المشهد الثاني مشهد نور الأخذ بطلوع نجم الإقرار .كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية للشيخ ابن العربي مع شرح ست العجم بنت النفيس البغدادية
المشهد الثاني “ 1 “ مشهد نور الأخذ بطلوع نجم الإقرار “ 2 “ بسم الله الرحمن الرحيم
أشهدني الحق بمشهد نور الأخذ ، وطلوع نجم الإقرار ، وقال لي : الأخذ عين الترك ، وليس كل متروك مأخوذ . ثم قال لي : تجدني ولا تأخذني ، وآخذك ولا أجدك . ثم قال لي : أجدك ولا آخذك . ثم قال لي : إنما كان الأخذ من ورائك ، ولو كان من أمامك ما ضل أحد ثم قال لي : ظهرت في الأخذ ، وخفيت في الترك . ثم قال لي : الأخذ ثلاثة ، وكل عدد يفترق فلا أخذ . ثم قال لي : نفسي أخذت . ثم قال لي : انظر الجماد وخذ تسبيحه ، فذلك جوابهم ببلى “ 3 “ . ثم قال لي : إن حجبتك بالأخذ تعذبت عذاب الآباد في النعيم المقيم ...........................................................................................( 1 ) في النسخة ( ط ) : ( الفصل الثاني ) وأيضا غير موجودة بسم اللّه الرحمن الرحيم . ( 2 ) هذه الفقرة من النسخة ( ط ) . ( 3 ) انظر الآية رقم ( 172 ) من سورة الأعراف . والمقصود جواب الإنسان لا جواب الجماد ، لأن المعنى للمخاطب . فاللّه سبحانه وتعالى لم يخاطب إلّا الإنسان أما الجماد وتسبيحه ففي قوله تعالى :ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ( 11 ) آية رقم ( 11 ) من سورة فصّلت . أما مخاطبة الإنسان ففي الآية المشار إليها أول الكلام ونصّها :وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ( 172 ) . “ 45 “ ثم قال لي : ما أخذ إلّا من أفلت ، وما أفلت إلّا مملوك ، وما ملك إلا مقهور ، وما قهر إلا محصور ، وما حصر إلا محدث ، وما حدث إلا عدم . ثم قال لي : أخذت المفترق فجمعته ، وأخذته من الجمع فجمعته ، ثم فرقته ثم جمعته ، ثم فرقته ، ثم جمعته ، ثم لا تفريق ولا جمع . ثم أشهدني ما فوق الأخذ ، فرأيت اليد الإلهية “ 1 “ ، ثم أرسل البحر الأخضر بيني وبينها ، فغرقت فيه فرأيت لوحا ، فركبت عليه فنجوت ، ولولاه لهلكت . ثم برزت اليد ، فإذا هي ساحل لذلك البحر . فالمراكب تجري فيه حتى تنتهي للساحل ، فيبرزها الساحل ويرمي بها في القفر ، ويخرجون أصحاب المراكب ، معهم در ، وجوهر ، ومرجان . فإذا حصل في البر عادت أحجارا . فقلت له : كيف يبقى الدّرّ درّا ، والجوهر جوهرا ، والمرجان مرجانا ؟ قال : إذا خرجت من البحر ، فأخرج معك من مائه ، فما بقي الماء بقي الدر ، والجوهر ، والمرجان على حاله . فإن يبس الماء عادت أحجارا . وفي سورة الأنبياء أوضحت سرها . فأخرجت معي من الماء ، فلما وصلت القفر رأيت ، في وسط القفر ، روضة خضراء . فقيل لي : ادخلها . فدخلت ، فرأيت أزهارها ، وأنوارها ، وطيورها ، وثمارها . فمددت يدي لآكل من ثمرها ، فيبس الماء واستحالت الجواهر . فإذا النداء : ألق ما بيدك من ثمرها . فألقيت بها فنبع الماء ، وعادت الجواهر إلى حالها . ثم قال لي : سر إلى آخر الروضة . فسرت ، فوجدت صحراء . فقال : اسلكها . فسلكتها ، فرأيت بها عقارب وحيات وأفاعي وأسودا . فكلما نالني منها ضرر نضحت الموضع بالماء ، فبرئ . ثم فتح لي في آخر الصحراء عن جنات ، فدخلتها فيبس الماء ، فخرجت منها فنبع الماء . ثم دخلت ظلمة ، فقيل لي : ألق...................................................................( 1 ) في النسخة ( ط ) : ( فرأيت اليد الإلهية ) . “ 46 “ثوبك وارم الماء والأحجار ، فقد وجدت فألقيت كل شيء كان عندي ، وما رأيت حيث ألقيت وبقيت .فقال لي : الآن أنت أنت .ثم قال لي : ترى ما أحسن هذه الظلمة ، وما أشد ضوؤها ، وما أسطع نورها . هذه الظلمة مطلع الأنوار ، ومنبع عيون الأسرار ، وعنصر المواد . من هذه الظلمة أوجدتك وإليها أردّك ، ولست أخرجك منها .ثم فتح لي قدر سم الخياط ، فخرجت عليه ، فرأيت بهاء ونورا ساطعا .فقال لي : رأيت ما أشد ظلام هذا النور . أخرج يدك ، فلن تراها “ 1 “ .فأخرجت يدي ، فما رأيتها . فقال : هذا نوري ، لا يرى فيه غيري نفسه .ثم قال لي : ارجع إلى ظلمتك ، فإنك مبعود عن أبناء جنسك .ثم قال لي : ليس في الظلمة غيرك ، ولا أوجدت منها سواك ، منها أخذتك .ثم قال لي : كل موجود دونك خلقته من نور ، إلا أنت .فإنك مخلوق من الظلمة .ثم قال لي :وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ” 2 “ لو كانوا في النور لقدّروه . أنت عبدي حقا .ثم قال لي : إن أردت أن تراني ، فارفع الستر عن وجهي .................................................( 1 ) انظر الآية رقم ( 40 ) من سورة النور .ونصّها :أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ( 40 ) .( 2 ) الآية رقم ( 91 ) من سورة الأنعام ..
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية Word
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية PDF
مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية TXT
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية Word
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية PDF
شرح مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية TXT