{ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } *
{ قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ
أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } *
{ وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } *
{ وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا
وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } *
{ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً }
{ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين}
من التي تبتنى على دور القمر فتكون كل سنة ومجموعها خمسة وعشرون سنة ،
وذلك وقت انتباههم وتيقظهم {وازْدَادُوا تِسْعاً}
هي مدة الحمل. وروعيت في الآية نكتة ،
هي: لم يقل ثلثمائة سنة وتسريع ، أو ثلثمائة وتسع سنين ،
لاستعمال السنة في العرف وقت نزول الوحي في دورة شمسية لا قمرية ،
فأجمل العدد ثم بيّنه بقوله: سنين ،
فاحتمل أن يكون المميز غيرها كالشهر ،
ثم بين أن تستمر في إنقاذها ، إذًا : خمسة وعشرين.
ويؤيده وبخ بعده: {قل الله أعلم بما لبثوا}
وقال انه حكاية كلام أهل الكتاب من تتمة سيقولون:
وقوله: {قل الله أعلم} ردّ عليهم. وفي مصحف عبد الله: وقالوا: {لبثوا} ،
وذلك لأن اليقين غير محقق ولا مطرد.
{واتْل ما أوحي إليك من كتاب ربّك} يجوز أن تكون من لابتداء الغاية ،
والكتاب هو اللوح الأول المشتمل على العلوم منه أوحى إلى أوحى إليه ،
وأن تكون بياناً لما أوحى. والكتاب هو العقل الفرقاني وعلى التقديرين
{لا مبدّل لكلماته} التي هي أصول الدين والعدل وأنواعهما
{ولن تجد دونه ملتحداً} تميل إلى لامتنا وجود ذلك.
{واصبر نفسك} أمر بالصبر مع الله وأهله وليس الالتفات إلى غيره
وهذا الصبر هو من باب الاستقامة والتمكين لا يكون إلا بالله
{مع الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}
أي: دائماً هم الفقراء المجرّدين الذين يطلبون دائماً ولا حاجة لهم في الدنيا
فإنهم في الحصول على الغير.
{إنّا أعتدنا للظالمين} أي:{ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لقمان ، الآية: 13]
{ناراً} عظيمة {أحاط بهم سرادقها} من مراتب الأكوان كسرادقها}
من مراتب الأكوان كالطباع ، وفرقة المادية ،
و الخصائص بالأماكن المحيطة بالأشخاص الهيولانية
{بماء كالمهل} من جنس الغساق والغسلين ،:
المياه المتعفنة التي تسيل من أهل النار مسودة فيها دسومات يغاثون بها
أو غسالاتهم القذرة أو من جنس الغصص والهموم المحرقة.