تفصيلات قصة الأمير وملازمته لحضرة الملك .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
تفصيلات قصة الأمير وملازمته لحضرة الملك على مدونة عبدالله المسافر باللهتفصيلات قصة الأمير وملازمته لحضرة الملك المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
عودة إلى تفصيلات قصة الأمير وملازمته
لحضرة الملك
- إن الأمير حائر أمام الملك في أنه رأى الأفلاك السبعة في قبضة من الطين !!.
- لم يكن من الممكن قط التفوه بمقال ، لكن الروح مع الروح لم تكن صامتة لحظة واحدة .
4605 - وعن لخاطره أن هذا الأمر خفى جداً ، إن هذا كله معنى فمن أين الصورة ؟ ! .
- إنها صورة تجعلك ضائقا من الصورة ، إنه نائم لكنه يوقظ كل نائم ! !
- إن كلامه هذا يحررك من الكلام ، وذلك السقام يشفيك من السقام .
- إذن فسقام العشق هو روح الصحة ، وآلامه تزرى بكل راحة .
- أيها الجسد ، الآن انفض يدك من الروح، وان لم تفعل فابحث عن روح غير هذه الروح !!.
4610 - والخلاصة أن هذا الملك كان يزيد في إكرامه ، وكان هو كالقمر يذوب من تلك الشمس .
« 386 »
- إنه ذوبان العاشقين ، وهو نمو ، مثل القمر يكون في ذوبانه متجدد الطلعة .
- وكل المرضى يأملون الدواء ، وهذا المريض يئن قائلًا : زيدونى .
- إنني لم أشرب الذ من هذا السم ، ولا صحة هناك أطيب من هذا المرض .
- ولا طاعة هناك أفضل في هذا الذنب ، والسنون بالنسبة لهذه اللحظة برهة من الزمن .
4615 - وظل مدة عند الملك على هذا النسق ، القلب شواء والروح موضوعة على الطبق .
- وقال أن الملك قطع من كل " من أعدمه " رأساً واحدة ، وأنا من الملك في كل لحظة ضحية جديدة .
- وأنا فقير من الذهب ، لكني غنى في الرؤوس ، لأن رأسي التي قطعت عوضت بمئات الآلاف من الرؤوس .
- ولا يمكن الهجوم في العشق بقدمين ، ولا يمكن المغامرة في سبيل العشق برأس واحدة .
- ولكل إنسان قدمان ورأس واحدة ، ولا يوجد جسد بآلاف الأقدام والرؤوس .
4620 - ولهذا السبب فكل المجالس صارت كلها هدراً ، وهذا المجلس في كل لحظة أكثر دفئاً وحرارة .
- ومعدن الحرارة موجود في اللامكان ، والنيران السبعة بالنسبة له شرر واحد .
في بيان أن النار التي توجد قنطرة الصراط فوقها تقول : أيها المؤمن ،
أعبر الصراط ، عجل حتى لا تطفئ عظمة نورك نارنا ،
جز يا مؤمن فان نورك أطفأ ناري
- ومن هنا ، فمن نار العشق أيها الصفى ، تصير جهنم ضعيفة ومنطفئة .
« 387 »
- تقول له : جز سريعاً أيها المحتشم ، وإلا فإن من نيرانك انطفأت ناري .
- والكفر الذي هو كبريت جهنم فحسب ، انظر كيف يجعله ذابلًا هذا النفَس .
4625 - فاضرم سريعاً كبريتك في تلك الشهوة ، حتى لا تهاجمك جهنم أو يهاجمك شررها .
- وتقول له الجنة مر كأنك الريح ، وإلا لصار كل ما لدى كاسداً .
- فأنت صاحب بيدر وأنا جامعة للسنابل ، وأنا صنم وأنت ولايات الصين .
- فهي مرتعدة منه سواء الجحيم والجنان ، فلا أمان لهذه أو لتلك منه .
- لقد مضى عمره ، ولم يجد فرصة للعلاج ، كان الصبر شديد الإحراق لم تتحمله الروح .
4630 - وظل فترة يعاني برغم أنفه ، وبلغ عمره آخره وهو لم ينضج بعد .
- لقد اختفت عنه صورة المعشوق ، فذهب وعانق معنى المعشوق .
- وقال : وإن كانت ملابسه من الشعر والخز الششتري ، فإن عناقه بلا حجاب أفضل .
- لقد صرت عارياً من الجسد وهو في الخيال ، وها أنا أتبختر في نهايات الوصال .
- إن هذه الموضوعات قابلة للبوح إلى هذا الحد ، وكل ما يأتي من بعد جدير بالإخفاء .
4635 - وان قلت أو جاهدت مائة ألف نوع من الجهاد ، لكانت كلها بلا نتيجة ، فلن تصير معلنة .
- فحتى البحر ، يكون سير الجواد والسرج ، ثم يكون لك من بعد المركب الخشبي .
« 388 »
- والمركب الخشبي في اليابسة عاجز ، خاصة عندما يكون هناك دليلٌ لهؤلاء المبحرين .
- إن هذا الصمت هو المركب الخشبي ، والصمت لراكبى البحر يكون تلقينا .
- وكل صمت يصيبك بالملل ، فإنه يثير صيحات العشق في تلك الناحية .
4640 - وأنت تقول : عجباً لماذا هو صامت ؟ وهو يقول : عجباً أين أذنه ؟ ! .
- لقد صرت أصم من الصياح وهو غافل، وأصحاب الآذان الحادة بهم صمم عن هذا السمر !!
- فهذا يصيح في النوم ويقوم بمئات الآلاف من المباحث والتلقينات .
- وهذا جالس إلى جواره بلا خبر ، فهو في حد ذاته نائم وأصم عن تلك الضجة والفتنة .
- وذلك الذي انكسر مركبه الخشبي وغرق في الماء هو في الحقيقة سمكة ! ! .
4645 - فلا هو صامت ولا هو متكلم ، أمر نادر ، وليس لحاله اسم في العبارات .
- فهو ليس من هذين ، وهو هذان ، وهذا عجب ، وشرح هذا الكلام خارج عن الأدب .
- إن هذا المثال جاء شديد الركاكة غير معبر تماماً ، لكن لا يوجد فيما يُحس ما هو أفضل منه « 1 » .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 554 :
- الخلاصة أن ذلك الأمير غادر الدنيا ، روحه مليئة بالنار وكبده بالحرقة .
« 389 »
وفاة الأكبر من الأمراء ومجىء الأخ الأوسط إلى جنازة أخيه ،
لأن الأصغر كان طريح الفراش لمرضه ،
وإكرام الملك الأوسط حتى صار هو أيضاً أسير الإحسان ، فبقى عند الملك ،
ووصله الملك بمائة ألف من الغنائم الغيبية والعينية من دولة ذلك الملك ونظره ،
مع تقرير بعضه
- كان الأصغر مريضاً وجاء ذلك الأوسط فحسب إلى جنازة أخيه .
- ورآه الملك فقال قاصداً من يكون هذا ؟ ! إنه من نفس ذلك البحر وهو أيضاً سمكة !
4650 - قال المعرف : انه ابن ذلك الأب ، وهذا الأخ أصغر من ذاك الأخ .
- فلاطفه الملك ، قائلًا : إنك تذكار ، وصاده أيضاً بهذا السؤال .
- ومن تلطف الملك، فإن ذلك الملتاع المحترق المشوى، رأى في جسده روحاً غير الروح «1»
- ورأى في قلبه ضجة عالية ، لا يجدها الصوفي في مائة أربعيينية .
- فالساحة والجدار والجبل المفتول في الصخر ، أخذت تتفتح أمامه ضاحكة كأنها النار .
4655 - وذرة بذرة أمامه كأنها القباب، أخذت لحظة بلحظة تقوم بمائة نوع من فتح الباب!!
- وكان الباب يصير حيناً كوة وحيناً شعاعاً ، وحيناً كان التراب يصير قمحاً وحيناً صاعاً .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 560 :
- وجد في قلبه عالماً عالياً ، لا يجده أحد بعد مائة خلوة .
« 390 »
- والفلك الذي هو أمام الأنظار قديم جداً ومتيبس ، أمام عينه في كل لحظة خلق جديد .
- والروح الحسناء عندما تنجو من الجسد، يقضى لها بأن تصل مثل هذه المناظر إلى بصرها.
- وتصير مئات الآلاف من الغيوب ظاهرة أمامها ، وترى ما تراه أعين المأذون لهم .
4660 - وما كان قد قرأه من الكتب ، فتح عينه على صورته .
- ومن غبار مطية ذلك الملك الفحل ، وجد هو الكحل العزيزي في البصر .
- أخذ يجرجر أذيال ثوبه على مثل هذه الروضة ، وأعضاؤه كلها تصيح عضواً عضواً : هل من مزيد ؟ .
- فالروضة التي تنبت من البذر تدوم لحظة واحدة ، والروضة التي تتمو من العقل دائمة النضرة .
- والروضة التي تنمو من الطين تصبح صعيداً زلقاً ، والروضة التي تنمو من القلب ، وافرحتاه بها .
4665 - وان العلوم ذات الطعم التي نعرفها ، إعلم أنها باقة أو باقتان أو ثلاث من تلك الروضة .
- فنحن ضعاف أمام هذه الباقات ، ذلك لأننا أغلقنا باب الروضة أمام أنفسنا .
- ومثل تلك المفاتيح تشغل كل لحظة في الخبز ، فو آسفاه على البنان ، أيتها الروح ! ! .
- ولو جعلوك فارغاً لحظة من " هم " الخبز ، فإنك تطوف حول النقاب أي حول النساء .
« 391 »
- ثم إن الاستسقاء الذي أصبت به عندما صار متلاطم الأمواج ، يلزمك ملك مدينة مليئة بالخبز والنساء .
4670 - كنت حية ، فلعلك صرت تنيناً ، كانت لك رأس واحدة فأصبحت لك سبعة رؤوس .
- والتنين ذو الرؤوس السبعة هو جهنم ، وحرصك حبة وجهنم هي الفخ .
- فمزق الشبكة ، واحرق الحبة ، وافتح لهذه الدار أبواباً جديدة .
- ولأنك لست بالعاشق ، أيها الشحاذ الملحاح ، فأنت كالجبل يرن منك الصدى ، وأنت غافل .
- فمتى يكون للجبل كلام من ذاته ، إن هذا الصوت انعكاس للغير أيها المعتمد .
4675 - وقولك على هذا النسق لأنه انعكاس لآخر ، وليست كل أحوالك إلا انعكاسات ! .
- وغضبك ورضاك كلاهما انعكاس للآخرين ، سرور القوادة ، وغضب الشرطي .
- فماذا فعل ذلك الضعيف لذلك الشرطي آخر الأمر ، حتى يزجره هكذا بحقد وألم .
- فحتام تكون عاكساً للخيالات المبهرة ؟ ! جاهد حتى تصير لك هذه الوقائع .
- وحتى يكون حديثك عن أحوالك ، ويكون تجولك بجناحك وقوادمك .
4680 - إن السهم يأخذ الصيد بجناح الغير ، فلا جرم أنه بلا نصيب من لحم الطير .
- والبازي يأتي بالصيد من الجبل ، فلا جرم أن المليك يطعمه القطا والزرزور .
« 392 »
- والمنطق الذي لا يكون من الوحي يكون من الهوى ، مثل غبار في الهواء والهباء .
- وإذا كان هذا النفَس يبدو للسيد خطأ ، فاقرأ من أول والنجم بضع آيات .
- إذا ما ينطق محمد صلى اللَّه عليه وسلّم عن هوى ،إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى.
4685 - ويا أحمد ، ما دام ليس لك من الوحي يأس ، فاعط أرباب الجسم التحري والقياس .
- فعند الضرورة تكون الميتة حلالًا ، ولا تحرى هناك في كعبة الوصال .
- وبدون تحرى واجتهادات الهدى ، فإن كل بدعة تأخذ من الهوى حرقة .
- تحمله ريح كعاد وتقتله ، لا كسليمان عليه السّلام الذي تحمل عرشه .
- فالريح لعاد حمال خذول ، مثل حمل في كف رجل أكول .
4690 - يضعه تحت إبطه كأنه ولده ، ثم يحمله ليذبحه كالقصاب .
- كانت تلك الريح لعاد من الاستكبار ، ظنوها رفيقاً لهم وهي من الأغيار .
- وعندما قلبت الفراء فجأة ، حطمتهم تماماً ، وبئس القرين .
- فحطم الهوى ، فالهوى شديد الفتنة ، قبل أن يحطمك هو كما حطم عاد .
- كان هود يعظ قائلًا : أيتها الجماعة المليئة بالكبر ، إن هذه الريح ستقتلع من أيديكم الذيول ( التي تتمسك بها )
4695 - إن الريح هي جند الحق ، ومن النفاق عانقتكم بضعة أيام .
- وهي في السر مستقيمة مع خالقها ، وعندما يحين الأجل تبدى الريح يدها .
- فانظر إلى الريح ذات ممر من الفم ، وكل نفَس آت وذاهب في كر وفر .
- والحلق والأسنان منها في أمان ، وعندما يأمرها الحق تقع في الأسنان .
- وتصير ذرة من الريح جبلًا ثقيلًا ، وألم الأسنان ، يجعله مسكيناً عليلًا .
« 393 »
4700 - وهذه هي نفس هذه الريح التي كانت تمر رخاءً ، كانت روح الزرع ، وصارت موتاً للزرع .
- وذلك الشخص الذي قبل يدك ، تنقلب يده عند الغضب إلى مقمع " لك " .
- إنه يدعو الله في أعماق روحه قائلًا : يا رب ، يا رب ، اقطع هذه الريح أيها المستعان .
- أيها الفم كنت غافلًا عن هذه الريح فامض ، وداوم على الاستغفار خاضعاً .
- إن عينه القاسية تذرف الدمع كالمطر ، والألم يجعل المنكرين متغنين بلفظ الجلالة .
4705 - فما دمت لم تقبل أنفاس الرجال من رجل ، فهيا كن قابلًا لوحى الحق من الألم .
- فتقول الريح : إنني رسول من مليك البشر ، أحياناً آتى بالبشرى وأحياناً بالفتنة والشر .
- ذلك أنني مأمورة ، ولا أملك أمر نفسي ، ومتى أكون غافلة مثلك عن مليكى ؟ !
- ولو كان حالك كحال سليمان عليه السّلام ، لصرت حاملة لك كما كنت لسليمان .
- ولصرت أنا العارية ملكاً لكفك ، وجعلتك واقفاً على سرى .
4710 - لكن ما دمت عاصياً ، أكون أنا مستعارة ، أخدمك ثلاثة أيام أو أربعة .
- ثم أنقلب عليك كثيراً كما فعلت بعاد ، وأثب عليك بعصيان من بين جندك .
- حتى يصبح إيمانك بالغيب قوياً ، في تلك اللحظة التي يصير فيها أيمانك مسبباً للحزن .
- وفي تلك اللحظة يصير الجميع مؤمنين ، وفي تلك اللحظة ، حتى العصاة يمشون على رؤوسهم .
« 394 »
- وفي ذلك الزمان يقومون بالضراعة والافتقار ، مثل اللصوص وقطاع الطريق عندما يكونون أسفل المشنقة .
4715 - لكنك إن صرت مستوياً في الغيب ، لصرت مالك الدارين وشرطياً لنفسك .
- ملوكية وشرطية مقيمة ، ليست موجودة لمدة يومين وسقيمة .
- تنجو من السحرة وتقوم بأمر نفسك ، فأنت الملك ، وأنت الذي تدق طبل نفسك .
- إن الدنيا تضيق علينا وكأنها الحلق ، فليت الحلق والفم قد أكلا التراب !
- وذلك الفم في حد ذاته قد خلق آكلًا للتراب ، لكنه ذلك التراب الذي صار ملوناً .
4720 - وهذا الشواء وهذا الشراب وهذا السكر ، هو تراب ملون ومزخرف ، يا بنى .
- وما دمت قد أكلتها وصارت لحماً وجلداً ، فقد أعطاها لون اللحم ، وهو أيضاً تراب طريق .
- إنه أيضاً من التراب يرتق الطين ، ثم يجعل الجميع تراباً مرة ثانية .
- فالهندى والقفجاقي والرومي والحبشي كلهم متوحد واللون في القبور .
- حتى تعلم أن كل هذه الصور والرسوم ، كلها مستعارة ، ومكر وقناع .
4725 - واللون الباقي ، هو صبغة الله فحسب ، وغير ذلك معلق كالجرس .
- ولون الصدق ولون التقوى واليقين ، تكون باقية حتى الأبد على العابدين .
- ولون الشك ولون الكفر والنفاق ، تبقى إلى الأبد على روح العاق .
- مثل سواد وجه فرعون المحتال ، بقي لونه ، وفنى جسده .
« 395 »
- وضياء وجوه الصادقين الحسنة وبهاؤها ، تبقى حتى يوم الدين وبعد فناء أجسادهم .
4730 - والقبيح هو ذلك القبيح والطيب هو ذلك الطيب فحسب ، هذا ضاحك دائماً وذاك في عبوس .
- إنه يعطى التراب اللون والفضل والوزن ، ويعطى لمن هم في طبع الأطفال الاقتتال عليه .
- انهم يصورون من العجين جمالًا وأسوداً ، والأطفال يعضون أكفهم حرصاً عليها .
- ويصير الجمل والأسد خبزاً في الأفواه ، ولا يؤثر هذا الكلام في الأطفال « 1 »
- فالطفل في جهل وظن وشك ، والشكر للبارى ، أن قوته قليلة « 2 » .
4735 - وعند الطفل عنادٌ ومائة آفة ، والشكر لله أنه بلا فن وبلا قوة .
- فويلاه من أولئك الأطفال المشايخ عديمى الأدب ، الذين صاروا من قوتهم بلاءً على كل رقيب .
- وعندما يجتمع السلاح والجهل معاً ، صار فرعون " منهما " محرقاً للعالم .
- فاشكر الله - أيها الفقير - من القصور ، فقد نجوت من الفرعونية ومن الكفران .
- والشكر لله أنك مظلوم ولست ظالماً ، آمن من الفرعونية ومن كل فتنة .
4740 - والبطن الخالية لم تدع الألوهية ، فليس لنارها من الحطب مدد .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 563 :
- وحجورنا مليئة بالتراب كالأطفال ، وذهبت عن رؤوسنا مساعي الأسباب والدكان .
( 2 ) ج : 14 / 563 - ويل لأولئك الأطفال الذين يقومون بالمشيخة ، هم نمال عرجاء وتزاول الإمارة .
« 396 »
- والبطن الخالية تكون سجناً للشيطان ، فإن هم الخبز يمنعها من المكر والاحتيال !
- واعلم أن البطن المحشوة بالدسم هي سوق الشيطان ، ولتجار الشيطان ضجة فيها .
- التجار السحرة الذين لا يبيعون شيئاً ، جعلوا العقول مظلمة من صياحهم .
- لقد جعلوا الدن من سحرهم يسير كالفرس، وصوروا ضوء القمر في الظلمة كأنه الكرباس.
4745 - إنهم ينسجون التراب وكأنه الحرير ، ويحثون عين كل من يميز بالتراب .
- ويعطون الصندل رائحة العود ، ويحسدوننا على مدر أعطونا إياه .
- فتقدس ذلك الذي يعطى التراب لوناً ، ويجعلنا كالأطفال نتقاتل عليه .
- إننا كالأطفال نملأ جحورنا بالتراب ، وفي نظرنا أن التراب هو ذهب المنجم ! .
- ولا مجال للطفل مع البالغين ، ومتى يجلس الحق الطفل مع الرجال ؟ !
4750 - والفاكهة وإن قدمت ما دامت فجة وليست ناضجة يطلقون عليها أسم الحصرم .
- وذلك الساذج الفج وإن بلغ مائة عام ، فهو طفل وحصرم في نظر كل ذكى .
- وحتى لو كان شعره ولحيته قد شابا ، فهو لا يزال في طفولة الخوف والرجاء .
- إنه يتساءل : هل أنا ناضجٌ أو لم أنضج بعد ، فوا عجباه ، هل يجعلني كرماً ذلك الكرم ؟ !
« 397 »
- وبرغم عدم استعدادي وبُعدى ، هل يمنح حصرمى هذا صفات العنب .
4755 - إنني لست راجياً من أي صوب ، وذلك الكرم يقول لا تيأسوا .
- إن سلطاننا دائماً ما أو لم لنا ، وسحبنا من آذاننا قائلًا : لا تقنطوا .
- وبالرغم أننا نكون من هذا اليأس في حفرة، عندما نادى بالعطاء ، علينا أن نمضى راقصين.
- راقصين كخيل شديدة النشاط ، عندما تسرع إلى المرعى الأنيس .
- نسرع الخطو ولا خطو هناك ، نحمل الكأس ولا كأس هناك .
4760 - ذلك أن كل الأشياء هناك روحانية ، إنها معنى في معنى في معنى .
- إن الصورة ظل والمعنى هو الشمس ، والنور بلا ظل يكون في الخراب .
- وعندما لا تبقى فيها لبنة فوق لبنة ، لا يبقى لنور القمر ظل قبيح .
- واللبنة وان كانت ذهبية فهي جديرة بالاقتلاع ، ما دام ثمن اللبنة هو الوحي والنور .
- والجبل مندك من أجل دفع الظل ، والتمزق إرباً قليلٌ من أجل هذا النور .
4765 - وعندما سطع نور الصمد على ظاهر الجبل اندك ، فما بالك لو سطع على داخله !
- والجائع عندما وقع على كفه رغيفٌ من الخبز ، تتفتح من الهوس عيناه وفمه ؟ ! .
- إن هذا يساوى التمزق إلى مئات الآلاف من القطع ، فانهضي من بين الفلك أيتها الأرض !
- حتى يصبح نور الفلك محرقاً للظل ، إن الليل من ظلك يا متمردا على النهار .
- وهذه الأرض مثل مهاد الأطفال ، تضيق بالبالغين .
4770 - ولقد سمى الحق الأرض مهداً للأطفال ، وفي المهد يهب الأطفال اللبن .
« 398 »
- ولقد ضاقت هذه الدار بالمهاد ، فاجعل الأطفال بالغين سريعاً أيها الملك « 1 » .
- ويا أيها المليك ، لا تجعل الدار ضيقة ، حتى يستطيع البالغ الحركة !
الوسوسة التي حدثت لدى الأمير بسبب الاستغناء والكشف الذي كان قد وصل لقلبه من الملك ، وأنتوائه الجحو والعصيان ، ومعرفة الملك نواياه ، عن طريق الإلهام والسر وتألم قلبه ، وإصابه الأمير بضربة بحيث لا يكون عنده خبر عن صورة الملك . . ، إلى آخره
- وعندما صار مسلماً له دون بيع أو شراء ، أن يكون قوت لروحه من باطن الملك .
- أخذ يتقوت من نور روح المليك ، قمرُ روحه ، كما يتقوت القمر من الشمس .
4775 - وأخذ التراب الروحي يصل لحظة بلحظة من المليك الذي لا ند له إلى روحه الثملة .
- ليس مما يأكله المسيحي أو المشرك ، بل من ذلك الغذاء الذي تأكله الملائكة .
- لقد رأى الاستغناء داخل نفسه ، فصار الطغيان نابعاً من الاستغناء .
- وتساءل : ألست أنا ملكاً أو أميراً ، فكيف أسلمت قيادى إلى هذا الملك ؟ !
- وما دام عندي قمر ذو ضياء ، فكيف أكون تبعاً لغبار ؟ !
4780 - والماء في جدولى ، والوقت وقت الدلال ، فلماذا احتمل دلالًا من الغير دون حاجة إليه ؟
- ولماذا أربط رأسي ما دمت لا أعانى الصداع ، وما دام وقت الوجه الشاحب والعين الدامعة لم يبق .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 565 :
- ويا أيها المهد لا تجعل الدار ضيقة ، حتى يستطيع البالغ السير دون تعطيل !
« 399 »
- وما دمت قد صرت حلو الشفة وخدى كالقمر، ينبغي على إذن أن أفتح حانوتاً آخر « 1 » .
- ومن هذه الأنية ، عندما أخذت النفس في التولد ، أخذ يتفوه بمئات الآلاف من أنواع الهراء .
- إن مائة صحراء من هذا الصوب ، للحرص والحسد ، لكن عين السوء تصل إلى ذلك المكان أيضاً .
4785 - وبحر الملك الذي هو موئل لكل ماء ، كيف لا يدرى ما هو في السيل وما هو في الجدول ؟ ! !
- لقد تألم قلب الملك من مكره ، ومن جحود عطائه البكر .
- قال : آخر الأمر أيها الخسيس واهى الأدب ، أهذا جزاء عطيتى ؟ ! يا للعجب ! ! .
- فماذا أعطتيك أنا من هذا الكنز النفيس ، وماذا فعلت أنت معي من الطبع الخسيس ؟ !
- لقد وضعت في جوانحك قمراً لا غروب له إلى يوم الحساب .
4790 - وفي مقابل هذا العطاء الطاهر ، ألقيت في عيني التراب والشوك .
- ولقد صرت سلماً لك إلى الفلك ، وصرت أنت في قتالي سهماً وقوساً .
- لقد ظهر ألم الغيرة عند المليك ، وانعكس ذلك الألم فيه ووصل إليه .
- وخفق طائر الدولة عتاباً له ، وتمزق حجاب تلك الناحية المدبرة .
- وعندما رأى باطنه ذلك الفتى الطيب ، وفيه من سوء عمله غبار وأثر .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 584 :
- لي قد كالسرو ووجه كالقمر ، فأين يوجد أميرٌ مثلي الآن ؟ !
« 400 »
4795 - وذلك الراتب من اللطف والإنعام قد قل ، امتلأً منزل سروره بالأحزان .
- عاد إلى وعيه من سكر العقار ، ومن ذنبه ذاك صار رأسه موضعاً للخمار « 1 » .
- لقد أكل القمح ، وقد عرى عن ثيابه ، وصار الخلد عليه بادية ومهمه .
- لقد رأى أن تلك الشربة قد أمرضته ، وأن سم هذه " الأنيات " قد فعل مفعوله .
- والروح التي هي كالطاووس في روضة الدلال ، صارت كالبومة في خرابة المجاز .
4800 - ومثل آدم ، ابتعد عن الجنة ، وأخذ يسوق بقرة على الأرض من أجل الحراث .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 587 :
- إن كل من رأى نفسه في طريق الحبيب ، ترك اللب كلية ورأى القشر
- فلا كان عدوى في الدنيا ناظراً لنفسه ، فمن الناظر لنفسه لا يأتي إلا الفساد
- وقد حرمت الخمر في الدنيا ، لأنك إن شربتها صرت ناظراً لنفسك على الفور
- ومن الأفضل ألا يأتيك تصور لنفسك ، وكل هذا متولد من النفس المغرورة
- ان من يشرب مع نفسه الخمر وتكون حاضرة ، يكون مثل هذا الشارب ذيلًا مرتداً
- ومن يشرب معه فخمره حلال ، لأنه من يتنفس بدونه نفسه وبال
- ولأن أشرب معه من كأس " هو " ، أفتح عيني فأرى وجهه
- وبعدها أنقطع عن نفسي تماماً ، وهذا هو ما آخذه من شرب الخمر
- ويا من تريد أن تنقطع عن نفسك ، حتام أنت في قيد هذه الروح والقلب
- أسلم روحك للأحبة يا حبيبي ، حتى ترى الحبيب الذي يؤلم قلبي
- اعط القلب للحبيب وكن حراً ، وكن متجرعاً لأحزانه سعيداً به
- ولا تجعل نفسك منتصرة عليك ، فافطمها سريعاً عن اللبن
- وكل ما هو موجود في هذا أكثر يقينا ، سواء كان لبناً أو خمراً أو عسلًا
- لقد كان سكر القمح ذاك أيها الانسان ، هو الذي جعل الانسان ذلك الجهول .
« 401 »
- أخذ يذرف الدمع ويقول قائلًا : أيها الهندي القوى ، لقد جعلت الأسد أسيراً لذيل بقرة .
- وقمت أيتها النفس بفعل سيىء سمج ، أتكونين جحوده مع الملك المغيث ؟ !
- لقد اخترت الفخ من حرصك على القمح ، فصارت كل حبة قمح عقرباً لك .
- وحط هوى الأنية في رأسك ، فانظري القيد على قدمك يزن خمسين منّا .
4805 - أخذ ينوح على هذا النمط على روحه قائلًا : لماذا انقلبت على مليكى ؟
- وعاد إلى وعيه واستغفر ، واستعان مع الإنابة بشئ آخر .
- فارحم الألم الذي يكون من خوف الإيمان ، فذلك الألم لا علاج له .
- فلا كان للإنسان رداء صحيح ، فهو عندما نجا من الصبر بحث في الحال عن الصدر
- ولا كان للإنسان قبضة أو أظافر ، فهو حينذاك لا يفكر في دين أو في سداد .
4810 - وأولى بالإنسان أن يكون قتيل البلاء ، فالنفس كافرة بالنعمة وضالة « 1 » .
خطاب الحق لعزرائيل : أي الناس الذين قبضت أرواحهم ، أشفقت عليهم أكثر ؟
وجواب عزرائيل على الحضرة الإلهية
- قال الحق لعزرائيل : أيها النقيب ، على من أشفقت من كل حزين كئيب ؟
- قال : إن قلبي يشفق عليهم جميعاً بألم ، لكني أخاف من إهمال الأمر .
- حتى لأقول : ليت الله تعالى قد جعلني فداءً عوضاً للفتى .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 588 :
- والنفس الكافرة لا تعطى الأمان ، لقد طغت عندما فرغت من هم الخبز
- وأفضل للإنسان أن يكون مبتلى ، لأنه آنذاك يكون مسكيناً عاجزاً مضطراً .
« 402 »
- قال : على من أشفقت أكثر ، على من صار قلبك أكثر شفقة واحتراقاً ؟
4815 - قال : ذاتِ يوم أغرقت سفينة بالموج العالي بأمرك حتى تحطمت إرباً .
- ثم قلت لي : إقبض أرواح الجميع ، اللهم إلا امرأة وطفل من هذا الجمع .
- وبقي كلاهما على لوح من الخشب ، أخذت الأمواج تتلاعب به « 1 »
- ثم قلت : اقبض روح الأم ، واترك الطفل وحيداً بالأمر الإلهى .
- وعندما فرقت بين الطفل والأم ، أنت نفسك - يا إلهي - تعلم أية مرارة أحسست بها .
4820 - لقد رأيت دخان مآتم عظيمة ، لكن المرارة على ذلك الطفل لم تذهب عنى .
- قال الحق : لقد أمرت الأمواج ، وقلت لها : ألق بهذا الطفل على غابة .
- غابة مليئة بالريحان والسوسن والورود ، ومليئة بالأشجار المثمرة ذات الأكل .
- وعيون الماء الزلال ، وربيت الطفل بمئة عزً ودلال .
- ومئات الآلاف من الطيور المغردة حسنة الأصوات، ألقت في تلك الروضة بمئات الألحان.
4825 - جعلت فراشه من أوراق العليق ، وجعلته آمناً من صدمات الفتن .
- قلت للشمس لا تخزيه ، وقلت للريح : هبى عليه الهوينى .
- وقلت للسحاب لا تمطر عليه ، وقلت للبرق ، لا تبرق عليه بحدة .
- ولا تحمل أيها الشتاء الاعتدال عن هذه الروضة ، ولا تتحسس أيها الصقيع هذه الروضة بيدك .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 594 :
- لأن الريح عندما تلقى هذا اللوح على الساحل ، سوف يفرح القلب لنجاتهما معاً .
« 403 »
كرامات الشيخ شيبان الراعي قدس الله روحه العزيز
- مثل شيبان الراعي ، عندما كان يذهب لصلاة الجمعة ، كان يخط دائرة حوله قطيعه ، تحفظه من الذئب .
4830 - حتى لا يخرج خروف من ذلك الخط ، ولا يدخله ذئبٌ أو لص مؤذ .
- وذلك على مثال دائرة تعويذة هود ، كانت أماناً في داخلها لأهله من الريح الصرصر .
- وقال لهم : توقفوا داخل هذه الدائرة ثمانية أيام ، وشاهدوا المثلة التي تدور خارجها .
- كانت تحمل " الشخص " في الهواء وتلقى به على الحجر ، حتى تمزق العظم واللحم وتفصلهما عن بعضهما .
- وكانت تخلط الجماعة ببعضها في الهواء ، حتى تتساقط عظامهم كالخشخاش .
4835 - إن ذلك العقاب الذي ترتعد منه السماء ، لا يتسع المثنوى لشرحه .
- فإن كنت تقومين بهذا على أساس الطبيعة أيتها الريح الباردة ، فحومى حول خط هود ودائرته « 1 » .
- ويا مؤمناً بالطبيعة ، أنظر إلى هذا الملك الإلهى على أنه فوق الطبيعة ، وإلا فتعال وامح هذا من المصحف .
- وامنع المقرئين من قراءتها وسد أفواههم ، أو عاقب من يعلمه وارمه بسهم .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 597 :
- وإذا كان الذئب يفعل هذا من حرصه ، فقل له تعال مارس إيذاء فيما وراء خط الراعي .
« 404 »
- إنك عاجز ، وحائر ترى من أين هذا العجز ، وعجزك انعكاس لعجزك في يوم الجزاء .
4840 - وكان لك فيما سبق أنواع من العجز أيها العنيد ، وقد حان الآن وقت خروج ما قد خفى .
- وسعيد ذلك الذي يكون العجز والحيرة قوتاً له ، فهو نائم في الدارين في ظل الحبيب .
- لقد رأى العجز ، سواء في هذا الإصطبل ، أو في الدار الآخرة ، وصار ميتاً ، واختار دين العجائز .
- مثل زليخا ، عند سطع عليها " نور " يوسفها ، وجدت الطريق وهي في الشيخوخة إلى الشباب .
- إن الحياة في الموت وفي المحنة ، وماء الحيوان في باطن الظلمة « 1 »
عودة إلى قصة تربية الحق تعالى للنمرود في طفولته دون أم أو حاضئة
4845 - والخلاصة ، أن هذه الروضة كانت كبستان العارفين ، آمنة من رياح السموم والريح الصرصر .
- وكان لنمرة جراء وليدة ، فقال لها أرضعيه ، وأطاعت الأمر .
- فأرضعته وقامت على خدمته ، حتى صار بالغاً عظيماً ورجلًا ضخماً .
- وعندما بلغ الفطام ، أمرتُ الجن حتى يعلموه النطق والحكمة !
- وربيته أنا في تلك الروضة ، فمن قال أن فضلى يستوعبه كلام ؟
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 597 :
- وكذلك فإن النمرود ، وضع تلك الألطاف تحت قدميه ، من جهله وعماه .
« 405 »
4850 - لقد أعطيت أيوب عليه السّلام حنان الأب من أجل أن يستضيف الدود دون أن يلحق به الضرر .
- ووهبت الدود عليه حنان الولد على أبيه ، هاك قدرتى ، وهاك يدي .
- ولقد علمت الأمهات السهر " على أولادهن " فكيف يكون اللطف الذي أشعله أنا ؟
- لقد قمت بمائة عناية ومائة صلة ، حتى يرى لطفى دون واسطة !
- وحتى لا يكون في صراع من أجل السبب ، وحتى تكون كل استعانة له منى .
4855 - وإلا ، فلم يكن لديه العذر قط ، ولم تكن لديه شكوى من كل صديق سوء .
- لقد رأى هذه الحضانة بمائة صلة ، وربيته أنا دون واسطة .
- والشكر الذي أداه لي أيها الجليل ، أنه صار النمرود محرق الخليل .
- مثلما قام هذا الأمير بشكر الملك بالاستكبار واستكثار الجاه .
- متسائلًا : لماذا أصبح تابعاً لغيرى ، ما دمت صاحب ملك وإقبال جديد . ؟
4860 - ومن تجبره خفيت على قلبه مثل الألطاف التي حباه بها الملك وسبق ذكرها .
- مثل النمرود ، الذي وضع تلك الألطاف تحت قدميه من جهله وعماه .
- وصار في هذا الزمان كافراً يقطع الطريق ، وتكبر وادعى الألوهية .
- وانطلق صوب السماء ذات الجلال ، مع ثلاثة من النسور ، لكي يقاتلني .
- وقتل مئات الآلاف من الأطفال دون ذنب ، بحثاً عن إبراهيم من بينهم .
4865 - إذ قال له المنجم إن في أحكام العام أن يولد طفل سوف يقوم بقتالك .
- فهيا ، احتط لدفع هذا الخصم ، فكان يقتل كل من يولد تخبطاً .
- وبرغم أنفه ، نما الطفل المتلقى للوحي ، وبقيت دماء الآخرين في عنقه .
« 406 »
- فهل ورث ذلك عن أبيه ، ويا للعجب ، حتى أعطاه غروره ظلمات النسب ؟!
- فإذا كان الأب والأم قد صارا حجاباً بالنسبة للآخرين، فقد وجد منا ايضاً الجواهر في جيبه.
4870 - إن النفس السيئة ذئب مفترس يقينا ، فأية حجة تلصقها بكل قرين ؟
- إنها في الضلالة قلنسوة لمائة أقرع ، النفس القبيحة شديدة السفه ، الكفور .
- ومن هنا أقول لك أيها العبد الفقير ، لا ترفع القيد عن عنق الكلب .
- ولو درب هذا الكلب ، فهو أيضاً كلب ، ولتكن نفسه ذليلة ، فهو سيىء الأصل .
- وأنك تقوم بالفرض كما ينبغي إن كنت طائفاً حول سهيل ، كالأديم الطائفي .
4875 - حتى يشريك السهيل من شر الجلد ، وحتى تصبح كالخف قريناً لقدم الحبيب .
- والقرآن كله شرح لخبث النفوس ، وانظر إلى المصحف ، فأين عينك تلك ؟!
- ذكر النفوس التي تشبه نفوس قوم عاد ، التي وجدت الأداة ، فأخذت تبذل كل ذكائها في قتال الأنبياء .
- وقرناً بقرن من شؤم النفس عديمة الأدب ، كان أهلوها يضرمون النار في الدنيا
.
يتبع