حكاية أخوين أحدهما أجرد والآخر أمرد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية أخوين أحدهما أجرد والآخر أمرد على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية أخوين أحدهما أجرد والآخر أمرد المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
حكاية أخوين أحدهما أجرد والآخر أمرد ،
ناما في منزل للغراب ذات ليلة ، وكدس الأمرد طوب اللبن على مقعده ،
لكن رجلًا دب عليه ، وحمل من فوقه تلك اللبنات بالحيلة والخفة ،
فاستيقظ الولد وتشاجر ، وقال : أين تلك اللبنات ؟! وإلى أين حملتها ؟!
ولماذا أخذتها ؟! فقال له : وأنت لماذا وضعت هذه اللبنات ؟! إلى آخره . . .
- حضر أمرد وأجرد حفلا ، وكان هناك جمع في ذلك المكان .
- وانشغل هؤلاء القوم المختارون ، حتى انقضى النهار وذهب من الليل ثلثاه .
- فلم يذهبا عن منزل الغراب ذاك ، وناما في ذلك المكان ، خوفا من العسس .
3860 - كان للأجرد على ذقنه شعيرات أربعة ، لكن وجهه كان كالبدر .
- لكن الولد الأمرد كان قبيح الوجه ، فوضع خلف مقعده عشرين لبنة .
- فدب عليه لوطى بليل في الزحام ، ونقل اللبنات ذلك الذي تمكلته الشهوة .
- وعندما مد عليه يده ، قفز من مكانه . . . وقال . . . هه ، من أنت يا عابد الكلب ؟ !
- فقال له : كيف جمعت هذه اللبنات الثلاثين ؟ ! فأجاب : وكيف أخذتها إذن تلك اللبنات الثلاثين ؟ ! « 1 » .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 395 :
- وقال أيها الدب الجهنمي التافه ، يا أيها الأبله فاقد الخاصية كالرمل .
« 325 »
3865 - إنني ولد مريض ومن ضعفي ، وضعتها احتياطاً ، ومن أجل أن أستند إليها .
- فقال : إذا كنت تتقى المرض ، لماذا لم تذهب إلى دار الشفاء ؟ !
- أو إلى منزل طبيب مشفق ، حتى يشفيك من سقامك هذا .
- فقال : من أين أعلم إذن . . . أنني حينما أذهب أصير ممتحنا ؟ !
- وأن زنديقا نجسا مثلك ، سوف يطل برأسه أمامى كالوحش ؟ !
3870 - والتكية التي هي أفضل مكان ، لم أر الأمان فيها لحظة واحدة .
- فإن شرذمة من أكلة الجرجير ، يلتفتون إلىّ ، عيونهم مليئة بالشهوة ، وأيديهم تحك خصيهم ! !
- والشريف منهم يسترق النظر إلى ، وهو يحك في ذكره « 1 » .
- فإذا كانت الخانقاه على هذا الحال ، فكيف يكون السوق العام ، قطيع من الحمر ، ومجمع للأجلاف .
- فأين الحمار من الشرف والتقوى ، وأي معرفة للحمار بالخشية والخوف والرجاء ؟ !
3875 - وعندما يكون عقل يكون باحثاً عن الأمن والعدل ، سواء على الرجل أو على المرأة ، لكن أين العقل ؟ !
- وإذا هربت ومضيت صوب النساء ، فإنني أسقط في الفتنة كيوسف عليه السلام ! !
..............................................................
( 1 ) ج : 14 : 395 :
- إن صديقنا الشريف ليس له إلا النظر ، لكن الدين على خطر شديد من هذا النظر .
« 326 »
- لقد لقى يوسف عليه السّلام من المرأة السجن والعذاب ، أما أنا فسوف أوزع على خمسين مشنقة .
- فإن أولئك النسوة من جهلهن يتجمعن على ، أما أولياؤهن فيهمون بقتلى ! !
- فلا حيلة لدى سواء من الرجال أو من النساء ، وماذا أفعل ولست من هؤلاء أو أولئك ؟ !
3880 - ثم نظر ذلك الولد إلى الأجرد وقال : لقد نجا من الحزن بشعرتين .
- إنه فارغ من اللبنات وسخرة اللبنات ، ومن ابن زنا قبيح عملاق مثلك .
- أن ثلاث أو أربع شعرات على الذقن كنموذج ، أفضل من ثلاثين لبنة حول المقعد .
- وذرة من ظل العناية ، أفضل من آلاف الجهود من عابد للطاعة .
- ذلك أن الشيطان يقتلع لبنات الطاعة ، وإن كان هناك مائتا لبنة يجد طريقا « 1 » .
3885 - واللبن وإن كان كثيرا فهو من وضعك أنت ، وتلك الشعرتان أو الشعرات الثلاثة من عطاء تلك الجهة .
- والحقيقة أن كل شعرة منها بمثابة الجبل ، فإن صك الأمان هذا عطاءٌ ملكي ! !
- إنك إن وضعت مائة قفل على باب ، يقوم ظالم باقتلاعها جميعاً .
- ولو وضع شرطي ختما من الشمع ، فإن قلوب الأبطال تهلع منه .
- إن هذين الخيطين أو الخيوط الثلاثة من العناية صارت سدا كالجبل ، مثل بهاء السيماء في الوجوه .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 396 :
- فإنه لا يجرؤ على عنايته ، حتى يجعل لنفسه نصيبا منها .
« 327 »
3890 - فلا تترك اللبنات يا حسن الخلقة ، لكن لا تنم آمنا أيضا من الشيطان القبيح .
- وامض ، واحصل على شعرتين من ذلك الكرم ، وحينذاك فنم آمنا ولا تهتم .
- فنوم العالم أفضل من العبادة ، لكن ذلك العلم الذي يكون موقظاً ! !
- وذلك السكون للسباح في عومه ، أفضل من جهد الجاهل بيده وقدمه « 1 » .
- لقد جاء الجاهل بيده وقدمه وغرق ، بينما يمضى السباح ساكنا كالعمد .
3895 - والعلم بحر بلا حد ولا شاطىء ، وطالب العلم غواص في البحار .
- وإذا كان عمره آلاف السنين ، فإنه لا يشبع من البحث والتحقيق .
- فإن رسول الحق قال في بيانه إنهما منهومان لا يشبعان .
في تفسير هذا الخبر عن المصطفى صلى اللَّه عليه وسلّم إذ قال :
منهومان لا يشبعان طالب الدنيا وطالب العلم ، وأن هذا العلم ينبغي
أن يكون غير علم الدنيا حتى يكونا قسمين ، لأن علم الدنيا دنيا . . .
وإذا كان هو المقصود لكان الأمر تكرارا طالب الدنيا وطالب الدنيا ولما كان تقسيما . . .
مع بيانه
- " طالب الدنيا وتوفيراتها ، طالب العلم وتدبيراته " « 2 » .
- إذن فإنك عندما تمعن النظر في هذا التقسيم ، فإن هذا العلم يكون غير الدنيا ، أيها الأب .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 396 :
- إن السباح في الماء ساكن اليد والقدم ، يمضى أفضل من الجاهل الذي يتخبط .
( 2 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن .
« 328 »
3900 - وماذا يكون غير الدنيا ؟ ! إنها الآخرة ، التي تقتلعك من هنا وتصير مرشدا لك « 1 » .
تباحث هؤلاء الأمراء الثلاثة في تدبير تلك الواقعة
- التفت هؤلاء الثلاثة المفتنون إلى بعضهم ، فهم الثلاثة في تعب واحد وألم واحد وحزن واحد ! !
- وثلاثتهم يفكرون في شئ واحد ، ويشاركون في شهوة واحدة ، وثلاثتهم مرضى من علة واحدة وألم واحد .
- وفي الصمت يكون خاطر الثلاثة واحداً ، وعند الكلام حجة الثلاثة واحدة .
3905 - فحينا يكونون جميعا ذارفين للدمع ، نازفين للدم ، على مائدة المصيبة .
- وحينا يكون هؤلاء الثلاثة من تأثير نار القلب منتفسين بحرقة كأنهم المجمر .
مقال الأخ الأكبر
- قال ذلك الأخ الأكبر : يا إخوان الخير ، ألم نكن شجعان في نصح الغير ؟ ! !
- وكل من كان يشكو إلينا من الحشم ، من البلاء والفقر والخوف والزلزلة .
- كنا نقول له : قلل من التفجع عند الحرج ، واصبر فالصبر مفتاح الفرج .
- فماذا حدث لمفتاح الصبر الأن ، وواعجبا هل نسخ هذا القانون ؟ ! وماذا حدث ؟ !
3910 - ألم نكن نقول في الملمات : اضحكوا سعداء في النار كأنكم الذهب .
- ألم نقل للجيش إبان إحتدام المعركة ، انتبهوا لا تشحبن وجوهكم ؟ !
- وفي ذلك الزمان الذي كانت فيه الجياد تطأ الرؤوس المقطوعة تحت أقدامها ؛
..............................................................
( 1 ) ج : 14 : 389 :
- وغير الدنيا تكون الأخرة يقينا ، تحملك من هذا المكان إلى هناك أيها الأمين .
« 329 »
- كنا نشجع جندنا قائلين ، هيا . . . هيا . . . تقدموا قاهرين كالسنان ! !
- لقد أبدى العالم كله بالصبر ، ذلك أن الصبر هو مصباح الصدر ونوره .
3915 - وحل دورنا ، فلماذا دارت رؤوسنا ؟ ! ولبسنا الطراحات كالنساء القبيحات .
- ويا أيها القلب الذي قمت بتشجيع الجميع ، شجع نفسك واخجل من نفسك .
- ويا أيها اللسان الذي كنت ناصحاً للجميع ، جاءت نوبتك ، فلماذا صمتت ؟ !
- ويا أيها العقل ، أين نصائحك الحلوة ، الدور دورك الأن فأين صارت تنبيهاتك ؟ !
- ويا من شفيت القلوب من مائة اضطراب ، لقد حل دورك فحرك لحيتك ! !
3920 - فإذا كنت لا تحرك اللحية الأن من أبنتك ، فقد كنت تسخر قبل الآن من لحيتك .
- فأنت في وقت نصح الأخرين عالي الصوت ، وفي غم حاق بك صارخ كالنسوة .
- وكيف كنت دواء لألام الآخرين ، ثم حل بك الألم ضيفا فصمتت ؟ !
- كان الصياح بالمعسكر لحنا لك ، هيا صح فما الذي حبس صوتك ؟ !
- إن ما نسجته خمسين سنة بلبك ، أليس من نسيجك هذا فقطان حرب ؟ إلبسه . .
3925 - كانت آذان الأصدقاء سعيدة من صوتك ، فأخرج يدك الأن ، واسحب أذنك .
- كنت رأسا دائماً ، فلا تجعل نفسك ذيلا ، ولا تفقد يدك وقدمك ولحيتك وشاربك ! !
« 330 »
- إن اللعبة هي لك الآن على وجه البساط ، فكن على طبيعتك ونشط نفسك « 1 » .
ذكر ذلك الملك الذي أتى بذلك العالم إلى مجلسة بالإكراه وأجلسه ،
وعرض الساقي الشراب على العالم ووضع الكأس أمامه فاعرض بوجهه
وبدأ في العبوس والحدة ، فقال الملك للساقي : هيا . . .
أجعله على طبيعته فضربه الساقي بضع لكمات
على رأسه وجرعه الشراب . . . إلى آخره
- كان أحد الملوك ثملا في مجلسه ، وكان يمر على بابه أحد الفقهاء .
- فأمر بأن يجروه إلى المجلس ، وأن يسقوه ، من الشراب الياقوتى .
3930 - فجروه إلى الملك بالرغم منه ، فجلس في المجلس عبوسا كأنه السم والأفعى .
- وعرضوا عليه الخمر فأبى بغضب ، وأشاح بعينه عن الملك وعن الساقي .
- وقال : إنني لم أتناول الشراب طوال عمرى ، وأفضل عندي مساغاً من الشراب السم الزعاف .
- هيا . . . أعطونى سما بدلا من الخمر حتى تخلصونى من نفسي وتخلصوا أنفسكم منى . . .
- وبدأ في العربدة دون أن يشرب خمرا ، فصار ثقيلًا في المجلس كالموت والألم .
3935 - مثل أهل النفس وأهل الجسد ، جالسوا أصحاب القلوب في الدنيا .
- والحق لا يخفى خاصته ، فهم لا يشربون إلا من خمر الأحرار .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 399 :
- واستمع إلى هذه الحكاية أيها العاقل ، حتى تعلم سنداً في هذا المعنى .
« 331 »
- إنهم يعرضون الكأس على المحجوب ، ولا يجد الحس منها غير الكلام .
- فيعرض عن إرشادهم ، إذ لا يرى عطيتهم بالبصيرة .
- ولو كان هناك طريق من أذنه حتى حلقه ، لدخل سر نصحهم في باطنه .
3940 - ولأنه كله نار ، ليست روحه نوراً ، ومن الذي يلقى في النار المحرقة إلا القشور ؟
- لقد بقي اللب خارجا وتشرب قشر الكلام ، ومتى تصير المعدة من القشر شبعى نشطة ؟ !
- وليس من حطب لنار جهنم إلا القشر ، وليس للنار عمل قط مع اللب .
- وإذا كان لنار ما لهيب على لب ، فاعلم أن هذا من أجل الإنضاج لا من أجل الإحراق .
- وما دام الحق الحكيم موجوداً ، فاعلم أن هذه القاعدة مستمرة ، فيما مضى وفيما لم يأت بعد .
3945 - فالألباب الذكية والقشور كلها مغفور لها منه ، فكيف يحرق اللب إذن ؟ ! تعالى عن ذلك .
- فإذا كان يدقه على رأسه من العناية ، فذلك من أجل أن يشتهى الشراب الأحمر .
- وإن لم يدقه ، لبقى مغلق الفم " محروماً " كالفقيه ، من شراب هؤلاء الملوك ومن مجلسهم .
- قال الملك لساقية : يا حسن الخطى ، لماذا أنت صامت ؟ هيا واجعله سريعا على طبيعته .
- فهناك حاكم خفى على كل عقل ، يفصل كل من يرد - بفنه - عن رأسه .
« 332 »
3950 - وشمس المشرق وقيامها ببث النور ، مقيدة في أغلاله كالأسرى .
- إنه يجعل الفلك يدور في لحظة واحدة ، عندما يقرأ على رأسه نصف " رقية " من فنه .
- إن العقل هو من سخر عقلا آخر له ، إنه أستاذ في النرد يلقى الزهر سريعاً .
- فضربه بضع لكلمات على رأسه قائلًا : خذ ، فتجرع خوف الصفع ذلك الشراب المر .
- فثمل وصار فرحا ضاحكا كالبستان ، وانطلق في المنادمة والضحك وقول الفكاهات .
3955 - صار جريئا سعيدا وطرقع بأصابعه ، ومضى نحو المرحاض كي يبول .
- وكانت في المرحاض جارية كالقمر ، جميلة جداً ، من محظيات الملك .
- وعندما رآها ، بقي فمه مفتوحاً ، وغاب العقل ، وبدأ " دور " الجسد الذي يزاول الظلم .
- كان قد عاش عمرا وهو أعزب مشتاق ، فتشبث في الجارية في التو واللحظة بكلتا يديه .
- وقاومت تلك الجارية كثيراً وصرخت ، لكن ذلك لم يؤثر فيه ولم يجد فتيلا .
3960 - فإن المرأة في يد الرجل عند اللقاء ، تكون كالعجين في يد الخباز .
- يعجنه حينا لينا وحينا غليظا ، ويجعله يطلق أصواتا تحت قبضته .
- أحياناً يبسطه عريضا فوق اللوح ، وأحيانا يجمعه كله في قطعة واحدة .
- حينا يصب فيه الماء وحينا الملح ، ويجعل له المحك من تنوره وناره .
« 333 »
- وهكذا يلتف كل على بعضه ، المطلوب والطالب ، في هذه اللعبة ، المغلوب والغالب .
3965 - وليس هذا اللعب قاصرا على الزوج والزوجة ، بل هذا الفن لكل معشوق وعاشق .
- ومن القديم والحادث والعين والعرض ، التفاف مفترض مثل " ويس ورامين " .
- لكن لعب كل واحد ذو لون مختلف ، والتفاف كل " على الآخر " من فن مختلف .
- ولقد ذكر الزوج والزوجة على سبيل المثال ، بما يعنى : أيها الزوج ، لا تسىء معاملة الزوجة .
- ففي ليلة الزفاف ، ألم تضع الكنة يدها في يدك كأمانة طيبة ! !
3970 - قائلة : إن ما تفعله معها أيها المعتمد ، يفعله معك الله من خير وشر
- الخلاصة : أن هذا الفقيه من فقدانه لنفسه ، لا بقيت عنده عفة ولا زهد .
- لقد وقع ذلك الفقيه على تلك الحورية ، وأضرمت ناره في ذلك القطن .
- التقت الروح والتقت الأجساد ، وأخذا يتقلبان كطائرين ذبيحين .
- فما السقاية ؟ وما الملك ؟ وما الأسد ؟! وما الحياء ، وما الدين ، وأين الخوف والخشية على الروح ؟!
3975 - واستدارت حدقتاهما ، وجحظتا ، فلا حسن ظاهر هنا ولا حسين .
- وطال الأمر . . . وأين طريق العودة ؟ وطال انتظار الملك عن الحد .
- وجاء الملك ليرى الواقعة ، فرأى هناك زلزلة القارعة .
« 334 »
- ونهض ذلك الفقيه خوفا ومضى صوب المجلس ، واختطف الكأس سريعاً .
- والملك كالجحيم ملىء بالشرار والنكال ، صار ظامئاً لدم هذين الشريرين .
3980 - وعندما رأى الفقيه وجهه شديد الغضب والقهر وقد صار عبوساً دمويا مثل كأس السم .
- صاح بساقيه : يا أيها المضياف ، لم جلست حائرا ؟ ! إجعله على طبيعته .
- فضحك الملك وقال : أيها العظيم ، لقد صرت على طبيعتي ، وهذا الفتاة لك .
- إنني ملك وعملي هو العدل والإنصاف ، وآكل مما أعطاه جودي للصديق .
- وذلك الذي لا أشربه كالشهد ، كيف أطعمه للرفيق والقريب والصفى ؟ !
3985 - ومن هنا فإنني أطعم غلماني ، مما آكله أنا على مائدتي الخاصة .
- ومن هنا فأنا أطعم عبيدي من الطعام الذي آكله سواء كان ناضجا أو نيئاً .
- ولأنى ألبس من الخز وألبس من الأطلس ، فإنني من هنا لا أكسى الحشم بالخرق .
- إنني استحيى من النبي صاحب الأفضال الذي قال : [ ألبسوهم مما تلبسون ] .
- ولقد أوصى النبي أبناءه في " الدعوة " قائلًا : [ أطعموا الأذناب مما تأكلون ] « 1 » « 2 » .
3990 - ولقد جعلت الكثيرين على طبيعتهم ، وجعلتهم في الصبر خفافا راغبين .
- فاجعل نفسك على طبيعتك برجولة ، وأجعل العقل المفكر في الصبر دليلا
..............................................................
( 1 ) ما بين الأقواس بالعربية في المتن .
( 2 ) ج : 14 / 404 :
- وانصرف الفقيه وحمل معه زوجة طيبة من العطاء الخاص لكشاف الكروب .
« 335 »
- وعندما يكون مرشد الصبر جناحا لك ، فإن الروح تحلق إلى أوج العرش والكرسي .
- وانظر إلى المصطفى صلى اللَّه عليه وسلّم الذي صار صبره براقا ، جذبه إلى أعلى الطباق « 1 » .
مضى الأمراء بعد تمام المناقشة وما جرى صوب الصين حيث المعشوق
والمقصود حتى يكونوا بقدر الإمكان أقرب إلى المقصود فإذا كان طريق الوصل
مسدودا فالقرب بقدر الإمكان محمود . . . إلى آخره
« 2 »
- لقد قالوا هذا وبدأوا في السير سريعاً ، وكل ما كان يا رفيقي كان في تلك اللحظة .
3995 - اختاروا الصبر وصاروا من الصديقين ، ثم اتجهوا إلى بلاد الصين .
- وتركوا الوالدين والملك ، وسلكوا طريق المعشوق .
- مثل إبراهيم بن أدهم ، جعلهم عشقهم من سرير الملك فقراء ، لا يعرفون لأنفسهم رأسا من قدم .
- أو كإبراهيم المرسل عليه السّلام ، ألقى بنشوة رأسه في النار .
- أو كإسماعيل الصبار المجيد عليه السّلام ، مد حلقه أمام العشق وخنجره ! !
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 404 - 405 :
- وعندما احترف أيوب العظيم الصبر ، فتح له من البلاء باباً من الرحمة
- فالصبر هو الصدر على أي حال يكون ، فلا تفرط في الصبر من يدك ما استطعت
- ألم تسمع الصبر مفتاح الفرج ، بحيث عكفت على هذه العجلة ؟ !
- إن الصبر يأتي للعشاق برغبة القلب ، ولمسلوبى القلوب يكون الصبر راحة لها
- ولا حد لهذا الكلام فالقصر فيه ، وتحدث عن حديث العاشقين .
( 2 ) ج : 14 / 417 :
- عد أيها العاشق وسق سريعا ، فأولئك الأمراء في انتظارك
- فالأمراء الثلاثة مثل القاعدين عن العمل ، عذبهم العشق في حد ذاته .
« 336 »
حكاية امرئ القيس الذي كان ملكا على العرب وكان على قدر كبير من الجمال في خلقته ،
وكان نسوة العرب كزليخا قتيلات هواه كما كان شاعرا موهوبا نظم : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل . وإذا كن النسوة يبحثن عنه بأرواحهن فعجبا مما كان غزله وتوجعه ؟ !
تراه علم أنهن كلهن تماثيل مصورة نقشت على لوح التراب ؟ !
وفي النهاية وجد امرئ القيس هذا حالا بحيث هرب في منتصف الليل من ملكه وهجر ولده وأخفى نفسه في خرقة درويش وتنقل من ذلك الإقليم إلى إقليم آخر في طلب ذلك الذي يكون منزها عن الإقليلم يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ *إلى آخره
4000 - إن امرئ القيس قد جذبه هو الآخر العشق من بلاد العرب ومن الممالك متيبس الشفة « 1 » .
- حتى جاء وأخذ يقوم بصناعة الطوب اللبن في تبوك ، فقيل للملك إن ملكاً من الملوك ؛
- اسمه امرؤ القيس جاء هنا للكد ، وهو في صيد العشق يقوم بصنع الطوب .
- فنهض ذلك الملك وسار إليه بليل ، وقال له : أيها الملك الجميل ؛
- إنك يوسف الأوان وكمل لك الملكان ، وأطاعتك البلاد ودان لك الجمال .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 419 :
- كان رقيق الطبع وكان صاحب جمال ، وكان شاعراً وصاحب أصول الكمال
- وعندما طرق العشق الحقيقي قلبه ، برد لديه ملكه وأهله ومنزله
- فلبس خرقة في منتصف الليل ومضى ، وهرب من ملكه سريعاً
« 337 »
4005 - صار الرجال عبيداً لك بسيفك ، وأولئك النسوة ملك لقمرك الذي بلا سحاب .
- وأن تكون عندنا فهذا من إقبالنا ، وروحنا من وصلك تصير مائة روح .
- فأنا وملكي كلانا مملوكان لك ، يا من تركت أعمالك بهمتك .
- أخذ يتحدث إليه كثيرا بالفلسفة وهو صامت ، وفجأة كشف له القناع عن السر .
- وما إن همس في أذنه عن العشق والألم ، حتى جعله مثله في الحال شريداً .
4010 - فأخذ بيده وصار رفيقا له ، إذ صار هو أيضاً ضائقا من العرش ومن الحزام .
- وذهبا معا هذان المكان إلى بلاد بعيدة ، والعشق لم يقم بهذا الذنب مرة واحدة .
- إنه شهد عند الكبار ولبن عند الأطفال ، وهو في كل سفينة يكون المن الأخير « 1 » .
- وغير هذين الاثنين هناك ملوك بلا حصر ولا عدد ، اختطفهم العشق من الملك والآل .
- وأرواح هؤلاء الأمراء الثلاثة حول الصين ، صارت كالطيور تلتقط الحب من كل صوب .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 419 :
- الذي عندما يوضع في سفينة يغرقها ، ويجعلها في القاع بأجمعها - وقصة كيخسرو ملك الزمان ، مشهورة بين الإنس والجان .
« 338 »
4015 - فلا جرأة لديهم لكي يفصحوا عما في الضمير ، ذلك أنه كان سرا شديد الخطورة .
- ومئات الآلاف من الرؤوس بقطعة واحدة من النقود في تلك اللحظة ، شد من أجلهم العشق الغاضب وتر القوس .
- والعشق حتى في وقت السعادة ودون غضب ، لديه خصلة ، وهو أنه يقتل خبط عشواء لحظة بلحظة .
- وهكذا يكون في تلك اللحظة التي يكون فيها راضياً ، فماذا أقول عنه عندما يكون غاضباً ؟ !
- لكن مرج الروح فداء لأسده ، ذلك الذي يقتله هذا العشق بسيفه ! !
4020 - فهو قتل أفضل من آلاف من أنواع الحياة ، إن أنواع الملوكية قتيلة من أجل هذه العبودية .
- أخذوا يتحدثون إلى بعضهم البعض كناية بالأسرار ، وأخذوا يتهامسون بمائة خوف وحذر .
- فليس على السر من مطلع إلا الله ، وليس من نجى للآهة إلا السماء .
- كانوا قد اصطلحوا فيما بينهم على بعض المصطلحات من أجل إيراد الخبر .
- فلو تعلم العوام من لسان الطير هذا ، لألقوا بالرئاسة والفيهقة بعيداً .
4025 - إن ذلك الكلام هو صورة أصوات الطير ، أما الرجل الساذج فهو غافل عن حال الطير ! !
- فأين سليمان عليه السّلام الذي يعلم منطق الطير ؟ ! فالشيطان وإن استولى على الملك ، فهو غير " سليمان " .
« 339 »
- لقد وقف الشيطان على شبيه سليمان ، كان لديه علم المكر ، ولم يكن لديه مصداقعُلِّمْنا.
- وعندما كانت بشاشة سليمان عليه السّلام من الإله ، كان لديه منطق الطير ، ومصداق علمنا .
- وافهم أنت هذا من ذلك الطائر الهوائي ، إذ انك لم تر الطيور التي من لدن " الله " ! !
4030 - إن موضع العنقاوات يكون الجهة الأخرى من قاف ، وليس لكل خيال يد ناسجة .
- اللهم إلا ذلك الخيال الذي رآه اتفاقا ، ثم وقع له بعد العيان الفراق .
- ليس الفراق النهائي ، بل فراق المصلحة ، فإن تلك المنقبة آمنة من كل فراق .
- ومن أجل استبقاء تلك الروح في ذلك الجسد ، تسحب الشمس لحظة نفسها من الثلوج . . .
- ومن أجل روحك اطلب الصلاح منهم ، وانتبه ولا تسرق منهم مصطلحاتهم .
4035 - لقد سمت زليخا كل الأشياء من الحرمل حتى العود باسم يوسف عليه السّلام .
- وأخفت اسمه في الأسماء ، لكنها أخبرت خلصاءها بسر ذلك .
- فعند ما كانت تقول أن الشمع قد لان من النار ، فإنها تعنى : أن ذلك الحبيب كان رفيقا بنا .
- وإذا قالت " انظروا قد طلع القمر " أو قالت " إخضر غصن الصفصاف " .
- أو قالت إن الأوراق تهتز سعادة أو قالت " إن البخور تحترق جيدأً " .
4040 - أو قالت باح البلبل بالسر للوردة ، أو قالت : باح الملك بسر الأميرة .
- أو قالت " أي حظ ميمون " أو قالت " ابسطن المتاع " .
« 340 »
- أو قالت " جاء السقاء بالماء " أو قالت " ارتفعت الشمس " .
- أو قالت " بالأمس طبخوا قدرا " من الطعام " أو أنهم جعلوا المواد كلها من الإنضاج قطعة واحدة ! !
- أو قالت : إن أرغفة الخبز بلا ملح أو قالت : إن الفلك يسير مقلوبا .
4045 - أو قالت " رأسي تصدعنى " أو قالت " لقد خف ألم صداعى " « 1 » .
- فإن قالت ما فيه مدح ، فهذا يعنى قربه ، وإن قالت ذما فهذا يعنى فراقه .
- وإن كانت تختلط مئات الأسماء ببعضها ، فإنها كانت تقصد يوسف وتعنيه ! !
- ولو كانت جائعة وذكرت اسمه ، كانت تشيع وتثمل بكأسه .
- كان ظمؤها يرتوى من اسمه ، كان اسم يوسف يصير لها شراباً باطنياً .
4050 - وعندما كانت تشكو ألما فمن ذلك الاسم السامي ، كان العلاج الناجع لألمها في الحال .
- كان بالنسبة لها الفراء في وقت البرد ، وهذا ما يفعله عند العشق اسم الحبيب
- والعوام يقرأون في كل لحظة الاسم الطاهر ، لكنه بلا تأثير ، لأن ذاكره ليس عاشقاً .
- وما فعله عيسى عليه السّلام باسم الله ، كان يتحقق لها " أي زليخا " عند ذكر اسمه " أي يوسف " .
- وعندما صارت الروح متصلة بالحق ، فذكره ذكرها ، وذكرها ذكره .
4055 - تكون خالية من نفسها مليئة بعشق الحبيب ، وكل إناء ينضح بما فيه .
..............................................................
( 1 ) ج : 14 / 421 :
- وكان الخلصاء يعرفون أخبارها من قولها ، وعما إذا كان قد حدث لها ما يوافق أو ما يخالف ! !
« 341 »
- إن الضحكة تفوح بعبير الوصل ، بينما يفوح البكاء بمرارة البعاد « 1 » .
- وكل امرئ له مائة مراد في قلبه ، وهذا لا يكون في مذهب العشق والوداد .
- إن شمس العشق في النهار هي وجه المحبوب ، وتكون الشمس لوجهه كأنها النقاب .
- وذلك الذي لا يعرف النقاب من وجه الحبيب ، هو عابد للشمس ، اخلع اليد منه ! !
4060 - فهو النهار وهو أيضاً رزق العاشق ، هو القلب ، وهو حرقة القلب عند العاشق .
- لقد صار متاحا للأسماك من نفس الماء ، الخبز والشراب والكساء والدواء والنوم .
- مثل الطفل راضع اللبن من الثدي ، لا يعرف من العالمين سوى اللبن .
- سواء عرف الطفل اللبن أو لم يعرفه ، فلا طريق للتدبير إلى هذه الناحية .
- لقد أصحاب هذا الكتاب المستدير الروح بالذهول وذلك حتى تجد الفاتح والمفتوح .
4065 - فلا تكون ذاهلة في المسير بل هي فيه ، ذلك أن البحر هو الذي يحملها لا السيل ولا الجدول .
- وحين يجدها من يجدها يضيع ، ويصير كالسيل غريقا في البحر .
- إن البذرة ضاعت وآنذاك صارت شجرة تين ، وهذا هو معنى ما لم تمت لا أهب الذهب .
..............................................................
( 1 ) حرفيا : بزعفران الوداد وبرائحة البصل .
« 342 »
بعد مكثهم متوارين في بلاد الصين في حاضرة الملك وبعد طول الصبر ،
ونفاد صبر الأخ الأكبر وقوله : إني ذاهب أعرض نفسي على الملك فوداعاً :
" إما قدمي تنيلنى مقصودى * أو القى رأسي كفؤادى ثمة إما توصلني قدمي إلى المقصود والمراد * أو أفقد رأسي هناك كما فقدت قلبي وعدم جدوى نصيحة أخويه له : يا عاذل العاشقين دع فئة * أضلها الله كيف ترشدها
- قال الأكبر : يا أخوى ، لقد بلغت روحي الحلقوم من الانتظار .
- لقد صرت لا مبالياً ولم يبق لي صبر ، وهذا الصبر يلقى بي في النار .
4070 - لقد فلت طاقتى من هذا الصبر ، وصارت واقعتى هذه عبرة للعشاق .
- ولقد مللت الروح في الفراق ، والحياة في الفراق من النفاق .
- فحتام يقتلني ألم فراقها ؟ ! فلأقطع الرأس حتى يهبنى العشق رأساً .
- إن ديني هو الحياة من العشق ، والحياة " المستمدة " من هذه الرأس وهذا الجسد عارٌ علىّ .
- والسيف هو نافض الغبار عن روح العاشق ، ذلك أن السيف هو محاء الذنوب .
4075 - وعندما انتفى غبار الجسد فقد تألق قمري ، ووجد قمر روحي الهواء الصافي .
- ولأعمار على طبل عشقك أيتها الحسناء ، أدق " لحن " إن في موتى حياتي .
- ولقد ادعت الروح أنها من الطيور المائية ، فمتى تصرخ من طوفان البلاء ؟ !
- وأي حزن للبط من غرق السفينة ، وتكفيه قدمه سفينة على الماء .
« 343 »
- وروحي وجسدي يعيشان على هذه الدعوى ، فكيف أكف إذن عن هذا الادعاء ؟ !
4080 - إنني أرى الأحلام لكني لست بنائم ، وأنا مدع ، لكني لست بالكذاب .
- وإن أنت ضربت عنقي مائة مرة ، أكون كالشمع ، أنشر الضياء .
- والنار إن أضرمت في البيدر من قدام ومن وراء ، تكفى السراة هالة ذلك القمر .
- لكن حيلة الأخوة جعلت يوسف عليه السّلام مخفيا عن يعقوب النبي عليه السّلام .
- لقد أخفوه باصطناعهم الحيلة ، لكن القميص دل عليه آخر الأمر .
4085 - وقد نصحه "أخواه" عند حديثه، وقالا له : لا تكن غافلا عن الأخطار المحدقة بك .
- انتبه ، ولا تنثر الملح على جراحنا ، وحذار لا تشرب هذا السم " إعتماداً " على التجلد والشك .
- وكيف تمضى إلا بتدبير شيخ خبير ، وكيف لا يكون لك قلب بصير ؟ !
- فويل لذلك الطائر الذي لم ينبت له جناح ، يطير إلى الأوج ويسقط في الخطر .
- والعقل يكون للمرء بمثابة الجناح والقوادم ، وعندما لا يكون لديه عقل ، " فليأخذ " عقل مرشد ما .
4090 - فكن مظفراً أو باحثا عن مظفر ، وكن ذا نظر أو باحثا عن ذي نظر .
- وبلا مفتاح العقل يكون هذا القرع على الباب ، من الهوى ، وبعيدا عن وجه الصواب .
- فانظر إلى عالمٍ قد سقط في الفخ من الهوى ، ومن الجراح التي تشبه الدواء .
« 344 »
- لقد وقفت الحية على صدرها كأنها الموت ، وفي فمها ورقة شجرة من أجل الصيد .
- إنها واقفة بين الأعشاب كعشبة ، ويظنها الطائر غصن نبات ! !
4095 - وعندما يقف من أجل الطعام على ورقة الشجرة ، يسقط في فم الحية والموت .
- لقد فتح تمساح فمه عن آخره ، وحول أسنانه ديدان طويلة .
- ومن بقية الطعام التي بقيت في أسنانه ، نمت الديدان ، ووقفت على الأسنان .
- وترى الطيور الدود والقوت ، وتظنه مرجاً ذلك التابوت .
- وعندما يمتلئ الفم بالطيور ، يبتلعها فجأة ، ويغلق فمه ! ! .
4100 - فاعتبر هذه الدنيا المليئة بالخبز والبقل مثل الفم المفتوح لذلك التمساح ! ! .
- فلا تأمن يا مختلق الرزق للديدان والفرائس من حيل تمساح الدهر .
- والثعلب يسقط ممددا تحت التراب ، وفوق التراب حبوب ماكرة .
- حتى يأتي الزاغ غافلا نحوها ، فيمسك بقدمه بمكره ذلك الماكر .
- وإذا كانت هناك آلاف من أنواع المكر عند الحيوان، فكيف يكون مكر الإنسان وهو سيدها؟!.
4105 - يكون في كفه مصحف كزين العابدين رضي اللّه عنه ، وفي كمه خنجر شديد القهر .
- يقول لك ضاحكاً " يا مولاي " وفي قلبه بابلى شديد السحر والحيلة .
- يكون سما قاتلا وصورته شهد ولبن ، فحذار ، ولا تمضِ دون صحبة شيخ خبير .
- إن كل لذائذ الهوى مكر وحيلة ، هي حرقة وظلمة حول نور البرق .
- والبرق نوره قصير وكذب ومجاز ، وحوله ظلمات ، وطريقك طويل .
.
يتبع