منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:36 pm

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي على مدونة عبدالله المسافر بالله

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي
- رأى موسى عليه السّلام أحد الرعاة في الطريق ، كان يقول يا رب ، ويا الله ،
 
1725 - أين أنت حتى أكون تابعا لك ؟ أرتق نعلك وأمشط رأسك . « 1 »
- أغسل ثيابك ، وأقتل ما فيها من قمل ، وآتيك بالحليب أيها المحتشم .
- أقبل يدك اللطيفة ، وأدلك قدمك اللطيفة ، وعندما يحين وقت نومك ، أكتس مكانك الجميل .
- يا من فداؤك كل معزي ، ويا من على ذكراك صيحات وجدي وشوقي .
- وأخذ ذلك الراعي يجدف على هذا النحو ، فقال له موسى عليه السّلام : مع من تتحدث يا فلان ؟
 
1730 - قال : مع ذلك الشخص الذي خلقنا ، والذي أبدع هذه الأرض ، وهذا الفلك .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 307 : - يا إلهي ، لتكن روحي فداك ، وكل أبنائي وملكي وأسبابي 
- أين أنت حتى أودي لك فروض الطاعة ، أخيط ثوبك وأرتقه .

 
« 155 »
 
- قال موسى عليه السّلام : انتبه ، لقد صرت شديد الإدبار ، لقد خرجت أصلا عن ملة الإسلام ، وصرت كافرا .
- أي هراء هذا ؟ وأي كفر وعته ؟ ألا فلتسد فمك هذا بالقطن .
- لقد أصاب نتن كفرك الدنيا بالنتن ، وجعل كفرك ديباج الدين خلقا .
- إن النعل والخف لائقان بك ، ومتى تليق مثل هذه الأشياء بشمس الشموس . ؟
 
1735 - فإن لم تسد حلقك عن هذا الهراء ، لشبت نار أحرقت الخلق .
- وإن لم تكن قد شبت ، فما هذا الدخان ؟ ولم اسودت الروح ، وطردت النفس ؟
- فإذا كنت تعلم أن الله هو الحكم ، فكيف يكون معتقدك هو الهراء والتوقح ؟
- إن الصداقة بلا عقل عداوة في حد ذاتها ، والله سبحانه وتعالى غني عن هذه العبادة .
- فمع من تتحدث هكذا ؟ ! مع عمك أو مع خالك ؟ ! أثمة جسم وحاجة في صفات ذي الجلال ؟ !
 
1740 - إنما يشرب اللبن من هو في نشوء ونماء ، وإنما يلبس النعل من هو في حاجة إلى قدم .
- وإن كنت تقول هذا في عبده ، الذي قال فيه الحق : " هو أنا وأنا هو " ،
- عندما قال : إني مرضت فلم تعدني ، أي مرضت لمرضه ولم يمرض هو وحده ،
- ذلك الذي صار مصداقا ل " بي يسمع وبي يبصر " ، حتى في حق هذا العبد ، يكون مثل هذا الكلام هراء .

 
« 156 »
 
- وإن الحديث بلا أدب مع خواص الحق ، يميت القلب ، ويسود الكتاب .
 
1745 - وإنك إن ناديت رجلا ب " يا فاطمة " ، بالرغم من أن الرجال والنساء جميعا من جنس واحد ، 
- فإنه يهم بسفك دمك إن استطاع ، حتى وإن كان طيب الخلق حليما وقورا .
- " وفاطمة " تكون مدحا في حق النساء ، وعندما تقولها لرجل ، تكون كطعن السنان .
- واليد والقدم تكون مدحا في حقنا ، وفي حق تنزيه الحق دنس وتلويث .
- واللائق به " لم يلد ولم يولد " وهو الخالق للوالد والمولود .
 
1750 - وكل ما كان جسما ، تكون الولادة وصفا له ، وكل من هو مولود يكون من هذه الضفة من الجدول .
- ذلك أنه مهين ، حادث من الكون والفساد ، ويريد محدثا على سبيل اليقين .
- قال : يا موسى ، لقد خطت فمي ، وأحرقت روحي ندما .
- ومزق ثيابه ، وأطلق آهة حرى ، وانطلق " هائما " في الصحراء ، ومضي .
 
عتاب الحق تعالى لموسى عليه السّلام من أجل الراعي
 
- وهبط الوحي على موسى عليه السّلام من قبل الله قائلا : لقد فصلت عبدنا عنا .
 
1755 - فهل تراك جئت من أجل الوصل ؟ أم تراك جئت من أجل الفصل ؟
- وما استطعت ، لا تسع قدما في الفراق ، " أبغض الأشياء عندي الطلاق " .
- فلقد وضعت لكل إنسان سيرة ، ولقد وهبت كل امريء مصطلحا .
 
« 157 »
 
- إنه بالنسبة له مدح ، وبالنسبة لك ذم ، وهو بالنسبة له شهد ، وبالنسبة لك سم . « 1 » 
- ونحن منزهون عن طهر " الطاهر " وعن نجس " النجس " على السواء ، وعن ثقيل الروح والجلد النشط معا
 
1760 - وأنا لم أقم بأمر لأتربح من أحد ، بل لكي أجود على العباد .
- ومصطلح الهند عند الهنود مدح ، ومصطلح السند عند أهل السند مدح .
- وأنا لا أصبح منزها طاهرا من تسبيحهم ، إنهم هم الذين يصبحون طاهرين ناثرين للدر .
- ونحن لا ننظر إلى اللسان أو إلى المقال ، نحن ننظر إلى الروح وإلى الحال .
- ونحن ناظرون إلى القلوب إن كانت خاشعة ، هذا وإن كان اللفظ يمضي غير مستقيم .
 
1765 - ذلك أن القلب هو الجوهر ، والقول عرض ، ومن ثم فإن العرض طفيلي ، والجوهر هو الغرض .
- فحتام هذه الألفاظ والإضمار والمجاز ؟ إنني أريد الحرقة ، أريدها ، ومع تلك الحرقة أتواءم .
- فلتضرم نارا من العشق في الروح ، واحرق الفكر والعبارة برمتها .
- ويا موسى ، إن هناك فرقا بين أولئك الذين يعرفون الأدب ، وبين أولئك الذين احترقت أرواحهم وأنفسهم .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 327 : - إنه في حقه نور وفي حقك نار ، وفي حقه ورد وفي حقك شوك . 
- في حقّه حسن وفي حقك سئ ، في حقه قرب ، وفي حقك رد .
 
« 158 »
 
- وللعشاق قابلية للاحتراق في كل نفس ، ولا خراج ولا عشر على قرية خربة .
 
1770 - فإن تحدث خطأ لا تسمه خاطئا ، وإن كان شهيدا مضرجا بدمه لا تغسله .
- فإن دماء الشهداء أفضل من الماء ، وهذا الخطأ أفضل من مائة صواب .
- وفي داخل الكعبة ، لا تحر هناك للقبلة ، وأي حزن للغواص إن لم يكن لديه خف . ؟
- فلا تبحث ممن ثملت رؤوسهم عن دليل ، وما أمرك بالرفو لمن تمزقت ملابسهم
- وملة العشاق منفصلة عن كل الأديان ، فمذهب العشاق وملتهم هو الله .
 
1775 - فإن لم يكن على الياقوت ختم فلا بأس ، والعشق في بحر الحزن ، لا يكون حزينا .
 
وحى الله تعالى لموسى عليه السّلام بأن يعتذر للراعي
 
- ثم ألقى الله تعالى في سر موسى عليه السّلام ببعض الأسرار ، لا ينبغي البوح بها .
- وانصبت الكلمات على قلب موسى ، وامتزجت الرؤية بالقول .
- فغاب عن الوعي فترة من الزمن ، وعاد إليه فترة ، وطار فترة من الزمن من الأزل إلى الأبد .
- ولو فسرت بعد هذا يكون بلها ، لأن شرح هذا فيما وراء الوعي .
 
1780 - ولو تحدثت بها لاقتلعت العقول، ولو كتبتها لتحطمت الكثير من الأقلام. «1»
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 346 : - ولو قمت بشروح معتبرة حتى القيامة ، لكانت أيضا مختصرة . 
- فلا جرم أنني قصرت الكلام ، وإن أردت " شرحا " فاقرأه من داخلك .
 
« 159 »
 
- وعندما سمع موسى هذا العتاب من الحق ، أسرع في الصحراء بحثا عن الراعي .
- وسار مقتفيا آثار ذلك الشريد ، وهو ينفض التراب عن أعشاب الصحراء .
- وإن خطو المفتونين في حد ذاته ، ليتميز عن خطو الآخرين .
- فقدم كالرخ " في الشطرنج " هابطة من أعلى إلى أسفل ، وقدم كالفيل تمضي معوجة .
 
1785 - فهو حينا كالموج يكون رافعا للعلم ، وحينا كالسمكة ، يكون ماشيا على بطنه .
- وأحيانا يكتب على التراب حاله ، مثل رمال " يضرب " الرمل . « 1 »
- وفي النهاية ، وجده ورآه ، وقال له : البشرى ، فلقد صدر الأمر
- فلا تبحث بعد عن ترتيب الكلام أو أدب فيه ، وقل ما شاء أن يقوله صدرك الضائق .
- فكفرك دين ، ودينك نور الروح ، إنك آمن ، وفي أمان من الدارين .
 
1790 - فيا من عوفيت ب " يفعل الله ما يشاء " ، إمض ، وانطلق في القول بلا ترو .
- قال : يا موسى ، لقد تركت ذلك الأمر ، فأنا الآن غارق في دم القلب .
- ولقد جاوزت سدرة المنتهى ، وسرت مئات الآلاف من السنين في ذلك الصوب .
- لقد ضربتني بسوط ، فتحول جوادي ، ثم قفز وجاوز الأفلاك .
- فليكن اللاهوت مأذونا له بناسوتنا ، والثناء على يدك ، وعلى ساعدك .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 346 : - أحيانا يقف ، وحينا يسرع ، وأحيانا يتدحرج كالكرة من الصولجان .
 
 
« 160 »
 
 
1795 - وحالي الآن خارج عن القول وعن المقال ، وما أقوله هذا لا يعبر عن أحوالي .
- وإن الصورة التي تراها في المرآة ، هي صورتك ، وليست صورة المرآة
- والنفخة التي نفخها عازف الناي في الناي ، هي جديرة بالناى ، وليست جديرة بالرجل .
- فانتبه ، انتبه ، سواء تحدثت بالحمد أو تحدثت بالشكر ، اعتبرهما مثل هراء ذلك الراعي .
- فإن كان حمدك وشكرك أفضل بالنسبة " لحمد " الراعي ، إلا أنه شديد النقص بالنسبة للحق .
 
1800 - فحتام تتحدث ؟ وعندما يكشف الغطاء ، " ترى " أن الأمر لم يكن مثلما يظنون .
- وقبول ذكرك هذا من قبيل الرحمة ، إنه كصلاة الحائض ، رخصة .
- فهي مع صلاتها ملوثة بالدم ، وذكرك ملوث بالتشبيه والكيفية .
- والدم نجس ويطهر بالماء ، لكن للباطن نجاسات .
- وهي لا تقل من باطن رجل الأمر إلا بماء لطف الحق .
 
1805 - وليتك تحول الوجه وأنت في سجودك ، وتعلم من " سبحان ربّي "
- قائلا : يا من سجودي مثل وجودي غير جدير بك ، جازني على الشر بالخير
- فهذه الأرض ذات أثر من حلم الحق ، بحيث تزيل النجس ، وتنبت الزهر
- بحيث تستر نجاساتنا ، وبدلا منها تنبت البراعم .
- ومن ثم فإن الكافر في العطاء والجود ، كان أقل من التراب ، وأقل قيمة .
 
 
« 161 »
 
1810 - إذ لم ينبت من ترابه زهر ولا ثمر ، ولم ينبثق من كل الطهارات إلا الفساد .
- وقال : لقد تقهقرت أو ان الذهاب ، " يا حسرتا ، ليتني كنت ترابا " .
- ليتني لم أختر السفر عن التراب ، ولكنت كالتراب ألتقط الحب .
- وعندما سافرت واختبرني الطريق ، أي شيء أهديته من هذا السفر ؟
- ومن ثم يكون ميله كله إلى التراب ، لأنه في السفر ، لم ير نفعا يتقدمه .
 
1815 - وإن تقهقره هو ذلك الحرص والبخل ، واتجاهه نحو الطريق هو الصدق والحاجة .
- وكل نبات يكون ميله إلى العلى ، يكون في زيادة وحياة ونماء .
- وعندما يولي وجهه نحو الأرض ، يكون في قلة وجفاف ونقص وغبن .
- وميل روحك يكون صوب العلى ، وعند التزايد ، يكون مرجعك هناك .
- وإن كنت مقلوبا ، يكون ميلك صوب الأرض ، تكون آفلا ، والحق لا يحب الآفلين .
 
سؤال موسى عليه السّلام الحق تعالى عن سر غلبة الظالمين
 
1820 - قال موسى : أيها الكريم مدبر الأمر ، يا من لحظة واحدة من ذكرك تساوى عمرا طويلا .
- لقد رأيت صورة شديدة الاعوجاج في الماء والطين ، وكما فعل الملائكة ، بدا في قلبي الاعتراض .
 
« 162 »
 
- فما هو المقصود يا ترى من تصوير الصورة ، ثم الإلقاء فيها ببذور الفساد ؟
- وإشعال نار الظلم والفساد ، وإحراق المسجد ومن يسجدون فيه ؟
- وتحريك الدم والصفراء لتغلي من أجل الضراعة والدعاء ؟
 
1825 - وإنني أعلم يقينا أن هذا هو عين الحكمة ، لكن هدفي هو العيان والرؤية .
- وذلك اليقين يقول لي : ألا فلتصمت ، وحرصي على الرؤية يقول لي :
ألا فلتثر .
- ولقد أبديت للملائكة سرك ، وأن هذا الشهد يساوي الوخز .
- وعرضت نور آدم عيانا على الملائكة ، فحلت المشاكل " التي عنت لهم " .
- وحشرك يقول ما هو سر الموت ، والثمار تبوح بسر الأوراق .
 
1830 - وسر الدم والنطفة هو حس الإنسان ، وكل زيادة ، إنما يسبقها نقصان .
- وإنما يمحو المرء اللوح في البداية دون توقف ، ثم يكتب عليه الحروف .
- ويجعل " هو " القلب دما ودمعا ذا ضراعة ، ثم يكتب " عليه " آنذاك الأسرار .
- وعند محو اللوح ، تلزم المعرفة ، أنه سوف يجعل منه سجلا للكتابة .
- وعندما يرسى أساس منزل ما ، إنما يحفر أساسه من البداية .
 
1835 - ويستخرج الطين أولا من قاع الأرض ، حتى يستخرج في النهاية الماء المعين .
- وإن الأطفال لينوحون باكين من الحجامة ، لأنهم لا يعرفون سر الأمر .
 
« 163 »
 
- والمرء بنفسه يدفع للحجام ذهبا ، ويرضى بالمبضع الذي يسيل الدم .
- ويسرع الحمال نحو الحمل الثقيل ، ويختطف هذا الحمل من الآخرين .
- وانظر إلى تشاحن الحمالين من أجل الحمل ، وانظر إلى مثل هذا الإجتهاد في العمل .
 
1840 - وما دام " تحمل " الأثقال هو أساس الراحة ، وأنواع المرارة تفضي إلى النعمة ،
- " وحفت الجنة بمكروهاتنا ، وحفت النار من شهواتنا " « 1 »
- وإن بذرة مادة النار غصن ندي ، والمحترق بالنار يكون قرينا للكوثر .
- وكل من هو في السجن رهين لمحنة ، إنما يكون ذلك من جراء لقمة وشهوة .
- وكل من هو في قصر قرين لدولة ، إنما يكون ذلك نتيجة لقتال و " تحمل " محنة .
 
1845 - وكل من تراه فردا في ذهبه وفضته ، اعلم أنه قد صبر في الإكتساب .
- ونافد الصبر إنما يرى ذلك بلا سبب ، وأنت المقيم على الحس ، استمع إلى السبب .
- وذلك الذي تكون روحه خارج الطبائع ، اعلم أن منصب خرق الأسباب يكون له .
- فترى عينه بلا سبب ينبوع معجزات الأنبياء ، لا من الماء والعشب .
- وهذا السبب مثله كمثل الطبيب والعليل ، وهذا السبب مثله كمثل المصباح والفتيل .
...............................................................
( 1 ) بالعربية في المتن الفارسي .

 
« 164 »
 
1850 - فاجدل لمصباحك في الليل فتيلا جديدا ، واعلم أن مصباح الشمس منزه عن هذه الأمور .
- وامض ، واعجن الطين بالقش من أجل سقف الدار ، واعلم أن سقف الفلك في غنى عن الطين بالقش .
- آه ، فعندما صار حبيبنا محرقا للغم ، مضت خلوة الليل ، وطلع النهار 
- وليس إلا في الليل يكون تجل للقمر ، ولا تبحث عن مطلوب القلوب إلا بألم القلب .
- ولقد تركت عيسى ، وقمت بتربية الحمار ، فلا شك أنك كالحمار ، خارج الحجاب .
 
1855 - وطالع عيسى هو العلم والمعرفة ، ليس طالع الحمار ، يا من أنت على صفة الحمار .
- وإنك لتسمع شكوى الحمار فتعتريك الرحمة ، ولا تعلم إذن أن تأمر حمارك بأن يلزم حماريته .
- فارحم عيسى ، ولا ترحم الحمار ، ولا تجعل الطبع سيدا على عقلك .
- واترك الطبع ، حتى ينشج بالبكاء والعويل ، وخذ منه ، وأد دين الروح .
- ولقد قمت لسنوات برعاية الحمار ، فكفاك هذا ، ذلك أن المكاري يكون خلف الحمار .
 
1860 - والمراد من " آخروهن " هو نفسك ، إذ ينبغي أن تكون مؤخرة والعقل مقدما .
- ولقد صار في مزاج الحمار هذا العقل الدني ، وكل فكره هو : كيف أحصل على الطعام ؟
 
« 165 »
 
- وحمار عيسى ذاك اتخذ مزاج القلب ، واتخذ له منزلا في مقام العاقلين .
- ذلك أن العقل كان غالبا ، وكان الحمار ضعيفا ، ومن الفارس الضخم ، يصبح الحمار ضعيفا .
- ومن ضعف عقلك ، يا من قيمتك كحمار ، صار ذلك الحمار الواهن أفعى .
 
1865 - وأنت إن صرت من عيسى متألم القلب ، فمنه أيضا تصح ، فلا تتركه .
- فكيف أنت يا عيسى ويا صاحب نفس عيسى من التعب ؟ فما كان في الدنيا كنز بلا حية .
- وكيف أنت يا عيسى من رؤية اليهودي ؟ وكيف أنت يا يوسف من الماكر والحسود؟
- وأنت ليل نهار حكر على هؤلاء القوم الأدنياء ، ممد في عمرهم ، كأنك الليل والنهار .
- فكيف أنت من هؤلاء الصفراويين الفارغين من الفضل ؟ وأي فضل يتولد من الصفراء إلا وجع الرأس .
 
1870 - فافعل أنت ما تفعله شمس المشرق ، فمن " نحن " النفاق والحيلة واللصوصية والزيف .
- وأنت العسل ، ونحن الخل ، في الدنيا والدين ، وعلاج هذه الصفراء من مخلوط الخل بالعسل .
- ونحن زدنا في نسبة الخل ، نحن أهل الجحيم ، فزد أنت في العسل ، ولا تمنع عنا كرمك .
- وهذا هو الجدير بنا ، ما دام قد صدر منا ، وما ذا يزيد الرمل في العين إلا العمى ؟
 
« 166 »
 
- وذلك جدير بك يا كحل العزيز ، فإن كل من ليس بشيء ، يجد منك شيئا .
 
1875 - فقلبك شواء من نيران هؤلاء الظالمين ، وخطابك كله " اللهم اهد قومي " .
- وأنت منجم العود ، إن أضرمت فيك النيران ، لامتلأت هذه الدنيا بالعطر والريحان .
- ولست ذلك العود ، الذي ينقص من النار ، ولست تلك الروح التي تسقط أسيرة للحزن .
- والعود يحترق ، ومنبع العود بعيد عن الاحتراق ، ومتى تحمل الريح على أصل النور ؟
- فيا من منك الصفاء للسموات ، ويا من صفاؤك أفضل من الوفاء .
 
1880 - ذلك أن الجفاء إن صدر من العاقل ، يكون أفضل من الوفاء يصدر عن الجهال . « 1 »
- وقد قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم " إن العداوة من العاقل أفضل من الحب الذي يبديه الجاهل " « 2 »
 
إزعاج أحد الأمراء لنائم كانت حية قد دخلت في فيه
 
- كان هناك أحد العقلاء يمضي راكبا جواده ، " فرأى " حية تتسلل إلى فم نائم .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 375 : - والعاقل إنما يأتيك بالمعرفة ، والجاهل إنما يأتي بالمعرفة إلى الخسران .
( 2 ) ج / 4 - 375 : - والصداقة مع العاقل طيبة ، والعدو العاقل خير من الصديق الجاهل .
 
