إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي على مدونة عبدالله المسافر باللهإنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي
قول سائل أعمى : لدي نوعان من العمى
- كان هناك ضرير لا يفتأ يقول : الرحمة ، فلدى من العمى نوعان ، يا أهل الزمان .- إذن فارحمونى مرتين ، هيا ، فلدى نوعان من العمى ، وأنا بينهما .- قال " أحدهم " : إنني أرى أحديهما ، فما هو ذلك العمى الآخر ؟ أبده لنا 2000 - قال : إن صوتي قبيح ومستهجن ، فصار قبح الصوت والعمى معا .- فصوتى القبيح يصبح باعثا على الغم ، ومن صوتي يقل حدب الخلق علىّ .- وحيثما ينطلق صوتي القبيح ، يبعث على الغضب والحزن والحقد .- فعلى نوعين من العمى ، إجعلوا الرحمة مضاعفة ، وذلك الذي لا يطيقه مكان ، سعوه في مكان .- ومن هذا العتاب ، نقص قبح الصوت ، فصار الخلق مجتمعين على رحمته . 2005 - وعندما باح بالسر ، جعل لطف صوت قلبه ، صوته لطيفا .- وذلك الذي يكون صوت قلبه قبيحا أيضا ، يكون لديه ثلاثة أنواع من العمى ، ويكون مبعدا إلى الأبد .- لكن أولئك الوهابين بلا علة ، ربما وضعوا أيديهم فوق قلبه القبيح . « 177 » - وعندما أصبح صوته حسنا ومظلوما ، لانت له القلوب القاسية ، وكأنها الشمع .- ولما كان أنين الكافر قبيحا كأنه الشهيق ، فإنه لا يكون قرينا للإستجابة . 2010 - ويستجاب دعاؤه القبيح بقول " إخسئوا " ، ذلك الذي كان ثملا كالكلب بدماء الخلق .- وإذا كان أنين الدب جالبا للرحمة ، لا يجمل بك ألا يكون أتيتك هكذا .- فاعلم أنك قد قمت بالذئبية مع يوسف ، أو أنك شربت من دماء مظلوم .- فتب ، وقىء ما أكلت ، وإذا كان جرحك قد قدم ، فاذهب وقم بكيه . « 1 » تتمة حكاية الدب وذلك الأبله الذي كان قد اعتمد على وفائه
- والدب بدوره ، عندما نجا من الأفعوان ، ورأى ذلك الكرم من ذلك الرجل الشجاع . 2015 - صار ذلك الدب المسكين وكأنه كلب أصحاب الكهف ، ملازما في أثر ذلك الحمول .- وذلك المسلم وضع رأسه من التعب ، ووقف ذلك الدب حارسا من تعلقه " به " .- فمر أحدهم وقال له : ما هذا الحال ؟ يا أخي ، من يكون هذا الدب بالنسبة لك ؟- فأعاد عليه القصة وحديث الأفعوان . فقال له : لا تعلق القلب بدب أيها الأبله ................................................................( 1 ) ج / 4 - 503 : - وأقلع عن الذئبية أيها الثعلب العجوز ، واطلب النصرة من الحق ، فهو نعم النصير .« 178 » - وإن صداقة الدب أسوأ من العداوة ، فاطرده عنك بكل حيلة تعرفها . 2020 - قال : والله لقد قال هذا حسدا ، وإلا فماذا ترى من طبيعة الدب فيه ؟أظر إلى حنانه .- قال : إن حب البلهاء مانح للغواية ، وحسدى هذا أفضل من حبه .- فهيا ، تعال معي ، واطرد هذا الدب عنك ، ولا تصطف دبا تاركا أبناء جنسك- فقال : إذهب ، إذهب ، وانشغل بعملك أيها الحسود ، قال : كان هذا عملي ، ولم يكن رزقا لك .- وأنا لست أقل من دب أيها الشريف ، فاتركه حتى أكون صديقا لك . 2025 - وإن قلبي ليرتعد من التفكير فيك ، فلا تذهب مع مثل هذا الدب إلى غابة- وإن قلبي هذا لم يرتعد قط دونما سبب ، هذا هو نور الحق ، ليس ادعاء ولا نفاجا .- فأنا مؤمن ، وهبت " ينظر بنور الله " ، فحذار ، حذار ، أهرب من هذا الأتون- لقد قال كل هذا ، ووجد أذنا بها وقر ، وسوء الظن سد فظيع أمام المرء .- وأمسك بيده ، لكنه سحبها منه ، فقال له : إني ذاهب ، فلست بالصديق الرشيد . 2030 - فقال له : إذهب ، ولا تحمل همى ، أيها الفضولي ، كفاك ادعاءا للمعرفة .- فقال له ثانية : إنني لست عدوا لك ، ويكون لطفا منك أن تتبعني .- قال : إنني نائم ، فاذهب واتركنى ، فقال له : إنقد للصديق آخرا .- حتى تنام في حمى عاقل ، وإلى جوار صديق ، صاحب قلب . « 179 » - لكن الرجل إستنام إلى خياله ، فغضب بجد ، وأشاح بوجهه سريعا . 2035 - وقال في نفسه : ربما جاء بقصد هلاكى ، فهو مجرم ، أو أن به طمعا ، إنه متسول ملحاح " يجوب المستوقدات " .- أو أنه تراهن مع أصدقائه على هذا الأمر ، أي أن يخوفنى من جليسى هذا . « 1 » - ولم يرد إلى خاطره ظن واحد حسن من خبث سريرته .- كان ظنه الحسن بأجمعه منصرفا إلى الدب ، فربما كان من جنس الدب . « 2 »- لقد إتهم عاقلا وذلك من طبيعته الكلبية ، واعتبر الدب من أهل الحب والعطاء . قول موسى عليه السّلام لعابد العجل : إن هذا تفكير في خيال فأين حزمك ؟
2040 - قال موسى لأحدهم كان ثملا بالخيال ، يا سىء الفكر من الشقاء والضلال ،- إن لديك مائة ظن في كونى نبيا ، مع مثل هذا البرهان والخلق الكريم- ولقد رأيت منى مئات الآلاف من المعجزات ، فزادتك مائة خيال وشك وظن .- وصرت في ضيق من الخيال والوسوسة ، فأخذت تطعن في نبوتي .- ولقد أثرت الغبار من البحر عيانا ، حتى تخلصت من شر الفراعين ................................................................( 1 ) ج / 4 - 510 : - أو أن لديه شعورا من الحسد من ود صديقي ، بحيث يجد هكذا في أموره .( 2 ) ج / 4 - 510 : - كان سييء الظن أبله غير جدير ، ومن الشقاء كان مطيعا للجهل . - كان سئ العرق عنيدا شقيا إلى الأبد ، كان ضالا مغرورا أعمى ذليلا مردودا . - واختار الدب على صاحب كمال ، أسود الوجه ، هبائى الحاصل ، فاسد الخيال . - واتهم عاقلا من حماريته ، واعتبر الدب أهلا للحب والوداد . « 180 » 2045 - ومن السماء وصلت الأطباق والمائدة طيلة أربعين سنة ، ومن دعائي انفجر نبع الماء من الصخر . « 1 »- هذا ومائة ضعفه ، والعديد من أمثاله من حار وبارد ، ومنك أيها الغث ، لم يقل هذا التوهم .- وصاح بك عجل من السحر ، فسجدت له قائلا : أنت ربي .- وجرف السيل كل توهماتك هذه ، وذكاؤك الغث غلبه النوم .- فلما ذا لم تصبح سئ الظن في حقه ؟ وكيف استسلمت هكذا يا قبيح الطوية ؟ 2050 - ولما ذا لم يأتك الظن من تزويره ؟ ومن فساد سحره الذي يأخذ الحمقى ؟- ومن يكون السامري في حد ذاته أيها الكلاب ، حتى يصبح الرب الأعلى في الدنيا ؟- وكيف صرت ثابت القلب في تزويره هذا ؟ وصرت عاطلا وغائبا عن كل هذه الإشكالات ؟- أيصح أن يكون عجل إلها على سبيل الادعاء ؟ فكيف خالفت فيما يتعلق برسالتي ؟- ومن حماريتك سجدت أمام عجل ، وصار عقلك صيد السحر السامري ! ! 2055 - وأشحت بالبصر عن نور ذي الجلال ، فهاك الجهل الوافر ، وهاك عين الضلال ................................................................( 1 ) ج / 4 - 515 : - ولقد صارت العصا في يدي أفعى مهولة ، وصار الماء دما على العدو الذي لا يستحقه . - صارت العصا حية وصارت يدي شمسا ، وصارت الشمس من انعكاس نورها شهابا . « 181 » - ألا شاه ذلك العقل والتمييز الذي لديك ، ولما كنت منجم الجهل ، فقتلك جائز .- لقد صاح العجل الذهبي ، فما ذا قال آخرا ؟ بحيث تفتحت لدى الحمقى كل هذه الرغبة ! !- لقد رأيتم مني ما هو أعجب من هذا بكثير ، لكن متى يقبل كل خسيس الحق ؟- وما ذا يختطف الباطلين ؟ ، إنه الباطل ، وما ذا يجمل لدى الباطلين ؟ إنه الباطل . 2060 - ذلك أن كل جنس يجتذب كل من هو من جنسه ، ومتى يتجه العجل نحو الأسد الهصور ؟- ومن أين يكون للذئب عشق ليوسف ؟ اللهم إلا على سبيل المكر ، ولكي يأكله - وعندما يتخلص من الذئبية ، يصبح مأذونا له ، ويصبح من الآدميين ككلب الكهف . « 1 »- وعندما شم أبو بكر رضى اللَّه عنه رائحة من محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا ليس وجه كاذب .- ولما لم يكن أبو جهل من أصحاب الألم ، ورأى مائة شق للقمر ، أم يؤمن . 2065 - والمتألم الذي أفتضح ألمه ، أخفينا عنه الحق ، ولم يخف عليه .- وذلك الذي يكون جاهلا ، وكان بعيدا عن ألمه ، أظهرناه له مرارا ، لكنه لم يره .- وينبغي أن تكون مرآة القلب صافية ، حتى تستطيع أن تميز منها الصورة القبيحة من " الصورة " الحسنة ترك ذلك الرجل الناصح للمغتر بالدب بعد مبالغته في نصحه
- وذلك المسلم ، ترك الأبله ، وعاد سريعا وهو يهمس محو قلا :...............................................................( 1 ) ج / 4 - 516 : - وعندما رأى أبو بكر الصالح محمدا ، أدرك صدقه ، وقال : هذا صادق . « 182 » - لما كان الوهم يزداد عنده من جدي ونصحي جدلا منه ، 2070 - إذن فقد سد طريق الموعظة والنصيحة ، وحق عليه " قوله تعالى "أَعْرِضْ عَنْهُمْ.- وما دام دواؤك يزيد الألم ، فعليك إذن أن تطرح الموضوع عن الطالب ، وأن تقرأ " عبس " .- وما دام الأعمى قد جاءك طالبا للحق ، فلا ينبغي أن يضيق صدرك من جراء فقره .- وأنت حريص على رشاد العظماء ، وحتى يتعلم العوام من الرؤساء .- ويا أحمد ، لقد رأيت قوما من الأكابر يستمعون إليك ، فقلت : لعل وعسى . 2075 - ومن الأفضل أن يصبح هؤلاء الرؤساء من رفاق الدين ، فهم رؤساء على العرب والحبش .- فيعبر هذا الصيت البصرة وتبوك ، لأن الناس على دين الملوك .- ولهذا السبب توليت عن ضرير طالب للهداية ، وضقت به ذرعا .- على أساس أنه قليلا ما تتوفر هذه الفرصة في مثل هذا الجو ، وأنت " أيها الأعمى " من الرفاق ، وأمامك متسع من الوقت .- وإنك لتشق علىّ في فرصة ضيقة ، وأنا أنصحك ، لا عن غضب أو جدال . 2080 - ويا أحمد ، إن هذا الضرير عند الله ، أفضل من مائة قيصر ، ومائة وزير .- فهيا تذكر الناس معادن ، وثم معدن أثمن قيمة من مائة ألف . « 183 » - ومعدن الياقوت والعقيق المكنون ، أقيم من مئات الآلاف من مناجم النحاس .- ويا أحمد ، إن المال لا يجدي هنا نفعا ، بل ينبغي أن يكون الصدر مليئا بالعشق والألم والحرقة .- فإن جاء أعمى مستضيء القلب ، لا تغلق الباب ، وعظه ، فالموعظة من حقه . 2085 - وإن أنكر عليك اثنان أو ثلاثة من البلهاء ، فمتى تحس بالمرارة ؟ إنك معدن الشهد .- وإن اتهمك اثنان أو ثلاثة من البلهاء ، فإن الحق يشهد لصالحك .- فقد قال : لا يهمني أن يعترف العالم كله بي ، وأي حزن يحس به ذلك الذي يكون . الحق شاهده .- ولو كان للخفاش نصيب من الشمس ، لكان هذا دليلا على أنها ليست شمسا .- ونفور الخفافيش مني يكون دليلا على أنني الشمس المشرقة الجليلة . 2090 - وإن رغب الجعل في ماء الورد ، لكان دليلا على أنه ليس ماء ورد .- وإن صار زائف شاريا للمحك ، لوقر الشك في كونه قادرا على الحكم .- واللص يريد الليل لا النهار ، واعلم هذا ، ولست أنا ليلا ، بل نهار أشع على الدنيا .- وأنا الفارق والفاروق وكأنني الغربال ، بحيث لا يستطيع القش أن يعبر مني .- وأنا أفرق بين الدقيق والنخالة ، حتى أبدي تلك النفوس مجرد نقوش . « 184 » 2095 - وأنا مثل ميزان الله في الدنيا ، أميز بين الثقيل والخفيف .- والعجل يرى أن الثور إله له ، فيا له من مشتر حمار ، ويا لها من بضاعة مناسبة له .- ولست بالثور حتى يشريني العجل ، ولست بالشوك حتى يرعاني البعير .- فهل يظن أنه جار عليّ ، لا . . . بل محا الغبار عن مرآتي . تملق مجنون لجالينوس وخوف جالينوس
- قال جالينوس لأصحابه : أعطوني دواء كذا . 2100 - فقال أحدهم : يا ذا الفضائل ، إن هذا الدواء يتعاطى من أجل الجنون .- ألا أبعد الله هذا عن عقلك ، لا تقل هذا ثانية . قال : لقد نظر إليّ أحد المجانين . .- لقد تملى برهة في وجهي سعيدا ، وغمز لي بعينه ، ومزق كم ثوبي .- فإن لم يكن هناك تجانس بيني وبينه ، فمتى كان هذا القبيح الوجه يقبل عليّ ؟- وإن لم يكن قد رأى من هو من جنسه ، فمتى كان يأتي إليه ؟ ومتى كان يأتلف مع من هو من غير جنسه ؟ 2105 - فإذا ما ائتلف شخصان ، فلا شك أن بينهما قدرا من المجانسة- ومتى يطير طائر إلا مع من هو من جنسه ؟ وصحبة المرء لمن ليس من جنسه ، قبر ولحد . سبب طيران طائر مع طائر ليس من جنسه والتقاطه الحب معه
- قال أحد الحكماء : لقد رأيت في الصحراء غرابا مع لقلق يسعيان معا . « 185 » - فتعجبت ، وتفحصت حاليهما ، حتى أجد أمارة عن قدر من المشاركة بينهما .- وعندما اقتربت منهما حائرا مندهشا ، رأيت بنفسي أن كلا منهما كان أعرج . 2110 - هذا بخاصة إن كان ثم صقر ملكي منسوب إلى العرش مع بومة من أهل الخرائب .- فأحدهما كان شمس عليين ، والآخر خفاش من سجين .- أحدهما نور بريء من كل عيب ، والآخر أعمى متسول على كل باب .- أحدهما قمر يطامن الثريا ، والآخر دودة تعيش في الروث .- أحدهما ذو وجه كوجه يوسف ونفس كنفس عيسى ، والآخر ذئب أو حمار بجرس . 2115 - أحدهما محلق في اللامكان، والآخر "عاكف" على المزابل كالكلاب . «1»- وبلسان معنوي يقول الورد للجعل : يا منتن الإبط ،- إنك إن كنت هاربا من الروضة ، فإن هذا النفور كمال للروضة .- وإن غيرتي لتدق على رأسك ، قائلة لك : إبتعد . . إبتعد أيها الخسيس عن هذا المكان .- وإن إختلطت أنت - أيها الدني - بي ، ليظن " الناس " أنك من معدني . « 2 »...............................................................( 1 ) ج / 4 - 547 : - أحدهما سلطان عالي المرتبة ، والآخر في مزبلة وفي حداد . - أحدهما خلق من إكرامه في خجل ، والآخر في حزن من الإملاق . - أحدهما صار رئيسا لأهل الزمان ، والآخر مغمور تماما في تراب المذلة .( 2 ) ج / 4 - 547 : - وأنه إن كان يخالطني فمن نقصاني ، ذلك أنه يظن أنه ملكي . - فإن خالطني ذلك الملئ بالسم ، فكما يخالط الفأر البحر والسمكة اليابسة . « 186 » 2120 - وإن الرياض لتجمل بالبلابل ، وأفضل للجعل المرحاض وطنا .- ولما كان الحق قد طهرني من الدنس ، فكيف يليق بي أن يبلوني بالدنس ؟- ولقد كان في عرق منه فقطعه ، فأني يصل إليّ إذن هذا العرق الدني ؟- لقد كانت إحدى أمارات آدم منذ الأزل ، أن يسجد الملائكة لمقامه " السامي " - وأمارة أخرى ألا يسجد له إبليس ، وأن يقول : أنا الملك ، وأنا الرئيس ! ! 2125 - ومن ثم فإن كان إبليس قد سجد بدوره ، لما كان هو آدم ، بل لكان غير آدم .- فإن سجود كل ملك معيار له ، كما أن جحود ذلك العدو برهان له .- لقد كان دليله اعتراف الملائكة ، كما كان دليله أيضا كفر ان الكليب .- وهذا الكلام لا نهاية له ، فعد ، لنر ما ذا فعل الدب بذلك الرجل الساذج . تتمة اعتماد ذلك المغتر بتملق الدب
- لقد نام الرجل ، والدب يذب عنه الذباب ، ومن العناد عادت ذبابة " وحطت " سريعا . 2130 - وذبها عدة مرات عن وجه الشاب ، لكن تلك الذبابة كانت تعود سريعا .- فغضب الدب على الذبابة ، وذهب فاقتلع صخرة ضخمة من الجبل .- وجاء بالصخرة ، فرأى الذابة ثانية ، قد استقرت على وجه النائم واستراحت .- فحمل تلك الصخرة - وهي كحجر الرحى ، وألقى بها على تلك الذبابة ، حتى تطير .- فحطمت الصخرة وجه النائم تماما ، وشاع هذا مثلا في العالم كله . 2135 - وحب الأبله مثل حب الدب يقينا ، فحقده حب ، وحبه حقد - وعهده واه وخرب وضعيف ، وقوله ضخم ، ووفاؤه نحيل . « 187 » - فلا تصدقه ، حتى وإن أقسم ، فإن معوج الحديث يحنث بيمينه .- وما دام كلامه بلا يمين كذبا ، فلا تنخدع بمكره ويمينه ، وتقع في المخيض .- فنفسه أميرة " عليه " ، وعقله أسير ، فاستهن بقسمه على مائة ألف مصحف . 2140 - فإن كان بلا يمين يحنث بعهده ، فإن أقسم ، سيحنث به أيضا .- ذلك أن النفس تزداد إضطرابا إن قيدتها بيمين مغلظة .- وعندما يشد أسير وثاق الحاكم بقيد ، فإن الحاكم يمزقه ، وينطلق منه .- ويدقه على رأسه غضبا بذلك القيد ، ويصفع وجهه باليمين .- فاقنط من أن ينفذ أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، ولا تقل له احْفَظُوا أَيْمانَكُمْ . 2145 - وذلك الذي جعل الحق سندا له في أيمانه ، يجعل من جسده خيطا ، وينسج حوله ..