حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الفيل .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الفيل المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
حكاية الأرانب التي أرسلت أحدها برسالة إلى الفيل قائة له :
قل : إنني رسول قمر السماء إليك ويأمرك قائلا :
ابتعد عن عين الماء تلك كما هو مذكور بتمامه في كتاب كليلة ودمنة
2740 - إن هذا شبيه بما قاله ذلك الأرنب “ حين قال “ : أنا رسول القمر وقرين القمر .
- فمن قطيع الفيلة علي تلك العين الزلال ، صارت كل الأرانب في وبال .
- لقد حرموا منها جميعا وابتعدوا عن العين خوفا ، وقد احتالوا إذا كانوا يفتقدون القوة .
- فصاح أرنب عجوز من فوق الجبل ، “ موجها خطابه “ إلي الفيلة في ليلة غرة الهلال .
- قائلا : تعال في الليلة الرابعة عشرة يا ملك الفيلة ، حتى تري الدليل داخل عين الماء .
2745 - يا ملك الفيلة أنا رسول إليك ، فقف أمامي ، إذا لا قيد ولا غضب علي الرسل ولا عقاب لهم .
- يقول القمر : اذهبوا أيها الفيلة ، إن عين الماء لنا ، فابتعدوا عنها .
- وإلا فإنني سوف أعميكم عقابا ، وهأنذا قد ألقيت بقولي هذا عن كاهلي !
- اتركوا عين الماء هذه وامضوا ، حتى تأمنوا ضربات سيف القمر .
- والدليل أن القمر سوف يضطرب في عين الماء عندما يشرب منها أحد الفيلة .
2750 - ففي ليلة كذا تعال يا ملك الفيلة ، حتى تجد الدليل من داخل العين .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 166 : وأين نحن من هذا الكلام الفارغ ؟ فأي احتيال هذا ومكر ورياء . .
وأين السماء من الحبل ، إن مخا واحدا لا يصدق هذه الأساطير . وفي الغالب لدينا عقل نستطيع أن يميز من الكرات والجزر ! !
“ 240 “
- وعندما مرت سبع ( ليال ) ثم ثمان من الشهر جاء ملك الفيلة وأخذ يشرب من العين .
- وعندما مد الفيل خرطومه تلك الليلة إلي الماء ، اضطرب الماء واضطرب “ انعكاس “ القمر فيه .
- فصدق الفيل منه ذلك الخطاب ، عندما “ رأي “ القمر مضطربا داخل العين .
- ولسنا نحن من تلك الفيلة المخدوعة أيها القوم ، بحيث يجعلنا اضطراب “ انعكاس القمر في خوف “ .
2755 - قال الأنبياء : أواه فإن هذه النصيحة المخلصة ، قد جعلت أغلالكم أكثر إحكاما أيها السفهاء .
جواب الأنبياء على طعنهم وعلى المثال الذي ضربوه
- وأسفاه ، فإن الدواء في مرضكم ، قد تحول إلي سم انتوي قهر أرواحكم .
- لقد زاد هذا المصباح الظلمة أمام تلك العين ، عندما أبدي اللّه تعالي حجاب غضبه .
- فأية رئاسة نطلبها عليكم ، وقد نزلت إلينا الرئاسة من السماء ؟ .
- وأي شرف ينشده بحر الدر من السفين ، خاصة تلك السفينة المحملة بالبعر ؟
2760 - وا أسفاه من تلك العين العمياء المظلمة ، التي ظهرت أمامها شمس وكأنها الذرة !
- ومن ادم الذي لم يكن له مثيل أوندُّ ، لم تر عين إبليس إلا قبضة من الطين .
- ولقد أبدت عين المجنون الربيع له زمهريرا ، فتحرك من تلك الناحية التي كانت له منزلا .
- وكثيرا ما يصادف الإقبال علي حين غرة مدبرا فيتحول عن طريقه .
- ورب معشوق أتي متنكرا إلي تعيس لا يستطيع أن يمارس الحب “ 1 “ .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 190 : فلماذا هذا الحرمان بالنسبة للحمقي ؟ ولماذا لا يعتاد الضالون علي الطريق المستقيم ؟ !
“ 241 “
2765 - إن الذي يوقع الأبصار في الخطأ هو حرماننا ، وهذا الذي يقلب القلب هو سوء القضاء .
- وعندما صار صنم من الحجر قبلة لكم ، فإن اللعنة والعمي قد صارا ظلة لكم .
- فكيف يجوز أن يكون صنمكم شريكا للحق ؟ ثم لا يجوز أن يكون العقل والروح موطنا لسر الحق ؟
- لقد صارت بعوضة ميتة شريكا لطائر البُلح ، فكيف لا يجوز أن تكون بعوضة حية موضعا لسر المليك .
- أو أن هذا لأن البعوضة الميتة من صنعكم ، في حين أن البعوضة الحية من صنع اللّه ؟
2770 - إنكم عشاق لأنفسكم ولشيء صنعته أنفسكم ، وذيول الحيات تابعة لرؤس الحيات !
- فلا في ذلك الذيل دولة أو نعمة ، ولا في ذلك الرأس راحة أو لذة .
- إن ذيل الحية يكون دائرا حول رأسها ، كلاهما لائق بالآخر مناسب له ، هذا الرفيقان .
- وكذلك ما يقوله الحكيم الغزنوي ، في “ إلهي نامه “ إذا كنت تستمع جيدا .
- فقلل الفضول في حكم القدر ، فإن جسد الحمار مناسب لأذن الحمار .
2775 - إن الأعضاء تتناسب مع الأبدان ، كما أن الأوصاف تناسب الأرواح .
- ووصف كل روح يكون لها التناسب بلا شك مع “ النمط “ الذي خلقها اللّه عليه .
- وما دام قد قرن الصفة بالروح ، فأعلم أنهما متناسبان كالعين والوجه .
- صارت أوصافها مناسبة لها في الحسن والقبح ، كما تناسبت الكلمات التي كتبها اللّه .
“ 242 “
- والعين والقلب كلاهما بين إصبعين ، مثل القلم في يد الكاتب يا حسين “ 1 “ .
2780 - فإصبع للطف وإصبع للقهر وبينهما قلم الكاتب ذو قبض وبسط من هذا البنان .
- فيأيها القلم أنظر إذا كنت مشمولا بلطف ذي الجلال بين إصبعي من تكون ؟
- فكل القصد والحركة من هذا الإصبع ، وسنك ( أيها القلم ) مجموع علي مفترق الطرق .
- إن حروف أحوالك هذه من نسخه ، وعزمك وفسخك هما أيضا من عزمه وفسخه .
- وليس إلا الحاجة والتضرع طريقا ، وليس كل قلم عالما بهذا التقلب .
2785 - وهذا القلم يعرف ولكن معرفته بقدره ، ويكتشف بقدر علمه قدره في الخير والشر .
- وكل ما نسبوه إلي حكاية الأرنب والفيل ، قد مزجوه منذ الأزل بالحيل .
بيان أن كل شخص لا يصل إلى ضرب الأمثال خاصة في الأمور الإلهية
- ومتي يليق بكم ضرب الأمثال ، والتوجه بها نحو تلك العتبة الطاهرة ؟
- إن ضرب المثل هو لتلك الحضرة ، التي هي اية إلي علم السر والجهر .
- فأي علم لك ما دمت أقرع وتأتي بمثل عن الجدائل أو عن الوجه “ الحسن “ .
2790 - لقد رآها موسي عصا ولم تكن كذلك ، كانت أفعي وسرها يفتح فمه .
..............................................................
( 1 ) المقصود حسن حسام الدين .
“ 243 “
- وإذا لم يكن مثل ذلك الملك يعلم سر العصا ، فأي علم لك بأسرار الفخاخ والحبوب “ التي توضع فيها “ ؟ .
- وإذا كانت عين موسي قد أخطأت عند المثل ، فكيف يجعل فأر إلي الفضول مدخلا ؟
- إنه يجعل لك هذا المثال كالأفعي ، حتى تمزقك إربا جوابا عليك .
- إن إبليس اللعين قد أورد المثال فصار ملعونا من الحق حتى يوم الدين .
2795 - وأورد قارون المثال من اللجاج ، حتى غاص في الأرض ومعه العرش والتاج “ 1 “ .
- فأعلم أن مثالك هذا كالزاغ والبوم ، ذلت من “ شؤمها “ مئات من العشائر .
ضرب قوم نوح للأمثال استهزاء عند قيامه بصناعة الفلك
- لقد صنع نوح سفينة في البادية ، فهاجمه مائة من قائلي الأمثال ساخرين .
- إنه يصنع سفينة في صحراء ليس فيها بئر فياله من جاهل أبله .
- كان أحدهم يقول : سيري أيتها السفينة ، وكان اخر يقول : ألا فلتصنع لها جناحا أيضا “ 2 “ .
2800 - وأخذ نوح يجيب : إن هذا كله بأمر اللّه ، ولن تنقص بمثل هذا الهزل والسخرية .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 197 : وأورد المثال النمرود الجهول ، حتى أكلت بعوضة مخه في عجلة
- وفكر قوم عاد في الأمثلة ، حتى هشمت الريح عظامهم تهشيما
- وهذا المثل أورده شداد اللئيم ، حتى حرم من نعم الدنيا والآخرة
- وأورد فرعون المثال من الخلط ، حتى نفق في ماء البحر
- وهذا المثال يأتي به الشقي الدون ، حتى يسقط منقلبا في الجحيم .
( 2 ) ج / 8 - 200 : وكان أحدهم يقول : مؤخرتها معوجة ، وكان اخر يقول : بل ظهرها شديد الإعوجاج .
كان أحدهم يقول : وأين سرجها ؟ وكان اخر يقول : ولماذا قدمها ملوية ؟ !
وكان أحدهم يقول : هذه قربة فارغة ، وكان اخر يقول : لأي شيء هذا الحمار ؟ !
وكان أحدهم يقول : كيف تأكل الشعير وإلا فمتي تحمل حملك ! إلي منزل . كان أحدهم يقول : هل أنت بلا عمل ؟ ! أو قد شخت وخرفت ؟ !
“ 244 “
حكاية ذلك اللص الذي سئل : ماذا تفعل في منتصف الليل
أسفل هذا الجدار فقال : أدق الطبول
- استمع إلي ذلك المثل ، حدث ذات ليلة أن أخذ لص عنيد يحفر حفرة أسفل جدار .
- فسمع مريض كان بين النوم واليقظة صوت حفره الذي كان خافتا .
- فصعد إلي السطح وأطل برأسه وقال : ماذا تفعل هنا أيها الأب ؟
- خيرا ؟ ماذا تفعل في منتصف الليل ؟ ومن تكون ؟ فأجاب : طبال يا سيدي .
2805 - وماذا تفعل ؟ قال: أدق الطبل، فقال : فأين أصوات الطبول يا عالما بالطرق؟
- قال : غدا تسمع هذه الأصوات وهي صياحك : وا حسرتاه وا ويلاه “ 1 “ .
- “ قال الأنبياء لأهل سبأ “ : إن ذلك المثل “ الذي قدمتموه “ باطل ومصطنع ولم تعلموا سر ذلك الباطل “ 2 “ .
جواب ذلك المثل الذي قاله المنكرون عن رسالة
الأرنب إلى الفيل من قمر السماء
- أعلم أن معني ذلك الأرنب هو شيطان الفضول ، الذي جاء رسولا إلي نفسك .
- حتى جعل النفس المخدوعة محرومة من ماء الحيوان الذي شرب منه الخضر .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 202 : عندما أمضي تسمع صوت الطبول ، وتفهم تلك اللحظة المجمل والتفصيل
( 2 ) ج / 8 - 202 : لقد سقطت في أخطأ يا نصيف ساذج فصر ناضجا في النار والسلام .
“ 245 “
2810 - لقد قلبتم معناها ونطقتم كفرا فاستعدوا للعقاب .
- وقلتم إن اضطراب القمر في الماء الزلال ، وأن الذي خوف الفيلة هو الأرنب “ 1 “ .
- وتضربون مثلا بقصة الفيل والأرنب والماء ، وخشية الفيلة من القمر في اهتزازه ؟
- فأي شبه لهذا اخر الأمر أيها السذج ، مع القمر الذي صار مغلوبا له الخواص والعوام ؟
- وما القمر ؟ وما الشمس ؟ وما الفلك وما العقول ؟ وما النفوس ؟ وما الملك ؟ “ 2 “
2815 - إنه شمس الشمس ، ماذا أقول ؟ لعلي في نوم .
- إن غضب الملوك أيها الضالون الأشرار قد خرب مئات الآلاف من المدن .
- ومن تجليه ينشق الجبل علي نفسه مائة شق، وشمس في طواف كأنها الطاحون “3”.
- وغضب رجال “ اللّه “ يجعل السماء تجف ، وغضب قلوبهم جعل العالم خرابا .
- فأنظروا يا موتي بلا حنوط ، إلي موضع عقاب مدينة لوط .
2820 - وماذا يكون الفيل في حد ذاته ؟ وثلاثة من الطيور المحلقة دقت عظام تلك الفيلة الحقيرة ؟
..............................................................
( 1 ) في المتن : ابن أوي لمجرد حبك القافية .
( 2 ) ج / 8 - 204 : وما الوحوش وما الطيور وما الجماد ، وما الملوك ، وما الشحاذ وكيقباد ؟
- وما البلاد وما الجبال وما البحار . . وما الشهر وما السنة وما الليل والنهار
- وما التراب والهواء والماء والنار . . وما الخريف وما الصيف وما الشتاء وما الربيع كلها في أمره وتحت حكمه . . كأنها الكرة في أنحناءة الصولجان .
( 3 ) في رواية أخري : وشمس من الكسوف الذي يحيق بها منه في جنون .
“ 246 “
- وأضعف الطيور وهو طير الأبابيل ، قد مزق الفيل بحيث لا يقبل الشفاء .
- وأين ذلك الذي لم يسمع بطوفان نوح ، أو حرب فرعون مع الروح ؟
- لقد تحطمت أرواحهم وسالت في البحر ، وأخذ الماء يفتتها ذرة ذرة .
- ومن الذي لم يسمع أحوال ثمود ، وأن الريح الصرصر كانت تختطف قوم عاد ؟
2825 - فافتح عين الإرادة علي أمثال تلك الفيلة ، التي كانت تجندل الفيلة في الوغي .
- وأمثال أولئك الفيلة والملوك الظلمة ، كانوا تحت غضب القلب في رجوم علي الدوام .
- وإلي الأبد يمضون من ظلمة إلي ظلمة ، ولا غوث ولا رحمة .
- ألم تستمعوا إلي الذكر الحسن والذكر القبيح ، لقد خبرها الجميع أفلم تروها أنتم ؟
- إنكم تتجاهلون ، لكن الموت هو الذي يفتح عيونكم جيدا .
2830 - ولنفرض أن العالم مليء بالشمس والضياء ، فكيف تمضي في ظلمة كأنها القبر ؟ .
- تظل بلا نصيب من هذا النور العظيم ، وتصير مغلق الكوة أمام القمر الكريم .
- وقد تركت القصر منصرفا إلي قاع الجب ، فأي ذنب للعوالم الواسعة ؟
- وتلك الروح التي بقيت في صفات الذئبية ، قل لي : كيف تري نور يوسف الصديق ؟ قل .
- لقد وصلت ألحان داود إلي الحجارة والجبل ، وقليلا ما سمعتها اذان قساة القلوب .
“ 247 “
2835 - وليكن هناك ثناء “ من اللّه “ علي العقل والإنصاف ، كل زمان واللّه أعلم بالرشاد .
“ صدقوا رسلا كراما يا سبا * صدقوا روحا سباها من سبا
صدقوهم هم شموس طالعة * يؤمنوكم من مخازى القارعة
صدقوهم هم بدور زاهرة * قبل أن يلقوكم بالساهرة
صدقوهم هم مصابيح الدجى * أكرموهم هم مفاتيح الرضا
2840 - صدقوا من ليس يرجو ضركم “ 1 “ * لا تضلوا لا تصدوا غيركم “ 2 “
- ولنتحدث بالفارسية فهيا أترك العربية ، وكن غلاما لذلك المحبوب يا أيها الماء والطين . “ 3 “
- هيا واستمعوا إلي براهين الملوك ، لقد مالت السماوات فميلوا أنتم أيضا .
معنى الحزم ومثال الرجل الحازم
- “ قال الأنبياء لأهل سبأ “ تعالوا وأنظروا إلي أحوال الأوائل ، أو انطلقوا سريعا نحو العافية بحزم .
- وماذا يكون الحزم ؟ إنه الاحتياط بين تدبيرين ، واختيار تدبير من بينهما يكون بعيدا عن التخبط .
2845 - إن أحدهم يقول : في هذا الطريق الذي يستغرق سبعة أيام ، لا يوجد ماء بل رمل “ محرق للقدم “ .
- ويقول اخر : هذا هراء فانطلق ، فسوف تصادف كل ليلة عين ماء جياشة .
..............................................................
( 1 ) في النص بالعربية خيركم وهذا لا يستقيم كما هو واضح .
( 2 ) ما بين الأقواس في المتن بالعربية .
( 3 ) حرفيا : كن هنديا لذلك التركي .
“ 248 “
- والحزم هو أن تحمل الماء معك ، حتى تنجو من الحُزن وتكون علي “ جادة الصواب “ .
- فإذا كانت هناك عين ماء في الطريق أرق ما معك ، وإن لم يكن فواويلاه علي المرء المجادل .
- فيا أبناء الخليفة اعدلوا ، واحزموا “ أمركم “ من أجل اليوم الموعود .
2850 - وجروا ذلك العدو الذي انتقم من أبيكم نحو السجن من عليين .
- لقد هزم ملك شطرنج “ القلب “ ذاك ، ونقله من جنته ، وجعله سخرة للآفات .
- لقد حصره بضع مرات في النزال ، حتى جندله في الصراع وجعله شاحب الوجه .
- وهكذا فعل مع بطل مثله ، فلا تنظروا إليه أنتم أيها الآخرون باستهانة .
- فإن ذلك الحسود اختطف من أمنا وأبينا التاج والزينة بسرعة وحذق .
2855 - وجعلهما هناك ذليلين عاريين ضعيفين ، فبكي ادم نائحا سنوات وسنوات .
- بحيث نما النبات من دمع عينيه ، وهو “يتساءل باكيا” لماذا أثبت في جريدة النفي؟
- فقس أنت علي هذا لصوصية “ إبليس “ تلك ، بحيث انعدمت حيلة ذلك العظيم أمامه “ 1 “ .
- فحذار من شره يا عباد الطين ، واضربوه فوق رأسه بسيف “ لا حول ولا قوة إلا باللّه “ .
- فإنه يراكم من مكمنه ، بحيث لا ترونه أنتم فحذار .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : يقتلع شعر لحيته .
“ 249 “
2860 - فالصياد دائما يبذر “ الحبوب “ إلي جوار الفخ ، فالحبوب ظاهرة أما الفخ فهو مستتر .
- فحذار كلما رأيت حبة ، حتى لا يطبق الشراك علي جناحك وقوادمك “ 1 “ .
- ذلك أن الطائر الذي ترك الحب ، التقط الحب من الصحراء التي لا خداع فيها .
- وقنع بها ونجا من الشراك ، ولم يطبق شراك قط علي جناحه وقوادمه .
وخاصة أمر ذلك الطائر الذي ترك الحزم
من الحرص والهوى
- ثم إن طائرا حط فوق جدار ، وقد سمر بصره حول حبة في شراك .
2865 - فهو ينظر نظرة نحو الخلاء ، بينما يشده حرصه إلي الحبة بنظرة أخري .
- وتصارعت هذه النظرة مع تلك النظرة ، فسلبته العقل فجاة .
- لكن الطائر الذي ترك ذلك التردد ، أقلع عن تلك النظرة وسمر بصره علي الخلاء .
- فهو مطلق الجناح والقوادم فبخ بخ له ، لقد صار إماما لكل الأحرار .
- وكل من يجعله قدوة له فقد نجا ، وأقام في مقام الأمن والحرية .
2870 - ذلك أن قلبه كان ملك الحازمين ، فصارت الرياض والبساتين منزلا له .
- فالحزم راض عنه وهو راض عن الحزم ، وهكذا فافعل إن كنت تقوم بالتدبير والعزم .
- فلقد سقطت مرات في شراك الحرص ، وأسلمت حلقك للذبح .
- ثم إن ذلك التواب الرحيم قد نجاك ، وقبل توبتك وأسعدك .
- قال : “ إن عدتم كذا عدنا كذا . . . نحن زوجنا الفعال بالجزاء “ 2 “ .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 211 : وما أسعده في طائر الذي ترك الحب ، فقد تفتحت له الورود في رياض القدس .
( 2 ) بالعربية في المتن .
“ 250 “
2875 - وعندما أحضر زوجا إلي جواري ، فإن زوجه يأتي مسرعا بلا شك .
- ولقد زوجنا الفعال بالأثر ، عندما يصل إلي زوج الآخر .
- وعندما يختطف مغير زوجا من زوجته ، فإن الزوجة تأتي من بعده باحثة عن زوجها .
- وإن - مجيئك نحو هذا الشراك ثانية ، بمثابة حثوك التراب في عين التوبة .
- ويحل لك التواب تلك العقدة مرة ثانية ، قائلا : انتبه . . اهرب لا تتجه إلي هذه الناحية .
2880 - وثانية عندما تصل فراشة النسيان ، فإنها تجذب أرواحكم نحو النيران .
- فكفاك يا فراشة النسيان والشك ، وانظري مرة واحدة إلي جناحك المحترق .
- وما دمت قد نجوت فإن الشكر هو الا تحوم حول هذه الحبة أبدا .
- وما دمت تشكر فإنه يهبك رزقا بلا شراك ولا خوف من عدو .
- والشكر علي نعمة أنه أنجاكم ، هو التذكر الدائم لنعمة الخالق .
2885 - فحتام وأنت في المتاعب والعناد تدعو قائلا : “ نجني من هذا الفخ يا اللّه “ .
- حتى أطيعك وأقوم بالإحسان ، وأحثو بالتراب عين الشيطان “ ؟ “ 1 “ .
حكاية نذر الكلاب كل شتاء قائلة : وعندما يحل الصيف
أبنى منزلا من أجل الشتاء
- في الشتاء يقعي الكلب جامعا عظامه بينما يمزقه لسع البرد بحيث يقول :
- ينبغي لجسدي وهو علي هذا الحال ، أن أبني له منزلا من الحجر .
- وعندما يأتي الصيف سأصنع بمخالبي منزلا من الحجارة تحسبا للبرد .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 216 : وعندما خلصك الحق من الامتحان ، ظللت علي ما أنت عليه تماما ، عندما نجاك نسيته ، وجعلت روحك ثملة فاقدة الوعي .
“ 251 “
2890 - وعندما يحل الصيف ، تمتد العظام من السعة ويمتليء الجلد نضرة ورواء .
- وعندما يري نفسه سمينا يقول : أي منزل يسعك إذن أيها العظيم ؟
- إنه يسمن ويمد قدمه في الظل كسولا متفرجا مغرورا معجبا برأيه .
- ويقول له قلبه : ابنِ منزلا يا عماه ، فيرد عليه : أي منزل يسعني قل .
- “ وهكذا “ عظام حرصك أوان الألم ، تنكمش وتتحطم في المعركة .
2895 - فتقول : لأبنِ منزلا من “ التوبة “ ، يكون وقاء لي في الشتاء .
- وعندما ينتفي الألم ، يحل فيك الحرص والهوي ، وتمضي عنك الرغبة في المنزل كما مضت عن الكلب .
- إن الشكر علي النعمة أفضل من النعمة ، ومتي يمضي الشكور نحو النعمة “ 1 “ ؟
- إن الشكر هو روح النعمة والنعمة كالجلد بالنسبة له ، فالشكر هو الذي يأتي بك حتى باب الحبيب .
- فالنعمة تصيب بالغفلة أما الشكر فهو اليقظة ، فصد النعمة بشبكة شكر المليك .
2900 - وشكر النعمة يجعلك قانع العين أبدا ، بحيث تؤثر الفقير بالنعم الكثيرة .
- وتشرب حتى الارتواء من طعام الحق ونقله ، بحيث تشفي من البطنة والسل “ 2 “ .
..............................................................
( 1 ) أي أنه شكور سواء أصابته نعمة أو لم تصبه . . .
( 2 ) في النص : دق ودق بمعني النحول الناتج عن السل ، ويمكن أن تترجم بدق العربية أي الاحتياج إلي الخلق ودق أبوابهم .
وبعده في ج / 8 - 219 : - فأشكروا نعمة الوهاب حتى لا تتحطم رؤوسكم المشئومة .
أن الشكر جذاب لنعمة أوفر وكفران النعمة يجعل المرء كافرا .
“ 252 “
منع المفكرين الأنبياء عليهم السلام من النصيحة
وإيراد حجة جبرية
- قال القوم : كفاكم أيها الناصحون ما قلتم ، فلو أن شخصا واحدا في القرية “ 1 “ .
- لقد وضع الحق أقفالا علي قلوبنا ، ولا يستطيع أحد أن يتغلب علي الخالق .
- فهكذا جعل هذا المصور صورنا ، ولن تكون بالقيل والقال شيئا اخر .
2905 - إنك تقول للحجر مائة سنة كن ياقوتا ، وتخاطب القديم مائة سنة قائلا له : كن جديدا .
- وتقول للتراب : خذ صفات الماء ، وتقول للماء : كن عسلا أو لبنا “ 2 “ .
- وخالق الأفلاك وما في الأفلاك ، وخالق الماء والتراب ومن هم من التراب .
- وهب الماء السيولة والصفاء ، وللماء والطين كدر الوجه والقدرة علي الإنماء .
- فمتي تستطيع السماء تقبل الكدر ؟ ، ومتي يستطيع الماء والتراب شراء الصفاء ؟ .
2910 - لقد قُسَّم لكل واحد منا طريق ، فمتي يصير الجبل بالجهد كأنه القشة ؟
جواب الأنبياء عليهم السلام على الجبريين
- قال الأنبياء : أجل لقد خلق اللّه صفات لا يمكن تحويلها أو تبديلها .
- كما خلق - جل شأنه - صفات عارضة ، بحيث يصير المبغوض محبوبا .
- فإن قلت للحجر : كن ذهبا فهذا عبث ، أما أن تقول للنحاس : كن ذهبا فهناك سبيل .
..............................................................
( 1 ) تكفي كلمة واحدة لو أن شخصا واحدا في الدار .
( 2 ) ج / 8 - 223 : أو تقول للنار كوني نوراً محضا ، أو تقول للبعوضة تعرضي للرياح
- أو تقول للزيف . . كن درا طاهرا أو كن اكسيرا وأبذل الجهد ! !
ولا يتغير شيء من أوصافها قط ، فمتي يصير الماء عسلًا أيها الذكي !
“ 253 “
- وإن قلت للرمل كن زهرا فهو عاجز ، أما أن تقول للتراب كن زهرا فهذا جائز .
2915 - وقد خلق اللّه أمراضا لا حيلة لها كالعرج والفطس والعمي .
- كما خلق أمراضا لها علاج كاللقوة والصداع .
- صنع تلك الأدوات علي سبيل الائتلاف ، وليست هذه الداءات والأدواء بالأمر العشوائي .
- بل إن لأغلب الأمراض علاجا ، عندما تبحث بجد تحصل عليه .
تكرار الكفار للحجج الجبرية
- قال القوم : أيتها الجماعة ، إن مرضنا ليس من قبيل هذا المرض الذي يقبل الدواء .
2920 - لقد تحدثتم لسنوات بهذه الرقي والمواعظ ، وفي كل لحظة كان القيد يزداد إحكاما علينا .
- فلو كان هذا المرض قابلا للدواء ، لزالت منه ذرة واحدة اخر الأمر .
- فعندما تكون “ السدة “ لا يصل الماء إلي الكبد ، وإذا شرب المريض بها بحرا فإنه يمضي إلي مكان اخر .
- فلا جرم أن تتورم اليد والقدم ، ولا يكسر هذا الارتواء حدة العطش .
جواب الأنبياء “ عليهم السلام “ عليهم
- قال الأنبياء : إن اليأس أمرُ قبيح ، ولا حد لفضل الباري ورحمته .
2925 - ولا يجوز القنوط من محسن مثله ، فتشبثوا بسمط “ 1 “ تلك الرحمة .
- وما أكثر الأمور التي بدت صعبة في أولها ، ثم تيسرت وانتهت الشدة .
- ومن بعد اليأس هناك امال ، ومن بعد الظلمة هناك كثير من الشموس .
- وهبكم قد أصبحتم كالحجارة ، وهبكم وضعتم أقفالا علي اذانكم وقلوبكم .
..............................................................
( 1 ) السمط : أهداب السرج .
“ 254 “
- فليس عندنا أدني اهتمام بقبولكم ، إن عملنا هو التسليم وتنفيذ الأمر .
2930 - لقد أمرنا أن نبدي هذه العبودية ، وليست هذه الأقوال من لدنا .
- ولقد نفخ فينا الروح من أجل أوامره ، فلو أمرنا بزراعة الرمل زرعناه .
- وليس لروح النبي من رفيق إلا الحق ، وليس له شأن بقبول أو رد من الخلق .
- وأجرنا علي تبليغ رسالته عليه سبحانه وتعالي ، لقد صرنا قبحاء كريهي الوجوه ( في أعينكم ) من أجل الحبيب .
- ولسنا نحس بملل أو حزن علي هذه العتبة ، حتى نقف في كل مكان من بُعدِ الطريق .
2935 - إنما يكون قانطا ملولا وحزينا ذلك الشخص الذي يكون من فراق الحبيب في محبس .
- لكن حبيبنا ومطلوبنا حاضر معنا ، والروح شاكرة من نثار رحمته .
- وفي قلوبنا “ تتفتح “ رياض زهور الشقائق والبساتين ، وليس للشيخوخة أو الذبول طريق إلينا .
- نحن دائما في نضرة وشباب ولطفاء ، متهللون ، ذوو جمال ، ضاحكون ظرفاء .
- وفي عرفنا تكون المائة سنة والبرهة الواحدة سيين ، فالبعيد والقريب لا معني لهما عندنا .
2940 - ذلك أن البعد والقرب من صفات الأجسام ، وأين يكون ذلك البعد والقرب في الأرواح ؟
- وثلاثمائة وتسع من السنين عند أصحاب الكهف ، كيوم واحد لا هم فيه ولا لهفة .
- ثم إنه أبداه لهم يوما واحدا أيضا ، عندما عادت الأرواح من عالم “ العدم “ إلي الأجساد .
“ 255 “
- وعندما ينتفي الليل والنهار والشهور والسنين ، فمتي “ يحل بالمرء “ السأم والملل والشيخوخة ؟
- وعندما تكون منتفيا عن ذاتك في روضة العدم ، تكون ثملا من كأس اللطف الإلهي .
2945 - “ من لم يذق لم يدر “ وهكذا كل من لم يذق ، فمتي يتوهم الجعل أنفاس الورد ؟ .
- فليس هذا بالأمر الذي سيتوهم وإن كان بالذي يتوهم ، فسوف يكون معدوما ككل الأمور المتوهمة ! !
- وكيف يتوهم الجحيم الجنة ؟ إن الطلعة الحسنة لا تتأتي من الخنزير القبيح
- فهيا أيها العظيم ولا تسلم نفسك للذبح ، فإن مثل هذه اللقمة “ الحلوة “ قد وصلت إلي الفم .
- لقد قطعنا الطرق الوعرة إلي نهايتها ، “ حتى نعبد الطريق “ ونجعله سهلا أمام أهلنا . “ 1 “
تكرار القوم الاعتراض على رجاء الأنبياء عليهم السلام
2950 - قال القوم : إنكم وإن كنتم سعدا علي أنفسكم ، فأنتم نَحس علينا وأعداء ، وقد رددناكم .
- لقد كانت أرواحنا فارغة من الأفكار “ والهموم “ ، فألقيتم بنا في الغم والعناء .
- كانت توجد بيننا لذة الجماعة والاتحاد ، فصار من شؤمكم مائة افتراق
- كنا ببغاوات “ مغردة “ قاضمة للسكر ، فصرنا منكم طيورا “ كئيبة “ تفكر في الموت .
..............................................................
( 1 ) ج / 8 - 232 : هيا وابحثوا عن الطريق من نجوم السعد ، ذلك أنتم في ظلمه وفي قاع الجب ، وكل من صار تابعا لنا نجا من النار ودخل الجنة ومن لم يسمع نصحنا في شقاء ، ابتلي بالعذاب إلي الأبد .
“ 256 “
- ففي كل موضع منكم حكاية تثير الغم ، وفي كل ركن نداء مستنكر .
2955 - وفي كل موضع في الدنيا فأل سييء ، وفي كل ناحية مسخ ونكال ومأخذ “ علينا “ .
- وفي أمثلتكم وحكاياتكم وفألكم ، شهرة لكم في إثارة الحزن .جواب الأنبياء عليهم السلام
- قال الأنبياء : إن الفأل الحسن والفأل السييء ، إنما يأخذان المدد من سويداء أرواحكم .
- فإذا كنت نائما في مكان خطر ، وأفعي تزحف نحوك من حيث لا تراها .
- وأشفق عليك إنسان فنبهك قائلا لك : انهض سريعا وإلا لدغتك الأفعي
2960 - أتقول له : كيف تقدم لي هذا الفأل السييء ؟ إذن عليه أن يقول لك انهض وانظر في النور .
- إنني أنا الذي ينجيك من فأل السوء ، ويحملك مصطحبا إياك نحو قصور “ الجنان “ .
- فلأي شيء يكون النبي منبئا عن السر ؟ أقول لك : لأنه رأي ما لم ير أهل الدنيا .
- وإذا قال لك طبيب : لا تأكل الحصرم ، إنه مضر ، يسبب لك مرضا شديدا .
- أتقول له : كيف تقوم بفأل السوء ؟ ، إنك إذن تؤثم الناصح .
2965 - بينما إذا قال لك منجم : لا تقم اليوم أبدا بالفعل كذا أو لا تدبر لكذا .
- فإذا كنت قد رأيت التنجيم كذبا مرة ، لكنه صدق معك مرة أو مرتين فإنك تصدقه وتثق في قوله .
- ونجومنا هذه لم تخطئ النبوءه قط ، فلأي شيء بقي وبينك وبينها حجاب ؟
“ 257 “
- وذلك الطبيب وذلك المنجم يخبرانك من الظن ، في حين أننا نخبرك عيانا .
- إننا نري الدخان والنار تحمل من ركن ما نحو الكفار مهاجمة إياهم .
2970 - وأنت لا تفتأ تقول : أصمت عن هذا المقال ، فهذا القول خسارة علينا وفأل سييء .
- فيا من لا تسمع نصح الناصحين ، إن طائرك في عنقك حيثما تمضي “ 1 “ .
- إن أفعي تزحف علي ظهرك ، ويراها اخر من فوق السقف وينبهك .
- فتقول له : أصمت ، ولا تصبني بالحزن ، فيقول لك : هنيئا لقد مضي “ أوان “ الكلام .
- وعندما تلدغك الأفعي في عنقك ، يتحول كل بحثك عن السرور إلي مرارة .
2975 - فتصيح به : أهكذا كان الأمر يا فلان ؟ لماذا لم تمزق ثوبك عندما كنت تصرخ في ؟
- أو “ ليتك “ ألقمتني بحجر من عل ، حتى تبدي لي هذا الشر بشكل جدي .
- فيقول لك : لأنك كنت متأذيا ، فتقول له : كنت قد أسعدتني كثيرا .
- قال : لقد أبديت الفتوة بنصحي إياك ، حتى أخلصك من هذا الغل الشديد .
- لكنك من لؤمك لم تقر بهذا الجميل ، ووضعت أساس الأذي والطغيان .
2980 - وهذا هو طبع اللئام الأدنياء ، إنهم يسيئون إليك عندما تحسن إليهم .
- فمن هنا عود “ النفس “ علي الصبر ، وأهنها “ تواضعا “ ، فهي لئيمة لا تتواءم مع الإِحسان .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : الفأل السييء معك حيثما تمضي .
“ 258 “
- وأفعل الخير مع الكريم فهو خليق به ، فإنه يجازي علي الحسنة الواحدة بسبعمائة ضعف .
- وإنك إذا عاملت اللئيم بغلظة وجفاء ، فإنه يصير عبدا لك ذا وفاء .
- والكفار هم الذين يزرعون الجفاء في النعمة ، ثم يكون نداؤهم في الجحيم “ ربنا أخرجنا منها “ .
.
يتبع