« 167 »
 
- ولما كان لديه مدد وافر من عقله، ضرب النائم عدة ضربات متتالية بهراوته. « 1»
 
1885 - ففزعته ضربة تلك الهراوة القوية ، وانطلق هاربا إلى ظل شجرة .
- وكانت الشجرة قد طرحت كثيرا من التفاح المهتريء ، فقال له : كل منه يا من تعلقت بالألم .
- وأخذ يطعمه التفاح بالرغم منه ، بحيث بدأ يتساقط من فمه .
- فأخذ يصيح به : أيها الأمير ، لماذا اعتديت عليّ آخرا دون أن ترى مني جفاء ؟
- فإذا كانت لك خصومة معي في الأصل ، فاضربني بالسيف ، واسفك دمي .
 
1890 - فيا لها من ساعة مشئومة تلك التي ظهرت فيها لك ، وما أسعده ذلك الذي لم يشاهد طلعتك " البهية " .
- وبلا جريمة ، وبلا ذنب صغيرا كان أو كبيرا ، لا يجوز هذا الظلم ، حتى على الملحدين .
- إن الدم ليسيل مع كلامي من فمي ، فيا إلهي ، جازه في النهاية شر الجزاء .
- وفي كل لحظة ، أخذ يسبه سبابا جديدا ، بينما الآخر يضربه ، قائلا :
أسرع في هذا الخلاء .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 427 : - وعندما استيقظ النائم من النوم الثقيل ، رأى تركيا راكبا وفي يده هراوة . 
- عندما استيقظ النائم من ذلك الضرب المبرح ، صار حائرا متسائلا : ما ذا كان هذا ؟ 
- وعندما أخذ التركي يضربه بلا انقطاع بالهراوة الثقيلة ، أسرع جاريا أمامه .
 
« 168 »
 
- كانت ضربات الهراوة ، والفارس كأنه الريح ، وهو يسرع ، ثم يقع على وجهه .
 
1895 - كان ممتليء " البطن " نعسان واهنا ، وأثخنت يداه وقدماه بالجراح .
- وظل حتى المساء يجره ويطلقه ، حتى غلبه القيء من ألم المرارة .
- وخرجت من " جوفه " مأكولات قبيحة وحسنة ، ومع هذه المأكولات ، انطلقت الحية خارجا .
- وعندما رأى هذه الحية تخرج منه ، سجد لذلك المحسن .
- وعندما رأى هول تلك الحية السوداء الضخمة ، انصرفت عنه كل هذه الآلام .
 
1900 - وقال : هل أنت نفسك جبريل الرحمة ؟ أو أنك إله ، فأنت ولي النعمة .
- فيا لها من ساعة مباركة ، تلك التي رأيتني فيها ، كنت ميتا ، فوهبتني عمرا جديدا .
- كنت باحثا عني ، وكأنك الأم الرؤوم ، وأنا هارب منك ، وكأنني حمار .
- والحمار يفر من صاحبه من حماريته ، وصاحبه في أثره ، من حسن أصله .
- فإنه لا يبحث عنه من أجل نفع أو ضر ، لكن من أجل ألا يمزقه ذئب أو وحش .
 
1905 - فما أسعده ذلك الذي يرى وجهك ، أو يعبر فجأة بحيك .
- ويا صاحب النفس الطاهرة الممدوحة ، كم قلت لك من هراء وسقط قول .
- أيها السيد والمليك والأمير ، أنا لم أقله لك ، بل قاله جهلي ، فلا تؤاخذني .


« 169 »
 
- ولو كنت أعلم نبذة عن هذا الحال ، متى كنت أستطيع الحديث بهذر القول ؟
- ولوجهت لك الثناء يا حسن الخصال ، لو أنك حدثتني برمز عن الحال .
 
1910 - لكنك كنت صامتا تقوم بإثارتي ، وكنت تدق رأسي صامتا .
- فتحطم رأسي ، وفر عقلي منها ، خاصة من تلك الرأس التي تحتوي على مخ صغير .
- فاعف عني يا حسن الوجه حسن الفعال ، فما قلته قلته من الجنون ، فتجاوز عنه .
- قال : إنني إن كنت قد حدثتك بسر واحد من الأمر ، لمت هلعا وخوفا في تلك اللحظة .
- وإن كنت قد حدثتك بأوصاف الحية ، لحطم الخوف روحك تحطيما .
 
1915 - ولقد قال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم : لو أنني تحدثت حديثا ضافيا عن ذلك العدو الموجود في أرواحكم ،
- لتمزقت قلوب الشجعان هلعا ، ولما سار أحد في الطريق ، ولما اهتم إنسان بعمل .
- ولا بقيت قدرة لقلب على الضراعة ، ولا قوة في جسده على الصوم والصلاة
- ولا نمحى ، مثل فأر أمام قط ، ولفقد اتزانه كجمل أمام ذئب .
- ولا بقيت عنده حيلة ولا سلوك ، ومن ثم كتمته من أجل هدايتكم .
 
1920 - فلأصمت ، مثلما فعل أبو بكر الربابي ، ولأشغل بالحديد ، مثلما فعل داود .
 
« 170 »
 
- حتى يصبح المحال من يدي حالا وعيانا ، ويصبح لذلك الطير المنزوع الريش جناحا .
- وما دامت يد الله فوق أيديهم ، وأنه تعالى قال : يدنا هي يده ،
- صارت لي يد طولى يقينا ، جاوزت السماء السابعة .
- وأبدت يدي الفضل على الفلك ، فاقرأ أيها المؤمن :انْشَقَّ الْقَمَرُ.
 
1925 - وهذه الصفة أيضا من ضعف القول ، فمتى يجوز شرح القدرة للضعفاء ؟
- إنك تعلم بنفسك ، عندما ترفع رأسك من النوم ، فقد تم الأمر ، والله أعلم بالصواب . « 1 »
- فلا كانت عندك قوة على الأكل ، ولا كان عندك طريق إلى القيء أو اهتمام به .
- كنت أسمع السب ، وكنت أمضي في عملي ، وكنت أهمس بدعاء " رب يسر " .
- ولم يكن عندي الأمر بالبوح عن السبب ، ولم يكن في مقدوري أيضا تركك .
 
1930 - وكل لحظة كنت أقول من دخان " الغضب " من داخلي ، اهد قومي ، إنهم لا يعلمون .
- وأخذ ذلك الناجي من الألم يكرر السجود ، قائلا : أيتها السعادة ، يا من أنت لي الإقبال والكنز ، 
- فلتجد الجزاء من الله أيها الشريف ، فليست هناك قوة على شكرك ، عند هذا الضعيف .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 429 : - ولو كنت حدثتك بما جرى لمت في التو واللحظة .
 
« 171 »
 
- وليؤد لك الحق الشكر أيها الرائد ، فلا شفة لي ولا فك ولا صوت يليق به .
- وهكذا تكون عداوة العاقلين ، والسم يكون منهم بهجة للروح .
 
1935 - وصداقة الأبله ألم وضلال ، واستمع إلى هذه الحكاية كمثال .
 
الاعتماد على تملق الدب ووفائه
 
- كان تنين يبتلع دبا ، فذهب رجل شجاع وأغاثه .
- وشجعان الرجال هم في العالم على سبيل المدد ، في تلك اللحظة التي يصل فيها دعاء المظلومين .
- وحينما يسمعون صراخ المظلومين ، يسرعون إليهم ، وكأنهم رحمة الحق .
- إنهم بمثابة العمد لأنواع الخلل في الدنيا ، وهم أطباء الأمراض الخفية .
 
1940 - وإنهم يفعلون ذلك محض الحب والحكم والرحمة ، كما يفعلها الحق دون علة ودون رشوة .
- " فما هذا الذي تساعده دفعة واحدة ؟ قال : " من أجل حزنه ومسكنته " .
- وصارت الرحمة صيادا للرجل الشجاع ، وفي الدنيا ، لا يبحث عن الدواء إلا الداء . « 1 »
- فحيثما كان داء ، يسرع إليه الدواء ، وحيثما يوجد منخفض ، يسرع إليه الماء
- فإن كنت تريد ماء الرحمة ، إمض وكن متواضعا ، ثم احتس آنذاك خمر الرحمة ، وصر ثملا .
 
1945 - فهو رحمة في رحمة يا بني ، ولا تقنع برحمة واحدة يا بني .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 465 : - وقلل البحث عن الماء ، واحصل أولا على الظمأ ، حتى يفور لك الماء من أعلى ومن أسفل وحتى يأتيك الخطاب بسَقاهُمْ رَبُّهُمْ، كن ظامئا ، والله أعلم بالصواب .
 
« 172 »
 
- وضع الفلك تحت قدمك ، أيها الشجاع ، واستمع من فوق الفلك ، إلى صوت السماع .
- وأخرج قطن الوسواس من الأذن ، حتى يأتي إلى أذنيك الضجيج من الفلك .
- وطهر العينين من الشعر والعيب ، حتى ترى بستان الغيب وسروره .
- وادفع الزكام عن الأنف والرأس ، حتى تأتي ريح الله في مشامك .
 
1950 - ولا تترك في داخلك أثرا من الحمى والصفراء ، حتى تجد من الدنيا طعم السكر .
- وتناول دواء الرجولة ، ولا تسع وأنت عنين ، حتى يخرج لك مائة من الحسان .
- واخلع نير الجسد عن قدم الروح ، حتى تطوف حول المحفل .
- وفك غل البخل عن اليد والعنق ، وأدرك الحظ الجديد في الفلك القديم .
- وإن لم تستطع ، فاحملها إلى كعبة اللطف ، واعرض المسكنة وانعدام الحيلة ، على صاحب الوسيلة .
 
1955 - والنواح والبكاء رأسمال قوي ، والرحمة الكلية حاضنة قوية .
- والحاضنة والأم تقوم بالذرائع كلتاهما ، وتتساءل : ترى متى يبكي ذلك الطفل ؟
- فلقد خلق فيكم طفل الحاجات ، حتى يبكي ، فيفور لبنه .
- ولقد قال : " ادعوا الله " فلا تكن بلا ضراعة ، حتى يفور لبن حنانه ومحبته .
- وإن هزيم الريح وانصباب السحاب بالمطر ، كلها في رعايتنا ، فاصبر برهة .
 
« 173 »
 
1960 - ولقد سمعتوَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْفكيف إذن التصقت بهذا المنخفض ؟
- فاعلم أن خوفك وقنوطك هما صوت الغول ، يجرك من أذنيك حتى قاع أسفل سافلين .
- وكل نداء يجذبك صوب العلا ، اعلم دوما أن هذا النداء قد وصل من العلا .
- وكل نداء يصيبك بالحرص ، اعلم أنه عواء ذئب يمزق البشر .
- وهذه الرفعة ليست رفعة من جهة المكان ، هذه الأنواع من العلو ، من القلب والروح .
 
1965 - وكل سبب جاء أعلى من أثره ، فالحجر والحديد ، يفوقان الشرر .
- ففلان ذاك فوق رأس ذلك الذي جلس إليه ، هذا بالرغم من أنه جلس إلى جواره .
- والفوقية في ذلك الموضع من ناحية الشرف ، ومكان البعيد عن صدر " المجلس " يدعو إلى الاستخفاف .
- والحجر والحديد لأنهما سابقان في العمل لائقان بالفوقية .
- وذلك الشرر ، من ناحية أنه المقصود ، هو أسبق كثيرا - من هذه الناحية - من الحجر والحديد .
 
1970 - فالحجر والحديد في البداية ، ثم الشرر ، لكن هذين الاثنين هما الجسد ، والشرر هو الروح .
- وذلك الشرر ، وإن كان في الزمان أكثر تأخرا ، هو في الصفة ، فائق على الحديد والحجر .

 
« 174 »
 
- والغصن أسبق من الثمر ، هذا من ناحية الزمن ، لكنه في الفضل يكون أكثر شرفا من الغصن .
- ولما كان الثمر هو المقصود من الشجر ، كان الثمر هو الأول ، وكان الآخر هو الشجر . « 1 »
- وعندما صرخ الدب من الأفعوان ، خلصه شجاع من بين براثنه .
 
1975 - فكلاهما : الحيلة والشجاعة تعاونا معا ، وبهذه القوة قتل الأفعوان .
- فالأفعوان لديه القوة، ولا حيلة لديه، وأيضا فمن فوق حيلتك، حيلة أخرى . «2»
- وما دمت قد رأيت حيلتك ، عد ، وانظر من أين أتيت ، وامض نحو المبدأ .
- وكل من هو في المنخفض ، جاء من العلا ، فركز عينيك حول العلا ، هيا .
- فإن النظر إلى العلا يهب النور ، وإن كان في البداية يصيب بالدوار ، أجل .
 
1980 - فعود العين على الضياء والنور ، وإن لم تكن خفاشا ، انظر نحو ذلك الصوب .
- وفي النهاية ، ترى أمارة نورك ، والشهوة التي أنت فيها ، هي في الحقيقة قبر لك .
- وفي النهاية ترى أن من رأى مائة لعبة ، ليس مثل ذلك الذي سمع عن لعبة واحدة .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 466 : - ولنعد نحو الدب والأفعوان ، ذلك أنه يطول بنا الإضمار والمجاز .
( 2 ) ج / 4 - 467 : - والماكرون كثيرون ، ولكن انظر في القرآن إلىاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ *.
 
« 175 »
 
- وقد اغتر بهذه اللعبة الواحدة ، بحيث ابتعد عن الأساتذة كبرا وغرورا .
- ومثل السامري ، عندما رأى في نفسه ذلك الفضل ، أشاح بالوجه كبرياء عن موسى عليه السّلام .
 
1985 - لقد تعلم ذلك الفن عن موسى عليه السّلام ، لكنه أغمض عينيه عن المعلم .
- فلا شك أن أبدى موسى عليه السّلام لعبة أخرى ، بحيث اختطف ذلك اللاعب وروحه .
- وما أكثر المعرفة التي تسرع إلى داخل رأس " إمريء " حتى يصبح رئيسا ، ثم تطيع برأسه .
- وإن لم تكن تريد أن يطاح برأسك فكن قدما ، وكن في حمى قطب صاحب رأي .
- ولا تعتبر نفسك أعلى منه ، حتى وإن كنت ملكا ، ولا تقطف سوى نباته ، وإن كنت شهدا .
 
1990 - ففكرك صورة ، وفكره روح ، ونقدك زائف ، ونقده منجم .
- وهو ذاتك ، فابحث عن نفسك في ذاته ، وكن صوبه كالفاخته صائحا : كو . . كو " أين ، أين " . « 1 »
- وإن لم تكن تريد خدمة أبناء جنسك ، فأنت كالدب في فم الأفعوان .
- فلعل أستاذا يخلصك ، ويقوم بجذبك خارج الخطر .
- وزاول النواح والمسكنة ، ما دمت بلا قوة ، هيا ، وما دمت أعمى فلا تشح بالوجه عن مبصر بالطريق .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 467 : - وإن كان سكر الرضا مر المذاق لديك ، فأنت كالدب في فم الأفعوان .
 
« 176 »
 
1995 - فهل أنت أقل من دب ؟ ألا تشكو من الألم ؟ لقد نجا الدب من الألم عندما استغاث .
- فيا اللّه ، اجعل صخرة القلب هذه شمعا ، واجعل أنينه طيبا جديرا بالرحمة .
 
.
يتبع

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: رد: إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:37 pm

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا


مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 



إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي على مدونة عبدالله المسافر بالله

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا


إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي

قول سائل أعمى : لدي نوعان من العمى
 
- كان هناك ضرير لا يفتأ يقول : الرحمة ، فلدى من العمى نوعان ، يا أهل الزمان .
- إذن فارحمونى مرتين ، هيا ، فلدى نوعان من العمى ، وأنا بينهما .
- قال " أحدهم " : إنني أرى أحديهما ، فما هو ذلك العمى الآخر ؟ أبده لنا
 
2000 - قال : إن صوتي قبيح ومستهجن ، فصار قبح الصوت والعمى معا .
- فصوتى القبيح يصبح باعثا على الغم ، ومن صوتي يقل حدب الخلق علىّ .
- وحيثما ينطلق صوتي القبيح ، يبعث على الغضب والحزن والحقد .
- فعلى نوعين من العمى ، إجعلوا الرحمة مضاعفة ، وذلك الذي لا يطيقه مكان ، سعوه في مكان .
- ومن هذا العتاب ، نقص قبح الصوت ، فصار الخلق مجتمعين على رحمته .
 
2005 - وعندما باح بالسر ، جعل لطف صوت قلبه ، صوته لطيفا .
- وذلك الذي يكون صوت قلبه قبيحا أيضا ، يكون لديه ثلاثة أنواع من العمى ، ويكون مبعدا إلى الأبد .
- لكن أولئك الوهابين بلا علة ، ربما وضعوا أيديهم فوق قلبه القبيح .
 
« 177 »
 
- وعندما أصبح صوته حسنا ومظلوما ، لانت له القلوب القاسية ، وكأنها الشمع .
- ولما كان أنين الكافر قبيحا كأنه الشهيق ، فإنه لا يكون قرينا للإستجابة .
 
2010 - ويستجاب دعاؤه القبيح بقول " إخسئوا " ، ذلك الذي كان ثملا كالكلب بدماء الخلق .
- وإذا كان أنين الدب جالبا للرحمة ، لا يجمل بك ألا يكون أتيتك هكذا .
- فاعلم أنك قد قمت بالذئبية مع يوسف ، أو أنك شربت من دماء مظلوم .
- فتب ، وقىء ما أكلت ، وإذا كان جرحك قد قدم ، فاذهب وقم بكيه . « 1 »
 
تتمة حكاية الدب وذلك الأبله الذي كان قد اعتمد على وفائه
 
- والدب بدوره ، عندما نجا من الأفعوان ، ورأى ذلك الكرم من ذلك الرجل الشجاع .
 
2015 - صار ذلك الدب المسكين وكأنه كلب أصحاب الكهف ، ملازما في أثر ذلك الحمول .
- وذلك المسلم وضع رأسه من التعب ، ووقف ذلك الدب حارسا من تعلقه " به " .
- فمر أحدهم وقال له : ما هذا الحال ؟ يا أخي ، من يكون هذا الدب بالنسبة لك ؟
- فأعاد عليه القصة وحديث الأفعوان . فقال له : لا تعلق القلب بدب أيها الأبله .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 503 : - وأقلع عن الذئبية أيها الثعلب العجوز ، واطلب النصرة من الحق ، فهو نعم النصير .

« 178 »
 
- وإن صداقة الدب أسوأ من العداوة ، فاطرده عنك بكل حيلة تعرفها .
 
2020 - قال : والله لقد قال هذا حسدا ، وإلا فماذا ترى من طبيعة الدب فيه ؟
أظر إلى حنانه .
- قال : إن حب البلهاء مانح للغواية ، وحسدى هذا أفضل من حبه .
- فهيا ، تعال معي ، واطرد هذا الدب عنك ، ولا تصطف دبا تاركا أبناء جنسك
- فقال : إذهب ، إذهب ، وانشغل بعملك أيها الحسود ، قال : كان هذا عملي ، ولم يكن رزقا لك .
- وأنا لست أقل من دب أيها الشريف ، فاتركه حتى أكون صديقا لك .
 
2025 - وإن قلبي ليرتعد من التفكير فيك ، فلا تذهب مع مثل هذا الدب إلى غابة
- وإن قلبي هذا لم يرتعد قط دونما سبب ، هذا هو نور الحق ، ليس ادعاء ولا نفاجا .
- فأنا مؤمن ، وهبت " ينظر بنور الله " ، فحذار ، حذار ، أهرب من هذا الأتون
- لقد قال كل هذا ، ووجد أذنا بها وقر ، وسوء الظن سد فظيع أمام المرء .
- وأمسك بيده ، لكنه سحبها منه ، فقال له : إني ذاهب ، فلست بالصديق الرشيد .
 
2030 - فقال له : إذهب ، ولا تحمل همى ، أيها الفضولي ، كفاك ادعاءا للمعرفة .
- فقال له ثانية : إنني لست عدوا لك ، ويكون لطفا منك أن تتبعني .
- قال : إنني نائم ، فاذهب واتركنى ، فقال له : إنقد للصديق آخرا .
- حتى تنام في حمى عاقل ، وإلى جوار صديق ، صاحب قلب .
 
 
« 179 »
 
- لكن الرجل إستنام إلى خياله ، فغضب بجد ، وأشاح بوجهه سريعا .
 
2035 - وقال في نفسه : ربما جاء بقصد هلاكى ، فهو مجرم ، أو أن به طمعا ، إنه متسول ملحاح " يجوب المستوقدات " .
- أو أنه تراهن مع أصدقائه على هذا الأمر ، أي أن يخوفنى من جليسى هذا . « 1 » 
- ولم يرد إلى خاطره ظن واحد حسن من خبث سريرته .
- كان ظنه الحسن بأجمعه منصرفا إلى الدب ، فربما كان من جنس الدب . « 2 »
- لقد إتهم عاقلا وذلك من طبيعته الكلبية ، واعتبر الدب من أهل الحب والعطاء .
 
قول موسى عليه السّلام لعابد العجل : إن هذا تفكير في خيال فأين حزمك ؟
 
2040 - قال موسى لأحدهم كان ثملا بالخيال ، يا سىء الفكر من الشقاء والضلال ،
- إن لديك مائة ظن في كونى نبيا ، مع مثل هذا البرهان والخلق الكريم
- ولقد رأيت منى مئات الآلاف من المعجزات ، فزادتك مائة خيال وشك وظن .
- وصرت في ضيق من الخيال والوسوسة ، فأخذت تطعن في نبوتي .
- ولقد أثرت الغبار من البحر عيانا ، حتى تخلصت من شر الفراعين .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 510 : - أو أن لديه شعورا من الحسد من ود صديقي ، بحيث يجد هكذا في أموره .
( 2 ) ج / 4 - 510 : - كان سييء الظن أبله غير جدير ، ومن الشقاء كان مطيعا للجهل . 
- كان سئ العرق عنيدا شقيا إلى الأبد ، كان ضالا مغرورا أعمى ذليلا مردودا . 
- واختار الدب على صاحب كمال ، أسود الوجه ، هبائى الحاصل ، فاسد الخيال . 
- واتهم عاقلا من حماريته ، واعتبر الدب أهلا للحب والوداد .
 
 
« 180 »
 
2045 - ومن السماء وصلت الأطباق والمائدة طيلة أربعين سنة ، ومن دعائي انفجر نبع الماء من الصخر . « 1 »
- هذا ومائة ضعفه ، والعديد من أمثاله من حار وبارد ، ومنك أيها الغث ، لم يقل هذا التوهم .
- وصاح بك عجل من السحر ، فسجدت له قائلا : أنت ربي .
- وجرف السيل كل توهماتك هذه ، وذكاؤك الغث غلبه النوم .
- فلما ذا لم تصبح سئ الظن في حقه ؟ وكيف استسلمت هكذا يا قبيح الطوية ؟
 
2050 - ولما ذا لم يأتك الظن من تزويره ؟ ومن فساد سحره الذي يأخذ الحمقى ؟
- ومن يكون السامري في حد ذاته أيها الكلاب ، حتى يصبح الرب الأعلى في الدنيا ؟
- وكيف صرت ثابت القلب في تزويره هذا ؟ وصرت عاطلا وغائبا عن كل هذه الإشكالات ؟
- أيصح أن يكون عجل إلها على سبيل الادعاء ؟ فكيف خالفت فيما يتعلق برسالتي ؟
- ومن حماريتك سجدت أمام عجل ، وصار عقلك صيد السحر السامري ! !
 
2055 - وأشحت بالبصر عن نور ذي الجلال ، فهاك الجهل الوافر ، وهاك عين الضلال .
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 515 : - ولقد صارت العصا في يدي أفعى مهولة ، وصار الماء دما على العدو الذي لا يستحقه . 
- صارت العصا حية وصارت يدي شمسا ، وصارت الشمس من انعكاس نورها شهابا .


 
« 181 »
 
- ألا شاه ذلك العقل والتمييز الذي لديك ، ولما كنت منجم الجهل ، فقتلك جائز .
- لقد صاح العجل الذهبي ، فما ذا قال آخرا ؟ بحيث تفتحت لدى الحمقى كل هذه الرغبة ! !
- لقد رأيتم مني ما هو أعجب من هذا بكثير ، لكن متى يقبل كل خسيس الحق ؟
- وما ذا يختطف الباطلين ؟ ، إنه الباطل ، وما ذا يجمل لدى الباطلين ؟ إنه الباطل .
 
2060 - ذلك أن كل جنس يجتذب كل من هو من جنسه ، ومتى يتجه العجل نحو الأسد الهصور ؟
- ومن أين يكون للذئب عشق ليوسف ؟ اللهم إلا على سبيل المكر ، ولكي يأكله 
- وعندما يتخلص من الذئبية ، يصبح مأذونا له ، ويصبح من الآدميين ككلب الكهف . « 1 »
- وعندما شم أبو بكر رضى اللَّه عنه رائحة من محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا ليس وجه كاذب .
- ولما لم يكن أبو جهل من أصحاب الألم ، ورأى مائة شق للقمر ، أم يؤمن .
 
2065 - والمتألم الذي أفتضح ألمه ، أخفينا عنه الحق ، ولم يخف عليه .
- وذلك الذي يكون جاهلا ، وكان بعيدا عن ألمه ، أظهرناه له مرارا ، لكنه لم يره .
- وينبغي أن تكون مرآة القلب صافية ، حتى تستطيع أن تميز منها الصورة القبيحة من " الصورة " الحسنة
 
ترك ذلك الرجل الناصح للمغتر بالدب بعد مبالغته في نصحه
 
- وذلك المسلم ، ترك الأبله ، وعاد سريعا وهو يهمس محو قلا :
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 516 : - وعندما رأى أبو بكر الصالح محمدا ، أدرك صدقه ، وقال : هذا صادق .
 
 
« 182 »
 
- لما كان الوهم يزداد عنده من جدي ونصحي جدلا منه ،
 
2070 - إذن فقد سد طريق الموعظة والنصيحة ، وحق عليه " قوله تعالى "أَعْرِضْ عَنْهُمْ.
- وما دام دواؤك يزيد الألم ، فعليك إذن أن تطرح الموضوع عن الطالب ، وأن تقرأ " عبس " .
- وما دام الأعمى قد جاءك طالبا للحق ، فلا ينبغي أن يضيق صدرك من جراء فقره .
- وأنت حريص على رشاد العظماء ، وحتى يتعلم العوام من الرؤساء .
- ويا أحمد ، لقد رأيت قوما من الأكابر يستمعون إليك ، فقلت : لعل وعسى .
 
2075 - ومن الأفضل أن يصبح هؤلاء الرؤساء من رفاق الدين ، فهم رؤساء على العرب والحبش .
- فيعبر هذا الصيت البصرة وتبوك ، لأن الناس على دين الملوك .
- ولهذا السبب توليت عن ضرير طالب للهداية ، وضقت به ذرعا .
- على أساس أنه قليلا ما تتوفر هذه الفرصة في مثل هذا الجو ، وأنت " أيها الأعمى " من الرفاق ، وأمامك متسع من الوقت .
- وإنك لتشق علىّ في فرصة ضيقة ، وأنا أنصحك ، لا عن غضب أو جدال .
 
2080 - ويا أحمد ، إن هذا الضرير عند الله ، أفضل من مائة قيصر ، ومائة وزير .
- فهيا تذكر الناس معادن ، وثم معدن أثمن قيمة من مائة ألف .

 
 
« 183 »
 
- ومعدن الياقوت والعقيق المكنون ، أقيم من مئات الآلاف من مناجم النحاس .
- ويا أحمد ، إن المال لا يجدي هنا نفعا ، بل ينبغي أن يكون الصدر مليئا بالعشق والألم والحرقة .
- فإن جاء أعمى مستضيء القلب ، لا تغلق الباب ، وعظه ، فالموعظة من حقه .
 
2085 - وإن أنكر عليك اثنان أو ثلاثة من البلهاء ، فمتى تحس بالمرارة ؟ إنك معدن الشهد .
- وإن اتهمك اثنان أو ثلاثة من البلهاء ، فإن الحق يشهد لصالحك .
- فقد قال : لا يهمني أن يعترف العالم كله بي ، وأي حزن يحس به ذلك الذي يكون . الحق شاهده .
- ولو كان للخفاش نصيب من الشمس ، لكان هذا دليلا على أنها ليست شمسا .
- ونفور الخفافيش مني يكون دليلا على أنني الشمس المشرقة الجليلة .
 
2090 - وإن رغب الجعل في ماء الورد ، لكان دليلا على أنه ليس ماء ورد .
- وإن صار زائف شاريا للمحك ، لوقر الشك في كونه قادرا على الحكم .
- واللص يريد الليل لا النهار ، واعلم هذا ، ولست أنا ليلا ، بل نهار أشع على الدنيا .
- وأنا الفارق والفاروق وكأنني الغربال ، بحيث لا يستطيع القش أن يعبر مني .
- وأنا أفرق بين الدقيق والنخالة ، حتى أبدي تلك النفوس مجرد نقوش .


 
« 184 »
 
2095 - وأنا مثل ميزان الله في الدنيا ، أميز بين الثقيل والخفيف .
- والعجل يرى أن الثور إله له ، فيا له من مشتر حمار ، ويا لها من بضاعة مناسبة له .
- ولست بالثور حتى يشريني العجل ، ولست بالشوك حتى يرعاني البعير .
- فهل يظن أنه جار عليّ ، لا . . . بل محا الغبار عن مرآتي .
 
تملق مجنون لجالينوس وخوف جالينوس
 
- قال جالينوس لأصحابه : أعطوني دواء كذا .
 
2100 - فقال أحدهم : يا ذا الفضائل ، إن هذا الدواء يتعاطى من أجل الجنون .
- ألا أبعد الله هذا عن عقلك ، لا تقل هذا ثانية . قال : لقد نظر إليّ أحد المجانين . .
- لقد تملى برهة في وجهي سعيدا ، وغمز لي بعينه ، ومزق كم ثوبي .
- فإن لم يكن هناك تجانس بيني وبينه ، فمتى كان هذا القبيح الوجه يقبل عليّ ؟
- وإن لم يكن قد رأى من هو من جنسه ، فمتى كان يأتي إليه ؟ ومتى كان يأتلف مع من هو من غير جنسه ؟
 
2105 - فإذا ما ائتلف شخصان ، فلا شك أن بينهما قدرا من المجانسة
- ومتى يطير طائر إلا مع من هو من جنسه ؟ وصحبة المرء لمن ليس من جنسه ، قبر ولحد .
 
سبب طيران طائر مع طائر ليس من جنسه والتقاطه الحب معه
 
- قال أحد الحكماء : لقد رأيت في الصحراء غرابا مع لقلق يسعيان معا .
 
 
« 185 »
 
- فتعجبت ، وتفحصت حاليهما ، حتى أجد أمارة عن قدر من المشاركة بينهما .
- وعندما اقتربت منهما حائرا مندهشا ، رأيت بنفسي أن كلا منهما كان أعرج .
 
2110 - هذا بخاصة إن كان ثم صقر ملكي منسوب إلى العرش مع بومة من أهل الخرائب .
- فأحدهما كان شمس عليين ، والآخر خفاش من سجين .
- أحدهما نور بريء من كل عيب ، والآخر أعمى متسول على كل باب .
- أحدهما قمر يطامن الثريا ، والآخر دودة تعيش في الروث .
- أحدهما ذو وجه كوجه يوسف ونفس كنفس عيسى ، والآخر ذئب أو حمار بجرس .
 
2115 - أحدهما محلق في اللامكان، والآخر "عاكف" على المزابل كالكلاب . «1»
- وبلسان معنوي يقول الورد للجعل : يا منتن الإبط ،
- إنك إن كنت هاربا من الروضة ، فإن هذا النفور كمال للروضة .
- وإن غيرتي لتدق على رأسك ، قائلة لك : إبتعد . . إبتعد أيها الخسيس عن هذا المكان .
- وإن إختلطت أنت - أيها الدني - بي ، ليظن " الناس " أنك من معدني . « 2 »
...............................................................
( 1 ) ج / 4 - 547 : - أحدهما سلطان عالي المرتبة ، والآخر في مزبلة وفي حداد . 
- أحدهما خلق من إكرامه في خجل ، والآخر في حزن من الإملاق . 
- أحدهما صار رئيسا لأهل الزمان ، والآخر مغمور تماما في تراب المذلة .
( 2 ) ج / 4 - 547 : - وأنه إن كان يخالطني فمن نقصاني ، ذلك أنه يظن أنه ملكي . 
- فإن خالطني ذلك الملئ بالسم ، فكما يخالط الفأر البحر والسمكة اليابسة .
 

« 186 »
 
2120 - وإن الرياض لتجمل بالبلابل ، وأفضل للجعل المرحاض وطنا .
- ولما كان الحق قد طهرني من الدنس ، فكيف يليق بي أن يبلوني بالدنس ؟
- ولقد كان في عرق منه فقطعه ، فأني يصل إليّ إذن هذا العرق الدني ؟
- لقد كانت إحدى أمارات آدم منذ الأزل ، أن يسجد الملائكة لمقامه " السامي " 
- وأمارة أخرى ألا يسجد له إبليس ، وأن يقول : أنا الملك ، وأنا الرئيس ! !
 
2125 - ومن ثم فإن كان إبليس قد سجد بدوره ، لما كان هو آدم ، بل لكان غير آدم .
- فإن سجود كل ملك معيار له ، كما أن جحود ذلك العدو برهان له .
- لقد كان دليله اعتراف الملائكة ، كما كان دليله أيضا كفر ان الكليب .
- وهذا الكلام لا نهاية له ، فعد ، لنر ما ذا فعل الدب بذلك الرجل الساذج .
 
تتمة اعتماد ذلك المغتر بتملق الدب
 
- لقد نام الرجل ، والدب يذب عنه الذباب ، ومن العناد عادت ذبابة " وحطت " سريعا .
 
2130 - وذبها عدة مرات عن وجه الشاب ، لكن تلك الذبابة كانت تعود سريعا .
- فغضب الدب على الذبابة ، وذهب فاقتلع صخرة ضخمة من الجبل .
- وجاء بالصخرة ، فرأى الذابة ثانية ، قد استقرت على وجه النائم واستراحت .
- فحمل تلك الصخرة - وهي كحجر الرحى ، وألقى بها على تلك الذبابة ، حتى تطير .
- فحطمت الصخرة وجه النائم تماما ، وشاع هذا مثلا في العالم كله .
 
2135 - وحب الأبله مثل حب الدب يقينا ، فحقده حب ، وحبه حقد 
- وعهده واه وخرب وضعيف ، وقوله ضخم ، ووفاؤه نحيل .


 
« 187 »
 
- فلا تصدقه ، حتى وإن أقسم ، فإن معوج الحديث يحنث بيمينه .
- وما دام كلامه بلا يمين كذبا ، فلا تنخدع بمكره ويمينه ، وتقع في المخيض .
- فنفسه أميرة " عليه " ، وعقله أسير ، فاستهن بقسمه على مائة ألف مصحف .
 
2140 - فإن كان بلا يمين يحنث بعهده ، فإن أقسم ، سيحنث به أيضا .
- ذلك أن النفس تزداد إضطرابا إن قيدتها بيمين مغلظة .
- وعندما يشد أسير وثاق الحاكم بقيد ، فإن الحاكم يمزقه ، وينطلق منه .
- ويدقه على رأسه غضبا بذلك القيد ، ويصفع وجهه باليمين .
- فاقنط من أن ينفذ أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ، ولا تقل له احْفَظُوا أَيْمانَكُمْ .
 
2145 - وذلك الذي جعل الحق سندا له في أيمانه ، يجعل من جسده خيطا ، وينسج حوله .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: شرح إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:37 pm

شرح إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي على مدونة عبدالله المسافر بالله

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

شرح إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي
( 1725 ) : ورد أصل الحكاية المذكورة هنا فيما يرى فروزانفر ( مآخذ / 60 ) في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه وفي شرح نهج البلاغة ، وفي كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة ، وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني ، وإحياء علوم الدين للغزالي .
 
( 1741 - 1742 ) : [ إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ، فيقول : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ . يا ابن


 
« 413 »
 
آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟
قال : أما علمت أنه إستطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم إستسقيتك فلم تسقني ، قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : إستسقاك عبدي فلان فلم تسقه ، أما أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ] ( جلبنارلي : 2 / 229 )
 
( 1743 ) : [ لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، وقدمه التي يسعى بها ، ويده التي يبطش بها ] ( أحاديث مثنوي / 18 - 19 ) .
 
( 1747 ) بالطبع لأنه اسم فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
 
( 1755 ) : [ ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق ] ( أحاديث مثنوي / 58 ) ( 1764 ) [ إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ] ( أحاديث مثنوي / 59 )
 
( 1770 ) أخطاء المحبين في التعبير بمثابة دماء الشهداء شرف لهم ، ودليل على حرقة القلب وصدق العبادة ، فالغائب الثمل لا ينمق العبارة ، وخطؤه هذا بمثابة دماء الشهيد التي ينبغي أن يكفن بها ، فهي شاهد له لا عليه [ ويبعث يوم القيامة ، واللون لون الدم ، والريح ريح المسك ] .
 
( 1773 - 1775 ) : لقد وصل الراعي إلى الكعبة « الكعبة هي القلب كما أشار مولانا في أكثر من موضع من ديوان شمس » فما فائدة التحري والسؤال عن القبلة ؟ وإذا وجدت الحرقة ، فما فائدد تنسيق الألفاظ ؟ ، الياقوت ياقوت سواء وجد عليه ختم أو لم يوجد .
 


 
« 414 »
 
( 1776 - 1780 ) : السر في مصطلح الصوفية مرتبة من المراتب الروحانية للكمال ، وكل وجود ترابي ينبغي له سبع مراتب : الطبع والنفس والقلب والروح والسر والخفي والأخفى . فالوحي للسر ، ولا علاقة للوحي بالروح أو القلب ، فلا يزال فيهما بعض آثار البشرية ، وفيهما الحقيقة ومشاهدة الحقيقة معا . هذه الحالة غير قابلة للتفسير ، فإذا كان موسى عليه السلام وهو نبي لم يتحملها ، فكيف بكم ؟ وأنا لو تحدثت عنها لما تحملتها العقول ، ولانكسرت الأقلام .
 
( 1783 - 1786 ) : المفتون الذي يمضي في الصحراء إلى غير غاية ، لا يكون خطوه مستقيما ، لأنه لا يهدف في مشيه إلى وجهة معينة ، بل يكون سيره كنقلات الفيل والرخ في الشطرنج ، حينا يكون خفيفا بحيث لا يترك أثرا على الرمل وكأنه موج ، وحينا يكون يائس الخطى بحيث يظهر أثره كله كأنه سمكة ، حينا يجلس ويخط خطوطا في الرمال ، وكأنه ضارب رمل .
 
( 1789 - 1790 ) : ليست هناك رعاية للتدابير والآداب لمن هو متصل بالحق إذ أنه « بين الأحباب تسقط الآداب » ، وإن نطقوا بالكفر فهو دين . فدين العاشقين يهب قلوبهم النور ، وعشاق الحق هم الملاذ في الدنيا ( أنظر : زلته في حكم الطاعة عند الحق في الكتاب الأول البيت 1598 ) ، إنك أصبحت معافا مرحوما أيها الراعي مصداقا لقولهيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ( إبراهيم / 27 ) .
 
( 1791 - 1794 ) : يرد الراعي : لم تعد المشكلة مشكلة تعبير وبيان ولسان ، المشكلة الآن في القلب الذي أصبح غارقا في الدم في طريق الفناء ، ذلك أني بما حدث لي من جذب ، جاوزت سدرة المنتهى ، ويسر لي المعراج الروحي ، لقد ضربتني يا موسى بسيف تأديبك فانطلق جواد روحي ، وقفز وجاوز الأفلاك
 


 
« 415 »
 
، ومع أني في الظاهر في الناسوت ، صرت أحد أسرار العالم الإلهي ، فالثناء على يدك .
 
( 1795 - 1804 ) : على كل حال فأنا لا أستطيع التعبير عن أحوالي ، وما تراه أو تحسه صورتك أنت ، وما تسمعه نفختك في الناى ، وكلاهما ليسا جديرين بالمرآة أو بالناي ، وحمدك وشكرك مهما نمقت فيهما ، فهما أشبه بهراء ذلك الراعي
[ لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ]
لأن المقياس هنا ليس كلام الراعي ، بل قيمة المخاطب ، وكله سواء : قولك وقول الراعي وقول الخطباء والفصحاء ومديح الشعراء في جناب الحق ، كله لا يساوي شيئا ، وهذا تعرفه عندما يكشف الغطاء يوم القيامة ، فتعلم أن أوصافك دون الموصوف بكثير ، وأنه من قبيل الرحمة فحسب أن قبل منك هذا الذكر الناقص ، إنه يقبله كما تقبل صلاة الحائض فهي رخصة ، وهي ملوثة بالدم ، والذكر الذي تقوم به أنت فيه تشبيه وفيه حديث عن الكيفية ، ودم الحائض يطهر بالماء ، لكن نجاسات الباطن . . كيف تطهر ؟
إنما لا يطهرها شيء إلا لطف الخالق سبحانه وتعالى ورحمته .
 
( 1805 - 1808 ) : لا يزال الكلام لمولانا جلال الدين : ليتك تنتبه وأنت في سجودك إلى قولك سبحان ربي الأعلى ، إنه يعني : سجودي هذا كوجودي تماما غير جدير بك ، وهو شر مني ، لأني لست أدري معناه الحقيقي وهو تنزهت عن كل صفة يصفك بها البشر ، أو « سبح اسم ربي الأعلى تسبيحا عما لا يليق بشأنه » ( أنقروي / 2 - 296 ) ، وعلى هذا فذكري هذا شر ، لكنك تجازيني عليه بالخير حلما منك ، ذلك الحلم الذي شمل الأرض كلها ، تلقي عليها أيها الإنسان بخبثك فتستره ، وتمبت بدلا منه الزهور والبراعم .


 
« 416 »
 
( 1809 - 1819 ) : من هنا يعد الكافر من وجهة نظر العطاء والجود أقل من التراب ، وهذا بعكس الصوفي « لأنه كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها الاكل مليح » ( أنقروي / 2 - 296 ) ، والكافر لا محالة نادم على هذا ، يعلم أنه أقل من التراب يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ، وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ( النبأ / 40 )
إن ميله كله إلى التراب ، لأنه لم يحمل إلى الحضرة من سفره ما ينفعه ، فهو يتقهقر ، وبخله وحرصه هو سبب تقهقره ، وهو نبات يلتصق بالأرض ولا يسمق ولا ينمو ، ولا يطمح إلى العلا فيموت ، والروح ميالة إلى العلا ، فلا تحبسها في طين الأرض ، ولا تقلب طبيعة وجودك ، فلقد نزلت من السماء إلى الأرض ، أو على حد قول ملا هادي السبزواري ( شرح / 145 )
كل موجودات هذا العالم الأدنى ظلال وانعكاسات لموجودات العالم الأعلى ، وفي الحقيقة كل الموجودات ظلال للوجود الأحدي ، ومن ثم مطلوب منك أن تنظر دائما إلى موطنك ، لا أن تكون آفلا ، فالله لا يحب الآفلين .
 
( 1820 - 1829 ) : يقدم سيدنا موسى عليه السلام بعض الأسئلة إلى الخالق سبحانه وتعالى ( من قبيلها أيضا ما ورد في الكتاب الرابع الأبيات : 3001 - 3029 )
ويرى استعلامي ( 2 / 263 ) أن البحث الذي يدور هنا حول تفسير لحكمة الله تعالى في خلق الكفرة والعصاة مع سابق علمه تعالى بأنهم سوف يكونون من الكفرة والعصاة .
والواقع أن الأبيات تحتوي على أكثر من قضية من القضايا التي كان يحلو لمولانا جلال الدين الخوض فيها ، سؤال موسى عليه السلام : ما المقصود بكل هذا الإعوجاج الذي يسود العالم من حولنا ؟
غلبة الظلمة وأنين المظلومين ، وهذا التناقض الشديد الذي نراه ، وتلك المظاهر التي تثير الغيظ والثورة ، ثم ما هو السر في خلق الإنسان في أحسن تقويم ، ثم أفوله وشيخوخته
 


 
« 417 »
 
وموته ، ويتدارك موسى عليه السلام : إنه يعلم أن كل هذا لحكمة ، وهو لا يعترض ، إنه يسأل فحسب ، والملائكة عندما اعترضوا على خلق آدم ، أبدى لهم الله سبحانه وتعالى السر بعرضه لنور آدم عيانا ، وموسى عليه السلام يريد الجواب أيضا عيانا ، فالله سبحانه وتعالى هو كاشف الأسرار ، الحشر يكشف سر الموت ، والثمرة تبوح بسر الشجرة ، وهلم جرا .
 
( 1830 - 1845 ) : لكل شيء سر ، هذا أمر معلوم ومفهوم . حسن الإنسان هو سر الدم والنطفة ، وكل رحمة في الآخرة لا بد وأن يسبقها في الدنيا بلاء ومعاناة ، فكل زيادة يسبقها نقصان ، وكل بناء يسبقه هدم وإليك هذه الأمثال :
لوح الكتابة يغسل ويمحى في البداية ثم يكتب عليه ، والقلب يعاني العذاب ويصير دما حتى تكتب عليه أسرار الإله ، والمنزل عند بنائه يحفر أساسه ، والأطفال ينوحون من إبرة الحجام وفيها خيرهم ، والحمالون يتخاطفون الأحمال على ثقلها فكلما كانت أثقل كان نفعها أكبر ، واقرأ الحديث النبوي الشريف
[ حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ]
ومن عكف على لذائذ الشهوات هنا ، صار إلى النار هناك ، ومن عانى مشقة الطريق وناره هنا ، مضى إلى الجنة هناك ، هذا البلاء الدنيوي إذن مقدمة للنعمة الأخروية ، وهذا هو ما تلاحظه حتى في الدنيا ، السجين سجين بسبب شهوته ، والعظيم عظيم بسبب تحمله المشاق وصبره على التكسب .
 
( 1846 - 1851 ) : وهناك صنفان من البشر : صنف نافذ البصر ، ينظر بنور الله ، يرى أن الأمر كله يرجع إليه ، وصنف مقيم على الحس يتوخى الأسباب . الأول روحه خارج الطبائع أي لا يعتبر الطبائع وانسجامها أو تنافرها سببا لكل شيء ، ومن ثم فهو المميز بخرق الأسباب ، أي لا يتوقف عند الأسباب
 


 
« 418 »
 
ولا يرى أنها تؤدي إلى نتائج حتمية ، فالطبيب سبب لكن ليس من المحتم أن يؤدي علاجه إلى الشفاء ، وهذا الصنف الآخر كالمصباح يحتاج إلى فتيل ، لكن هل تحتاج الشمس إلى فتيل؟ وسقف الدار في حاجة إلى طلاء، لكن هل يحتاج ذلك سقف السماء؟
 
( 1852 - 1865 ) : وقفة أخرى من وقفات مولانا : اغتنم الوقت الذي يكون فيه الحبيب معك في خلوة الليل فسرعان ما يطلع النهار وتعود إلى حالتنا اليومية .
والقمر لا يتجلى إلا ليلا ، فكن دائما على استعداد لهذا القمر ، ولا يكون هذا الاستعداد إلا بالبحث من أعماق القلب ، تربية عيسى ( الروح ) وإهمال حمار عيسى ( الجسد ) ، وانك لم تسمع « أخروهن » من الحديث النبوي »
[ أخروهن من حيث أخرهن الله ]
وربما تكون قد سمعته ، وفهمت منه أن المقصود من هذا الحديث النساء ، وسقت طويلا في هذه المعاني متناسياً النصوص التي توصى بهن ، ولم تدر أن المراد هو النفس وهي حمارية الطبع فأخرها ، واجعل العقل متقدما إياها ، لا تابعاً لمزاجها ، تراني شبهتها بحمار عيسى ؟ !
أبداً ، إنها حتى لا تصل إلى هذا المستوى ، فحمار عيسى كان منقاداً لعيسى متأثرا بقوته الروحية العظيمة منقادا لها ، ولا تحرن المطية إلا إذا كان الفارس ضعيفاً ، فإذا عز عليك الدواء لا تطلب الداء إلا منه ، والزمه ، فإنه هو القادر على علاج ما بك من ألم وضعف .
 
( 1866 - 1881 ) : حتى وإن كنت عيسى ، حتى وإن كانت لك روح قوية كروح عيسى عليه السلام وكان لك نفس يحيى الموتى كنفسه ، فالأمر منك في حاجة إلى جد واجتهاد ، فعيسى نفسه عانى من اليهود ، ويوسف عانى من الاخوة الماكرين الحسودين ، وأنت لا بد ستعانى من هؤلاء الحمقى الغاضبين


 
« 419 »
 
الصفراويين ، الذين يصبون حقدهم عليك فينقلب إلى ازعاج لك ووجع رأس ، فهل يقعدك هذا عن الطريق ؟ !
هل يمنعك عن إتمام الطريق ؟ ! هل يحول بينك وبين مجاهداتك ورياضاتك وتفردك العظيم ؟ ؟ !
إنك أنت العسل ، وهؤلاء الناس هم الخل ، وعلاج الصفراء الناجع بمخلوط العسل والخل ، وإن زاد أهل الجحيم هؤلاء في نسبة الخل فزد أنت في نسبة العسل ، قدم أنت الخير إن قدموا لك الشر ، وهم يفعلون ما هم جديرون به ، فافعل أنت ما أنت جدير به [ صل من قطعك واعط من منعك وأعف عمن ظلمك ] ،
وليكن تأسيك بمحمد صلى الله عليه وسلم ، تعرض لما لم يتعرض له بشر ، وكان رده الدائم : [ اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ] ،
 
 لتكن محترقا كالعود تنشر الأريج وأنت تحترق ، فإن احترق العود ، فإن منبع العود موجود وهو أصل النور ، وليكن صفوك دائما مع العاقل ، فجفاء العاقل خير من وفاء الأحمق الجاهل ، وهكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : [ يا بنى إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ]
( منسوبة في شرح نهج البلاغة إلى علي رضي الله عنه ومنسوبة في عيون الأخبار إلى عمر رضي الله عنه ورويت كحديث في اللؤلؤ المرصوع وقال إنه موضوع - فروزانفر : أحاديث / 60 - 61 ) .
 
( 1882 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت أورد فروزانفر ( مآخذ 61 - 62 ) حكايتين من فردوس الحكمة والفرج بعد الشدة قريبتين منها في بعض المواقع إلا أنهما لا ينطبقان عليها ، والواقع أن مولانا استفاد من حكاية قيىء لقمان للفاكهة المذكورة في الكتاب الذي بين أيدينا ، والعاقل هو المرشد والنائم الذي دخلت الحية في بطنه هو المريد الجاهل ، وما قام به المرشد من مكابدات مع النائم حتى يخرج
 


 
« 420 »
 
الحية ، كناية عن الجهود التي يقوم بها المرشد لتخليص المريد حتى وإن كان هو غافلا عنها .
 
( 1915 - 1919 ) : الحديث عن النفس الأمارة بالسوء [ أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ] فضلا عن حديث آخر استفاد منه مولانا في وصفه [ لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلًا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون لله تعالى ، لا تدرون تنجون أو لا تنجون ] ( أحاديث مثنوى : 61 ) .
 
( 1920 ) : عن أبي بكر الربابى ( أنظر شروح البيت 1577 من الكتاب الذي بين أيدينا ، والشطرة الثانية من نفس البيت إشارة إلى حكاية واردة في الكتاب الثالث ، الأبيات 1844 - 1856 ) .
 
( 1922 - 1925 ) : الكلام هنا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم و يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ إشارة إلى بيعة الرضوان ، وتوارد " اليد الطولى " أي القوة التي لا يفهمها الضعفاء ، اليد القادرة بإشارة من طرف الإصبع على شق القمر .
 
( 1926 ) : من هنا حديث للعاقل مع النائم الذي أخرج الحية من بطنه .
 
( 1935 ) : مصدر الحكاية كما أورده فروزانفر ( مآخذ / 62 - 65 ) كتاب فرائد السلوك ، الذي انتهى تأليفه سنة 610 هـ
- والمصدر يذكر قرداً بدلًا من دب ويرى أن فحوى الحكاية ناظرٌ إلى قول الإمام علي رضي الله عنه : يا بنى إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، وقول عبد الله بن داود بن حربي : " كل صديق ليس له عقل أشد عليك من عدوك " وجاء في شعر صالح بن عبد القدوس :عدوك ذو العقل أبقى عليك * من الصاحب الجاهل الأخرقوضرب المثل بالحكاية في المأثور الشعبي الفارسي : فيقال ( دوستى خاله خرسه ) عداوة الخالة الدبة لصداقة الجاهل الغادر . وكتب محمد على جمالزاده الكاتب
 


 
« 421 »
 
المعاصر قصة مستخدماً المثل كرمز سياسي للصداقة المدعاة من قبل الروس لإيران في مرحلة من تاريخها ( أنظر مجموعة يكى بود يكى نبود ) .
 
( 1936 - 1942 ) : يتحدث مولانا هنا عن المسؤولية الاجتماعية عن العارفين :
ليس العارف معتزلًا ، همه أن ينقذ نفسه ، بل هو موكل بالدفاع عن المظلومين والمطحونين ، تحركهم الرحمة ، فهم جزء من الرحمة الكلية ، وهم ملح الأرض ، ودواء الخلل ، وهم الدواء الذي يبحث عن الداء والماء الذي يبحث عن الظامىء . وعند الأفلاكى 1 / 260 ذكر لبيت " أن المدد يكون لأسود لرجال . . . الخ " في معرض ما حدث من خراب لبلخ بعد خروج بهاء ولد منها ( أنظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الأول ) .
 
( 1934 - 1954 ) : الحديث عن الرحمة الإلهية ، ولكي تنزل عليك اعتبر نفسك وحياتك الدنيا هباءً ، حينذاك تنصب عليك المعرفة الإلهية التي تسترك ، ورحمة الله واسعة متصلة لا حدود لها ، فداوم على طلبها ، ولا تقنع بالقليل منها ، وفكر فيما وراء عالم المادة ، حينذاك تسمع الأنغام مما وراء العرش ، تخلص من كل ما يحول بينك وبين هذه المرتبة : طهر أذنك من الوسواس ، وعينيك من الشعر وأنفك من الزكام ، وداخلك من الحمى الصفراء ، ورجولتك من العنة ، وروحك من نير الجسد ، ويدك وعنقك من نير البخل ، تنال جزاء كل فعل ، تسمع ضجيج الفلك ، وترى بستان الله ، وتشم ريح الله ، وتحس بلذة الدنيا ، وتتزوج الحور العين ، وتطوف حول محفل الرجال .
 
( 1955 - 1958 ) : وإن لم تستطع أن تفعل ذلك ، فاحمل كل همومك إلى كعبة اللطف ، ونح وتضرع فهذه هي وسيلة الوعي وعامل اليقظة ( أنظر 630 و 832 و 1552 من الكتاب الأول ) وهو أحن عليك من الأم على طفلها ، وحاجتك طفل


 
« 422 »
 
لا بد أن يبكى حتى يفور ثدي الأم باللبن ( أنظر لتفصيل الفكرة الكتاب الخامس ، الأبيات 135 - 144 وشروحها وأنظر الكتاب الذي بين أيدينا البيتين 446 - 447 وشروحهما ) ألم يقل قُلِ ادْعُوا اللَّهَ ( الاسراء / 110 ) والدعاء لله هو بكاؤك وتضرعك .
 
( 1959 - 1964 ) : هزيم الريح وانصباب المطر من السماء هو الإجابة على دعائك ، وهذا هو معنىوَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ( الذاريات / 22 )
والمعنى : إن التصاقك بالأرض لا معنى له إذا كان رزقك في السماء ، وخوف الفقر هو الذي يضلك الشيطان يخوفكم الفقر ويأمر بالفحشاء وفيك لمة من الملك ولمة من الشيطان ، لمة تدعوا إلى العلا ، ولمة تدعو إلى الحضيض ، ولست أقصد بالرفعة هنا رفعة المكان ، بل هي كمال العقل وكمال الروح التي تتصل بالملأ الأعلى .
 
( 1965 - 1974 ) : يوضح أن الرفعة ليست بالمكانة ، فمن المعروف أن الأسباب مقدمة في الظاهر على نتائجها ، لكن حتمية وجودها في أنها تسبب هذه الآثار ، والعظماء في الدنيا في مكانة أعلى ، لكن [ رب أشعث أغبر ] يكون في مكانة عند الله أفضل منهم جميعاً ، والأسباب مقدمة في العمل والنتائج مقدمة في الأثر .
 
( 1976 ) : الشطرة الثانية ناظرة إلى الآية الكريمةوَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ.
 
( 1977 - 1986 ) : حيلتك ومكرك مصدرها الخالق ، فعد إلى الخالق ، وكل ما هو موجود في منخفض ( الماء مثلا ) إنما هبط من السماء ، ونظرك إلى أعلى يهبك النور وإن كان يأتيك بالدوار في البداية ، وبعدها يتضح لك كل شئ : أمارة
 


 
« 423 »
 
النور تدرك أن في شهوتك مماتك ونهايتك ، وتدرك أن تجربتك محدودة ، وأنك مغرور بعمل قليل ، متمرد على أستاذك بهذا العلم القليل فيكون مصيرك كالسامري أضله علم قليل تعلمه من موسى عليه السلام وقضى عليه ( أنظر الكتاب الأول 2269 ) .
 
( 1987 - 1996 ) : المعرفة الناقصة تردى صاحبها ، تجعل منه رئيسا ثم تطيح برأسه ، فكن في حمى شيخ كامل " قطب " واستفد منه ، فعملتك مزيفة ، وعملته صحيحة ، وكمال ذاتك بهمتك ، فكن كالقطا باحثا عنه متسائلًا في كل مكان : كو كو : أين . . . أين ؟ ؟
ولكي تكون مستعدا لخدمة البشر ينبغي أن تلزمه في البداية ، وإلا كنت كالدب في فم الأفعوان ، وأكرر عليك ، التضرع والبكاء هما الوسيلة والشيخ هو واسطة العناية ، فزاول الأنين كما أن الدب ، لكن كن في أنينك خاشعاً طيباً حسن الصوت وإلا كنت كمن سأروى لك حكايته .
 
( 1997 ) : أرجع فروزانفر الحكاية التي تبدأ بهذا البيت إلى محاضرات الراغب الأصفهاني ، كما وردت الحكاية في شرح نهج البلاغة ، وأشار شاعرٌ إلى هذا بقوله :اثنان إذا عدا * حقيقٌ بهما الموت
فقير ماله زهد * وأعمى ماله صوت( مآخذ / 65 )
 
( 2004 - 2014 ) : إن اعتراف الأعمى قبيح الصوت بما فيه من عيب ، أبدى قلبا رقيقاً حساساً انعكس على صوته فجعله حلوا ، وإلا فإن أسود القلب الذي لا يرى عيبه يكون صوت قلبه ايضاً قبيحاً ، فيكون ذا ثلاث عاهات لا عاهتين ، وربما كان قلب ذلك الأعمى قد تعرض للطف أحد المشايخ المرشدين فرقق قلوب المحسنين عليه ، ومن هنا يدعو الكافر فلا يستجاب له بل يستجاب عليه ب
 


 
« 424 »
 
اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ( المؤمنون / 106 ) ، وفي البيت 2014 إشارة إلى المثل العربي : " آخر الدواء الكي " .
 
( 2040 ) : عودة إلى قصة السامري وعجله الذهبي وموسى عليه السلام ( انظر 2269 من الكتاب الأول ) ويرى فروزانفر أن الأفكار المذكورة هنا ناظرة إلى بيت لسنائى الغزنوي :
العوام يؤمنون بألوهية العجل * لكنهم لا يؤمنون برسالة نوح ( ديوان / 498 ) ( عن مآخذ / 65 ) ( 2043 ) : إشارة إلى معجزة شق البحر بالعصا ( البقرة / 50 ) .
( 2045 ) : إشارة إلى المن والسلوى في تيه بني إسرائيل وانبجاس الماء من الصخر ( البقرة 57 و 60 ) .
 
( 2070 ) : أَعْرِضْ عَنْهُمْ ( السجدة / 30 ) .
( 2071 - 2079 ) : عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى . وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى . أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى . أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى . فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى . وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى . وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى . وَهُوَ يَخْشى . فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ( عبس / 1 - 10 ) ،
 
والإشارة إلى مجىء ابن أم مكتوم ، وكان ضريراً وقوله للرسول صلى الله عليه وسلم أثناء جلوسه مع وجوه قريش ( عتبة بن ربيعة ، وأبى جهل ، والعباس ، وأمية ) : علمني مما علمك الله ، وإشاحة الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه عنه ، ثم نزول الآيات ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يهش في وجهه بعدها كلما رآه ويقول له : أهلا بمن عاتبني فيه ربى ، ( مولوى 1 / 450 ) .
 
وفي تعليق للسبزواري ( شرح ص 146 ) أن هذه لم تكن معصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العبوس والتهلل في وجه الأعمى يستويان .
 
( 2081 ) : [ الناس معادن خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ]


 
« 425 »
 
( أحاديث مثنوى / 61 - 62 ) وعند جلبنارلى ( 2 / 258 ) رواية أخرى عن الجامع الصغير : [ الناس معادن والعرق دساس وأدب السوء كعرق السوء ] .
 
( 2099 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت ، قال فروزانفر ( مآخذ / 66 ) أنها مأخوذة عن حكاية وردت في قابوس نامه عن محمد بن زكريا الرازي ( المتوفى سنة 320 ه ) وذكر استعلامى انها تكررت في مصادر عديدة قبل مولانا ، ووردت في بعض المصادر القديمة عن أبو قراط .
 
( 2106 ) : هناك مثل فارسي يقول :
كل طائر يطير مع جنسه * الحمامة مع الحمامة والبازي مع البازي وفي المثل العربي " كل طير يطير مع شكله " ( 2107 ) : المثل الذي يبدأ بالبيت مأخوذ فيما يرى فروزانفر ( مآخذ / 66 ) عن المجلد الثاني من إحياء علوم الدين للغزالي .
 
( 2116 - 2120 ) : وإذا أتتك مذمتي من ناقص ، فهي الشهادة لي بأنى كامل .
( 2144 ) : إشارة إلى الآية الأولى من سورة المائدةيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، والآية 89 من نفس السورةوَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ.
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.docx   إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:38 pm

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.docx

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.txt

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.pdf






عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إنكار موسى عليه السّلام مناجاة الراعي المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف أنكر موسى عليه السلام مناجاة الراعي .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
» ذهاب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لعيادة أحد الصحابة المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» هوامش وشروح 01 - 3826 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» فهرس الموضوعات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» ظن ذلك الشخص الخيال هلالا في عهد عمر المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: