركان الحج عند ثلاثة من الأئمة ، وخالف الحنفية فقالوا : إن السعي واجب لا ركن ، فلو تركه الحاج لا يبطل حجه ، وعليه فدية
بمروى : إشارة إلى المروة .
المعنى :
يسعى الجيلي ببدنه بين الصفا والمروة ، وفي باطنه يصفي صفاته من الصفات الخلقية ليرتوي من الشرب بكاسات الأسماء والصفات الإلهية [ راجع الإنسان الكامل ، 2 / 89 ] .

 ( 98 ) فليس الصّفا إلا صفائي ، ومروتي   .....   بأنّي عن تحقيق حقّي صادع
المفردات :
ومروتي : هنا يشير الجيلي إلى المروءة “والمروءة شعبة من الفتوة “ [ الكمشخانوي . جامع 166 ] .
والفتوة الصوفية هي الإيثار ، يقول أبو علي الدقاق “ كمال الفتوة والإيثار لم يكن لأحد من البشر إلا لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم ، فإن كل نبي يقول يوم القيامة : نفسي نفسي ، وهو صلّى اللّه عليه وسلم يقول : أمتي أمتي “ . [ المرجع السابق 165 ] .
صادع : منصرف وتارك .
المعنى :
يرى الجيلي أن الصفا هو صفاؤه ، وأن المروة هي مروءته وفتوته ، لأنه ترك تحقيق حقه . فكأنما الجيلي هنا عندما يسعى ببدنه بين الصفا والمروة فإنه يسعى بروحه بين الصفاء والمروءة .

( 99 ) وما القصر إلّا عن سواكم حقيقة   .....   ولا الحلق إلّا ترك ما هو قاطع
المفردات :
القصر : تقصير الشعر .
الحلق : حلق الشعر . وحلق الرجل وتقصير الأنثى من واجبات الحج عند المالكية والحنابلة والحنفية ، وهو من سنن الحج عند الشافعية [ را . الفقه على المذاهب الأربعة . 1 / 665 ، 668 ، 670 ]
قاطع : مانع .
المعنى :
إن الجيلي هنا عندما يحلق شعره في ظاهر الفعل ، فهو يفهم من الحلق ترك كل ما يقطع عن الحق أي ترك ذاته والمخلوقات .
وإذا لم يتمكن من الحلق يكتفي بتقصير الشعر ، وفي التقصير إشارة إلى أنه قصّر عن بلوغ الكمال في ترك القواطع ، واكتفى بعدم الالتفات إلى ما سوى الحق من المخلوقات .

( 100 )ولا عرفات الوصل إلا جنابكم ..... فطوبى لمن في حضرة القرب راتع
المفردات :
عرفات : عرفة وعرفات واحد ، والوقوف بها من أركان الحج باتفاق بين المذاهب . راتع : متنعم
المعنى :
يقف الجيلي بأرض عرفة ببدنه ، ويقف بروحه في مقام المعرفة باللّه .
وذلك أن الحاجّ العارف العاشق عندما يصل إلى الوقوف بعرفة يفهم من ذلك ، عن طريق الإشارة ، وصوله إلى التحقق بمقام المعرفة باللّه .
ويقول الجيلي في [ الإنسان الكامل ج 2 / 89 ] : “ عرفات عبارة عن مقام المعرفة باللّه “ . ولعله ربط بين عرفة ومعرفة لتجانس الحروف .
وعندما يصل العاشق الحاجّ إلى مقام المعرفة باللّه فإنه يرتع ويتنعم في حضرة القرب .

( 101 ) على علمي معناك ضدّان جمّعا ،   .....   ويا لهفي ضدّان كيف التّجامع
المفردات :
علميّ : مظهريّ ، دليليّ ، ولعل الجيلي قصد هنا بالعلمين عرفة ومزدلفة لأنهما مرتفعان .
ضدان : الضدان هما الصفتان الوجوديتان اللتان يستحيل اجتماعهما في موضع واحد كالسواد والبياض . [ را . تعريفات الجرجاني ص 143 ] ، أو ما لا يجوز وجود أحدهما مع بقاء وجود الآخر في حال واحد [ الهجويري . كشف المحجوب ص 630 ]
المعنى :
بعد أن وصل الحاجّ العاشق إلى عرفات الوصل ، وتنعّم في حضرة القرب ، تتجلى عليه المعرفة الإلهية جامعة للضدين . ومعرفة اللّه عند الصوفية تتصف بجمع الأضداد فهو تعالى المعزّ المذل ، وهو الرافع الخافض ، وهو المنتقم العفوّ ، وهكذا . . . والجيلي هنا يتلهف أمام تجلي المعرفة ، الجامع للأضداد.
بقوله : ويا لهفي ضدان كيف يجتمعان .
والأضداد هنا يقصد بهما الجيلي : الجمال والجلال .
يقول في [ الإنسان الكامل ج 2 / 89 ] : “ والعلمين عبارة عن الجمال والجلال اللذين عليهما سبيل المعرفة باللّه لأنهما الأدلاء على اللّه تعالى “ .

( 102 ) بمزدلفات في طريق غرامكم   .....   عوائق من دون اللّقا وقواطع
المفردات :
مزدلفات : مفردها مزدلفة ، وهي المكان المعروف الذي يبيت فيه الحاجّ بعد نزوله من عرفة . والنزول ليلا من عرفة إلى مزدلفة من واجبات الحج باتفاق بين المذاهب مع اختلاف في مدة البقاء فيها .
عوائق : جمع عائقة ، وهي كل ما يعترض طريق الطالب ويعوقه عن الوصول .
المعنى :
الصعود إلى عرفة يتبعه نزول إلى مزدلفة . . . كذلك العاشق يرتع في القرب والمعرفة ثم لا يلبث أن تقوم في طريق غرامه دون لقاء الحبيب قواطع وموانع . . . وقد عبّر الجيلي عن تعالى مقام المعرفة وصعوبته بمزدلفة ، وعبّر عن تحصيل مقام المعرفة وإمكانيته بعرفة . [ را . الإنسان الكامل 2 / 89 ]

( 103 )فإن حصل الإشعار في مشعر الهوى  ..... وساعد جذب العزم فالفوز واقع
المفردات :
الإشعار : الإعلام .
وهنا إشارة إلى هداية الحق لعبيده في المشعر الحرام ؛ قال تعالى :" فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ"[ البقرة : 198 ] .
مشعر الهوى : إشارة إلى المشعر الحرام . وسمي مشعرا من الشعار وهو العلامة ، لأنه من معالم الحج . والوقوف بالمشعر الحرام هو من سنن الحج عند الشافعية وهو من المندوبات عند المالكية [ را . الفقه على المذاهب الأربعة ، 1 / 670 - 671 ] .
المعنى :
يقف الجيلي ببدنه في المشعر الحرام ، وفي باطنه يقف مع الأمور الشرعية تعظيما للحرمات الإلهية . لأن المشعر الحرام عنده هو عبارة عن تعظيم حرمات اللّه بالوقوف مع أوامره الشرعية [ را . الإنسان الكامل 2 / 89 ] .
وهذا الوقوف بالبدن في المشعر الحرام والوقوف بالباطن والقلب مع الأمور الشرعية ، هو الفوز الأكيد الثابت الذي لا يتغير

( 104 ) على مشعر التّحقيق عظّمت في الهوى  ..... شعائر حكم أصّلتها الشّرائع
المفردات :
شعائر : ج . شعيرة وهي المناسك .
الشرائع : ج . شريعة .
المعنى :
على المشعر الحرام عظّم الجيلي الشعائر التي هي أصول شرعية كالصلاة والمبيت والدعاء .
قال تعالى : "فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ[ البقرة : 198 ]

.
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: رابعا شرح الأبيات 70 - 112 من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية   رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Emptyالخميس مايو 14, 2020 1:53 pm

رابعا شرح الأبيات 70 - 112  من أسرار الشريعة الجزء الثالث . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع عين على العينية العارف بالله عبد الكريم الجيلي شرح معاصر للقصيدة العينية د. سعاد الحكيم
شرح الأبيات من 70 إلى 112 على مدونة عبدالله المسافر بالله
رابعا شرح الأبيات من 70 إلى 112 : أسرار الشريعة  الجزء الثالث

( 105 )  وكم من منى لي في منى حضراتكم  .....  ويا حسراتي والمحسّر شاسع
المفردات :
من منى : ج . المنية ، وهي ما يتمنى المرء .
منى : بالكسر ، الوادي الذي ينزله الحاجّ ويرمي فيه الجمار .
والمبيت بمنى من واجبات الحج باتفاق الفقهاء وإن اختلفوا في مدته [ را . الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 665 - 668 ] .
والمُحَسّر : وادي محسّر هو واد بين مزدلفة ومنى ، سمي بذلك لأنه حسر أي عجز فيه الفيل الذي أراد أبرهه هدم الكعبة به [ را . الفقه على المذاهب الأربعة 1 / 670 ]
المعنى :
يقف الجيلي ببدنه أمام وادي محسّر الفاصل بين مزدلفة ومنى ، ويقف بأعماقه الملتهبة شوقا يتحسر على ما يفصله عن تحقيق أمانيه في القرب الإلهي . وقد ربط الجيلي بين منى والمنى والأرجح أن هذا الربط للتجانس اللغوي ، يقول : “ منى عبارة عن بلوغ المنى لأهل مقام القربة “ . [ الإنسان الكامل 2 / 89 ] .

( 106 ) رميت جمار النّفس بالروح فانثنت .....  جهنّمها ماء وصاحت ضفادع
المفردات :
رميت جمار النفس : أصل رمي الجمار واجب باتفاق المذاهب الأربعة .
فانثنت : فانقلبت .
المعنى :
ينزل الجيلي ببدنه منى ، ويرجم بسبع حصيات كل واحد من الأعمدة الثلاثة التي ترمز إلى إبليس . ورمي الجمار هذا في الظاهر يواكبه في باطن الجيلي رمي جمار النفس ، بمعنى أن الجيلي يحصب جمار النفس الثلاث ، وهي النفس والطبع والعادة ، بسبع حصيات هي قوة آثار السبع الصفات الإلهية . [ را . الإنسان الكامل 2 / 89 ] . وعندما يرجم الجيلي أصنام نفسه الثلاثة ، أي يرجم نفسه وطبعه وعادته بقوة آثار الصفات الإلهية السبع ، تفنى هذه الأصنام وتذهب وتنقلب نار جهنم نفسه ماء ، تسبّح كائناتها اللّه عزّ وجلّ.

( 107 ) وأبدل رضوان بمالك وانتشى   .....   بها شجر الجرجير والغصن يانع
المفردات :
رضوان : خازن الجنان .
بمالك : مالك هو خازن جهنم .
الجرجير :نبت معروف ، وفي الصحاح الجرجير : بقل .
وانتشى : نبت بكثرة ، وتطاول .
المعنى :
بعد أن فنيت أباليس نفس الجيلي وذهبت ، أبدل اللّه عزّ وجلّ جهنّمها جنّة ، وحرسها رضوان بدلا عن مالك ، وأينعت أرض نفسه واخضرّت.
يقول الجيلي في [ الإنسان الكامل 2 / 30 ] : “ إن النار لمّا كان أمرها عارضا في الوجود جاز زوالها . . .
وبذهاب الإحراق عنها تذهب ملائكتها وتردّ ملائكة النعيم ، فينبت بورود ملائكة النعيم في محلها شجر الجرجير ، وهو خضرة “ .

( 108 ) ففاضت على ذاتي ينابيع وصفها   .....   وناهيك صرف الحقّ تلك الينابع
المفردات :
وصفها : وصف الروح ، والروح يطلق بإزاء الملقى إلى القلب من علم الغيب على وجه مخصوص . [ را . اصطلاحات ابن عربي ص 389 ] .
صرف الحق : الصرف هو البحت الذي لم يمزج . أي : حقا صرفا .
المعنى :
يقول أبو بكر بن أبي سعدان وهو من أصحاب الجنيد والنوري [ السلمي . طبقات الصوفية . ص 422 ] : “ خلقت الأرواح من النور وأسكنت ظلم الهياكل .
فإذا قوي الروح جانس العقل ، وتواترت الأنوار ، وأزالت عن الهياكل ظلمتها ، فصارت الهياكل نورانية بأنوار الروح . . . “ .
وهنا يخبرنا الجيلي بأنه بعد أن فنيت جمار نفسه وذهبت أباليسها ، فاضت على ذاته ينابيع وصف الروح ، وظلت تتواتر أنوار الروح عليها ، وتتوالى فيوضاتها من ينابيع هي حق صرف غير ممزوج بباطل خلق .



( 109 ) فطفت طوافا للإفاضة بالحمى   .....   وقمت مقاما للخليل أبايع
المفردات :
طوافا للإفاضة : إشارة إلى طواف الإفاضة أو طواف الركن ، وهو من أركان الحج باتفاق الأئمة ، يقوم به الحاج بعد أن ينزل من عرفات إلى مزدلفة فمنى فالكعبة .
مقاما للخليل : إشارة إلى مقام إبراهيم .
المعنى :
يرجع الجيلي ببدنه من منى إلى الكعبة للقيام بركن من أركان الحج وهو طواف الإفاضة ، وفي باطنه يرى أن طواف الإفاضة هو عبارة عن دوام الترقي ودوام الفيض الإلهي [ را . الإنسان الكامل ، 2 / 89 ] .
فالإنسان وإن تحقق بكماله الإنساني وفاضت على ذاته ينابيع وصف الروح فإنه لا يقف ويتوقف ، بل على العكس يستمر في الترقي إلى ما لا نهاية ؛ لأن الفيض الإلهي لا ينقطع عن عبيده المحبين .
ولعل الجيلي هنا ربط بين طواف الإفاضة وبين دوام الفيض الإلهي للمقاربة اللفظية بين مفردي إفاضة وفيض .
وبعد أن طاف الجيلي طواف الإفاضة وتحقق بكماله الإنساني وراقب دوام ترقيه صلى ركعتين في مقام الخليل ، وبايعت روحه حبيبه على الحبّ والخلّة .

( 110 ) فمكّنت من ملك الغرام وها أنا   .....   مليك وسيفي في الصّبابة قاطع
المفردات :
مليك : صفة مشبهة على وزن فعيل ، تعني مالك على الدوام .
فمُكِّنت : يستعمل الصوفية التمكين في مقابل التلوين ، فيجعلون التلوين صفة أرباب الأحوال والتمكين صفة أهل الحقائق . والمتمكن لا يغيب عنه أبدا ولا يتوارى ما مكّن منه .
المعنى :
بعد أن حصّل الجيلي ملك الغرام تمكّن فيه . . . وها هو مالك للغرام على الدوام ، ملك متمكن من ملك الغرام ، وسيفه في العشق قاطع .

( 111 ) وحقّقت علما واقتدارا جميع ما   .....   تضمّنه ملكي ، وما لي منازع
المفردات :
واقتدارا : قدرة واستطاعة .
منازع : خصم ، من ينازعني الملك .
المعنى :
تحقق الجيلي بجميع ما فاض عليه من ينابيع الحق الصرف ، وهذا التحقق تمّ وعمّ المستويين العلمي القولي والعملي السلوكي ، أي كان تحققا عقائديا وتحققا سلوكيا . وبعد هذا التحقق لم يعد له منازع يستطيع أن ينزع منه ما تحقق به من علم وعمل .

( 112 ) فلمّا قضينا النسك من حجّة الهوى   .....   وتمّت لنا من حيّ ليلى مطامع
المعنى :
بعد أن بيّن الجيلي تسلسل أركان مناسك الحج على الوجهة الشرعية السابقة ، وتممها في أعماقه بما يناسبها من شرع العشاق الوالهين في حجّهم ، تحققت مطامعه من المحبوب .
وها هو الآن يستعدّ لترك المسجد الحرام ، ويشدّ الرحال نحو المقام النبوي في المدينة المنورة .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رابعا شرح الأبيات 70 - 112 من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أولا شرح الأبيات 01 - 16 من القصيدة العينية هوبة الجيلي .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» خامسا شرح الأبيات من 113 إلى 126 عن المقام المحمدي .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» ثالثا شرح الأبيات 30 - 69 من القصيدة العينية الجيلي يوصف أحواله في العشق .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية معاناه الجيلي فى الجذب والحب الإلهي .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» سادسا شرح الأبيات من 127 إلى 140 من مظاهر التوحيد الجزء الأول .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة :: الإمام عبد الكريم الجيلي -
انتقل الى: