منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:54 pm

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر على مدونة عبدالله المسافر بالله

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه  المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه على أمر ما
دون أن يحس أنه مبتلى بنفس الأمر
- ذهب أربعة من الهنود إلى مسجد من المساجد ، وصاروا في ركوع وسجود طائعين .
- وكبر كل منهم على نية ما ، ودخل في الصلاة بمسكنة وألم

3040 - وجاء المؤذن ، فانفلت من أحدهم كلام ما ، وتساءل : أيها المؤذن ، هل أذنت ، وهل حان الوقت ؟
- فقال ذلك الهندي الآخر من ضراعته : انتبه ، لقد تحدثت ، وبطلت صلاتك .
- فقال الثالث له : يا عمي ، لما ذا تلومه ؟ لم نفسك .
- فقال الرابع : حمدا لله ، إنني لم أقع في البئر مثل أولئك الثلاثة .
- ومن ثم فسدت صلاة الأربعة ، وأغلب العائبين ، ضلوا الطريق .


3045 - وما أسعدها تلك الروح التي رأت عيبها ، وكل من تحدث عن عيب ، فقد شراه لنفسه .
- ذلك أن نصفه كان من موطن العيب ، بينما كان نصفه الآخر من موطن الغيب .


« 256 »


- وإذا كان هناك فوق رأسك عشرة من الجراح ، فإنما ينبغي أن توكل إلى نفسك دهانها .
- والعيب على نفسك دواء لها ، وإن كان ثم كسير ، وجبت له الرحمة .
- وإن لم يكن فيك نفس ذلك العيب ، لا تكن آمنا ، ربما يشيع عنك أيضا ذلك العيب .


3050 - إنك لم تسمع " لا تخافوا " من الله ، إذن لما ذا رأيت نفسك آمنا سعيدا ؟
- ولقد عاش إبليس لسنوات " طويلة " حسن السمعة ، ثم صار مفتضحا ، فانظر إلام صارت سمعته .
- لقد كانت علياؤه معروفة في الدنيا ، وصار معروفا بعكسها ، فويل له .
- فما لم تكن آمنا ، لا تبحث عن الشهرة ، واغسل الوجه بالخوف ، ثم أبد وجهك .
- وما لم تثبت لحيتك يا جميلي ، لا تسخر من أجرد آخر .


3055 - وانظر إلى أن روحه قد صارت مبتلاة ، وسقط في بئر ليكون عبرة لك .
- وأنت لم تسقط لتكون عبرة له ، وهو إحتسى السم ، فاشرب أنت سكره .

قصد الغز قتل رجل حتى يخاف آخر

- لقد جاء أولئك الأتراك الغز السفاحون ، وهجموا على قرية فجأة لسلبها .
- فوجدا اثنين من أعيان تلك القرية ، فأسرعوا من أجل إهلاك أحديهما .


« 257 »


- وأوثقوا يديه من أجل ذبحه ، فقال : أيها الملوك ، أيها الأركان العظام

3060 - لما ذا تلقون بي في بئر الموت ؟ ولأي سبب أنتم ظامئون إلى دمي ؟
- وما الحكمة ، وما الغرض من قتلي ؟ ما دمت فقيرا إلى هذا الحد وعاري الجسد ؟
- قال أحدهم : حتى يهاب رفيقك هذا ، ويحل به الخوف ، فيبدي " ما يخفيه " من ذهب .
- قال : إنه أفقر مني آخرا ، فأجاب : لقد تظاهر بهذا ، لكن لديه ذهبا .
- قال : ما دام الأمر وهما ، فكلانا سواء ، كلانا في مقام الاحتمال والشك .



3065 - فاقتلوه أولا أيها الملوك ، حتى أخاف أنا ، وأدل على الذهب .
- فانظر إلى الإكرامات الإلهية بنا ، أننا جئنا في آخر الزمان وفي منتهاه .
- وآخر القرون مقدم على القرون ، وفي الحديث : نحن الآخرون السابقون 
- حتى يبدي لنا هلاك قوم نوح وقوم هود ، يبديه لنا عارض الرحمة .
- فقد قتلهم حتى نخاف منه ، ولو كان قد فعل العكس ، فالويل لك .
 

بيان حال المغرورين والجحودين لنعمة وجود
الأنبياء والأولياء عليهم السلام

3070 - كل منهم تحدث عن العيب وعن الذنب ، من قلب كأنه الحجر ومن روح سوداء .
- ومن استخفافهم بالأمور ، وفراغهم من التفكير في الغد .
- ومن الهوس ، ومن عشق هذه الدنيا الدنية ، فهم كالنساء ، ضعاف العقول أمام النفس .


« 258 »


- وذلك الفرار من نكات الناصحين ، وذلك الجفول من لقاء الصالحين .
- والغربة عن القلوب وأهل القلوب ، والتزوير والرياء مع الملوك .



3075 - واعتبار شباع العيون من المتسولين ، وعدائهم خفية ، حسدا منهم .
- فإن قبل شيئا ، يقول : شحاذ ، وإن لم يقبل ، يقول : حيلة ومكر وتظاهر .
- وإن اختلط بك ، تقول طامع ، وإن لم " يختلط " ، تقول : مولع بالتكبر . « 1 »
- أو اعتذرت كالمنافق قائلا : شغلت بنفقة العيال وأهل الدار .
- فليس عندي اهتمام حتى بحك رأسي ، وليس عندي اهتمام بأمور الدين .



3080 - فاذكرنا بهمتك يا فلان ، حتى نصبح من الأولياء آخر الأمر .
- وقد قال هذا الكلام أيضا ليس من الألم أو الحرقة ، مثل نعسان تحدث هراء ثم نام .
- فلا محيص قط من قوت العيال ، إنني أقوم مرغما بالكسب الحلال .
- أي حلال ، يا من صرت من أهل الضلال ، إنني لا أرى حلالا سوى دمك
- فهو ذو وسيلة " للبعد " عن الله ، ولا وسيلة له عن القوت ، وحيلته عن الدين ، لا عن الطاغوت .



3085 - فيا من لا صبر لك عن الدنيا الدنية ، أي صبر لديك عن " نعم الماهدون " ؟
- ويا من لا صبر لك عن العز والنعيم ، كيف صبرك عن الله الكريم ؟
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 390 : - وإن تحملك، قلت : عاجز ، وإذا تحركت فيه الغيرة ، قلت : مندفع .


« 259 »

- ويا من لا صير لك عن الطاهر والدنس ، كيف صبرك عن الذي خلقهما ؟ « 1 »

- فأين مثل الخليل الذي خرج من الغار ، وقال : أهذا رب ؟ أين الخالق ؟ حذار

- وأنا لن أنظر إلى العالمين ، ما لم أر لمن هذان المجلسان .

 

3090 - وبدون مشاهدة صفات الله ، إن أكلت الخبز ، لغص به حلقي .
- فكيف أهنأ بلقمة دون مشاهدته ؟ ودون مشاهدة وروده وروضته . ؟
- ومن الذي يأكل من هذا الماء والطعام لحظة واحدة إلا على رجاء الله ؟
اللهم إلا إذا كان من البقر والحمر ؟
- وذلك الذي هو كالأنعام بل هم أضل ، وإن كان شديد المكر ، إلا أنه نتن الإبط .
- فمكره منقلب ، كما صار هو منقلبا ، وعمره القصير قد إنتهى ، وقد دنا أجله .


3095 - وموضع فكره قد إنثلم ، وخرف عقله ، وانتهى عمره ، وليس معه شيء ، كحرف الألف .
- وكل من يقول : إنني أفكر في هذا الأمر ، يكون هذا كله من حيل النفس أيضا .
- وكل من يقول : إنه غفور رحيم ، ليس ذلك إلا من حيلة النفس اللئيمة .
- ويا من مت غما قائلا : اليد خالية من الخبز ، إذا كان غفورا رحيما ، فلم هذا الخوف ؟
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 390 : - ويا من لا صبر لك عن العيال وللزوجة ، كيف تصبر عن الحي ذي المنن ؟ . 
- ويا من لا صبر لك عن الماء الكدر ، كيف تصبر على غضب الله ؟ 
- ويا من تقول أن الله سوف يغفر لك ، إعلم أن هذا هو خداع الغول لك .

« 260 »

شكوى رجل شيخ لطبيب من أمراضه وجواب الطبيب عليه

- قال شيخ لطبيب : إنني في عذاب من وجع في رأسي .


3100 - قال : إن ضعف الدماغ هذا من الشيخوخة ، قال له : وعلى عيني وسم من الظلمة .
- قال : من الشيخوخة أيها الشيخ المعمر ، قال : إن ظهري يؤلمني ألما شديدا .
- قال : من الشيخوخة ، أيها الشيخ الضعيف ، قال : وأنا لا أهضم ما أكلت 
- قال : ضعف المعدة أيضا من الشيخوخة ، قال : أشعر بضيق عندما أتنفس .
- قال : أجل ، إحتباس في النفس ، عندما تحل الشيخوخة ، تحل معها مائتا علة. «1»


3105 - قال : أيها الأحمق ، هل سمرت على هذه العبارة ؟ ! وهل هذا هو كل ما تعلمته من الطب فحسب ؟
- أيها الأحمق ، ألم يعلمك عقلك هذه المعلومة ، أن الله خلق لكل داء دواء ؟ .
- وبقيت أيها الحمار الأحمق على الأرض من قلة بضاعتك، كالحمار من قصر قدميه؟
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 402 : - قال : لقد قلت شهوتي دفعة واحدة ، قال : من الشيخوخة هذا العجز . 
- قال : لقد وهنت قدمي وعجزت عن السير ، قال : من الشيخوخة ، هي التي أقعدتك في عقر دارك . 
- قال : صار ظهري كالقوس محنيا ، قال : من الشيخوخة هذا الألم والعناء . 
- قال : لقد أظلمت عيني أيها الحكيم ، قال : من الشيخوخة ، أيها الرجل الحليم .

« 261 »

 

- فقال له الطبيب : يا من بلغت الستين من العمر ، هذا الغضب وهذه الحدة أيضا من الشيخوخة .
- ما دامت كل أوصالك وأعضائك قد ضعفت ، صار صبرك وضبطك لنفسك ضعيفين .


3110 - فهو لا يتحمل كلمتين ، ويصرخ منهما ، ولا طاقة عنده لجرعة واحدة ، فيتقيأها .
- هذا ، اللهم إلا الشيخ الثمل من الحق ، فإن في باطنه حياة طيبة .
- فهو في ظاهره شيخ ، وفي باطنه صبي ، فما بالك بذلك النبي ، وذلك الولي ؟
- وإن لم يكونا ظاهرين أمام كل طيب وشرير ، فما هذا الحسد من الأخساء لهم ؟
- وإن لم يكونوا يعرفونهم علم اليقين ، فما هذا البغض والكيد والحقد ؟


3115 - وإن كانوا يعلمون الجزاء يوم القيامة ، كيف كانوا يضربونهم بالسيف البتار .
- إنه يضحك في وجهك ، فلا تنظر إليه هكذا ، فإن مائة قيامة مختفية داخله .
- والجحيم والجنة هي كل أعضائه ، وكل ما تفكر فيه ، هو فوقه .
- فكل ما تفكر فيه قابل للفناء ، وما لا يتأتى في فكر ، هو الله .
- فمن أي شيء التوقح على باب هذه الدار ، ما دام من المعلوم من هو داخل الدار .


« 262 »

 
3120 - إن البلهاء يقومون بتعظيم المسجد ، لكنهم يجدون في جفاء أهل القلوب .
- وذلك مجاز ، وهذه حقيقة أيها الحمر ، فلا مسجد إلا بواطن الرؤساء .
- والمسجد الذي هو بواطن الأولياء ، موضع سجود الجميع ، ففيه الله .
- وما لم يتألم قلب رجل الله ، لما فضح الله قرنا قط .
- كانوا يقصدون قتال الأنبياء ، لقد رأوهم جسما ، وظنوهم من البشر .

 
3125 - وفيك أخلاق أولئك السابقين، فكيف لا تخاف أن يحيق بك ما حاق بهم؟! «1»
- وما دامت هذه الأمارات فيك ، وما دمت فيهم ، أنى لك النجاة ؟


قصة جحا وذلك الصبي الذي كان ينوح أمام جنازة والده

- كان أحد الصبيان أمام نعش أبيه ، ينوح بحرقة ، ويلطم رأسه .
- صائحا : يا أبي ، إلى أين يحملونك آخرا ؟ ألكي يدسوك تحت التراب ؟
- يحملونك إلى منزل ضيق وعذاب ، ولا فيه سجاد ، ولا فيه حصير .


3130 - ولا مصباح في الليل ، ولا خبز في النهار ، ولا فيه رائحة طعام ، ولا أثر له .
- ولا بابه معمور ، ولا طريق إلى سقفه ، ولا جار له ، يكون ملجأ وظهيرا
- وعينك التي كانت موضع قبل الخلق ، كيف تصير في منزل ما عمياء مظلمة ؟ !
..............................................................
( 1 ) ج / 5 - 403 : - إن عادة هؤلاء الجحودين فيك ، فلا يأتينك الدلو مرة واحدة من البئر سليما .


« 263 »


- منزل لا أمان فيه ، ومكان ضيق ، إذ لا وجه يبقى فيه ولا لون .
- وعلى هذا النسق ، أخذ يعدد أوصاف الدار ، وهو يسوق الدمع الدامي من عينيه .


3135 - فقال جحا لأبيه : يا عظيم القدر ، والله إنهم ليحملون هذا إلى منزلنا .
- فقال الأب لجحا : لا تكن أبله ، فقال : يا أبي ، إسمع الأمارات .
- إن هذه الأمارات التي قالها واحدة بعد الأخرى ، هي أوصاف منزلنا ، دون شك ولا ريب .
- فلا حصير فيه ، ولا مصباح ، ولا طعام ، ولا بابها معمور ، ولا صحن لها ، ولا سقف .
- وعلى هذا النمط ، فإن لديهم على أنفسهم مائة علامة ، لكن متى يرونها ، أولئك الطغاة .

3140 - ودار ذلك القلب الذي يبقى بلا ضياء من شعاع شمس الكبرياء ،
- ضيقة مظلمة كأنها روح اليهودي ، ولا زاد " فيها " من مذاق السلطان الودود .
- فلا في ذلك القلب سطع نور الشمس ، ولا اتساع ساحته ، فتح باب .
- والقبر أفضل لك من مثل هذا القلب ، فاصعد من قبر قلبك آخرا .
- إنك حي وابن حي ، أيها المرح المهذار ، ألا تضيق أنفاسك إذن من هذا القبر الضيق ؟


3145 - وأنت يوسف ، أو أنك شمس السماء ، فاصعد من هذا البئر ، وأبد وجهك .

« 264 »

 
- ويونس قد نضج في بطن الحوت ، ولخلاصه لا بد من التسبيح .
- ، فلو لم يكن من المسبحين ، لظل بطن الحوت سجنا له إلى يوم يبعثون 
- إنه بالتسبيح قد نجا من بطن الحوت ، وما هو التسبيح ؟ إنه آية يوم " ألست " .
- وإن كنت قد نسيت تسبيح الروح ، فاستمع إلى تسبيح الأسماك .



3150 - وكل من رأى الله ، فهو إلهي ، وكل من رأى ذلك البحر ، فهو حوته .
- وهذه الدنيا بحر ، والجسد حوت ، والروح هي يونس ، المحجوب عن نور الصبوح .
- فإن كان ثم مسبح ، فقد نجا من الحوت ، وإلا هضمه ، واختفى تماما .
- وأسماك الروح كثار في هذا البحر ، وأنت لا تراها ، لأنك أعمى ، أيها المسكين .
- إنها تحف بك ، تلك الأسماك بعينها ، فافتح عينيك حتى تراها عيانا .


3155 - وإن لم تكن ترى هذه الأسماك ببصرك ، فإن أذنك قد سمعت تسبيحها آخر الأمر .
- والصبر هو روح تسابيحك ، فاصبر ، فالصبر هو التسبيح الحق .
- ولا تسبيح آخر قط له هذه الدرجة ، فاصبر ، والصبر مفتاح الفرج .
- والصبر كأنه جسر الصراط ، وفي نهايته توجد الجنة ، وكل حسناء ، معها حارس قبيح .
- وما دمت تهرب من الحارس ، فلا وصال ، ذلك إن الحارس لا ينفصل عن الحسناء .


« 265 »
 

3160 - وأي علم لك بلذة الصبر يا هش القلب ، خاصة الصبر من أجل هذه الحسناء المنسوبة إلى مدينة شكل .
- ولذة الرجل تكون من الغزو والكر والفر ، أما المخنث فلذته من الذّكر .
- فلا دين عنده ولا ذكر إلا الذّكر ، وفكره دائما ما يحمله إلى أسفل .
- فإن تسامق حتى الفلك ، لا تخف منه ، فقد تعلم درس عشق السّفل .
- إنه يسوق نحو السّفل الفرس ، مهما يحرك نحو العلو الجرس .

3165 - فأي خوف يكون هناك من رايات الشحاذين ، إن هذه الرايات وسيلة إلى لقمة الخبز . « 1 »



خوف الصبي من ذلك الشخص ضخم الجثة وقول ذلك الشخص للصبي :
أيها الصبي لا تخف فلست برجل


- وجد مارد قبيح صبيا وحده ، فشحب وجه الصبي خوفا من أن يهاجمه .
- فقال له : اطمئن يا جميلي ، فإنك أنت الذي ستكون فوقي .
- وأنا وإن كنت مهول " المنظر " ، اعلم أني مخنث ، فاركبني كما يركب البعير ، وداوم على السوق .
- فالصورة صورة رجال ، وهذا هو المعنى ، في ظاهره آدم ، وفي باطنه الشيطان اللعين .


3170 - وأنت تشبه الطبل أيها الضخم كقوم عاد ، التي كانت الريح تدق عليه بذلك الغصن .
..............................................................
( 1 ) ج / 5 - 417 : - فافهم هذه الكلمات جيدا ، وإن لم تعرفها ، استمع إليها بما يليق بطبعك .


« 266 »


- فأضاع ثعلب صيده أدراج الرياح ، من أجل طبل كقربة مليئة بالريح .
- وعندما لم ير في الطبل سمنة ، قال : إن خنزيرا أفضل من هذه القربة الفارغة .
- والثعالب تخاف من أصوات الطبول ، لكن العاقل يظل يقرعها ، حتى تلزم الصمت .

قصة رام بالسهام وخوفه من الفارس الذي كان يسير في الغابة

- كان أحد الفرسان مسلحا وذا مهابة ، يتجول في الغابة على جواد أصيل .


3175 - فرآه رام بالقوس ماهر ، ومن الخوف ، شد القوس ،
- حتى يرميه بسهم ، فصاح به الفارس : إنني ضعيف ، وإن كنت ضخم الجسد .
- حذار ، حذار ، ولا تنظر إلى ضخامتي ، فإنني أقل عند الحروب من امرأة عجوز .
- قال له : إمض ، فقد أحسنت القول ، وإلا أصميتك بسهم خوفا على نفسي .
- وكثير من الأشخاص قتلتهم آلة الحرب ، والسيوف في قبضاتهم ، لانعدام رجولتهم .


3180 - وإن لبست أنت سلاح أمثال رستم ، فقد ضاعت روحك ، عندما لا تكون روح رجل .
- فاجعل الروح درعا ، ودعك من السيف يا بني ، وكل من يكون بلا رأس ، يأخذ رأسا من هذا المليك .


« 267 »


- فسلاحك ذاك حيلتك ومكرك ، تولد منك ، وآذى روحك .
- وما دمت لم تنتفع أدنى نفع بهذه الحيل ، فاترك الحيلة ، حتى تأتيك الدول .
- وما دمت لم تأكل ثمرة في أي لحظة من فنك ، فاترك الفن ، وداوم على الطلب من رب المنن .

3185 - وما دامت هذه العلوم ليست مباركة عليك ، اجعل من نفسك أحمق ، وتجاوز الشؤم .
- ومثل الملائكة قل : لا علم لنا - يا إلهي - إلا ما علمتنا 
 

قصة الأعرابي ووضعه الرمل في جوال وملامة ذلك الحكيم له

« 1 »
- حمّل أعرابي بعيرا جوالين ضخمين مليئين بالحب .
- وتربع هو فوق هذين الجوالين ، فجاذبه الحديث رجل مغرم بالمسامرة .
- حدثه عن الموطن ، وجره في الحديث ، ومن ذلك الحديث ، والسؤال " عن الأحوال " ثقب كثيرا من الدرر .

3190 - ثم قال له : بم ملأت هذين الجوالين ؟ حدثني بصدق عن الأحوال .
- قال : إن في أحد جواليّ قمحا ، وفي الآخر رمل لا يقتات به الناس .
- قال : فكيف حملت إذن هذه الرمال ؟ قال : حتى لا يبقى هذا الجوال وحده .
- قال : ضع نصف القمح الموجود في ذلك العدل الآخر ، وهذا أفضل .
- حتى يخف سواء الجوال والبعير ، قال : ألا فلتهنا ، أيها الحكيم المحترم الحر .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 446 : - إستمع إلى حكاية يا صاحب القول ، بين العقل وجهل الفضولي . 
- وليس للحيلة والمكر نفع في هذا الطريق ، وكل من صار مغرورا بالعقل فهو أحمق .


« 268 »
 

3195 - مثل هذا الفكر الدقيق والرأي الصائب ، وأنت هكذا عريان ، ماش على قدميك في نصب ؟
- وأشفق على الحكيم ، وعزم على أن يركبه البعير ، هذا الرجل الطيب .
- ثم قال له : أيها الحكيم حلو الحديث ، أذكر لي أيضا نبذة عن أحوالك ،
- بمثل هذا العقل والكفاية التي لديك ، أأنت وزير أو ملك ؟ أخبرني بالصدق .
- قال : لست أيهما ، إنني من العامة ، فانظر إلى هيئتي ، وإلى ثوبي .


3200 - قال : كم لديك من الإبل والبقر ؟ قال : لا هذا ولا ذاك ، فلا تفتش عن " أمورنا " .
- قال : لعل إذن لديك بضاعة في الحانوت ، فكم تبلغ؟ قال : من أين لنا دكان أو مكان؟
- قال : لأسأل إذن عن المال السائل ، كم لديك منه ؟ فأنت تسير وحدك ، ونصيحتك محبوبة .
- وكيمياء تبديل النحاس إلى ذهب معك، ولك من العقل والمعرفة طبقة فوق طبقة. «1»
- فقال : والله يا وجه العرب ، لا يوجد في كل ما أملك ما يكفي قوت ليلتي
 

3205 - إني أسعى حافي القدمين عارى الجسد ، وحيثما يعطيني أحد رغيف ، أمضي إليه .
- وليس لي من هذه الحكمة والفضل والفن ، إلا الخيال ووجع الرأس .
- فقال له الأعرابي : ألا فلتمض بعيدا عني ، حتى لا يمطر شؤمك فوق رأسي .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 446 : ولعلك وضعت الكنوز في كل مكان ، وليس مثلك عاقل في الدنيا .


« 269 »


- واحمل عني هذه الحكمة المشئومة بعيدا ، إن نطقك شؤم على أهل الزمن

- أو فامض إلى تلك الناحية ، ولأمض أنا إلى هذه الناحية ، أو تقدم في طريقك ، ولأتقهقر أنا .

 

3210 - فأن يكون أحد جواليّ قمحا والآخر رملا ، أفضل عندي من هذه الحيل البالية . « 1 »
- فحمقي إذن حمق مبارك ، فإن قلبي ذو زاد ، وروحي ذات وقاء .
- وإذا أردت أنت أن يقل شقاؤك هذا ، فجاهد لكي تقل عنك الحكمة .
- والحكمة التي تتولد عن الطبع وعن الخيال ، هي مجرد حكمة ، وليست فيضا من نور ذي الجلال .
- وحكمة الدنيا تزيد في الظن والشك ، وحكمة الدين تحمل إلى ما فوق الفلك .


3215 - والطالحون الخبثاء في آخر الزمان ، يرون أنفسهم أعلى من السابقين .
- ومعلمو الحيل محترقو الأكباد ، في تعلم أمثال هذه الأفعال والحيل .
- وذروا الصبر والإيثار وسخاء النفس والجود أدراج الرياح ، وهي الأكسير الواهب للنفع .
- والفكر هو ذلك الذي يفتح طريقا ، والطريق هو الذي يتقدم فيه ملك .
- والملك هو ذلك الذي يكون ملكا من ذاته ، ولا يكون ملكا بالخزائن والجند .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 447 : - وإن وضعي الرمل في جوال والقمح في جوال ، أفضل من حكمتك أيها المهين .


« 270 »


3220 - حتى تبقى ملوكيته سرمدية ، كعز ملك الدين الأحمدي . « 1 »

كرامات إبراهيم بن أدهم على شاطيء البحر

- مثلما ورد عن إبراهيم بن أدهم ، أنه جلس على شاطيء البحر ، بعد أن قطع طريقا .
- كان يخيط خرقته ذلك السلطان للروح ، فجاء أحد الأمراء إلى ذلك المكان فجأة .
- وكان ذلك الأمير من أتباع الشيخ ، وعرف الشيخ ، فسجد لتوه .
- وتحير في أمر الشيخ وفي أمر خرقته ، وتغيرت سحنته ، وتبدل خلقه .


3225 - أنه قد ترك مثل ذلك الملك الواسع ، واختار ذلك الفقر الذي يثير القيل والقال .
- لقد ترك ملك الأقاليم السبعة ، ويخيط الخرقة بالإبرة ، كأنه الشحاذ .
- وأدرك الشيخ ما يفكر فيه ، فالشيخ كالأسد ، والقلوب أجمته .
- إنه سيار في القلوب كأنه الخوف والرجاء ، ولا تخفى عليه أسرار الدنيا .
- فاحفظوا قلوبكم يا من لا حاصل من ورائكم ، في حضور حضرات أصحاب القلوب .

3230 - والأدب عند أهل الجسد يكون على الظاهر ، لأن الله ساتر عليهم الباطن .
- وعند أهل القلوب الأدب في الباطن ، لأن قلوبهم مطلعة على السرائر .
...............................................................

( 1 ) ج / 5 - 447 : - وليس لشرعه زوال حتى القيامة ، وصار - فيما عدا ملكه تعالى - عينا للكمال .

« 271 »

- وأنت على العكس ، تأتي إلى العميان منتبها من أجل الجاه ، وتجلس في موضع الأقدام .
- وأمام المبصرين تترك الأدب ، فصرت من ذلك لنار الشهوة الحطب .
- فما دمت لا تملك الفطنة ونور الهدى ، فهيا داوم على صقل وجهك من أجل العميان .


3235 - وأمام المبصرين ، لوث وجهك بالحدث ، وداوم على الدلال مع مثل هذا الحال النتن .
- وألقى الشيخ بالإبرة سريعا في البحر ، ثم طلب الإبرة بصوت عال .
- فأطلت مئات الآلاف من الأسماك الإلهية ، وفي فم كل سمكة إبرة ذهبية .
- أطلت برؤوسها من بحر الحق ، قائلة خذ أيها الأمير إبر الحق . « 1 »
- فالتفت إليه وقال " أيها الأمير ، أملك القلب أفضل أو الملك الحقير ؟

3240 - وهذا هو الأثر الظاهر ، وهذا لا يعد شيئا قط ، فانتظر حتى تمضي إلى الباطن وترى .
- إنهم إنما يحضرون إلى المدينة غصنا من البستان ، فمتى يحملون الحديقة والبستان كلها إليها 
- وبخاصة تلك الحديقة التي يعد الفلك ورقة واحدة منها ، بل هي اللب والعالم كله بمثابة القشر .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 457 : - قال : يا إلهي ، بل أريد إبرتي ، فاعطني من فنك علامة صادقة .


« 272 »


- وألا تخطو خطوة واحدة نحو ذلك البستان ، فابحث عن قوة الشامة ، ودعك من الزكام .
- حتى تصبح هذه الرائحة جاذبة لروحك ، حتى تصبح تلك الرائحة نورا لعينيك


3245 - لقد قال يوسف بن يعقوب النبي ، من أجل الرائحة : ألقوه على وجه أبي .
- ومن أجل هذه الرائحة قال أحمد دائما في العظات ، جعلت قرة عيني في الصلاة .
- والحواس الخمسة كلها متصلة ببعضها ، ذلك أنها كلها إنبعثت من أصل واحد .
- وقوة الحاسة الواحدة تكون قوة للحواس الباقية ، وتكون كل واحدة لما تبقى ساقية .
- ورؤية العين تزيد في العشق ، والعشق يزيد في البصر الصدق .


3250 - والصدق يصبح يقظة لكل حاسة ، والذوق يصبح مؤنسا للحواس .


بداية إستنارة العارف بالنور الناظر للغيب

- عندما تفك حاسة في السلوك قيودها ، تتبدل كل الحواس الباقية .
- وعندما أدركت إحدى الحواس ما هو غير المحسوسات ، صار الغيب ظاهرا لكل الحواس .
- وما دام خروف من القطيع قد قفز الجدول ، فإن القطيع كله يقفز في أثره ، من تلك الناحية .
- فسق خراف حواسك إلى المرعى ، وارعها من " أخرج المرعى " .


« 273 »

3255 - حتى ترعى هناك من السنبل والريحان ، حتى تجد الطريق إلى روضة الحقيقة .
- وكل حاسة منك تصبح نبيا للحواس ، حتى تذهب واحدة بعد الأخرى إلى تلك الجنة .
- وتتحدث الحواس إلى حسك بالأسرار ، بلا حقيقة ولا مجاز ولا لسان .
- فإن هذه الحقائق قابلة للتأويلات ، وهذا التوهم أساس للتخيلات .
- وتلك الحقيقة التي تكون من العيان ، لا يستوعبها تأويل موجود .

3260 - وما دام كل حس قد صار عبدا لحسك ، لا يكون للأفلاك بد منك .
- وإذا قامت دعوى حول ملكية قشر ما ، فلمن يكون اللب ؟ لمن يكون له القشر 
- وعندما يقوم نزاع حول عدل من القش ، لمن يكون الحب ؟ أنظر إلى ذلك .
- إذن فالفلك قشر ، ونور الروح لب ، وهذا واضح ، وذاك خفي ، فلا تنزلق لهذا السبب .
- والجسم ظاهر والروح خلقت خفية ، والجسم كالكم ، والروح كاليد .


3265 - ثم إن العقل أكثر خفاء من الروح ، فالحس يتخذ طريقه إلى الروح بشكل أسرع .
- ترى حركته ، فتعلم أنه حي ، لكنك لا تعلم أنه ممتليء بالعقل .
- حتى تبدر منه تصرفات متزنة ، وبالمعرفة تجعل حركة ما ، النحاس ذهبا .
- ومن ذلك تناسب أفعال اليد ، يجعلك تفهم أن هناك عقلا .
- وروح الوحي أكثر خفاء من العقل ، ذلك أنها غيبية ، ومن ذلك الصوب .

« 274 »

3270 - وعقل أحمد لم يصبح خافيا على أحد ، لكن روح وحيه ، لم تصبح مدركة لكل روح .
- ولروح الوحي حركات مناسبة له ، ولا يدركها العقل ، فهي عزيزة نادرة 
- حينا يراها جنونا ، وحينا يتحير ، ذلك أنه متوقف على ما هو عليه .
- مثل تلك التصرفات التي كانت مناسبة للخضر عليه السّلام ، وكان عقل موسى عليه السّلام عن رؤيتها قاصرا .
- كانت تبدو غير معقولة أمام موسى عليه السّلام ، لأنه لم يكن له حاله .


3275 - وعقل موسى عليه السّلام عندما يصبح مقيدا في الغيب ، فما بالك بعقل فأر أيها المبجل .
- والعلم التقليدي يكون من أجل البيع ، وعندما يجد المشترى ، يتهلل بالفرحة .
- ومشتري العلم التحقيقي هو الحق ، وسوقه دائما في رواج .
- لقد أغلق شفتيه ، وهو ثمل بالبيع والشراء ، فالمشترون بلا حد ، لأناللَّهَ اشْتَرى.
- ومشترى درس آدم هو الملاك ، فهو المأذون له بدرسه ، لا الشيطان ، ولا الجني .



3280 - وآدم بـ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ملق للدرس، وهو شارح لأسرار الحق شعرة بشعرة .
- وذلك الشخص الذي يكون قصير النظر ، هو غريق في التلون ، ولا تمكين عنده .
- ولقد سميته فأرا ، ذلك أن موضعه في التراب ، والتراب يكون للفأر مكانا للمعاش

« 275 »

- إنه يعرف الطرق ، ولكن تحت التراب ، وفي كل ناحية ، قام بشق التراب .
- والنفس الفأرية ، ليس لها من قناعة إلا اللقمة ، والفأر يعطى عقلا بقدر حاجته .


3285 - وذلك أن الإله العزيز لا يهب أحدا قط شيئا قط ، إلا عن حاجة 
- فلو لم تكن بالعالم حاجة إلى الأرض ، لما خلقها رب العالمين قط .
- وهذه الأرض المضطربة في حاجة إلى الجبل ، ولو لم تكن الحاجة موجودة ، لما خلقه شديد العظمة .
- وإن لم تكن ثم حاجة إلى الأفلاك أيضا ، لما خلق الأفلاك السبعة من العدم .
- والشمس والقمر وهذه الكواكب ، متى كانت تبدو عيانا إلا لحاجة ؟


3290 - إذن ، فإن وهق الموجودات هو الحاجة ، وبقدر الحاجة ، يوهب المرء الأداة والآلة . « 1 »
- ومن ثم ، فلتزد في حاجتك أيها المحتاج سريعا ، حتى يمور بحر العطاء بالكرم .
- وهؤلاء المتسولون على الطريق ، كما أن كل المبتلين ، يبدون حاجتهم للحق .
- من عمى وشلل ومرض ووجع ، حتى تتحرك من هذه الحاجة شفقة البشر .
- فهل يقول أحدهم أبدا: أيها الناس، أعطوني خبزا، لأن عندي مالا ومخزنا ومائدة ؟!!


3295 - والحق لم يخلق للفأر الأعمى عينين ، ذلك لأنه لا حاجة به للعينين ليرتزق .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 465 : - ومن ثم عندما صارت الحاجة وهق الموجودات ، بقدر الحاجة يصل العطاء من الحق .

« 276 »


- وهو يستطيع الحياة بلا عين وبصر ، وهو فارغ من العين ، في التراب الرطب .
- ولا يخرج من التراب إلا للسرقة ، وإلى أن يطهره الله من تلك السرقة .
- ثم يجد من بعدها جناحا ، ويصبح طائرا ، ويمضي كالملائكة صوب الفلك .
- وفي روضة شكر الخالق ، يطلق كل لحظة مائة لحن ، مثل البلبل .
.
يتبع

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:54 pm

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر على مدونة عبدالله المسافر بالله

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه  المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

3300 - قائلا : يا من خلصتني من الصفات القبيحة ، ويا من جعلت جحيما جنة .
- وفي شحمة ، وضعت أنت النور ، ووهبت السمع لعظمة ، أيها الغني .
- وأية علاقة لهذه المعاني بالجسم ؟ وأية علاقة لفهم الأشياء بأسمائها ؟
- واللفظ كالوكر ، والمعنى كالطائر ، والجسم جدول ، والروح ماء سيار .
- إنه سيار ، وأنت تقول إنه متوقف ، وهو مسرع ، وأنت تقول إنه عاكف .
 
3305 - فإن لم تكن ترى سير الماء من الشقوق ، فما هذا القذى الذي يتوالى عليه أولا بأول ؟
- وقذاك هو صور الفكر ، وأولا بأول ، تصل الأشكال البكر .
- وفوق ماء الفكر وجدوله ، عند مسيره ، لا يكون بلا قذى ، مستحسن ومستهجن .
- والقشور الطافية على هذا الماء ، مسرعة من ثمار حديقة الغيب .
- فابحث عن لباب القشور في البستان ، ذلك أن الماء يأتي من البستان إلى الجدول .
 
3310 - وإن لم تكن ترى سير ماء الحياة ، فانظر إلى الجدول ، وإلى هذا السير للنبات .
 
« 277 »
 
- وعندما يأتي الماء في العمر بشكل أغزر ، فإن قشور الصور ، تمضي عليه بسرعة أكثر .
- وعندما يصبح هذا الجدول في أقصى سرعة له ، فإن الحزن لا يستقر في ضمائر العارفين .
- وعندما يكون في غاية الامتلاء والسرعة ، فإنما لا يستوعب فيه إلا الماء
 
طعن غريب في شيخ وجواب مريد الشيخ عليه
 
- لقد أخذ أحدهم يكيل التهم لأحد المشايخ ، قائلا : إنه سئ وليس على طريق الرشاد .
 
3315 - وهو شارب للخمر مزور خبيث ، فكيف له أن يكون مرشدا للمريدين ؟
- فقال له أحد المريدين " انتبه إلى الأدب ، فليس بالأمر اليسير مثل هذا الظن بشأن الكبار .
- وليكن " ما تقول " بعيدا عنه وعن أوصافه ، وإن صافيه لا يكدره سيل .
- فلا تختلق مثل هذا البهتان على أهل الحق ، فهذا هو خيالك ، فخض في موضوع آخر .
- فهذا لا يكون ، وإن كان يا طائر التراب ، فأي بأس لبحر القلزم من ميتة ؟
 
3320 - فهو ليس " دون القلتين " ، وليس بالحوض الصغير ، حتى يمكن لقطرة " نجسة " أن تجعله غير طاهر .
- فلم يكن ثم ضرر من النار على إبراهيم عليه السّلام ، وكل من كان " تابعا " للنمرود ، قل له : خف منها .
 
« 278 »
 
- والنفس كالنمرود ، والخليل العقل والروح ، والروح في عين " المشاهدة " ، والنفس " باحثة " عن الدليل .
- ودليل الطريق هذا يكون من أجل السالك ، الذي يضل كل لحظة في الصحراء .
- وليس للواصلين سوى عين ومصباح ، فهم فارغون من الدليل والطريق .
 
3325 - وإن تحدث عن الدليل ذلك الرجل الواصل ، فقد تحدث من أجل فهم أصحاب الجدال .
- ومن أجل الطفل الصغير ، يقوم الأب بالمناغاة ، وإن كان عقله محتويا على هندسة الكون .
- ولا يقل فضل الأستاذ ، ولا ينال من علوه ، حتى إن درس " الألف لا شيء عليها " .
- فإنه من أجل تعليم ذلك المعقود الفم ، ينبغي عليه الخروج عن لغته هو .
- وينبغي عليه الدخول في لسانه ، حتى يتعلم منه العلم والفن .
 
3330 - ومن ثم فإن كل الخلق بمثابة أطفاله ، وهذا لازم للشيخ عند إسداء النصح .
- ومريد الشيخ ذاك قال لذلك الملئ بالكفر والضلال :
- لا تعرض نفسك على السيف البتار ، وحذار ، لا تدخل في خصومة مع الملك والسلطان .
- والحوض إن طامن البحر ، فإنه إنما يقتلع نفسه من أصل وجوده .
- وليس ثم بحر لا شاطيء له ، ثم يتكدر من جيفتك .
 
3335 - وللكفر حد وقياس ، لكن فاعلم ، أنه لا حد للشيخ ، ولا لنور الشيخ .
 
« 279 »
 
- والمحدود فان أمام ما لا حد له ، وكل شيء غير وجه الله إلى فناء .
- ولا كفر ولا إيمان حيثما يكون ، ذلك أنه لب ، وهذان الاثنان لون وقشر .
- وهذه الأنواع من الفناء صارت حجابا على ذلك الوجه ، مثل مصباح أخفي تحت طست .
- ومن ثم فالرأس الموجودة على ذلك الجسد حجاب على تلك الناحية ، وفيها تكون رأس الجسد كافرة .
 
3340 - فمن هو الكافر ؟ إنه الغافل عن إيمان الشيخ ، ومن هو الميت ؟ إنه الجاهل بروح الشيخ .
- والروح لا اختبار لها إلا بالوعي ، وكل من زاد وعيه ، زادت روحه .
- وأرواحنا أسمى من أرواح الحيوان ، مم ؟ لأنها ذات وعي أكثر .
- ومن ثم فأرواح الملائكة أسمى من أرواحنا ، ذلك أنها منزهة عن الحس المشترك .
- وأرباب القلوب أرواحهم أسمى من أرواح الملائكة ، فدعك من التحير .
 
3345 - ومن هنا صار آدم موضعا لسجودهم ، فإن روحه أسمى من وجودهم .
- وإلا فإن الأمر للأفضل بالسجود لمن هو دونه ، لا يكون أمرا مناسبا .
- وكيف يقبل عدل الخالق ولطفه ، أن تسجد وردة أمام شوكة ؟
- والروح عندما صارت سامية، قد جاوزت المنتهى، وصارت مطيعة لها أرواح كل الأشياء.
 
« 280 »
 
- من طير وأسماك وجن وبشر ، ذلك أنها في ازدياد ، وهم في نقصان .
 
3350 - وتصير الأسماك صانعة لإبر خرقته ، والخيوط تابعة للإبر .
 
بقية قصة إبراهيم بن أدهم على ساحل البحر
 
- وعندما رأى الأمير نفاذ أمر الشيخ ، حل به من مجيء الأسماك وجد .
- وقال : آه ، الأسماك على علم بالمشايخ ، ألا شاه ذلك العقل الملعون من العتبة
- الأسماك عارفة بالشيخ ، ونحن مبعدون ، ونحن " محرومون " من هذه الدولة أشقياء ، وهم بها سعداء .
- وسجد ، ومضى باكيا مهدما ، وصار مجنونا بعشق فتح ذلك الباب .
 
3355 - إذن ففيم أنت أيها المتوقح ، ومع من نزاعك وحسدك ؟
- إنك لتداعب ذيل أسد ، وتقوم بحملة تركية على الملائكة .
- فأي سوء تتحدث به عن الخير المحض ؟ حذار ، وإياك أن تعد خفض " جناحه " ترفعا .
- فمن هو الشرير ؟ إنه النحاس المحتاج المهان ، ومن هو الشيخ ؟ إنه كيمياء " التبديل " التي لا حدود لها .
- والنحاس إن لم يكن قابلا للكيمياء ، فإن الكيمياء لم تصبح قط من النحاس نحاسا .
 
3360 - ومن هو الشرير ؟ عاص فعله كالنار ، ومن هو الشيخ ؟ إنه عين بحر الأزل .
- ودائما ما تخوف النار بالماء ، ومتى خاف الماء قط من اللهيب ؟
- فهل تبحث عن العيوب في وجه القمر ؟ وفي جنة ، أتقوم بجمع الشوك ؟
- وإن دخلت الجنة يا طالب الشوك ، فلن تجد شوكة واحدة فيها سواك .
 
« 281 »
 
- وهل تغطي الشمس بقطعة من الطين ؟ وهل تبحث عن شق في بدر كامل ؟
 
3365 - والشمس التي تشرق " بطلعتها " على الدنيا ، أنى لها أن تختفي من أجل خفاش ؟
- والعيوب إنما صارت عيوبا لأن المشايخ رفضوها ، والغيوب إنما صارت غيوبا ، غيرة منهم .
- وأنت ، وإن كنت بعيدا عن خدمة الشيخ فكن رفيقا ، وجد في الندم ، وكن إليه مسرعا .
- حتى يصل إليك نسيم من ذلك الطريق ، فكيف تسد " طريق " ماء الرحمة حسدا ؟
- وإن كنت شديد البعد ، فداوم على تحريك ذلك ، " حيثما كنتم فولوا وجهكم "
 
3370 - وعندما يسقط حمار في وحل من إسراعه الخطو ، يتحرك لحظة بعد أخرى عازما القيام .
- ولا يسوى المكان من أجل الإقامة ، فإنه يعلم أن هذا ليس موضع المعاش 
- فهل كان إحساسك أقل من إحساس الحمار ؟ بحيث لم يقفز قلبك من هذه الأوحال .
- وتقوم بالتأويل " والأخذ " بالرخصة و " أنت " في الوحل ، ذلك أنك لا تريد أن تصرف عنه قلبك .
- قائلا : هذا يجوز لي ، فأنا مضطر ، والحق من كرمه ، لا يؤاخذ عاجزا
 
3375 - وهذا عينه هو ما أخذك مثل الضبع الأعمى ، وأنت من الغرور لا ترى هذا الأخذ .
- فإنهم يقولون : هذا ليس موضع الضبع ، ابحثوا في الخارج ، فهو ليس في الغار .
 
« 282 »
 
- وهم يقولون هذا وهم يضعون عليه القيد ويحصرونه ، وهو لا يفتأ يقول :
إنهم غير منتبهين إليّ .
- فإذا كان هذا العدو عالما بأمري ، فمتى كان يصيح : أين هذا الضبع ؟ « 1 »
 
ادعاء ذلك الشخص قائلا : إن الله لا يأخذني بذنب
وجواب شعيب عليه السّلام عليه
 
- كان أحدهم يقول في عهد شعيب عليه السّلام : إن الله قد رأى مني كثيرا من العيوب
 
3380 - وكم رأى مني من ذنوب وجرائم ، ومن كرمه لا يأخذني بها
- فأجابه الحق في أذن شعيب عليه السّلام جوابا فصيحا عن طريق الغيب .
- قلت : لقد إرتكبت كثيرا من الذنوب ، ومن الكرم ، لم يأخذني الإله بجرمي .
- إنك تتحدث حديثا معكوسا ومقلوبا أيها السفيه ، يا من تركت الطريق ، وسلكت التيه .
- إنني أخذك كثيرا وأنت غافل ، وبقيت في الأغلال من الرأس إلى القدم .
 
3385 - وصدأك عليك أيها القدر الأسود ، قد جعل ملامح باطنك فاسدة .
- وتجمع الصدأ على قلبك فوق كثير من الصدأ ، حتى صار أعمى عن الأسرار
- وإن حط " كل " هذا الدخان على قدر جديد ، فإن أثره يبدو ، ولو كان مثقال ذرة .
- ذلك أن كل شيء يبدو بضده ، ويصبح ذلك الأسود مفتضحا على " شئ " أبيض .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 503 : - حتى يقيدوه ويخرجوه ، وذلك الضبع غافل عن هذه السخرية .
 
« 283 »
 
- وما دامت القدر قد إسودت ، فمن يرى تأثير الدخان عليها سريعا ؟
 
3390 - والحداد الذي يكون زنجيا ، يكون لون الصدأ والدخان من نفس لون وجهه .
- لكن الرومي إن اشتغل بالحدادة ، فإن وجهه يتلطخ ، إن تراكم عليه الدخان .
- فيعلم سريعا تأثير الذنب ، وسرعان ما يئن قائلا : أيها الإله .
- وعندما يصر ، ويحترف السوء ، فإنه يحثو عين الفكر بالتراب .
- ولا يفكر في التوبة ثانية ، فيصبح ذلك الجرم حلوا على قلبه حتى يصبح بلا دين .
 
3395 - ويروح عنه هذا الندم والتضرع ، وقد حطت على مرآة " القلب " خمس طيات من الصدأ .
- وأخذ الصدأ يأكل في حديد " مرآته " ، وأخذ الصدأ في نحت جوهرها .
- وعندما تكتب في ورقة أكثر بياضا ، فإن ما كتبت يبدو مقروءا للنظر .
- وعندما تكتب فوق ورقة مكتوبة ، لا تفهم ، وتكون قراؤتها خطأ .
- فإن سوادا قد وقع على سواد ، وكل من الخطين صار غامضا ، ولم يعط معنى .
 
3400 - وإن كتبت فوقه مرة ثالثة ، فقد سودت " الورقة " كالروح المليئة بالشر .
- إذن فما الحيلة إلا ملاذ صاحب الوسيلة ؟ فالقنوط نحاس ، اكسيره نظرة " منه " .
- فضعوا أمامه أنواع يأسكم وقنوطكم ، حتى تتم لكم النجاة من الداء الذي بلا دواء .
 
« 284 »
 
- وعندما تحدث إليه شعيب عليه السّلام بهذه النكات ، تفتح الورد في قلبه من ذلك النفس الحبيب .
- وسمعت روحه وحي السماء ، فقال : إذا كان قد أخذنا ، فأين الدليل ؟
 
3405 - قال : يا رب ، إنه يعترض عليّ ، ويبحث عن دليل لهذا الأخذ .
- قال : إنني ستار ، ولا أفشي أسراره ، اللهم إلا سر واحد من أجل ابتلائه
- والدليل أنني آخذه " بذنبه " ، أنه يقوم بالطاعات والصوم والدعاء ،
- ومن صلاة وزكاة وغيرهما ، لكن لا ذرة عنده من لذة الروح .
- إنه يقوم بالطاعات والأفعال السنية ، لكن ليس عنده ذرة من الإلتذاذ بها .
 
3410 - إن طاعته لطيفة ، لكن معناها ليس لطيفا ، كالجوز الكثير ، لكن ليس فيه لب . . .
- وينبغي الذوق حتى تعطي الطاعات ثمارها ، وينبغي اللب ، حتى تعطي البذرة شجرة .
- فمتى تصير بذرة بلا لب غصنا ؟ وصورة بلا روح ، لا تكون إلا خيال .
 
بقية قصة طعن ذلك الرجل الغريب في الشيخ
 
- أخذ ذلك الخبيث يجدف في حق الشيخ، ومعوج العقل دائما ما هو معوج النظر. «1»
- قائلا : لقد رأيته وسط مجلس ، عاريا من التقوى مفلسا منها .
 
3415 - وإن لم تكن تصدقني فانهض الليلة ، حتى ترى فسق شيخك عيانا بيانا .
- واصطحبه ليلا إلى إحدى الكوات ، وقال : انظر إلى الفسق واللهو .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 518 : - قائلا : إنني على علم بأحواله القبيحة، فهو سكير شرير فاسد الفعل.


« 285 »
- انظر إلى ذلك التزوير نهارا والفسق ليلا ، إنه نهارا كالمصطفى ، وليلا كأبي لهب .
- وفي النهار صار اسمه عبد الله ، وفي الليل نعوذ بالله ، وفي يده الكأس .
- ورأى زجاجة ممتلئة في يد الشيخ ، فقال : أيها الشيخ ، أثم خداع عندك أيضا ؟
 
3420 - ألم تقل أنه في كأس الشراب ، يبول الشيطان عند الصباح ؟
- قال : لقد ملأوا كأسي بحيث لا يسع مثقال حبة من خردل .
- فانظر هنا ، هل يتسع لذرة ؟ لقد سمعت هذا الكلام معوجا وخدعت .
- فالكأس ظاهرة ، والخمر فيها ليست ظاهرة ، واستبعد هذا " الظن " عن الشيخ الناظر إلى الغيب .
- وكأس الخمر هي وجود الشيخ أيها الأحمق ، وفيها لا يستوعب بول الشيطان
 
3425 - فإنها مليئة مترعة بنور الحق ، ولقد حطم كأس الجسد ، فهو نور مطلق 
- وضوء الشمس إن سقط على حدث ، فهو نفس النور ولا يقبل الخبث .
- وقال الشيخ : إن هذا في حد ذاته لا هو بالكأس ولا هو بالخمر ، هيا ، إنزل أيها المنكر ، وانظر إليها .
- فنزل ، ورأى أنها عسل صراح ، فعمي ذلك العدو الشقي الكدر .
- فقال الشيخ في تلك اللحظة لمريده ، إذهب واطلب لي خمرا أيها المبجل .
 
3430 - فإنني أعاني مرضا ما ، وصرت مضطرا ، ومن المرض جاوزت حد القدرة .
- والميتة عند الضرورة تكون طاهرة ، وليكن تراب اللعنة على رأس المنكر .
 


« 286 »
 
- فطاف ذلك المريد بألحان ، ومن أجل الشيخ ، أخذ يذوق الخمر من كل دن .
- ولم ير في أي من الدنان خمرا ، فقد تحولت دنان النبيذ كلها إلى عسل .
- قال " أيها اللاهون ، ما هذا الحال ؟ ! ما هذا الأمر ؟ إنني لا أرى في الدنان خمرا
 
3435 - وأقبل كل اللاهين إلى الشيخ ، باكيي الأعين ، يلطمون رؤوسهم .
- قائلين : لقد جئت إلى الحان أيها الشيخ الأجل ، وكل الخمور من قدومك صارت عسلا .
- ولقد بدلت الخمر من الدنس ، فبدل أيضا أرواحنا من الخبث .
- وإن كان العالم مليئا بالدم حتى حافته ، فمتى يأكل عبد الله إلا الحلال ؟
 
قول عائشة رضي الله عنها للمصطفى عليه السّلام :
إنك تصلي في كل مكان دون مصلّى فكيف هذا ؟
 
- قالت عائشة رضي الله عنها ذات يوم للرسول عليه السّلام : يا رسول الله ، إنك في السر والعلن ،
 
3440 - حيثما تجد مكانا تقوم بالصلاة ، بينما يمشي في الدار كل نجس ودني .
- وبالرغم من أنك تعلم أن كل طفل ملوث ، يجعل كل مكان يصل إليه نجسا .
- قال الرسول عليه السّلام ، اعلمي أن الحق يجعل كل نجس طاهرا ، من أجل العظام .
- ومن هنا فإن لطف الحق ، قد طهر موضع سجودي حتى السماء السابعة .
- فحذار ، حذار ، أقلع عن حسد الملوك ، وإلا أصبحت في الدنيا إبليس .
 
3445 - فإنه - أي الشيخ - إن تجرع سما يصبح شهدا ، وأنت إن أكلت شهدا يتحول إلى سم .
- إذ أنه قد تبدل ، وتبدل فعله ، وصار لطفا ، وصارت ناره نورا .
 
« 287 »
 
- ولقد حلت قوة الحق في الطير الأبابيل ، وإلا فكيف يقتل طائر " ضئيل " الفيل ؟
- ولقد قتلت بضع طويئرات جيشا ، حتى تعلم أن تلك الصلابة من الحق .
- وإن حل بك وسواس من هذا المثال ، فاذهب واقرأ سورة الفيل .
 
3450 - وإن قمت معه بالمراء والجدل ، أكون كافرا إن نجوت منه برأسك .
 
سحب الفأر لزمام الجمل وإحساس الفأر بالعجب في نفسه
 
- اختطف فأر حقير بكفه زمام جمل ، وسار به مراء وجدلا .
- وسار الجمل معه من خفة حمله ، فاغتر الفأر ، وقال : أنا بطل ! !
- وسطع شعاع فكره على الجمل ، فقال : سأبدي لك ، فانتظر سعيدا .
- حتى أتيا إلى حافة قناة واسعة ، يصبح الفيل الضحم ضعيفا أمامها .
 
3455 - فوقف الفأر هناك وتيبس في مكانه ، فقال الجمل : يا رفيق الصحراء والجبل ، 
- ما هذا التوقف ؟ ولماذا الحيرة ؟ أخط ، وانزل إلى القناة كالرجال .
- إنك الدليل والحادي لي ، فلا تقف وسط الطريق ، ولا تستسلم .
- قال : هذا الماء مهول وعميق ، وأنا أخاف من الموضع الغريق ، أيها الرفيق
- قال الجمل : فلأر أنا إذن هذا الماء ، ووضع الجمل قدمه فيه سريعا .
 
3460 - وقال : إنه حتى الركبة أيها الفأر الأعمى ، فمن أين أسقط في يدك هكذا وغبت عن الوعي ؟
- قال : إنه بالنسبة لك نملة وبالنسبة لنا أفعى ، فإن ثمة فرقا بين ركبة وركبة .
- فإن كان بالنسبة لك حتى الركبة يا كثير الفضل ، فقد جاوز مني مفرق رأسي بمائة ذراع .
 
« 288 »
 
- قال : لا تتوقع مرة أخرى ، حتى لا يحترق جسمك وروحك من هذا الشرر .
- وقم بالمراء مع أمثالك من الفئران ، ومع الجمل لا يكون للفأر كلام .
 
3465 - قال : لقد تبت ، فمن أجل الله ، أعبر بي هذا الماء المهلك .
- وأحس الجمل بالشفقة ، فقال : هيا ، إقفز ، واجلس على سنامي .
- لقد صار هذا العبور مسلما لي ، وإني لأعبر بمئات الآلاف من لأمثالك .
- وما دمت لست بالنبي ، انطلق في الطريق ، فمتى تمضي من بئر الدنيا صوب الجاه .
- وكن من الرعية ، ما لم تكن بسلطان ، ولا تسق بنفسك ، ما دمت لست ملاحا .
 
3470 - وما دمت لست بالكامل ، لا تفتح حانوتا وحدك ، وما دمت لم تصر لسانا للحق ، فكن أذنا .
- وإن تحدثت ، فكن مستفسرا ، وتحدث مع الملوك كالمسكين . « 1 »
- وبداية الكبر والحقد من الشهوة ، ورسوخ الشهوة من العادة .
- وعندما صارت الخصلة السيئة ثابتة من العادة ، فإنك تغضب على ذلك الذي يمنعك عنها .
 
3475 - وعندما صرت آكلا للطين ، فكل من يحول بينك وبين الطين ، يكون عدوا .
- وعبدة الأوثان عندما يطوفون حول الصنم ، يكونون أعداء لمن يقفون في طريقهم .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 528 : - وما دمت لم تظفر بالحرية ، فكن عبدا ، وحذار لا تلبس الأطلس ، وكن في الخرق . 
- واستمع إلى أنصتوا وكن صامتا ، وما دمت لم تصبح لسانا للحق ، فكن أذنا .
 
« 289 »
 
- وعندما اعتاد إبليس على الرئاسة ، رأى من حماريته آدم حقيرا .
- وقال : أثم رئيس آخر أفضل مني ؟ ! حتى يسجد له شخص مثلي ؟
- فالرئاسة سم ، اللهم إلا لتلك الروح ، التي تكون موضعا للترياق من البداية .
 
3480 - فالجبل وإن امتلأ بالحيات ، لا تخش شيئا ، فإن في داخل الجبل مواضع مليئة بالترياق .
- وما دامت الرئاسة قد صارت نديمة لرأسك ، فكل من حط من شأنك ، يصبح خصما قديما لك .
- وعندما يتحدث أحد خلافا لطبعك ، تنهض في داخلك أحقاد كثيرة عليه
- وتقول : إنه يصرفني عن طبعي ، وكيف يجعل من نفسه رئيسا عليّ ؟ !
- وما لم تكن الخصلة السيئة متمردة داخله ، كيف تشتعل نار الخلاف داخله
 
 3485 - وذلك الذي يقوم بمداراة من يخالفه ، ويجعل لنفسه مكانا في قلبه ،
- تكون الخصلة السيئة لم تثبت فيه بعد ، ومن العادة صارت نملة الشهوة كالحية .
- فاقتل حية الشهوة في الابتلاء ، وإلا صارت حيتك الآن تنينا .
- لكن كل إنسان يرى حيته مجرد نملة ، فاستفسر عن أمرك من صاحب قلب .
- فالنحاس لا يعلم أنه نحاس ، ما لم يتحول إلى ذهب ، والقلب لا يعلم أنه مفلس ، ما لم يتحول إلى ملك .
 
3490 - فاعرض نفسك على الأكسير كأنك النحاس ، وتحمل - أيها القلب - الجور من محبوبك .
 
« 290 »
 
- ومن هو المحبوب ؟ إنهم أصحاب القلوب، فاعلم جيدا أنهم هاربون من الدنيا كالليل والنهار.
- وقلل العيب في ذات عبد الله ، وقلل اتهام الملك باللصوصية . « 1 »
 
كرامات ذلك الدرويش الذي أتهم في السفينة بالسرقة
 
- كان أحد الدراويش راكبا في سفينة ، وقد جعل له تكئة من بضاعة رجل .
- وفقد هميان " مليء " بالذهب ، وكان نائما ، وفتش الجميع ، وبدى له أيضا
 
3495 - أن يفتش ذلك الفقير النائم ، وأيقظه صاحب المال ، لما به من حزن
- وقال له : لقد فقد هميان في هذه السفينة ، وفتشنا الجميع ، ولن تستطيع الخلاص .
- فاخلع خرقتك ، وتعر منها ، حتى تطمئن منك أوهام الخلق .
- فدعا قائلا : يا رب ، إن الأخساء قد إتهموا غلامك ، فأنفذ الأمر .
- وعندما تألم قلب الدرويش من ذلك ، أطلت برؤوسها في لحظة من كل صوب ،
 
3500 - مئات الآلاف من الأسماك من البحر العميق ، وفي فم كل منها درة ثمينة .
- مئات الآلاف من الأسماك من البحر العباب ، وفي فم كل منها درة ، وأي درة ! !
- وكل درة منها تساوي خراج مملكة ، فهي من الإله ، ولا شريك له في ذلك .
- فألقى حفنة من الدرر في السفينة وقفز ، وجعل من الهواء كرسيا وجلس .
...............................................................
( 1 ) ج / 5 - 529 : - وإن لم تكن هباء منثورا بين من هم هباء ، إذهب إذن وكن مهانا من كل شيطان .


 
« 291 »
 
- جلس متربعا كالملوك فوق عرشه ، هو فوق الأوج ، والسفينة في مواجهته .
 
3505 - وقال : امضوا ، لتكن السفينة لكم ، فالحق لي ، وحتى لا يصحبنكم لص شحاذ .
- ولنر من الخاسر بهذا الفراق ، فأنا سعيد قرين للحق منفصل عن الخلق .
- فلا هو يتهمني بالسرقة ، ولا هو يعطي زمامي لنمام .
- فصاح ركاب السفينة : أيها الهمام ، من أجل ما ذا أعطيت هذا المقام العالي ؟
- قال : من الافتراء على الفقير ، ومن إيذاء الخلق لي من أجل شيء حقير .
 
3510 - حاشا لله ، بل من تعظيم الملوك ، فلم أكن سئ الظن في الفقراء .
- أولئك الفقراء اللطاف حسني الأنفاس ، الذين نزلت من أجل تعظيمهم سورة عبس .
- ذلك الفقر الذي لا يكون من العروج " على كل مكان " ، بل قائم على ألا يكون ثم شيء سوى الله .
- وكيف أتهمهم والحق قد جعلهم أمناء على خزانة السماء السابعة .
- فالمتهم هو النفس ، لا العقل الشريف ، والمتهم هو الحس ، لا النور اللطيف
 
3515 - والنفس سوفسطائية مجادلة ، فداوم على قمعها ، فإنها تستكين بالقمع ، لا بالحجة .
- أنها لترى المعجزة ، وتتهلل في تلك اللحظة ، ثم تقول بعدها : لقد كانت خيالا
- وإن كانت حقيقة تلك الرؤية العجيبة ، فلما ذا لم تدم أمام العين ليل نهار ؟
- إنها تكون دائمة أمام عيون الأطهار ، لكنها لا تكون قرينة لعين الحيوان
 
« 292 »


- فإن ذلك الشيء العجيب يشعر بالضيق والعار من هذا الحس ، فمتى يكون الطاووس في بئر ضيق ؟
 
3520 - وحتى لا تقول عني أنني ثرثار ، لقد قلت واحدا في المائة " مما لدي " وهو " في دقة " الشعرة .
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: شرح حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:55 pm

شرح حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر على مدونة عبدالله المسافر بالله

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه  المثنوي المعنوي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

شرح حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه على أمر ما
دون أن يحس أنه مبتلى بنفس الأمر
 ( 3022 - 3026 ) : يخاطب مولانا المريدين : إن كنت فاترا في الطريق غثا مقلدا ، ومتكلفا ، فلا أقل من أن تكون متحمسا ، وبذلك تصل ، تنزل عليك جذبات الحق ، وجذبة من جذبات الحق تعادل الثقلين ، ففاقد الناقة على الحقيقة ، وفاقد الناقة تكلفاً ، كلاهما يصل إلى ناقته ، وكلاهما حقيقة واحدة . ويتوقف مولانا أمام إحدى مشكلاته المتكررة : التعبير الذي لا يساوى المعنى : ( من كثرة القول صمت ، الكتاب الأول : بيت 1770 )

ومن ثم فأنا أقول لك : من عرف الله كل لسانه ( ذكره استعلامى 2 / 310 على أنه حديث نبوي بناء على نص مولانا وعند صاحب كشف المحجوب ، قول مسند إلى الصوفي الجنيد البغدادي ، ترجمة كاتب هذه السطور ص 429 ، وللواسطي : من عرف الله انقطع بل خرس وانقمع ، كشف ص 329 ، ولمحمد بن واسع : من عرف الله قل كلامه ودام تحيره ، كشف ص 328 )

واللسان ما هو إلى اصطرلاب يرصد حركة الأنجم ، لكنه لا يدرى شيئا عما يجرى في أقطار سماوات الروح ، وفلك الأرواح ، وشمس الحقيقة العليا التي تعتبر الشمس بمثابة الذرة منها .


( 3027 - 3037 ) : عودة إلى قصة مسجد الضرار ( أنظر شرح البيت 3826 )

لقد جرى على مسجد الضرار كل ما ينبغي أن يجرى على أي مكان ظاهر الزينة لكنه فاسدٌ من أساسه ، والمقصود بصاحب المسجد " أبو عامر الراهب ورفاقه من المنافقين " ، ووعظه فخ ، واللحم الذي يقدمه إنما يكون مثل اللحم الذي يوضع في الشص يأخذ بحلوق الأسماك ، لقد كان المسجد المقصود بالمنافسة هو مسجد قباء ( مسجد أسس على التقوى ) ، ولم يجز أمير العدل محمد
 

« 460 »

 
صلى الله عليه وسلم أن يجرى هذا الحيف والظلم على جماد ، فأضرم النار في مسجد الضرار ، وانظر إلى المعنى هنا : المسجد حقيقة إسلامية ، هو بيت المؤمنين ، ودار العبادة والفتوى والحكم ، ومع ذلك فقد أضرم الرسول صلى الله عليه وسلم النار في مسجد ، لأنه كان مجرد بناء قصد به الفرقة والتآمر والدس ، ومن ذلك فاعلم أن الحقائق متفاوتة ، وعالم المعنى يختلف عن عالم المجاز ، فالحياة فيه غير الحياة ، والقبر فيه غير القبور ، والموت فيه غير الموت ، والتفرقة صعبة إلا بهمة المرشد ، فخذ مرشداً ، فهو المحك ، واعرض عليه فعلك ، وإلا بنيت مسجداً يكون مسجد ضرار وكفر وتفريق وصد عن سبيل الله ، وتكون ساخراً من المنافقين لكنك في الحقيقة منهم .


( 3038 ) : الحكاية إلى تبدأ بهذا البيت فيما يقول فروزانفر ( مآخذ / 76 - 77 ) وردت في مقالات شمس ، كما وردت نظائر لها في عيون الأخبار وفي أخبار الزمان للمسعودي ومجمع الأمثال للميدانى وفي عجايب نامه من مؤلفات القرن السادس الهجري ، ولها نظائر في كل الآداب الشعبية الإسلامية .


( 3044 - 3056 ) : المستفاد من الحكاية أن العائب على غيره غالبا ما يقع في العيب الذي وقع فيه ، ومن عاب على أخيه عيبا لم يمت حتى يبتلى به ، [ من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ] حديث مثنوى ( أنقروى 2 / 464 ) ،

وقد يغفر الله له بعيبك عليه ، بينما تقع أنت في الذنب ، فيثاب وتعاقب ، وما أكثر العيوب التي فيك لكنها خافية عليك ولا بد لها أن تكشف في يوم من الأيام ، وقال حاتم الأصم " لا تغتر بموضع صالح ، فلا موضع أصلح من الجنة وقد لقى فيها آدم ما لقى ، ولا تغتر بكثرة العبادة ، فإن إبليس بعد كثرة عبادته لقى ما لقى ، ولا تغتر بكثرة العلم فإن بلعام كان يعرف اسم الله الأعظم ولقى ما لقى ، ولا تغتر


« 461 »

 
بمخالطة الصالحين فلا رجل أعظم قدرا من النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتفع أقاربه بمخالطته " ( مولوى 3 / 583 ) فأي أمن تقول أنك في مقامه ، وأنت لم تسمع من الله تعالى « لا تخافوا » فما أمنك هذا ؟ ! ألم تتعظ بما حدث لإبليس ؟

وأية شهرة تبحث عنها ؟ ! ألم تسمع قوله صلى الله عليه وسلم

[ بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمة الله ] ،

ولهذا قيل " اذهب واغسل وجهك من الخوف ، ثم ادع واشتهر أي أغسل وجه باطنك بماء الخوف الإلهى ، لتكون من أولياء الله ، ثم أظهر وجهك في الشريعة والطريقة لا تضرك بعد الشهرة ، واحمد الله أن غيرك قد صار عبرة لك ، وأنك لم تصر عبرة لأحد ، وإن رأيت مبتلى فقل :

( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه ) ( مولوى 2 / 584 ) .


( 3057 - 3069 ) : القصة هنا قد تكون مما يروى عن فظائع المغول وقد عاصر مولانا غزوتهم ( في الكتاب الثالث قصة الذي أوقفه المغولي لقتله وادعى أنه لا يجد من يطلبه ، حتى جمع المصريين جمعا فقتلهم - أنظر الكتاب الثالث ، الأبيات 857 - 861 ) ،

وللإيهام استخدم مولانا هنا خلفية تاريخية ترجع إلى غزوة الغز لخراسان سنة 548 وأسرههم للسلطان سنجر السلجوقى ، وارتكابهم للكثير من المذابح والتخريب المذكور في كتب التاريخ ( استعلامى 2 / 312 )

والمقصود بآخر الزمان العصر المحمدي وعهد الإسلام ، والقرون أي الأمم ، ونحن الآخرون السابقون إشارة إلى الحديث النبوي الشريف

[ نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا واوتيناه من بعدهم ، وهذا يومهم الذي فرض عليهم ، فاختلفوا فيه فهدانا الله له ، فهم لنا فيه تبع ، واليهود غدا ، والنصارى بعد غد ]


( أحاديث مثنوى 1 / 67 - 68 - ولتفسير الحديث تفسيرا آخر ، انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1117 - 1120 وشروحها ) .


« 462 »


( 3070 - 3074 ) : الضمير عائد على المذكورين في العنوان ، والفراغ من الاهتمام بالغد عدم التفكير في اليوم الموعود ، ووصفهم بالنساء ليس دلالة جنسية ، لكنهم مفتقدون لرجولة الطريق وتحمل مشاقه ، ولاتباعهم هوى أنفسهم ، والنفس والنساء سيان ، والملوك هم ملوك الطريق .
 

( 3078 - 3087 ) :سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا ، يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْقال نجم الدين كبرى " الآية تشير أن القلوب الغافلة عن الله يقول أهلها بألسنتهم ما ليس حقيقة شعورهم ولا شعور قلوبهم "


( مولوى 2 / 587 ) ، كل ما يقوله هؤلاء إذا رأوا وليا : اذكرنا بهمتك في الدعاء ، وهو قول من طرف اللسان ، ويقول : شغلنا بالكسب الحلال ، وهو أمر مردود عليه ، فالكسب الذي يبعد عن الله وعن طلب الحقيقة ليس كسبا حلالا ، إنه يتوسل في البعد عن الله ، فيقيم على طاغوته ، وإذا كان لم يصبر عن الدنيا على فنائها فكيف صبره عن دار البقاء والخلود والنعم ؟ ومن لا صبر له عن البشر ، كيف صبره عن خالق البشر ؟ ! (

 نعم الماهد ) والآية في سورة الذاريات / 48 
 

( 3088 - 3098 ) : يشير إلى جهد إبراهيم عليه السلام في البحث عن الحقيقة وعدم الوقوف على الظواهر المتغيرة والآفلة مهما بدت عظيمة ، ويتحدث مولانا عن نفسه : إنني لا أنظر إلى العالمين نظرة حقيقية ما لم أعلم خالق هذين العالمين ؟ ! والذي يتمتع بنعم هذه الدنيا لا على رجاء الله ، يكون كالأنعام بل أضل ( إشارة إلى الآية 179 من سورة الأنعام ) ، وأن المنغمس في الإثم وعدم الذكر اعتمادا على غفرانه ورحمته يكون متجرئاً ، قد خدعته حيلة النفس اللئيمة ، فإنك إن قل رزقك ، لا تكون هذه ثقتك بالله .


« 463 »

 
( 3099 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت يبدو أنها من المأثور الشعبي الذي كان متداولا أيام مولانا ، ولا يزال متداولا إلى يومنا هذا ( استعلامى 2 / 314 ) ولم يذكر زرين كوب ( بحر در كوزه / 329 ) لها مصدرا ، وإن كان قد التفت إلى المفارقة في حالة الشيخ الذي يتبع أمراضه الجسدية مرضا مرضا دون انتباه إلى حالته العصبية والأخلاقية الظاهرة ( ضيق العطن وسرعة الغضب وحدة اللسان ) .
 

( 3111 - 3117 ) : يتوارد دائما إلى ذهن مولانا عند ذكر الشيخ جسدا ذكر مشايخ وشيوخ الروح ، المرشدون الأولياء ، أولئك الذين قال الله في شأنهم فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ( النحل / 97 )


وهذه الحياة الطيبة تنجيهم وتخلصهم من مظاهر الشيخوخة ( إذا كان جسمك قد شاخ ، فلم الحزن ، ما دامت روحك شابة - ديوان شمس تبريزى ) وعباد الدنيا يعرفونهم ، وإلا فلماذا الحسد الذي يصبونه عليهم ؟ !

( يعرفون الأبناء أضدادهم ، مثلما لا يشتبه أولادهم - البيت 3665 من الكتاب الثالث - وانظر أيضا 3075 من الكتاب الذي بين أيدينا ) ،


هم سيوف الله البتارة ، ولو كان هؤلاء المنكرون يعرفون الجزاء الذي يحيق بهم من أساء منهم إليهم ، ولو كانوا يعرفون أنهم في حمى الحق

( تحت قباء الحق أو تحت قبابه ) ، لما صبوا عليهم الإساءات ووجهوا إليهم الإهانات ، في حين أن غضب رجل الحق يستطيع أن يجعلهم يعانون ( مائة قيامة ) ( انظر الكتاب الأول ، الأبيات 1940 - 1946 وشروحها ) .


( 3118 - 3126 ) : إن الولي يحتوى في داخله على ذات الحق ، ومن ثم لا يقيم بموازين الدنيا ، فما وقوفك على باب هذه الدار دون أن تدرى ما بداخلها ؟ ! ! وما وقوفك بالمسجد غافلا عن رب المسجد ؟ ! والله سبحانه وتعالى فضح القرون الأولى والأمم السابقة بسوء معاملتها لأوليائها وأنبيائها ، فهم في غيرة


« 464 »

الله ، وفي حفظه ( انظر قصة صالح وثمود في الكتاب الأول ) ، إذن فاعلم أنك بموقفك المنكر للمشايخ والأولياء تشبه تماما أولئك الذين عذبهم الله لمواقفهم من الأنبياء ، ( ما للأنبياء للأولياء ) فأي طمع لك في النجاة . وفي مناقب العارفين للأفلاكى ذكر البيتين مستشهداً برواية لجلال الدين إن ما حاق بخوارزمشاه على أيدي المغول كان جزاءا على سوء معاملته لوالده 1 / 16 .


( 3127 ) : " جوحى " هو جحا في الأدب العربي ( انظر حديقة الحقيقة ، الأبيات 5698 - 5700 وشروحها ) والحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في الأغانى لأبى الفرج الأصفهاني ومحاضرات الراغب الأصفهاني والمحاسن والمساوىء لإبراهيم بن محمد البيهقي ، ولم يكن جحا بطلها بل ابن أبي رواح ، الذي قال لأبيه : أتراهم يحملون الميت إلى دارنا ؟ ! ( مآخذ / 77 - 78 ) .


( 3139 - 3149 ) : هكذا يعرف ابن جحا أمارات منزله الذي يشبه القبر ، لكن الطغاة لا يعرفون ولا يحسون أن قلوبهم تشبه القبور ، وذلك القلب الذي لا يشع عليه النور الإلهى هو في الحقيقة أشبه بالقبر ، بل أشبه بروح اليهودي ، بينما تستضاء قلوب العارفين بالنور الإلهى ، فلا فتوح فيها ، ولا روح ، ولا زاد من الوهاب الودود ، ولا نور شمس الحقيقة يسطع عليها ، وهذا القلب الذي يشبه القبر ، يكون القبر أفضل لك منه ، فأنت الحي ابن الحي فكيف تليق بك سكنى القبور ، وأنت يوسف الحسن فما مقامك في البئر ، والروح فيك بمثابة يونس عليه السلام ، فكيف تكون في بطن الحوت ولا تنجو من بطن هذا الحوت بالتسبيح : فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( الصافات / 145 ) ،


وما هذا التسبيح الذي ينجيك ؟ ! إنه ذكر يوم العهد ويوم الميثاق ، يوم « ألست » ويوم الإقرار بالعبودية ( انظر 1672 من الكتاب الذي


« 465 »

بين أيدينا ) وتسبيح الروح هو ترديدك ل « بلى » على « ألست بربكم » ، ونحن الأسماك سجناء حوت بحر الحياة .

 

( 3150 - 3155 ) : إن سمكة هذا البحر هي من رأت الله بعينها ، وسبحت في بحر الحقيقة ، والدنيا بحر ، والجسد هو الحوت ، والروح هي يونس ، والروح عليها أن تتجه إلى الحق بالتسبيح وإلا ماتت ، وهذه الأسماك كثيرة في هذا البحر ، رجال الحق كثيرون ، لكنك لا تراهم لأنك تنظر إليهم بعين الجسد .


( 3156 - 3165 ) : الصبر هو تحمل المشاق في طريق الحق ، وهو أيضا نسيان كل شئ ما عدا الحق ، ( انظر 3085 - 3087 من الكتاب الذي بين أيدينا )

وهو روح التسبيح ، أي نسيان كل شئ عند ذكر الحق ، وكما يكون عبور جسر الصراط صعباً لكنه يفضى إلى الجنة ، فإن الصبر مر ، لكن عاقبته حلوة ، مرارته مع حلاوته ، مثلما يحرس الحسناء مارد أسود قبيح ، فإذا كنت تريد الجمال الإلهى ، ينبغي أن تتحمل الصبر ، ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر ، وإذا كنت تريد حسناء من " شكل " ( مدينة في ما وراء النهر مشهورة بجمال نسائها ) فعليك بالصبر والتحمل . [ فالصبر ضياء والصلاة نور ] " ( حديث نبوي رواه الأنقروى 2 / 480 ) ،


ولذة الرجل في الكر والفر ، ولذة المخنث في شئ آخر ، فإن لذته تجعله دائما في الحضيض ، وهو في الحضيض حتى وإن كان مظهره يدل على غير ذلك ، والشحاذ وإن حمل علما فهو شحاذ ، ليس غازيا حتى تخاف منه ، فهو يحمل علما من أجل التسول ومن أجل الكدية .


( 3166 ) : المفارقة هنا لإلباس المعاني سالفة الذكر شخوصاً ، ليس المهمة الهيئة ولا المنظر المهيب المرعب ، فالرجولة معنى ، والبطولة معنى ( بحر در كوزه / 402 ) . 


« 466 »


( 3170 - 3174 ) : إشارة إلى قصة الثعلب والطبلة المعلقة الواردة في كليلة ودمنة ( مآخذ / 78 ) .

( 3175 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت ، وتدور حول نفس معنى التناقض بين المظهر والمخبر وردت قبل مولانا في مقالات شمس الدين التبريزي ( مآخذ / 78 - 79 ) .

 

( 3179 - 3186 ) : في طريق الحق لا يؤدى التظاهر وادعاء الكمال إلى الوصول إلى نتيجة ، وهذا التظاهر يزيد العبد بعداً عن الحق ، تماما كمن يدخل الحرب بسلاح وعدة كاملة ، لكنه يفتقد شجاعة القلب وإقدام الباطن ، وأفضل عدة للمرء في الحرب روح مقدامة وشجاعة . . . شجاعة حقيقية ، فسلاح المكر والحيلة إنما يؤدى إلى الوبال ، وما دمت لم تستفد منه ، فأولى بك أن تتركه ، وأن تقول مثلما قالت الملائكة :لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا( البقرة / 32 ) .

وفي رواية عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه « إن كان العرض على حقا فالمكر لما ذا ؟ ! » وللإمام علي رضي الله عنه « إياك والخديعة ، فإن الخديعة من خلق اللئيم » ،

وله أيضا « من مكر بالناس رد الله سبحانه وتعالى مكره في عنقه » وقال رضي الله عنه : ليس منا من ماكر مسلماً .

( عن جعفري 5 / 443 - 444 ) .

 وأن تدعو بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم [ اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ] ،

والكامل هو كلما ازداد علما عرف ما هو مجهول فيه ، لأن ما يجهله الإنسان دائما فوق ما يعلمه ، والعلم الحقيقي - كما يقول يونس امره - هو عمل معرفة النفس ، فما لم يعرف المرء نفسه بم يفيده قراءة العلوم ؟ ! ! ) ( جلبنارلى 2 / 386 - 387 ) .


« 467 »


( 3187 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في عيون الأخبار للدينوري وفي ذيل زهر الآداب ( مآخذ / 79 ) والذي ورد هو الجزء الأول منها الخاص بصب التراب ( أو الرمل ) وقسمة القمح بين عدلين وبقيتها من إضافات مولانا جلال الدين ، ومضمونها في رأى زرين كوب ( بحر در كوزه / 495 ) ناظر إلى بيت ابن الراوندي :كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه * وجاهل جاهل تلقاه مرزوقاكما ذكر أن الإضافات ورد نظيرها في كلستان سعدى ( الباب الأول حكاية 39 ) كما تذكر بشعر مشهور لشهيدى البلخي .


( 3208 - 3212 ) : الحكمة هنا بمعنى المعرفة عموماً ، وليس الفلسفة والحكمة الإلهية .

قال نجم الدين كبرى : فظن قوم أن الحكمة مما يحصل بمجرد التكرار أو هي من نتائج الأفكار ، وما فرقوا بين المعقولات والحكميات والإلهيات ، فالمعقولات مشتركة بين أهل الدين وأهل الكفر وبين المقبول والمردود ،

فالمعقول ما يحكم العقل عليه ببرهان عقلي ، وهذا متيسر لكل عاقل بالدراية وبالقوة ، فحين صفى عقله عن شوب الوهم والخيال فيدرك عقله المعقول بالبرهان دراية عقلية ، والذي لم يصف العقل من هذه الآفات فهو يدرك المعقول قراءة بتفهيم أستاذ مرشد ، أما الحكمة فليست من هذا القبيل ،

فإن العقول عن دركها بذواتها محتبسة والبراهين العقلية والنقلية عنها مختبئة فإنها مواهب ترد على قلوب الأنبياء والأولياء عند تجلي صفات الجمال والجلال وفناء أوصاف الخليقة لشواهد الخالقية ( مولوى 2 / 605 ) .


والمقصود بالحيل البالية العلوم المتوارثة التي ليست إلا مكرا أو حيلة ، ويضيف الأعرابي : إنني لأفضل أن أكون جاهلا أحمق لكني قلبي حافظ لمئونة إيمانه وروحي حافظة لإيمانها ، والشقاء المقصود هنا الشك في الرزق والرازق والتي تؤدى إلى الكفر والضلال .


« 468 »


( 3213 - 3220 ) : هناك في رأى العارفين نوعان من المعرفة : نوع يحصله المرء عن الطريق الدنيوي المدرسة والبحث والاستدلال والاستناد على موازين العقل ، ويسمى مولانا هذه العلوم بعلوم أهل الحس ( انظر البيت 1020 من الكتاب الأول ) وفي المقابل هناك العلم اللدني وهو نور يقذفه الله في القلب ، ومثاله علم الخضر عليه السلاموَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً( الكهف / 65 )

يقول مولانا :

هناك حكمة من الطبع والخيال ومن الوجود المادي ونتيجتها الظن والشك ، وفي مقابلها الحكمة الإلهية وهي الفيض المباشر لنور الحق وتحمل الإنسان إلى مقام أعلى من هذه الدنيا المادية ( أنظر البيت 1676 ) ،

ويقول مولانا : أن علماء هذا الزمان - حتى في العلوم الظاهرية - أكثر حيلة ومكرا من علماء العصور السابقة ، ويضيف : وأسوأ أخلاقا ، ثم يحدد وظيفة الفكر : الفكر هو الذي يفتح طريقا ، ويقول المفسرون أنه الطريق إلى عالم الغيب والحقيقة ( استعلامى 2 / 318 ) .

والواضح أنه الطريق الذي يخلص البشرية من العبودية للثالوث المسيطر : الدين المزور ، والمال والقوة ، والذي يعلى من شأنه القيم الإنسانية ، وقيمة الإنسان ، وإذا نظرنا إلى علماء الظاهر في زماننا ، لهالنا التردى الذي وصل إليه هدف العلم ، العلم من أجل العلم ، وتقديس العلموية هذا بالنسبة للعلماء ، أما بالنسبة للمتأجرين بالعلم وخدام السادة الجدد وسدنة المال ، وأنصار التبعية والانسلاخ فحدث ولا تسل

( انظر المفكر ومسئوليته في المجتمع ، لعلى شريعتي - ضمن كتاب الثورة الإيرانية الجذور والأيدلوجية - ط 2 )

الطريق الذي يفتحه العلم الحقيقي طريق صالح لأن يسير فيه ملك ، بل قد يضحى الملك بملكه لكي يصل في طريق هذا العلم ، لأنه به يصل إلى الملك السرمدي والعز الحقيقي .


( 3221 ) : الكرامة المذكورة هنا منسوبة إلى إبراهيم بن أدهم ، وتتكرر أخباره


« 469 »

وكراماته في المثنوى ، تروى كتب الصوفية ، أنه كان أميرا على بلخ ، وترك الإمارة وأنخرط في سلك الصوفية وصار عارفاً عظيماً ، استشهد في غزوة على آسيا الصغرى سنة 160 أو 161 هـ ( استعلامى 2 / 318 )

والكرامة المذكورة هنا وردت في تذكرة الأولياء للعطار وإن كان مولانا جلال الدين قد أضاف إليها الكثير .

( مآخذ / 80 ) وردها صاحب نفحات الأنس كرامة شبيهة بها عن أبي الحارث الأولاسى ( جلبنارلى 2 / 387 ) .

 

( 3227 - 3235 ) : يعود مولانا في هذه الأبيات إلى الحديث في أن الأولياء مشرفون على القلوب ( أحذروهم هم جواسيس القلوب ) لأحمد بن عاصم الأنطاكي ( انظر البيت 1482 وما بعده من الكتاب الذي بين أيدينا )

وهو يشبههم في هذا بالخوف والرجاء ، فلا يوجد قلب لا يتواتر عليه هذان للحالان ومع ذلك فلان المرء العادي لا يضرهم ولا يعرفهم على حقيقتهم يسئ الأدب في حضورهم ، وتتزين في مواجهة العميان الذين لا يملكون بصيرة عن سادة الدنيا ، ومن ثم فأنت أسير للشهوات ، لأنهم لا يبصرون إلا ظاهرك ، ولا يعلمون شيئاً عن باطنك ، مع أن زينتك هذه أمام أهل الباطن تبدو وكأنك وضعت غائطا على وجهك ، ومع ذلك فأنت تفخر .


( 3240 - 3250 ) : يترك مولانا الحكاية معلقاً : إنك إذا نظرت إلى ما قام به إبراهيم بن أدهم على أنه أمر خارق للعادة ، فذلك لأنك لا تعرف أن قدراتهم الروحية تفوق هذا الأمر بكثير ، وما أمورهم هذه إلا رائحة من البستان الذي في بواطنهم ، فإن تتبعت هذه الرائحة فقد وصلت إلى هذا البستان ، وألم تكن رائحة قميص يوسف سبباً في رد البصر إلى يعقوب ، وبشرى اللقاء بيوسف نفسه ؟ ! !

وألم يكن أحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم يجدها في الصلاة . ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ جعلت قرة


« 470 »

عيني في الصلاة ] ، وأنت تقول لماذا حاسة الشم ؟ ! أقول لك لست أقصد حاسة الشم بعينها ، فالحواس متصلة ببعضها ، وأنت إن طهرت إحداها طهرت بقيتها ، فهي كلها من نبع واحد ، ومن هنا يحدث العشق ، فالعشق أصله الرؤية ، وبالعشق يكون البصر صادقا ، فستستيقظ كل حاسة ، ويكون ثم ذوق لها ، ومن ذاق عرف .

 

( 3251 - 3260 ) : يعود مولانا جلال الدين إلى الحديث عن " حواس السلوك " أو " حواس الباطن " التي يكون العارف مجهزا بها للوصول إلى عالم الغيب ، عالم غير المحسوسات أي ما لا تدركه الحواس غير العادية ، وهذه الحواس الباطنة معطلة لا تعمل طالما نحن أسارى للحياة المادية منغمسين في شهواتها ، وهي " تفك " ويفك أسارها أثناء السلوك ، ويشبه مولانا هذه الحواس بأنها قطيع من الخراف تسير متحدة ، وإن عبر أحدها الجدول عبر بقية القطيع خلفه منطلقين إلى المرعى الإلهى الوارد في الآية الكريمةوَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى( الأعلى / 4 )


حواسك كالخراف ينبغي أن ترعى في مرعى الله ، حتى تصل إلى النور الناظر إلى الغيب ، فكل حتى يرسل النور إلى بقية الحواس في رياض الحقائق ، هذه الحواس تتحدث فيما بينها بلا لغة أو لسان ، وذلك لأن هذه الحقائق لا يستوعبها لسان ، وبأي شكل تقولها ، تحتمل التأويل ( انظر البيت 1088 من الكتاب الأول ) ،


وتؤدى إلى إعمال الخيال ، فيتخيلها كل إنسان بشكل ما ، هذه الحقيقة التي هي كالعيان ترى عن طريق عين الباطن ، بلا كتاب أو مدرسة ، وهذا الاتحاد للحواس الباطنة هو الذي يجعل حواس بواطن رجال الطريق متحدة تتعاون فيما بينها ، وتجعلهم يسيطرون على العوالم والأفلاك ، لأن قدراتهم تتحد مع قدرة الحق ، ( استعلامى 320 - 321 ) .


« 471 »


( 3261 - 3268 ) : يريد مولانا أن يعبر عن حواس الباطن وقدرة " نور الروح " بتعبير آخر ، يقول أن الوجود الحقيقي يختفى داخل الوجود الظاهري والمادي وإنما يحس به من يملكون حسا باطناً ، ويضرب مثالا : إن كانت ثمة دعوى حول ملكية قشر ، فإن اللب الذي يحتوى على هذا القشر يكون من نصيب من تثبت له ملكية القشر ، وكذلك إن قام نزاع حول ملكية عدل من القش ، تثبت ملكية الحب لمن تثبت له ملكية القش ، والعالم تماما على هذا النسق ، الفلك الذي تراه بهذه العظمة هو مجرد قش لنور الروح ، ولا يغرنك أن الفلك واضح والروح خفية ، فالجسد واضح والروح خفية ، ومع ذلك فإن هذه الروح الخفية هي التي تحرك كل قوى الجسد ، والعقل ، العقل الباحث عن الحق أكثر خفاءً من الروح ، فالحس ( الباطني ) من الممكن أن ينعكس في الأحاسيس الظاهرة ، دليلها الحركة ، لكن الحركات لا تدل على العقل بل لا بد من حركات متزنة ولكي تتناسب والشاق في الحركة حتى تدرك أن هناك عقلًا 
 

( 3269 - 3275 ) : وهناك ما هو أكثر خفاء من الروح ومن العقل : روح الوحي ، أي الروح المتصلة اتصالا مباشرا بالحق بحيث يصل إليها الوحي ، وهي من عالم الغيب ( انظر البيت 111 من الكتاب الأول )

لقد رأى كل مشاهد الرسل آثار عقله ، لكن كل روح لا تستطيع أن تدرك آثار الوحي ، فلا بد من أن تكون ثم مناسبة وتجانس من الناظر حتى يستطيع أن يدرك آثار الوحي ، آثار الوحي هذه رآها بعضهم جنونا وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ( القلم / 51 )

وبعضهم لا يجد من رد فعل إلا الحيرة ، وروح الوحي ذات درجات ، لقد كان للخضر عليه السلام ما لم يكن لموسى عليه السلام ، ومن ثم اعترض على أفعال الخضر ، فإذا كان عقل موسى قد يعجز عن ادراكه ، فما بالك بعقولنا .

 
( 3276 - 3280 ) : العلوم التقليدية أي علوم هذه الدنيا أو علوم أهل الحس هي


« 472 »


علوم للتجارة ، تجد المشترى فتتألق وتزدهر وتنتشر ، هي علوم أصلا من أجل البيع ولذلك فهي تنتشر ، لكن العلم التحقيقى غالباً ما يكون مكتوما خفيا غير منتشر ،  لأن مشتريه الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى ، ذلك إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ( التوبة 111 ، وأنظر البيت 2721 من الكتاب الأول والبيتين : 2437 و 2448 من الكتاب الذي بين أيدينا ، وأنظر لتعبيرات أخرى عن الفكرة : الكتاب الخامس ، الأبيات 1463 - 1465 ، 1472 - 1474 وشروحها ) .


ولكل بضاعة مشتريها بحسب قيمتها ، فالدرس الذي علمه الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام ، اشترته الملائكة ولم يقدره الشيطان حق قدره ، ولقد تلقى آدم الأمر بأن ينقل الدرس وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ( البقرة / 31 )

وآدم هو كل إنسان وصل إلى الحق ، وبلغ مقام « علم الأسماء » يطلب منه مولانا أن ينقل ما تعلمه .


( 3281 - 3290 ) : وقصير النظر كالشيطان ، لا اهتمام له بالعالم الأسمى ، متغير ، يغير لونه ، ليس ثابتاً في طريق الحق ، كل ما يعرفه محدود بعالم الأرض والمادة ، ( أنظر البيتين 2440 - 2441 من الكتاب الذي بين أيدينا ) هذا القصير النظر أشبه بالفأر ، عالمه ضيق ، وأفقه محدود ، وأهتماماته محدودة ، وعقله بقدر حاجته ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يهب كل إنسان عقلا بقدر حاجته ، وهذه سنته في خلقه ، فالسماء في حاجة إلى الأرض ، والأرض في حاجة إلى الجبال ، والكون في حاجة إلى الأفلاك ، فالحاجة هي الجاذبة وهي الوهق الذي يجذب كل الكائنات من العدم إلى الوجود .
 

( 3291 - 3298 ) : إذا كانت الحاجة إذن هي الوهق الجاذب ، فلما ذا تخفى حاجتك ؟ ! لماذا تكتم احتياجك وهو سبحانه وتعالى يحب أن يسمعه منك ، وذلك


« 473 »


حتى يجيش بحر الكرم ، فهو الذي يضع الدعاء على لسانك لكي يستجيب لك ، والمتسولون المعوقون يعرضون عاهاتهم ليحركوا شفقة البشر ؟ ! وهل سمعت عن متسول يقول أعطونى لأن عندي كذا وكذا ؟ ! ومن هنا لم يخلق الله تعالى للخلد عينين ، فما حاجته إليهما ، لكنه إن خرج من حجره لا يخرج إلا للسرقة وإن خرج ربما طهره الله من هذه السرقة ، وربما خلق جناحا ( كان من المعتقد أن الخفاش في الأصل فأر وخلق له جناحان ) ، فيحلق ذلك الفأر المسكين حبيس التراب إلى الأعالي .


( 3299 - 3313 ) : الشكر كالروضة ، تجعل المغفور له سعيداً متهللا كأنه الروضة فتبدو سيماء الشكر على سيمائه ، ( أنظر الكتاب الرابع ، الأبيات 1742 - 1747 وشروحها )

والبيت 3301 ناظر إلى قول الإمام علي رضي الله عنه " عجبت لابن آدم ينظر بشحمة ويسمع بعظمة " ، وهذه المعاني لا علاقة لها بالجسم ، فهل تبصر كل شحمة ؟ ! وهل تسمع كل عظمة ؟ !

ومن ثم أيضا متى تدل الأسماء على المعاني ؟ ! وهل هناك علاقة بين الطائر ( الروح ) وبين الوكر ( الجسد ) وهل هناك علاقة بين الجدول ( الجسد ) والماء الجاري ( الروح ) ؟ !

إن ماء الجدول سيار متدفق لكنه تراه متوقفا ، وإذا لم يكن سيارا ، فمن أين له هذا القذى فوقه ؟

أتعرف ما هو هذا القذى ؟ إنه صور الفكر ، هذه القشور الموجودة هي جيشان ماء الروح المتدفق من حديقة الغيب التي تتوالى عليه ، فابحث عن فكرك من منبعه ، أي من حديقة الغيب ، فالماء يتدفق منها ، وإن كنت لا تملك إدراكا للغيب ، فانظر على الأقل إلى آثاره ، وإذا كان الماء يتدفق سرعة فإن القشور سرعان ما تختفي . . . على هذا النسق تماما يكون التكامل الروحي للإنسان، من شدة تيار الحياة الباطنية تختفي إهتمامات الحياة المادية سريعا .


« 474 »


وهناك مراتب لا يتجلى فيها سير الحياة المادية لكنها ملحوظة : تسامق النبات ونموه ، سرعة قشور الصور بنمو تيار الروح وتناميه ، ازدياد الرضا الروحي والقناعة الروحية يجعل الحزن لا يستقر في قلب العارف ، بل يمر سريعا ( انظر الكتاب الثالث الأبيات : 1820 - 1835 وشروحها ) وعندما يبلغ الماء مداه في السرعة ، لا تظل في الوجود الإنساني إلا الروح المتحركة .


( 3314 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت ، لم ترد بنصها في مصدر سابق على مولانا ، وإن وجدت حكايات مشابهة لها في سيرة الصوفي الرازي المعروف يوسف بن الحسين " من صوفية القرن الثالث الهجري " ( استعلامي 2 / 323 عن تذكرة الأولياء للعطار ) .

وجو الحكاية عموما جو تقليدي عن اعتراض بعض الجهال على بعض أفعال المشايخ ، وأخذها على ظاهرها والطعن فيها جهلا .


( 3320 ) : يشير هنا إلى قاعدة فقهية فحواها : إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث " ( أحاديث مثنوي / 68 ) والمصطلح من الفقه الشافعي ، والقلة عند ابن دريد خمس قرب من الماء ( جعفري / 5 - 489 ) ونقل ابن منظور في لسان العرب مقادير مختلفة للقلة .

 

( 3321 ) عن إبراهيم الخليل عليه السلام والنمرود انظر البيتين 551 و 1616 من الكتاب الأول والآيات 67 - 70 من سورة الأنبياء .


( 3325 - 3330 ) : الشيخ إن تصرف تصرفات لا يفهمها الجاهل لا يقلل هذا من قدره ، وإن تحدث حديثا دون المستوى فمن أجل أن يفهمه العامة والمريدون ، كالأب ينزل إلى مستوى ابنه ، حتى وإن كان هذا الأب عالم العلماء .


( 3336 ) :كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( القصص / 88 ) .

( 3343 ) : الحس المشترك أحد الحواس الباطنة ( انظر البيت 3590 من الكتاب


« 475 »


الأول والبيت 67 من الكتاب الذي بين أيدينا ) وهو في اعتقاد العلماء محل ارتسام صور المحسوسات في باطن الإنسان ، وليس للملائكة شأن بالحس المشترك ، إذ لا علاقة لهم بعالم المحسوسات .

( 3350 ) : عودة إلى قصة إبراهيم بن أدهم التي بدأت بالبيت 3321 .

( 3354 ) : فتح ذلك الباب أي بداية الطريق المعنوي والسلوك .

( 3355 ) : عودة إلى قصة العائب على الشيخ .

( 3369 ) :وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ *( البقرة / 144 ) .

( 3379 ) : الحكاية التب تبدأ بهذا البيت - فيما يقول فروزانفر ( مآخذ / 80 ) وردت قبل مولانا في محاضرات الأدباء وفي حلية الأولياء منسوبة إلى حبر من بني إسرائيل .

( 3431 ) : إشارة إلى الآية الكريمة فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( النحل / 115 )


( 3437 - 3438 ) : إشارة إلى الحديث النبوي الشريف [ لو كانت الدنيا دما عبيطا لا يكون قوت المؤمن فيها إلا حلالا ] ( أحاديث مثنوي / 69 ) .


( 3439 ) الرواية التي تبدأ بهدا البيت لم ترد في مصدر قبل المثنوي ، وربما كانت مستوحاة من الحديث النبوي الشريف [ جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ] . ( أحاديث مثنوي / 69 ) .


( 3451 ) : القصة التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في مقالات شمس الدين البريزي ( مآخذ / 80 - 81 ) .

والقصة ترمز إلى وقاحة المريد في محضر الشيخ وتجرؤه عليه لخفض جناحه له ، حتى يتعرض للامتحان الصعب ، ويرى الأنقروي أنها مستوحاة من الحديث النبوي [ المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف ، إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ ] ( أنقروي 2 / 524 ) .


« 476 »

 
( 3468 ) : المعنى من سنائي الغزنوي : إذا لم تكن نبيا ، فكن من الأمة ( انظر حديقة الحقيقة الأبيات : 3908 - 3911 وشروحها ) ( 3480 ) البيت منقول من البيت 428 من حديقة سنائي .


( 3493 ) الحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت قبل مولانا في حلية الأولياء والرسالة القشيرية عن ذي النون المصري ، وفي تذكرة الأولياء مرة عن مالك ابن دينار ومرة عن ذي النون المصري بشكل أكثر تفصيلا .

( مآخذ / 81 - 82 ) .

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.docx   حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالأربعاء سبتمبر 16, 2020 8:56 pm

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.docx

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.txt

تحميل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 2.pdf






عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية الهندي الذي كان يتشاجر مع رفيقه المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية ذلك العاشق الذي هرب من العسس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 01 - 3858 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الحكيم الذي رأى طاووسا ينزع جناحه الجميل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك الذي كان طالبا للرزق الحلال بلا كسب وتعب في عهد داود .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على سبيل الفخر .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: