منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:46 am

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين 

الشيخ الأكبر والنور الابهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الاندلسي.

شرح "21" تجلي الحيرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 21 على مدونة عبدالله المسافر بالله

21 - متن تجلي الحيرة :-

جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه الأبصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظيط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .

21 - إملاء الشيخ ابن سودكين على هذا الفصل :
 «قال الشيخ في أصله المشروح : "جل جناب.." فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : لما قرئ عليه : "جل جناب الحق أن تدركه الأبصار فكيف البصائر".
قيل : فأيهم أشرف وأصدق ؟ 
فقال : الحس أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا فلا يقوم الدليل عند العاقل إلا ببرهان الحس ، وهو البرهان الوجودي وكذلك الأوليات ، الزهی واسطة بين الحس والعقل . 
فلو جاز الغلط علة الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ولشرف الحس انتهی ح?م التجلي إليه في الدار الآخرة فقال عليه الصلاة والسلام : "إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر". 
ولما لم يكن بين الحق سبحان، وبين خلقه وجه من المناسبة أصلا، ثم حصل التجلي في الحس كالشمس والقمر، قامت الحيرة للعقل ولا بد.
 فتحقق هذا فهو بحر متسع والوسائط في التجلي في دار الدنيا، هي ثلاث : 
الحس والعقل والطور الذي هو وراء طور العقل وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك، تجلية بصرية. 
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها على هذا الحكم» .


21  - شرح تجلي الحيرة

212 -  يريد حيرة العقل في حصر وجوه المطلق وضبطها عند تجليها في سعة ظهوره وبطونه وجمعهما. 
فتحیره ، حالتئذ، ي تردد بصيرته لضبط ما لا ينضبط ، قال قدس سره : (جل تجلي الدعوى جناب الحق العزيز الأحمی) من حيثية ذاته المطلقة ووجوهها الأسمائية ، الغير المتناهية .
(أن تدركه الأبصار فكيف البصائر) فلما عز على العقل إدراكه بالأبصار والبصائر، في الطور الذي وراء العقل ، وصف الحق بـ "العزيز"، ليشعر بأنه في شرف ذاته القاضي برفع المناسبة بينه وبين مدر?ه ، عديم النظير، ومع شدة الحاجة إليه قليل الوجدان ثم وصفه بـ «الأحمی» ليشعر بأنه تعالی من حيثية إطلاقه الذاتي.
أنزه وأعلى أن يتعلق به إدراك المدركين إحاطة ، ثم استبعد، قدس سره ، أن تدركه الأبصار، فضلا عن البصائر.
فإنه قدس سره رجح الأبصار ، حيث قال : إن البصر في إدراكه أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا. فلا يقوم الدليل المحقق عند العاقل إلا بالبراهين الحسية ، وهي البراهين الوجودية .
فلو جاز الغلط على الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ، ولذلك انتهى حكم التجلي في دار الآخرة إليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس وترون القمر».
والوسائط في التجلي، في دار الدنيا ثلاثة : الحس والعقل والطور الذي هو وراء العقل.
وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك الموطن ، تجليا بصريا.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها، على هذا الحكم». هكذا أملاه قدس سره .

212 -  فلما عز أن تقبل ذات الحق ، من حيثية إطلاقها ووجوهه الغير المتناهية ، الضابطة العقلية ، قال : (فأقامهم في الحيرة) حتى عرفوا أن لا محيد لهم عنها ؛ (فقالوا: زدنا فيك تحيرا إذ لا يحيرهم إلا بما يتجلى لهم) أي من وجوه إطلاقه . والباء في «بنا» للسببية .
فهم بما في قوتهم من السعة والسراح والإطلاق يحسبون أن في قوة عقولهم أن تظفر بالإحاطة كشفا وشهودا (فيطمعون ضبط ما لا ينضبط فيحارون: فسؤالهم في زيادة التحیر ، سؤالهم في إدامة التجلي ) والله يقول الحق ويهدي السبيل.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:49 am عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "22" تجلي الدعوى .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:47 am

شرح "22" تجلي الدعوى .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي 

شرح التجلي 22 على مدونة عبدالله المسافر بالله
22 - متن نص تجلي الحيرة :-
جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه الأبصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظبط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .

22 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
"قال الشيخ حققنا الله بحقايقه " في أصله المشروح : "قل لمن ادعى العلم.".
فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : قوله «إن صار لك الغيب شهادة فأنت صاحب علم»، أي مهما أدركته بالفكر والنظر بالبصيرة.
إن أدركته بالبصر فأنت صاحب علم وعند المحققين إن كل موجود جایز أن يدرك بالحس ، لأن دليل الرؤية عند المحققين هو الثبوت .  فمهما كانت له عين ثابتة في نفسه صح أن برأه البصر.
وسواء في ذلك ما وجدت عينه أو لم توجد مما سبيله أن سيوجد أو ما يتصف بالوجود ولا يصح أن يدخل في مادة .
كل هذه الأقسام يصح عند المحقق رؤيتها بالحس فعلة الرؤية الثبوت واستعداد المرئي أن يكون مرئية .
وينبغي أن يعرف الفرق بين البصر وآلة البصر، التي هي الجارحة الحسية . فالبصر هو القوة الباصرة التي تكون للنفس .
سواء كانت نسبة أو غير نسبة لكنها عندنا هي ذات النفس لا أمر آخر وسميناها نسبة لكون النسب علمية ، وهي أشرف نسب النفس.
ومن شأنها عندنا إدراك المحسوسات سواء كانت لها جارحة أو لم يكن والحكماء يقولون : «من فقد حسا فقد فقد علما».
وهذا لسان العادة ، ولسنا نقول به فإن طريقتنا خرق العوايد التي أعطاها الكشف غير أن العادة ح?مت بالإدراك بواسطة الجارحة وخصوا أهل الكشف بالطور الآخر الذي وراء طور العقل وهو خرق العادة ، فأدركوا بغير هذه الواسطة . فافهم .
فمتى أدركت الأعيان الثابتة ، التي ليست في مواد ، ببصرك فأنت صاحب العلم الصحيح ، لكونك أدركت بالحس الذي لا يكذب ، وكان إدراكك في موطن منزه عن المواد التي تستصحب الغلط ؛ إذ الغلط ؛ نتيجة المواد .
وإذا تقرر هذا فاعلم إذن أن المدرك واحد وهو النفس الناطقة وسميناها حسا لنسبة ما، لاختلاف الحقائق وتباین آثارها.
وأما قوله رضي الله عنه في الأصل المشروح : «وإن ملكت الإخبار عما شاهدته بالحس من الأعيان الثبوتية والعينية «فأنت صاحب العين السليمة»، أي أنه لا يصح الإخبار حتى يكون عندك معناه ، ولا تصح العبارة عنه إلا بقوة تكون فعالة في التوصيل إلى نفس أخرى قابلة.
فلا تملك الإخبار حتى تملك الانفعال، لأنك لا تخبر إلا من عنده استعداد لقبول ما حصل عندك ، فحينئذ تفعل فيه بقوتك و تجلي إليه ، بطريق الإخبار، ما تجلى لك بطريق الرؤية ، فيتجلى ذلك في نفس المنفعل فيه ، فتساويا في المشهد وإن اختلفت طرق المدارك .
وإذا تحقق هذا المعنى في النفس من كونه معنی ، حينئذ تضع له الأسماء في عالم الاصطلاح ما شئت مما تتواطأ عليه أنت والمخاطب .
وأما قول الإمام الراسخ، الذي من الله عليه بإرث كامل من حقائقه بشهادته بذلك وشهادة هذه الحقائق السارية بالنسبة المحققة ، التي بين القلم الأعلى واللوح المحفوظ ، يشهدها المقربون، في قوله :
"وإن حكمت على ما علمت وعاينت بما تريده فأنت الحق» أي أن دليل ذلك أن تنفذ أوامرك فيما أشهدته وصار منفعلا لك ، متأثرة عن إرادتك ، ليس له قوة يمتنع بها عن نفوذ أمرك فيه.
فحينئذ تتحقق لظهور دليلك في نفس الأمر. وبالله العون والتأييد".

22 -  شرح تجلي الدعوى
214 -  جعل قدس سره هذا التجلي كالقسطاس التحریر دعوى من قام بين أهل الكشف بدعوى الظفر.
إذ مقتضاه القيام بالتبصر في المواجيد والأذواق وتصحيح منتقدها من مزيفها ، على التحرير.
ولذلك قال : (قل لمن يدعي العلم الحق) أي العلم المأخوذ بالحق في الحق ، بقوة «كنت تجلي الدعوى سمعه وبصره».
المصون من الشبه المضلة ؛ (و الوجود الصرف) من حيثية شهوده في التعينات الحكمية بحسبها ؛ والحكم عليه بأنه في الكل عين واحد.
(إن صار لك الغيب) المدرك بالبصيرة المكتحلة بأنوار التجليات الإلهية ، من المعقولات على اختلاف طبقاتها، (شهادة) أي كالمدركات بالبصر، لا يحتمل إلا صدقة .
وأما قولي : «?المدركات بالبصر» بكاف التشبيه ، فتقریب وتوصيل للأفهام النازلة . وأما عند المحققين ، فدليل الرؤية مجرد ثبوت العين .
فمهما كان الشيء عينة ثابتة في نفسه ، سواء كان قبل وجوده أو بعده صح أن يراه البصر.
وليس مرادهم بالبصر الجارحة الحسية بل هو قوة الباصرة لذات النفس عند تجوهرها وتبحرها وتجردها .
وهي من شأنها إدراك المحسوسات سواء كانت لها جارحة أو لم يكن .
وهذه القوة فيها من أشرف نسبها . وإنما اعتبرناها نسبة، فإنها من حيث كونها زائدة على ذات النفس ، عدمية وليس في الخارج إلا ذات النفس .
فهذا المدرك وراء طور العقل .
فإنها «النفس» لا تدرك المبصرات إلا بالجارحة الحسية عادة . وإدراكها في عين الثبوت خرق العادة .
ومن هنا حكموا على براءة الحس من الغلط ، إذ الغلط إنما يطرأ على مادة الجارحة ومادة المرئي ؛ ولا مواد في ثبوت عينه ولا في النفس المدركة أيضا بقوتها الذاتية . فافهم.
فإذا أدركت النفس في تجردها و تجوهرها مقام هذا الإحساس ، (فأنت صاحب علم) لا يختل يقينه عند توارد الشبه وتعارض الأدلة ، كيقين من علم وجود النهار بشاهد الحس .
فلا يقدح فيه توارد الأدلة على كونه ليس بنهار والمنتقد من هذا الأصل أن المدرك في عين الوجود واحد.
ولكن تختلف نسب إدراكه نظرة إلى المدركات المختلفة وآثارها المتباينة ، فبنسبة منها يسمى مبصرة؛ وبأخرى سامعا ؛ وبأخرى عاقلا.
215 -  (وإن ملكت الإخبار عما شاهدته بأي نوع كان من الإخبارات) من الأعيان في عين ثبوتها ببصرك .
(فأنت صاحب العين السليمة المدركة) مشهوداتها وراء طور العقل .
فإن لم تملك الإخبار بفوزك بلغات السكينة ، الموضوعة لتقرير ما شاهدته في عالم الثبوت ، بحسك يتعذر عليك تأديتها على وجه يعقل ويفهم.
فإن أعطيت اللغات الوافية ببيانها ، السالمة في تأديتها عن موارد الشبه .
فأنت صاحب العين السليمة من النقصان ، القاضي بالعجز عن تأديتها .
كما هي المدركة ما يعبر عنها، حيث أعطيت المعنى التام في طور وراء العقل ، مشاهدة حسية ؛ وأعطيت أيضا العبارة الوافية لبيانه وتعبيره تملكا.
216 - (وإن حكمت) على الموجودات العينية بتصرفاتك الباطنة والظاهرة ، (علی) مقتضى (ما علمت) منها في عالم ثبوتها عند مشاهدتك الحسية إياها، (وعاينت) انفعالها الحكم عليها ، (بما تريده) وتأثرها عن إرادتك وانجذابها إليك بطواعية لا تزاحمها الأنفة .
(وجرى معك على ما حكمت به) جري الحديد نحو المغناطيس ، (فأنت الحق الذي لا يقابله ضد) وذلك لظهور دليلك في نفس الأمر وتصرفك فيما تريد كما تريد بالحق ؛ أو تصرف الحق بك فيما يريد لما تريد .
وعلمك حالتئذ بهذا التصرف ، على نحو علم الحق به من غير زيادة ونقصان . فلا يقع إلا ما تريد ، بلا مزاحمة ضد ومقابلته. فافهم.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:50 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "23" تجلي الإنصاف .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:49 am

شرح "23" تجلي الإنصاف .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي 

شرح التجلي 23 على مدونة عبدالله المسافر بالله

23. متن نص تجلي الإنصاف:-

إن ادعيت الوصلة وجمع الشمل أخاف عليك أن يكون جمعك بك لا جمعك به فتقول قد وصلت وأنت في عين الفصل وتقول اجتمعت وأن في عين الفرق هذا المحك والمعيار والميزان لا تغالط نفسك في هذا المقام فهو يشهد بالبراءة منك الأكوان تتحدث مع الأنفاس لا أطالبك بمعفرتها معيارك الحادث الكتاب الذي تهتز إليه النفوس السالفة وتطيش له القلوب الثابتة قبل حلول أو أنه فقد أتاك به النبأ العظيم على لسان الملك الكريم ومن طريق المحادثة النديم من غير أن ترعف حركة فلكية ولا قرانات دورية هذا معيارك فالزمه.

23 -  إملاء ابن سودكين على هذا التجلى :  
«قال الإمام في الأصل المشروح : «ادعيت الوصلة... 
فقال في الشرح : إنما أخاف عليك ذلك لأنك إن طلبته لعلة فإنما وصلت إلى غرضك منه ، فما وصلت إليه وإن كنت طلبته له وتحققت بهذا المقام، فأنت الواصل إليه حقا وطلب الحق للحق هو أن تعبده وتعرفه.
كما قال: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" [الذاريات/56] .فاشتغل العارف بما طلب الحق منه لا العلة أخرى . 
وأما الغير فإنما عبده ليحصل له من تلك العبادة حكمة وفائدة تصل إليه منه، فقامت العلة وبعد الإخلاص بوجود الطمع. ولولم يقصد العبد من الحق إلا ثناء الحق عليه لكان طلب العبد للثناء علة وعدم إخلاص . فاعلم. 
وتحقيق المسألة أن لا يقوم بك أمر زايد على العبادة ، بل تكون فرداني المقصد الكمال عبوديتك التي أخبرك الحق تعالی أنه خلقك لها.
فانصف وانظر إن رأيت عندك أمرا ثانيا زايدة على هذه الوحدة في التوجه، فاعلم أن الزائد علة فتحقق ترشد إن شاء الله تعالى . 
ثم قال في الأصل : «فالأكوان تحدث مع الأنفاس لا أطالبك بمعرفتها ، بل معيارك الحادث الكبار الفصل إلى آخره . 
قال : لا أطالبك بأسبابها الكونية الطبيعية ؛ بل معيارك الحادث الكبار التي تهتز إليه النفوس الساكنة قبل حلول أوانه . 
هل أتاك به النبأ العظيم ؟ أي الإخبار. 
ثم قال : «على لسان الملك الكريم» بطريق مخصوص، وذلك حكم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 
أو «من طريق محادثة النديم»، وهو مقام كبار الأولياء، الآخذين من عين الحق . فإن كان هذا المعيار معيارك فالزمه ، وهو الأخذ عن وجه الحق لا عن وجه الكون . والله أعلم

23 -  شرح تجلي الإنصاف

217 -  وهو أن تنظر إلى متعلق طلبك أنه الحق من حيث هو، أو الحق لغرض لا يحصل إلا منه .
فإن كان الثاني ، فالطلب معلول والوصلة والجمعية علة. فإنك في نهاية طلبك واصل إلى غرضك لا إلى الحق.
وإن كان الأول ، فلصحة وصلك وجمعك علامة ونتائج. فعلامتها، وجود الإخلاص وفقد الطبع في عبوديتك له حيث لا تعرف لك مطلوبة غير الحق.
ولذلك قال تعالى : "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" [الذاريات : 56 ].
وأما نتائجها فالإشراف الموهوب على أحوال النشآت وما فيها من الحوادث الجمة، مع اختلاف طرقها وفنونها.

218 - قال قدس سره : (إن ادعيت الوصلة وجمع الشمل) بالحق (أخاف عليك أن يكون جمعك بك) لوجود طمعك من الحق ما فيه حظك ، الصارف بوجهك عن الحق إليه ، (لا جمعك به ) إذ علامة هذه الجمعية فقد الطمع ووجود الإخلاص المصحوب لعبوديتك.
(فتقول : قد وصلت وأنت في عين الفصل) لوقوفك مع حظك في الطلب .
(وتقول: اجتمعت، وأنت في عين الفراق) حيث حجبك الكون الذي هو مطلوبك إذ ذاك عن الحق . فحاول أنت في نفسك ماذا تجده فيها (هذا المحك والمعيار والميزان) لتحرير ما أنت عليه من الوصل والفصل والجمع والفرق.
(لا تغالط نفسك في هذا المقام) القاضي بتحقيق الحق وتمييز الكذب من الصدق (فهو) أي هذا المقام إنما (يشهد) حيث وجودك متعلقة بغرضك (بالبراءة منك) أي براءة الحق منك ، عند تقلبك عنه إلى ما سواه .

219 - ثم شرع، قدس سره ، بعد استدعائك بالحكمة والموعظة الحسنة إلى محل الإنصاف، في بيان ما يستلزم مقام الوصلة والجمعية من النتائج
فقال : (الأكوان تحدث مع الأنفاس) يريد الأكوان الحادثة في عوالم الكم والكيف على أنحاء شتى ، حيث كانت جزئیات لا تنحصر (لا أطالبك بمعرفتها) على ما هي عليه من خير أو شر ونفع وضر.
فإن إلغاء هذه المعرفة ربما لا يقدح في مقامك وحالك ، بل أطالبك بعرفة (معیارك، الحادث الكبار) في النشآت الكلية (الذي تهتز إليه النفوس الساكنة) شغفا وشوقا ، ( وتطيش له القلوب الثابتة) في عرصة الظفر بمشاهدة الحقائق وكشف أسرارها الغامضة ومطالبها العالية بحكم خرق العادة .
(قبل حلول أوانه) أي أوان الحادث الكبار؛ فإن كنت ممن ظفر بنتائج الوصلة والجمعية (فقد أتاك به) أي بالحادث الكبار (النبأ العظيم) المرتفع عنه احتمال نقيض الصدق ، المشتمل على العلم بأحوال المعاد وتفصيلها، وبالملاحم المهولة والوقائع المخيفة المهلكة .
الحادثة في النشأة العاجلة، ونحوها (على لسان الملك الكريم) يريد الإخبار على طريق الوحي المختص بالأنبياء والرسل أي لم يأتك شيء من ذلك ، فإن هذه الأبواب مغلوقة عليك .
( و ) أتاك (من طريق محادثة النديم) يريد الإخبار من طريق الإلهام المخصوص بالأولياء العظام ؛أو من طريق المحادثة والمكافحة بالألسنة الفهوانية.
وفي الحقيقة الأولياء العظام لهم الإشراف على الآفاق والأعماق والأوساط والأطراف بالشهود المستوعب (من غير أن تعرف حركة فلكية ولا قرانات دورية) فإنك إذا عرفت الحوادث من هذا الباب ، إنما تكون من زمرة أرباب الرصد والتعاليم، لا من أهل الوصلة والجمعية . فافهم.
فإن (هذا) الأصل المذكور (معیارك) لتحقيق ما هو المراد (فالزمه) ولا تحيد عنه .
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:51 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "24" تجلي معرفة المراتب .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:50 am

شرح "24" تجلي معرفة المراتب .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 24 على مدونة عبدالله المسافر بالله

24 - تجلي معرفة المراتب 

24 متن نص تجلي معرفة المراتب :-

مشاهدة القلوب اتصالها بالمحبوب اتصال تنزيه لا اتصال تشبيه فكان بلا كون لأنك كنته .
ومشاهدة العيان النظر من غير تقيد بجارحة ولا بنية فالبصر والرؤية صفة اشتراك وإن كان ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
والقلب صفة خاصة لك فتشهده بالبصر من حيث يشهدك فيكون بصره لا بصرك وتشهده بالقلب من حيث لا يشهدك .
فمشهد القلب يبقيك ومشهد البصر يحرقك ويفنيك .

24 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
قوله في الأصل : «مشاهدة القلوب اتصالها بالمحبوب، اتصال تنزيه لا اتصال تشبیه» أي لا كاتصال الأجسام بالمجاورة ولا كاتصال الأعراض بالجواهر.
فاتصال الحق اتصال تنزيه ، لا يسأل عن ذلك الاتصال بكيف كما لا يسأل عنه سبحانه بكيف.
فاتصاله تبارك وتعالى هو نسبة خاصة، وإذا اتصل به فلا يخلو إما أن يكون العبد هو الموصوف بالاتصال بالحق أو الحق المتصل.
فإن كان الحق متصفا بذلك فقد وصف نفسه بالأينية ، وإن كان العبد، كان وصف العبد التنزه عن الأينية .
فاتصال الحق تعالى بالعبد اتصال بظاهره وأبنيته ، واتصال العبد بالحق سبحانه اتصال تنزيه بلطیفته التي لا يجوز عليها الانتقال لكونها لا أينية لها .
ولما قال تعالى : "هو معكم أينما كنتم" [الحديد : 4 ] وقال :
ينزل إلى سماء الدنيا»، فعلمنا أن بهذه الحقيقة التي ينزل بها، یكون معنا سبحانه . فالعارف هو حيث كانت مرتبته ، فهو يعلم تفصيل المراتب ومن هو المتصل فإن كان الحق المتصل نسب إليه الاتصال ابتداء .
وإن كان العبد المتصل ينسب إليه ذلك ابتداء فاتصال الحق بالعبد هو من نسبة الأبنية ونزوله إلى العالم. واتصال العبد هو من حيث التنزيه وعدم الأبنية ويشهد لاتصالك به أدلتك العقلية الشاهدة بالتنزيه. ويشهد لاتصاله سبحانه بك ما شهد به لنفسه من الأدلة السمعية .
ولا يجوز للعبد أن يتأول ما جاء من أخبار السمع لكونها لا تطابق دليله العقلي كأخبار النزول وغيره ، لأنه لو خرج الخطاب عما وضع له لما كان بالخطاب فايدة . وقد علمنا أنه أرسل ليبين للناس ما نزل إليهم، ثم رأينا النبي عليه الصلاة والسلام مع فصاحته وسعة علمه وكشفه ، لم يقل لنا أنه ينزل برحمته .
ومن قال : ينزل برحمته ، فقد حمل الخطاب على الأدلة العقلية ، لأن العرب ما تفهم من النزول إلا النزول الذاتي .
فإن قال قائل : إنه يخلي مكان إذا نزل إلى مكان ، قيل : إنما يلزم هذا الدخل فيمن كانت ذاته جسما ، فحينئذ يحكم عليه بأوصاف الأجسام. 
ثم قال الشيخ ما معناه : لما انتقل جبريل عليه السلام من مرتبته وأفقه إلى صورة دحية الكلبي في مرتبة عالم الخيال ، حكم عليه حاكم الصورة بالانتقال
وقال : وجدت جبريل في الخيال ، والحس صادق فيما شهد به من حيث هو.
أما الدليل العقلي المنصف فإن له مدركا آخر وراء مدرك الحس ، فهو يسلم إلى الحس مرتبته ويصدقه في شهادته ويدرك مدارك أخرى هي من لوازمه العقلية المعنوية من حيث هو. فتفطن ههنا .
ثم إن العرب أطلقت الانتقال على الأجسام وعلى غير الأجسام.
فالانتقال والنزول وجميع الأحكام عند العرب معلوم، تلحق بالذوات على حسب ما هي عليه الذوات .
فإذا اتصل العبد بالحق كان كما قال القائل : "فكان بلا ?ون لأنك كنته".
فاتصال الحق بالعبد ابتداء من غير قصد من العبد ولا توجه هو نزول الحق إلى أينية العبد.
واتصال العبد بالحق هو أن يهب الحق للعبد طلبه ابتداء فيعطيه نسبة الطلب والنسبة إنما تدركها اللطيفة من كونها عاقلة مميزة .
فإذا قامت به نسبة الطلب للحق توجه إليه تعالی توجها مخصوصا عقلية لا حسية. والتوجهات العقلية منزهة عن الأينية فتميزت مراتب الاتصال . والحمد لله رب العالمين .
مزید فائدة في تجلي معرفة المراتب .
قوله : "مشاهدة الأعيان بالنظر من غير تقييد بجارحة ولا بنية ، فالبصر والرؤية صفة اشتراك".
قال الشيخ ما هذا معناه : إن الحق سبحانه لا يتصف برؤية البصر، الكون رؤية القلب إنما تكون عن فكر وروية ، وهو منزه عن ذلك .
فأما نسبة البصر فقد اتصف بها سبحانه ولهذا الأصل علمنا أن للبصر طور وراء طور العقل ، لكون الحق اتصف به ولم يتصف بنسبة العقل .
وكان البصر والرؤية صفة اشتراك لأنه تعالى وصف نفسه بهما.
غير أنه يقال : لم ورد بهما نسبتان محققتان؟
فلهذا جواب ، فمتى شهدته بالبصر من حيث يشهدك فهو يرى نفسه بك ، لا أنت ، وتتصف أنت عند ذلك بالعلم ، فهو بالنسبة التي يرى نفسه بنفسه ، كذلك يرى نفسه بفعله .
وإذا شهدته بقلبك من حيث لا يشهدك ، فهو في هذه الحضرة يتجلى لك من حيث لا يشهدك .
والتجلي الأول شهدته فيه من حيث يشهدك .
فمشهد القلب يبقيك ومشهد البصر يحرقك ويفنيك .
وكذا جاء في «سبحات الوجه» أنه سبحانه لو كشفها لأحرقت ما أدر?ه بصره".


24 - شرح تجلي معرفة المراتب
220 -  لكل شيء نسبة ، صحت معقولية جامعيتها بينه وبين وجوده المظهر له ، والحقایق التابعة له .
فمعقولية هذه النسبة بهذا الوصف تسمى مرتبة .
وهذا التجلي من شأنه أن ينكشف فيه وجه إضافة هذه النسبة المرتبية إلى الحق تعالی بحسبه ، وإلى الخلق بحسبه.
ولذلك قال ، قدس سره :
أما من كانت ذاته ?جهولة فلا يصح الحكم عليها بوصف مقيد معين . والعرب تفهم نسبة النزول مطلقا، فلا تقيده بحكم دون ح?م خصوصي ، فقد تقرر عندها أنه سبحانه ليس كمثله شيء.
فيحصل لها المعنى مطلقا منزها فتحقق زيادة بسط فيه التفاوت الأفهام وتقريب المعاني .

221 - (مشاهدة القلوب اتصالها بالمحبوب، اتصال تنزيه لا اتصال تشبيه) الاتصال، نسبة لا تعمل إلا بين الشيئين .
واتصال التشبيه ?اتصال الجسم بالجسم، أو العرض بالجوهر.
فمقتضی مرتبة الحق ، التنزه عن الأين ، فلا يسأل عن اتصاله ب «?یف» ؛ ومقتضى مرتبة العبد، عدم تنزهه عن ذلك .
فإن اتصل الحق بالعبد ابتداء ، عن رحمة و تعطف ، فاتصاله تعالی به إنما يكون إذن بنسبة الأبنية .
إذ من شأن الحق، بما أفاد لنا الخبر الصدق ، أن يتصف عند تحقق المنازلة بصفات الكون.
ومن هذا المهيع :"وهو معكم أينما كنتم" [الحديد : 4]، و"ينزل ربنا إلى السماء"، و "والله  يستهزئ بهم ويمدهم " [البقرة:15] .
و «آخر وطأة : وطأة الله بوج» ونحوها ولكن هذا إذا كان اتصاله تعالی بظاهر العبد في جهة أينيته .
وأما إذا اتصل تعالى بلطيفته التي لا تقبل الانتقال والأين، فاتصاله تعالی بنسبة تنزيهه لا غير.
وإن اتصل العبد بالحق ابتداء ، فاتصاله به بنسبة التنزيه ، فإنه لا يتصل به تعالى إلا بعد تجرده عن المواد الأينية .
وقد أوما إلى هذا الاتصال، قدس سره ، بإيماء لطيف حيث قال :
(فكان بلا ?ون لأنك كنته) مع أن معنى هذا الإيماء أرفع من معنى الاتصال . فإن العبد على مقتضى هذا الإيماء ، إنما تجرد عن كونه مطلقا. وشرط معنى الاتصال تجرده عن المواد فقط . إلى هنا ما ذكره قدس سره من أحكام مشاهدة القلوب ببصائرها المجلوة.

222 -  (و) أما (مشاهدة العيان) فهي (النظر) بالبصر (من غير تقيد بجارحة) حسية (ولا بنية) مادية إنسانية ، فإن النفس من شأنها إدراك الشيء بالبصر بمجرد ثبوت عينه في غيب العلم، بخرق العادة في طور وراء طور العقل ، كما ذكرنا نزرا من ذلك من قبل .
( فالبصر والرؤية ) به (صفة اشتراك) بين الحق والإنسان ، ولكن إبصاره تعالى على وجه يغاير إبصار الإنسان.
ولذلك قال : (وإن كان ليس كمثله شيء فهو السميع البصير)، ولذلك حصر بعد تنزيهه بـ « لیس كمثله شيء»، صفة السمع والبصر الذي هو محل توهم الاشتراك بتقديم ضمير الفصل على نفسه تعالی قطعا لتوهم الاشتراك.
223 - (و) أما (القلب) في مشاهدته بالبصيرة ، فهو (صفة خاصة لك) فإن رؤيته بالبصيرة، إنما تكون بمخالطة الفكر والروية ؛ وهو تعالی منزه عن ذلك.
فمهما تظفر بمشهد العيان (فتشهده بالبصر) فإنما تشهده ببصرك (من حيث يشهدك ، فيكون بصره لا بصرك ، وتشهده بالقلب من حيث لا يشهدك) ببصره ، فإن مقابلة العينين توجب فنائك وذهابك .
ولذلك قال قدس سره :
(فمشهد القلب يبقيك ومشهد البصر يحرقك ويفنيك) قال صلى الله عليه في سبحات الوجه : «لو كشفها لأحرقت ما أدر?ه بصره».
فافهم ولا تكن كمن لا يمس ولا يفهم.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:53 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "25" تجلي المقابلة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:51 am

شرح "25" تجلي المقابلة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 25 على مدونة عبدالله المسافر بالله

25 متن نص تجلي المقابلة :-

إذا صفت مرآتك وكسرت زجاجة وهمك وخيالك وما بقي لك سوى الحق في كل ما يتجلى لك .
فلا تقابل مرآتك إلا حضرة ذات ذاتك فإنك تربح ولكن إن تلبس عليك الأمر فاقلب وجه مرآتك نحو حضرة الكون واعتبرها في الشخاص .
فإن النفوس تتجلى فيها بما فيها من صور الخواطر فتكلم على ضمائر الخلق ولا تبالي حتى يسلم لك جميع من تكلمت على ضميره ولا تجد منازعاً واثبت عند الاختبار .
فقد يرد الحق على وجهك ابتلاء فإن كنت صادقاً فاثبت وإن وجدت عندك خللاً عند الموافقة فما كسرت زجاجتك ولا تتعدى قدرك وتعمل في التخليص.

25 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل
«قال في أثناء شرحه لهذا التجلي الذي يقول فيه: صفت مرآتك وكسرت زجاجة وهمك وخيالك وما بقي لك سوى الحق في كل ما يتجلى لك ، فلا تقابل بمرآتك إلا حضرة ذات ذاتك» التجلي ، إلى آخره.
فقال ما هذا معناه : صفو المرآة عبارة عن خلو باطنك من الخيال . وللخيال مرتبتان :
أحدهما ترتيب المخيلات بطريق الفكر. وهذه المرتبة حرام على المريدين خاصة ، فإنهم ليسوا من أهل الفكر، وإنما الفكر الإناث الرجال وهم الفلاسفة وأهل الأرصاد.
وأما المرتبة الثانية من الخيال فهو قلعه لصور المحسوسات من خارج.
فإذا صفت النفس عن هاتين المرتبتين ولم ی?ن لها سلطان على الباطن ، يتصف هذا الباطن بالصفاء ويتحقق خلوه ويتأهل لتلقي المعاني المجردة وتتجلی له حقيقة ذاته . 
ولصاحب هذه المرتبة اختبار يختبر به باطنه ، ليرى هل صحت له هذه المرتبة و تحقق بها أم لم تصح له .
فوجه الاختبار أن يقلب وجه مرآته في الأكوان .
فإذا فعل ذلك ارتسمت في مرآته صور الأكوان متعلقاتها وأحكامها فتتجلى له خواطر الخلق وأحوالهم، فيتكلم عليهم بذلك ، فيظهر الأمر حقا كما شاهده فيصح عنده ذلك .
فإن اختبره الحق تعالی وقال له ، فيما كشف من الكون : ليس الأمر كما كشفت . 
فليثبت صاحب هذا المقام وليعلم أن هذا اختبار من الحق له لينظر ثباته . وليبق على قطعه . 
ولينظر أيضا، صاحب هذا المقام ، إلى صور الأكوان هل لها تأثير عنده ، بحيث تفرقه أم لا ، فإن لم يكن لها عنده تأثير ، ولا فرقت محله فهو محقق في المقام. وإن تأثر فما تحقق به . فليشرع في تتمة مقامه .
ومن علامات صاحب هذا المقام أنه إذا وجد عنده شهوة التفاح مثلا ، أو أمرا لا تقتضيه مرتبته ، فهو يعلم أن هذا خاطر لغيره ، قد تجلى في محله ؛ فهو ينتظر صاحب الخاطر.
فمتی رآه ووقعت عينه عليه سكن ذلك المتحرك الذي عنده ، فيعلم أنه صاحب ذلك الخاطر.
وكذلك إن كانت مسألة لا تقتضيها مرتبته، ويجدها قايمة في محله ، متحركة، لا تستتر عنه ، فكذلك حكمها وربما اتفق حضور صاحبها في جماعة فيأخذها، وإن لم يتعين شخصه عند المكاشف.
غير أن المكاشف يرى خاطره قد سكن فيعلم أن المسألة قد أخذها صاحبها . والله يقول الحق».

25 - شرح تجلي المقابلة
224 -  يرید مقابلة ما له صلاحية المرآتية في الإنسان : تارة للحق وحقائقه ، وتارة للخلق وأحكامه .
ولذلك قال : (إذا صفت مرآتك) أي حقيقتك القلبية القائمة من حيثية وسطيتها بإزاء الغيب والشهادة ، المتقلبة تارة إليه وتارة إليها ، والواقفة على النقطة الاعتدالية قارة ، من غير تقلب وميل إليهما ، المنزهة عن النقوش المنطبعة فيها ، من انعكاس الصور الكونية المجتلبة إليها ، مرة من ممر الوهم، ومرة من ممر الخيال فإذا أخذت في تصفيتها عن المنطبعات الوهمية والخيالية التي فيها ، كالنتوء والتشعيرات (وكسرت زجاجة وهمك وخيالك ) وقطعت عنها مداخل الموهومات والمخيلات ، ظهرت الحقية القلبية لك متجوهرة وحدانية الذات .
لا عوج فيها ولا أمتا ( وما بقي لك) حينئذ ما يظهر فيها (سوى الحق) الظاهر (في كل ما يتجلى لك) من المظاهر ( فلا تقابل مرآتك) إذن ( إلا حضرة ذات ذاتك ) أي حضرة ولي أمرها أو حضرة حقيقة حقیقتك .
فإنك حينئذ، (تربح) من حيثية اختصاص قلبك بظهور الحق فيه وانحصاره عليه وتخلصه من رق السوی ؛ مع ما ينتج لك المقام من الأسرار والأحوال اللدنية الإلهية والكونية بزيادات لا تقبل النهاية ، من غير أن يقصد تحصيلها بتعمد.

225 -  (ولكن إن يلتبس عليك الأمر) أي أمر تحققك بالمقام واختبار اختبارك في تقلبك منه إلى الأطوار الكونية .
ثم عودك إليه اختیارا، (فاقلب وجه مرآتك نحو حضرة الكون واعتبرها في الأشخاص) الكونية ومتعلقاتها وأحكامها الباطنة والظاهرة (فإن النفوس) المتعلقة بها لتدبيرها (إنما يتجلى فيها بما فيها) أي بما في النفوس (من صور الخواطر) على تفاوت درجاتها ومقتضياتها.
(فتكلم على ضمائر الخلق) بما انكشف لك فيها (ولا تبال) من العوارض الكونية المشعرة بالابتلاء ولو عظمت ، (حتى يسلم لك جميع من تكلمت على ضميره) فيظهر أمره حقا فيصدقك على ما أنبأت عنه ، فيذعن لك في مرامك منه ، (ولا تجد لك (منازعا) فيما أنت عليه.
فإن أخبرك أحد وباح بالنزاع فيما كشفته ، فقال : ليس الأمر كما زعمت ، (فاثبت عند) ذلك (الاختبار) فإنه في الحقيقة ابتلاء الحق ، لعله بتثبتك يستجلب لك زيادة في القوة والاقتدار. وربما إن يعظم الابتلاء
(فقد رد الحق) ما كشفته حقا (على وجهك ابتلاء) بواسطة أو بغيرها؛ إما عن غنى يشعر بسقوط، وإما عن عناية باطنة ترفعك إلى مكانة تسمح بوجود امتنان (فإن كنت صادقا) فيما زعمت من التحقق بالحق والتصرف بالاختبار، (فاثبت) ولا تحد إلى النزاع.

226 - (وإن وجدت عندك خللا) ينتهي إلى اضطرابك ، (عند الموافقة) المطلوبة منك في اختبارك ، (فما) تحققت بالمقام ولا(?سرت زجاجتك) من حيث أنت واقف مع حظك الموهوم في روم التغالب .
فإذا وجدت نفسك على هذا الحظ الفادح في اقتدارك (فلا تتعد قدرك) والتزم مقتضى حالك (وتعمل) عملا يرفعك إخلاصه إلى محل ينجدك (في التخليص) من ذلك . والله المنجد الموفق.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:54 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح "26" تجلي القسمة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:53 am

شرح "26" تجلي القسمة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 26 على مدونة عبدالله المسافر بالله

26 - شرح تجلي القسمة

26 - متن نص تجلي القسمة :-
ما من خلق إلا وله حالٌ مع الله فمنهم من يعرفه ومنهم من لا يعرفه ، وأما علماء الرسوم فلا يعرفونه أبداً فإن الحروف التي أخذوا عنها علمهم هي التي تحجبهم .
وهي حضرتهم وهم الذين هم على حرف ليس لهم رائحة من نفحات الجود .
فإن مآخذهم من كون الحروف ومعلومهم  كون فهم من الكون إلى الكون مترددون بدايةً ونهاية فكيف لهم بالوصول .
وإن كان لهم أجر الإجتهاد والدرس بالأجر كون أيضاً فما زال من رق الكون ووثاق الحرف .
وأما من كان على بينة من الله تعالى فإنه يكشف له عما أراده فيطمئن ويسكن تحت جري المقادير .
فطاعته له مشهودة ومعاصيه له مشهودة فيعرف متى عصي وكيف عصي ولمن عصي واين عصي وكيف يتوب ويجتبى .
فيبادر لكل ما كشفت مستريحاً بؤية عاقبته متميزاً عن الخلق بهذا الحق .


26 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
«قال الشيخ في أثناء شرحه وفوائده : الرياضة عند المحققين إنما هي لتحسين الأخلاق .
وهي عند الحكماء لصفاء المحل.
وعلى كلا الأمرين فليس هما بفتح ولا ينتجان فتحة أصلا.
والفتح يأتي من عند الله تعالى من عين الحق ومنته .
فلو كان له سبب ينتجه لكان الفتح مكتسبا . وإنما جعل الذكر في التهيؤ عبادة لئلا يروح وقت التهيؤ بغیر عبادة شرعية .
ويتعين على الذاكر حينئذ أن لا يقصد بذكره حضرة مخصوصة أصلا ، بل يترك الحق يختار له من خزائن غیبه ما يقتضيه وجوده وإحسانه ، تعالی .
وأما المتوسمون من العلماء فإنهم يأخذون من الحروف فهم مع المواد الفكرية .
وهذه المقدمة كونية ، فلا تنتج لهم إلا آثارة كونية ، من شأن الفكر أن يقتضيها . واعلم أن جميع ما يتكلم به العارفون إنما هو تشويق يسوقون به همم المريدين إلى نيل أمر ما لا يقبل العبارة عنه.
فـ لسلامة محل المريد يأخذ ذلك بقبول ويتوجه توجها صحيحة ويفتقر إلى الله تعالی بخروجه عن كل سبب سواه . 
فتدر?ه النفحات ، إذ لا منع في الجناب الإلهي أصلا، فكلام العارفين ليس هو عين فتحهم، لأن فتحهم أذواق ومعان مجردة لا تقبل العبارة .
وإنما هم يقربونها بالوصف وضرب الأمثلة .
فمن قنع بذلك الوصف فقد خسر الوصل الذي هو الموصوف.


26 - شرح تجلي القسمة

227 - يريد القسمة الأقدسية الأزلية القاضية بتفاوت الاستعدادات وتفاوت مآخذها من الحظوظ الوجودية وأحوالها التفصيلية .
قال قدس سره : (ما من مخلوق إلا وله حال) حسب اختصاص سره الوجودي بمحتده الأصلي ؛ (مع الله) الذي إليه المرجع والمآب فإذا استشرف ذلك المخلوق بشعوره عليه ، ووفق للاستقامة على طريقة الأمم وتحري غايته في الحق ، عظم له المنال في طلق الجمع والوجود، واستوفی حقوق استعداده من الكمال الموهوب (فمنهم من يعرفه) بالاستشراف النفسي أو المنبهات الخارجية ، أو بوجه من وجوه سبق العناية .
(ومنهم من لا يعرفه) بما في استعداده من الخمدة ، وبما في وجهته التي هو موليها من الخفاء والضيق، وبما في معدات كماله من الوهن، وبما تقطع عنه رابطة سبق العناية فنعوذ بالله من سوء الحال.


228 -  (فأما علماء الرسوم ) المبتهجون بنتائج أفكارهم، المقتنصون زواهر العلم زعما بشرك عناكب تصوراتهم (فلا يعرفونه أبدا فإن الحروف التي عنها أخذوا علومهم هي التي تحجبهم) عن مشاهدة الأنوار القدسية ومطالعة الأسرار الأقدسية ، النابية عن حملها آفاق الحروف ومصادر النطق ؛ (وهي حضرتهم) التي لا محيد لهم عنها ولا مخلص لهم من شركها ما داموا على غرة من طريق الكشف والأخذ من الله بغير واسطة .
وهو المقول عليه :" وعلمناه من لدنا علما" [الكهف/60] .  و«ما اتخذ الله وليا جاهلا ولو اتخذه لعلمه».
(وهم الذين) في مخايل إدراكاتهم الزائغة عن نهج الإصابة ، (على حرف) مقيد وجانب حاصر يثيرهم على التمسك بأنظار عقولهم القاصرة عن درك المطالب العلية ، المصونة عن أعين الثروة .
ويقيمهم على الإضراب عن فحاوی أنباء الرسل ، بتحريف كلمهم عن مواضعها ؛ وباستئثار وجوه ترتضيها قلوبهم الغلف وتطمئن عليها .
(ليس لهم رائحة من نفحات الجود) التي هي حظ مشام المتبتلين إلى مورد الامتنان وليس لخياشيمهم أهلية استنشاقها ولا قوة إيصالها إلى فضاء قلوبهم ومشاعرهم ليتمتعوا بها، فيستشعروا بانحصارهم في ظلمات الأكوان ومضايق الأوهام.
ولذلك لا تسلم نتائج أفكارهم من الدلائل المخترعة لتضييق مقاصدهم عن الشبه المضلة ، بل نقد محصلهم منها، في الحقيقة، ?سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا (فإن مآخذهم من كون الحروف ومعلومهم كون) زائل ، م?تسب من تصوراتهم الكونية.
(فهم) في مدارج التحقيق (من الكون إلى الكون مترددون بداية ونهاية) معتقدون بأن لا غاية وراء مداركهم ، (فكيف لهم بالوصول) إلى غاية هي المنتهى .
وهذه الغاية لا تحصل لهم ولا لغيرهم إلا بالحق لا بهم، وبشرط تجردهم عن الرسوم الوهمية والخيالية التي هم أهلها، لا بها، فلا سبيل لهم إليها إلا بنتائج الأحوال ، لا بدلالة ما انتقد لهم من كثرة القيل والقال .
(وإن كان لهم أجر الاجتهاد والدرس) في طرق الاستدلال والاستنباط ، (فالأجر كون أيضا ؛ فما زال) المجتهد (من رق الكون ووثاق الحرف) أبدا.
وقد جعل قدس سره مواقع إشاراته من لم يخلص من وثاق البحث والنظر إلى مسرح الكشف والشهود ، من أساطين أهل النظر، وهم الذين فازوا بقصب السبق في حلبة رهانهم؛ لا شرذمة قنعوا من طريقهم بأقل القليل ، فاستسمنوا ذا ورم ، ونفخوا في غير ضرم.
فنفوا ما جهلوا وألقوا سمعهم إلى شياطين الإنس ، حيث أوحوا إليهم الأباطيل. فبارزوا بوسوستهم لمحاربة الحق في معاداة أوليائه .
فما بال قوم عميت قلوبهم فركبوا مطية الهوى في قدحهم ضلالا؛ والتحقوا في فرط طيشهم بالأخسرين أعمالا.

229 -  (وأما من كان على بينة من الله تعالی) فلا يعرف شيئا ولا يظهر بحال ولا يتعلق بحكم ، إلا باقتضاء واردات قدسية متجددة له مع تقلبات قلبه بالأنفاس : (فإنه يكشف له عما أراده) تعالی (به) من المقدرات علیه ، خيرا كان أو شرا.
فهو إذ ذاك ممن أطلعه الله على سر القدر،
(فيطمئن ويسكن) على بصيرة من ربه (تحت جري المقادير) التي علم يقينا أن لا محيد له عنها ولا يغيرها شيء إلا بقدر.
(فطاعاته) قبل إتيانه بها (له) في الغيب (مشهودة، ومعاصيه له مشهودة. فيعرف بشهود ماثبت له في لوح القدر (متى يعصي وكيف يعصي ولمن يعصي وأين يعصي. وكيف يتوب ويجتي) من الاجتباء ، وهو الاصطفاء .
(فيبادر لكل ما كشفت مستريحا برؤية عاقبته) عند الله الذي إليه مآبه . (متميزة عن الخلق بهذا الحق) الذي ليس وراءه مرمی لرام .
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقیم.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:55 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح 27 تجلي الانتظار .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:53 am

شرح 27 تجلي الانتظار .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 27 على مدونة عبدالله المسافر بالله

27 - شرح تجلي الإنتظار

27 متن نص تجلي الإنتظار :-

المحقق إذا صرف وجهه نحو الكون لما يراه الحق من الحكمة في ذلك .
فيحكم بأمر لم يصل أوانه لا على الكشف له لكن يشاهد القلب ودليل صدق الخاطر وميز الحركة .
فأولى به انتظار ما حكم به حتى يقع فغنه إن غفل عن هذا الانتظار ربما زهق من حيث لا يشعر .
فإنه في موطن التلبيس فليحذر المحقق من هذا المقام ولا معيار له إلا الإنتظار .
 
27 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
«قال الشيخ في أثناء شرحه لهذا التجلي : إن جملة الأمر فيه هو تحققك بالحق في الخلق ورؤيتك له سبحانه في خلقه ، إذ كان هو المحرك لهم والمسكن. 
والدليل على صدق صاحب هذا المقام أنه لا ينتصر لنفسه أصلا ، فإن انتصر فقد ناقض أصله . والسلام».


27 - شرح تجلي الانتظار
230 - مقتضى هذا التجلي الإشراف النفسي ووقوعه للمحقق بعد رجوعه من شهود محض الجمع إلى الكون.
وفيه يفهم تفاوت الاستعدادات ، في الإشراف النفسي، بعدا وقربة فمن أشرف في البعد الأبعد، فهو أنتم وأوسع استعدادا من أشرف في القرب كمن أشرف على أحوال فطرته عند ميثاق الذر.
وريما أن يقتضي حال المحقق في إشرافه، وقوع الحكم منه على أمر ما قبل تكوينه خلف حجاب الغيب ؛ أو حالة تدرجه في مسافة تنزله ، على تفاوت طولها وقصرها ويكون باعث المحقق على الحكم عليه .
إما شاهد القلب ، أو دليل الخاطر الصدق ، أو تعلق شعوره بتميز حركة المحكوم عليه من الغيب وانفصاله منه للظهور، أو مبشرة صادقة ، أو وجه من وجوه الانتقالات النفسية دون الكشفية .
فشرط إصابته في الحكم عليه على الصحة، بإثبات أو نفي، دوام انتظاره وقوع المحكوم عليه طبق ما حكم به عليه في الخارج.
فإن مقتضی حال المحقق اعتداله روحا ونفسا ومزاجة .
ومقتضی حال اعتداله أن لا يطرأ له إلا خاطر صدق.
ومعیار صحته أن لا ينقطع منه انتظار الوقوع.
فإن ذهل عن ذلك وانقطع الانتظار دل على وجود نزعة التلبيس فيه.
فإن النزعات الشيطانية لا صحة لها، ولا ثبات مع جولتها في الجملة .
وربما أن يجد ذائق في نفسه على قدر إشرافه في هذا المقام وعلى مقتضى هذا التجلي ميلا مجهولا ، مدة طويلة ؛ ولا يعرفه إلى من ، ويحكم فيه على نفسه بمقتضيات الغرام المفرط ، لصورة مخيلة له إلى الذي يجد له ذلك الغرام، في عالم الحس .
فيحكم عليه ، عن وجدان صحيح أنه محبوبه ومن هنا أنشد، قدس سره ، عن وجدانه الصحيح وذوقه.
فقال :
علقت بمن أهواه عشرين حجة       ….. ولم أدر من أهوى ولم أعرف الصبر
ولا نظرت عيني إلى حسن وجهها     …. ولا سمعت أذناي قط لها ذكرا
إلى أن تراءى البرق من جانب الحمى …..      فنعمني يوما وعذبني دهرا

231 -  قال قدس سره : (المحقق إذا صرف وجهه نحو الكون لما يراه الحق من الحكمة) والمصلحة المثمرة وفاء حقوق الاستعدادات وإقامة صورة النظام لتعديل أحوال الكائنات .
(في ذلك إشارة إلى صرف وجهه ، فيحكم بأمر) مشعور به ، (لم يصل أوانه) القاضي بوجود المحكوم عليه في عالم الحس .
(لا على الكشف له) فإن الكشف يعطي يقينا يتضح فيه أن الأمر في غير أوانه لا يتأثر من الحكم عليه بوقوعه ، فلا يحكم.
(لكن) لا يحكم المحقق عليه ، إذا حكم، إلا (بشاهد القلب ودليل صدق الخاطر) وهو خاطر حقاني ، لا يزول بالدفع ولا يرتفع بالنفي .
(وميز الحركة) أي بتميز حركة المحكوم عليه وانفصاله من محل ?مونه عند الحاكم عليه ، بوجه مشعور به (فالأولى به) أي بالمحقق الحاكم، (انتظار ما حكم به حتى يقع) في عالم الحس ؛ (فإنه إن غفل عن هذا الانتظار، ربما زهق) أي بسبب ما ذهب منه ومضى في عدم انتظاره.
(من حيث لا يشعر فإنه في موطن التلبيس) والخاطر الباعث بالحكم، حينئذ، مشوب بالنفثات الشيطانية التي تطرأ فيزول فلا يدوم معه الانتظار .
ولا يستلزم الانتظار وقوع الأمر في الخارج؛ فإن الخاطر الذي يصحبه الانتظار يرتفع بتوجه النفي إليه وينتفي.

232 -  (فليحذر المحقق من هذا المقام) القاضي بوقوع التلبيس ، القادح في تحقيق الفوز بمعرفة أسرار التحقيق .
(ولا معيار له إلا) في تصحيح حال الحكم قبل أوانه ، (الانتظار) ألا ترى أن المحقق المتصرف في مقام يقتضي الفعل بالهمة ، إذا أراد شيئا وقع، تتعلق همته بوقوعه ؛ ولكن لا يستمر بقاء الواقع بالهمة إلا باستمرار تعلقها بذلك.
فالفعل بالهمة، يتطرق عليه الذهول فيزول بخلاف الفعل بالمشيئة ، فإن الذهول لا يتطرق عليه أبدا، فلا يزول مالم يرد بالمشيئة زواله . فافهم.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:55 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 28 تجلي الصدق .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 11:58 am

شرح التجلي 28 تجلي الصدق .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 28 على مدونة عبدالله المسافر بالله

28 – شرح تجلي الصدق

28. متن نص تجلي الصدق :-

من كان سلوكه بالحق ووصوله إلى الحق ورجوعه من الحق بالحق فنظره الحق من كونهم حقاً بالحق .
واستمداده من عرف نيات الحق فلم بخط له حكم فلم يجر على لسانه ولا عليه لسان باطل وكان حقاً في صورة خلق بنطق وعبارة خلق .


28 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
"قال الشيخ ما هذا معناه : من كان سلوكه بالحق حضورا ووصوله إلى الحق عينا مشهودا ورجوعه من الحق بالحق صفاء ونورا .
فنظر الخلق من كونهم حقا بالحق ، فاتصلت النسبة الحقية ، التي ظهرت عينها فيه، بنسبة الحق المستترة في العالم الذي يضاهيه ، اتصال نور بنور.
فاشهد منها عرفانيات الحق بما يعطيه شاهد الحق ، فيحكم على ذلك المحل بما أعطاه شاهده ، فيكون حقا من خلق".


28 – شرح تجلي الصدق
233 -  إذا نسب الشيء إلى الحق بسر التحقق به في غيبته وحضوره ، وباطنه وظاهره ، وفصله ووصله ، وجمعه وفرقه ، وقربه وبعده ، وتنزله و ترقيه ، كان مدار أمره مطلقا على صدق لا يشوبه آثار ضده .
ولذلك قال قدس سره : (من كان سلوكه بالحق) بمعنى أن يكون أول انتباهه بإلقاء برهان لدني ، يدل على اختصاصه من الحق بمزيد هو حظ المحبوب المراد لعينه . فيكون محمولا في سيره على جناح الجذب الموصل إلى الغاية ، مطوية له الأحوال والمقامات مع أحكامها ونتائجها وآثارها، في نقطة آنية، يعطي حكم الفرق والتفصيل مطلقا، في الجمع والأجمال شهودا
(ووصوله إلى الحق) المحض ، بمعنى أن يكون منتهی وصوله في الحق، غاية هي المنتهى . فيصل بوصوله إليها ما بطن وظهر، من حيث اندراجه بنسبة الذاتية في حقيقتها الجامعة .
(ورجوعه من الحق ) إلى الكون ( بالحق ) الظاهر فيه، بتعينه الذاتي وبنسبة الحق المستترة في العالم، ظهورة يضاهيه اتصال نور بنور ولذلك يكون العبد في هذا الرجوع بحسب الحق، فلا تقبل النهاية والغاية ، وجودا وعلما وكمالا .
ويرى أن العين في الأعيان للحق والحكم لها «الأعيان المخلوقة».
فإذا كان شأنه في سلوكه ووصوله ورجوعه هكذا، (فنظره الحق من كونهم حقا بالحق) من حيثية نسبته الذاتية إليهم.
فإنه إذ ذاك واجد أن العين في الكل للحق والحكم لهم (فاستمداده) حينئذ (من عرفانیات الحق) المنتقدة له من الحق بالحق ، لم يخط له فيها نظر ، فلم يخط له فيها (حكم، فلم يجر على لسانه ولا عليه لسان باطل) لإكتنافه تحت أردية الصون، في ولاية اسم لم يسم به أحد، بحق ولا باطل.

334 -  (فكان) هو في هذه المكانة الزلفي ، (حقا) من حيث تعينه الحكمي ، (في صورة خلق) ظاهرة بحيازة تعطي عموم ظاهر الوجود وباطنه (بنطق حق وعبارة خلق) ولكن بنسبة الحق المستتر فيها.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:56 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 29 تجلي التهيؤ .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 12:00 pm

شرح التجلي 29 تجلي التهيؤ .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 29 على مدونة عبدالله المسافر بالله
29 - متن نص تجلي التهيؤ :-
إذا تهيأت القلوب وصفت بأذكارها وانقطعت العلائق بأستارها وتقابلت الحضرتان وسطعت أنوار الحضرة الإلهية من قوله تعالى : " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ " [النور : 35] . 
والتقت بأنوار عبدية القلب وهو ساجد سجدة الأبد الذي لا رفع بعده اندرج نور العبودية في نور الربوبية إن كان فانياً .
فإن كان باقياً اندرج نور الربوبية في نور العبودية فكان له عيناً ومعنىً وروحاً وكان نور العبودية شهادةً ولفظاً وجسماً .
لذلك النور فسرى نور العبودية في باطنه الذي هو نور الربوبية فانتقل في أطوار الغيوب من غيبٍ إلى غيب حتى انتهى إلى غيب الغيوب .
فذلك منتهى القلوب والانتقال ولا يحصى ما يرجع به من لطائف التحف التي تليق بذلك الجناب العالي .


29 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
«قال الشيخ ما هذا معناه : التهيؤ هو الاستعداد . وكل نفس فرد هو استعداد . وذلك شامل لكل واحد ، فمنهم من كان استعداده تاما ، ومنهم من قبل استعداده حقيقة من الحقائق الإلهية .
فالأثر الذي حصل للمستعد هو لسان المستعد لا لسان المفيض ، إذ الفيض لا يتميز .
ثم كل قبول يحصل للمستعد يعطيه استعدادا لأمر آخر زاید . فكان النور قبل النور.
وقولنا : «إذا تهیات القلوب» أي بطريق خاص وهي المعرفة ، إذ كل القلوب متهيئة .
وقولنا : «صفت بأذ?ارها» أي بغير أفكارها ، وقولنا : «انقطعت العلايق باستارها» أي الوقوف معها هو أستارها لا هي في نفسها، وقوله:
"وتقابلت الحضرتان" أي حضرة القابل وحضرة المفيض .
قوله : «وسطعت أنوار الحضرة الإلهية» من قوله : «الله نور السماوات والأرض» أي كلما ظهر وأظهر الأشياء فأنا هو لا غيري ، فلا يحجبنك غيري عني بوجه من الوجوه .
وقوله : "نور السماوات والأرض" أي إني من حيث أنا لا أتقيد ولا أنضاف ، وإنما ذلك بالنسبة إليك .
وكأنه سبحانه يقول : كل العالم مظاهري بأمر ما، فذلك الأمر هو الذي يقبل التنزيه ؛ وهذه المناظر هي التي قامت بها العبادات .
فظهر سبحانه في المظاهر وبطن سبحانه إذ كان ولا مظاهر.
فالتنزيه له تعالى عن تقييده بها وعن إدراكها له من كونه عينها ، فهو العزيز.
ولهذا قلنا في بعض قولنا: "فهو المسمع السميع".
وقلنا: «فيا ليت شعري من يكون مكلفة».
وقوله : «والتقت بأنوار عبودية القلب وهو ساجد سجدة الأبد». فأنوار عبودية القلب هو ما حصل من الفيض الذي قبلت به القلوب أعيان وجودها.   وكلما تقبله القلوب إنما تقبله بذلك الفيض.
ولما كانت الأعيان موجودة له سبحانه لا لها ، لذلك قبلت منه وجودها . فلما أشرقت على الممكن أنواره نفر إمكانه وثبت وجوده .
فلذلك قال : "الله نور السماوات والأرض" أي منفر إمكانها ومثبت وجودها. 
ثم لما ظهرت الممكنات بإظهار الله تعالى لها وصار مظهرا لها وتحقق ذلك تحقيقا لا يمكن الممكن أن يزيل هذه الحقيقة أبدا، فبقي متواضعا لكبرياء الله تعالى خاشعا له . وهذه سجدة الأبد، وهي عبارة عن معرفة العبد بحقيقته .
وإذا عرفت هذا عرفت كيف يأمر نفسه بنفسه ويرى نفسه بنفسه ويسمع نفسه بنفسه.
ومن هنا يعلم حقيقة قوله :"كنت سمعه وبصره" الحديث .
ولما لاح من هذا المشهد لبعض الضعفاء لايح ما قال : «أنا الحق». فسكر وصاح، ولم يتحقق لغيبته عن حقيقته .
وقوله : « اندرج نور العبودية ...» إلى آخر الفصل، قال في شرح ذلك ما هذا معناه ، وجملته :
أنه إذا اندرج نور الحق في العبد فني العبد ، وإن اندرج نور العبد في الحق ظهر العبد بالحق . "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" . 
وكل مندرج ساري فهو غيب للمندرج فيه .
ثم قال : «إلى أن يصل إلى غیب الغيوب» وهو الغيب المحقق الذي لا يصح شهوده ولا يكون مضافا إلى مظهر ما، وهي الذات الحقيقية . "فتحقق ترشد". الحديث .
ولما لاح من هذا المشهد لبعض الضعفاء لايح ما قال : «أنا الحق». فسكر وصاح، ولم يتحقق لغيبته عن حقيقته .
وقوله : «اندرج نور العبودية ..» إلى آخر الفصل، قال في شرح ذلك ما هذا معناه.
وجملته : أنه إذا اندرج نور الحق في العبد فني العبد ، وإن اندرج نور العبد في الحق ظهر العبد بالحق ، "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله" وكل مندرج سار فهو غيب للمندرج فيه .

ثم قال : «إلى أن يصل إلى غیب الغيوب» وهو الغيب المحقق الذي لا يصح شهوده ولا يكون مضافا إلى مظهر ما، وهي الذات الحقيقية . "فتحقق ترشد".

29 - شرح تجلي التهيؤ
235 -  يريد تهيؤ قلب الإنسان المفطور على صلاحية قبول تجلي أحدية الجمع . والتهيؤ استعداد يحصل له حالة توسطه اعتدالا؛ وذلك بوقوعه في حيز تمانع الأسماء الحاكمة عليه، بحكم المغالبة ؛ فإن كلا منها يطلب محل ولايته .
فالقلب إذا خرج من رق تقيده بها ، إلى سراح انطلاقه بالكلية يصير في غاية الصحو، مختارة في تقيده وإطلاقه لا مجبورا .
وهذا الاستعداد تام ولكنه في تمامه كلما قبل فيضة وتجلية زاد توسعة إلى أن ينتهي في الأتمية .
ولا نهاية له في الأتمية . والاستعداد الذي هو دون هذا الاستعداد ، متفاوت في السعة والضيق .
فإنه إذا تقيد بفيض كما أومأت إليه اتسع بحسبه ؛ وإذا تقيد بالآخر، ازداد توسعة. فإن حلول كل فيض في القلب ، ينتج استعدادا لقبول فيض آخر.  
فقوله قدس سره :

236 - (إذا تهيأت القلوب) فتنقلب في الأحوال اختيارا بوقوعها في حيز التمانع، وتحققها بإطلاق حكمه ، بالنسبة إلى كل ما بطن وظهر من الشؤون الإلهية والإمكانية على السواء .
أو تنقلب في الأحوال اضطرارا بطریق تتقيد بكل ما ورد عليه من التجليات الإلهية جلالا وجمالا، قبضة وبسطا، ظاهرا وباطنا، هداية وضلالا .
فإذا تهيأت القلوب بإحدى الجهتين (وصفت) جوهریتها (بأذ?ارها) المتفاوتة حسب تفاوت ألسنة الاستعدادات .
فذكر الاستعداد الأتم ذكر المذكور؛ وهو دوام حضوره مع نفسه في الاستعداد الأتم ، وبحسب حكمه ولسانه في هذا المقام :
وذ?ره ذ?ری و ذ?ری ذكره     …… وكلا الذكرين ذكر واحد
وصفاء القلب ، جلاؤه عن النقوش المنطبعة فيه عند حضوره مع المذكور؛ فإنه إذا حضر معه سها عن غيره وذلك عين جلائه .
(وانقطعت العلائق بأستارها) حيث لا يدع القلب حضور المذكور معه أن يقف مع الأغيار تعلقا و تلبسا بها.

237 - (وتقابلت الحضرتان) بكمال المحاذاة بينهما ؛ فإن حضرة أحدية الجمع الإلهي لا يحاذيها ولا يسعها إلا حضرة أحدية الجمع الإمكاني القلبي الإنساني .
فإن كل تجل يظهر من الحضرة الإلهية ، له محل يحاذيه فيقبله في الحضرة الجامعة الإنسانية .
فالمحاذاة بين هاتين الحضرتين أتم المحاذاة (وسطعت أنوار الحضرة الإلهية) هذه زيادة في توضيح كمال المحاذاة بين الحضرتين ، (من قوله تعالى: "الله نور السموات والأرض ") [النور :35] .
فإن ما عم السماوات والأرض منه تعالی مجموع في القلب المحاذي لعموم الإلهية محاذاة الظاهر للباطن ، أو المظهر للظاهر فيه.
والعالم من حيث كونه ظاهرة بهذا النور، لا يحجب القلب الموصوف بالمحاذاة عن الحضرة المحاذية له، فإنه من هذه الحيثية نور، والنور يظهر ولا يخفى ، اللهم إلا إذا اشتد ظهوره ، فإنه يحجب الإدراك حينئذ.
وعلامة هذا الحجب أن ينقلب اليقين ظنونا ، كما قيل:
الأنوار المنصبغة في مرآة القلب بصبغ العبودية ينعكس أيضا في مرايا الأنوار الساطعة ، فيظهر ع?س العكس فيها بحكم الأصل؛ فينطبق عليه كمال الانطباق . هذا معنى الالتقاء ، وبقي أن يكون أحد المتلاقيين ظاهرا والآخر باطنا، أو متساويين في الحكم.
(وهو ساجد سجدة الأبد الذي لا رفع بعده ) هذه السجدة دليل العبودية الخالصة فإن القلب إذا تمخضت عبوديته سجد على مقتضاها ، فلم يعد عن سجدته إلى الأبد . وهذه النكتة مأخوذة من كلام العارف العباداني للعارف التستري ، حين سأل منه : لم يسجد القلب ؟
فقال : للأبد (اندرج نور العبودية في نور الربوبية) حالة الالتقاء والانطباق ، (إن كان) العبد (فانيا) في الله ، (فإن كان باقيا) ببقاء الحق، بعد فنائه فيه .
(اندرج نور الربوبية في نور العبودية فكان) نور الربوبية (له) أي لنور العبودية (عينا ومعنی وروحا وكان نور العبودية شهادة ولفظا وجسما لذلك النور، فسری نور العبودية في باطنه الذي هو نور الربوبية ، فانتقل في أطوار الغيب من غيب إلى غيب حتى انتهى إلى غيب الغيوب) وهو الغيب المحقق الذي لا يصح شهوده ولا يضاف إلى مظهر أبدا.

238 - (فذلك هو منتهى القلوب) ومحل انطواء هوياتها (والانتقال) فإن المنقال منه ما يدخل في دائرة الإيضاح والبيان القاضي بتفصيل الهويات المنطوية فيه ؛ وأحديته لا تقبل التفصيل فإن التميز المعتبر في التفصيل مستهلك الحكم والأثر فيها.
فإذا قلت عن شيء فيها فما قلت إلا عن غيره، فإن كل شيء في تلك الحضرة كل شيء.
وقد أشار قدس سره إلى هذه الإحاطة والاشتمال بقوله :
كنا حروفا عاليات لم نقل      ….. متعلقات في ذرى أعلى القلل
أنا أنت فيه وأنت نحن ونحن هو …..    فالكل في هو هو فسل عمن وصل
(ولا يحصى ما يرجع به) الواصل من هذا المنتهى (من لطائف التحف التي تليق بذلك الجناب العالي) من غوامض الأسرار التي يحرم ?شف أكثرها .
والله يقول الحق ويهدي السبيل

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:57 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: شرح التجلي 30 تجلي الهمم .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين   كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 12:01 pm

شرح التجلي 30 تجلي الهمم .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 30 على مدونة عبدالله المسافر بالله

30 - شرح تجلي الهمم

30 - متن نص تجلي الهمم :-

جمع الهمم على الهم الواحد حتى يفنى في الواحد بالواحد ، فيبقى الواحد يشهد الواحد ذلك من أحوال الرجال عبيداً لاختصاص فيشرح لهم الصدور عما أخفي لهم فيها من قرة أعين .
ويسبحون في أفلاك الأقدار شموساً إن كانوا بالحق ، وبدوراً إن كانوا بالعين ، ونجوماً إن كانوا بالعلم فيعرفون ما يجري به الليل والنهار إلى يوم الشق والإنفطار .
فيكون من كان شمساً ويخسف من كان بدراً أو ينطمس من كان نجماً فلا يبقى إلا نور الأنوار الحق وهو نور الوحدانية الذي لا يبقى لتجليه نور فيفيض على ذاته من ذاته نورٌ في نور .

30 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل: 
«قال الشيخ : تقييد هذا التجلي بالهمم أي على قدر طلبه وتوجهه . وهاهنا يدخل المكر الإلهي . 
ولهذا جعل المحققون الهمم كلها همة واحدة ، فلم ينكروا تجلي الحق في كل همة فيكونوا إذن مع الحق لا مع مظاهر الحق. 
فإن وجد من صاحب هذا المقام إنكار فإنه يسمى إنكار الشرع ، فهو ينكر في موضع أمر فيه بالإنكار ويسلم في موضع أمر فيه بالتسليم . 
ثم قال الشيخ: حتى يفنى الواحد بالواحد فبقي الواحد يشهد الواحد. 
فذهب بعضهم إلى أن تجلي الأحدية لا يصح، لكون الأحدية لا يقبل الثاني . 
ولهم فيه منزع معلوم صحيح. 
وهو قولهم : إن العبد يفنى ولا يتجلى الحق إلا لنفسه بنفسه . وقد صح أن الأحدية لا يتجلى فيها لغيره . 
ونحن ذهبنا إلى أن القابل إنما هو نور الحق ،  فقبلنا تجلي الحق بالحق . 
فهكذا هو قبول الأحدية ،قبل الواحد تجلي الواحد. فما للعبد هاهنا أثر ليقوم الشريك. 
وقول القائل إن تجلي الأحدية لا يصح فيه التجلي يشهد أن للأحدية تجليا ، لأن تجليها أعطى أن يحكم لها بهذا الحكم. 
وقول الشيخ : ويسبحون في أفلاك الأقدار شموسا إن كانوا بالحق، وبدورا إن كانوا بالعين ، و نجوما إن كانوا بالعلم. إلى قوله : فيتكور من ?ان شمسا.
قال : ثم قوم لهم العلم وهو علم الدليل ، وهم النجوم . 
وثم قوم لهم مشاهدة ما علموا فلهم العين ، فهم الأقمار . 
وثم قوم لهم الحق ، متحققون به فهم الشمس التي هي أعلى المظاهر وهي تمد البدر والنجوم. 
فيوم الانفطار، تكور الشمس التي قبلت به لزوال الأعيان . 
وينخسف القمر والنجوم ، فلا يبقى إلا نور الحق وهو النور الواحد.

30 - شرح تجلي الهمم
239 -  أضيف التجلي إلى الهمم، فإنه إنما يكون بحسب توجهها وطلبها . ولذلك تختلف التجليات حسب اختلاف الهمم.
فيدخل فيها الإنكار عاجلا وآجلا حتى ينتهي الأمر إلى أن ينقال : "حاشا ربنا" إذ تجلى في غير صورة المعتقد لهم.
فالمحقق (جمع الهمم) المختلفة المتباينة (على الهم الواحد) جمع النفوس المبثوثة رجالا ونساء، في نفس هي الأصل الشامل على الجميع؛ وجمع الوجودات المختلفة التعينات على عين هي محتد وجود كل شيء ، اعتناء في رفع الاختلاف والتباین عنها .
فزال عنه الإنكار مطلقا، حيث عرف شهودا أن الحق حق في كل همة .
فهو في شهود الهمم، مع الحق لا مع مظاهره .
فهو إذن لا ينكر شيئا؛ وإن أنكر فيسمى ذلك إنكار الشرع.  فإنه حينئذ ينكر ما أمر فيه بالإنكار.
ولما كان شأن المحقق أن يفنی بسر حاله ومقامه وشهوده المطلق الوحداني، جميع الاختلافات التعيينية في تعين واحد، هو الأصل الشامل والقابلية المحيطة .
قال قدس سره : (حتى تفني) أي الهمم (في) الهم (الواحد بالواحد) الذي هو حق في كل همة ، (فيبقى الواحد) الذي هو الحق في سائر الهمم، (يشهد الواحد) أي نفسه بنفسه في نفسه ، وليس للعبد في هذا الشهود عين ؛ فإن قبلة هذا الشهود التجلي الأحدي ، ولا يصح التجلي في هذه الحضرة للغير، إذ لا غير معها، فإنها حضرة لا تقبل الثاني.
(ذلك) أي الجمع والإفناء ، على الوجه المذكور ( من أحوال الرجال ) المتمكنين في شهود واحد العين ، في ملابس التلوين ، من غير مزاحمة (عبيد الاختصاص ) حيث لا قبلة لهم إلا الحق الجامع ، بوحدة عينه التي هي باطن الكثرة ، شملها . وهم المقصودون بذواتهم.

240 - (فيشرح) على بناء المفعول (هم الصدور عما أخفي لهم فيها) أي في الصدور (من قرة أعين) فإن الصدور إذا انشرحت بورود التجليات الذاتية الأحدية عليها اتصلت أنوارها بسائر المشاعر ونفدت فيها .
فعمل كل مشعر منها بواحد العين عمل المجموع من أخواته فالأبصار التي هي محل الرؤية والمشاهدة ، ترى بواحد العين كل عين ، فيه كل شيء.
وربما أن يكون ما أخفي لهم فيها ، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فإذا ظهر شيء مما خفي في هذه الصدور، كان قرة العيون المتعلقة به .
(و) هم عند تحققهم بهذا المقام المطلق الوحداني (يسبحون في أفلاك الأقدار) حسب اختصاصهم بهذا التجلي ، (شموسا إن كانوا بالحق) أي في مرتبة حق اليقين ، القاضي بشهود واحد العين مع الأسرار والأحكام اللازمة له في كل عين ، كما هي.
(و بدورا) ?وامل (إن كانوا بالعين) أي في مرتبة عين اليقين القاضي بمعاينته، من حيثية تلبسه بصور المظاهر الروحانية والمثالية والحسية ؛ (و نجوما إن كانوا بالعلم) أي في مرتبة علم اليقين القاضي بظهورهم بعلم الدلائل .

241 - (فيعرفون) من هذه الحيثيات الثلاث (ما يجري به الليل والنهار إلى يوم الشق والانفطار) حيث عرفوا حقيقة الإنسان ، وأسرارها اللازمة لها ، باطنا وظاهرا ، في كل مرتبة وموضع ، ومع كل لطيفة وكثيفة ، ومعني وصورة .
فإن حقيقة الإنسان ، قسطاس التحرير، ولسان ميزان التقدير والتدبير، فحيث مال وكيف مال يمينا ويسارا،علوا وسفلا ، ينتج من میله التدبير على الوزن والتحرير إما بالأمر أو بالخاصية.
فهذا الإنسان إذا استوى واعتدل وقام على النقطة السوائية ونظر إلى مركز الكون أفاد من حيث إنه روح شبحه وحياة صورته ، روحا انبعثت به صور الأفلاك للحركة على نقطة المركز.
فبه دارت أفلاك الكون، وبه جرت المقادير في الليل والنهار.
ومن هنا قال قدس سره «الحمد لله الذي جعل الإنسان الكامل معلم الملك؛ وأدار سبحانه وتعالى تشريفا وتنويها بأنفاسه الفلك».
ولذلك إذا مال الإنسان جمعا، بانتقاله إلى النشأة الآجلة ، ارتفع نظام العاجل ، فانشقت السماء وانفطرت؛ وكورت الشمس ؛ وطمست النجوم ؛ وتبدل الأرض غير الأرض . وكانت الحياة والظهور والأشهاد والنور العالم مال إليه.

242 -  فإذا طلع فجر انقلاب الظاهر باطنا، وانطواء الباطن في الحق المطلق طوى بساط الأعيان والصور (فيتكور من كان شمسا، ويخسف من كان بدرا، وينطمس من كان نجما) في نور يضرب إلى السواد في شدة ظهوره.
(فلا يبقى نور إلا نور الحق، وهو نور الوحدانية الذي لا يبقى لتجليه نور) فإن النور إذا انتهى ظهوره إلى غاية حد الاشتداد انقلب باطنا، يضرب إلى السواد ، كالليل البهيم. فهو إذ ذاك الغيب الأحمر والسواد الأعظم.
(فيفيض على ذاته من ذاته نوره في نوره) إذ لا ينسب هذا النور، من هذه الحيثية إلى مظهر أصلا. فافهم.
فإن هذا المدرك في سابغ ثوب الكمال كالطراز المعلم.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التجليات الإلهية من 21 - 30 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التجليات الإلهية من 11 - 20 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 01 - 10 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات و شرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 31 - 40 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 41 - 50 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
» كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: